رواية عش العراب الفصل العشرون 20 بقلم سعاد محمد سلامة |
رواية عش العراب الحلقة العشرون
﷽
العشرون
ــــــــــــــــــ
بعد منتصف الليل بـ دبى
إستيقط كارم يشعر بالظمأ لم يجد ماء بالغرفه، نهض من على سريره وخرج من الغرفه كى يذهب الى المطبخ، لكن لاحظ خط نور ساطع من باب غرفة همس الموارب قليلاً
تعجب،وقام بالطرق على الباب،دخل مبتسمًا بعد أن سمحت له همس،دخل مبتسماً وهو يقترب من الفراش قائلاً:
أيه اللى مسهرك لحد دلوقتي،وأيه القماش الكتير والورق اللى على السرير ده.
تبسمت همس قائله:بصمم باترون عشان أبدأ فى تنفيذ كسوة سبوع إبن سلسبيل.
بعد كارم بعض القماش وجلس على الفراش قائلاً:
أنا شايف إسم ناصر مكتوب على بعض القماش ليه.
تبسمت همس قائله: مش بتقول جدتى بتأكد أن سلسبيل حامل فى ولد يبقى متأكده سلسبيل هتسميه.. ناصر.
رد كارم: أيه سبب اليقين اللى عنده ده.
شعرت همس بغصه وقالت: عشان إحنا التلاته كنا متعاهدين إن أول ولد هنخلفه هنسميه ناصر.
ضحك كارم قائلاً: يعنى بكده فى المستقبل إنشاء الله هيبقى فى تلاته ناصر.
غص قلب همس وقالت:إنشاء الله.
تبسم كارم قائلاً: واضح أن عمى ناصر محظوظ، بتلات بنات… أحلى من بعض.
تبسمت همس تشعر بشوق لوالديها وأختيها.
لكن نفضت عن رأسها قليلاً وقالت: كارم كان فى موضوع عاوزه تكلم معاك فيه.. عاوزه أعرف رأيك أيه.
رد كارم: وأيه الموضوع ده.
ردت همس: وانا بشترى القماش المستلزمات دى، من محل القماش ،المحل ده له إسم كويس هنا فى دبي،لما إشتريت مستلزمات كتير، الست صاحبة المحل سألتنى و خدت معاها فى الكلام،ولما قولت إنى بعرف أخيط وبطرز مفارش و كمان بشتغل شُغل تريكو كويس …وكان معايا منديل أنا مطرازه لما شافت تطريزه إتهوست بيه وقالتلى إن عندها كمان مشغل كبير لشُغل الهاند ميد،سواء التطريز او التريكو اليدوى،لأن فى بعض العملاء بيحبوا نوعية الشغل ده،ويبقى ربحها أكبر ، و لو أحب أشتغل معاها وأساعد فى تعليم البنات فى المشغل هى معندهاش مانع،بس أنا قولت لها أن ممكن اشتغل طلبيات وأنا هنا فى الشقه،إنما عرض إنى أعلم البنات فى المشغل ده صعب .
تبسم كارم وقال: طب والله عرض كويس أنتى متمكنه فى التطريز،وليه صعب تشتغلى معاها تعلمى البنات فى المشغل سهل تشتغلى يومين فى الأسبوع تعلمى البنات،ومتنسيش منه تدريب عملى على دراستك اللى لازم تخلصى من السنه دى بقى.
فرحت همس وقالت: يعنى ده رأيك، اوافق على عرضها.
تبسم كارم يقول: طبعاً توافقى، دى فرصه كويسه ومتأكد مع الوقت هيبقى عندك مشغل خاص بيكى.
فرحت همس كثيراً قائله: إنت عارف إنى كنت ناويه أفتح مشغل بعد ما أخلص الدراسه، بس…
توقفت همس عن إستكمال حديثها وشعرت بآلم فى قلبها، بسبب ما حدث لها دمر أحلامها.
شعر كارم بذالك وقال: الفرصه لسه قدامك يا همس، ويمكن قبل ما تخلصى دراسه يكون عندك المشغل، وأهو كمان تساعدينى فى بُنى مستقبلنا مع بعض.
تبسمت همس قائله: فلوس العراب هى اللى أشترت لينا شقه ومطعم هنا.
تبسم كارم وقال: الفلوس دى دين عليا وهسدده لـ بابا على دفعات مع الوقت… ده كان إتفاقى معاه من قبل ما نسافر
ما هو مش هنفضل معتمدين على فلوس العراب،لازم يكون لينا حياتنا الخاصه بينا وبأولادنا.
نظرت همس لـ كارم بشعور مؤلم حين قال،، أولادنا.
هل سيكون لهم أطفال بالمستقبل، مازال ذالك الرهاب يتملك منها، كارم لم يتعدى حدود إبن عمها الى الآن.
بينما تبسم كارم قائلاً: همس بابا قال للعيله إنى أتجوزت.
تعجبت همس برعشة صوت قائله:بجد طب كويس،متأكده عمى مش هيقولهم إني لسه عايشه،فا مش هيفرق معاهم إتجوزت مين.
رد كارم:لحد أمتى يا همس هتفضلى مخبيه عنهم إنك لسه عايشه.
إرتعش صوت همس أكثر وأخفضت وجهها قليلاً تُخفى تلك الدمعه بعينيها وقالت:
معرفش لحد أمتى ومن فضلك بلاش تضغط عليا فى الموضوع ده، وسيب القرار للقدر هو اللى يقرر أمتى الوقت.
إقترب كارم من مكان جلوس همس ووضع إحدى يديه على يديها التى تفركهما ببعض،وباليد الأخرى رفع رأسها،ونظر لعينيها.
فرت دمعة همس دون شعور منها
جفف كارم بإناملهُ تلك الدمعه،تلاقت عينيه مع عيني همس،تبادلت العيون النظرات لبعضها تبوح بمكنون القلوب الجريحه التى دواؤها أمامها لكن مُر تذوقه
ملس كارم على وجنتي همس بأنامله كأن يُمسك زجاج يخشى أن ينكسر بين يدهُ،للحظه أغمضت همس عينيها مستمتعه بملمس أناملهُ التى تسير على وجهها،بذالك الحنان،لكن فجأه آتت تلك الذكرى المُره أمامها،تذكرت صفعات هذان الوغدان لها.
فتحت عينيها سريعاً وعادت برأسها للخلف سريعًا
صامته.
لاحظ كارم ذالك،لكن لم يستسلم ومد يدهُ على وجهها يعود يتلمسهُ براحه…ورفع يدهُ الأخرى أحكم وجهها بين يديه.
إرتعش جسد همس،شعر كارم برعشة همس بل ورأى إرتعاش شفتاها،التى ملس بأنامله عليها…دون وعى منه لما سيحدث بعد ذالك،لكن قلبهُ مُشتاق إقترب برأسهُ منها وإلتقم شفاها بقُبلة شوق وتوق،ترك شفاها بسرعه يُقبل وجنتها،لم يفيق الإ حين تذوق طعم دموعها بين شفتيه…
إبتعد سريعاً للخلف،ينظر لوجهها عينيها المُغمضه رغم ذالك تسيل دموعها على وجهها.
تحدث بصوت شجي:همس.
فتحت همس عينيها بصعوبه نظرت لوجه كارم الذى تبسم وقال لهما بتتويه: أنا كفايه سهر لحد كده عشان عنيكى ونامى دلوقتي وأبقى كملى بالنهار،لسه بدرى على ميعاد ولادة سلسبيل.
تبسمت همس هى الآخرى وأمائت رأسها بموافقه.
نهض كارم من فوق الفراش وقام بجذب القماش والأوراق ووضعها على أريكه بالغرفه…بينما تمددت همس على الفراش،عاد كارم مره أخرى قريب من الفراش وجذب عليها الغطاء قائلاً:تصبحى على خير.
تبسمت همس:وإنت من أهله.
تبسم كارم وسار يخرح من الغرفه،بعد أن أخفض نورها.
وقف جوار الباب يتنهد بفرحه رغم دموع همس التى غصت بقلبه،لكن همس لم تخاف منه كما كان يحدث فى السابق،تذكر حديثهُ مع الطبيبه المُعالجه مع همس اليوم التى ذهب إليها وقت إستراحة العمل بالمطعم.
حين سألها عن مدى تقدُم حالة همس النفسيه…وأنها أصبحت لا تخاف منه حين يقترب مثل السابق حين كانت تخاف حين فقط تشعر أنه يكاد يلمس يدها،الآن أحياناً تتلامس إيديهم بعفويه ولا تخاف منه.
ردت عليه الطبيبه: هكلمك بصراحه،أنا لما تواصلت معايا زميلتى الدكتوره اللى كانت مُشرفه على حالة همس من البدايه وتحاورت معاها فى حالة همس وأبعادها،والرهاب اللى أصبح ملازم لها وخوفها إن أى حد يقرب منه،بس كان فى إتنين بس هما اللى بتثق فيهم،توصلنا إن الرهاب ده ممكن مع الوقت مش هقول يروخ وترجع لحالتها القديمه،بس ممكن الموضوع ده يخف مع الوقت،بالذات لما تبعد عن المكان اللى حصل لها فيه الحادثه الصعبه اللى مرت بها،وكمان هى هنا فى غُربه ومتعرفش حد غيرك،وكمان عايشين فى نفس الشقه،بالتالى بتقضوا وقت كبير مع بعض فى نفس المكان،فالرهاب اللى عندها منك بدأ يقل وتثق فيك أكتر،سبق وقولتلى أنكم ولاد عم ومتربين سوا، قبل كده حاولت تمسك إيدها أو تحضنها مثلاً؟
رد كارم:طبعاً كان مستحيل أحضنها دى كانت بنت عمى ومكنتش شايفها زى أختى،إنما مسكت إيدها كتير قبل كده بنوايا طيبه.
تبسمت الطبيه:أهى النوايا الطيبه دى يمكن هى اللى أثرت على تحسُن حالتها فى الفتره القصيره اللى فاتت،همس عندها يقين إنك مش هتأذيها بس الخوف اللى جواها بيتحكم فيها،والخوف بدأ بالتدريج يختفى،أنا عاوزاك تتعمد ومثلاً تتأخر فى الرجوع للسكن وتشوف رد فعلها هيكون أيه،وكمان ممكن تزيد ومثلاً تحضنها.
تحدث كارم بإستفسار:طب وده مش ممكن يجيب نتيجه عكسيه وترجع تخاف منى تانى وترجع لحالتها القديمه وتنزوى عنى.
ردت الطبيبه:لأ إطمن،همس مبقاش قدامها غيرك تثق فيه دلوقتي.
تبسم كارم وهو يتذكر حضن همس له حين عاد،وأيضاً تلك القُبله التى قبلها لـ همس قبل قليل،حقًا آلمه دموع همس،لكن همس لم تخاف منه إنشرح صدره،فالطريق لم يعُد طويل لرجوع هاميس القديمه.
بينما بغرفة همس.
وضعت يدها على شفاها تتذكر تلك القُبله،كم كانت رقيقه وعفويه، سأل عقلها لما للحظات تجنب عنها ذالك الرهاب وأستسلمت لتلك القُبله لكن فى نفس الوقت تذكرت محاولة الوغدان تقبيلها لكن وقتها بسبب تلك الاقنعه التى كانوا يخفون وجوههم بها منع ذالك تلك كانت أول قُبله لها شعورها يمزج بين الحِنيه والمراره فى نفس الوقت،لكن ربما أكثر شعور تشعر به الآن هو تجربة تلك القُبله مره أخرى ومعرفة أى شعور يطغى عليها وقتها.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدار العراب
إستمتعت سلسبيل بتلك القُبلات المتشوقه الخاليه من العنف قُبلات تجعلها تشعر أن لديها مكان بقلب قماح،مدت يدها كى تجذبهُ عليها أكثر،لكن فجأه شعرت بخواء بين يديها…
فتحت سلسبيل عينيها تفاجئت بنور الغرفه الخافت،نظرت حولها الغرفه فارغه،ما كانت تشعر به قبل قليل لم يكُن سوا حِلم أو ربما وهم لن يحدث،ويُقبلها قماح بتلك الطريقه الرقيقه، ظلت مستيقظه لوقت، شعرت بالضجر، فكرت أن تنهض من على الفراش وتذهب الى غرفة المعيشه تشاهد أحد الأفلام بالفعل خرجت من الغرفه لكن أثناء سيرها كان باب غرفة النوم الأخرى مفتوح،لا تعرف لما ساقتها قدميها للدخول للغرفه وأشعلت ضوء خافت نظرت نحو الفراش،وجدت قماح مثل عادته ينام ببطنه على إحدى يديه،كان شبه عارى بسبب إنحصار ذالك الغطاء عليه،كان هنالك بعض البروده بالغرفه،بالتأكيد بسبب ذالك المكيف وأيضاً الطقس أصبخ يميل نحو البروده،أطفئت المُكيف،وذهبت نحو الفراش وقامت بتغطية قماح ثم أطفئت النور سريعاً وخرجت من الغرفه،وبدل أن تذهب الى حجرة المعيشه ذهبت الى غرفة النوم مره أخرى وتسطحت على الفراش تتنهد بشعور لا تعرف له تفسير ولا لذالك الحلم الذى بسببه إستيقظت من نومها أيعقل أنها تشتاق لـ قماح أن يكون بتلك الرِقه..بالتأكيد لا… هذا مجرد وهم.
بينما قماح لم يكُن نائم كان يشعر بالضجر وحراره تغزو جسدهُ غير قادر على إطفائها سوا سلسبيل،شعر بها حين أشعلت ضوء الغرفه وأغلقت المكيف،وأيضاً حين قامت بإلقاء غطاء الفراش عليه،للحظه فكر أن يستدير لها ويجذبها إليه يروى شوقه وتوقه لها لكن تراجع فى قرارة نفسه لا يُريدها أن تعرف أنه يشعر بالضجر بسبب هجرها له
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصباح اليوم التالى.
بدار العراب
بشقة النبوى باكرًا… آستيقظ على طرق باب غرفته.
بالتأكيد عرف من يطرق عليه فقال:
إدخل يا محمد.
دخل محمد قائلاً : عرفت إنى محمد إزاى.
تبسم النبوى قائلاً: هو فى حد تالت معانا فى الشقه…صباح الخير.
إنتبه محمد وخبط على رأسه قائلاً: أه صحيح،صباح النور.
وقف محمد متوتراً بعد ذالك
تحدث النبوى قائلاً:مالك واقف متوتر كده ليه،جاي تشتكى من أفعال رباح معاك.
رد محمد:لأ من يوم ما حضرتك كلمته آخر مره وهو بقى بيعاملنى يعنى أهو كويس شويه،بس فيه حاجه لحظتها عليه،بيشتكى من صداع فى دماغه.
إنخض النبوى وقال:من أمتى لاحظت إنه بيشتكى من صداع.
رد محمد:هو صدفه كنت دخلت عليه وأتعصب عليا،وشوفته خد حبايه ولما سألته قالى أنه عنده صداع بيجى له من فتره للتانيه بس الدوا ده بيريحه.
تنهد النبوى وقال: طب جولى چاى لى باكر إكده ليه مش بعاده تصحى بدرى إكده.
بتوتر قال محمد: كنت عاوز أتكلم معاك فى موضوع خاص يهمنى… وووو.
رد النبوى بتحفيز: وأيه أدخل مباشر فى الموضوع.
رد محمد بمط فى الموضوع: طبعاً حضرتك قولت لينا إن كارم أتجوز، وبالشكل ده مبقاش عازب غيرى.
تبسم النبوى وقال: فعلاً مبقاش فى عيلة العراب عازب غيرك، بس ده دخله أيه فى الموضوع اللى عاوز تكلمنى فيه.
رد محمد بتوتر: بصراحه أنا كمان بفكر أتجوز.
تبسم النبوى وقال: تتجوز مره واحده كده.
رد محمد: لأ طبعاً مش مره واحده، طبعاً هيكون فى فترة خطوبه، وبعدها أتجوز.
تبسم النبوى وقال بمكر: هقول للحجه هدايه تشوفلك عروسه زينه إكده.
رد محمد بتسرُع: لاه أنا خلاص لقيت العروسه.
تبسم النبوى وقال: بچد، طب هى مين… بنت حد نعرفه.
رد محمد: لأ، بصراحه هى بنت شوفتها كذا مره وعجبتني، وقولت أتقدم لها رسمى.
تبسم النبوى يقول: وزينه البنت دى على إكده وبنت مين؟
رد محمد: هى زينه وحلوه، بس مش من البلد هنا، هى من بلد جنبنا.
تبسم النبوى وقال: تمام، هاتلى إسمها وإسم عيلتها أسأل عنهم، وإن كانت بنت ناس طيبين يبقى على بركة الله.
تبسم محمد بإنشراح وقال: هى بنت ناس طيبين انا سألت عنها.
تبسم النبوى وقال: مفيش مانع نسأل زيادة ثقه…ومتخافش طالما إنت واثق إنها بنت ناس طيبين،زى ما بتجول.
رد محمد:تمام يا بابا هقولك إسمها وإسم عيلتها،ومكان بيتهم كمان.
تبسم النبوى ماكرًا:
واضح إنك واقع لشوشتك، إطمن إنشاء الله تطلع بنت ناس طيبين وتكون ونصيبك، بس إدينى يومين كده أسأل عنها، ده جواز العمر كله يا ولدى، ولازم يكون بين ناس طيبين.
……ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمقر
تبسم النبوى لدخول سلسبيل عليه المكتب،وقال:أهلاً بالحجه هدايه الصغيره،رأيي إن ناصر أخويا كان لازم يسميكى إنتى هدايه،مش هدى،إنت اللى واخده من صفاتها كتير،أولها القلب الحامى فى الشغل.
تبسمت سلسبيل وقالت: كويس إن فيا حاجه منها.
تبسم النبوى ونهض من خلف مكتبه وأقترب من سلسبيل وقال:خلينا نقعد شويه نتحدت مع بعضينا،كنت عاوزك فى موضوع مهم.
تبسمت سلسبيل له وذهبت وجلست لحواره على أريكه بالغرفه.
وضع النبوى يدهُ على كتف سلسبيل قائلاً بمفاجأه:أخبار قماح أيه.
ردت سلسبيل بتعلثم:قصدك أيه بأخبار قماح،هو حضرتك مش عايش معانا وشايفهُ بنفسك.
رد النبوى:أنا قصدى أخبارهُ معاكِ أيه،لسه بنفس طباعه القديمه.
تعلثمت سلسبيل وقالت:لأ إتغير شويه.
تبسم النبوى وقال: إتغير شويه كتار ولا صغيرين.
لم تعرف سلسبيل أن ترد عليه وتقول ماذا، أنهما شبه منفصلان رغم أنهما يعيشان بشقه واحده، لكن أنقذها من الرد دخول محمد، تبسم لـ سلسبيل وقال:
كنت بدور عليكى فى الحسابات قالولى إنك هنا عند بابا فى مكتبه، الملف اللى طلبتيه منى اهو.
تبسمت سلسبيل وأخذت الملف من محمد.
الذى نظر لوالده وقال له: شكلى جيت فى وقت غير مناسب، الكنه وحماها شكلهم بيخططوا لحاجه الله يكون فى عونك يا قماح، أنا لما أتجوز مش هخلى مراتى تقرب من بابا ليقويها عليا.
تبسمت سلسبيل.
بينما قال النبوى:إنصرف أحسنلك وروح شوف شغلك بدل ما أكنسل عالموضوع إياه.
تبسم محمد وقال بمرح:لأ وعلى أيه الطيب أحسن،عندى شوية شغل هروح أكملهم،بدل ما تنفذ تهديدك إنت النبوى العراب برضوا.
إنصرف محمد وترك النبوى،وسلسبيل،التى قالت بفضول:
أيه موضوع محمد ده.
تبسم النبوى وقال:محمد عاوز يتجوز،وقالى على عروسه وبعت اللى يسأل عنها ولو طلعت زى ما بيجول بت ناس طيبين يبجى عالبركه،أجوزه وميبجاش فاضل غير هدى.
تبسمت سلسبيل لكن غص قلبها وقالت: أنا أستغربت لما قولت لينا أن كارم أتجوز وعايش مع مراته فى دبي، مكنتش أتوقع أنه ينسى همس بالسرعه دى؟
أخطأ النبوى وكاد لسانه يزلف، لكن تدارك حاله قبل إخبار سلسبيل أن زوجة كارم هى همس حين قال:
ومين اللى قالك أنه نسيها يا بتى،بس الحياه بتستمر.
خلينا فى موضوعنا عن قماح…بصى يا سلسبيل عارف عقلك طول عمرهُ كبير،قماح لما بعد عننا مكنش كده،معرفش أيه اللى حصله فى السنين اللى غاب عننا فيها،حكمى قلبك يا بنتى معاه بلاش عقلك،قماح يمكن غامض وقليل الكلام غير أنه تقريباً مالوش أصحاب يقدر يفضفض لهم،لكن متأكد إن ليكِ جواه مَعَزه خاصه،حاولى تقربى منه،وصدقينى وقتها هيظهر قماح الطفل البرئ اللى سلبت عقله عيله صغيره إسمها سلسبيل وكان بيرجع من المدرسه يدور علي مكانها ويضايق لو لقاها نايمه.
تعجبت سلسبيل من حديث عمها وقالت بخجل:عمى ليه سميت قماح بالأسم الغريب ده.
تبسم النبوى وقال:مش أنا اللى سميتوه، ده چدك رباح الله يرحمه، كنا بعد موسم القمح، ووجتها كنا أشترينا القمح من الفلاحين وخزناه، وكان عندنا خزين السنه اللى قبلها متبعش هو كمان، كانت جدتك هدايه كل شويه تقلب فيه وخايفه يسوس، ويهدر معانا، قماح إتولد الفجريه، الضُحى لقيت جدك داخل الدار، هيطير من الفرحه، وقال:
رزق المولود الجديد وصل معاه، الحكومه فتحت لشراء القمح، ومعظم الفلاحين والتجار خلاص صرفوا بضاعتهم، والحكومه علت سعر توريد القمح الضعف، وأحنا عندنا مخزون سنتين، وأنا أتفقت مع الجمعيه الزراعيه اللى فى بنى سويف أورد لهم المخزون على دفعات وكمان الحكومه هتدفع حق القمح فورى.
وجتها چدتك هدايه سجدت لله فى نفس اللحظه،كانت خايفه على مخزون القمح ده يعطب او يسوس بسبب مدة خزينهُ،وقتها جدك قال قماح.
إستغربنا، بس الوحيده اللى فهمته جدتك وقالت هو ده إسم الصبى، قماح، بركة القمح تصحبه طول حياته…وقتها بيعنا القمح وبمكسبه إشترينا عشر فدادين أرض،وجدك قال لازم أول زرعه يزرعها فى الأرض دى هى القمح،
وكمان الإسم عجب كارولين كتير ووافقت عليه، جدك كان بيحب قماح قوى، يمكن أكتر من ولادى التانين وكان دايماً ياخده معاه من وهو حتى متفطمش عن صدر كارولين، علم قماح كتير من طباعه، واللى كان أولها محدش يقوله لأ على قرار هو خده حتى الحجه هدايه نفسها، لما كانت تعارضه فى شئ،بس الحجه هدايه طبعاً لها طُرقها الخاصه اللى تلين اللى قدامها لها بسهوله،حتى جدك كان بيلين ليها.
تبسمت سلسبيل له بفهم.
لكن بذالك الوقت رن هاتف النبوى،تبسم قائلاً: حتى العشر دقايق اللى كنت عاوز أقعدهم مع بنتى مستكترينهم عليا.
تبسمت سلسبيل قائله:هسيبك تشوف شغلك يا عمى.
تبسم النبوى لها وقال: على فكره انا جمدت توقيع رباح ومحمد وقماح كمان ،لو مش أنتى اللى نبهتينى للمبالغ اللى كانت بتنسحب من رصيدنا فى البنوك.
تبسمت سلسبيل له وقالت:ده شغلى يا عمى،هسيبك ترد عالموبايل اللى مش مبطل رن،أوعى تكون عروسه جديده هتدخل دار العراب.
تبسم النبوى وقال:هو الواضح كده.
تبسمت سلسبيل وقالت:وطبعاً لازم عراب دار العراب يجيب قرارها الأول،يلا سلام.
تبسم النبوى لـ سلسبيل التى غادرت،ثم فتح هاتفه يستمع لمن بتحدث إليه،ثم أغلق الهاتف يتنهد ببسمة راحه.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بدار العراب
بغرفة هدايه
تحدثت هدايه قائله:
يعنى إنت سألت عن البنت وأهلها.
رد النبوى:أيوه،هى بنت يتيمه أبوها كان بيشتغل عندنا زمان،وحتى سألت ناصر عنه،وقالى كان مؤتمن وإن أخوها كان بيشتغل عندنا كمان،وتعرفى يا حجه أخوها ده بجى دكتور فى الچامعه دلوق،وهى أخلاقها زينه.
تبسمت هدايه قائله:يبجى على خيرة الله يا ولدى،باكر إنشاء الله هعمل زياره لهم وأشوفها بعينى وأطلبها،وربنا يجعل الخير من نصيب محمد.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى ظهيرة اليوم التالى
بمنزل سميحه
فتحت الباب ببسمتها المعتاده تفاجئت بتلك المرأه العجوز التى لا تعرفها،لكن رحبت بها.
فى نفس اللحظه دخلت قلب هدايه ببسمتها البشوشه،وقامت بالطبطبه على كتفها،نفس الشعور شعرت به سميحه،وهى تتنحى جانبًا من الباب حتى تدخل هدايه
التى سمت الله ودخلت الى المنزل،فى نفس اللحظه أتت فتحيه تسأل من الذى آتى.
ردت هدايه:أنا الحجه هدايه العراب.
تبسمت فتحيه بترحيب قائله:
إتفضلى يا حجه هدايه،نورتى دارك ومطرحك.
تبسمت هدايه قائله:تسلمي يا بتى.
دخلت فتحيه وهدايه الى غرفة الجلوس،وكانت خلفهم سميحه متعجبه من ترحيب والداتها الزائد بتلك المرأه البشوشه التى شعرت معها بالأُلفه،
لكن قالت فتحيه:روحى يا سميحه هاتى للحجه هدايه حاجه ساقعه،ولا أقولك حضرى الغدا،الحجه هدايه تبارك سفرتنا.
تبسمت هدايه قائله:مالوش لزوم يا بتى،كل اللى عاوزاه شربة مايه من يد عروستنا الحلوه دى.
لم تفهم سميحه مغزى حديث هدايه،إعتقدت أنها مجامله منها وذهبت كى تأتى بالمياه،
بينما مازالت فتحيه ترحب بهدايه بحفاوه،حتى عادت سميحه بالمياه،وأعطتها لهدايه التى أخذتها إرتشفت القليل،ثم وضعت الكوب امامها،مبتسمه،تقول:روحى يا سميحه وسيبينى مع أمك شويه.
تبسمت سميحه وإمتثلت لأمر هدايه،مما زاد من إعجابها بـ سميحه،التى رغم فضولها لكن بعد وقت ستعرف من تلك المرأه البشوشه.
نظرت هدايه لـ فتحيه قائله:بصى يا بتى،أنا جيالك فى طلب…
قاطعتها فتحيه قائله:عنيا للحجه هدايه بس أشرى.
تبسمت هدايه قائله:بلاش تجاطعينى فى الحديت يا بتى،بصى أنا حفيدى الصغير إسم الله عليه دلوق بجى شاب زين،ووچب يكمل دينه ويتزوج،وولاد الحلال دلونا عالصبيه سميحه بتك،وزى ما شوفت من بشاشة وشها،وسمعت عنها كل خير،جايلك أطلب يدها لحفيدى محمد…
قاطعت فتحيه هدايه وقالت:أنا أجيبها خدامه لرِجلك يا حجه هدايه.
ردت هدايه:لاه يا بتى انا عندى صبايا كيف سميحه ومرضاش تكون خدامه،دى هتبجى زيهم حفيدتى،أسألى عننا وشاورى بتك وأخوها وهستنى ردك عليا.
تبسمت فتحيه لها،وقالت:صيت العرابين سابقهم،ويا بختها اللى الحجه هدايه ترضى عنها.
بعد قليل نهضت هدايه وأخرجت ورقه من جيبها قائله:دى نمرة تليفون دار العراب، هستنى إتصالك عليا بالرد، ودلوق إندهى لـ سميحه أسلم عليها قبل ما أمشى،بصراحه دخلت جلبى جوى.
تبسمت فتحيه ونادت على سميحه التى آتت لها.
جذبتها هدايه وقامت بحضنها قائله:
حلوه اللدغه بتاعتك دى يا بتى،بتفكرنى بأمى الله يىحمها كانت لدغه زييك إكده.
لم تتذمر سميحه وإبتسمت لها.
…
مساءً
لم يكُن نظيم فقط المتعجب من ما سردته لهم والداتهم حول طلب هدايه ليد سميحه لأحد أحفادها،وقبول فتحيه ،لكن قال نظيم:لازم نسأل عنه الاول،يا ماما،على راسى كلامك عن الحجه هدايه،وكمان سبق وإتعاملت مع واحد منهم،بس صوابعك مش زى بعضها،والوقت إتغير
ردت سميحه:رغم إنى حسيت مع الست دى براحه وقبول بس برضوا كلام نظيم صح،أفرضى كان عيل سيس.
ضحك نظيم وقال بتريقه:ممكن يكون عيل ثيث،الفلوس بتفسد الأخلاق برضوا.
….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين
إتصلت فتحيه على هدايه تبلغها الرد بالموافقه، إتفقت معها هدايه على أن تكون الخِطبه على الضيق بسبب وفاة زوج إبنة زوجها من قريب، وقالت لها، أنها ستأتى بصُحبة العريس وأبيه وعمه فقط، لقراءة الفاتحه بالغد وأيضاً شراء الذهب.
ثانى يوم
بمنزل سميحه.
دخلت الى غرفة الجلوس، تحمل صنيه عليها بعض المشروبات تُخفض رأسها بحياء، ولفت بالصنيه على من بالغرفه، حتى وصلت الى محمد رفعت بصرها ونظرت له، تذكرته سريعاً، هو ذالك الشاب الذى كان يقف ببقالة العم نسيم، ذالك اليوم، تلاقت عينيهم،تبسم محمد بينما سميحه خجلت
ووضعت الصنيه وخرجت من الغرفه.
بينما لاحظت هدايه ذالك وإبتسمت قائله:
إحنا چاين دلوق،نقرى فاتحة سميحه ونروح بعدها نچيب شبكة العروسه من عند الصايغ
خلونا نقرى الفاتحه الأول عشان البركه وتكون فاتحة خير علينا يارب.
بعد قليل إنتهوا من قراءة الفاتحه،تحدثت هدايه قائله:
مبارك،وبالمناسبه دى إننا خلاص بجينا أهل،أنا بعزمكم يوم الچمعه تشرفوا دار العراب،ده اليوم اللى بتتجمع فيه كل العيله وانتم خلاص بجيتوا من العيله.
تبسم نظيم يفكر فى رد فعل هدى حين تراه أمامها فى دار العراب.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
يوم الجمعه
قبل الظهر
بالأتلييه الخاص بــــ سلسبيل.
تفاجئت هى وهدى بدخول حماد عليهن الأتلييه.
تبسم لهن وقال:مالكم وشكم أتغير كده ليه،أنا عملت حاجه غلط،لما جيت لهنا،أنا سألت عنكم الشغاله قالتلى فى الأتلييه فى الجنينه قولت أجى أسلم عليكم،وبالمره أشوف الاتلييه أول مره أدخله من زمان،تجولت عين كارم على المنحتوتات الموجوده بالاتلييه وقال بإنبهار،اللى يشوف المنحوتات دى يقول حقيقيه مش تقليد إنتى عندك موهبه جامده،لازم أخد صور للمنحوتات دى،عندى واحد صديقى عنده بازار بيبع تحف ومتأكد لو شاف المنحوتات دى هيشتريها منك بالتمن اللى تطلبيه منه.
بالفعل بدأ حماد بتصوير تلك المنحوتات،لكن رغم نفور هدى وسلسبيل من وجوده معهن بالاتلييه،رسمن بسمة مجامله
إنتهى حماد من تصوير المنحوتات على هاتفه،ثم عاد لمكان وقوفهن وقال بإنبهار:أنا بتأسف إنى زمان كنت بضايقك يا سلسبيل وبرمى الطين فى الجنينه، بصراحه كنت غلطان إنتى عندك موهبه جامده يا بيلا.
تحدث من دخل بحِده قائلاً:إسمها سلسبيل يا حماد.
نظر حماد خلفه،ورسم بسمه وقال:
صباح الخير يا قماح،ومالك مضايق إنى بنادى على سلسبيل،بـ بيلا،دى دلعها من وإحنا صغيرين كنا بنقوله لها.
رد قماح بتعسُف:أهو قولت كنتم صغيرين دلوقتى كبرتوا مينفعش تنادى عليها بأسم الدلع،بعدين أيه اللى جابك هنا الاتلييه مع البنات.
رد حماد بإرتباك:جيت أسلم عليهم مش بنات خالى.
رد قماح:كنت تقدر تنتظر تسلم عليهم جوه فى قلب الدار مش هنا… بعد كده ممنوع تدخل الاتلييه ودلوقتي إتفضل أطلع من هنا.
شعر حماد بخذو وغضب ساحق من حديث قماح الفظ معه، وخرج يشعر بالكُره الكبير له.
بينما قالت سلسبيل بهجاء:
مكنش لازم تكلمه بالطريقه الفظه دى، متنساش إنه إبن عمتنا، وإحنا متربين سوا من صغرنا، يعنى زى أخونا.
نظر قماح لـ هدى، التى تنحنحت قائله:
هسيبكم مع بعض وأروح أساعد ماما فى المطبخ.
نظر قماح الى مغادرة هدى واغلاقها خلفها باب الاتلييه، وقال: عيدى اللى قولتيه كده، حماد، إبن عمتك ومتربين سوا، ويا ترى بقى تربيتك تسمحلك بشاب يدخل لأوضه مقفوله وفيها بنتين، لأ قصدى مدام وأختها الصغيره.
ردت سلسبيل: والله إنت دخلت ولقيتنا واقفين معاه بإحترامنا مش بنتمايص زى اللى بتجيلك مكتبك تتمايص وإنت مبسوط بكده.
رد قماح: يعنى أيه، عاوزه تتمايصى على حماد، ده بعينك.
قال قماح هذا، وجذب سلسبيل من عضدها لتلتحم بصدرهُ وقبلها بقوه.
دفعته سلسبيل عنها بقوه أيضاً
تركها قماح تلهث.
لكن تعجب حين قالت له: قولتلك قبل كده، متقربش منى جوازنا إنتهى، كفايه كده، كل ما أقول فى فرصه إن جوازنا يستمر إنت بضيعها بغبائك، وشكك، حماد بالنسبه ليا مش أكتر من شخص إنتهازى وإستغلالى وبيسعى وراء هدف هو عاوز يوصله فى الاول كانت همس، دلوقتي بقى هدى،وكنا مضايقين من دخوله لهنا، بس ميصحش نطرده زى إنت ما عملت.
رد قماح بتهكم:وكنتى عاوزانى أعمله أيه أصقف له وأقوله براڤوا وهو بيمدح فى مراتى لأ وكمان بيدلعها،وهى بتضحك له،يظهر عاجبك كلامه.
ردت سلسبيل بحده:قماح أوعى لمعنى كلامك،قولت لك حماد مالوش صفه عند أى واحده مننا غير إنه إبن عمتنا.
رد قماح:هصدقك وأكدب ودانى اللى سمعت دلعه ليكِ،ولا بعد شويه لما يشوف مكانك فين ويقعد جانبك.
تعصبت سلسبيل عليه قائله:والله أنا بكره يوم الجمعه ده عشان الاجتماع ده بالذات،جدتى مفكره إنها بكده بتجمع العيله بس الحقيقه العيله الحقيقه أصبح ملهاش وجود،غير منظر قدام الناس.
إقترب قماح من سلسبيل مره أخرى وأمسكها من عضدي يديها وجذبها بقوه عليه وقال:
العيله موجوده،فعلاً،إنتى مش متقبله وجودها،يمكن كان نفسك تخرحى براها،وتوافقى على الجواز من نائل مثلاً…
نائل كان إمبارح عندك فى المقر بيعمل أيه.
حاولت سلسبيل دفع قماح عنها،لكن فشلت بسبب تمسكه بها،لكن قالت له بحده:
أيه إنت بتراقبنى فى المقر ولا أيه،أقولك نائل كان جاي ليه،إكتشف غلط فى الحسابات،وكان جاي بسببه،يا خساره فوت على هند فرصه إنها تجي لك المقر،وتملى نظرها بشوفة وشك اللى بتعشقه،ويمكن إنت كمان بتعشــــ.
لم تُكمل سلسبيل حديثها، حين إنقض قماح على شفتاها بالقبلات الشغوفه ليست عنيفه لكن كانت مُغلفه بالغيره، مد قماح يديه على ملابس سلسبيل حاول أن يُزيلها عنها، بالفعل فتح أزرار الجزء العلوى من ملابسها، وجذبها معه الى تلك الأريكه،الموجوده بالأتلييه،
كان يود الالتحام معها،يتشوق لها يؤلمه هجرها الذى طال،يريد أن يثبت لها أنها مازالت مِلكه وستظل ذالك،
لكن سلسبيل للحظات خانها جسدها وكاد يمتثل لـ طُغيان قماح،لولا رنين هاتفها…أفاقهما الأثنين،
دفعت سلسبيل قماح كى ينهض من فوقها،لكن قماح لا يريد ذالك يريد سلسبيل تحت إمرتهُ.
تحدثت سلسبيل:قوم من فوقى يا قماح،ناسى إنى حامل،كفايه مش هسمحلك تأذى الجنين اللى فى بطنى،وكمان مش ملاحظ إننا فى الاتلييه وممكن أى حد يدخل علينا… زى حماد كده.
نهض قماح من فوق سلسبيل يشعر بغضب، نهضت سلسبيل تزم ملابسها عليها، وذهبت الى مكان هاتفها الذى مازال يرن، نظرت لشاشته،ثم نظرت لـ قماح ونظراته المترقبه.
تحدث قماح بإستعلام وهو يقترب من سلسبيل:مين اللى بيتصل عليكى وليه مش بتردى…بس أنا هعرف مين.
قال قماح هذا وأخذ الهاتف من يدها،ثار عقله حين رأى إسم المتصل عليها وقال:
نائل بيتصل عليكى ليه دلوقتي.
ردت سلسبيل:معرفش،أرد عليه قدامك أسأله وأعرف ليه بيتصل عليا.
تعصب قماح قائلاً:ممنوع تردى عليه،وكمان أعملى حسابك إن مفيش رجوع للشغل تانى،أنا سمحت بس الفتره اللى فاتت بمزاجى،لكن كفايه،ولا مصدقه كلمات الاعجاب بتاع الموظفين،ببنت العراب الذكيه اللى أول شئ عملته أنها نقلت لـ بابا تحركات أرصدتنا فى البنوك عشان يجمد توقيعنا،ويفضل توقيعك إنتى وبس،عاوزه توصلى لأيه،إنك تثبتى أنك التوب فى شركة العراب ،الوحيده اللى ضحت عشان إسم العراب.
ردت سلسبيل:أنا فعلاً الوحيده اللى ضحت عشان إسم العراب،كفاية إنى رضخت من البدايه وقبلت أتجوز شخص عنجهى عنده داء يدوس على آلام اللى قدامه ويشك فيه،رغم انه هو كله مساوئ،أنا عرفت ليه هند بتقلل من كرامتها وبتجرى وراك،لانها فهماك كويس ومينفعكش غيرها،يا قماح واحده ترضخ لك،أنا مش هرضخ تانى لأى حد يا قماح،وقبل ما تخرج من هنا،بقولك طلقنى بس قبلها هقولك مش أنا اللى قولت لعمى يجمد توقيعك ولا توقيع أخواتك،عشان أبقى أنا التوب فى المقر،أنا أتفاجئت بكده،ولما سألت عمى،قالى أنه جمد توقيعاتكم كلكم عشان محيطش الحقد بينكم،وأنا ساب توقيعى لأن ده قرار بابا اللى شريك زيه بالظبط.
تحدث قماح:قولتلك قبل كده إنسى انى أطلقك يا سلسبيل.
قال قماح هذا وخرج من الاتلييه يصفع خلفه الباب،
بينما سلسبيل،ندمت،كلما حاولت إعطاء فرصه لهذا الزواج تتفاجئ بالهزيمه من غباء وعنجهية وشك قماح. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت
تحدثت هدايه:الغايب حجته معاه، قماح إتأخر خلونا
إحنا نجوم نتغدى.
بالفعل دخل الجميع الى غرفة السفره وجلسوا بأماكنهم، وبدأو بتناول الطعام، لكن فى ذالك الحين دخل قماح وألقى السلام عليهم.
رد الجميع عليه، بينما نظرت له هدايه وقبل أن تتحدث فوجئت بمن دخلت خلفه تقول: متجمعين عند النبى.
نظر الجميع،لصوت هند
تبسمت زهرت لغمزة عين هند لها
كذالك رباح،لديه شك بسبب الفرحه المرسومه على وجه هند.
بينما إستغربت هدايه،والنبوى وناصر،وجود هند
لكن تأكد حدث زهرت ورباح
حين قالت هند بفرحه: أنا سعيده إنى رجعت تانى فرد من عيلة العراب، قماح ردنى تانى لعصمته.
إنصدم الجميع، بين شامت وعاتب وشافق على الأثنين، سلسبيل وقماح حياتهم معاً دخلت الى متاهه بسبب غباء وتسرُع وعنجهية قماح.
نظر قماح نحو سلسبيل، ينتظر رد فعلها لكن
سلسبيل عادت تتناول الطعام و أظهرت عدم المبالاه كآن الأمر لا يعنيها.
شعر قماح بالندم أكثر هو وقع بخطأ جسيم سيدفع ثمنه بُعد وجفاء سلسبيل التى لو طلبت الطلاق الآن هدايه نفسها ستُاندها.
بينما دوى بالمكان صوت صفعه قويه،إرتج الجميع ونظروا بذهول وإندهاش الى قماح الذى تلقى الصفعه،حتى سلسبيل نفسها تفاجئت من ذالك ووقفت اللقمه بحلقها وسعُلت كثيراً
لتُفاجئ مره أخرى باليد التى تُعطى لها كوب الماء،هى نفسها اليد التى صفعت قماح.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا