رواية عشق مهدور الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق مهدور الجزء الحادي والثلاثون
رواية عشق مهدور البارت الحادي والثلاثون
رواية عشق مهدور الحلقة الحادية والثلاثون
بذاك المطعم
نظرت شكران حولها إستغربت من أن المطعم خالى إلا من بعض العاملين اللذين يقفون بعيد عن طاولتهم، عادت بنظرها نحو أسعد سائلة: غريبه المطعم فاضي كده ليه مع إننا في وقت غدا.
وضع يديه على الطاوله وإبتسم لها قائلا: مش غريبه ولا حاجه أنا حجزت المطعم لينا وبس.
توسعت عينيها بإندهاش قائله: حجزت المطعم لينا!
– أيوه مالك مستغربه كده ليه؟
نظرت حولها ثم نظرت له وأجابته: مش بس مستغربه، لاء مش مصدقه، بس أكيد في سبب مهم.
تبسم أسعد وعيناه تتمعن ملامح شكران، الهادئه والبسيطه والعفويه، كأنه يكتشف هدوء ورونق ملامحها لأول مره، كآن غيابها عن عيناه لسنوات قد زادها بهاء ثم أجابها: أعتقد مفيش سبب أقوي من إننا نتقابل ونتكلم مع بعض بعد السنين دى كلها.
نظرت له ببساطه: عادى ما إحنا إتقابلنا إمبارح في فرح آيسر، بس معرفش كلام أيه اللى عاوز تقوله.
نهض أسعد من مقعده وجلس على المقعد المجاور لها مباشرة ومد يديه أمسك يديها ونظر الى عينيها قائلا: شكران إنت لازم ترجعي لي ولبيتك من تاني.
لم تندهش شكران من طلب أسعد لكن إندهشت وهي تنظر ل يديه اللتان تحتضن يديها، كذالك نبرته الهادئه وربما الواثقه، لم يخيب توقعها حول سبب طلب أسعد لقائها، رغم ذلك شعرت بإستهزاء أخفته عن عمد سألته: أرجعلك
أرجع لبيتنا، فين بيت ده يا أسعد؟
ضم يديها أقوى قليلا وأجابها ببساطه: بيتك، السرايا اللى في البلد.
كما توقعت رده التي إستهزأت به قائله: السرايا اللى جبت لى فيها ضره قبل كده، ولا السرايا اللى حضنت فيها آلم ووجعي على ولادي اللى كنت بتتعمد تبعدهم عني، ولا السرايا اللى حضنت فيها ضنا قلب على فراق سامر.
سامر اللى ضاع لما بعد عن حضني وقرب منك، بهرت عينيه زهوة مجتمع غير اللى كان عايش فيه، مجتمع فيه إغراء للشخص الضعيف كل المتع متاحه، إنت كنت عارف بحقيقة سامر، ومحاولتش تساعده وترشده أنه يرجع للطريق القويم.
ذهل أسعد من رد شكران، حاول مقاطعتها يدافع عن نفسه: أنا معرفتش بحقيقة سامر غير في الشهور الأخيره وحاولت معاه وقولت له يروح لدكتور نفساني.
تهكمت شكران ببسمة وجع قلب قائله بإستهزاء: نصحته بدكتور نفساني، لاء فعلا كنت بتساعده، وآيسر وآصف كمان لما حرمتني منهم بحجة إن المدرسه العسكريه هتطلع منهم رجاله شداد، على إعتبار إني كنت بدلع فيهم، آصف اللى دمرت قلبه وإنت عارف إن سهيله كانت بريئه كل اللى عملته أنها كانت بدافع عن برائتها، كتر خيرها حافظت على سر سامر، كنت زى البارود بتشعلل عقل آصف لحد مبقى عنده رغبة في الإنتقام منها، كنت بتأججها في قلبه، إنت كنت عارف إن آصف بيحب سهيله، أكيد الصور اللى الخدامه اللى كانت موجوده في السرايا، كانت مزروعه ولائها ل شهيره تنقل لها أخبار السرايا واللى فيها، وعلى رأسهم آصف اللى كان شاغل دماغها طبعا إبنك الكبير وخايفه يحل محلك وياخد مكانك في كل شئ.
آصف اللى بسببك عايش قلبه موجوع بسبب تحريضك له، متأكده لو كان قبل إتهام سهيله في قتل سامر عمرك ما كنت هتوافق إنه يتجوزها، كان في دماغك له جوازة بشكل تانى طبعا بنت شخصية معروفه وراقيه، بس آصف بالنسبه لك في الفترة دى وسيلة إنتقام من سهيله كنت عاوزها تخرس عشان حقيقة سامر متنكشفش وتهتز صورتك وتخسر مكانتك العاليه والأخلاق الفضيله قدام المجتمع، همك الناس ورأيهم فيك حتى لو على حساب ولادك، آصف اللى عايش هو ومراته تحت سقف واحد و بيتقرب منها خلثه، عشان خايف يشوف خوفها ونفورها منه في عينيها، حتى آيسر كمان يمكن كان أقل واحد إختار الطيران بيتنقل من بلد للتانيه بيقابل ناس مختلفه لحد ربنا ما بعت له روميساء حبها وحب يكمل معاها بقية حياته، فاكره لما آيسر قالك إنه غاوى يدخل كلية الطيران، كنت عاوزه يدخل طيران حربي، طبعا عشان يبقى له مكانه في الجيش بس هو قالك هو غاوي طيران مدني مش حابب يبقى مقاتل، بصعوبه وافقت قولت أما يبقى طيار، أهو هيبقى وجاهه برضوا، مش زى آصف اللى لما قدم استقالته من القضاء، بدل ما كنت تستوعب حالته النفسيه وقتها خارج من جواز حكمت عليه بالفشل من قبل ما يبتدي مجرد إنتقام وأما ينتهى مش خسران حاجه بالعكس خد مزاجه منها وكمان هدم كيانها عادي عندك، مش جديده عليك.
زمان لما أهلي وافقوا إنى اتجوزك على ضرة كنت صغيره قالولى لا بتهش ولا بتنش مش هيبقى غيرك له أهميه عنده، بس كان جوايا خوف دايما إني زي ما جرحت قلب غيري مش بعيد يتكرر معايا نفس الشئ وربنا مخيبش ظني، بل أسوأ، أنا كنت بشفق على مراتك في رقدتها ومرضها، إنت إتسببت لى في المرض لما مقدرتش قيمت، كان كل اللى بيميزني عندك هو إنى أم الولاد الصبيان وبس، حياتك كنت مكيفه مع شهيرة وهج لامع مش زيي، ست بيت وبس، أخرها اول الليل تنكفي على سريرها محسورة في قلبها، زمان فكرت بعد ما قولت لى هتجوز شهيره، فكرت أنفصل وأجمع ولادي في حضني وأعيش بيهم، بس إتراجعت عشان مصلحتهم وقتها، مش عاوزهم يحسوا بنقص وهما كان ممكن يعيشوا في رفاهيه أفضل، قولت أستحمل وعشت معاك عشانهم، عارف يا أسعد أسوأ شعور إنك تحس إنك مجرد حتة ديكور بتكمل الصورة العامه، وأنا كنت في حياتك ديكور أم الصبيان، بس تعرف يا أسعد لو الزمن رجع بيا تاني، كنت أختارت الإنفصال وخدت ولادي وعشت بهم في عشه وكملوا عشاهم نوم، يمكن مكنتش خسرت سامر ولا مشي في طريق نهايته الدمار، وكمان آصف مكنش إتعذب قدامي وأنا مش عارفه أعمل أيه عشان أرجع اشوف لمعة الفرحه في عينيه وهو شايف الوحيدة اللى بينبض بيها، ويكون بينهم وفاق وحب حقيقي، بس يا خسارة خدت القرار متأخر، لما خيرتني قدام آصف يمكن وقتها مش هقول كان إختياري له عشان عارفه إنه محتاج لى، كمان كان في سبب تاني، إنى زهقت من إني أكون مجرد زوجة بتتعطف عليها لما بتزورها، أنا قلبي ارتاح لما نفيتك من حياتي، عارفه هتقولى إني لسه على ذمتك، بس هقولك مش فارق معايا ما أنا قبل كده برضوا كنت على ذمتك وماليش وجود في حياتك، حتى النهارده إنت مش عاوزني أرجعلك عشان، إنت عاوز آصف نجاحه زايغ في عينيك، بس للآسف النجاح ده إنت مالكش فضل فيه، آصف حلف لى عالمصحف إنه عمره ما هيدافع عن شخص عنده ذرة شك في برائته.
رغم شعورها ببوادر آلم جسدي لكن إستقوى قلبها ونهضت واقفه نظرت الى أسعد، تستغرب صمته وعدم رده عليها، لكن ربما كان هذا أفضل لهما الإثنين أن يحافظا على نقطة آخر السطر، تفوهت بآخر كلماتها: أعتقد كده مالوش لازمه المطعم يبقى محجوز عالفاضي.
تركته تسير بوهن الى أن وصلت الى تلك السيارة التي كانت تنتظرها أمام المطعم، هنا إنطلقت دموع عينيها التي كانت حبيسة مقلتيها قبل قليل، دموع ليست ندم على ما تحملته من أجل راحة أبنائها التي كانت تظنها بالعيش في رفاهيه ودلال، لم يصنعا منهما سعداء.
جففت دموعها بمحرمه ورقيه ونظرت الى سائق السياره قائله: رجعنا الشقه بتاع آصف وزي ما نبهت عليك، لو آصف سألك إنت وصلتني فين قوله ل مستشفى كنت بزور واحده معرفه.
أومأ لها السائق بفهم.
بينما أسعد مازال جالسا خلف الطاوله مذهولا من رفض شكران له، بل وبمواجهتها له بأنها نادمه انها تحملت سابقا من أجل أبنائها فقط، هل ظن أن خضوعها كان من أجله، كان مخطئا، فهي قالتها.
لاشئ أسوا أن تشعر بأن لك شريك بقلب زوجك لك مجرد قطعه، مجرد ليالى يحاول فيها أن يظهر مظهر الزوج العادل، هو كان فعلا كذلك معها، زفر نفسه بحرارة تلهب قلبه، ما الذي تغير ب شكران ليلة أمس عن سابقا، ما سبب ذاك الوهج الذي كان ينير وجهها، والإجابه بسيطه، الرضا بقلبها ظهر على وجهها، لكن أين مكانه من هذا الرضا، لامكان له هي كما إختارت قبل سنوات آصف حتى آيسر الذي حاول سابقا مد جسر التواصل بينهم فشل بسبب تعنت آصف، حتى بزفاف آيسر كان مثل أى مدعو ربما هذا كان بناء على رغبة آصف أيضا، لم يرا زوجة آيسر الا ليلة الزفاف هل أصبح ملغي من حياة ولديه، والأجابه نعم فهما مع من ضحت وتحملت من أجلهم، والخاسر هو الذي سار خلف مظاهر مجتمع خالي من المشاعر، له كل ما يلمع فقط.
ب شقة آصف
خرجت سهيله من الحمام الى الغرفه مسرعة نحو دولاب ملابسها فتحته وجذبت بعض الثياب الداخليه كذالك منامه منزليه، وذهبت نحو باب الغرفه، لفت إنتباهها باب غرفة آصف المغلق لابد أنه عاد للشقه، أغلقت باب غرفتها بإحكام حتى ترتدي ملابسها
خلعت ذاك المئزر ثم بدأت في إرتداء تلك الثياب، قطعة خلف أخرى
لكن.
قبل أن ترتدي الجزء العلوي من منامتها، ترأى الى مسمعها صوت إشعارات قادمه لهاتفها، توجهت نحو تلك الطاوله وجذبت الهاتف وقامت بفتحه ترى فحوى تلك الإشعارات، لكن فجأه إتسعت عينيها، وتمعنت النظر
الى تلك الصور على الهاتف شعرت بغضب عارم لم تستطيع السيطره في رد فعلها الغاضب، خرجت من غرفتها وتوجهت الى غرفة آصف بكل خطوه تزداد غضبا
فتحت باب الغرفه بإندفاع.
تجولت عينيها بالغرفه حتى توقفت حين وقع بصرها على آصف المحني قليلا يضع يده على ذقنه ينظر لإنعكاسه بالمرآه، بسبب غضبها لم تنتبه أنه شبه عار يستر فقط خصره بمنشفه صغيره، توجهت ووقفت خلفه قائله بتعسف: قولي أمتي هتحس بالمظلوم، فشلت تكون قاضي عادل بقيت محامي ناجح مفيش قضية فساد الا وإسمه على رأس قايمة المدافعين، أنا إزاي في يوم وقعت في فخك وظنيت إن جواك قلب زى بقية البشر، بس هقول أيه البذره من البدايه مزروعه في أرض حرام هتطرح أيه غير هالوك، طبعا النجاح الساحق اللى حققه المحامي الشاب آصف شعيب اللى بقى إسمه أشهر من الفنانين ولاعيبة الكوره، بقى من صفوة المجتمع، الزهو بقى يغويك وينسيك العدل اللى في يوم أقسمت على تحقيقه، بس حاذر يا سيادة القاضى سابقا والمحامي الفاسد حاليا، حاذر من دعا قلب المظلوم مفيش بينه وبين ربنا وسيط، يمكن النجاح غرك، بس صدقني هيجي يوم والدعا ده يستجيب فيك، وهتحس بنفس الظلم.
توقفت قليلا وأخذت نفس عميق تنظر له بغضب مستعر للحظات قبل أن ترمقه بنظرة إشمئزاز وكادت تبتعد عنه…
بينما هو كان يشعر أن الشريين بجسده تجمدت كذالك قلبه يشعر به كآنه كتله من الثلج لا حياه فيها قطعه صلبه لكن معها سهلة التفتيت، وها هي تفتت بل وذابت أمامها الوحيده التي لا يشعر بخفقان قلبه الإ وهي أمامه فقط، لكن للحظه تحجرت عيناه وهو ينظر لها بقلب منفطر، يعلم أنه يستحق كل هذا الكره الذي يراه بعينيها، تملك منه الجمود، وقبل أن تبتعد عنه، جذبها بقوه من عضد يدها، ليخبط جسدها بصدره، نظر لعينيها التي تحولت نظارتها ل هلع، شعر بقسوة تلك النظرات كآنها تغرس نصال بارده بصدره تقتله بالبطئ بعذاب قاسي بكل لحظه.
لكن هتف بصوت حاد مصحوب بصدق وضنين قلب: مين اللى قالك إن دعا المظلوم مش جايز فيا، ليه بعدك عني، خوفك مني، كرهك ليا اللى بشوفه في عينيك لما بقرب منك ده أيه مش جزاء مضاعف بدفعه عن كل دعوة مظلوم أنا ساهمت في ظلمه، فاكره زمان قولتهالك، إن كان فيا نقطه بيضه فهى عشقي ليك حاولت كتير أتراجع وأرجع لإنسانيتي، حتى جيتلك قولتلك عالجيني، إنت الوحيده اللى عارفه دائي، ومع ذالك قولتلى.
دواك مش عندي، بتتهميني أني ظالم إنت كمان ظالمه يا دكتوره، إنت كمان أقسمت تدي العلاج حتى لعدوك، ومع إن في إيدك علاج مريض، لكن رغم ذالك رفضت تعطيه العلاج المناسب لحالته، وكمان فضلت إنك تشوفيه قدامك بيتعذب وبيموت في كل لحظة.
ظلت النظرات الحادة بينهم للحظات، قبل أن تنفض سهيله يد آصف عنها بقوه قائله: بتقول إني رفضت علاجك، بس ده مش صحيح، لو كنت عرفت أعالج نفسي يمكن وقتها كنت عرفت أعالجك.
قالت هذا وخرجت من الغرفه مسرعه، كادت تتصادم مع صفوانه التي نظرت لها وتبسمت قائله: أنا جهزت الغدا.
للحظه شعرت سهيله بخجل حين نظرت لها صفوانه، واخفت بسمتها، حين رأتها ترتدي كنزه بلا أكمام، كذالك جزء من صدرها عاري، أومأت لها وقالت حشرجة صوت: تمام، ثواني وجايه.
بينما آصف زفر نفسه بضيق وغضب، لكن أعاد جملتها الأخيرة برأسه
كنت عرفت أعالج نفسي
ماذا تقصد بتلك الجملة، زفر نفسه بحيره، وهنالك إجابتان.
الأولى أنها مازالت ترهب منه وتبغصه
والثانيه، هل مازالت تكن له جزءا من مشاعرها القديمه…
بالتأكيد الإجابه الثانيه خطأ، بل مستحيل.
أخرجه من تلك الحيره، صوت طرق على باب الغرفه ومن خلفه صوت صفوانه تخبره أن الطعام أصبح جاهزا.
خرج بعد قليل وتوجه الى غرفة السفره نظر الى صفوانه سألا: ماما لسه مرجعتش.
أومات برأسها، تفاجئ آصف بجلوس سهيله خلف طاولة الطعام، تبسم ل صفوانه التي تبسمت له وإنصرفت، ذهب نحو طاولة الطعام، وجلس خلفها، شرع الإثنين في تناول الطعام بصمت، الى أن إنتهيا، جاءت صفوانه كي تضب باقى الطعام نظرت لهم قائله: أنا عامله كيكة زى اللى الحجه آسميه كانت بتعملها بها إتعلمت منها الطريقه، أجيبلكم منها.
هزت سهيله راسها وهي تنهض قائله: لاء خليها لبعدين، أنا دلوقتي مرهقه هروح أنام ساعتين ولما أصحي أبقى أكل منها، تسلم إيدك.
تبسمت لها صفوانه وهي ترا انها تحاول محايدة نظرة عينيها خجلا منها، بينما نهض آصف هو الآخر سألا: ماما إتأخرت.
ردت صفوانه الذي ينتابها بعضا من القلق: لاء هي يادوب كانت خارجه قبل ما ترجع، وقالت مش هتغيب دلوقتي توصىل.
أومأ لها آصف بفهم قائلا: تمام انا رايح المكتب دلوقتي وهرجع المسا عشان نروح نصبح على آيسر.
تبسمت له ربما هذا أفضل أن لا يكون آصف موجود وقت عودتها.
بعد حوالي ساعه ونصف
بشقة آصف
فتحت صفوانه باب الشقه إنخضت حين رأت الوهن واضح على وجه شكران، سندتها قائله: مالك جرالك أيه كنت بخير قبل ما تنزلي.
إتكئت شكران عليها قائله: حاسه إنى تعبانه خديني لاوضتي وبعدها إبقى إسألي مالي.
سندتها صفوانه الى أن ذهبت الى غرفتها وجلست على الفراش، سائله: جرالك أيه فجأة كده.
قبل أن تجاوب شكران رأت سهيله تدلف الى الغرفه خلفهن بعد راتهن، حين خرجت من غرفتها ذاهبه نحو المطبخ كي تأخذ كوب لبن دافئ ربما يساعدها على الإسترخاء بعد أن شعرت بالضجر من النوم بعد مواجهتها مع آصف، إنخضت وتركت ذلك وذهبت خلفهن الى الغرفه وسألت بلهفه: مالها طنط شكران؟
نظرن شكران وصفوانه لبعضهن ثم أجابت صفوانه: خرجت تزور واحده جارتنا عيانه في المستشفى رجعت تعبانه.
إنتبهت سهيله الى ملامحهن لكن لم تنشغل بها وقالت: طيب هروح أجيب شنطت الطبيه وأجي أقيس لها الضغط يمكن ده إرهاق.
تبسمت لها صفوانه، التي جذبت ذاك المعطف الثقيل من على كتفي شكران قائله بلوم: كنا إرتاحنا من وجع القلب ده.
خليني أساعدك تنامي عالسرير عشان ترتاح، غلبت فيك وقولتلك بلاش تروحي تقابلى أسعد أهو اللى حسبته لقيته، قابلتيه ورجعت عيانه، إرتاحي دلوقتي وبعدها إبقى إحكي لى ايه اللى حصل معاك.
سمعت سهيله الجزء الأخير من ذم صفوانه ل شكران، شعرت بفضول لمعرفة من الذي تقابلت معه وبسببه عادت للشقه مريضه لكن نحت ذلك ودخلت الى الغرفه، قائله عن قصد منها: خليني أقيس لك الضغط والسكر، يمكن ده هبوط بسبب إرهاق اليومين بتوع فرح آيسر.
تبسمت شكران لها بوهن قائله بتأكيد كاذب: يمكن هو ده السبب.
ضمت صفوانه شفتيها بضيق، هي تعلم حقيقة مرض شكران، لكن صمتت، وإنتظرت الى أن إنتهت سهيله من الكشف عليها، تبسمت سهيله قائله: الضغط مش مظبوط شويه صغيرين، بالعلاج والراحه هيتظبط، كمان طنط صفوانه عامله كيكه حلوه زيها ناكل منها سوا، وأكيد بعدها هتتحسني، بس بلاش مشوار المسا عشان نصبح على آيسر أجليه ل بكره تكوني إسترديت صحتك.
أومأت لها شكران بموافقه ونظرت لها نظرة إمتنان.
مساء
فى شقة ايسر.
أغلق الهاتف الخاص به ونظر الى روميساء قائلا: ماما إعتذرت مش هتجي الليله قالت هتيجي بكره.
نظرت له روميساء بإستغراب قائله: و شو السبب، الصبح مكلماني وقالت لى هتكون هون المسا.
غمز آيسر لها بعينيه قائلا: أكيد مفكرة إننا زى أى عرسان مبسوطين مع بعض قالت أسيبهم يتهنوا شوية ببعض.
فهمت روميساء تلميح آيسر الوقح وتعلثمت قائله: بابا كمان إعتذر وقالى إنه حاسس بشوية إرهاق من العرس، شو بدنا نعمل دلوقتي.
نهض آيسر واقفا وجذب روميساء الى حضنه ووضع يديه حول خصرها قائلا بإيحاء: هما مرهقين من العرس وأنا بقول إحنا نبدأ نشاط من بعد العرس.
قال هذا وإقتنص شفاهها بقبلة كادت تفقدها صوابها وتترك له نفسها يكتشف انها كاذبه، لكن شعرت بيديه على جلد جسدها وانفاسه فوق وجنتيها، عادت للوعي ودفعته عنها قائله بتحذير: آيسر…
قاطعها آيسر بقبله جامحه ثم همس لها: أنا بقول فرصه من زمان مسمعتش أفلام، خلينا نسمع فيلم سوا، يمكن الضلمه والهدوء يعملوا معانا جو شاعري.
بخفوت تشعر بنوبة ضياع قائله بهروب: أيه نسمع فيلم، أنا راح روح المطبخ سوي لينا بشار ومعاه شوية تسالي.
هربت روميساء من آيسر المثابر.
بعد قليل، كان هنالك صوت صرخه قويه إنتفضت روميساء بسببها ووقع ذاك الطبق الذي كان به بعض التسالى على الأرض، تبسم آيسر وإقترب من مكان جلوسها وضمها بيده، ضمته روميساء أيضا تشعر بخوف، بينما ضحك آبسر فقد كان إختياره موفقا حين إختار فيلم رعب ها هي روميساء تنتفض بين يديه حين يأتى مشهد مخيف وبالنهايه فصلت ونامت بين يديه ولم تكمل بقية الفيلم.
نظر آيسر لهدوئها تفاجئ انها نامت، حاول عدم إزعاجها ونهض واقفا يحملها الى أن وضعها فوق الفراش تبسم وهو يراها تتشبث به قائله برجاء: متسبنيش.
تبسم وهو يتسطح جوارها قائلا: أنا جنبك يا جميلت.
ضمها بين يديه، وظل مستيقظ لوقت تذكر قول مدحت له.
روميساء لسه وفاة مامتها قدامها عايشه في قلبها بتخاف تفقد الناس اللى بتحبهم عشان كده بتحاول دايما تسيطر على مشاعرها وتظهر إنها قويه وهي هشه جدا، هذا ما راؤه الليله مجرد أحداث فيلم خياليه جعلتها تنتفض وفضلت النوم، تنهد آيسر لديه يقين أن رونيساء ليس لديها أي عذر يمنعه عنها بل العذر بعقلها ربما تود بعضا من الوقت كي تستوعب ان هنالك شخص إقتحم حياتها، وليس أي شخص بل عاشق وأصبح زوجها.
بشقة آصف قبل قليل
إستغرب حين دخل الى الشقه وجد صفوانه تخرج من غرفة والدته، سألها بقينا المسا لسه مجهزتوش عشان نروح نصبح على آيسر.
هزت رأسها بنفي: الحجه شكران لسه قافله مع آيسر وقالته هتروح بكره مش الليله.
إستغرب آصف سألا: وليه التأجيل، هي ماما رجعت أمتي.
ردت صفوانه: رجعت بعد ما إنت خرجت علطول، سهيله معاها في الاوضه.
إندهش آصف وشعر بسوء، دلف الى الغرفه تبسم حين رأي سهيله تجلس جوار والدته على الفراش، لكن إنخض حين رأي ملامح شكران الواهنه، إقترب منها بلهفه سائلا: ماما إنت بخير؟
تبسمت له شكران بحنان قائله: انا بخ، بس هما شوية إرهاق من اليومين اللى فاتوا كمان الضغط مكنش متظبط بس سهيله كتر خيرها فضلت جنبي لحد ما إتضبط وكمان أكلنا الكيكه اللى عملتها صفوانه للآسف الغايب مالوش نايب.
نظر آصف نحو سهيله بإمتنان.
بعد قليل.
جلس آصف على فراشه وصع رأسه بين يديه، يشعر بحيره يشعر بتذبذب في علاقته مع سهيله، تاره يشعر أنها بدأ يزول رهابها منه، وتارة العكس، تذكر ذاك الوقت الذي كانا به بالشقه وحدهما وتلك القبله التي لم تعقب عليها سهيله، آتى الى فكره
لما لا يذهب في رحله معها ربما تكون بداية لعودة المشاعر بينهم
بعد ظهيرة اليوم التالى.
إتصل آصف على صفوانه وطلب منها تخضير حقيبة ملابس صغيره بها بعض الملابس له ولسهيله، واخبرها انهما سوف يذهبان الى عطله قصيره، ثم ذهب الى
أمام المشفى التي تعمل بها سهيله وإنتظر قليلا حتى رأها تخرج من المشفى، شعرت بخفقان في قلبها حين رات آصف وتوجهت نحو سيارته وصعدت إليها قائله: هنروح دلوقتي نصبح على آيسر ومراته، بس أنا المفروض أرجع للشقه عشان أبدل هدومي.
نظر لها آصف قائلا بنفي: لاء، ماما هي اللى هتروح هي وصفوانه إحنا نبقى نصبح عليهم لما نرجع
نظرت له سهيله باستغراب سائله بإستفسار: نرجع منين.
نظر لها آصف قائلا: هناخد يومين أجازه، أو بمعني أصح هدنه.
تسألت سهيله بعدم فهم: هدنه من أيه، إحنا في حرب.
تبسم آصف قائلا: خلاص إعتبريها يومين إستجمام.
إضجعت سهيله على مقعد السياره بظهرها قائله بتوافق: أنا فعلا محتاجه فترة إستجمام الأيام اللى فاتت كنت مشغوله مع طنط شكران وروميساء، بس المفروض أصبح عليها دى طقوسنا بعد الفرح، لازم أهالى العريس والعروسه يصبحوا عليهم، فجأة صمتت سهيله وتذكرت أنها لم تعيش تلك الأشياء البسيطه التي لها مكانه خاصه بالقلب، إنتهي زواجهما قبل أن يبدأ بطريقه بشعه، تنهدت قائله: خلينا نرجع للشقه يا آصف أغير هدومي ونروح نصبح على روميساء وآيسر ومالوش لازمه الإستجمام، أنا أتعودت خلاص على الإرهاق مش جديد عليا، هنام ساعتين وهصحي كويسه.
شعر آصف بغصة في قلبه، سهيله مبذبذة، كذالك وخزات في قلبه على ما فقده حين استسلم لغفوة عقله وأضاع بعض اللحظات السعيده مع سهيله، أنهي سعادتها كعروس وإقتص منها ببشاعه، لكن لن يستسلم الآن، لم يعطي أهتمام لرغبة سهيله وقاد السيارة، لاحظت سهيله أن الطريق مختلف سألته: ده مش طريق الشقه ولا طريق شقة آيسر.
أجابها آصف وهو مازال يقود السياره: فعلا ده مش الطريق.
تسألت سهيله: طب ليه ماشى في الطريق ده؟
رد آصف بتصميم: زى ما قولت قبل دقايق هنروح يومين آستجمام، ومش عاوز إعتراض لو سمحت.
تعصبت سهيله قائله: قولتلك مالوش لازمه، أنا محتاجه أنام ساعتين مش أكتر، …
قاطعها آصف بإصرار: لاء لهم لازمه، وتقدري تنامى لحد ما نوصل وانا هصيحيك.
تعصبت سهيله قائله: آصف بلاش عند.
صمت آصف وهو يضغط على ذر بالسياره إنبسط المقعد الذي تجلس عليه سهيله وأصبح مريحا.
زفرت سهيله نفسها بغصب وإضجعت بظهرها على المقعد وأغمضت عينيها لا تود الجدال مع آصف الذي تبسم.
بعد وقت توقف آصف بالسياره، ونظر جواره كانت سهيله نائمه، تأمل ملامحها مبتسم، ثم وضع يده على وجنة سهيله برفق حتى يقظها، لكن فجأة فتحت سهيله عينيها وإنتفضت، وشعرت برهبه بسيطه حين رأت إقتراب وجه آصف من وجهها، إعتدلت جالسه تنظر خارج السيارة كان الظلام قد حل، او ربما سوء الطقس هو ما يسبب ذاك الظلام، بسهوله تعرفت على المكان وسألت آصف: أيه اللى جابنا هنا.
تنهد آصف قائلا: سبق وقولت هنفضى يومين استجمام، وأعتقد مفيش أحسن من البحيرة، ياريت تنزلى من العربيه.
فتح آصف باب السيارة وترجل منها، وإنتظر سهيله التي ترجلت هي الاخري، لكن شعرت بنسمة هواء بارده لسوء الطقس، وسارت نحو آصف قائله: إزاي هنروح البحيرة دلوقتي مفيش أى مركب هنلاقيه، كويس أبات الليله عند بابا، أهو يبقى إستجمام وكمان وحشوني.
أشار آصف لها بيده قائلا: مش هنحتاج مركب اليخت واقف هناك أهو، ومتخافيش أنا بعرف أسوق اليخت كويس.
بغصبانيه ذهبت سهيله خلفه وصعدت الى القارب الذي سار بهم في المياه رغم تلك النسمات القويه، الى ان وصلا الى تلك البحيره، نزلا من على القارب وتوجها الى أحد المنازل الموجودة بها
دلف آصف وخلفه سهيله التى.
تسألت بفضول: لية جبتنا هنا في البحيره مش ملاحظ إن الطقس سيئ جدا وممكن تقوم عاصفه وننحبس هنا ومنعرفش نرجع للشط.
بداخله تنهد يتمني ذلك حتى يظل معها بمفردهما أطول وقت، لكن تبسم لها قائلا: معانا اليخت يعنى أى وقت سهل نرجع للشط.
نظرت له بإندهاش قائله بسخط على إستهوانه: بالبساطه مفكر نفسك قبطان أعالي البحار وهتعرف تقاوم الموج الهايج!
ربما ما كان عليها ذكر الموج الهائج فما هي الا ساعات وإزدادت سرعة الرياح وسوء الطقس وليس هذا فقط بل إنقطع التيار الكهربائي عن المنزل، وهنالك صوت آخر كآن أحدا للتو تسحب وتسلل الى المنزل.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق مهدور)