روايات

رواية عشق مهدور الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عشق مهدور الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عشق مهدور الجزء الثامن والثلاثون

رواية عشق مهدور البارت الثامن والثلاثون

عشق مهدور
عشق مهدور

رواية عشق مهدور الحلقة الثامنة والثلاثون

ظلت النظرات بين آصف وسهيله للحظات تبوح كل منها يفسر على هواه كان لابد من تلك المواجهه لمعرفة مكنون قلب الآخر…
آصف بإعتراض سهيله على الإنفصال هنالك بشائر أمل تنتعش في قلبه لكن حان وقت إبتعادها عن هنا لأسباب خاصه لديه، بينما سهيله للحظات شعرت بأن آصف قد مل من محاولات إستراد عشقها، هي لا تتدلل ولا تفعل ذلك ليزداد تعلقه بها، لكن هنالك مشاعر خارجه عن إرادتها أحيانا يتحكم بها الإضطراب وتخشى من قسوة الماضى، لكن مهلا، ماذا قال آصف
-قال أنه كان يشعر بكل شئ حدث تلك الليله.
قال همساتها ولمساتها لكن كيف هذا تذكرت تلك الليله شعرت بلمسة يدي آصف فوق ظهرها، زاد الاضطراب بعقلها، كآن دراستها للطب جعلت عقلها يزداد في التفكير بعمليه فقط ولغى الحسابات الأخري…
حادت نظراتهم لبعض حين سمعا صوت فتح باب الشقه كذالك أصوات حديث شكران وصفوانه معا، لكن عاد آصف يرمق سهيله بنظره، كآنه يود القول لها لا تبتعدي، بنفس الوقت عقله يذمه إبتعاد سهيله الآن أفضل حل، بينما سهيله هي الاخري رمقته بنظره تود سماع منه أن لا تبتعدي، لكن خروجه من الغرفه كان بمثابة موافق على إبتعادها…
نهضت من فوق الفراش وهندمت ثيابها خرحت خلفه وليتها ما خرجت ما كانت، ما كانت شعرت بالخزي من.
نظرات عين شكران وصفوانه الائمه لها، بعد أن تقابلت شكران مع آصف وتبسمت له سأله: مساء الخير يا آصف إنت خارج.
أجابها آصف بإستعجال: مساء النور يا ماما، أيوا خارج راجع المكتب تاني.
غادر آصف بينما تحججت سهيله كى تهرب من نظراتهن الائمة: حاسه بصداع هدخل أنام، تصبحوا على خير.
تنهدن الإثنين بإستياء ونظرن لبعضهن بآسف قائله صفوانه: مش عارفه هيفضلوا كده لحد أمتي، سهيله زودتها أوي.
اومأت شكران بآسف هي الأخرى موافقه: فعلا، لو واحد غير آصف كان مل وكل من زمان، مش عارفه ليه قافله عقلها، سهيله بتعشق آصف زى ما هو بيعشقها بس سايبه عقلها يتحكم وبتضيع زهوة حياتهم مع بعض.
بيتما قاد آصف السيارة يشعر بآسى في قلبه الأ يكف عذاب قلبه ويهدأ آنينه، ليته يستطيع التحكم بقلبه أو إنتزاعه من جسده، ليته بقسوة غضبه كان كره سهيله وتخلي عنها وأصبحت ذكرى من الماضي وما تحمل هذا العذاب المضني، وما كان قيدها وقيد نفسه معها بوثاق واحد صعب إنتزاع أحدهم عن الآخر. تجول بالسيارة بالشوارع حتى شعر بالضجر، نظر حوله بالمكان هو قريب من منطقة سكن آيسر، كآن القدر أو ربما رغبته بإيجاد أحد فقط يسمعه، مازال الوقت لم يتأخر، إتخذ القرار وترجل من السيارة صاعدا الى شقة آيسر، وقف مترددا جانب باب الشقه.
أيرفع يده ويدق الجرس أم يغادر ولا داعي لإزعاج آيسر بهمومه، حسم آمره لا داعى للإزعاج يكفى ليترك آيسر يهنئ مع زوجته، إستدار بوجهه وكاد يغادر لكن بنفس الوقت فتح باب المصعد الكهربائى وخرج منه مدحت، تبسم له قائلا بترحيب: آصف والله كنا في سيرتك اليوم أنا وآيسر.
تبسم آصف بود قائلا: أكيد بالخير.
تبسم مدحت موافقا: أي طبعا، أكيد جاي ميشان آيسر، تعالى معي ل شقتى نجلس مع بعض ونلعب طاوله، ولا إنت مو فاضى متلي.
تبسم آصف قائلا: بصراحه مش بعرف ألعب طاوله عالأقل مش حريف زى آيسر، معنديش طولة بال أتحمل لوقت طويل.
ضحك مدحت قائلا: هاد مو فكرتي عنك إنت محامي بارع. مو لازم تكون محظوظ بكل شئ عم يقولوا اللى مو محظوظ باللعب، محظوظ بالنجاح، بعتذر أكيد كنت جاي مشان آيسر.
تبسم له آصف بلطف قائلا: لاء أبدا أنا سعيد جدا بمقابلة حضرتك.
تبسم له مدحت بلطف أيضا، لقاء مدحت حسم تردد آصف، وقام بقرع جرس الباب.
بينما بداخل الشقه.
تبسمت روميساء على آيسر الذي وضع تلك المريله الخاصه بالمطبخ فوق قميصه المفتوح من الأمام يظهرأسفله نص صدره عاريا ويقف خلف تلك الطاوله قائلا: هعملك طبق مكرونه بالتونه والخضار إتعلمتوا من…
توقف قبل أن يزلف لسانه، ويخبرها أنه تعلمها من إحد النساء، وصمت…
نظرت له روميساء بإستخبار قائله: ليش سكتت من وين إتعلمته؟
خيب ظنها واجابها بخبث: إتعلمتوا من مطعم طلياني ليا صديق مصري بيشتغل شيف فيه؟
هوجت رأسها سائله بمغزى: صديق مصري ولا…
قاطع بقية تخمينها وخطف قبله سريعه قائلا بمزح: لأ مصري وأبوه مصري وإبن مصر الله عليه.
ضحكت روميساء قائله: تمام، راح إتغاضى وأصدقك، لآن ريحة الطعام طيبه وبتشهي.
غمز بوقاحه قائلا: ريحة الطعام اللى بتشهى أكتر، ولا اللى بوساتي.
تبسمت شبه تعودت على وقاحته، وأصبحت تتقبلها ببساطة بل أحيانا تهواها منه قائله: لاء طبعا ريحة الطعام بتشهي أكتر.
ترك آيسر إعداد الطعام وقال بوقاحه: بس أنا بشتهي طعم البوسات أكتر.
قبل أن تعترص روميساء كان يقبلها، لكن قطع تلك القبلات قرع جرس الباب، ترك شفاها بصعوبه حين دفعته بيديها، إمتثل غصب، بينما هي قالت له بصوت محشرح: مو سامع جرس الباب عم يدق.
تنهد بزفر قائلا بشوق: مش عارف مين المزعج اللى جاي لينا دلوقت.
تبسمت بدلال قائله: بسيطه روح إفتح الباب وشوف مين المزعج.
وضع آيسر يده فوق عنقه قائلا بتفكير: هو لازم أفتح الباب مش ممكن نطنش، وأكيد…
قاطعته روميساء قائله: الجرس عم يدق مره تانيه، بلاه التطنيش وروح إفتح، ولا بروح أنا.
زفر بغصب قائلا: لاء هروح أنا أفتح.
تبسمت روميساء بينما ذهب آيسر لفتح الباب هامسا: أسيبك تروح تفتحي الباب ويكون باباك وترحب وتمسك فيه وتضيع الليله انا سهل أوزعه.
هكذا كان يتمني، لكن خاب ظنه حين فتح باب الشقه وجد آصف أمامه يبتسم رغم ظهور الوجوم على وجهه، كذالك رأي مدحت الذي ألقى عليه السلام ثم توجه ناحية باب الشقه المقابله ودخل إليها، تحدث آيسر: آصف!
خير تعالى إدخل.
دلف آصف الى داخل الشقه، ونظر الى آيسر تبسم على هيئته قائلا: إن كنت جاي في وقت غير مناسب قولى وانا أمشي.
نظر آيسر الى هيئته ثم الى ملامح آصف شعر بأن هنالك سبب لوجوم ملامحه شفق عليه قائلا بمزح: هو إنت فعلا جاي في وقت غير مناسب، بس يظهر حماتك بتحبك، جاي وانا بحضر العشا، مكرونه بالتونه.
إمتعض آصف قائلا بكذب: ماليش في أكل الزفارة، ومش جعان أساسا، أنا
كنت قريب من المكان هنا قولت أطلع أغلس عليك شويه.
ضحك آيسر قائلا: إنت فعلا غلس بس تعالي نقعد شويه.
وافق آصف وذهب الى غرفة المعيشه، جلس.
الإثنين معا، تحدث آيسر بمزح حين آتت روميساء ورحبت ب آصف ولم تجلس معهم تركتهم سويا وغادرت، بينما لاحظ آيسر أن هنالك ما يؤرق آصف، تبسم له سائلا: قولى أخبارك أيه مع سهيله؟
زفر آصف نفسه ببؤس قائلا: كويس.
ضيق آيسر بين حاجبيه مستفسرا: يعني أيه كويس، شكلك ميدلش على كده، قولى إنت متخانق مع سهيله.
تنهد آصف بيأس.
تفهم آيسر سألا: وأيه السبب أنا متأكد إن سهيله بتحبك.
تنهد آصف قائلا بآسف: فعلا بتحبني بس مش قادره تنسي الماضي حطاه بينا حاره سد، كل هدفها إنها تبعد عني بأي شكل نقلت نفسها ل كفر الشيخ عندى شك شبه يقين إن اللى ساعدها أسعد شعيب.
تفاجئ آيسر قائلا: بابا!
معتقدش ممكن يساعد سهيله، أكيد إنت فاهم غلط، وبعدين إنت وافقت على أمر نقلها ده؟
أومأ آصف برأسه موافقا وتذكر حواره مع بيجاد قبل أيام بآخر لقاء لهم، حين سأله عن حياته مع سهيله، واجابه ان هنالك توافق بينهم بهذه الفترة، تبسم له قائلا: خد بالك التوافق ده مجرد وقت، الشخصية اللى واجهت اللى عاشته سهيله بيبقى فيها تناقضات، وخوف بيتحكم فيها، ممكن ترجع للبدايه تاني.
تعجب آصف سألا: .
قصدك ايه إن ممكن سهيله تفكر تبعد عني تاني، معتقدش، صحيح لسه بينا فجوة بس مش لدرجة إن سهيله تفكر إنها تبعد عني، بالذات بعد اللى حصل في الفترة اللى كنت في المستشفى كانت هي المرافقة ليا معظم الوقت.
فسر بيجاد له: ده الطبيعي عند شخصيه زى سهيله، هي دكتورة وده نوع من الواجب عندها بالأخص إذا كان المريض ده له مكانه قويه عندها، متوقع سهيله هتفكر تنتفض على مشاعرها إتجاهك، مشاعر هي خايفه منها، المشاعر اللى في لحظة إتغلبت عليها وإتحكمت فيها، هتفكر إن ده ضعف منها، بس المره دى مش لازم تقاوح وتفرض قرارك عليها.
تسأل آصف بتعجب: مش فاهم يعنى أسيبها، أكيد مستحيل ده يحصل…
قاطعه بيجاد قائلا: هتسيبها وهي اللى هترجع من تاني.
تهكم آصف قائلا: هي لعبة، أسيبها وهي اللى هترجع.
رد بيجاد بتوضيح: أيوا سهيله حاسه إنك فارض قراراتك عليها ولاغي مشاعرها، غاصبها يعني لكن لو حست إن ليها قرار، وقتها هيتغلب عليها مشاعرها الحقيقيه اللى بتحاول طمسها وهي شيفاك بتفرض قراراتك عليها، قبل كده قولتلك لازم تتمسك بها لأن لو هاودتها هتخسرها، دلوقتى الموضوع إختلف، سهيله عندها يقين إنك متمسك بها، بس محتاجه تحس إنها صاحبة قرار في مشاعرها مش مفروض عليها تمتثل، يعني زى شعرة معاوية بالظبط، لازم ترخي قرارك وتسيب لها الإختيار، ومتأكد إن مشاعرها هتتغلب عليها، البعد هيبقى مسألة وقت قصير مش أكتر.
تفهم آصف تفسير بيجاد، رغم عدم إقتناعه لكن ليس أمامه سوا المجازفه عل سهيله تعود له بإرادتها دون ضغط منه وربما وقتها قد تبدأ حياتهم معا دون منغصات الماضى، وها هو الليله أظهر إستسلامه لرغبة سهيله شعر بإنشراح حين أخبرته أنها لا تود الإنفصال عنه، أعطي لها الفرصه، كذالك هنالك آمر آخر برأسه إقترب أن ينتهي منه.
إنتبه آصف حين وضع آيسر يده على كتفه سألا: بكلمك ليه مش بترد، سرحان في أيه، في سهيله أكيد، طالما إنت وافقت أنها تتنقل أعتقد ده أفضل ليكم، متاكد سهيله هترجع لك
تبسم آصف موافقا يقول: على فكره سهيله حامل هي كمان.
إنشرح قلب آيسر بفرحه غامره قائلا: حصل إمتى ده، ألف مبروك، بس إعمل حسابك أنا حجزت إسم ماما ل بنت، شوفلك إسم تانى.
تهكم عليه آصف بنظرة إستهزاء قائلا: وإنت عرفت نوع الجنين.
رد آيسر: لاء قلبي حاسس إن روميساء حامل في بنت، بس يا ترا مين الحامل الأول
رومس ولا سهيله، يا ترا مين فيهم اللى هتولد الأول.
إستهزأ آصف به قائلا: بطل غباء، أساسا سهيله مقلتش لحد إنها حامل أساسا.
-خايفه من الحسد
هكذا تفوه آيسر بتسرع بينما إستهزأ آصف قائلا: حسد!
حسد على أيه واضح أنك غبي، بقولك سهيله نقلت نفسها ل كفر الشيخ، ومخبيه إنها حامل يبقى خايفه من الحسد.
تفهم آيسر قائلا: يمكن مستنية وقت وهتقولك ولا يمكن هتعملك جو رومانسي زى الافلام كده وتقولك تقوم إنت هوب شايله هيلا بيلا وتلف بها المكان وهي تصرخ وتقولك بحبااااك يا آصف.
رغم مزاج آصف السئ لكن ضحك قائلا: وسعت منك أوي دي، شكلك رايق وأنا مزاجي سئ هسيبك…
قاطعه آيسر قائلا بمزح أيضا: طالما جيت خلينا نقعد مع بعض شويه، شوفت أهو إنت طردتني من الشقه عشان خاطر مراتك، وأهو إنت كمان طفشان منها لنفس السبب بس أنا عشان قلبي كبير مش هتطردك وهدبر له مكنه تبات فيها الليله.
ضحك آصف قائلا بإيتهزاء: مكنه، ده لفظ طيار محترم، طب فين المكنه دي؟
همس آيسر قائلا: إنت عارف إنى أجرت الشقه اللى قصادى.
ل حمايا عشان يبقى جنب روميساء دايما، ممكن اقوله يستقبلك عنده الليلة أهو تسليه للصبح.
نظر له آصف بغضب قائلا: لاء متشكر لخدماتك وفرها، عندى المكتب فيه إستراحه هبات فيها كانت غلطة أساسا إني جيتلك.
ضحك آيسر قائلا بمزح ثم إستذكر: غلطة، طب بذمتك مش حسيت براحه بعد ما فضفضت لى، آه بالمناسبة مقولتليش فتحت الموبايل اللى بسببه سافرت البحيره وجبته لك من البيت اللى هناك.
توتر آصف قائلا: لاء معرفتش أوصل لنمط فتحه، ولما عرضته على متخصص قالى إن في شفره عالموبايل لو إتفتح بغير النمط اللى موجود عليه هيضرب سيستم وببقى صعب إسترداد المعلومات اللى كانت عليه.
نظر آيسر الى آصف إستشف عدم صدقه دب في قلبه شك وقلق، حاول تطويع الحديث مع آصف لكن كان يرد بحذر، هكذا شعر من ردود آصف رغم أنها منطقيه، لكن هنالك حدس في قلبه عكس ذلك وعليه الإحتراز من أجل آصف.
بعد مرور حوالى أسبوعين
صباح.
ب ?يلا شهيره.
ألقى أسعد تلك الصور الخاصه بها أمامها فوق الفراش، ونظر لها بإستهزاء، جمعت شهيره تلك الصور ونظرت لها بذهول قائله بإرتجاف: الصور دى متفبركه.
ضحك أسعد بتهكم بنبرة برود: .
بجد، مين اللى معاك في الصور ده يا مدام؟
تلجلجت شهيره قائله: ده موظف في البنك وانا بتعامل معاه عادي، زى أى موظف، بس معرفش مين اللى صورنا الصور دى وغرضه أيه أكيد بابارتزى حابب يعمل فرقعه عشان يبقى تريند، بس الصور دى وصلتك إزاي، واظن الصور واضحه انا مكنتش في وضع مخل.
تهكم أسعد قائلا بتريقه: بابارتزى
فوقى يا مدام مفكره نفسك نجمة مجتمع عشان الناس تهتم بأخبارك، وموظف ايه اللر تقعدي معاه في مطعم فخم زى ده، كوباية الميه فيه بنص مرتبه في شهر.
إرتبكت شهيره قائله بتبرير: . إنت عارف إن شغل الآتلييه له حسابات وانا كنت محتاجه منه يضبط لى شوية حسابات، وده كان سبب لقائنا في مطعم ده، وأعتقد المطعم مكان مفتوح قدام الحنيع، وبعدين إنت بتحقق معايا كده ليه،
إنت بتشك فيا، لاء…
قاطعها أسعد بإستهزاء قائلا بجبروت: أنا لو بشك فيك مكنش زمانك واقفه قدامى بتردي عليا، انا حبيت احذرك وأقولك إن ده آخر تحذير ليك يا شهيره، أنا صبري نفذ، إزاي تسمح لنفسك تقابلى شخص في مطعم فخم ومشهور زى ده، وإنت عارفه مكانت كويس.
تمثلت الثقه ب شهيره قائله: اهو أنت قولت مكان عام ومعروف، يبقى لازمته أيه الإستجواب ده، اللى يعتبر شك وانا مسمحش بيه، وكفايه بقى يا أسعد تهديدات انا زهقت وقرفت، طالما حياتنا بقت مستحيل نتحمل مع بعض يبقى ننفصل بهدوء ونراعي السنين اللى عشناها مع بعض كمان عشان خاطر بناتنا.
تهكم أسعد بإستهزاء قائلا: بناتنا اللى إنت نسياهم، وسنين أيه، شهيره أنسى انى أنفصل عنك غير بمزاجي، وانا مالئش مزاج دلوقتي.
تعصبت شهيره قائله: هي مسألة عند وخلاص، خلينا نحافظ على صورتنا كأشخاص حضاريه، بينفصلوا عن بعض.
تهكم أسعد قائلا: .
حضاريه، إنت بتصدقي كلام المجلات والمواقع الفارغ، عزيزتى بلاش تعيشي في اوهام، أنا وقت ما أحب أنفصل عنك مش هيبقى بينا أى علاقه حضاريه، بس قبل ما انفصل عنك ليك عندي مفاجأة متأكد هتعجبك أوى.
نظرت له شهيره بغضب وترقب قائله: قصدك أيه بالمفاجأة.
تبسم أسعد بإستهزاء، وتوجه نحو باب الغرفه قائلا: هتعرفيها في وقتها ومش هتنتظري وقت كتير، لمي الصور يمكن تنفعك بعدين لما تبصي عليها وتتحسري، أنا عندي جلسه مهمه في البرلمان مش عاوز أتأخر عليها.
غادر أسعد بينما زفرت شهيره نفسها بغيظ جم، ودت الفتك بذاك المغرور المتكبر، نظرت نحو تلك الصور، شعرت بالغضب لديها يقين أن خلف تلك الصور التي إلتقطت لها وهي تجلس مع عادل في أكثر من لقاء بأحد المطاعم، ليست من بابارتزى كما قالت ل أسعد هو خلف تلك الصور لكن ما غرضه منها، شعرت بالزهق من تلك الحياه التي تعيشها، حياة فرض اسعد عليها قيوده، حان وقت تحطيم تلك القيود
بحوالى الثانيه ظهرا.
حسم طاهر قراره لابد من ان يرسوا على حقيقه قبل ان يعود لل الإمارات مره أخري بعد نهاية أجازته الذي لم يتبقى فيها أقل من شهرا، تبسم وهو يتذكر بالامس حين أخذ رفم هاتف يارا من سهيله التي لمحت له أنها ترى بعض النظرات الخاصه بينهم، كذلك رحبت بفكرة إرتباطهم وتمنت حدوث ذلك رغم أنه لم يصرح لها، لكن سهيله لم تضغط عليه، او بالأصح أرادت ان لا ياخذها بذنب آصف أو جبروت أسعد بالماضي، خطأ أن تؤخذ بذنب إرتكبه غيرها، قرر، المخاطرة والسؤال قبل أن يتخذ قرار مواجهة أسعد برغبته في خطوبة من يارا.
وها هو بجلس بذاك المطعم ينتظر مجئ يارا، لوقت تلاعب الشك بقلبه أنها لن تأتى، بعد إنتظاره لوقت طويل، رغم أنه لم يمر سوا بضع دقائق عن ميعاد إلتقائهم التي حددته يارا بعد ان تنتهي من عملها، لكن إنشرح قلبه حين رأى يارا تدلف الى المطعم…
بينما يارا وصلت فعلا قبل لحظات الى مكان اللقاء، لكن وقفت أمام المطعم، بداخلها تردد كبير، حقا لا تعلم سبب طلب طاهر للقائها، خمنت ربما السبب آصف وسهيله بعد ان علمت ان سهيله عادت للعيش مع والداها ب كفر الشيخ، ربما هنالك خلاف بينهم، لكن لن تتدخل بشئ لا يخصها، كانت اول المتضررين من خلف آصف، حين خذلها قلبها وأغرمت ب طاهر الذي ذبحها بخيبة الحب الاول، التي مازالت تعانى منه كآن قلبها مازال يريد العذاب، فكرت للحظات ان لا تدخل الى المطعم وتغادر ترثي قلبها بعيدا، لكن تحكم الشوق فيها لرؤية طاهر كآن قلبها يهوا العذاب، دلفت الى الداخل بخطوات وئيدة يعاود الندم ليتها ما دخلت، ليتها تفر هاربه الآن، لكن سارت قدميها نحو مكان جلوسه رغم عنها وقفت أمامه.
بحنين وآنين كانت تحكي العيون،
عن عشق وئد من المهد، لكن مازال له مكانه في القلوب
كل منهم بداخله ندم لما إستسلم وإبتعد، لكن ربما آن الآوان أن تعثر القلوب على فرصه أخرى علها تكون البدايه الثانيه.
تبسم طاهر وهو يمد يده بالمصافحه قائلا: أزيك يا يارا.
للحظة نظرت الى يده الممدده قبل أن تضع يدها بيده، ضمها بآنامله، يشعر بإحساس دافئ، كذالك هي شعرت بنفس الإحساس الدافئ التي دائما عانت من إفتقاده مع من حولها، لكن سرعان ما سحبت يدها من يده بخجل، رفعت وجهها تنظر لوجهه ملامح لم تتبدل إزدادت نضج فقط، كان هنالك سؤال بعقلها: هل نضجت مشاعره نحوها أو على الأقل تبدلت بعد تلك السنوات.
سؤال تخشى إجابته، بعد أن كانت ظنت أنها نسيت وهم فشل الحب الأول، لكن لم يكن وهم كان حقيقه تخشى ان تجد من خلفها السراب.
كذالك هو رأها بعين مختلفه عن الماضي، إزدادت نضجا وجمال، لكن هل مازال قلبها فارغ أم هنالك من إحتل مكانه خاصه لديها.
عادت نظرات العيون لكن تبدل الحنين والآنين الى حيرة مشاعر.
ردت يارا بهدوء: الحمد لله بخير، وإنت أخبارك أيه؟
تبسم طاهر قائلا: أنا كمان بخير، هنتكلم وإحنا واقفين إتفضلي أقعدي…
جلست يارا قائله: . بعتذر اتأخرت كان في شوية شغل في المركز وخدوا وقت أكتر من الازم.
تبسم طاهر قائلا بمغزي: أنا مستعد أنتظرك بدون ملل.
شعرت بهزه في قلبها قويه وتبسمت قائله: . خير طلبت إننا نتقابل عشان موضوع مهم.
تبسم طاهر قائلا: خير أكيد، سبق وقولتلك إنى أخدت رقم موبايلك من سهيله، عشان أمر خاص.
إرتبكت يارا سائله: وأيه هو الأمر الخاص ده، لو يخص آصف وسه في رأيي هما…
قاطعها طاهر قائلا: لاء الأمر ميخصش سهيله ولا آصف هما أحرار في قرارتهم ده رأيي الأمر يخصنا إحنا، يارا أنا طول عمري مش بحب اللف والدوران، وبقول الطريق المستقيم هو أفضل الطرق، بصراحه أنا زمان ظلمت نفسي لما إستسلمت لغضب من آصف وقت ما أذى سهيله، وكمان مش هنكر كرهتك، او بالاصح كرهت كل شئ من ناحية آصف، بس كنت غلطان إنى أخدتك بذنب آصف ومش عارف ليه أنا عملت كدن وقتها، يمكن مشاعر الأخوه طغط عليا، بس بعدها لما فكرت في الموضوع حسيت بذنب، يارا عارف هتقوليلى أيه شآن الماضى بطلب إنى أقابلك النهارده، هقولك بصراحه أنا كنت معجب بيك لما كنا في الجامعه.
تفاجئت يارا بقول طاهر وسألته بتسرع: بس إنت سبق وقولتلى إنك معجب بزميله ليك.
تسرع طاهر بالرد: ده أجوزت من بعد ما خلصنا الجامعه مباشرة و…
قاطعته يارا بآسف: أكيد مكنتش تعرف مشاعرك إتجاهها…
قاطعها طاهر قائلا: بس انا عمري ما كان عندي أى مشاعر أتجاهها غير مشاعر زماله مش أكتر، إنما مشاعري الحقيقيه كانت ل…
قاطعته يارا قائله: اكيد كانت لزميله تانيه…
قاطعها طاهر قائلا مباشرة: لاء كانت ليك يا يارا، ولو موافقه إننا نكمل حياتنا سوا وتتنازلى عن رفاهية أسعد شعيب انا مستعد أحارب عشانك.
نهضت يارا بتسرع قائله: لاء، وفر على نفسك المحاربة لوحدك أنا دايما بخرج خسرانه وقلبي مش هيحمل يأس تاني.
قالت هذا وغادرت مسرعه، نهض طاهر هو الأخر وضع بعض المال فوق الطاوله وغادر خلفها مسرعا لكن كانت يارا صعدت الى سبارتها وقادتها بتسرع، زفر طاهر نفسه يشعر بتقطع في قلبه، لكن تذكر الماضي حين أخبرها انه يهوا غيرها، لابد أنها تعتقد أنه يحاول مداواة قلبه، زفر بآسف، هفوات الماضي تعرقل سعادة الحاضر والمستقبل.
بمنزل أيمن.
كانت سهيله نائمه فوق الفراش، تضع يدها فوق بطنها تمسد عليها، يطغى عليها شعور الإشتياق ل آصف، تذكرت أنه لم يعود الى الشقه تلك الليله حتى وقت مغادرتها صباح، حتى أنه لم يهاتفها منذ تلك الليله، هل مل من عشقها، عاتبت نفسها: أكيد آصف زهق مني، بس ده غصب عني أوقات بخاف أكون في حلم وينتهي، وأهو آصف حتى متصلش يسأل عني، وظلم باباه أنه السبب في نقلي لهنا مع أنه مالوش دخل، أنا اللى عرفت ان المستشفى بتاع البلد هتتفتح ومحتاجين لدكاترة قدمت نقل وإتقبل بسبب حاجة المستشفى لدكاترة، مر حوالى أسبوعين وآصف…
قطع تفكير سهيله ذاك الصغير الذي دفع باب الغرفه الموارب بقوه ودخل متوجها إليها وصعد جوارها على الفراش، تبسمت له قائله: حبيبي حسام أكيد هربان من تيتا سحر عشان متقولش له ياكل.
اومأ ببسمه، تبسمت له سهيله وحضنته قائله: تعرف أنا نفسي أكون حامل في بنت عشان تيتا آسميه بتحب البنات أكتر من الصبيان.
لم يفهم الصغير، بينما تفاجئت سحر التي آتت خلف حسام وسمعت حديث سهيله وسألت بتأكيد: إنت حامل يا سهيله.
مساء.
بمكتب آصف
تحدث بأمر: .
تمام، عينك تكون عالدكتورة خطوه بخطوه ممنوع تغفل عنها طول ما هي خارح البيت وفي المستشفى أو في أى مكان تاني.
أغلق آصف الهاتف ووضعه امامه وتنهد بإشتياق لكن شعر بإرتياح قليلا بعد أن رأي صورتها على الهاتف، وعلم أنها بخير، لكن سرعان ما نظر نحو باب المكتب وسمع الى من دخلت تتهادى بدلال: مع إنك آخر لقاء لينا في المستشفى عاملتني بجفاء وشبه طردتني، بس أنا قلبي مش بيشل من اللى لهم معزه خاصه، لما كلمتني عالموبايل نسيت معاملتك الجافه وجيت لك فورا.
تبسم ونهض واقفا يرحب بها بترحاب غير مسبوق، مما أذهلها، لكن آصف كان لديه هدف يشعر بإشمئزاز وهو يتجاوب مع إغراء ودلال مي، لكن كان مراوغ جيد يعرف طريقة ترويضها كى ينال هدفه، أوهمها أنه بتجاوب معها لكن بالحقيقة كان يهاودها بعقليتها التي تلهث خلف ميولها، حقا لم يلمسها لكن كان يثيرها بالحركات، ورد الفعل حين كاد يوهمها أنه سيقبلها رغم أنه
كان يقترب منها بحذر، لكن شوقها يجعل جسدها في حالة إشتياق.
وهو مثل لاعب محترف مخصرم يتلاعب بالطابه يطوعها بين قدميه، يعلم متي يعود خطوه للخلف ومتى يبتعد عنها ومتي يتقدم ناحية المرمي
نظر لها آصف بإستهزاء من ضعفها أمامه سألا بمفاجأة: رامز أخو شهيرة،
رامز كان مدربك، هو اللى بعتك ليا، عشان تغويني وأقع في فخك، طبعا مين يقدر يقاوم قدام جمال ودلال
مي المنصوري، إنت كنت هاويه عروض الأزياء وكنت من أشهر العارضات لفترة قبل ما تمسك شركة باباك،.
رفعت مي نظرها عن شفاه آصف التي ظنت لوهله انه سيقبلها، فاقت من ذاك التوهان ونظرت الى وجهه بذهول وكادت تنفي ذلك، لكن سبقها آصف بإشمئزاز: مفكراني معرفش Nightclub او بمعنى أصح الكباريه اللى بتتقابلي فيه إنت والحقير ده، بس عندي سؤال ليه بتتردى عالكباريه ده.
طب هو شخص ميوله قذره زيه وبيروح الكباريهات عشان يصتطاد له قذر يقضى معاه ليله يشبع فيها ميوله الدنيئة. بس ليه هفكر في إجابتك وانا عارفها إنت كمان زيه ليك ميولك بس على نوع تانى
ساديه تحب اللى يركع تحت رجلك، بس أنا فاهمك من أول لقاء بينا لما ركعت قدامي وطلبت نتجوز عرفي بمجرد ما قولت لك عن سبب إنفصالي عن مرات، بس للآسف رفضي ليك زود عندك الهوس والجنون، قدامك آخر فرصه يا مي
قولى الحقيقة رامز.
هو اللى حرضك عليا.
نفت مي برأسها وبتسرع ذهبت نحو باب المكتب وخرجت مسرعه تشعر بغضب ساحق، لحقها آصف سريعا، لكن هي كانت تهرول بسرعه وصلت الى مصعد البناية الكهربائى وإستقلت به وضغطت على ذر الهبوط لأسفل، تشعر برعشه تهز جسدها، دموع تنساب من عينيها بآسا.
بينما آصف على آخر لحظه لم يلحق المصعد لكن لم ينتظر توجه نحو سلم البنايه وترجل السلم سريعا الى أسفل، حتى أنه وصل الى بهو البنايه قبل أن يصل المصعد الكهربائى وقف للحظه ينتظر.
الى أن فتحت مي باب المصعد، تفاجئت بذهول حين وجدت آصف أمامها مباشرة ينظر لها بتقزز مستفسرا بإستهزاء: للدرجه دى خايفه يعرف إنى كنت أعرفه من البدايه وسيبته يلف حبل نهايته حوالين رقابته، أيه ماسك عليك فيديوهات ولا، يمكن ليكم لقاءات سوا بتتشاركوا فيها ميولكم الدنيئة.
بغضب أزاحته مي من أمامها وخرجت من المصعد ولم تجاوبه، لكن مازال آصف خلفها الى أن خرجت من باب البنايه ظهرت سيارة وخرج منها من خلف زجاج بابها فوهة سلاح ناري يطلق رصاصا بعشوائيه…
إحتمى آصف خلف أحد الجدران. بينما
بلحظات كانت مي تتردى أرضا.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق مهدور)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى