رواية عش العراب الفصل الثامن عشر 18 بقلم سعاد محمد سلامة |
رواية عش العراب الحلقة الثامنة عشر
﷽
الثامن عشر
ـــــــــــــــــــ
بشقة همس
بغرفة الصالون
كان يجلس النبوى برفقة المأذون والشهدان ومعهم كارم الذى تختلط بداخله المشاعر، بين فرحه أنه أخيراً همس ستُصبح زوجته كما تمنى منذ ان وعى على الحياه، وخوف من القادم بعد أن تبقى همس وحدها معه بمفردهما، يخشى رد فعلها، بسبب ذالك الرُهاب حين يقترب منها.
أثناء تفكير كارم دخلت هدايه مبتسمه تُلقى عليهم السلام، دخلت من خلفها همس للغرفه،فى اللحظه
سحرتهُ تلك الحوريه الصغيره التى ترتدى رداء أبيض يمزج بين الحرير والشيفون بسيط مُطرز ببعض ببعض الأحجار الصغيره الزرقاء،،حقاً كان لابد لتلك الأحجار الزرقاء بالرداء تحميها من الحسد،من الجيد أنها تضع ذالك النقاب على وجهها حتى لا يرى وجهها أحد
نهض واقفًا، هائم، ماذا سيحدث لو رأى وجهها الآن
سيسمعها كل ما قيل فى كلمات الغزل،ويقول أنها لا تكفى ولا تعبر عن ما بقلبه الهائم بها.
تبسمت له هدايه جعلته إنتبه على حاله،وتبسم لهن ثم جلس بعد جلوسهن
جلست هدايه وجوارها همس التى يرتجف داخلها بشده بعد دقائق ستُصبح بعقد شرعى وقانونى زوجه لـ كارم
عجيب هو القدر كانت سابقًا تتهرب منه حين يتقرب منها كان بخيالها صوره أخرى لفارس أحلامها،تبدل ذالك بعد أن عادت مره أخرى للحياه نبض قلبها لآخر غير صورة ذالك الفارس الوهمى التى كانت ترسمها،ما حدث لها بدل كل شئ بحياتها، تجربه قتلت برائتها الطفوليه وأحيتها بشكل آخر أكثر نضوج عن الازم ، لكن برهبه تسكُن عقلها وقلبها تخشى النظر فى الوجوه لا تريد أن ترى شفقه حتى من أقرب الناس إليها.
بعد قليل
أنتهى المأذون من تراتيل الزواج وقام كارم بالأمضاء
من ثم مرر دفتر المأذون نحو همس كى تمضى، يرفع القلم بيده لها.
نظرت همس لذالك الدفتر ثم لـ كارم تحدثت بعينيها،:قدامك فرصه قبل ما تربط حياتك بيا أنا مهزومه وموصومه.
تبسم كارم وتحدثت عيناه: أنتى مش مهزومه ليه مفكرتيش فى إن ربنا إدالك فرصه تانيه فى معركة الحياه، أنتى تاج العفه، اللحظه دى أهم لحظه بعمرى، متعرفيش قد أيه إشتاقت وناجيت ربنا أن تكونى من نصيبى، القدر عطانى منحه تانيه ومش هتنازل عنها،وهترجعى همس اللى كانت بسمتها زى شروق الشمس بعد الغيوم.
مدت هدايه يدها وأخذت الدفتر ووضعته على ساق همس، نظرت همس لها، أمائت هدايه لها بالإمضاء…
إمتثلت همس لما يحدث ومدت يدها أخذت القلم من يد كارم، بيد مرتعشه خَطت همس إسمها بالدفتر.
فى تلك اللحظه أطلقت وصيفه الزراغيط المُجلجه.
للحظه إنخضت همس لكن تبسمت بعد ذالك.
تبسم المأذون قائلاً: مش تستنى إمضاء الشهود الأول.
تبسمت وصيفه وقالت: ده كتب كتاب ست البنات والعرايس أنا جبت الشربات.
شعرت همس بغصه فى قلبها،بينما تبسم النبوى قائلاً:
فعلاً همس ست العرايس،وزغرطى يا وصيفه لو بعرف أزرغط كنت زغرطت.
تبسمت همس وهى تنظر للنبوى بإمتنان،بادلها البسمه بحنان وتشجيع.
بينما تفاجئ الجميع حين سمعوا صوت زغروطه مُميزه،نظر كارم لها بذهول قائلاً:الحجه هدايه بتزرغط فى كتب كتابى،لأ دا واضح أن معايا كل الحظ النهارده.
ضمت هدايه همس تحت كتفها وقالت براحبه: إنت معاك زينة الصبايا، هاميس ناصر العراب.
تبسمت همس التى يرتجف قلبها، شعرت هدايه برجفة همس، فضمتها أكثر وقبلت رأسها.
تدمعت عين همس
بينما نهض المأذون قائلاً: مبارك عليكم وبالرفاء والبنين، أعذرونى لابد أن أستأذن عندى عقد قران آخر.
أشارت هدايه لـ كارم قائله: فز يا كارم مع حضرة الشيخ وصلوا للمكان اللى رايدهُ.
رغم أن كارم يود البقاء، لكن نهض وخرج مع المأذون، كذالك الاثنين الشهود وتركوا النبوى وهدايه وهمس
التى آتت همس الصغيره لها وكشف ذالك الوشاح عن وجهها وهمهمت ببعض الكلمات تُهنى همس، تبسمت لها همس وقبلت وجنتيها، بينما تبسم النبوى قائلاً: هو الشربات خلص ولا أيه يا وصيفه عاوز كوبايه تانيه.
تبسمت وصيفه قائله: لاه يا نبوى بيه، فى شربات كتير، فى المطبخ هروح أچيبلك كوبايه تانيه، تؤمرينى بحاجه يا حچه هدايه.
تبسمت هدايه قائله: ميؤمرش عليكى ظالم يا وصيفه كتير خيرك، چميلك على راسى، يا بت الأصول، كفايه راعيتى الأمانه وصونتى السر الفتره اللى فاتت.
تبسمت وصيفه قائله: لازمته أيه الكلام ده يا حچه هدايه، خيركم سابج عليا، غير كتر خيره النبوى بيه كفايه إنه خد همس بت بتى لدكتور وأهو ربنا چاب على يده نتيجه، همس بدأت تچمع بعض حروف الكلام، ومع الوجت يمكن تتحدت زينا.
تبسمت همس قائله: إنشاء الله، أكتر حاجه هفتقدها وأنا خارج مصر هى همس إتعودت على اللعب معاها وكمان بنتشارك الشيكولاته والبونبونى مع بعض.
تبسمت وصيفه بحب قائله: ربنا يرزجك الذريه الصالحه أنتى وكارم بيه ويكونوا كيف جلوبكم الصافيه.
تنهدت همس بغصه قائله:إنشاء الله.
تبسمت وصيفه قائله:هروح أچيب الشربات وأرچع.
تبسم النبوى وهو ينظر لـ همس قائلاً:فرحتى النهارده ملهاش حدود،بقيت متوكل بكتب كتاب إتنين من بنات العراب،لأ والأتنين بهاديهم لاتنين من ولادى.
تبسمت همس قائله:كده مش ناقص غير هدى،بس دى شكل نصيبها هيبقى من بره العراب.
تبسم النبوى وقال:حتى لو نصيبها من بره العراب،أنا برضوا اللى هتوكل ليها،والحچه هدايه هى اللى هتساعد فى تزينها لعريسها كيف ما عملت معاكى إنتى وسلسبيل.
تبسمت همس قائله: وسلسبيل الحمل عامل معاها أيه، بطنها بانت ولا لسه.
تبسمت هدايه قائله: لاه لسه هو إكده حبل البكريه مش بيظهر غير متأخر، غير إنها حبله فى صبى، والحبله فى الصبى بتبجى بطنها مش كبيره، زى البنيه.
تبسمت همس قائله: أيه اللى خلاكى متأكده كده يا جدتى إن همس حامل فى ولد، مش يمكن بنت، وبعدين سلسبيل أساساً رفيعه وطويله وممكن الحمل ميظهرش عليها بسرعه.
تبسم النبوى يقول: الحچه هدايه عمر توقعه ما خاب.
تبسمت هدايه، بينما فى نفس الوقت دخلت وصيفه بكوب الشربات،
أخذه النبوى، لكن دون إنتباه منه، سقط جزء كبير منه فوق ملابسه.
تحدثت وصيفه: خير إنشاء الله
قالت هدايه: جوم يا ولدى أجلع البدله و الجميص، خلى وصيفه تنضفهم لك.
خلع النبوى الجاكيت و قميصه وبقي بفانله داخليه بنصف كم وأعطى ملابسه لـ وصيفه أخذتهم وخرجت،
لكن لسوء الحظ فى نفس الوقت رن جرس باب الشقه.
ذهبت وصيفه وقامت بفتح الباب.
لتلك التى حين رأت ملابس النبوى على يدها لبستها كل الشياطين.
جذبت الملابس من على يدها بتعسف قائله: هو المأذون لحق يكتب الكتاب ولا أيه أنا چيت متأخره.
ردت وصيفه بتعجب: الست قدريه.
ردت قدريه بتعالى: أيوا ستك قدريه، أيه النبوى ضاق بيه الحال وهيرمرم على واحده كانت بتجى الدار تبع بضاعتها البايره، خلاص النسوان خلصم مبقاش غيرك يا بياعة الزبده.
ردت وصيفه: مش فاهمه تجصدى ايه يا ست قدريه….
علت قدريه صوتها، وبدأت بسب وصيفه ببذائه.
فى ذالك الوقت وصل صوت قدريه الى غرفة الصالون
وسمعته همس، التى إرتعبت أوصالها، وقامت بغطاء وجهها ليس هذا فقط بل بدأت تبكى وترتعش وتهزى بخوف، ونهضت من جوار هدايه، وأصبحت مثل المجانين
تهزى بخوف ورعب، كل ما تقوله: مش عاوزه حد يشوفى
أنا مش خاطيه، مش خاطيه وتسيل دموعها.
إرتعبت هدايه هى الاخرى لكن على حالة همس التى تبدلت حين سمعت صوت قدريه، كذالك النبوى الذى تعجب حين رأى حالة همس،همس لم تُشفى بالكامل،ها هى من أول مواجهه غير مباشره،إرتعبت
رغم ذالك خرج النبوى من غرفة الصالون وأغلق خلفه الباب.
نظر لـ قدريه التى تتهجم على وصيفه بالسب والحديث البذئ،بل وكادت أن تتهجم عليها بالضرب،لكن توقفت وإرتجت من صوت النبوى الحازم:
قدريه أيه اللى جابك هنا وعرفتى العنوان ده إزاى…ممشيه ورايا اللى يراجبونى إياك.
ردت قدريه المرتجفه بتعسف:راچلى،بيعمل أيه فى شجه مفروشه فى البندر،لاه وطالعلى كمان بالفانله،يظهر جطعت عليكم الخلوه.
صفعه قويه على خد قدريه،أفقدتها صوابها، نظرت للنبوى بذهول لكن قبل أن تتحدث،جذب النبوى قميصه وأرتداه وقام بجذب قدريه من يدها قائلاً:حسابنا مش إهنه،حسابك واعر.
تهكمت قدريه قائله:حسابى واعر ليه،فيها ايه الخدامه دى عشان تتجوزها عليا ولا لافت عليك ميتى،ما أنت جلبك حنين،زمان لافت عليك الاغريقيه اللى كانت جايه مصر تستلقط راچل،ودلوق بياعة الزبده اللى كنت بشحتها خلجاتى الجديمه.
رد النبوى: حسابك كبر يا قدريه جدامى من سُكات، وكلمه زياده هتكونى….
قاطع حديثه دخول كارم الى الشقه، وتعجب بل وذهل حين رأى والداته، وشعر بتوجس، وقال: ماما
نظرت له قدريه بذهول قائله بسخريه: چاى إهنه ليه، چاى تشهد على كتب كتاب أبوك من واحده كنت بتزكى عليها بخلجاتى الجديمه.
كانت وصيفه تبكى من كم الاهانات التى نالتها من قدريه، لكن كانت صامته،
نظرت قدريه لبُكاء وصيفه قائله: ساكته ليه و بتبكى على أيه،أتفاجئتى لما عرفتك مجامك،واحده غيرك مش تبكى دى تسم نفسيها،لما تبجى فى سنك ده وتلوفى على راچل متچوز وعنده شباب،بس العيب مش عليكى،العيب على اللى بيريل عالنسوان،لاه وولده زيه وبيساعده،عقله راح منه من يوم الخاطيه ما جتلت حالها،قالت هذا وصفعت كارم على وجهه.
تلقى كارم الصفعه بصمت مذهول من وقاحة ودنائة والداته.
بينما صفعه قويه من النبوى لها وجذب يدها بقوه وخرج من الشقه وأغلق خلفه الباب بقوه.
نظر كارم لـ وصيفه قائلاً:فى أيه اللى حصل وماما جت هنا إزاى؟
لم ترد وصيفه ومازالت تبكى.
تحدث كارم:همس…
أشارت له وصيفه على باب غرفة الصالون…
ذهب إليها سريعاً وفتح الباب
نظر بذهول،لتلك التى ترقد على الارض تجلس القرفصاء تضم ساقيها لصدرها،تبكى وترتعش وتهزى،تكاد تصرخ،لكن تكمم فمها بيديها،خشية أن تسمعها قدريه ويفتضح أمر أنها مازالت تعيش،سمعت كل حديث قدريه القذر فى حقها،قدريه أعادتها لنقطة الصفر التى ظنت أنها تخطتها،عاد لها الرُهاب من أى أحد يقترب منها،حتى هدايه نفسها حين إقتربت منها كى تضمها،عادت همس تزحف للخلف،تنظر لها بخوف…لم تستسلم هدايه وجلست لجوارها وضمتها بقوه،رغم ممانعة همس،لكن قدريه أحتوتها بين يدها ونظرت لـ كارم قائله:
إتصل بالدكتوره اللى بتعالج همس،وجول لها عالعنوان خليها تچى.
إمتثل كارم لقول هدايه وقام بالإتصال على الطبيبه،ثم أغلق الهاتف،يتقطع نياط قلبه وهو يرى همس بكل ذالك الضعف والهزيان كلماتها كانت تشُق قلب كارم،تلك الجمله التى قالتها سابقاً “أنا مش خاطيه” وإزداد عليها كلمة أنا مكنش لازم أعيش،موتى كان راحه ليه.
كاد كارم أن يقترب منها،لكن صرخت همس بقوه بنهر تعود أمامها صوره واحده هذان الوغدان اللذان إغتصباها،عقلها يود الإستسلام لتلك الغيبوبه وتفصل عن الوجود،لكن إرادتها ضعيفه.
ظلت هكذا لوقت الى أن آتت الطبيبه،حين أقتربت من همس صرخت تقول:إبعدوا عنى،سيبونى أنا ليه مموتش كنت إرتاحت.
ردت هدايه التى تحتضنها بدموع:وحدى الله يا بتى،بلاش تكفرى،منين جالك إن الموت راحه…خلى الدكتوره تساعدك.
بصعوبه تمكنت الدكتوره من حقن همس بأحدى المُهدئات جعلتها تسترخى و تنام.
حملها كارم وأدخلها الى غرفة نومها ثم عاد للطبيه مره أخرى
تحدثت الطبيبه بحزم قائله:أيه اللى حصل وصل همس للحاله دى،دى إنتكاسه لها،آخر جلسه لينا مع بعض قالتلى إنها هتسافر مع إبن عمها بعد ما يكتبوا كتابهم،وكنت حسيت إنها بدأت تعود لها الثقه شويه فى اللى حواليها.
ردت هدايه وسىردت لها جزء بسيط مما حدث عن سماعها لصوت سباب زوجة عمها.
تنهدت الطبيبه بغضب قائله:سبق والسيد نبوى سألنى عن حالة همس وأنه عاوز يعرف باباها ومامتها إنها لسه عايشه،وقولت له بلاش إستعجال،لأن همس لسه مقدرتش تتخطى اللى حصلها كان صعب،أنا عرفت انكم عرفتم ان اللى حصلها كان غصب عنها،بس هى جواها إحساس بالضعف قوى لأن فى العاده اللى بتتعرض لحادث إغتصاب،ممكن تحاول المقاومه بأيدها حتى لو مقاومه ضعيفه منها،بس همس حالتها مختلفه،هى كان مشلول حركتها جسمها كان شبه متخدر،وده اللى سهل على الأوغاد اللى أغتصبوها إنهم ميتركوش أثار قويه على جسمها كانت شبه كدمات،اللى حصل لهمس كنت متوقعه حدوث جزء منه وقت ما أنت أتعرفت عليها بالكافيه،بس يمكن وقتها وجودها فى مكان عام وسط الناس خفف شويه من حِدة الموقف،وكمان فى سبب أهم،همس عندها ثقه فيك بس الحذر والرهبه من أى حد يقرب منها هو اللى بيخليها تتراجع،بدليل لما طلبتها للجواز فى البدايه رفضت وفضلت تسافر للخارج وتبعد عن هنا فى دماغها إنك ممكن تنساها بسهوله بعدها،بس لما أصريت على طلبك وحطيتها فى إختيار سلمت للأسهل بالنسبه لها إنها تسافر معاك،بس محدش يعرف أنها لسه عايشه.
تحدث كارم:طب وحالتها هترجع تانى زى الاول ولا أيه اللى هيحصل.
ردت الطبيبه:لأ طبعاً مش هترجع بنفس درجة الأول،هى هيستمر معاها الرهبه لوقت.
رد كارم:المفروض أننا كنا بعد كتب الكتاب هنسافر للقاهره،لأن ميعاد الطياره الساعه تسعه الصبح،كنت عامل حسابى نبات فى أوتيل فى القاهره.
ردت الطبيبه: عادى الحقنه اللى خدتها هتنيمها للصبح،وممكن تصحى هاديه،وكمان بُعدها عن هنا أفضل بعد اللى حصل،ممكن تحس بأمان أكتر من هنا.
تبسم كارم للطبيه.
بينما عاودت الطبيبه الحديث: أنا ليا زميله طبيبه نفسيه عايشه مع جوزها فى الامارات وتواصلت معاها وعطتيها تقرير مُفصل عن حالة همس وكمان همس تواصلت معاها هاتفياً ومعاها عنوان الدكتوره فى الأمارات.
تبسمت هدايه قائله: عندى إحساس إن ربنا هياخد بيد همس وترچع من تانى لينا وتعود زى ما كانت كيف شروق السمس.
تبسم كارم بأمل.
غادرت الطبيبه
تحدثت هدايه: زى الدكتوره ما جالت يا كارم، يمكن سفر همس دلوك يكون فى صالحها وتعود من تانى لهنا بإرادتها تواجه خوفها، دلوك خلينى أبوسها وبعدها خدها يا ولدى وسافروا يبلغكم السلامه.
رد كارم وهو ينحنى على يد هدايه:إدعى لينا كتير يا جدتى،أنا محدش من العيله كان يعرف إنى هسافر غير حضرتك وبابا،وقولت لـ بابا هو يبلغ ماما والعيله بعد ما أكون سافرت،عشان ممكن ماما كانت هتحاول تقنعنى إنى مسافرش،بس معرفش أزاى عرفت بالشقه دى وجت لهنا وأتكلمت بالطريقه الفظه دى،بعتذر ليكى يا ست وصيفه.
ردت وصيفه التى تشعر بمهانة قدريه لها،لكن هدايه جبرت بخاطرها ببعض الكلمات كذالك كارم الآن:إعتذارك على راسى يا أستاذ كارم إنتى مغلطتش فى حجى،ربنا يسعدك أنت همس وأبجوا أفتكرونى من فتره للتانيه بمكالمة تلفون.
تبسم كارم لها يومئ رأسه بقبول ثم نظر لهدايه قائلاً:
أنا مش عارف أيه اللى بابا هيعمله مع ماما، بس بتمنى ربنا يهدى بينهم، وأرجوكى يا جدتى حاولى تهدى بينهم،بابا بيسمع لكلامك.
ردت هدايه:سافر وأنت همس وإطمن يا ولدى اللى فيه الخير هو اللى هيحصل بأذن الله.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمقر.
أتى المساء
إنتهى يوم العمل..
بمكتب قماح..
نظر الى ذالك الحاسوب الذى أمامه يتابع عبر تلك الكاميرات الموجوده بالمكتب التى تعمل به سلسبيل ومجموعه من المحاسبين، تبسم وهو يراها مُنهمكه بالعمل، سلسبيل لديها قوة إراده أستهون برضوخها سابقاً له لكن ها هى تمردت عليه لكن شعر بغيره حين رأى وقوف أحد زملائها بالمكتب جوارها يبدوا أنه يقوم ببعض التوجيهات لها، تضايق من قُربه منها ، ود الذهاب الى المكتب وأخذها بعيداً ، بالفعل نهض وذهب الى تلك الغرفه، ودخل مباشرةً.
تبسم له العاملين بالمكتب والبعض منهم نهض يرحب به بحفاوه، بينما هو عيناه على تلك الجالسه بلا مبالاه.
تحدث أحد الموظفين: نورت المكتب يا قماح بيه أى خدمه.
رد قماح:متشكر بس كنت جاي آخد مدام سلسبيل وقت الشغل خلاص إنتهى.
تبسم له قائلاً:فعلاً المفروض وقت الشغل إنتهى،بس مشاء الله مدام سلسبيل عندها نشاط غير عادى،وفضلت تساعدنا فى تخليص شوية حسابات خاصه بالتجار اللى وردوا لينا فى الفتره اللى فاتت،رغم إن أستاذ عبد الحميد قالنا إنها حامل ومش لازم نجهدها،مع ذالك هى أصرت تساعدنا.
رغم شعور قماح بالغيره من حديث ذالك الموظف وهو يمدح فى سلسبيل لكن رسم بسمه وقال:فعلاً مدام سلسبيل حامل ومش لازم نجهدها كفايه كده النهارده.
نظرت له سلسبيل وفكرت فى معارضته أمام الموظفين،لكن دخول والدها الى المكتب جهلها تصمت وترسم بسمه حين قال:
مش كفايه إكده يا سلسبيل،أنتى مالكيش الأجهاد.
تبسمت سلسبيل له ونهضت قائله:تمام،اللى مخلصش النهارده أخلصه بكره رغم إنى مش حاسه بأى إجهاد
لملمت سلسبيل بعض محتوياتها الخاصه بها ووضعتها بحقيبة يدها،وتوجهت نحو وقوف والداها،لتسير معه وخلفهم كان قماح،يشعر بالغضب من تجاهل سلسبيل المتعمد له.
توقف ناصر أمام المقر قائلاً:قماح خد معاك سلسبيل للدار.
تحدثت سلسبيل بمعارضه: لأ هروح معاك يا بابا.
رد ناصر: مش هينفع عندى مشوار مهم قبل ما أرجع للدار.
إمتثلت سلسبيل لقول والداها الذى تبسم لـ قماح، رد قماح عليه ببسمه هو الآخر، بينما سلسبيل تضايقت من ذالك، كيف لوالدها أن يثق فى قماح بعد أن قام بإتهامه وجعلها تستمر فى ذالك الزواج بمساومه منه، لو كان بودها لانهت ذالك الزواج من ذالك العنجهي.
بعد قليل بسيارة قماح، كان يقود السياره ببطئ
شعرت سلسبيل بذالك وقالت له: إنت ليه بتسوق ببطئ كده.
رد قماح: مش بسوق ببطئ ولا حاجه هى دى سرعة العربيه فى العاده.
نظرت له سلسبيل: عربيه أحدث موديل وماركه عاليه، وبتمشى بالبطئ ده، قماح بلاش إستعباط، وسوق بسرعة شويه.
تبسم قماح قائلاً: وراكى أيه فى الدار مستعجله علشانه من شويه فى المكتب مكنتيش عاوزه تقومى، وتكملى شغل.
تنهدت سلسبيل قائله: حسيت بتعب فجأه، من فضلك زود سرعة العربيه.
رد قماح: متنسيش إنك حامل والسرعه العاليه مش كويسه علشانك بسبب المطبات .
ردت سلسبيل: قماح بلاش طريقتك دى عاوزه أروح الدار، حاسه بإرهاق.
تبسم قماح يقول بمكر: طريقه أيه، مش فاهم قصدك.
ردت سلسبيل: طريقتك المتحكمه، دايماً فى اللى حواليك قولتلك إنك مش هتفرض شئ عليا بعد كده، ياريت تسوق بسرعه شويه ومتخافش، صحيح أنا حامل بس شويه سرعه مش هتأثر عليا، وبسبب الحمل ده هو اللى مانعنى أجى المقر بعربيتى اللى أشتراهالى عمى، وبحتاج للسواق، بس شكلى بعد كده هاجى بعربيتى.
نظر قماح لشبابيك السياره و فجأه توقف
تعجبت سلسبيل من ذالك،لكن قبل أن تستعلم عن سبب وقوفه،تفاجئت به يجذبها وبلا أنتظار قبل شفاها قُبله متشوقه بها بعض الحِده قليلاً.
تفاجئت سلسبيل بذالك للحظه فقدت الإدراك من المفاجأه، لكن وعت على حالها وقامت بدفعه بيديها تبعده عنها، بالفعل إبتعد حين شعر بحاجتها للتنفس، تبسم وهو ينظر لوجه سلسبيل المتهجم، وقبل أن تتحدث عاد يقود السياره لكن سرع فى القياده قليلاً،
بينما سلسبيل إلتقطت انفاسها قائله:
قولتلك قبل كده متقربش منى وإن كان جوازنا مازال قائم فهو بحدود وأولها أن جوازنا مجرد منظر مش أكتر.
رد قماح بإستفزاز: مفيش حاجه إسمها جوازنا منظر، سلسبيل أنا لغاية دلوقتي مُتحكم فى نفسى ومستحمل عنادك، وإن كنت إتنازلت وقبلت إنك تشتغلى فده بمزاجى مش أكتر.
تهكمت سلسبيل ساخره دون رد
نظر قماح لها وتبسم وقال: بس بصراحه تحديكى وإنك تحاولى تثبتى نفسك فى شغل المحاسبه مكنش مفاجئ ليا،بس اللى إتفاجئت بيه معاملتك البسيطه مع الموظفين.
نظرت له سلسبيل قائله: أيه كنتى مفكرني زى هند السنهورى، هتفشخر بأسم العراب على الموظفين.
رد قماح:واضح أن غرورك مش بيظهر لحد غيرى يا نبع المايه.
ردت سلسبيل:مش غرور ده كرامتى اللى أنت دهستها من أول جوازنا،وبعدين ميهمنيش تقول عليا مغروره،واضح إن الغرور صفه فى نسل العراب،سواء كان بنت أو ولد،بس بستغرب واحده زى هند المفروض أنها طليقتك أنا لو مكانها مكنتش هتعامل معاك نهائى حتى لو إضطريت كان ممكن تخلى أخوها أو باباها اللى يتعاملوا معاك أو إنى أبيع بنص سعر السوق أكرملى…بس واضح إنك غالى عندها،عالعموم ميهمنيش هى واحده معندهاش كرامه مش جديده عليها.
تبسم قماح وقال:أول درس أنا أتعلمته،البيزنيس مفهوش مشاعر،وده درس ليكى أنتى كمان.
ردت سلسبيل بتهكم:، إنت معندكش مشاعر لا بيزنيس ولا فى غيره، وفى فرق بين المشاعر والكرامه، بس شكراً إنك عرفتنى الدرس ده،ياريت تسرع السرعه شويه،الطريق تقريباً شبه فاضى.
بالفعل زود قماح من سرعة السياره،بعد أن شعر براحه،فى الحديث مع سلسبيل رغم ردودها عليه المُقتضبه لكن لأول مره يتجذبان الحديث بتلك الطريقه،بطريقة المُجادله.
وصلا الى دار العراب
ودخلا الى المنزل سويًا.
ليسمع الإثنان أصوات النبوى وقدريه العاليه.ليتوجه الأثنان الى مكان الصوت. ليقف الأثنان مذهولان مما سمعوه.
بينما قبل قليل.
دخل النبوى بـ قدريه الى دار العراب
تحدث قائلاً:آخر شئ كنت أتوقعه منك إنك تراقبينى وصل ببكى الجنان للدرجه دى.
ردت قدريه:إنت السبب فى جنانى جوازتك عليا قبل كده بالاغريقيه،والنهارده كمان تتجوز عليا واحده مستعنهاش خدامه للى فى رِجلى،ولأ واضح إنك طويت كمان كارم تحت جناحك ويمكن هو الشاهد على جوازك من بياعة الزبده،ما هو عقله طار من يوم ما الخاطيه همس جتلت نفسها جدامنا.
نظر النبوى لـ نهله التى آتت ودموع فرت من عينيها وقالت بدفاع:كلنا سمعنا تسجيل باللى حصل لهمس وهمس عند ربنا بلاش تجيبى سيرتها بوصمه هى بريئه منها.
تهكمت قدريه قائله:مفكره إنى صدقت اللعبه ولا أيه،الشيخه سلسبيل المكشوف عنها الحجاب،أكيد تسجيل متفبرك،وده ميهمنيش.
رد النبوى الذى يحاول أن يتمالك غضبه حتى لا يُخطئ:
وأيه اللى يهمك يا قدريه.
ردت قدريه:يهمنى نفسى،وكرامتي اللى إنت هدرتها من سنين يوم ما دخلت عليا بالأغريقيه وجولت مرتى،من غير ما تعمل حساب لشعورى وجتها،چبت خواجايه إتعرفت عليها فى الشارع الله أعلم عشجت كم راچل جبلك.
تعصب النبوى قائلاً:كارولين كانت شريفه وعفيفه ومكنش فى حياتها أى راجل قبلى يا قدريه.
تهكمت قدريه قائله:بأمارة أيه أمها اللى الكاس مبيفارقش إيدها،ولا أخوها الجمارتى.
نظر النبوى لها متعجبا يقول:وعرفتى المعلومات دى منين.
إرتبكت قدريه قائله بتتويه:سمعتها مره بتتكلم عنهم… غير الفلوس اللى كنت بتبعتها لهم عشان يسمحوا لك تشوف قماح.
إقترب النبوى وأمسك قدريه من عضدها وقال بإتهام:كدابه،كارولين من يوم ما أتجوزتها نسيت أهلها فى اليونان،أنتى اللى بلغتى أمها وأخوها بموتها ويمكن كمان أنتى اللى ساعدتيهم عشان ياخدوا قماح.
ردت قدريه:وأنا كنت أعرفهم منين ولا اعرف حتى لغوتهم،أنا كنت بفسر كلام كارولين العربى المكسر بالعافيه….وبعدين إنت بتتهمنى عشان تدارى خزوتك.
رد النبوى: هخزى من أيه، أنا راجل ومن حقى أتجوز مره واتنين وتلاته وأربعه كمان، وأنتى كل اللى عليكى تتحملى وتسكتى.
ردت قدريه بثوران: ليه كنت موصومه ولا خاطيه زى بنت أخوك،ولا الأغريقيه اللى أتجوزتها زمان.
فلت لجام النبوى، وقال: بنت أخويا وكارولين، أشرف وقلوبهم أنضف من قلبك يا قدريه، أنا بندم أنى فى يوم رجعتك لعصمتى….. إنتِ طالق يا قدريه.
إخترقت تلك الكلمه
آذان كل من قماح وسلسبيل اللذين دخلوا، كذالك زهرت التى آتت بسبب الصوت العالى، ونهله الباكيه بسبب ذكر قدريه لـ همس بكل ذالك السوء
بينما إشتعل غضب وغليل قدريه التى كأنها أخذت رصاصه برأسها تغيب عقلها وأصبحت تهزى بجنون تسب وتلعن تقذف كل شئ أمامها وتركُله بقدميها بقوه
حتى أنها توجهت ناحية سلسبيل بغليل وهى تنظر الى بطنها، وكورت يدها بقوه وكادت تضربها فى بطنها، لولا أن جذبها قماح من أمامها لتصبح بحضنه، لكن نالت سلسبيل جزء من الضربه بمعصم يدها،
تألمت سلسبيل بآه قويه، من قوة تلك الضربه، لكن من الجيد أنها أخذت الضربه بمعصم يدها،ولو كانت تمكنت الضربه من بطنها لكان لها آلم وتآثير أقوى، وأذت جنينها،،
عاودت قدريه نفس الضربه،لكن هذه المره تلقتها يد قماح،بعد أن جذب سلسبيل لتبقى خلفه.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ💎
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا