رواية عش العراب الفصل الثلاثون 30 بقلم سعاد محمد سلامة |
رواية عش العراب الحلقة الثلاثون
﷽
الثلاثون
ـــــــــــ
تبسم النبوى وهو يذهب الى مكان جلوس قماح ينظر بفرحه وهو يرى إنسجام قماح وسلسبيل باللعب مع طفلهم الصغير وهم يجلسون بأرض الحديقه
جلس لجوارهم أرضاً يحمل ذالك الصغير الذى زحف ببطئ لمكان جلوسه قائلاً بترحيب: ناصر حبيب قلبى الغالي.
نظر له الصغير يلوح له بيديه،
قبل النبوى يديه
بينما ضحكت سلسبيل قائله:
ده بيشتكي لك يا عمى عشان قصيت ضوافره ومبقاش عارف يخربش بهم.
ضحك النبوى قائلاً:
ملعيش ملهاش حق قول للحجه هدايه تقص لها ضوافرها زى ما قصت ضوافرك الرقيقه.
تبسمت سلسبيل قائله: هو اللى شقى يا عمى والله وبيخربشنى وكمان بيشد فى شعرى.
تبسم النبوى قائلاً: ده وراثه بقى، قماح كان بيعمل كده مع كارولين.
نظرت سلسبيل ناحية قماح تبتسم.
رد قماح لها البسمه.
لاحظ النبوى نظرات سلسبيل وقماح لبعضهما سعد قلبه أخيراً نال الأثنان السعاده الذى كان يتمناها لهما، شرد عقله بإمرأه قابلها صدفه سكنت قلبه عرفته أنه يوجد حب وعشق حقيقى قد لا يآتى سوا مره واحده بالعُمر.
تذكر حديثه مع والداته قبل قليل
حين قالت:
مبتفكرش تتچوز يا نبوى،هتجعد إكده من غير ست تبجى ونس فى حياتك.
ضحك النبوى قائلاً:ونس فى حياتى ومع ست،ما أنا كنت مع قدريه عمرى ما حسيت بونس بالعكس كنت بحس بغُربه معاها،أنا محستش بالونس غير مع كارولين ولما ماتت خدت قلبى معاها كنت عايش ومستحمل قدريه بس عشان ولادى،والحمد لله كبروا وكل واحد فيهم شق طريقه،وأنا كمان كبرت ومش حاسس بوحده،كفايه بقى عندى حفيدى “ناصر”والله لما بنظر فى وشه وألقاه بيبتسم بحس بقلبى بيرفرف من السعاده،وكمان كارم وهمس ربنا يتمم لها حملها بخير وسلام،وبكره محمد كمان يرزقه الذريه الصالحه وولادهم يبقوا ونسى،وكمان رباح
تبسمت هدايه قائله:ربنا ما يوحدك يا ولدى وتلاجى ولادك واحفادك عزوه حواليك،بس مهعرفش ليه جلبى متاخد من ناحية رباح،شكله متغير وشه شاحب دايماً،ولما بسأله بيجولى أنه زين…ياريته كان سمع حديتى وبلاش كان يتجوز من زهرت بس هجول أيه النصيب غلاب.
رد النبوى:فعلاً النصيب غلاب..
نهض النبوى ينظر من شباك الغرفه،وقع بصرهُ على ما يُشرح قلبه حين رأى قماح وسلسبيل يجلسون بأرضية الحديقه يلعبان مع طفلهم،تبسم قائلاً:
أنا مبسوط بحياتى كده يا أمى.
عاد النبوى من شروده على صوت تذمر ذالك الصغير المشاغب الذى حاول شد شعر قماح الذى يعانده بتلك اللهايه الذى يأخذها من فمه،مما جعله يتذمر .
تبسم النبوى، فربما أشياء بسيطه لها مفعول كبير تُشرح القلب.
تبسم النبوى له بحنان مُقبلاً وجنتيه الرقيقه.
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بتلك الشُرفه التى يجلس بها ناصر وبرفقته نظيم وهدى وحماد، رن هاتف ناصر
نظر لـ شاشة الهاتف، نظرت أيضاً هدى بالصدفه، وقالت:
كارم إبن عمى بيتصل عليك.
رد ناصر: أيوا بيتصل عليا دايمًا…هقوم أرد عليه وراجع لكم تانى.
بالفعل نهض ناصر وتركهم
فى نفس اللحظه صدح هاتف حماد هو الآخر.
تبسم قائلاً:واضح إنها عدوى رن الموبايل،نظر حماد
لشاشة هاتفه ثم نظر بإتجاه هدى قائلاً:ده عامل من عمال الشونه هقوم أرد عن أذنكم.
نهض حماد هو الآخر… وظل نظيم مع هدى التى شعرت بحرج، ظل الأثنان صامتان لدقيقه، قطع نظيم الصمت قائلاً: أجازة نص السنه قربت تخلص، مستعده للتيرم التانى.
ردت هدى: أيوا طبعاً مستعده، بس ليا إستفسار عندك، عن محاولة ڤيرسه الابتوب اللى عليه الملف اللى مش عارفين ندخل عليه، هو مش ممكن لو ڤيرست الابتوب، يتلف كل الملفات اللى على الابتوب ده.
رد نظيم: لأ ده مش فيرس بمعنى ڤيرس،الديسك اللى انا اديته ليكى بيشرح إزاى تقدرى تخلى جهاز يعطل بدون ما يتلف الهارد بتاع الجهاز،هفهمك أكتر،الڤيرس ده هيدخل على إعدادات الجهاز،فى الفقل والفتح بس او فى تحميل بعض برامج الأوفيس على الابتوب،إنما مش هيضر الهارد بتاع الجهاز ولا هيتلف الملفات اللى عليه بالفعل.
تبسمت هدى براحه قائله:شكراً.
تبسم نظيم قائلاً:انا جاهز أساعدك فى أى شى يقف قصادك وممكن نحاول سوا نفتح الملف ده.
تبسمت هدى بحبور
تلاقت عينيها مع عيني نظيم نظرات صامته لثوانى كانت نظرات إعجاب كل منها للآخر.
قبل أن يعود ذالك السخيف حماد مره أخرى،إلتقطت عيناه نظرات نظيم وهدى لبعضهم،غبن وجهه وشعر بضيق ونفور من نظيم،حاول لفت إنتباه هدى له قائلاً:
على فكره يا هدى،الابتوب بتاعى مش عارف بقاله كام يوم بيهنج كده فى القفل والفتح،يبقى شغال وفجأه القاه قفل لوحده،كنت هوديه مركز صيانه متخصص بعدين أفتكرت إنك صلحتيه المره اللى فاتت.
إرتبكت هدى وشعرت بالتوتر،بالاخص زاد بعد نظرة نظيم لها الغير مفهومه،تلجلجت قائله:
إنت عارف إنى خلاص راجعه للدراسه تانى ومش هيبقى عندى وقت فاضى ،شوفلك أى مركز متخصص.
عاود حماد الحديث بإقناع: مش هياخد منك وقت تصليحه، وبراحتك أنا كمان عندى نسخه تانيه من الملفات المهمه اللى عليه على سيديهات.
كادت هدى ترد بنهى،لكن سبقها نظيم قائلاً:أنا أستاذ هدايه فى الجامعه وعندى خبره أكتر منها تقدر تجيبلى الابتوب بتاعك وانا أشوفلك العُطل فين وبالطريقه دى مش هتعطل الانسه هدايه عن دراستها.
نظر له حماد بإشمئزاز لكن أخفاه قائلاً بود كاذب:تمام فى اقرب وقت هبقى اديه لـ هدى تديه لك… مش عاوز أعطل هدى عن دراستها.
فى ذالك الحين عاد ناصر ووضع يدهُ على كتف هدى مبتسمًا.
تبسمت له هدى هى الأخرى.
جلس ناصر بينهم ونظر ناحية نظيم قائلاً: منور يا نظيم.
تبسم نظيم
بينما شعر حماد بالغيظ والضيق من ترحيب ناصر الزائد ب، نظيم وحاول الأ يُظهر ذالك.
نهضت هدى او بالأصح تود الهروب من أمام عيني ذالك البغيض حماد قائله:هقوم أساعد ماما شويه.
أماء نظيم برأسه هو كان يريد ذالك لا يعلم لما يشعر دائماً بنفور من حماد، كذالك حماد يبغضهُ يعتقد أنه دخيل على عائلة العراب فهو دائماً يحصل على إعجابهم
أنه العصامى الذى كافح بالحياه ليصل لمكانه مرموقه.
وإزداد ذالك البُغض حين رأى تربيت ناصر له على فخذه ببسمه… أجزم حماد أمرهُ لن يترك هذا البغيض أن يفوز
بما يُخطط له ويخطف هدى من أمامه ويفوز بمصاهرة وأموال عائلة العراب
هربت هدى و تحدث ناصر قائلاً: منورين يا شباب ها يا حماد قولى أخبار الشغل فى الشون أيه؟
نظر حماد نحو نظيم وأجابه ببعض التفاصيل، تعجب حين تحدث نظيم فى بعض التقاصيل الخاصه بالعمل فى الشون، تبسم ناصر له بموافقه على حديثه.
بينما شعر حماد بضجر من وجود نظيم وحديثه، الذى ظن أنه يفتقر للخبره،والأفضل عليه الأيفتى بشئ لا يفقهه.
لكن تبسم ناصر قائلاً:تعرف يا حماد إن نظيم كان بيشتغل فى الشونه؟
تعجب حماد ونظر نحو نظيم بتهكم قائلاً:ويا ترى كان بيشتغل أيه بأيديه الناعمين دول.
ضحك نظيم قائلاً بتفاخُر:
كنت بشتغل شيال.
تعجب حماد ساخرًا
بينما تبسم ناصر على رد نظيم الجرئ المفتخر بحالهُ وزاد بنظره علو وإرتفاع شآن.
…….ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بعد تناول وجبة العشاء
جلس الجميع بالغرفه
تبسمت هدايه وهى ترى إنسجام قماح وهو يجلس يحمل طفله
لكن حين نظرت ناحية رباح لاحظت وجهه الشاحب،قالت له:مالك يا رباح وشك مخطوف كده بقاله مده ومش عاجبنى حالك مع الوقت كمان بتخس والسيچاره مبجتش تفارج يدك.
اخذت زهرت الحديث من هدايه قائله بسهوكه خادعه:
والله يا جدتى غُلبت معاه يبطل السجاير أو حتى يقلل شُربها شويه، وهى السبب فى شحوب وشه وأنه خاسس كمان، بتسد نفسه عن الأكل، حتى بقول له قدامكم أهم بطل شُرب سجاير قدامى إن مكنتش خايف عليا خاف على الجنين اللى فى بطنى.
إندهش رباح ونظر لـ زهرت غير مستوعب لما قالته، بينما زهرت رسمت بسمه قائله:
أنا كنت هقولك الصبح بس قولت أعملها مفاجأه وأقولك وإحنا مع العيله كلها، حابه العيله تفرح معانا.
ظهرت السعاده على الجميع وقاموا بتهنئة زهرت حتى هدايه هنئتها بتحفُظ قائله: الف مبروك ربنا يتمملك حبلك المره دى على خير تجومى بعوضك، بس ياريت تبطلى تنطيط بره الدار كتير، حتى عشان صحتك…وإنت يا رباح إسمع حديت مرتك وبطل شرب سجاير،بتسمع حديتها فى شئ إشمعنا دى عاد.
صمتت زهرت تنظر لـ هدايه بغيظ،لكن لا يهم الآن علم الجميع بحملها،وهذا ما كانت تريدهُ.
بينما نهض النبوى هو الآخر هنئ زهرت وإتجه ناحية رباح وقام بحضنه قائلاً:مبروك يا رباح هبقى مبسوط جوى لما أشيل ولادك.
نظر له رباح وإرتبك عقله من حضن و حديث والدهُ الذى تفاجئ بهما هو ظن أنه لا يفرق معه وجوده بحياته،كان دائماً يُميز قماح عليه،او هكذا كان يُخيل له،تبسم رباح له مُرحبًا بحضن النبوى له.
بينما هنئ قماح رباح بود،كذالك محمد.
فى ذالك الأثناء كانت سلسبيل وسميحه وهدى تدخلن تحملن بين إيديهن صوانى عليها بعض الأكواب.
تبسمت هدى قائله:خير،بتهنوا رباح على أيه.
ردت زهرت وهى تنظر نحو سميحه تقول بعناد:.بيهنونى أنا ورباح،أنا حامل.
تبسمت هدى قائله:مبروك
كذالك سلسبيل قالت:مبروك.
بينما تحشرج صوت سميحه وهى تقول لـ زهرت:مبروك.
ردت زهرت بإغاظه:عقبالك كده مبقاش فى غيرك لسه مبقتش حامل.
ردت هدايه:بلاش طريقتك دى يا زهرت،سميحه معوقتش فى الحبل هى مجوزه بجالها قد أيه،بكره ربنا يجود عليها بالذريه الصالحه.
تبسمت سميحه لـ هدايه بإمتنان،هى تعلم ان زهرت تكرهها حتى قبل ان تدخل عروس لدار العراب،لكن تفاجئت بعد زواجها ان زهرت لا تحب أحد سوا نفسها…كما أنه حدث أكثر من مشاده كلاميه بينها وبين زهرت وأحتدت زهرت عليها أكثر من مره،لكن سميحه لا تتوقف لها حتى لا تأتى بالمشاكل كما اوصتها هدايه منذ بداية زواجها .
تلقى رباح وزهرت التهانى،رغم بُغض زهرت لكن كانت ترسم البسمه لهم.
…..
بعد قليل
نهضت عطيات قائله:مش يلا يا حماد الوجت إتأخر لازمن نرچع للدار عندك شغل بكره فى الشونه.. تعالى إمعاى لحد باب الدار يا زهرت.
نهض حماد الذى يشعر بالغيظ والغضب.
نهضت زهرت هى الأخرى وذهبت مع عطيات خلف حماد.
حين خرجت عطيات من باب المنزل الداخلى،أمسكت يد زهرت وهى تتلفت حولها وجذبتها لركن بالمكان وقالت لها:
أوعاكِ متكونيش حِبله وبتكدبى،مش كل مره تسلم الچره،وبعد فتره تجولى لهم إنك سجطتى،مش هيصدجوكِ تانى.
ردت زهرت:لا إطمنى المره دى حامل بجد،عملت إختبار عمل وظهرت نتيجته إيجابيه،وخدت ميعاد من الدكتوره بكره عشان أتأكد.
ردت عطيات:وأنتى مش متأكده من نتيجة الاختبار اللى عملتيه،طب ليه سبقتى وجولتى إنك حِبله،كان لازمن تتوكدى الاول.
ردت زهرت بثقه:الأختبار ده نتيجته مضمونه بنسبه كبيره،الدكتوره بس مجرد تأكيد مش اكتر من إستشاره.
ردت عطيات بفرحه: ربنا يكملك حبلك بخير،وتجيبى الواد اللى ينصرك على سلسبيل و يبجى إكده الروس إتساوت.
ردت زهرت:انا فى الدار دى راسى براس سلسبيل متفرقش عنى فى حاجه،لو مش بس دلع وميل هدايه ليها.
ردت عطيات:لاحظت إنك كنتى بتحاولى تغيظى اللدغه أم نص لسان.
زفرت زهرت نفسها بضيق قائله:قصدك السوسه الدلدوله بتاع العقربه هدايه،بتنقل ليها كل همسه فى الدار،ولازقه ليها زى العَلقه،مش شايفه بتحامى عنها إزاى من يوم ما دخلت الدار وهى عارفه هدفها، والغتت أخوها كمان العقربه هدايه بنفسها لازمن كل جمعه تتصل عليه وتأكد عليه يجى يقضى اليوم هنا، رغم انها عامله يوم مخصوص لـ اللدغه تروح تقضيه مع مامتها فى دارها
ردت عطيات: هدايه بحورها غويطه محدش يعرف لها قرار،بس سيبك منها أنتى بحبلك ده،هتثبتى أجدامك بدار العراب،وهيبجى ليك مكانه اعلى واغلى عند رباح،وده المهم دلوق .
سخرت زهرت قائله:هى دار يعنى كانت سرايا،ولا مملكه،والله دى تغور من وش العقارب اللى فيها،وأولهم رباح نفسه.
ردت عطيات:بلاش بطر عالنعمه لا تزول منيكى،يلا أخوكِ مش مبطل كلاكسات، خلى بالك من نفسك واما ترجعى من عند الدكتوره أبجى طمنينى،انها أكدت إنك حِبله.
غادرت عطيات، عادت زعلانه زهرت مره أخرى للداخل، لكن قبل أن تدخل للغرفه تقابلت مع نظيم الذى خرج من الغرفه وكان بصُحبته محمد، لكن نادت عليه سميحه التى خرجت خلفهم.
نظرت لهم زهرت بنفور، ومرت من جوارهم صامته.
بينما قالت سميحه: مالها دى، بتتأنزح على أيه.
تبسم نظيم وقال: وأنت مالك بها، يلا بلاش تطلعى لبره الهوا ساقع، وانت كمان يا محمد، أنا مش غريب، سلاموا عليكم.
قال نظيم هذا وقبل رأس سميحه التى تبسمت له
رفع نظيم راسه لتتقابل عيناه مع هدى التى رأت ذالك الموقف صدفه، مس هذا الموقف قلبها مباشرةً، لا تعرف تمنت أن يفعل نظيم معها هذا ذات يوم.
تبسم لها نظيم، ثم غادر دار العراب.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت
بغرفة النوم
وضعت سلسبيل صغيرها بذالك المهد الصغير الذى أتى به قماح من أجله.
وقفت تنظر لصغيرها ببسمه ثم توجهت الى الفراش وخلعت ذالك المئزر من عليها ونحت غطاء الفراش قليلاً وصعدت الى الفراش قائله: أخيرًا، ناصر نام، مع إنه تقريبًا طول اليوم منامش بس أقول أيه چينات وراثيه على رأى عمى.
تبسم قماح وهو يجذب سلسبيل لحضنه قائلاً بضحك: يظهر إن سلسال العراب كلهم مُتعبين.
تبسمت سلسبيل قائله: عن تجربه أأكدلك فعلاً مُتعبين.
قالت سلسبيل هذا وتثائبت قائله: أخيراً يوم الجمعه خلص، اليوم ده بيقى مُتعب قوى، ما بصدق يخلص.
تبسم قماح قائلاً بمكر: بس لسه اليوم مخلصش، إحنا لسه فى أول الليل.
نظرت له سلسبيل: قصدك أيه؟ بإننا لسه فى أول الليل.
جذب قماح سلسبيل أكثر عليه وقام بتقبيلها
تبسم وهو يشعر بيد سلسبيل تسير على ظهره تضمه لها أكثر مُرحبه بتلك القُبلات الشغوفه، تنعم معه بوقت عشق كما كانت تتمنى دائماً.
بعد وقت، جذبت سلسبيل غطاء الفراش عليها، تبسم قماح من تلك التى مازالت خجوله، ضمها لصدره.
تنهد قماح قائلاً: أنا موافق إنك تعملى معرض فن تشكيلى تعرضى فيه التماثيل بتاعتك.
إبتعدت سلسبيل عن حضن قماح ونظرت له بإستغراب وتعحب.
تبسم قماح على ملامح سلسبيل المتعجبه قائلاً:
مالك بتبصيلى كده ليه؟
أغمضت سلسبيل عينيها تشعر أنها تتوهم ما سمعته من قماح قبل ثانيه.
تبسم قماح ونادى بإسم سلسبيل بنبرة لعوب:
سلسبيل.
ردت سلسبيل وهى مازالت مُغمضة العينين:أممممم
تبسم قماح قائلاً:هتردى عليا وأنتى مغمضه عنيكى كده أفتحى عيونك.
ردت سلسبيل:لأ مش هفتح عيونى.
ضحك قماح قائلاً:وليه مش عاوزه تفتحى عيونك.
ردت سلسبيل:عشان أنا فى حلم ولو فتحت عيونى هصحى منه.
ضحك قماح كثيرًا وقال:لأ متخافيش أفتحى عيونك إنتِ مش فى حلم.
فتحت سلسبيل عينيها تنظر لـ قماح بتعجب قائله:أمال أنا فى أيه،متأكد إن إنت قماح إبن عمى النبوى.
جذبها قماح لحضنهُ قائلاً:لأ أنا قماح جوزك مش إبن عمك وكمان أبو إبنك…مش دول الكلمتين اللى كنتى بتغظينى بهم دايمًا،إبن عمى وأبو أبنى،بس أنا أبقى جوزك كمان…مع نفسى أكون ليكي حاجه تانيه.
نظرت له سلسبيل بعدم فهم وسؤال:نفسك تكون لى أيه؟
رد قماح وهو ينظر لعين سلسبيل قائلاً بنبرة عاشق:
نفسى أكون حبيبك.
أخفضت سلسبيل وجهها بخجل.
رفع قماح وجه سلسبيل بسبابته قائلاً برجاء: قوليها يا سلسبيل.
خجلت سلسبيل حين تقابلت عينيها مع عين قماح وظلت صامته.
كاد قماح أن يشعر بخيبة أمل قبل أن تقول سلسبيل بخفوت:أنت حبيبي.
رفع قماح وجه سلسبيل مره أخرى قائلاً بتأكد:قولتى أيه؟قوليها تانى بصوت أعلى.
خجلت سلسبيل
تبسم قماح قائلاً:حفيدة الحجه هدايه عندها خجل زايد حتى أنها تقول لجوزها أنه حبيبها.
رفعت سلسبيل وجهها ونظرت لـ قماح قائله:وهو عشان حفيدة الحجه هدايه،لازم ميكونش عندى خجل وأيه الرابط بين أنى أكون خجوله وبين إنى أكون حفيدة الحجه هدايه.
تبسم قماح قائلاً:تعرفى أكتر حاجه بحبها فيكِ أيه يا سلسبيل.
ردت سلسبيل:أيه هى؟
تبسم قماح قائلاً:خجلك،اللى كان دايماً بيبعدنى عنك،كنت بفكره دايمًا نفور منك ليا.
تعجبت سلسبيل قائله: نفور منك، بس أنا عمرى ما نفرت منك يا قماح، حتى فى عِز قسوتك وعنفك معايا مكنتش بنفُر منك كنت بتمنى تتغير وتعاملنى بشوية حنيه وتبطل عنجهيتك معايا.
نظر قماح لها بندم قائلاً: أنا رجعت لهنا تانى عشانك يا سلسبيل، لما كنت بشوفك بتبعدى عن المكان اللى أنا ببقى موجود فيه، كنت بحس بضيق فى قلبى، حاولت كتير أقتل حبك فى قلبى، قولت لنفسى أتجوز غيرها يمكن مع الوقت أقدر أتغلب على حبى ليكى،لكن مقدرتش،كنت بتخيلك معايا فى كل لحظه بعيشها،كنت بضايق لما بشوفك بتتعاملى وتتكلمى مع أخواتى بطريقه ودوده وبسيطه ولحد عندى كنتى بتهربى منى.
ردت سلسبيل بخجل: بس ده مكنش نفور منى يا قماح،أنا كنت بخاف لما تنظر ليا،كنت بحس إنى واقفه قدامك عريانه،بس ده ميمنعش إني كنت بكره تحكمك الزايد وبالذات لما كنت تستهزأ بيا لو أتكلمت قدامك على زمايلى سواء فى المدرسه أو الجامعه…وتقولى مفيش حاجه اسمها زماله ولا صداقه بين بنت ولد مفيش غير حدود المصلحه.
تبسم قماح قائلاً:ولسه عند قولى،مفيش حاجه إسمها زماله ولا صداقه بينك وبين أى راجل…مفيش غير حدود المصلحه،بس ده مش بإستهزاء منى،ده أمر.
تبسمت سلسبيل بدلال قائله بتلاعُب:مش فاهمه قصدك أيه بأمر؟
تبسم قماح قائلاً:أمر منى،أنا بغير،ومش بيقولوا غيرة الراجل مراجل.
تبسمت سلسبيل قائله:طب وبتغير عليا ليه؟
ضم قماح سلسبيل قويًا يقول: بغير عليكي من النسمه يا نبع ميتى الصافى عشان بعشقك،ومتسألنيش أمتى عشقتك.
شدت سلسبيل من حضن قماح مبتسمه قائله:
وأنا كمان بحبك يا قماح،كنت بهرب منك ومن جوايا نفسى تقربنى منك،وأسكن قلبك.
قاطعها قماح وهو بحضنها قائلاً:متقوليش يا إبن عمى دى تانى.
تبسمت سلسبيل قائله بتلاعب:مش هقول يا إبن عمى،هقول يا جوزى وأبو إبنى.
نظر لها قماح بإنتظار.
تبسمت سلسبيل قائله:جوزى وأبو ابنى وحبيبى.
ضمها قماح قويًا بين يديه، ثم عاد برأسه للخلف، ينظر لوجهها سُرعان ما إلتقط شفاها فى قُبلات عاشقه نسيان ألم الماضى الذى عثر له على الترياق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ……..
بمنزل نظيم
إنتصف الليل
شعر بالضجر وهو يتذكر نظرات ذالك المدعو حماد نحو هدى قاوم شعوره بالغيره منه، نهض من على فراشه واشعل ضوء الغرفه، يقوم بعمل بعض التمارين الرياضيه، علها تُذهب عنه ذالك الضجر والشعور بالغيره من حماد لما أرتبكت هدى حين طلب منها حماد إصلاح حاسوبه الخاص، هدى لما تريد معرفة محتوى ذالك الملف الذى تيقن أنه على حاسوب حماد، ماذا يعنى لها حماد من الاساس.
رغم أداؤه لتلك التمارين الرياضيه لكن لم يذهب عنه لا الضجر ولا شعور الغيره، خرج من غرفته وتوجه الى المطبخ وقام بإشعال البوتجاز يقوم بعمل قهوه له، لكن دون إنتباه منه سقطت الملعقه وأيضاً إخدى الاوانى المُعلقه، فإنحنى ياتى بها
فى ذالك الاثناء خرجت فتحيه من غرفتها حين سمعت ضجه بالمطبخ، جعلتها تصحو… وتذهب الى المطبخ مباشرةً.
تعجبت حين رات نظيم الذى تبسم لها قائلاً بمرح:أكيد قولتى فار فى المطبخ.
تبسمت فتحيه قائله:هى الساعه كام دلوق.
رد نظيم:مش عارف بس تقريباً قربت من واحده.
تعجبت فتحيه قائله:واحده،وإنت لسه صاحي مش بعاده إنك تسهر،وكمان بتعمل قهوه،من امتى بتشرب قهوه متأخر أصلاً..ايه السبب.
رد نظيم:مفيش سبب،أنا النوم طار من عينى قولت أصحى أشتغل شويه علابتوب بتاعى.
ردت فتحيه:وأيه اللى مطير النوم من عينك، خلينا نجعد سوا وجولى،معرفش ليه جلبى حاسس إن اللى مطير النوم من عينك بنت.
تبسم نظيم وهو يصُب فنجان القهوه،ثم وضعه على تلك المنضده الصغيره بالمطبخ وجلس بالمقابل لـ فتحيه التى تبسمت له قائله:
ها جولى مين بجى اللى مطيره النوم من عنيك…جولى وأنا من النجمه أكون فى دارها أخطبها لك.
تبسم نظيم قائلاً:
من النجمه،ومين اللى أكدلك كده إن اللى مطير النوم من عينى هى بنت،قولتلك شغل.
نظرت له فتحيه قائله:أنا مر عليا أيام كتير يا ولدى وكنت بحس بيك فى غيابك،كان جلبى بيجى جايد نار وعارفه إنك مريض او مش بخير وانت فى الغربه لوحدك،كنت بصدق كلامك وتطمينك ليا عليك لما بكلمك على الموبايل.
أنا أمك با نظيم وبحس بيك مهما داريت عنى…
هدى هى البنت اللى مطيره النوم من عينك.
نظر نظيم لوالداته بذهول.
تبسمت فتحيه قائله:
قولتلك بحس بيك،وكمان العين أوجات بتفضح يا ولدى.
تعجب نظيم قائلاً:قصدك أيه يا ماما،بالعين بتفضح.
ردت فتحيه:جصدى إنى شوفتك يوم كتب كتاب سميحه وإنت واجف مع هدى،لو رايدها يا ولدى نتوكل على الله أروح أطلبها لك من الحجه هدايه.
رد نظيم بتسرع:لأ يا ماما،مستحيل ده يحصل،أنا لما هفكر فى الجواز هفكر فى ناس من وئمى ومقامى.
تعجبت فتحيه قائله:جصدك ايه من وئمك ومجامك.
رد نظيم:يعنى مراتى تكون من نفس الطبقه اللى انا عشت فيها،مش بنت ناس انا كنت فى يوم شغيل عندهم.
تعجبت فتحيه قائله:أصلك وجتك يا ولدى وإنت النهارده دكتور فى الجامعه ولك مجام عالى،وكمان مش الحجه هدايه اللى يفكروا فى حكايه المجام دى،بدليل أنها جت بنفسها وطلبت سميحه لواحد من أحفادها.
رد نظيم:البنت غير الولد يا ماما،سميحه بنت ومحمد هو اللى إبن العراب مش الشغيل اللى كان عندهم ،وشوفى كمان أخت هدى متجوزه مين،إبن عمها.
ردت فتحيه بإقناع:تفكيرك غلط يا ولدى،بلاش تضيع البنيه من يدك،وترجع تندم وتعيش محروق القلب…مش هنخسر حاجه حتى لو رفضوا.
رد نظيم:لأ هنخسر يا ماما لو رفضوا أقل ما فيها سميحه هتزعل فى النهايه أنا أخوها برضوا وتحس بحرج.
ردت فتحيه:براحتك يا ولدى،بس صدجنى بلاش تجطع الأمل،ربنا يريح جلبك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ…….
بعد مرور عشرون يوم، رغم إقتراب الربيع لكن
كان يوم غائم
صباحً
بشقة سميحه
زفرت أنفاسها بسأم وهى تخرج من الحمام وبيدها ذالك الاختبار تنظر له وهى تترقب ظهور نتيجته… كانت تتمتم ببعض الأدعيه
نظر لها محمد بإستغراب فهى تتحدث مع نفسها بكلام غير مفهوم وقال بإستفسار : بتكلمى نفسك عالصبح ليه وأيه اللى فى إيدك ده يا لدوغتى.
وضعت سميحه الاختبار على طاوله جوار الفراش، ثم جلست على الفراش.
ونظرت لـ محمد قائله:مش فايقه لتريقتك عالصبح.
تعجب محمد من سأم وجه سميحه،وكذالك ردها ونبرة صوتها الحزينه…ذهب وجلس لجوارها قائلاً:
مالك أيه اللى مزعلك عالصبح كده وكمان أيه البتاع اللى حطتيه عالكمودينو ده.
ردت سميحه بزعل:ده كان إختبار حمل،وطلعت نتيجته سلبيه.
رد محمد ببساطه وتقبُل:طب وايه يعنى نتيجته سلبيه هو ده اللى مزعلك قوى كده ومخليكى مكشره كده.
ردت سميحه:أيوا،أنا قربت على تلات شهور متجوزه،ومحصلش حمل.
تعجب محمد قائلاً:تلات شهور،وزعلانه كده،أمال لو كان سنه مثلاً كنتى هتبقى إزاى.
ردت سميحه:سنه!
حرام عليك… أنا متأخره جداً.
تبسم محمد ووضع يدهُ حول كتف سميحه قائلاً:حبيبتى إنتى مكبره الموضوع كده ليه عادى جداً، الخلفه رزق من ربنا،وكل شئ بميعاد.
ردت سميحه:ونعم بالله،بس أنا نفسى فى بيبى بسرعه،بالذات بعد زهرت ما بقت حامل كل ما تشوف وشى تدلع وتتمرقع.
ضحك محمد.
إغتاظت سميحه وكادت تنهض من جوار محمد لكن جذبها لتبقى بجواره قائلاً:وحاطه زهرت فى دماغك ليه،حبيبتى أنا عارف الفرق بينك وبين زهرت،زى الفرق بين الدهب والفالصو،إنتى بالنسبه ليا أغلى من الالماس الفالصو اللى معجبكيش،زهرت بتستغل حب رباح لها وتستنزفه ماديًا وعاطفيًا،إنما سيدة خط الصعيد الأولى بترضى بالقليل دايماً،بس قوليلى أيه أخبار مشروع القُلل والفازات الفخار اللى كنتى ناويه تعمليه عشان تنصبى على الزباين زى إيستر كده.
رغم زعل سميحه لكن تبسمت قائله:إيستر خلاص بقت ناصحه مبقتش أعرف أضحك عليها،وبتقولى بقت بتطبخ فى بايركس صحى أكتر.
تبسم محمد قائلاً:أيه رأيك أنا هشترى منك الفخار اللى هتصنعيه بس بشرط،تحسنى الجوده شويه.
تبسمت سميحه أكثر قائله:أنا بحبك يا محمد،أكيد ربنا رزقك بيا لطيب عمى النبوى…إنما مامتك مقدرش اقول دعيالك لأن مستحيل ربنا يتقبل منها،دى مفيش مره إستقبلتنى بقبول وطول ما انا عندها تشخط وتنطر فيا كأنى جاريه عندها،والله ما برضى ارد عليها عشان وصية جدتى هدايه تقولى،تدعى ليكِ دعوه طيبه،مع ان معقتدش انها بتدعليى أصلاً،دى بتدعى عليا.
تبسم محمد وضم سميحه قائلاً:أنا فعلاً ربنا بيحبني عشان بعتلى لدغه قلبها زى إسمها دايما بيسامح ومش بيشيل الآسيه.
تبسمت سميحه قائله:مش مستاهله الواحد يشيل فى قلبه،بقولك ايه الكلام خدنا،النهارده اليوم اللى بروح اقعد فيه عند ماما،هقوم أغير هدومى وتاخدنى تودينى عندها.
تبسم محمد بمكر قائلاً:طب ما تروحى مع السواق.
ردت سميحه:وحضرتك فين مش جوزى وتوصلنى معاك فى سكتك.
رد محمد بتفكير:تدفعى أيه واوصلك معايا فى سكتى.
نهضت سميحه من جوار محمد وقالت:وحضرتك عاوزنى ادفعلك بأى صفه إن شاء الله،ناسى انك جوزى وانا ملزومه منك والمفروض تجيبلى عربيه خاصه.
فكر محمد قائلا بمكر:وانتى بتعرفى تسوقى،عشان أجيبلك عربيه خاصه.
ردت سميحه:وفيها أيه بسيطه قدملى فى مدرسة سواقه.
ضحك محمد قائلاً:
موافق بس لازم أخد رشوه قبل ما اقدملك
قال محمد هذا ولم يهمل سميحه الرد حين جذبها عليه لتبقى بجسدها فوق جسده،وقبل أن تفيق من الخضه كان يُقبلها بعشق،بادلته القبلات،ثم بعد قليل ترك شفاها قائلاً:
نفسى ربنا يرزقنى منك بسيدة الصعيد التانيه وتكون لدغه زى مامتها بس تاخد قلبها البسيط.
تبسمت سميحه قائله بتمنى: ده اللى بطلبه من ربنا وبقول يارب.
… ــــــــــــــــــــــ
ليلاً
تبسمت سلسبيل لـ قماح وهو يضع الصغير فى مهده، بهدوء.
قائله: ها نام.
همس قماح قائلاً: أخيراً ، بعد كده مش هدخل معاكى فى تحدى بعترف إنى خسرت فعلاً الامومه دى صعبه قوى مش عارف بتجيبى طولة البال دى منين.
تبسمت سلسبيل قائله: وانت كمان واخده منى كان منعوس.
تبسم قماح وهو يصعد لجوارها على الفراش يضمها بين يديه قائلاً: توبه أتحداكِ خلاص بعترف أنا خسران.
ضحكت سلسبيل قائله: المفروض تدفع غرامه إنك خسرت.
نظر قماح لها قائلاً: وأيه هى الغرامه دى بقى؟
ردت سلسبيل: بكره بفكر آخد أجازه من شغلى فى المقر، وعاوزه أتفسح فى النيل من زمان.
تبسم قماح قائلاً:بس أنا جدول أعمالى مشغول.
نظرت له سلسبيل بتمثيل قائله:يعنى خسران ومش عاوز تفسحنى أنا وناصر،خلاص هقوم أصحيه أقوله باباك مش قد كلمته.
قالت سلسبيل هذا وكادت تنهض من على الفراش.
لكن قماح كان الاسرع حين جذبها عليه قائلاً:
لأ هدفع الغرامه اللى تطلبيها بس بلاش تصحى ناصر أنا مصدقت أنه أخيراً نام علشان تفضيلى يا نبع الميه.
تبسمت سلسبيل قائله بخجل:وعاوزنى أفضالك ليه.
تبسم قماح وهو يقترب من شفاه سلسبيل قائلاً:عشان نفكر سوا فى فُسحة النيل بكره،أصلى عطشان وعاوز أشرب من النبع الصافى.
تبسمت سلسبيل له قائله:بسيطه أبقى أشرب من مية النيل بكره ودلوقتي بقى هقولك تصبح على خير يا أبو ناصر.
قالت سلسبيل هذا وتسطحت على الفراش مبتسمه،نظر لها قماح قائلاً:واللى عطشان دلوقتي يعمل أيه.
تبسمت سلسبيل قائله:والله المثل بيقول الميه متفوتش على عطشان،وطالما قدامك النبع تقدر تشرب منه تروى عطشك ليه تفضل عطشان لبكره.
نظر قماح لها بشوق وأقترب منها هامساً بالعشق، يشعر بالارتواء من قبلاتها ولمساتها الشغوفه التى تحثهُ على إحتياج المزيد من الارتواء من نبعها العاشق.
بعد قليل غفت سلسبيل على صدر قماح وغفى هو الآخر.
لكن أثناء نوم سلسبيل
رأت نور الغرفه معتم،وهنالك من يقف أمام مهد صغيرها،وأنحنى واخذه من مهده،لكن فجأه إشتعل الضوء ونظرت ناحية مهد صغيرها ورأت سكين يوضع على رقبته،ذالك السكين عليه بعض قطرات الدماء،لكن الغريب أن طفلها كان يبكى…كأنه يستغيث بها.
فجأه…
إستيقظت سلسبيل فزعه وإبتعدت عن صدر قماح ونظرت له قائله بلهفه:
ناصر فين؟
تعجب قماح وإعتدل بالفراش جالسًا يقول: ناصر فى سريره نايم.
ازاحت سلسبيل الغطاء عنها ونهضت من على الفراش وذهبت الى ذالك الفراش الصغير النائم به طفلها.
تنهدت براحه وهى ترى صغيرها نائم فى مهده إنحنت تحمله ثم ذهبت الى الفراش ووضعته بالمنتصف بينها وبين قماح المُستغرب، وقبل أن يتحدث قالت سلسبيل:
أنا متعوده ناصر ينام جانبى عالسرير..ونس.
تبسم قماح يقول: بس ده لما كنتى بتنامى لوحدك عالسرير
دلوقتى، أنا بنام جانبك، وكمان بسيب نور خافت فى الأوضه، يعنى مش محتاجه لـ ناصر ينام جانبك ونس، ولا حضنى مش مونسك.
رغم شعور سلسبيل السئ لكن قالت له: خليه ينام بينا الليله.
تبسم قماح وهو ينام على الفراش قائلاً بموافقه:
تمام.
تبسمت سلسبيل وهى تضع الصغير فى المنتصف بينها وبين قماح
وضع قماح يدهُ على وجنة سلسبيل قائلاً:
تصبحي على خير.
أغمضت سلسبيل عيناها ثم فتحتها ترسم بسمه:وأنت من أهله.
نعس قماح،بينما سلسبيل لم تنام ظلت تنظر لطفلها بعض الوقت،تفكر فى ذالك المنام السئ،هل هنالك من يضمر لطفلها الشر.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى يوم جديد
ظهرًا.
باحد الشقق الفارهه بمدينة بنى سويف
دخلت زهرت ترسم بسمه صفراء قائله:
إزيك يا هند وحشانى.
ردت هند بخباثه:لو كنت وحشاك بصحيح كنتِ زورتينى من زمان.
ردت زهرت:ما انت عارفه العقربه هدايه،وتحكماتها وانا مش عاوزه أوجع دماغى فى المناهده معاها… وسألت عليكى بالموبايل قبل كده، بس قماح متوصى بيكِ جابلك شقه فى منطقه راقيه، وسمعت أنه كمان حولك مبلغ محترم باسمك فى البنك.
ردت هند:تفتكرى إن ممكن الشقه والمبلغ اللى حوله ليا قماح تعويض ليا عن أذيته لقلبى،اللى أستهون بيه من بداية جوازنا أول مره.
تعحبت زهرت قائله:قصدك أيه؟
ردت هند:محتاجه مساعدتك.
ردت زهرت بإستخبار:مساعدتى فى أيه،أنا مقدرش أساعدك فى أى حاجه،مبقتش زى الأول.
ردت هند:وأيه اللى خلاكى مش زى الأول ومش هتقدرى تساعدينى.
ردت زهرت:انا حامل
ضحكت هند لثوانى قبل أن تقول لها بمفاجأه:
ويا ترى مين والد الجنين اللى فى بطنك
رباح ولا نائل أخويا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ……
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا