رواية عش العراب الفصل السابع عشر 17 بقلم سعاد محمد سلامة |
رواية عش العراب الحلقة السابعة عشر
﷽
السابع عشر
ــــــــــــــــــــــ
بغرفة هدى
كانت تجلس على الفراش ممده ساقيها وتضع عليهم، حاسوبها تقوم بتطبيق عملي بعض نُظم البرمجه التى سبق ودرسته بذالك الكورس، تذكرت ذالك الخطأ التى فعلته تلك المره جعل الحاسب التى كانت تعمل عليه أطلق إنذار خطأ، على ذكر هذا الخطأ تذكرت نظيم وعادت برأسها حديث زملائها وإعجابهن به سواء بشرحهُ البسيط أو وسامته ولباقته، لما شعرت بغيظ منهن،
جاوب عقلها: أكيد بسبب عدم إستظرافك له.
نهرت نفسها لما تفكر في هذا الغبي بالنسبه لها منذ أن رأته أول مره، بالمصعد، أغلقت الحاسوب وقالت لنفسها، شكلى بدل ما كنت هسهر أطبق عملى اللى أخدته سواء فى المحاضره او الكورس، هفكر فى الغبى نظيم اللى مفكر نفسه “محمود الخطيب” على الاقل محمود الخطيب بيلبس بدل رسميه مش زى الغبى ده اللى مفكر الجامعه نادى رياضى وجاي بترننج سوت.
أنام أحسنلى وبكره بالنهار أبقى أطبق عملى.
وضعت هدى الحاسوب على طاوله جوار الفراش وتمددت على الفراش،لكن هذا الأحمق سكن تفكيرها الى أن نعست بعد وقت ليس بالقصير.
…
على الجهه الأخرى،كان نظيم بغرفة نومه نائم على فراشه يضع يديه أسفل رأسه يتنهد لكن فجأه آتت لخياله تلك صاحبة الوجه الضحوك،تنهد قائلاً:هدايه ناصر العراب
تبسم حين تذكر ردها عليه فى الجامعه حين أحرجها،ونظرتها المذهوله حين رأته بالمدرج يعطى لهم المحاضره،
لكن فجأه زالت بسمته ونهر نفسه قائلاً:
فوق يا نظيم إنت مين وهى مين،مهما وصلت وبقيت دكتور جامعه،بس فى النهايه أنت نظيم بهنسى اللى كنت شغال عامل عند باباها،كمان هى واضح عندها شوية غرور بلاش تنجرف لطريق نهايته معروفه،إحنا مش فى زمن القصص الخياليه.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة سلسبيل
لم يكُن ما يشعر به قماح حلم، كان حقيقه سلسبيل بين يديه يُقبلها يديه تدمغ جسدها لكن إنقلب كل ذالك بعد أن شعر برفض سلسبيل لتلك المشاعر التى تُسيطر عليه يود قُربها والفرار معها من ذالك الواقع الذى تفرضه عليه،شعر بنفورها وجمودها ليس هذا فقط بل دفعها له وقولها:
كفايه يا قماح،إبعد عنى مبقتش قادره أتحمل لمسك ليا
متنساش إنك لسه موجوع فى صدرك.. بلاش تخلينى أستغل وجيعتك وأبعدك عنى.
رفع قماح جسده قليلاً من فوق سلسبيل ونظر لعينيها ورأى بهم نظره جديده، نظرة برود رفض وتحدى.
تنحى عنها نائماً فوق الفراش، لملمت سلسبيل ثيابها ثم نهضت من على الفراش، ولم تنظر إليه وكادت تخرج من الغرفه لكن توقفت لثوانى تستمع لحديث قماح الجاف:
مفكره بأسلوبك ده تمنُعك عنى إنى هطلقك، غلطانه يا سلسبيل، أنا ممكن مع الوقت أزهق ومش بعيد أتجوز عليكى لكن عمرى ما هطلقك يا بنت عمى.
ضحكة سخريه من سلسبيل التى مازالت تعطيه ظهرها ثم قالت:
ده اللى متوقعاه من البدايه يا إبن عمى، الصفه الوحيده اللى هتفضل بينا هى إننا ولاد عم وبس.
رد قماح بغضب حاول الأ يُظهره:
والجنين اللى بطنك ده مالوش صفه رابطه بينا…وليه كنتى بتهتمى بيا الأيام اللى فاتت؟
وضعت سلسبيل يدها على بطنها وردت وهى مازالت تُعطيه ظهرها:للآسف،بس ده لسه فى عِلم الغيب،ياعالم يكمل ويجى للحياه ولا أيه لسه اللى هيحصل،وسبق وقولتلك إهتمامى بيك إنسانيه فى الأول والآخر إنت إبن عمى، نسيت أقولك إنى إتفقت مع بابا إن طالما حالتك الصحيه إتحسنت من بكره هنزل أنضم للمحاسبين فى المقر بقولك للعلم فقط، تصبح على خير،يا إبن عمى.
غادرت سلسبيل الغرفه وتركت قماح يشعر بغضب جم،سلسبيل أعلنت التحدى معه،فى نفس الوقت شعر بغصه من تبدلها هكذا حين إقترب منها،فهى طوال الأيام الماضيه تولت الإعتناء به،حقًا لم تكن تنام لجوارهُ على الفراش، لكن هو ظن أنها تفعل ذالك من أجل أن تُعطى لزواجهما فرصه أخرى، لكن يبدوا أنه مُخطئ فهى قالت أن ذالك إنسانيه وأنه إبن عمها كم يبغض تلك الكلمه حين تقولها .
بينما سلسبيل ذهبت الى غرفة المعيشه،جلست على إحدى الأرائك،تشعر بنغزات فى قلبها وضعت يدها على بطنها،قماح قال ما صفة هذا الجنين الذى ينبت برحِمها،تعلم أنه حلقة وصل بينهم،رغم معاملة قماح السىيئه لها منذ بداية زواجهما،لكن ذالك الجنين الذى برحمها لم تستطيع أن تكره وجوده كان سهل عليها إجهاضه والتخلص من أى رابط يربطها بـ قماح ويظل الرابط الوحيد هو أنهم أبناء عم فقط،لكن لا تعلم لما حين عرفت بوجود هذا الجنين تضاربت مشاعرها بين الفرح والحزن،كانت تود أن يجدها هذا الجنين سعيده حين تشعر به وهو برحِمها،لكن هذا لم يحدث والسبب هو غطرسة وعنجهية وقبل ذالك عنف قماح معها.
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قماح الذى بغرفته يسترجع ماضى طفل بالعاشره بدأ يرى قسوة من حوله،
فلاشــــــــــ،،، بــــــــــاك.
كآن الحياه حين تنقلب وتعطى وجهها السئ تزيد من القسوه.
بعد وفاة والداته بعدة أشهر، كانت تهتم به هدايه وتراعيه فى تلك الفتره،كان يرى الفرحه والشمت فى عين قدريه،ونهرها له فى الخفاء لكن لم يكُن يبالى بذالك كان فى المقابل هدايه وجدهُ وكذالك النبوى،يُظهرون له المحبه،كذالك عِمه ناصر وزوجته
لكن تبدل ذالك أيضًا،حين فوجئوا بدخول جدة قماح اليونانيه وبصُحبتها رجُل كهل،به ملامح من والداته الراحله،عرف أنه خاله هو رأى له صورًا سابقاً،وكان معهم مترجم خاص ورجل يبدوا من زيهُ دبلوماسى وبعض رجال الشرطه.
تحدث أحد رجال الشرطه:معانا أمر بتسليم الطفل قماح النبوى العراب لــ جدته السيده “إليخاندرا مونتيس” بصفتها حاضنه له وده قرار من المحكمه اليونانيه أنها الأحق بحضانة طفل بنتها اللى توفت من عدة شهور.
إنخض الجميع كيف حدث هذا وكيف حصلت تلك المرأه على حضانة قماح بتلك السهوله.
رفض قماح ذالك وذهب الى حضن جدته هدايه التى ضمته وقال:لأ أنا عاوز أفضل هنا مع جدتى هدايه وبابا،كمان بنت عمى سلسبيل ماما كانت بتحبها،ماما مش كانت بتحب الست دى لا هى ولا الراجل اللى معاها ولا بتحب اليونان،ماما كانت بتحب هنا وأنا عاوز أعيش هنا.
ذهب ذالك الكهل الذى كان معهم وقام بشد قماح قوياً من بين يدي هدايه،التى فلت منها قماح بصعوبه،وقامت بحذبه مره أخرى تحتضنه،
تفوه ذالك الكهل ببعض الكلمات باليونانيه،ترجمها لهم المترجم قائلاً:
هما معاهم أمر واجب التنفيذ بأخد الطفل قماح كونه حفيد الست إليخاندرا مونتس.
تعجب النبوى قائلاً:إزاى وأمتى طلع الأمر ده،وإزاى متعرفش قبل كده.
رد المترجم:ده أمر من المحكمه اليونانيه بصفة إن والدة الطفل ده تحمل الجنسيه اليونانيه يحق لـ جدته اليونانيه أخد حضانته طالما هى عندها الصلاحيات الكامله،زى الأهليه العقليه وكمان الماديه،ودول شرطين يتوفروا فى جدته،ده أمر إلزامى من السفاره اليونانيه بمصر،بتسليم الطفل قماح النبوى العراب لجدته السيده إليخاندرا مونتس.
رد ناصر: طب لو رفضنا تسليم قماح أيه اللى هيحصل.
رد المفوض من السفاره: وقتها هندخل فى نزاع، وده طبعاً بعد تسليم الطفل لـجدته اليونانيه أولاً.
رد النبوى: مستحيل أسلم أبنى ليهم أنا عندى يقين إن الست دى غير مؤتمنه على إبنى، إذا كان مراتى نفسها كانت شبه قاطعه علاقتها بيهم من بداية جوازنا.
رد المفوض:إحذر من طريقة حديثك ممكن يتاخد عليك إنك بتسب السيده إليخاندرا،مفيش طريق دلوقتي غير تسليم الطفل للسيده إليخاندرا وبعدها تقدر تلجأ للمحكمه سواء اليونانيه أو المصريه،لكن دلوقتي معانا أمر واجب التنفيذ،بتسليم الطفل،ولو حضرتك رفضت هتضطر لاخده بالقوه… من فضلك مش عاوزين الامر يتصعد لخلاف بين الدولتين.
رد الجد:يتصاعد وماله بس مش هنفرط فى ولدنا يتربى بعيد عنيننا وسط ناس أغراب منعرفش أصلهم من فصلهم.
رد المفوض بتهكم:وإبنك بيتجوز من اليونانيه مكنش يعرف أصلها من فصلها،بلاش الطريقه دى أنا لغاية دلوقتي مش عاوز أصعد الأمور،الطفل والدته يونانيه وبالتبعيه لولدته بيحمل جنسيتها والأحق بيه جدته اليونانيه،دلوقتي مفيش قدامكم طريقه غير تسليم الطفل لجدته،وتمضوا على أمر التسليم ده.
رد ناصر:ممكن نتفاهم براحه مع السيده إليخاندرا يمكن نتوصل لحل سلمى يرضى جميع الاطراف.
رد المفوض بعد ان تحدث الى إليخاندرا قائلاً:
السيده إليخاندرا بترفض أى حوار،وهى عاوزه طفل بنتها كذكرى لها من بنتها اللى توفت بعيد عنها وأدفنت فى أرض غريبه ولم تستطيع وداعها الوداع الأخير.
تهكمت هدايه بين نفسها وقالت:الوداع الأخير وده من ميتى.
بينما قال النبوى بإستماته:أنا مستحيل أسمح أبنى يبعد عنى،ومستعد أدفع للست دى أى مبلغ تطلبه وفوراً.
رد المفوض:دى تعتبر رشوه،من فضلك يا حضرة الضابط نفس القرار اللى فى الاوراق معاك.
رغم عدم إقتناع الضابط بذالك لكن جذب قماح قوياً من يد هدايه التى كان قماح يتشبث بها،يدي هدايه أصبحب خاويه،فى لحظات أخذت تلك الغريبه ومن معها قماح وغادروا المنزل،ذهب خلفهم النبوى،لكن صعدوا بالسياره سريعاً
قبل أن يأتى بسيارته كانت سيارتهم أختفت من على الطريق أمامه،شعر النبوى بفقد جزء كبير من قلبه،توالت الأيام وقبل أن يأخد النبوى قرار بضم قماح له كان سافر مع تلك العجوز والكهل الآخر
لتبدأ رحله من الآلم والحرمان،كآن القدر يعاقبه على ماذا لا يعرف…
تلك العجوز إليخاندرا من قدمت دعوه ضمه بأوراق ثبوتيه مزوره أنها تمتلك الأهليه والقدره الماليه ما كانت سوا إمراه عجوز تهوى الكحوليات تتجرعها بشراهه،وذالك الوغد المدعو خاله ما كان سوى مُخنث يهوى القمار وفتيات الليل وليس هذا فقط كانت هنالك زوجته التى ليس لديها أى مبادئ هى الآخرى،علم سبب طلبهم لحضانته بعد ذالك،كان هو المال،إبتزاز النبوى مقابل أن يرى طفله كان عليه دفع الفديه لهم،كانوا يتمسكون بحضانته بشراسه بسبب تلك الاموال التى كان يُرسلها لهم النبوى مقابل سماحهم له برؤيته بين الحين والآخر مره فى العام تقريباً…
تذكر تلك المدرسيه الشعبيه التى كان يذهب إليها ومعاملة باقى زملائه له بالأخص حين عرفوا أنه ليس يونانياً وكذالك يحمل ديانة الإسلام بدأ الأضهاد من بعض زملائه العنصرين له،سواء كان بالذم او أحيانًا بالضرب،
الضرب الذى تكاتل عليه أكثر من فتى وقاموا بضربه بعد خروجهم من المدرسه وأحدى الضربات أصابت عنقه بعنف خلفت آلم قوى،حين عاد للمنزل لم يجد من يهتم به أصيب بالحمى لليالى لكن وسط تلك العتمه تعرف على صديق كان هو الآخر يتيم يعيش مع جدهُ الضرير تقبله دون عنصريه وقام بمصادقته كان خير صديق إعتنى به وبدأ فى علاجه حسب خبرته الصغيره مر وقت وبدأ قماح يكبر أصبح بالسادسه عشر.
رأى زوجة خاله تلك اللعوب تتودد الى صديقه تريد اللهو معه،ذالك الذى بالكاد أصبح صبي،تريد أخذه للرذيله معها،رفضها صديقه مرات،فبدات برمي شباكها على قماح نفسه،كانت تتعمد أن تتعرى أمامه كى تُثيره لكن هو كان يمقت منها ويشعر بالنفور وكان يبتعد عن المنزل لأيام وليالى أحيانًا كان يُفضل المبيت بالشارع عن الذهاب الى المنزل والتصادم مع تلك العاهره،حتى جدته لم تكن تسأل عنه،كل ما يُهمها المال كى تاتى بالكحوليات،كان مبدئها أعطنى المال وافعل ما تشاء، كان هو وصديقه يتشاجران مع من يحاول العبث معهم من أبناء الحى المتسكعين، لكن حين أصبح قماح بعمر السابعه عشر
ربما شاء له القدر أن يُغير مصيرهُ يعود لموطنه،ربما ينتظره مستقبل أفضل عن هنا باليونان ربما مع الايام بسهوله ينضم لهولاء المتسكعين وينتهى به الحال بسكين مثل،صديقه الذى كان يشاركه الآلم والحرمان حين تكاتل عليهم بعض شباب الشارع المتسكعين وقاموا بضربه هو وصديقه الذى أخذ سكين بمقتل أثناء مشاجرتهم الأثنين معهم بسبب أضهادهم لهم،كان آخر حديث صديقه له…إنت عديت سن الستاشر سنه وتقدر تتحكم فى حياتك…عُد لبلدك عُد لهتان الأثنتين التى كنت دائماً تحكى لى عنهن تلك المرأه الحنون جدتك،وتلك الطفله الصغيره لابد أنها أصبحت فتاه صغيره الآن،كانت هذه آخر أقوال صديقه له قبل لفظ نفسه الأخير،إتخذ بعدها القرار،لن يبقى هنا ويصبح متشرد ومتسكع وينتهى به الآمر إما بفراش زوجة خاله،أو قتيل على يد أحد المتسكعين…حسم أمرهُ،وتسأل عن مكان السفاره المصريه باليونان،وأخذ أوراقه التى تثبت أنه لديه الجنسيه المصريه وأنه بلغ السادسه عشر من عمرهُ وبقانون اليونان لديه الحق فى السفر لأى مكان حتى دون إذن والدايه أو من يتواصى عليه،
عاد الطير الذى أُسر قهرًا لسنوات عاد لعُشه مره أخرى،
لم يشعر بمصر بغُربه بل إنتماء،
وحدث عكس ما حدث بالماضى…مثلما أخذوه عنوه عاد برضاه…
كانت من فتحت له باب المنزل هى سلسبيل التى قاده قلبه لها وقال:إنتى نبع المايه الصافى.
للحظات إرتجفت سلسبيل قبل أن تدخل الى غرفة جدتها تلهث قائله:قماح رجع يا جدتى زى ما قولتلك إنى شوفته فى الحلم.
خرجت هدايه الى بهو المنزل،وجدت صبى يافع أمامها يبدوا نحيل،بسرعه كانت تضمه قائله:
كنت متوكده الطير لازم يعود لعِشه،واد العراب رچع من تانى لعِشه.
من فرحة هدايه سجدت أرضًا، بينما آتت على صياح سلسبيل كل من قدريه ونهله،التى تبسمت له ورحبت به.
لكن قدريه تغابن وجهها فهى تمقته بشده وعودته مثل اللهب فى قلبها،لكن أمام هدايه رسمت البشاشه ليست البشاشه فقط،بل إقتربت منه وحضنته قائله:ولدى عاد من تانى.
بينما نهله صافحته فقك،سلسبيل ذهبت خلف جدتها تنظر له فقط لم تتحدث له،لكن شعرت بنظرة عيناه لها كان بها شئ غريب لا تفهمه.
عوده للحاضر…
زفر قماح نفسه بغضب حين تذكر الماضي الذى خلق منه ذالك القاسى الذى أصبح عليه، حتى تلك القطعه التى كانت مازالت بقلبه لينه إنتهت حين دخل الى عالم الأعمال،لكن هنالك قطعه أخرى بقلبه كان يخشى أن يظهر لينتها، عشقه لـ السلسبيل… التى فقدها بقسوته عليها حين إمتلكها، لكن مازال هنالك أمل واهى.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة النبوى
بغرفة النوم
كان النبوى نائم على الفراش وقدريه تتسطح لجواره مستيقظه تشعر بلهيب فى قلبها بعد أن تسمعت على جزء من حديثه على الهاتف.. كم تود الفتك به الآن شار شيطانها عليها قتلهُ،كما يقول المثل جنازته ولا جوازته،لكن لو قتلته سيستريح،هى تريدهُ أن يشعر بالآلم مثلما سقاه لها يومً حين دخل عليها بالاغريقيه وقال أنها زوجته…
على ذكر تلك الاغريقيه تذكرت حين سكبت لها الزيت على سلم المنزل لتنزلق ساق كارولين وقتها وتسقط على درجات السلم متأثره بقوه تنزف بشده،لكن أنقذها النبوى وقتها الذى عاد بالصدفه للمنزل واخذها للمشفى،لتلد طفله متوفاه،ويستمر النزيف على كارولين ويصحب ذالك إرتفاع فى درجة حرارة جسدها أدت لوفاتها بعد وفاة طفلتها بعدة أيام متأثره بحمى نفاس،لكن بالأصل هى قتلتها بسكب ذالك الزيت على السلم ،كم تشفت قدريه فى موتها وقتها،كُسر قلب النبوى مثلما كسر قلبها يوم ان تزوج عليها،لكن اليوم لن تنتظر أن يدخل عليها بزوجه أخرى فكر عقلها لتهتدى لشئ عليها مراقبه تحركات النبوى وستعرف أين يذهب ووقتها ستدخل وتمنع تلك الزيجه،لابد أن تبحث عن شخص يراقب تحركات النبوى ويخبرها بها أولاً بأول.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى… صباحً
أمام شقة ناصر أثناء نزول سلسبيل السلم
تبسمت هدى وهى تنظر لـ سلسبيل قائله: أيه الشياكه والاناقه دى عالصبح خلاص هتستلمى الشغل فى المقر النهارده.
ردت سلسبيل: آه خلاص قماح صحته بقت كويسه، وكلها كم يوم ويقدر هو كمان يرجع لشغله، وأنا إتفقت مع بابا ياخدنى معاه.
تبسمت هدى: مبروك يا بشمحاسبه، أبقى أفتكرى أختك الغلبانه فى كم جنيه كده من مرتبك.
تبسم لها ناصر قائلاً: اللى يسمعك يقول ناقصك حاجه.
تبسمت هدى قائله: ناقصنى عربيه خاصه بيا مش اقف قدام الجامعه أستنى السواق عشان يجى ياخدنى، بعد المحاضرات… أنا بعد ما أخلص كورس نظم البرمجه هروح أى مدرسة سواقه وأتعلم السواقه وأطلع رخصه وأترحم من إنتظار السواق.
ضحك النبوى الذى كان صاعدًا كى يطمئن على قماح قبل أن يذهب للعمل وقال: العربيه هتبقى هديتى ليكى بعد ما تخلصى دراسه وتتخرجى من الجامعه ويبقى عندنا مبرمجه شاطره.
تبسمت هدى له قائله بتذمر مرح:لسه هستنى ده كله،طب ما تعتبر الهديه دى لـ سلسبيل وأشترى ليا عربيه خاصه زيها،ولا عشان هى مرات إبنك لها مَعَزه خاصه.
تبسم النبوى قائلاً دون قصد منه:أنتم التلاته عندى مَعَزه واحده وبعتبركم بناتى،بس بصراحه سلسبيل زايده فى المَعَزه عنكم شويه،دى نبع المايه خليفة الحچه هدايه.
شعرن هدى وسلسبيل بغصه فهن أصبحن إثنين،كذالك ناصر شعر بغصه وتدمعت عينيه،
لاحظ ذالك النبوى خلف بسمتهن وصمت أخيه،كم ود أن يرأف بقلب أخيه وقلبهن ويخبرهن أن الثالثه مازالت تعيش لكن هى تختار أن تكون بنظر الجميع ميته لا يعلم سبب لذالك.
بعد قليل
كان قماح يقف بشُرفة شقته،رأى ذهاب سلسبيل مع عمه فى سيارته،تنهد بسأم كان يود أن تبقى لجواره مثل الأيام السابقه…سلسبيل أعلنت التمرد ولا شئ سيخضعها الآن.
……ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب الظهر
بالشقه التى تقطن بها همس.
تحدثت بفرحه عارمه:يعنى سلسبيل حامل؟
رد كارم:أيوه،جدتى هى اللى قالتلى،وكمان قالتلى أنها كانت متأكده أنها حامل من مده قبل سلسبيل يمكن من قبل سلسبيل ما تعرف إنها حامل.
رغم فرحة همس لكن شعرت بغصه فى قلبها وصمتت لدقائق،عاودت لها ذكرى إكتشاف أنها كانت حامل،وما حدث بعدها،أغمضت عينيها تحاول كبت تلك الدمعه والغصه بقلبها.
تحدث كارم الذى تعجب من صمت همس فجأه:
لأ وكمان أيه جدتى بتقول أنها متأكده إن سلسبيل حامل فى ولد وهيكون أول من يحمل چينات العراب صرف،سواء أب أو أم.
تبسمت همس وقالت:تعرف أنا كنت وعدت سلسبيل أعمل كسوة سبوع أول طفل لها على إيدى،شُغل هاند ميد.
تبسم كارم لها:وقدامك الفرصه والوقت لسه بدرى أستغليه وقبل ما تولد سلسبيل تكونى خلصتيه لها.
تبسمت همس قائله:فعلاً لسه وقت،هبدأ أشترى المستلزمات اللى محتاجه لها….
فجأه صمتت همس وتذكرت أنها بنظرهم ميته،وقالت بغصه:
بس دلوقتي مينفعش، أنا فى نظرهم ميته،وكمان هسافر بره مصر.
رد كارم:فى إيدك ترجعى تانى لهم يا همس.
ردت همس بتعسف:قولتلك قبل كده مش عاوزه أرجع وأشوف نظرات الشفقه من حد.
رد كارم:خلاص يا همس بسيطه وقتها ممكن نبعت كسوة السبوع هدية ولادة سلسبيل.
تبسمت همس
تحدث كارم:همس أنا خلاص تواصلت مع السمسار فى دبى وتممت معاه شره الكافيه وكمان شقة صغيره كده على قدنا،وكمان حجزت تذاكر السفر على آخر الشهر وقولت لـ بابا وهو قالى إنه إتفق مع المأذون وحدد ميعاد كتب كتابنا على آخر الشهر ده وكمان حجزت ميعاد سفرنا هيبقى تانى يوم للميعاد اللى بابا حدده.
تبسمت همس بغصه وقالت: يعنى لسه قدامك فرصه تتراجع.
رد كارم:همس إنتى عارفه إن حلم حياتى يجمعنى معاكى بيت واحد.
نظرت له همس تشعر برهبه بداخلها تخشى ذالك اليوم الذى يُغلق عليها وعلى كارم باب واحد،وبالأكثر إذا كان فى بلد أخرى.
بينما كارم شعر بنظرات همس المتوجسه لديه هو الآخر خوف من ذالك الرُهاب الذى لدى همس حين يقترب منها.
……ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
عصراً
كانت مفاجأه وفاة والد زهرت قبل ثلاث أيام
يقولون الجنازه حاره والميت ليس سوى شخص فاقد الأهميه لكن لابد من إجادة تمثيل مظاهر الحزن،
بعزاء النساء
بداخل المنزل، البسيط
دخلت سلسبيل بصُحبة نهله، ذهبت الى مكان جلوس عمتها وقامت بأداء واجب العزاء لها، رغم شعور عطيات بالبُغض من سلسبيل لكن تداركت أمرها وتقبلت منها العزاء، ذهبت سلسبيل بعد ذالك الى زهرت وجلست جوارها، تقوم بتعزيتها، شعرت زهرت بالبغض ودت لو قامت بطردها وان تقول لها بعد ماذا أتت ملكة العراب لتعزيتى اليوم هو اليوم الثالث لـ وفاة أبى،لكن صمتت خشيه من حديث الناس أنها تغار من سلسبيل.
لكن هنالك ما حدث هو دخول تلك الفتاه مع والداتها ذهبت مباشرةً الى مكان جلوس زهرت،
زهرت التى نهضت لها وقامت بحضنها بود
تحدثت الاخرى قائله: البقيه فى حياتك يا زهرت، عارفه إنى أتأخرت على ما جيت أقدم واجب العزا، بس أنا كنت بتابع الشغل مع بابا ونائل وعارفه إننا فى موسم توريد الرز.
ردت زهرت: كفايه إتصالك عليا يا هند، طول عمرك صاحبة واجب، تعالى إقعدى جانبى.
بالفعل جلست هند جوار زهرت الناحيه الاخرى
شعرت سلسبيل بالبُغض من الأثنتين
لكن
كانت بين النسوه هدايه،التى نهضت من مجلسها حين رأت دخول هند وإستقبال زهرت لها وتوجهت الى مكان جلوس سلسبيل..
التى وقفت لها بتلقائيه..
وضعت هداية يدها على كتف سلسبيل ونظرت لـ زهرت الليله تالت يوم للعزا كفايه كده يا بتى وإرجعى لدارك وچوزك.
مثلت زهرت الدموع بحُرقه قائله:أنا طول ما أنا هنا حاسه بنفس بابا جانبى.
تحدثت عطيات ببكاء هى الأخرى:حديت الحچه هدايه صحيح يا زهرت لازمن ترچعى دار چوزك بكفاياكى عاد الحزن فى القلب والروح،واللى راح كان غالى،بس بيتك و چوزك لهم حق عليكى عشيه تروحى دارك.
امائت هدايه عينيها ونظرت لـ سلسبيل قائله:
يلا يا بتى مش جدمتى واچب العزا لعمتك وسلفتك،خلينا نرچع دارنا.
بالفعل هاودت سلسبيل هدايه ومسكت يدها وخرجن من منزل والد زهرت وخلفهن نهله،لكن كادت هدايه أن تتعرقل فى حصوه كبيره على الأرض أثناء سيرها،وكادت أن تقع أرضاً،لولا أن تمسكت سلسبيل بها،ليس سلسبيل فقط بل يد أخرى مسكت يد
نظرت هدايه لتلك اليد وسرعان ما سحبت يدها قائله:تسلم
رد عليها وعيناه تنظر لـ سلسبيل:ألف سلامه عليكى ياحچه هدايه.
ردت هدايه التى لاحظت نظرات نائل لـ سلسبيل:تسلم يا نائل،يلا يا سلسبيل الحمد لله ربنا ستر وموقعتش جدام الخلق.
بالفعل سارت سلسبيل جوار هدايه،وخلفهن نهله،لكن مازالت عين نائل تُتابع أثر سلسبيل،غير منتبه لتلك الحقوده زهرت التى رأت الموقف صدفه من شباك منزل والداها،ليزداد حقدها على سلسبيل.
بعد وقت فى نفس اليوم
وقفت عطيات تلوم زهرت:مكنش لازمن توجفى وتحضنى هند ناسيه إن هدايه كانت بين الحريم،كان لازمن تعملى حساب لوجود سلسبيل متنسيش إن هند تبجى طليجة قماح.
ردت هند بلا مبالاه:أهو قولتى طليقه،يعنى اللى المفروض كانت تخزى هى سلسبيل لأنها هى اللى جت بعدها،وبعدين هند كانت صاحبتى،وإتصلت عليا عزتنى قبل كده،إنما الملكه سلسبيل إتنازلت وعفرت رجلها بشوية تراب فى آخر يوم للعزا،جايه فض مجالس يعنى…ناسيه إنى قبل ما أكون سلفتها،إن بابا يبقى جوز عمتها،كان المفروض تقعد جانبى تاخد عزاه،لكن مين يتكبر…بعد ما بقى لها كلمه وإشتغلت وقماح نفسه إستسلم للامر بسهوله معرفش إزاى بعد ما كان معارض،طبعاً لازم يتنازل بعد ما عملوا حركه وسابوا الدار.
ردت عطيات:بلاش تاخدى صف هند على سلسبيل بلاش تكسبى بُغض هدايه،هدايه من الأول مكنتش مرحبه بهند،وهند كانت بتعمل معاها مشاكل.
ردت زهرت:نفس ما بتعمل معايا،ناسيه انها وافقت عليا بالغصب بعد إصرار رباح عليا،ماما بلاش تخافى من هدايه،رباح بقى زى الخاتم فى صباعى خلاص.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ثلاثة أسابيع.
صباحً بشقة سلسبيل
دخلت الى غرفة النوم كعادتها مؤخرًا تأخذ ملابس لها من الدولاب وتذهب الى الحمام ترديها…
لكن فى ذالك الوقت أثناء دخولها،تفاجئت بوقوف قماح نصف عارى يرتدى ملابسه،تجاهلته كعادتها وتوجهت ناحية الدولاب وفتحت إحدى الضلف وأخرجت ملابس لها.
تحدث قماح: مفيش صباح الخير.
ردت سلسبيل بإفتضاب:صباح الخير…سخرت بداخلها،كم مره سابقاً قالت لـ قماح صباح الخير وكان يستخسر الرد عليها،هو الآن من يطلب منها قول صباح الخير.
سارت سلسبيل لكن وقع منها أحدى قطع ملابسها،
قبل أن تنحنى وتأتى بها،إنحنى قماح وألتقطها،ثم مد يده بها لـ سلسبيل…
تعجبت سلسبيل لكن مدت يدها تأخذ منه قطعة الملابس،لكن قماح تعامل بمكر وتمسك بقطعة الملابس وشاغب سلسبيل التى تذمرت وشدت قطعة الملابس من يد قماح…لكن مازال قماح متمسك بالقطعه بشده،مما جعل سلسبيل حين رجعت للخلف كادت تقع،لكن جذبها قماح من خصرها عليه حتى توازن وقوفها،
نظرت سلسبيل له وقبل أن تدفعه عنها ضمها قماح قوياً بين يديه و إلتقط شفاها بقُبله قويه متشوقه لكن ليست عنيفه كاقُبلاته السابقه لها،دفعته سلسبيل بيدها سريعاً لكن قماح تمسك بها بين يديه،لكن سلسبيل دفعته أقوى وقالت:
من فضلك عندى شُغل فى المقر مش فاضيه لحركاتك الفاضيه دى.
تراخت يدي قماح عن سلسبيل، تسحبت من بين يديه وأخذت من يده قطعة الملابس وغادرت الغرفه بضيق.
بينما تبسم قماح يشعر بزهو هو كان يتشوق لشفاه سلسبيل.
سلسبيل التى خرجت من الغرفه وذهبت الى غرفه أخرى وإرتدت ملابسها،ثم توجهت الى المرآه كى تُعدل حجابها،لاحظت إحمرار شفتاها من قُبلة قماح،شعرت بضيق قائله بسخريه:حلوه اللعبه الجديده اللى بيلعبها قماح العراب مفكر إنى معرفش بزيارات هند السنهورى له فى المقر،شكلها عاوزه توصل الود القديم.
بينما بخارج الغرفه تحدث قماح:سلسبيل إن كنتى خلصتى لبس خلينا ننزل،علشان أنا اللى هوصلك النهارده معايا.
فتحت سلسبيل باب الغرفه قائله:والسواق راح فين.
رد قماح:معرفش الحجه هدايه قالت لى من بالليل أبقى أخدك معايا فى عربيتى عشان هى هتحتاج للسواق من بدرى.
تعجبت سلسبيل وقالت:خلاص هروح مع بابا أو عمى.
رد قماح:سلسبيل بلاش إعتراض فاضى،عادى أنك تروحى للمقر معايا فى عربيتى.
ردت سلسبيل:فعلاً عادى،هعتبرك زى السواق بالظبط،حتى السواق رغاي،إنما إنت صامت.
تبسم قماح لها دون رد،وأشار لها بيده لتسير أمامه وبالفعل سارت وهو خلفها يبتسم.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرًا
بشقة همس
جلست هدايه تقرأ الماعوذتين بعد أن وضعت خبيرة التجميل بعض اللمسات البسيطه على وجه همس،أصبحت أجمل بملامح مازالت بريئه.
إنتهت الخبيره،أعطتها هدايه رزمه من المال وغادرت،بينما قالت همس:
مش عارفه كان لازمتها أيه الكوافيره دى يا جدتى،كل الحكايه كتب كتاب عالضيق.
تبسمت هدايه قائله:ولو زينة الصبايا لازمن يظهر جمالها الليله،وكارم يشوف جدامه جمر بدر منور،لو بيدى كنت زرغطت وعملتلكم فرح كبير تحلف بيه البلد بحالها.
ردت همس بغصه:فرح،طب كفايه يا جدتى،أنا لو مش إصرار كارم عمرى ما كنت وافقت أتجوزه وأربط حياته بيا بعد اللى حصلى.
ردت هدايه:نصيحه منى يا بتى عارفه اللى مريتى بيه كان صعب وواعر،بس جدامك فرصه جديده إستغليها،بلاش تضيعيها من يدك،ربنا مد فى عمرك وعطاكى فرصه تانيه لهدف هو الوحيد اللى يعلمه.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمقر
دخلت سلسبيل الى أحدى غرف المقر مع عبد الحميد، تفاجئت بجلوس قماح مع هند يتحدثان
شعرت بنغزه فى قلبها لكن سُرعان ما نفضت عن رأسها.
تحدث قماح وعيناه تنظر الى سلسبيل:
أنا كنت طلبت من الأستاذ عبد الحميد يعملى كشف حساب بتوريدات الحج رجب السنهورى ومدام هند هى المسئوله عن التعامل معانا…ياريت يكون كشف الحساب جاهز.
رد عبد الحميد: كشف الحساب جاهز، سلسبيل عملته وأنا راجعته من وراها وبصراحه مفيهوش أى غلطه،وده الملف اللى فيه كشف الحساب،سواء التوريدات اللى وصلتنا من الحج رجب،وكمان المبالغ اللى دفعناها تحت الحساب قبل كده، وكمان المبلغ المطلوب مننا دفعه،وأنا جايب معايا سلسبيل علشان لو أحتاجت أى توضيح،لأنها هى اللى عملت كشف الحساب ده من البدايه للنهايه فهى أدرى بكل تفاصيل كشف الحساب.
شعر قماح بالغيره من نداء عبد الحميد، لـ سلسبيل دون لقب يسبق إسمها
بينما شعرت هند بالكراهيه نحو سلسبيل بسبب مدح عبد الحميد بعملها وليس هذا فقط بل هنالك أقوى من ذالك نظرات إعجاب قماح لها، مازالت عيناه تلمع ببريق خاص حين يرى سلسبيل أمامهُ.
تحدث عبد الحميد:وجودى هنا مالوش لازمه سلسبيل معاها كل المعلومات الماليه الازمه،وكمان عندى شوية تقفيلات عالحسابات لازم أعملها،خلاص إنتهينا من الموسم ولازم نظبط حسابتنا قبل السنه ما تنتهى.
تحدث قماح:تمام يا أستاذ عبد الحميد، تقدر تروح تشوف باقى أشغالك وتسيب سلسبيل هى توضح لينا كشف الحساب.
غادر عبد الحميد،
وبالفعل جلست سلسبيل بالصدفه جوار قماح،بدأت فى سرد محتويات كشف الحساب،بالكامل وتوضيحه بمهاره،جعلت قماح يشعر أنه كان مُخطئ حين لم يحسب لقوة ورجاحة عقل سلسبيل حساب وحاول طمس شخصيتها.
بعد قليل دخل عليهم بالغرفه النبوى مبتسماً،لكن حين وقع بصرهُ على هند إختفت بسمته،وقال:قماح أنا خارج دلوقتي عندى مشوار مهم.
نهضت سلسبيل قائله:عمى كنت محتاجاك فى حاجه مهمه.
وضع النبوى يده على كتف سلسبيل قائلاً:بعدين باللليل لما أرجع للدار،دلوقتي عندى مشوار مهم… يا أميرتى
ردت سلسبيل ببسمه: تمام لما ترجع المسا.
تبسم النبوى وغادر الغرفه
كذالك قماح آتى له إتصال هاتفى فأعتذر للرد وتجنب بعيد عنهن، لكن كانت عيناه على سلسبيل
نظرت هند لـ سلسبيل بغيره ساحقه قائله: واضح إنك بتخططى الفتره الجايه تاخدى مكانه كبيره بإدارة حسابات العراب ،بس يا ترى كشف الحساب الخاص بينا وقع تحت إيدك صدفه ولا بقصد منك.
ردت سلسبيل: أنا مكانتى فعلاً كبيره كفايه إنى بنت ناصر العراب وحفيدة الحجه هدايه،وعندى كرامه ومش بجرى وراء شخص رمانى من حياته،بقيت بشوفك كتير،سواء فى عزا جوز عمتى وكمان هنا فى المقر.
ردت هند بوقاحه:ناقص تشوفينى فى دار العراب من تانى.
نهضت سلسبيل وقالت:وماله أنا قولت من البدايه عديمة الكرامه.
فى ذالك الأثناء عاد قماح وقال:خلونا نكمل بقية كشف الحساب.
ردت سلسبيل:انا وضحت النقط المهمه فى الكشف واللى فاضل شغل إدارى مش من إختصاصى،عن أذنكم،الأستاذ عبد الحميد بقى يعتمد عليا كتير.
غادرت سلسبيل الغرفه وتركت هند مع قماح..
تحدثت هند: سلسبيل عندها غرور كبير معرفش إنت متحمله إزاى أكيد بسبب إنك بتحبها.
رد قماح بهدوء:ده مش غرور ده ثقه فعلاً أنا بحب سلسبيل.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدار العراب بعد قليل
ردت قدريه على هاتفها
لتسمع من يقول لها:النبوى بيه دخل العماره إياها اللى سبق وقولت عنوانها لحضرتك،بس مش لوحده كان معاه واحد من شكل لبسه أنه مأذون وكمان إتنين تانين .
ردت قدريه: تمام
أغلقت قدريه الهاتف قائله: مستحيل تتجوز عليا مره تانيه يا نبوى، لو إضطريت أقتل عروستك قدامك.
………ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا