روايات

رواية عفريت مراتي الفصل الخامس 5 بقلم نداء علي

رواية عفريت مراتي الفصل الخامس 5 بقلم نداء علي

رواية عفريت مراتي البارت الخامس

رواية عفريت مراتي الجزء الخامس

رواية عفريت مراتي
رواية عفريت مراتي

رواية عفريت مراتي الحلقة الخامسة

قسمة ونصيب يمنحان المرء ما لم يتوقع ويأخذان من بين يديه ما تمنى لتبق أمور الحياة مرهونة بمشيئة الله وحكمته فبعض الخير شر مستتر وبعض الشر بين ثناياه خير وفير.
تبادلت ثناء أطراف الحديث مع فضيلة تستمع إلى شكواها المريرة من أفعال كرم وجنون حرصه علي المال إلى أن قالت:
معلش يا فضيلة طولي بالك ياختي انتي طول عمرك مستحملة
قاطعتها فضيلة قائلة:
يا ثناء ده راجل معفن، بقولك بيطفش العرسان وأنا بقالي كام سنه حاملة الهم وكاتمه في قلبي واقول سبحانك يارب البنات زي قمر وبقوا فوق بعض ومفيش عريس بيتقدملهم أكيد بسبب بخل أبوهم الناس بتخاف تهوب ناحيتهم أتاريه هو السبب برده بس بيرفضهم خايف يدفع ويجهز بناته
فضيلة بتردد:
سامحيني يا فضيلة أنا والله ظلمتك وقت ما فاتحت كرم وطلبت منه ايد البت مروة لحامد وقولت بنتي ومن لحمنا ودمنا جوزك قالي لأ خلينا حبايب من بعيد لبعيد
وقتها قولت انكم يعني شايفنا مش أد المقام
فضيلة بصدمة:
امتى حصل الكلام ده يا ثناء!!!
ثناء : من سنتين كده، وقتها كلمته ولما حصل اللي حصل قفلت عالسيرة بس حقك عليا أنا كنت شايله منك انتي كمان والشيطان لعب في راسي وقالي بقي كده يا فضيلة مكنش عيش وملح
أقسمت فضيلة قائلة:
ورب الكعبة ما قالي ولا جاب سيرة، اخص عليكي يا ثناء ده حامد راجل يتاقل بالدهب ولو كنت اعرف لاكنت جوزتهاله غصب عن عين أبوها.
ثناء : ربنا يرزقها بالأحسن منه ويباركله في مراته طيبة وبنت حلال وبتحبه قالتها ثناء بعدما لاحظت غضب فاطيما ونظراتها الشرسة
فضيلة : يارب، ربنا يعوض عليهم بالخلفة الصالحة
اقتربت فاطيما بحماس تجاه ثناء التي تراجعت إلى الخلف قائلة :
بتبصيلي كده ليه يابت يامخبوله انتي!!
فاطيما : بقى انتي كنتي عاوزة تجوزي حامض لواحدة غيري؟؟
ثناء : يابت ده كان كلام وحتى حامد ميعرفش عنه حاجة، بس الأصول كده ميصحش يبقى عمه عنده بنات في سن جواز وأروح ادور بره وأهو الحمد لله جت منه وموافقش….
أنا بس قولتلها لاجل ما اخلص ضميري لأني ظلمتها وقولت كرم أكيد سائلها قبل ما يقولي لأ وحتى لو رفض من نفسه كان واجب تكلمني وتطيب خاطري …
فاطيما : آها يعني انتي عاوزة تطلعي نفسك بريئة يا ثناء مكنش العشم..
ثناء : بريئة ايه يابت، هو انا خايفة منك يابت ولاايه!!
.
فاطيما بحزن :
صدمتيني يا ثناء، ده انا كنت فاكرة ان مفيش في دماغك غيري اتاريكي وخداني استبن …
ثناء مبتسمة :
لأ يا فاطيما انتي مش استبن واحنا لو لفينا الدنيا بحالها مش هنلاقي عروسة حلوة زيك بس شغلي مخك كده يابت ماتتعبنيش
يعني مثلاً لو انتي عندك صداع وجارك دكتور وفي بينكم عشرة ويشوفك رايحة تكشفي عند دكتور تاني مش هيزعل؟
فاطيما : هيزعل بس المهم أنا مزعلش وعمري ما هنسالك الحركة النص كم دي يا ثناء، كله الا حامض، ده جوزي وقرة عيني من يوم ما وعيت عالدنيا ولو مكنش اتجوزني بمزاجه كنت هخطفه منك
وبعدين بذمتك أبويا العسل ولا كرم أبو المكارم !!
ثناء ضاحكة : لا ده انتي ابوكي ولا في الدنيا كفاية تعبه معاكي وتربيته ليكي عالغالي.
فاطيما بجدية مريبة:
سيبك من السيرة دي وركزي معايا
ثناء بترقب : خير يارب ؟!
فاطيما : أنا قررت اعمل مشروع واساعد حامد، اليومين دول الشغل مريح وهو مزاجه وحش ومش راضي يتكلم ولا يشتكي
ثناء : وهو حامد هيرضي انك تشتغلي، ده دماغه صعبة يابنتي ومبيرضاش ابدا حد يساعده
فاطيما : ما احنا مش هنقوله دلوقتي
ثناء برفض :
لا طبعا، بلاش مشاكل ابني مبيحبش الكدب
فاطيما : اقعدي بس واسمعيني الأول
ثناء : اديني قاعدة يا معدولة لما أشوف أخرتها معاكي
💬💬💬💬
ابتسم كرم بسعادة بعدما تحدث والد العريس الجالس بجواره قائلاً :
احنا يا حج كرم مش طالبين حاجة غير موافقتك وان شاء الله نكتب الكتاب والعريس ياخد عروسته ويسافروا ولما يرجعوا بالسلامة يبقوا يجهزوا شقتهم علي مهلهم
تحدثت فضيلة مقاطعة لما يقوله الرجل وقبل أن يجيب كرم بالموافقة المتوقعة قائلة:
كلامك عين العقل يا أبو أحمد بس اللي أوله شرط أخره نور ياخويا
ابو أحمد : واحنا تحت أمركم
فضيلة : الأمر لله، احنا مش ضامنين عمرنا والنهاردة احنا عايشين ياعالم بكرة هنكون فين، بنتي والحمد لله متربية ومتعلمه ومهياش أقل من غيرها
أبو أحمد : طبعا دي ست البنات
فضيلة : يبقى يتعملها قايمة نضمن بيها حقها
أبو احمد : بس القايمة هتتعمل ليه وانتوا معلش مش هتجيبوا حاجة
فضيلة : احنا مطلبناش منك حاجة يا ابو أحمد القايمة دي هتبقى زي وصل أمانة وبالنسبة لحق بنتي من أبوها فهو هيحطلها تمن جهازها وديعة في البنك وقت ما تنزل هي وجوزها ويبدؤا يجهزوا شقتهم تجيب اللي يعجبها
نظر كرم بصدمة الي زوجته التي همست اليه قائلة :
طلاقي منك النهاردة يا كرم قصاد موافقتك علي كلامي فاااهم!!
ابتلع كرم ريقه بغضب ولم يستطع الرفض أو القبول فهي تطلب إليه المستحيل
تحدث أبو أحمد الي كرم قائلاً :
ايه رأيك يا حج كرم !!؟
فضيلة : وهو أنا هعمل حاجة من غير ما كرم يوافق عليها
أبو أحمد : مقصدش بس
تنحنح كرم بجدية مصطنعة قائلاً:
بستأذنك يا أبو أحمد اكلم أم مروة دقيقتين علي جنب
أبو أحمد : اه طبعا اتفضل
تحرك كرم وفي اعقابه فضيلة تطلع اليه بغيظ إلى أن وصلا الى غرفتهما فاحكم كرم غلق الباب من خلفه ونظر الي فضيلة بغضب ووعيد قائلاً:
بتهدديني يا فضلية، طب ايه قولك أنا مش هدفع ولا مليم وأعلى ما في خيلك اركبيه
فضيلة بثقة:
وماله انت مفكر اني مش عامله حسابي وعارفه انك ممكن تطلقني عادي المهم متدفعش حاجة في جواز البنات، بس اللي انت متعرفوش اني مبتكلمش كلمة غير لما أكون متأكدة منها
كرم : تقصدي ايه؟!
فضيلة : يعني انت هتعمل اللي قولته لأبو أحمد وهتحط للبت فلوسها في البنك
كرم : ايه هتضربيني مثلاً!؟
فضيلة : لااا هبلغ عنك الضرايب، هقولهم على كل حاجة والفواتير المضروبة اللي انت مخبيها عندي في الحفظ والصون
وضع كرم كفه فوق رأسه قائلاً:
نهار أبوكي مش فايت يا فضيلة، انت عاوزة تحبسي جوزك وأبو بناتك
فضيلة : وماله ماهو لما تتحبس هتاكل وتشرب ببلاش يعني قصدي مصلحتك
لم يجد كرم حلا أمامه سوى الموافقة فهو علي يقين ان زوجته قد تفعل ما تقول
💬💬💬💬
اعترضت ثناء قائلة:
لا انا قلبي مش مطمن هتخرجي لوحدك ازاي وانتي أهبل منك مافيش ممكن تتوهي يابت ومتعرفيش ترجعي افهمي بقى
فاطيما بثقة:
عيب عليكي يا نونه مش للدرجة دي بعدين لو حصل يعني هتصل عليكي وانتي تتصرفي
ثناء : يابنتي الله يهديكي بلاش أنا خايفة من حامد يتخانق معاكي
فاطيما : يووة يا ثناء ركزي احنا بس هنخبي عليه لحد المشروع ما يمشي بعدين نعرفه
ثناء بتردد : خلاص روحي بس اوعي تتأخري
فاطيما بحماس : ان شاء الله مش هتأخر
استقلت فاطيما حافلة لنقل الركاب وشردت بخيالها بعيدآ تبتسم بين حين وآخر كلما تذكرت ما ألت اليها حياتها فقد باتت سعيدة وهي من قبل لم تعرف معنى السعادة تزوجت بحامد وتحيا بقربه ومعها ثناء تساندها بلا تردد وها هي تخطو نحو تحقيق النجاح والعمل، تنهدت بقوة إلى أن استمعت الى الجالس جوارها يعاكسها بخفوت قائلاً:
مالك يا قمر بتتنهد ليه؟؟!
نظرت إليه ببلاهة قائلة : انت بتكلمني!!
وضع يده بالقرب من يدها قائلاً:
هو في غيرك قمر هنا!
صدمت فاطيما في بادئ الأمر من تجاوزها ولمساته المقززة لكنها سرعان ما استجمعت قوتها لتحمل حقيبة يدها وتضربه بقوة فوق رأسه
صاح الاخر بفزع وشهقت فاطيما عندما سالت الدماء من رأسه ليتوقف سائق الحافلة ويتساءل قائلاً:
جرى ايه يا جدعان، بتضربيه ليه ياست انتي!!؟
ظلت فاطيما صامته وكأنها مغيبة ليندفع الرجل مدعيا البكاء قائلاً:
دي شكلها مجنونة ياعم، أنا بمد ايدي اقولها هاتي الأجرة فتحت دماغي زي ما انت شايف
لم تدر فاطيما ما حدث الا بعدما هتف الضابط بحدة قائلاً:
ضربتيه ليه يابت انتي؟
فاطيما بحدة : أنا اسمي فاطيما مش بت، بعدين هو اللي راجل قليل الادب وكان… تلعثمت بخجل قائلاً كان بيعاكسني وبيمد ايده عليا
حاول الضابط ألا يعنفها خاصة وقد راقه طريقتها في الحديث وملامحها البريئة
ابتسم قائلاً:
كان بيعاكسك تقومي تفتحي دماغه يابت؟!
فاطيما : لأ انا مكنش قصدي ابطحه، بس الشنطة فيها ازازة برفان تقريبا هي اللي عورته، عموما يستاهل
الضابط : يعني انتي معترفه؟
فاطيما : يعني يرضيك اسيبه يمسك ايدي، طب حامد لو عرف يبقى موقفي ايه بقى ..!!
الضابط بتعجب:
حامد ده مين كمان؟
فاطيما : ده جوزي حبيبي قرة عيني ومينفعش حد غيره يلمسني أساساً
قهقه الضابط قائلاً:
أنا بدأت اصدق فعلآ انك مجنونة
فاطيما بجدية : لا والله أنا مش مجنونة، أنا كنت رايحة اجيب بضاعة
الضابط : مخدرااات!! نهار امك مش فايت النهارده
فاطيما بخوف : يا نهار أسود، مخدرات ايه يا باشا، انا هفهم حضرتك
قصت فاطيما على مسامعه خطتها نحو توفير بعض المال لمساعدة زوجها في اعباء الحياة الى أن انتهت قائلة:
بس يابه، هي دي الحكاية والبضاعة دي ملابس ببيعها أنا وثناء
💬💬💬💬💬💬
أخذ يدور بلا وجهة معلومة يتحرك داخل وخارج مسكنه عله يراها يتنهد بثقل وكأنه عاجز عن التقاط انفاسه إلى أن اقتربت منه والدته فهرول مسرعاً اليها قائلاً:
ايه يامه، لقيتيها؟؟!!
اجابته ثناء بقلق:
لا يا بني البت سها قالت مشفتهاش
حامد بجنون : طب راحت فين، ازاي تخرج لوحدها وتتأخر كده
ثناء : والله يابني قالت هتنزل تشتري شوية حاجات و..
حامد بترقب : وايه يام حامد!؟
ثناء متراجعة عن مصارحته : مفيش يابني زمانها جاية الغايب حجته معاه
اقتربت من مدخل الحارة سيارة شرطة فتوجهت انظار المارة إليها لتهبط منها بعد لحظات فاطيما التي أسرعت إليها ثناء بلهفة تحتضنها بخوف قائلة:
رحتي فين يابت يا فاطيما والحكومة قبضت عليكي ليه يا ضنايا؟؟؟
فاطيما بثقة : قبضوا عليا ايه، ده بيوصلوني أصل الظابط خاف ليحصلي حاجة وانا لوحدي…ممكن تخطف

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عفريت مراتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى