رواية عفريت مراتي الفصل الثاني 2 بقلم نداء علي
رواية عفريت مراتي البارت الثاني
رواية عفريت مراتي الجزء الثاني
رواية عفريت مراتي الحلقة الثانية
ابتسمت ثناء بمودة واشتياق الي فضيلة؛ سلفتها وصديقة طفولتها لتحتضنها فضيلة بحب ولهفة قائلة:
بت يا ثناء انتي هنا بجد؛ وحشاني يا أم حامد ياعشرة العمر
ثناء : يعني كنتي سألتي عني ياختي لما أنا وحشاكي اوي كده ..ده انتي وجوزك بقالكم اكتر من سنة محدش شافكم
فضيلة بحزن : ما انتي عارفة كرم وطبعه المهبب يا ثناء؛ والله انا تعبت منه وحطيت صوابعي العشرة في الشق منه
ثناء : عمل ايه تاني الموكوس ده ..انا رحت الدار قالي انك غضبانة عند ابوكي سألته عن السبب مقليش
فضيلة بيأس
وهيقولك ايه؛ هيقولك انه اتجنن رسمي الراجل كل يوم عقله بيخف وبخله بيزيد؛ اخر المتمة جايب قفل ورزة وقافل التلاجة ويقولي اصل العيال مبذرين وبياكلوا استخسار ..لما جاب اخري منه
ثناء : اقولك ايه بس يا فضيلة؛ البخل ده مرض اللهم احفظنا والواحد لو متحكمش في نفسه بيزيد
فضيلة : والله لولا البنات كبرت لكنت اتطلقت منه من زمان بس ابويا قالي عيشي يابنتي واللي انتي عاوزاه هنجبهولك
ثناء : وماله يا ختي؛ معلش عليكي الاستحمال وربنا قادر يهديه؛ اسكتي بقى وسيبك من كرم هقولك خبر يفرحك
فضيلة بترقب : ياريت قوليلي حاجة تهون عليا
ثناء : الواد حامد خطوبته يوم الجمعة الجاية
فضيلة بسعادة : اللهم صل وسلم عليك يانبي؛ ألف بركة؛ هيخطب مين ياترى!!
ثناء : بنت الحاج سيد جارنا؛ فاطيما لو فكراها
فضيلة : ايوة اكيد؛ دي مفيش مرة جينا نزوركم الا ولقيناها عندك
ثناء : طيبة ومتربية قدام عيني وعلي أد حالنا
فضيلة : وحامد بقي بيحبها ولا ايه؟
ثناء : حامد ابني ده بعيد عنك طوبة؛ لا بيحب ولا بيلاغي؛ بس انا متفائلة بفاطيما ..بت نغشه ولونه كده ان شاء الله هتخليه يحبها
فضيلة : ربنا يسعده يا ثناء ويفرحك بولاده؛ كل شئ نصيب لو مكانش مسعد الله يرحمه خدكم وسافر عالقاهرة كان زمانا مع بعض وحامد اتربى وسط اهله وناسه
ثناء : الله يرحمه طول عمره كان غاوي سفر وبعدين القاهرة من الفيوم مبعدتش أوي؛ انتوا بس اللي بتكسلوا.
فضيلة بسخرية : كرم بعيد عنك ممكن يطب ساكت لو بنزين العربية خلص في المشوار وبيبقي نفسه يجي يشوفكم بس بيخاف.
ثناء : والنبي ياختي كرم ومسعد الاتنين ما اسخم من زفتى الا ميت غمر؛ واحد كان مسرف بزيادة وضيع كل فلوسه والتاني ماسك بزيادة لو بايده هيحاسبكم عالهوا اللي بتتنفسوه
تحركت فضيلة بخفة تجاه دولاب الملابس ومدت يدها تبحث عن شئ ما
عادت مرة أخرى وجلست جوار ثناء؛ مدت يدها اليه بابتسامة قائلة:
خدي يام حامد؛ دي نقطة حامد مني
ثناء برفض : ليه كده يا فضيلة تزعليني منك؛ هو أنا جاية اعزمكم عشان فلوس
فضيلة : وبعدين في عقلك الصغير ده؛ هو في فرق بين حامد وولادي يا ثناء؛ اخص عليكي؛ وبعدين أنا لو ضامنة عمه مكنش هيهمني بس انا عارفاه كويس؛ مدي ايدك يا ثناء دي حاجة بسيطة وفي الليلة الكبيرة هديله نقطته في ايده ان شاء الله
ثناء : لأ؛ ولو مصممة تنقطيه يبقى لما تيجي يوم الجمعة
فضيلة : خدي الفلوس عشان لو في حاجة ناقصة ويوم المجعة يحلها الحلال
ترددت ثناء في القبول فهي عزيزة النفس إلى حد بعيد ولكن إصرار فضيلة جعلها تتقبل الهدية وبداخلها سعادة كبيرة فالمبلغ الذي اعطتها اياه ليس بالقليل
ابتسمت بداخلها قائلة : شكلك وش الخير يابت يا فاطيما وربنا هيفرجها علينا.
🔸🔸🔸🔸
اتخذت فاطيما وضع الاستعداد وكأنها علي وشك الدخول في حرب ضروس؛ تطلعت اليها صديقتها بتوتر وخوف قائلة:
بصي يا فاطميا؛ وانت بتحطي الفراخ في الزيت حطيها بالراحة علشان متتلسعيش
اومأت اليها فاطيما بثقة قائلة:
اطمني قولتلك؛ انا لازم اتعلم الطبيخ بسرعة علشان اثبت لحامد اني مش خايبة زي ما بيقول
سها بترقب : ربنا يستر
امسكت فاطيما الدجاجة المطهوة وقامت بالقائها بقوة داخل المقلاة لتندلع ألسنة النيران وتصيح سها برعب قائلة:
الله يخرب بيتك هتموتي محروقة؛ اهربي يابت يافاطيما
أتى والدها مسرعاً يبحث عنها بخوف ليجدها تختبئ خلف صديقتها
تساءل بتعجب قائلاً : بتصوتي ليه يابت!!
سها : بنتك حرقت المطبخ ياعم سيد
اقترب الرجل بهدوء يتمتم بحذر:
الله يكون في عونك يا حامد يابني؛ أنا عارف ان البت دي تكفير ذنوب.
توجه بحذر إلى داخل المطبخ بينما كانت فاطيما ترتعد خوفاً وسها توبخها علي فعلتها
قام الحاج سيد بغلق انبوبة الغاز وقام باخماد النيران بسهولة ويسر.
عاد باتجاه ابنته وابتسم اليها بحب قائلة بطيبة
يابنتي بالراحة علي نفسك هتتعلمي كل حاجة؛ وبعد كده متحمريش الفراخ في الزيت ابقى حطيها تتحمر في الفرن
سها : هاتلها ميكرويف ياعم سيد.
سيد : هجبلها اللي هي عوزاه يابنتي؛ المهم ربنا يهديها ومتولعش في الشقة وفينا
ابتسمت فاطيما بحرج قائلة:
حقك عليا يا بابا؛ أنا بس خفت من الزيت وبعدين مش انت السبب؛ انت كنت بتخاف تخليني أعمل أي حاجة والنتيجة أهو طلعت عبيطة ومش هعرف أطبخ وحامد هيطفش
سيد ضاحكاً : متخافيش هتتعلمي واحدة واحدة كل البنات بقت بتتعلم في اجوازهم اليومين دول وحامد طيب وابن حلال.
🔸🔸🔸🔸🔸
أراد كرم مصالحة زوجته والذهاب اليها كي ترجع إليها من جديد فهي محبوبته وأم ابنائه؛ لقد كانت حياته سهله بسيطة؛ تزوج بمن أحب وتزوج شقيقه بمن أحبها؛ كان كرم ومسعد تؤاما غير متماثل بالشكل وبالصفات ولكنهما كانا مقربين من بعضهما الي حد بعيد.
كانت فضيلة وثناء صديقتان ووقع الأخوان في هواهما وتزوجا دون صعوبات تذكر
تأخر كرم وفضيلة في الانجاب بينما رزق مسعد وثناء بطفلهما الأول والوحيد حامد واستمر الحال إلى أن قرر مسعد ترك بلدته والعيش بالقاهرة فقد كان عاشقاً للمغامرة والترحال.
غاص كرم وسط الكثير من ذكريات الماضي إلى أن انقطعت الكهرباء فجأة
أحس كرم بشىء من الرهبة فهو يخشى الظلام؛ بحث عن مصدر بديل للضوء فلم يجد؛ تحدث إلى نفسه قائلاً:
صحيح البت فضيلة قالتلي ان الكشاف اتحرق؛ ومفيش هنا شمع أنور بيه؛ يلا ميجراش حاجة أهو توفير للكهربا اللي شغالة ليل ونهار؛ وفضيلة وعيالها سيبين العداد يفر عمال علي بطال..
اتكأ على ظهره بعض الوقت مستخدماً الكشاف الخاص بهاتفه إلى أن نفذ الشحن وعم الظلام الدامس
استمع كرم الي صوت حركة خفيفة من حوله؛ تلفت كرم بفزع ينادي بقوة:
مين اللي هنا؟
لم يجبه أحد وزاد فزعه هرول بخوف يتكفأ إلى أن اصطدم بالباب الخارجي لبيته؛ اسرع إلى الخروج قائلاً:
الله حي؛ الحقوني ياجدعان..الحقوني حراااامي
اسرع الجيران إلى اغاثته دون تردد وبعدما ساعده جيرانه علي القبض علي ذاك اللص اكتشفوا أنه لم يكن سوى هر ضخم يبحث عن بعض الطعام…
تبادل الجميع المزاح فيما بينهم ولكن كرم كان في حالة يرثى لها ودون تفكير أسرع لاستعادة زوجته فقد اوشك علي الموت خوفاً منذ لحظات ويجب عليه التضحية وان اضطر الي اعطاءها مفتاح الثلاجة كي ينال رضاها فلن يتراجع…
🔸🔸🔸🔸
انتهت فاطيما من اختيار بعض المصوغات الرقيقة والتي حرصت علي ان تكون بسيطة كي لا تكلف حامد مالا يطيق
ابتسمت ثناء برضا إليها قائلة:
اختاري يابت حاجة تقيلة الفلوس موجودة
فاطيما بخجل :
أنا اخترت خلاص ياثناء؛ وكفاية عليا حامد
همست إليها ثناء قائلة:
يابت اتقلي شوية؛ هو ده اللي اتفقنا عليه يا مايلة!!
فاطيما : حاضر؛ هتقل بس بعد الخطوبة خليني افرح دلوقتي شوية
ثناء بحب : تفرحي وتتهني يارب
زغرطت بكامل طاقتها وكأنها كانت تنتظر تلك الفرحة منذ سنوات ونظر اليها حامد بحب قائلاً:
ربنا يباركلي فيكي يامه
وجه بصره إلى فاطيما قائلاً:
مبروك يا فاطيما
لم تصدق فاطيما حالها؛ هل يتحدث اليها أم تتوهم ظلت صامته فتساءل بجدية:
انتي ساكته ليه؛ في حاجة مزعلاكي
تحدثت بتلقائية تميزها : لأ أنا فرحانة أوي وحاسه اني بحلم
ابتسم هو الاخر وتنهد بخفوت يتمنى أن يبادلها مشاعرها الواضحة للعيان رغم تخوفه من براءتها المفرطة
🔸🔸🔸🔸🔸🔸
اصطحب حامد فاطيما من صالون التجميل(الكوافير) وسط فرحة عارمة من الجميع واصوات الزغاريد تتعالى من النسوة المحيطين بهما؛ توجها الي بيت الحاج سيد فقد أعد المكان لاستقبال ابنته وخطيبها وبدأت اصوات الأغاني الشعبية الشائعة في احياء الحفل البسيط.
أعدت ثناء طعاماً شهيا من كافة الأنواع وساعدتها جيرانها من الاصدقاء القدامى؛ ومن يستحق المساعدة مثلها فهي كما الوردة العطرة بين الجميع؛ محبة ومعطاءة للكبير والصغير
انتهت احداهن من رص أطباق الطعام فوق المائدة قائلة:
كده خلصنا يأم حامد؛ الحمد لله الأكل كفى وفاض
ثناء بحب : الحمد لله عقبال ولادكم يا حبايب
تساءلت احداهن قائلة:
واكل العريس والعروسة يام حامد
ثناء : العريس والعروسة بيتعشوا اكلهم كنت ركناه علي جنب
تساءلت احداهن بفضول قائلة:
مش مفروض ان العروسة هي اللي بتطبخ وتأكل المعازيم
اجابتها ثناء قائلة:
مفيش فرق يام أحمد؛ وبعدين فاطيما أمها الله يرحمها وملهاش غير ابوها يعني نسيب الراجل يجيب طباخ ويغرم نفسه واحنا موجودين
اجابها الجميع قائلين:
لا يام حامد طول عمرك صاحبة واجب؛ عقبال ما تفرحي بولادهم
………………………..
كانت فاطيما فاتنة للغاية إلى الحد الذي جعل حامد لا يحيد النظر عنها؛ تعلقت عيناه بها رغماً عنه بينما كانت هي تائهة بين الحشود تجذبها سعادتها نحو عالم جديد لم تقتحمه من قبل.
قامت بوضع قطع الدجاج واللحم بكثرة أمام حامد الذي هتف ممازحا : ايه يا طماطم؛ حد قالك عني مفجوع..ولاايه!؟
نظرت اليه بخجل قائلة:
ها؛ انت بتكلمني أنا
حامد ضاحكاً : هو احنا معانا حد تاني يابنتي…انتي لسه بتحلمي ولاايه
فاطيما : لا مفيش غيرنا وابويا قاعد قصادنا أهو في الصالة
حامد هامساً
تعرفي انك حلوة أوي؛ زي القمر
نظرت اليها وفؤادها ينبض بجنون لحظات وفقدت وعيها من فرط سعادتها ليهب حامد واقفاً يتطلع اليها بخوف قوي قائلاً:
منك لله يا سمير قولتلي أدلعها واقولها كلام حلو؛ اهي متحملتش وشكلها ماتت من الصدمة…انا كان مالي بس دلوقتي ابوها هيتهمني فيها ويفكر اني عملت فيها حاجه
اقترب منها بلهفة يخشى أن يراها والدها بتلك الهيئة فيترجم عقله مصا حدث بصورة خاطئة؛ ربما يخيل إليه أنه قد مسها بسوء أو حاول التقرب منها
اصاب التوتر الشديد خاصة عندما امسك كفها الناعم بين كفيه الخشنة؛ اصابته مشاعر متباينة فهو لم يقترب هكذا من قبل ولم يمسها هي أو غيرها
همس اليها بقلق قائلاً:
فاطيما؛ انتي كويسة؛ قومي الله يكرمك حصلك ايه بس!!!
بدأ بنثر قطرات من كوب الماء الذي أمامه فوق وجهها إلى أن رمشت باهدابها عدة مرات فتنفس الصعداء وأخذ في تكرار المحاولة إلى أن انتبهت ونظرت اليه قائلة:
هو حصل ايه؛ أنا فين؟
حامد بغيظ : مش انتي اللي حصلك؛ انا اللي قطعت الخلف من تحت راسك
اعتدلت في جلستها قائلة بحزن:
أنا أسفة والله شكلي نكدت عليك
تعاطف هو معها فحاول التخفيف عنها ممازحا:
ياستي فداكي؛ انا بس خوفت عليكي وخوفت أبوكي يضربني؛ هيقول عملت ايه في بنتي
عضت شفتيها خجلاً وتوردت وجنتاها بشدة وتعلقت نظراتها به وكأنها منه وله فقط
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عفريت مراتي)