روايات

رواية عشق مهدور الفصل السادس 6 بقلم سعاد محمد سلامة

موقع كتابك في سطور

رواية عشق مهدور الفصل السادس 6 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عشق مهدور الجزء السادس

رواية عشق مهدور البارت السادس

عشق مهدور
عشق مهدور

رواية عشق مهدور الحلقة السادسة

بعد مرور يومان
قبل سطوع الشمس ب سرايا شعيب بغرفة آصف.
كان يجلس على ذلك المقعد الهزاز بأحد زوايا الغرفه يتكئ برأسه على مسند الرأس، يزفر دخان تلك السيجارة الذي لا يخترق عتمة ظلام الغرفه سوا بصيصها الناري، أغمض عينيه للحظه، سرعان ما فتحهما بإتساع يحاول نفض تلك الصوره عن خياله صورة أخيه المغدور، أجل هو مغدور، لكن هنالك سؤال لا يجد عليه جواب، لما سهيله فعلت ذلك، وهل فعلت ذلك حقا، أيصدق ما قاله له المحقق أنها أدلت بأقوالها، وأكدت أنها كانت تحاول إنقاذه، أم يصدق تلك الأدله التي تضعها بمكان المتهمه، لأول مره بحياته يشعر أنه تائه، يود أن يكون هذا كابوس ويسطع الصباح ويفتح عينيه وينتهي، لكن فاق من تلك الأمنيه الواهيه حين شعر بلسعة عقب السيجارة لإصبعيه، قبل أن يضعها بالمنفضه قام بإشعال سيجارة أخرى منها يزفر دخانها، يتذكر أمنيته قبل يومين كان هنالك أمل يسعى إليه بقلبه، الآن يشتعل صراع غاضب بين قلبه الذي يرفض تصديق أن حياة أخيه الأصغر إنتهت بطريقة بشعه.
وبين عقله الذي لا يصدق أن حياة أخيه إنتهت على يد من!
حبيبة قلبه التي دائما كانت بالنسبه له رمزا للملائكيه، بغض النظر عن تحفظها معه دائما، كذالك تهجمها عليه أحيانا تتهمه بالغرور والتعالي، وحتى إن كان صدقا، معها لم يكن هكذا أبدا، حتى أنها أحيانا كانت ما تحاول لفت نظره الى أنه لولا ثراء إسم شعيب
ربما ما كان سامر أصبح طبيب.
المال هو من صنع له كنية طبيب عكسها هي أصبحت طبيبه عن إستحقاق، كما أنها لم تلجأ يوم لوساطة أحدا، حتى وساطته رفضتها وذهبت الى الفيوم قضت عام بمكان نائي دون تذمر منها، تظهر أمامه أنها تستطيع التكيف مع إمكانياتها بجداره، تفرض قوتها…
قوتها!
هل قوتها تلك هي ما تحكمت بها وسفكت دم أخيه؟
رفض قلبه كل هذا سهيله أرق من هذا الجبروت…
ذم عقله، هي طبيبه وليس صعبا عليها أن ترى أحدا ينازع دون الإهتمام به.
حرب ضاريه بين قلبه الذي يرفض تلك الأدله المبدئيه التي تدين سهيله
وعقله ك قاضي عليه الآخذ بتلك الأدله التي علم بها سابقا من المحقق الخاص بالقضيه
سهيله المتهم الأول، بل والوحيد.
لامه قلبه يلح عليه
لما لا تذهب إليها وتسألها مباشرة
عقله ينهره: أول ما هتبص في وشها هتضعف وهتصدق أنها بريئه حتى من غير ما تدافع عن نفسها قدامك، بلاش مشاعرك ل سهيله تخليك تضعف وتضل عن طريق العقاب.
حسم الآمر الآن بيد سهيله سفك دم أخيك، بالغد ستخرج نتيجة تلك الادله، وستكون قاطعه لتلك الحيرة إما تؤكد براءة سهيله أو…
أو ماذا هل تمكن الحجود من قلب سهيله لدرجة أن تذبح إنسان، لامه قلبه وأشار عليه، عليك الإنتظار قبل أن تتسرع.
بمنزل أيمن فجرا.
أنهي صلاة الفجر ونهض يحمل سجادة الصلاه وقام بثنيها ثم وضعها على مقعد بالغرفه، دلفت سحر بنفس الوقت شعرت بآسف وقالت له: حرم، برضوا صليت الفجر هنا، على غير عوايدك قبل كده حتى لو الدنيا برد جدا كنت لازم تروح تصل الفجر في الجامع، وتقول هكسب ثواب بكل خطوه للجامع غير ثواب الجماعه.
تدمعت عين أيمن، وجلس على الطرف الفراش يخفض وجهه يتنهد بآسى، جلست سحر لجوارة هي الآخرى تشعر ببؤس وضعت يدها فوق يده وقالت: عارفه إن مضايق من نظرات الناس عيونهم بتجرح، إدعى
ربنا يزيح الغمه دى وتظهر براءة سهيله، وقتها تواجه أهل البلد بقلب جامد ببرأتها.
تنهد أيمن قائلا: يارب…
قبل أن يكمل حديثه سمع الإثنين.
رنين جرس باب المنزل، شعرا الأثنين برجفه في قلبيهم، ونظرا لبعضهما تسألت سحر بفزع: مين اللى هيجي لى لينا دلوقتي، دول لسه مطلعوش من صلاة الفجر.
نهض أيمن برعشه قائلا: هروح أشوف مين؟
بالفعل ذهب محمود نحو باب المنزل يشعر بإرتجاف جسده بالكامل كذالك ترقب، وهو يفتح باب المنزل، لكن تنهد يأخذ نفسه حين دفعته من كتفه ودلفت الى المنزل مباشرة تقول بغضب: إنت نايم وسايب البت مرميه في السجن، قلبي مش مطمن عليها.
تنهد أيمن قائلا: ومين اللى جايله نوم يا عمت.
بنفس الوقت كانت سحر تخرج من الغرفه كذالك طاهر ورحيم، اللذان خرجامن غرفتهم كى يعلمان من الذي آتى بهذا الوقت الباكر، خرجت هويدا بعد قليل من غرفتها تنفض النوم عنها نفخت أوداجها وزفرت نفسها بتذمر.
بينما نظرت لهم آسميه.
بإستعلام قائله: مالكم كلكم طالعين من الأوض ورا بعض، كآنى جايه في رد دين، ولا الوقت لسه بدري، الفجر خلاص إدن وكمان خلصوا صلاته وطلعوا من الجامع، وبعدين أنتم نايمين ومرتاحين، مش حاسين بالغلبانه اللى مرميه في السجن حالها أيه.
تنهدت سحر بآسى، بينما زفرت هويدا نفسها بحقد قائله: يعنى هنعمل لها أيه هنروح نتسجن بدالها.
نظرت لها آسميه بسخط وقالت بأمنيه: ياريت ياخدونى بدالها مش همانع.
نظرت لها هويدا بحقد، بينما وضعت آسميه يدها بداخل ملابسها وأخرجت رزمه كبيره من المال ومدت يدها بها نحو أيمن قائله: خد دول وقوم محامى شاطر خليه يطلعها من الحبس حتى لو بكفاله وأنا هدفعها لها.
نظرت هويدا الى ذلك المبلغ الكبير، سال لعابها ودت أن تحصل عليه لكن تعلم جدتها جيدا من ناحيتها لا يوجد تآلف بينهم عكس تآلفها مع تلك الحمقاء التي زجت بنفسها بذلك الإتهام تعلم جيدا أنها بريئه من ذلك الإتهام لكن بداخلها تريد أن يثبت عليها حتى يعلم الجميع الوجه الحقيقي خلف تلك المثاليه والبراءه التي تدعيها وتعثر على محبتهم.
بينما نظر أيمن للمال قائلا: كتر خيرك يا عمت إنت عارفه إنى قومت لها محامي، وإطلع على القضيه ولسه تقرير الطب الشرعي هيطلع بكره، قصدى النهارده، ويمكن يكون هو سبب برائتها، إدعى لها.
تنهدت آسميه قائله بتمني قائله: ربنا عالم، قادر يفك كربها.
آمن الجميع على دعاء آسميه عدا هويدا التي بداخلها إرادة أخرى تتمنى أن تتحقق.
صباح
ب سرايا شعيب.
كان الكرب يسود بين جدران السرايا نساء، تنوح برياء، وآخرون يثرثرون في مقتل ذلك الطبيب الشاب على يد زميله له وإحتجازه بمشرحة المشفى لأكثر من يومين دون دفنه…
هنالك أخرى حاقده، تجلس بغرفة ضرتها تدعى الآسى على حالها، بينما بالحقيقه قلبها شامت وسعيد لكن تحاول رسم الحزن برياء، بداخلها كانت تتمنى أن كان أبناء شكران الثلاث شباب معا…
مثلت الدموع حين دلف آسعد للغرفه ونظر الى تلك النائمه على الفراش شبه غائبه عن الوعى، شعر بآسى، بينما نظرت له شهيرة ومثلت الحزن: لابس ورايح فين دلوقتي.
بآسى رد آسعد: جالى إتصال من النيابه خلاص سمحت بدفن…
توقف لسانه عن النطق للحظه يشعر بقسوة تلك الجمره في قلبه لم يكن يتخيل أن يعيش مثل هذا الموقف يوم، يشعر بداخله كآنه هرم في العمر فجاة تضاعف عمره.
بنفس اللحظه دلف كل من آصف، وآيسر يتشحان بالحزن، وهما ينظران الى والدتهما التي منذ ان علمت بمقتل أخيهم، رقدت بالفراش مريضه شبه غائبه عن الوعى لمعظم الوقت بسبب تلك الادويه التي ي عطيها لها الأطباء، لكن اليوم لابد أن تصحو، فاليوم هو يوم وداع سامر نهائيا.
نظرت شهيرة لهم بداخلها حقد كم تود لهذان الإثنان ذلك المصير أيضا، لكن رسمت الدموع وقالت: كنت لسه بقول للممرضه الخاصه اللى بتهتم بالحجه شكران بلاش تديها الإبرة اللى بتنيمها طول الوقت دى، غلط على صحتها.
تنهد أسعد بآسى قائلا: فعلا كفايه كده، خلاص لازم شكران تتقبل اللى حصل، وتقعد في وسط الحريم تاخد عزا إبنها.
نظر كل من آصف وآيسر، لوالداهم، يشعران بقسوته ليس لأول مره يلاحظان ذلك، لكن صوت ذلك الهاتف جعلهم يصمتان، حين قام آسعد بالرد بنغزه يشعر أنها قاتله: تمام ساعه بالكتير وهنوصل للمستشفى.
أغلق آسعد الهاتف ونظر لها قائلا بوجع: خلونا نروح ناخد جثمان سامر عشان ندفنه بعد صلاة الضهر.
نظرا له الإثنين بآسف وآسى، وكاد يذهبان خلفه لكن في نفس اللحظة فتحت شكران عينيها وعادت للوعى وقالت بدموع ونحيب: بلاش تاخد الإتنين معاك يا أسعد كفايه واحد راح منهم، خلى آيسر هنا وخد معاك آصف.
وافق آيسر على البقاء جوار والداته يحاول مواساتها، بينما ذهب آصف مع آسعد.
بعد قليل
أمام مشرحة المشفى.
إقترب أحد العاملين بالمشفى من آصف ونظر حوله بترقب ثم أخرج ذلك المغلف وأعطاه ل آصف الذي أخذه منه وكاد يفتحه، لكن العامل وضع يده على يد آصف قائلا، برجاء: بلاش تقراه هنا يا باشا بلاش تضرني، حضرتك قاضى وعارف تسريب معلومات زى دى فيها رفد من وظيفتي.
كاد آصف أن يتجاهل رجاء العامل ويفتح المظروف بفضول وتلهف منه، لكن خروج آسعد ومن خلفه ذاك التابوت جعله يرجئ الآمر لفيما بعد، لكن تلك اللحظه كانت قاسيه جدا عليه، لولا تلك النظارة الشمسيه التي تحاوط عيناه لرأى الجميع
عينياه اللتان تحولتا الى حمراء مثل عيني الذئب، ليس من السهر فقط بل من هول الموقف عليه، أمامه جثمان أخيه بتابوت موتى، والمتهم بقتله من؟!
يتمنى أن يصفعه أحدا على وجهه عله يفيق من هذا الكابوس.
بعد قليل بمدافن العائله.
تجمع بعض أكابر البلده وأجوارها للمشاركه في تشييع جثمان سامر، حتى كان هنالك بعض النساء وعلى رأسهن كانت شهيره وبنتي آسعد من زوجته الاولى، كانت إحداهن تساند شكران التي أصرت على حضور الوداع الأخير لأصغر أبنائها، كان قريب منها دائما منذ صغره لكن بعد أن أصبح شاب يافعا إبتعد عنها بسبب دراسته كذالك عمله بالمشفى لأوقات طويله، لكن كان الوحيد الذي كانت دائما تراه يوميا عكس أخويه.
إقترب آيسر من مكان دفن سامر وساعد مع آصف بذالك، ثم وقف الإثنين جوار بعضهم، يتلقيان بعض التعازى، لكن إنحنى آصف، وهمس ل أيسر: ليه جبت ماما هنا المدفن، مش شايف حالتها.
رد آيسر بآسف: حاولت معاها بس هي أصرت وصعبت عليا.
تنفس آصف بآسى وبؤس، يحاول التحمل يتمنى أن يمر هذا الوقت الكئيب والمضني.
بالنيابه العامه
إستلم النائب تقرير الطب الشرعى وقام بفتحه وقرائته بتمعن، لا يعرف لما شعر بآسف.
أهو آسف على ذلك الطبيب المغدور الذي إنتهت حياته ببشاعه، أم آسف على تلك الطبيبه التي قتلته، أم هل صدق ما قرأوه بأقوالها في التحقيقات الأوليه كان صدقا
لكن أى كان هو ليس سوا جهة توجيه الإتهام والتحقيق فيما معه من أدله، وبقية النتائج تتكفل بها المحكمه، وضع المغلف أمامه وقام بإستدعاء أحد معاونيه قائلا: هاتلى المتهمه في قضية قتل
سامر شعيب من الحجز.
أومأ له المعاون وذهب لتنفيذ أمره.
زفر النائب وظل ينتظر الى أن دلف المعاون ومن خلفه سهيله
نظر له قائلا: فك الكلابشات عن إيديها.
شعرت سهيله بإختناق من تلك الأصفاد صوت فتحها كان مثل صرير رياح قويه بليلة شتاء عاصفه تخترق الأذن تترك الرعب والهلع
إزدردت ريقها بعد أن إزالة المعاون الاصفاد عن يديها، نظر النائب للمعاون قائلا: تمام إستنى إنت بره لحد ما أنده لك.
خرج المعاون بينما نظر النائب بتمعن ل سهيله كانت هيئتها سيئه عيناها الحمراوتان كذالك ملابسها التي مازالت عليها بقايا دماء القتيل، تبدوا ملامحها مجهده، الخبرة التي إكتسبها من عمله ك وكيل نيابه وتعامله مع المجرمين ربما أصبح لديه فراسه بوجوه المجرمين، وتلك ليست مجرمه
لكن هنالك الشق الآخر لتلك الفراسه وهي أن تكون الوجوه خادعه، وهو ملزم بحيثيات القضيه…
أشار النائب ل سهيله على أحد المقاعد قائلا: إتفضلي أقعدي.
بتوتر وترقب وقلب يرتجف جلست سهيله على المقعد، نظر لها النائب قائلا: في كم سؤال لازم أسألهم ليك، هتجاوبي عليا ولا ننتظر حضور المحامى الخاص بيك.
تنهدت سهيله
بتوتر وأجابته وهي تزدرد ريقها وحاولت إظهار ثقه وشجاعه: أتفضل إسأل.
وجه النائب لها حديثه مباشرة يخبرها بما آتى له في التقرير الطب الشرعى: تقرير الطب الشرعى بيقول إن سبب وفاة المجنى عليه هو حرج غائر في الرقبه أو بمعنى أصح بتر بمشرط طبي أدى لنزيف حتى الوفاة، كمان في المعاينه تحفظنا على مشرط طبي، وراح فحص الجنايات عشان تحديد البصمات اللى على المشرط، وتقرير البصمات…
توقف النائب للحظه وجذب كوب من المياه وإرتشف منه القليل ثم وضعه ينظر ل سهيله بترقب حين أكمل بقية الحيثيات: تقرير البصمات اللى على المشرط بيوضح وجود بصمات المجني عليه، وكمان بصماتك.
تحولت نظرة سهيله له من تماسك الى فزع ونفت ذالك سريعا قائله: مستحيل أنا كنت بحاول أساعد سامر.
نظر النائب لها قائلا: للآسف يا دكتورة إنت المتهمه الوحيده في القضيه، لأن جميع كاميرات المراقبه الموجودة بالمستشفى في الوقت ده مجابتش خروج أى حد نهائى من المستشفى.
بعد إنتهاء عملهما بالبنك.
خرج كل من هويدا وعادل معا من باب البنك سارا الإثنان يتحدثان معا بإقتضاب، الى أن مرا أمام ذلك الصوان الخاص بالعزاء أمام سرايا شعيب، تنهدت هويدا بنرفزه وتذكرت أختها كم بغضتها في هذه اللحظة هي بغبائها أضاعت منها فرصه، ليتها لم تخبر آسعد بإسمها كاملا ذلك اليوم بالبنك، ربما كان ساعدها بالعثور على وظيفه ملائمه وأعلى شآنا من عملها بهذا البنك الحقير، الذي تتقاضى فيه مرتب ضئيل، لاحظ عادل زفر هويدا، وسألها: باين إن النيابه سمحت بدفن إبن أسعد شعيب، ها وسهيله عملوا معاها أيه؟
تهكمت هويدا وقالت: معرفش أنا كنت معاك في البنك من الصبح، بس طالما النيابه سمحت بالدفن يبقى وصلت لقرار نهائى في القضية.
تسأل عادل: مش المفروض كنت تتصل على عم أيمن تسأليه عن اللى حصل، سهيله تبقى أختك.
ردت هويدا بسخط: للآسف مش معايا رصيد على موبايلى ونسيت أجيب كارت أشحنه، وياخبر بفلوس دلوقتي لما أرجع للبيت هعرف أيه اللى حصل مع سهيله.
إستغرب عادل من برود هويدا، للحظه شعر بالرهبه منها، وشعر أن قلبها جاحد، وكاد يتحدث لكن هويدا تملصت منه قائله: أنا هدخل للصيدله أشتري شويه مستلزمات خاصه.
كاد عادل أن يقول لها سينتظرها حتى تنتهى لكن وقع بصره على إحداهن تسير من بعيد فقال لها: تمام براحتك، هبقى أتصل على عم أيمن أطمن منه على سهيله.
زمت هويدا شفتيها بإمتعاض ودلفت الى الصيدليه لم تبقى سوا قليل ثم توجهت الى المنزل…
بينما عادل توجه الى منزله ذلك المنزل الصغير ذو الطابق الواحد، ودلف مباشرة ينادي: ماما.
خرجت له والداته من تلك الغرفه ببسمه ودوده قائله: حمدلله عالسلامه، تعالى سلم على
عفاف بنت خالك قاعده معايا في الاوضه جوه.
دلف عادل الى الغرفه وتبسم بإنشراح يخفق قلبه حين رأى تلك عفاف لكن سرعان ما غص قلبة وهو يتذكر أنه فضل فتاة أخرى عليها، بقى حبه لها حبيس قلبه، فهو لا يستطيع البوح بحب محكوم عليه بالإفلاس.
عفاف ذو تعليم متوسط تعمل
ك بائعه بأحد محلات أدوات التجميل ليس لديها مرتب ثابت شهريا يستطيعان به تحمل نفقات الزواج، كان إختيار العقل لتلك المتغطرسه الجاحده، التي تعمل معه بالبنك يتحمل سخافتها فقط كى يستطيع الزواج وتساعده مستقبلا في تدبير نفقات المنزل بينهم مناصفه، رغم أن لديه فكر عالى برأسه كذالك بعض المهارات، لكن تعدم تلك الافكار والمهارات أمام الفقر.
بينما دلفت هويدا الى منزل والداها.
لم تحتاج لسؤال عن سهيله حين رأت والداتها تجلس وتبكي بصحبة جدتها، لم تقف ذهبت مباشرة الى غرفتها، ألقت حقيبتها على الفراش وجلست جوارها، لا تشعر بآى شئ سوا أنها بسبب سهيله فقدت فرصه مع ذالك الكهل أسعد، تهكمت وفتحت حقيبة يدها وأخرجت ذلك الهاتف الخاص ب سهيله والذي آتى به زميل لسهيله بالمشفى وجده بالصدفه بأحد ممرات المشفى ليلة الحادث، وللصدفه وقتها لم يكن أحد سواها بالمنزل أخذت الهاتف ولم تخبر أحد به.
بتلقائيه منها قامت بفتح نمط الهاتف بسهوله هي رأت سهيله ترسم ذاك النمط أمامها أكثر من مره
آتت بجهات الإتصال
فوجئت برسائل آصف الغراميه الذي كان يرسلها لها، عكس ما توقعت أن تكون سهيله هي من تحاول لفت إنتباهه، كانت المفاجأة
آصف هو المغرم، وسهيله كانت تتخذ الدلال الحذر في ردها عليه، شعرت بالبغض من سهيله، لكن سرعان ما تبسمت قائله: طبعا آصف المغرم مستحيل يقبل إن حبيبته تكون هي اللى قتلت أخوه…
توقفت للحظه تفكر بصوت: بس مش يمكن ميصدقش ويحاول يساعدها ويطلعها براءة.
زمت نفسها وقالت: معتقدش ده يبقى غبي، لو صدق كهنها.
مساء
سرايا شعيب
إنفض أول يوم للعزاء
دلف آصف وآيسر الى غرفة والداتهم شعرا الإثنين بآلم حاد وهما ينظران لوالداتهما الراقده بالفراش غافيه.
نظرت لهم شهيرة وهي تمثل برياء: صعبت عليا مش مبطله نحيب وعياط على المرحوم، قولت للمرضه تديها إبره تنيمها كم ساعه ترتاح شويه، صحيح مفيش حاجه تقدر تنسيها ولا تسليها وجع فراق سامر، بس في الاول وجع القلب بيبقي شديد ربنا يهون عليها وعلينا، منها لله اللى كانت السبب في وجع قلوبنا على سامر، إستفادت أيه لما قتلته بقلب جاحد كده، كان عمل لها أيه ده سامر طول عمره محترم وطيب، أنا لو أطولها كنت دبحتها زى ما دبحته.
ولا لاء انا مقدرش أشوف منظر الدم، إنما دى بدل ما تكون دكتورة وتساعد الناس، لاء بتقتل بدم بارد، أنا مشوفتهاش ولا أعرفها بس سمعت إنها كانت بتيجي هنا كتير وكانت زميلته وأكيد كان بيعطف عليها وهي بدل ما تشكره قتلته، كان عملها أيه، يمكن كانت عاوزه منه حاجه وهو رفض.
بغضب نظر آصف ل شهيره، بينما تسأل آيسر: هتكون كانت عاوزه منه أيه، ولما رفض قتلته.
نظرت شهيره ل آصف الذي عيناه منصبه على والداته الراقده وقالت بإيحاء: يمكن كانت بتغويه عاوزه توقعه في شباك غرامها، وهو محترم ورفضها و…
قاطعها آصف بغل قائلا بغضب: أعتقد كتر خيرك إنك كنت جنب ماما اليوم كان طويل وأكيد تعبك، تقدري تروحى ترتاحى وأنا هفضل هنا مع ماما في الاوضه وإن إحتاجت حاجه الممرضه موجوده.
كادت شهيره أن تتحدث، لكن قاطعها أيسر الآخر بحسم: كتر خيرك، إحنا موجودين.
شعرت شهيره بالبغض لهما وغادرت لكن بداخلها تشعر بشماته.
بينما جلس آصف على أحد مقاعد الغرفه، جلس آيسر جواره وضع يده على فخذه قائلا بضنين: لغاية دلوقتي مش قادر أصدق إن سامر مات وخلاص إندفن ومش هشوفه تانى.
أغمض آصف عينيه يتمنى أن تدمع عينيه المتحجره عساه يشعر بهدنه نفسيه، لكن تحولت عيناه الى وهج دموي، قائلا: روح إنت كمان إرتاح، أنا محتاج أفضل لوحدي.
إعترض آيسر، يشعر بقلب آصف الممزق، وقال: لسه التحقيقات شغاله يا آصف، ويمكن سهيله بريئه بلاش تتسرع…
نهض آصف واقف يقول بحده: مش عاوز أتكلم في الموضوع ده، إرحمني وسيبنى لوحدي.
شفق آيسر على حال آصف ونهض وإقترب منه وضع يده على كتفه قائلا بمواساه: هسيبك مع ماما وهروح أشوف بابا فين، بس
بلاش تتسرع الحكم يا سيادة المستشار.
نظر آصف له بإستهزاء مؤلم وهو يتذكر سهيلة كثيرا ما كانت تنعته ب سيادة المستشار.
غادر آيسر وظل آصف مع والداته بالغرفه سمع تنهيداتها المؤلمه وهمسها بإسم سامر
تذكر ذلك المغلف الذي أعطاه له العامل، زفر بضيق وهو يتذكر أنه تركه بالسيارة بسبب تلقى العزاء.
بين حيطان بارده
كانت سهيلة تشعر ليس فقط ببروده السجن بل تشعر بالإختناق، لل الليله الثالثه تقضى الليل بين تلك القضبان، مع بعض المجرمات.
تحاول التجنب منهن حتى لا تأذيها إحداهن، فكرت ب آصف ودموع تسيل من عينيها، هل سيصدق أنها قتلت سامر، والجواب يعطيه عقلها: أكيد مصدق بقالى تلات ليالى هنا في السجن مش معقول معرفش ومجاش من أسيوط.
حاول القلب أن يرسم أمنيه أخرى: أو يمكن مش مصدق أكيد الحجه شكران تعبت وهو قاعد جنبها.
تاهت بين عقلها الذي لا يريد الإنصياع في أمانى.
وقلبها الذي يعلم بمدى عشق آصف لها، لكن هنالك حدس بقلبها يخبرها بآن هذان الشعوران مخطئان، لتنتهى ليله أخرى عاشتها بظلام يخنقها خلف تلك القضبان.
قبل الظهر
بمقر النيابه
دلفت سهيله الى تلك الغرفه.
شعرت بغصه حين رأت والداها الذي كان يجلس مع ذلك المحامى الخاص بها، نهض من أجل أن يستقبلها ويضمها الى صدره قبل حتى أن يفتح العسكري لها تلك الأصفاد، ضمته هي الأخرى وسالت دموع عينيها وقالت بصدق: والله ما قتلته يا بابا.
رفع أيمن يديه يجفف دموعها قائلا: مصدقك يا سهيله، حاولى تجمدى.
تنهدت سهيله بإستهزاء من نفسها ليس من قول أيمن الذي يحاول أن يزرع الامل وقوة واهيه بداخلها
هى أصبحت أضعف بكثير تتماسك غصبا.
بينما فتح العسكرى الأصفاد من يديها وخرج من الغرفه، جذبها أيمن من يدها لتجلس
تحدث المحامى: الوقت قدمنا قليل
خلونا ندخل في المهم مباشرة، طبعا إنت عرفت بمستجدات القضيه وإن خلاص كده إنت المتهمه الوحيده في القضيه دى، والقضيه إتحولت لقتل عمد.
نظرت له بذهول سأله: قصدك أيه؟
رد المحامى بتوضيح: أنا أطلعت على حيثيات القضيه تقرير الطب الشرعي بيقول إن البصمات اللى على المشرط، بصماتك إنت والقتيل فقط، ومش معقول القتيل هو اللى هيكون دبح نفسه.
إستغربت في البدايه من نبرة المحامى الذي شبه يؤكد إتهامها هو الآخر، لكن فجأه تذكرت أنها رأت المبضع كان جوار رأس سامر، ربما وضعت يدها عليه بالخطأ دون إنتباه وقالت بتبرير: أظن أى عقل يميز لو أنا اللى كنت فعلا دبحته بالمشرط، كان أبسط شئ سيبته ينازع ويموت وخرجت من الاوضه قبل ما حد يشوفنى، مش كنت حاولت أنقذه وصرخت كمان عشان أي حد من المستشفى يساعدنى.
بآسف نظر لها المحامى قائلا: ياريتك كنت عملت كده فعلا، لآن للآسف الأدله بدينك، ومفيش قدامك غير حل واحد بس وده كمان مش مضمون إنك تاخدى براءه بس ممكن يخفف الحكم ونبعد عن سكة الإعدام.
إنصعقت وتلآلات الدمعه بعينيها قائله بآسى وآسف: إعدام!
أنا كنت بحاول أنقذه.
رد المحامي بتوضيح: للآسف يا دكتوره النيابه لها حيثيات تقرير الطب الشرعى مش بياخدوا بالنوايا الطيبه، إنت متهمه بقتل عمد، ومفيش قدامنا غير إننا نحول القضية، ونقول إن اللى حصل كان دفاع عن النفس، أو بالأصح دفاع عن الشرف.
شرف!
قالتها وهي تنظر له بذهول حين أكمل: كمان الخبطه اللى في دماغك ممكن تساعدنا، ونقول إنك حاولت تقاوم بس بعد الخبطه دى محستيش بنفسك، كمان أنا إطلعت على أقولك في التحقيقات وكويس إنك نفيتي الإتهام، ده أفضل عشان لما تغيري أقوالك ميبقاش في تضاد.
شعرت سهيله بتوهان ونظرت لوالداها، الذي تلآلآت الدموع بعينيه، وأخفض وجهه بآسف كآنه موافق على قول المحامى، للحظه تحكم ضميرها وكادت ترفض ذالك لكن جائها.
آمر آخر ربما يكون هو طوق النجاة لها نظرت لوالداها برجاء وقالت: بابا أنا عاوزه أقابل آصف شعيب.
ب سرايا شعيب
إختلس آصف بعض الوقت وترك صوان العزاء
وذهب الى مكان صف سيارته، وفتحها وجذب ذلك المغلف، وقام بفتحه وقراءة محتواه
شعر بإنصهار خلايا جسده
التقرير يدين سهيله بوضوح
ثار عقله عليه يشعر كآن عقله أصبح كتله معدنيه تنصهر تشعل رأسه، أخيه قتل، ومن قتله؟!
سهيله:!
عشق روحه. يشعر بآلم يتقاسم قلبه يشعر كآنها غدرت به وذبحته هو، لا ربما لو كانت ذبحته هو كان أهون عليه، ما كان شعر بكل هذا الضنين والبغض
البغض، أجل البغض منها
كل ما يريده الآن سؤالها
لما فعلت ذالك، أو هل فعلت ذالك؟ لابد من مواجهتها والآن
حسم عقله الآمر ودلف الى السياره وقام بتشغيلها، لا يفكر في شئ سوا مواجهة سهيله الآن بتلك الأدله، ويسألها لما ذبحت عشقه لها هكذا بنصل حاد بتر أمانيه.
تغيب قلبه وترك الزمام لعقله يسوقه نحو هاويه قد تسحقه هو قبلها.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق مهدور)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى