رواية عشق مهدور الفصل الثالث عشر 13 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق مهدور الجزء الثالث عشر
رواية عشق مهدور البارت الثالث عشر
رواية عشق مهدور الحلقة الثالثة عشر
﷽
#الثالث_عشر
#عشق_مهدور💔
ـــــــــــــــــــــــــ
منذ أن عادت سهيله بعد منتصف ليلة أمس من المشفى وهى تُلاحظ أن هنالك خطبِِ ما تحاول إخفاؤهُ، كذالك ملامحها وشرودها منذ عادت مساءً يؤكد حدسها، إدعت النوم، رغم ضجرها من صوت ضجيج الفراش بسبب تقلبات سهيله عليه،شعرت بها حين نهضت من فوق فراشها وخرجت بهدوء من الغرفه،ظلت لحظات قبل أن تنهض كي تعلم الى أين ستذهب،بعد لحظات وقفت خلف باب الغرفه تنتظر حتى سمعت صوت وقوع شئ على الأرض كذالك سمعت صوت طرق سهيله على باب غرفة والدايهم ظلت لحظات قبل أن تخرج من الغرفه وتسحبت تنظر ناحية غرفة أخويها تنهدت براحه وهى تقف خلف باب غرفة والدايها تتسمع على ما تُخبرهم به سهيله بهذا الوقت والتى لم تعُد تستطيع إخفاؤهُ للصباح، للحظه تهكمت بإستهزاء حين سمعت بوضوح إخبار سهيله لهما أن هنالك من يُريد الزواج بها لكن سرعان ما ذُهلت حين أجابتهم بهوية ذلك الشخص أعادت لفظ إسمه بعدم تصديق:
“آصف شُعيب”!
مش معقول.
تهكمت بحقد وهى تُفكر وتذكرت تلك الرسائل الغراميه التى قرآتها سابقًا على هاتف سهيله ثم همست:
حتى لو المحكمه برائتها
معقول يكون مُغرم بها للدرجه الكبيرة اللى تخليه ينسى إدعائها بالكدب على أخوه عشان تطلع من القضيه.
تحير عقلها لكن توقفت عن الهمس لنفسها تسترق السمع كى تسمع رد والداها
بتلقائيه من سحر قالت سريعًا:
لاء، مستحيل.
عبس وجه سهيله،
لاحظ أيمن تبدُل ملامح سهيله من البدايه من مُترقبه وهى تُخبرهم الى عابسه بآلم بعد رفض سحر السريع فكر للحظات ثم قال بهدوء:
تمام إديني يومين أفكر يا سهيله.
رغم أنها كانت تود أخذ الرد فى الحال لكن إمتثلت لقرار والداها ونهضت من فوق الفراش قائله:
تمام يا بابا، تصبحوا على خير.
تبسم لها أيمن قائلًا بأبوه:
وإنتِ من أهلهُ.
خرجت سهيله من الغرفه وأغلقت خلفها الباب بينما تتبعت سحر خروجها حتى أغلقت الباب ونظرت لـ أيمن بإعتراض قائله:
ليه مرفضتش ونهيت الموضوع من أساسهُ.
أشار لها أيمن بيدهُ أن تذهب جواره على الفراش، بالفعل إمتثلت لذالك وجلست جواره وعاودت سؤالها:
ليه مرفضتش وخلصنا، إنت عارف مين” آصف شُعيب “… يبقى أخو…
قاطعها أيمن قائلًا:
عارف إنه أخو سامر اللى هى أتهمت فى قتله، ويمكن ده السبب اللى خلاني أنتظر قبل ما أقول قراري أيًا كان… سواء قبول، أو رفض.
تسرعت سحر:
ترفض طبعًا.
تنهد أيمن قائلًا:
بلاش تسرُع يا سحر.
نظرت له سحر بإستغراب سأله:
أوعي تقولى إنك هتوافق.
رد أيمن بتردُد:
والله حيران وقبل الحِيره كمان خايف على سهيله، سهيله عندها تخبُط وكمان حاسه بقهر فى قلبها من نظرات الناس وزُملائها فى المستشفى، اللى فى منهم رغم إن المحكمه ظهرت برائتها بس هما مش مُتقبلين ده، سهيله ضعيفه وخايف أخد قرار وأرفض آصف وهى شكلها مواقفه عليه، والا مكنتش جات وقالت لينا فى وقت زى ده كان بسهوله تقدر تستنى للصُبح…بحاول أفكر بدماغ سهيله…
سهيله ممكن فى دماغها إن موافقتها عالجواز من آصف شُعيب
فرصه تظهر برائتها للناس واللى مش مصدقها او مش مُتقبل برائتها لما تتجوز من آصف هيتقبلها غصب،ما أهو مش معقول واحد هيقبل يتربط بجواز من واحده قتلت أخوه الا لو كان مصدق فعلًا إنها بريئة.
فهمت سحر تبرير أيمن شعرت بوخز قوى فى قلبها وقالت بآلم:
فعلًا بحس سهيله رغم إنها خرجت من السجن وكمان خدت براءة بس بتخاف تبص فى عيون اللى حواليها،بس ممكن يكون تفكيرها غلط،وموافقتنا على جوازها من آصف تخلى الناس تفكر إن ممكن يكون فعلًا المرحوم سامر غصبها وإن جوازها من أخوة تصحيح غلط،رأيي بلاش نفكر كتير سهيله لسه صغيره وكده كده الناس كلامهم مش هيخلص وهيجي وقت ويتنسى اللى حصل.
نظر لها أيمن وأومأ رأسه مازال يشعر بحِيرة ممزوجه بخوف.
بينما عادت سهيله الى غرفتها تشعر بخيبه كانت تظن أن والدايها سوف يفهمانها ويوافقان،كذالك شعور آخر بالترقُب من ناحية آصف هى ليس لديها قرار تقوله له الآن.
حسمت أمرها وتنهدت تشعر بتوهان حاولت النوم،لكن جفاها،حتى بعد وقت قليل سمعت صوت رسالة آتيه لهاتفها،دون أن تمسك الهاتف تعرف أن تلك الرساله آتيه من آصف فكرت فى عدم الرد فبماذا سوف تُخبرهُ، حاولت التغاضى عن تلك الرسائل،التى توالت خلف بعضها،
لكن غصبً سحبت الهاتف من فوق تلك الطاوله مُرغمه بعد تكرار الرسائل كذالك ضجر هويدا التى سمعت كل حديثها مع والدايهم وقبل خروج سهيله من الغرفة أسرعت بالعوده لفراشها، ، نهضت بتأفُف أشعلت ضوء أباچوره جوارها، ونظرت الى سهيله بإدعاء الإزعاج قائله:
أيه الرسايل الكتير اللى جايه لموبايلك فى وقت زى ده إعمليه صامت، صوت الرسايل عمل دوشه وصحانى من النوم…وبعدين مين اللى بيبعتلك رسايل فى وقت زى ده،أيه ده كمان بيرن.
إرتعشت يد سهيله حين أمسكت الهاتف الذى لسوء حظها تعالى صوت رنينهُ…بسبب رجفة يدها بالخطأ أغلقت الإتصال.
تهكمت هويدا قائله:
مين المُزعج اللى بيبعت رسايل وكمان بيتصل عليكِ وليه قفلتِ فى وشه.
ردت سهيله بإرتباك:
مفيش الرسايل من شركة الإتصالات واللى بيتصل رقم معرفوش وأهو قفلت صوت الرسايل عشان تعرفى تنامِ تصبحى على خير.
تهكمت هويدا ساخره بحركة شفاها وأطفأت الإنارة، ثم عاودت التسطح فوق الفراش تشعر بإنشراح غريب عليها،بينما سهيله مازال الهاتف بيدها رغم عودة ظلام الغرفه وكتم صوت الرسائل لكن كان الهاتف يضوي بيدها،بسبب تلك الرسائل،إرتجف قلبها،لا تعرف ماذا تفعل،هل ترد عليه وتقول له أن والدها طلب مهله يومين للتفكير،تحير عقلها ماذا لو ظن آصف أن هذا رفض مبدئى،لكن ليس أمامها شآن آخر،قامت بإرسال رساله له بقرار والدها برغبتهم أخذ مُهله يومين قبل الرد وللغرابه سريعًا أرسل لها آصف رساله بتقبُل الأمر ببساطه، لكن هنالك إيحاء بآخر كلمتيين بالرساله:
ياريت بلاش يكون ده تمهيد للرفض.
ماذا ترد عليه… هى بحِيرة،لكن أرسلت له رساله، مفادها أن يتفائل بالخير.
أغلقت الهاتف بعد تلك الرساله الهادئه من آصف:
أنا مُتفائل يا حبيبتي وهنتظر إتصالك بقرار والدك.
“حبيبتي”
تلك الكلمه التى أصابت قلبها مباشرة، أشعلته وبنفس الوقت هدأت إرتجافه،تبسمت وهى تُغمض عينيها تحتضن الهاتف كالمراهقات ،سُرعان ما غاصت بالنوم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بسرايا شُعيب
مازال ساهدًا للنوم كان ينتظر رد سهيله بقرار مواققة والداها،أخفق فيما كان يتوقع،كان يتوقع موافقه مباشرةً،
فى البدايه شعر بعصبيه،لكن سُرعان ما أوحى له عقله أن هذا بالتأكيد تعزيز لها من والداها،ومجرد وقت والموافقة مضمونه،تلاعب بذكر كلمة
“حبيبتي”
رغم أنه قصد بها التلاعُب على مشاعر سهيله لكن خرجت فعلًا من قلبهُ،الذى بصراع، كل شئ يظهر أمام عقلهُ بصورة عكسية يعتقد أنها صحيحه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين
ظهرًا
بـ القاهرة
آتلييه شهيرة
بغرفة خاصه للتمهيد وتدريب العارضات للسير عبر مسرح العرض بطريقة المحترفين
كان رامز هو من يتولى ذلك الشأن، مع هؤلاء الفتيات الاتى
كُن يستوعبن ما يدربهن عليه بقبول منهن لبعض التحرُشات منه بمفاتنهن، يتغاضين عن ذلك من أجل أن يآخذن فُرص القبول فى العرض النهائى، الى أن دلفت تلك الفتاة، تلهث وهى تعتذر:
آسفه، بس كان عندي محاضرة فى الجامعه وإتأخرت.
نظر لتلك الساعه الأنيقة بساعد يدهُ، ثم لها قائلًا بنبرة حاده بعض الشئ:
المفروض ده أول ميعاد ليكِ عشان تبدأي التدريب على ماشية العارضات عالبيست وقت العرض وجايه متأخرة نص ساعه، أنا مش بقبل أى أعذار.
تحدثت الفتاة برجاء:
متآسفة وأوعد حضرتك تكون آخر مره أتآخر.
تهكم على قولها:
حضرتك دى تقوليها للدكتور بتاع الجامعه، هنا تقولى لى “مستر أو مسيو” رامز…
توقف للحظات ينظر لجسدها بتمعن ثم بإعجاب بجسدها المثالي لعارضة الأزياء، هذا ما غفر لها عنده قائلًا:
أول وآخر مرة هتنازل بس عشان فعلًا، مقاسات جسمك كعارضه مظبوطة،مش زى بعض اللى هنا بتفطر بحلة المحشى وإحنا نكلف جيم عشان تخس الكام كيلو اللى زادتهم قبل العرض،إتفضلي إدخلى غيرى البنطلون الجينز والجاكيت اللى عليكِ وإلبسى اليونيفورم المناسب للتدريب، بسرعه قدامك تلات دقايق مش أكتر،تأخير ثانيه زيادة يبقى…
ردت بتسرُع:
قبل التلات دقايق هكون جاهزة.
بالفعل بعد أقل من ذالك عاودت الى الغرفه بعد أن بدلت ثيابها بذالك الزي الضيق الذى يُبرز جسدها الشبه نحيل شبه خالي من الأنوثه لكن ممتاز لعارضة أزياء
إقتربت من رامز الذى مدحها:
كويس رجعتِ قبل التلات دقايق،إتفضلي خلينا نبدأ التمرين على ماشية البيست.
بدأت بالسير أمامه بطريقه قريبه من تلك الماشيه الخاصه بالعارضات المُحترفات،زاد إعجابه بها لكن لابد من إبراز خبرته،قال بمدح مصحوب ببعض التعديل:
براڤوا، إنت أفضل بنت فى المجموعه بس محتاجه شوية تمرينات، هنبدأ فيهم دلوقتى، أتمني بقية البنات تنتبه للتمرينات دى لأن خلاص قربنا على ميعاد الديفليه والبروڤات وقتها هتبقى على فساتين الديفليه قربي منى.
إقتربت منه وبدأ ببعض التوجيهات الخاصه فعل مثلما كان يفعل مع الأخريات بل أحيانًا كان يزداد العبث بجسدها قصدًا وهى لا تُبالي.
بعد قليل وقف يُصفق لها قائلًا:
كده بريفيكت،أعتقد إنك هتبقى الموديل الرئيسى للعرض الجاى.
بنفس الوقت دلفت شهيرة الى الغرفه،تبسمت وهى تراهن بدأن فى الوصول الى صورة العارضات
رغم رؤيتها لتحرُشات رامز لم تُبالى هى الأخرى طالما لم تشتكي إحداهن،مدحتهن،وقفن ينظرن لها برغبه وامل أن يُصبحن مثلها يومً هى كانت مثلهن الى أن آتت لها فرصه،لكن تحدثت إحداهن بحزن وذكرت إسم شهير لـ مُصمم أزياء وأتبعت قولها بآسف:
الخبر بيقول إن الشرطه لقت جثته فى الڤيلا بتاعته وبقاله يومين تقريبًا ميت.
إنصدمت شهيرة وشعرت بخفقان فى قلبها،إستأذنت وغادرت الغرفه،ذهبت الى مكتبها،دلفت جلست على مقعد الإداره أخفضت رأسها وضعتها بين يديها،تشعر بوخزات قويه فى قلبها،حتى أن دمعه سالت من عينيها،لكن سُرعان ما جففتها بعد أن سمعت صوت فتح مقبض باب الغرفه،رفعت رأسها وأنزلت يديها فوق المكتب،نظرت لـ رامز حاولت إجلاء صوتها كذالك إخفاء مشاعرها قائله:خلصت تمرين البنات.
نظر لها مُتهكمً بسوال يستهزئ بملامح وجهها الواضح عليها التآثُر :
أيه كان لسه عندك مشاعر له،رغم إنه زمان خذلك ورفض يتجوزك بعقد.رسمي ويديكِ الشهرة والسطوة اللى كنتِ بتتمنيها،ولو مكنش آسعد ظهرلك فى الوقت المناسب،يمكن كان زمان زهوة إسم
“شهيرة صفوت”
إختفت زى أى عارضة أزياء بتاخد شهره مجرد وقت بس تظهر غيرها تاخد مكانها بسهوله وتبقى اللى قبلها مجرد عارضة عادية.
نظرت له بغيظ وقالت بغضب:
أعتقد أنت كنت من ضمن إستفاد من جوازى بـ أسعد كان زمانك صايع أو حتى يمكن إنتحرت بعد إفلاس بابا،بسبب جوازى من أسعد بقيت مدير آتلييه أزياء له إسم وشهرة كبيرة،غير البنات اللى بتتحرش بيهم وهما ساكتين،كان زمانك بائس.
جلس على مقعد أمامها وقام بوضع ساق فوق أخرى قائلًا بهدوء:
أنا بعترف بفضلك عليا،بس حبيت أسليكِ الحُزن على المرحوم اللى زمان غدر بيك،بعد ما إتجوزك عُرفي لشهرين ولما بقيتِ حامل رفض ده وأجبرك على عملية إجهاض وإنتِ حامل فى الشهر الرابع مصعبتيش عليه لا إنتِ ولا إبنة،إبنه اللى يمكن لو كان مكتوب له الحياة كان ورث إسمه وكمان ثروته،يا حرااام هتروح للجمعيات الخيريه،يمكن يستنفع بيها اللى يستحق أكتر،يبعتوا له رحمه تغفر له جزء من ذنوبه،أنا بقول بلاه الحُزن ميستهلش،وخلينا نركز فى الديفليه الجاي،ويمكن موته فى الوقت ده ينفعنا هو تقريبًا كان المنافس الأكبر لينا ودى فرصتنا إننا نحول الأتلييه لـ دار أزياء وخط موضه خاص بينا ونبقى توب وان فى مصر.
تبدلت بلحظه ملامحها الحزينة الى أخري مُتطلعه ومتأمله ومتمنية بشدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بالجامعه
قبل قليل
أثناء سير يارا بأحد ممرات الجامعه رأت طاهر يسير مع أحد زُملاؤه ومعهم فتاتان أيضًا، سُرعان ما رسمت بسمه واضحه على وجهها،رغم أن طاهر يراها لكن تجاهل بسمتها له عمدًا وأكمل سير دون النظر لها… شعرت يارا بغضه فى قلبها، حاولت كبت تلك الدمعه بين أهدابها، وتركت صديقتها التى كانت تسير معها، وأخذت قرار تنازلت عن غرورها ذهبت خلف طاهر وقامت بالنداء عليه.
نُطقها لإسمه كأن صداها يدلف لقلبه مباشرةً، فى البدايه تجاهل ندائها، لكن ندائها مره أخرى كذالك ملاحظة زُملاؤه جعله يقف بينما أكمل زملائه سيرهم…
بصعوبه إستدار بجسده ينظر له وهى تقف أمامه قائله بعتاب:
مالك فى أيه بقالك كم يوم مش بترد على رسايلى كمان شوفتنى كذا مره فى الجامعه وفى الكافيتريا وبتتجاهلني، كمان دلوقتي،فوتت فى الممر من جانبِ.
حاول عدم النظر لها وقال بنبرة جمود:
وأنا ليه هتجاهلك كل الحكايه إنى مأخدتش بالى منك،وعامل كل رسايل الموبايل صامت عشان مشغول الفترة دى.
لا تعلم كيف تنازالت وسألته:
ويا ترا كل إشعارات الرسايل عندك صامته ولا رسايلي أنا بس.
إستغرب قولها سألًا:
مش فاهم قصدك،بس أكيد للرسايل كلها،محتاج أركز كمان مشغول بين الدراسه وشُغلِ فى مركز الصيانة،عارفه إنى فى آخر سنه وبينطلب مننا مشاريع تخرج كتير…عن إذنك عندى سكشن عملي دلوقتي ومش لازم أتأخر عليه.
تركها وذهب يشعر بوجع كآن هنالك سكين إنغرس بجزء من قلبهُ.
بينما يارا لم تستطيع كبت دمعة عينيها من تلك الطريقه الجافه التى تحدث بها معها،كآنها لا تعني له أي شئ،لاول مره تشعر أنها لا شئ،هربت سريعًا وخرجت من الجامعه تسير بلا هواده الى أن وجدت نفسها تجلس بحديقه عامه
تنظر الى هؤلاء الأطفال اللذين برفقة أبويهم يلهون ببعض الألعاب البسيطه لكن كانت أصوات ضحكاتهم تُجلجل بسعادة،لما لم تحظى بلحظات مثل تلك،تنهدت تشعر ليتها كان والداها مثل هذاين الابوين البُسطاء لكن بينهم دفئ عائلى هى ولدت لأب لديه زوجه وأبناء من أخرى يقتسم بينهم الوقت،تبسمت لتلك الصغيره التى إقتربت منها وأعطتها جزءً من شطيرة طعامها قائله:
إنتِ قاعدة هنا زعلانه عشان جعانه.
تبسمت بدفئ لتلك الصغيره وأخرجت من حقيبتها قطعة من الشيكولاتة المُغلفه، لكن الصغيرة آبت أخذها،تبسمت لها وقامت بقطع التغليف وقضمت منها قطعه ومضغتها تبسمت لها الصغيره وجلست لجوارها يتشاركان الشطيرة وقطعة الشيكولاتة،وبدأن بالثرثره معًا كآنهن الإثنتين بعمر واحد،شعرت بهدوء،بينما تبسم ذالك الذى غص قلبه بعد حديثه الجاف معها وذهب خلفها،شعر بندم لما يتعامل هكذا،يارا رغم أنها إبنة ذلك المُتغطرس الذى هدد أخته مرات مستقويًا بسُلطته البرلمانيه،شفق قلبهُ عليها لابد أنها تُعانى من زواج والدها بأخرى غير والداتها. ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلًا
منزل أيمن
وضعت سحر طعام العشاء على تلك الطاوله الأرضيه،ثم قامت بالنداء على الجميع الى أن آتوا جميعًا وإلتفوا حول تلك الطاوله… شرعوا فى تناول الطعام لاحظ أيمن عبث سهيله بالملعقه بطبق الطعام الذى أمامها دون أن تآكل، كذالك لاحظت هويدا ذالك تبسمت وقالت بقصد:
بابا عادل قالى إنه حجز قاعة الفرح بعد شهرين ونص.
إستغربت سحر ذالك وقالت بإستفسار:
وليه التأخير ده كل شئ جاهز.
ردت هويدا:
هو ده الميعاد اللى عرف ياخده بسبب زحمة الأفراح الفتره الجايه فى القاعه دى.
ردت سحر:
وهو مفيش قاعات غير دى، كان شاف غيرها كل القاعات زى بعض.
ردت هويدا:
فعلًا، قولت كده بس هو إختار القاعه دى وشهرين ونص مش كتير حتى يكون الشتا قرب ينتهي.
مازالت عين أيمن على سهيله التى تبدوا شاردة، شعر بغصه، بينما قصدت هويدا القول:
كمان تأخير الفرح يكون مر وقت طويل والناس نسيوا موضوع سهيله.
نظرت لها سهيله بعتب ولم تتحدث بينما قال طاهر بدفاع:
وأيه دخل موضوع سهيله فى تأخير فرحك، وبعدين سهيله خلاص خدت براءة واللى يصدق برائتها أو ميصدقش فهو حر شئ يرجعله المهم إنها أخدت البراءة اللى تستحقها من البدايه.
تبسمت سحر لـ طاهر ونظرت لـ هويدا بآسف، كادت هويدا أن تُبرر قولها لكن الجمتها سحر قائله:
بلاش كلام عالأكل خلونا نتعشى فى هدوء.
بعد قليل،إنفض الطعام ونهض الجميع،دخل أيمن الى غرفة سهيله وهويدا،تبسم لـ سهيله قائلًا:
سهيله إعملِ لى كوباية شاي وهاتيها لى فى أوضة الجلوس.
أومأت سهيله برأسها ونهضت قائله:
حاضر يا بابا.
تهكمت هويدا بداخلها أن والدها له غرض آخر من ذلك الطلب والأ كان طلب من والدتهم.
بالفعل بعد قليل دلفت سهيله الى غرفة الجلوس وجدت أيمن يجلس يقرأ إحدى الجرائد الورقيه،تنحنحت قائله:
الشاي يا بابا.
طوي أيمن الجريده ووضعها على الاريكه جواره وتبسم وهو يقول لها:
حُطِ الصنيه عالترابيزه وتعالى إقعدى هنا جنبي عالكنبه.
وضعت سهيله الصنيه وذهبت نحوه جلست جوارهُ،وضع يدهُ على كتفها قائلًا دون مقدمات:
سهيله أنا فكرت فى طلب آصف
وموافق أقابله،بس مش معنى كده إنى موافق على طلب الجواز،لازم أقعد معاها الأول قبل ما أقول قرارى الأخير،وكمان يجي ومعاه أبوه.
فى البدايه إنشرح قلب سهيله لكن خفت قلبها مره أخري بعد إسترسال حديثه، كانت تتمنى أن يُعطيها قرارًا نهائيًا حتى لو كان بالرفض،أفضل ربما ينتهى هاجس الخوف التى تشعر به، تقع بحِيرة بين قلبها أن تفقد آصف وعقلها الخائف من أن يظل شآن ما حدث مع “سامر” عائق بينهم، لكن آصف لا يُعطي لها فرصه لإخباره بما حدث، وكذالك عاود يُلاحقها ويُشغل قلبها وعقلها برسائله وإتصالاته عليها بإلحاح كما كان فى فى السابق
تقبلت حديث والدها بتردُد قائله:
تمام يا بابا.
تبسم لها قائلًا:
اللى فيه الخير ربنا يقدمه.
بعد قليل
عبر رساله هاتفيه أرسلت سهيله رد والدها علي طلب آصف بإيجاز… وإنتظرت رده الذى كان مفاجئًا حين تقبل الأمر ببساطة وأخبرها أنه بالغد سيأتى لمقابلة والدها ومعه والدهُ.
تنهدت براحه ووضعت الهاتف فوق الطاولة وإضجعت بجسدها على الفراش تُغمض عينيها تود أن ترسوا على قرار يُبدل تلك الحِيرة وأيضًا تنهى تلك الهواجس التى تُخيف قلبها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالجيزة
رغم ضيق آصف من رسالة سهيله فهى ليست موافقه نهائية، لكن راوغ فى الرد حتى لا يُثير لديها انه يضغط عليها لقبول الزواج، تنهد بضجر ثم فتح هاتفه وقام بالإتصال على والده الذى سُرعان ما رد عليه وأخبرهُ بضرورة الذهاب معه بالغد الى منزل والد سهيله، وافق على مضض منه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا شهيرة
كانت نائمه فوق الفراش تنظر الى سقف الغرفه شارده قليلًا الى أن شعرت بـ أسعد الذى إضجع جوارها على الفراش،رسمت بسمه برياء،وسألته:
آصف كان بيتصل عاوز أيه؟.
تبسم أسعد قائلًا:
عاوزني أروح معاه بكره البلد عشان خلاص هيتجوز.
ضيقت شهيرة بين حاجبيها وسألته:
ومين بقى اللى هيتجوزها من البلد؟.
رد أسعد ببساطة:
سهيله.
إستغربت شهيرة سأله:
سهيله بنت مين هناك؟.
رد أسعد:
سهيله اللى قتلت سامر.
ذُهلت شهيرة وغرت فاهها بعدم تصديق قائله:
مستحيل،إزاى تقبل بكده،دى قتلت المرحوم سامر ومش بس كده،لاء كمان شوهت صورته انه مغتصب،إزاى آصف يقبل على نفسه يتجوز اللى قتلت أخوه معقول نسى بالسرعه دى،وإنت إزاى توافق طب هقول هو متحكم فيه قلبه،إنما إنت…
قاطعها أسعد باستغراب سألًا:
قصدك أيه بـ أنه متحكم فيه قلبه وبيحبها.
إرتبكت شهيرة وتوهت بالحديث:
وأنا هعرف منين إن آصف بيحب المجرمه دى،بس مفيش تفسير تانى غير كده يخليه يقبل يتجوز اللى قتلت،كمان شُكران هترضى بكده.
تفهم اسعد تفسير شهيرة الخاطئ، وتقبله ببساطه، ثم قال لها
شُكران فعلًا مش موافقه، بس أنا وآصف وموافقين وده الأهم،والموضوع منتهى وكفايه نقاش فيه،أنا ملاحظ كده إنك مزاجك متعكر.
بررت شهيرة ذالك بكذب قائله:
أنا فعلًا مش فى المود، بسبب الديفليه اللى ميعادة قرب حاسه أنى متوترة.
تهكم أسعد قائلًا بإستخفاف:
هو ده أول مره تعملى ديفليه، عادى جدًا، عالعموم خلينا هنا وإنسى أى شئ برة الأوضه دى الليله.
أنهي حديثة بقُبلات يحثها على الإستماع معه تتخيل آخر عاشت معه نفس المشاعر وجنت الخذلان بالنهايه، لكن عوضت خسارتها لاحقًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أكثر من شهر ونصف.
ما بين شد وجذب صد ورد
ها هو اليوم يحصل على ما خطط له وتحمل الكثير وتنازل عن بعض الغرور من أجل أن يصل الى هذه اللحظه، ها هو يقف أمام مرآة غرفته يُهندم ثيابه كـ عريس من أجل أن يذهب الى أخذ عروسه من منزل أبيها، قام بإستنشاق رذاذ ذلك العِطر الخاص به والتى سبق وقالت له أنها لا تهواه تشعر بالغثيان منه سابقًا تخلى عنه بعِطر آخر لكن الليله يفعل عكس ما هى تُريد.
بعد قليل
أمام منزل أيمن الدسوقى
صف آصف سيارته وترجل منها لبضع خطوات ثم توقف قليلًا حتى رأى إقتراب أيمن وسهيله التى تتشبث بعضد يدهُ يُخفي وجهها وشاح أبيض،خفق قلبه بشده كم تمني هذه اللحظه وحلم بها كثيرًا،وها قد آتت لكن ذمه عقله على تلك المشاعر الضعيفه، وأخبرهُ أن هنالك عقاب لكذبها لابد من أخذه أولًا،رسم بسمه هادئه وهو يستقبل يد سهيله من والدها، رغم وجود قُفاز بيدها لكن شعر ببرودة يدها،تغاضى عن ذالك ظنًا أنه ربما بسبب الطقس البارد، سريعًا رفع ذلك الوشاح عن وجهها إستهزأ من نظرة عينيها اللتان كانتا ينظران الى أيمن،الذى تبسم لها بدعم،عاودت النظر ناحية آصف كان لا يرتدى تلك النظارة المُعتمه التى كان يضعها حول عينيه طوال الفتره الماضيه،لأول مره تنظر لعينيه منذ وقت طويل،لأول مره ترا بهن نظرة لا تستطيع تفسيرها،لأول مره تشعر بالبرودة فى قلبها من نظرات عينياه لها،لاحظ آصف نظر سهيله لعينيه…
أحاد بنظره عنها وجذب يدها كى تسير معه نحو سيارتهُ، سارت معه تشعر بزيادة خفقان فى قلبها فتح لها باب السيارة، نظرت نحو وقوف والدها الذى إنضمت له سحر وبرفقتها آسميه تبسمت لهم ورفعت يدها لهم تشير بوداع….
أبتسمت حين أشاروا لها نفس الأشارة… صعدت الى السيارة، لم ينتظر السائق قاد السياره سريعًا نحو سرايا شُعيب كان هنالك حديث مُقتضب بين آصف وسهيله بالسيارة كما أنها لفتت نظره الى أنها تبغض هذا العِطر، تغاضى عن ذالك الى أن دلفت السيارة الى فناء السياره، أمر آصف السائق أن يتوقف بالقُرب من تلك الغرفه الموجودة بالحديقة، توقف السائق، ترجل آصف من السياره وإنحنى يمد يدهُ لها كى تترجل هى الأخرى، بالفعل إبتسمت وهى تضع يدها بكف يده التى شعرت به شبه ساخن عكس برودة يدها كذالك الطقس، ترجلت من السيارة وقفت مُستغربه للخظات توقعت أن تجد والدى آصف يقفان بإنتظارها للترحيب بها كآي عروس لكن تعجبت عدم وجودهم، كذالك وقوفهم بالقُرب من تلك الغرفه الموجودة بالحديقه مُنعزله عن السرايا، رأت إشارة آصف للسائق أن يذهب بالسياره بينما جذبها آصف للسير معه رغم عدم إرادتها الى أن وصلا أمام تلك الغرفه توقف عن السير، وترك يدها وأخرج من جيب مِعطفه سلسلة مفاتيح وضع إحدى المفاتيح بمقبض باب الغرفه وقام بفتح بابها
إستغربت من فتحه لباب تلك الغرفه المزويه بأحد أركان حديقة السرايا ،ودخوله الى داخلها وأشارة يدهُ لها قائلًا بإستهزاء :
واقفه قدام الباب ليه
إدخلي برِجلك الشمال يا عروسه.
شعرت برعشه قويه بجسدها كله، وكآن ساقيها تيبسن ولم تستطيع الحركه، وظلت واقفه مكانها.
زفر نفسه بغضب وخرج من باب الغرفه وقبض بيده على مِعصم يدها وسحبها عنوه خلفه الى أن دخلا الى الغرفه وصفع بساقهُ باب الغرفه بقوه، إرتج صداها بالغرفه، الشبه خاليه، كذالك دب الرعُب بقلبها وهى تتجول بعينيها بالغرفه التي تُشبه غُرف
“العزل الطبي القديمه” التى كانوا يستخدمونها لعزل المرضى النفسيين اللذين يخشون خطورتهم.
فقط يوجد بالغرفه
بعض المقاعد الخشبيه وفراش حديدي يُشبه فراش المشافي متوسط الحجم عليه مرتبه وبعض الوسائد الصغيره، يحتلون جزء صغير من الغرفه التى تُشبه “البدرون”، وباقى الغرفه خالي، كذالك أرضية الغرفه رغم أنها نظيفه لكن أرضيتها تُشبه خرسانة الأسقُف.
إزدردت ريقها الذى جف قبل أن تتحدث، سبقها بالحديث مُتهكمً بجمود وتلذُذ وهو ينظر الى ملامح وجهها الظاهر عليها الرعب:
أيه يا عروسه، أوعي تكون الأوضه مش عجباكِ دي متشطبه ومفروشه وِصايه عشانك.
شعرت بهلع فى قلبها، بلحظه حسمت أمرها عليها الخروج من هذه الغرفه لو ظلت لدقيقه واحده ستختنق رغم شعورها بتبُس جسدها بالكامل لكن إرداة البقاء بداخلها تحكمت وأعطتها قوه واهيه،رفعت ذيل فستانها بيديها، وحاولت السير نحو باب الغرفه بخُطى بطيئه مثل الطفل الذى يسير لأول مره… وكادت تصل الى باب الغرفه، متجاهله نظرهُ الى ضعفها أمامه بتلذُذ وهو يراقب خطواتها البطيئه وكان هو الأسرع حين أصبحت خلف باب الغرفه وكادت ترفع يدها وتضعها على مقبض الباب جذبها من يدها خلفه بقسوه حتى توقفا أمام الفراش ينظر لها وللفراش بتسليه، بصعوبه رفعت وجهها ونظرت لوجهه،ملامحه أصبحت حاده كذالك نظرات عيناه لها تحولت لقاتمه،
إرتعشت شِفاها حاولت الحديث لكن كآن صوتها ضاع.
بينما هو للحظه شعر بنغزه فى قلبه وهو ينظر الى ملامح وجهها الذى فقدت رونقها لكن بنفس اللحظه جاء الى خياله صورة أخيه الأخيره وذالك الضماد الدامي موضوع حول عُنقه.
نفض تلك النغزه بقلبه وحولها الى تجبُر ونظر لها قائلًا بإستقلال :
أيه كنتِ مفكره إنى هتجوزك وتدخلي
لـ”دار شُعيب”
عروسه،إنتِ مقامك هنا البدروم ده،أنا جهزته مخصوص على قد مقامك عندي ولا عشان بقيتي دكتوره هتنسي إنك بنت موظف كحيان.
رفعت رأسها ببطء وعادت تنظر له بخيبه وندم،وحاولت الحديث لكن خرج صوتها مُتحشرًا بكلمات غير مفهومه.
إبتسم بزهو قائلًا بإستهزاء:
أكيد مش هنقضي الليله فى نظرات ملهاش معني ولا لازمه.
قبل أن تستفهم عن سبب كل هذا شعرت بيديه حول عُنق فستانها وسمعت صوت تمزيقه للفستان قائلًا بعنف:
قولتي فى تحقيقات النيابه إن أخويا حاول الإعتداء عليكِ،عندي يقين إنك كدابه وكان إفتراء منك،بس إن كانت المحكمه بتاخد بشويه أدله وسهل خداعها أنا من الليله هيعشك فى سجن تتمني الإعدام يخلصك منه.
لم تشعر بدفعه جسدها لتهوى على الفراش الأ حين أمسك إحدي يديها وألقى تلك الوسائد الصغيره من فوق الفراش على الأرض،وصوت زمجرة شئ معدني،علمت ما هو حين أدخل إحدي يديها وأغلقهُ على معصمه ثم أمسك اليد الأخري وفعل نفس الشئ،تيقن عقلها إنها تلك
“ألاصفاد الحديديه”مثل التى توضع بأيدي السُجناء،والتى وضعت بيديها سابقًا،كانت تود الصُراح علها تجعله يستفيق من غلظة غليلهُ الواضح، لكن حتى هذا غيرقادره عليه، إنحشر صوتها…وهي تشعر به يُكمل تمزيق ثيابها يهزي بوعيد لها قائلًاّ:
أنا بقيد إيديكِ عشان مش هطيق لمسة إيديكِ على جسمي.
كان يتوعد بالقسوه ثم يعود يتحكم قلبه ثواني يهزى بقوة عشقها فى قلبه، لكن هى كل تشعر به وهو ينتهك جسدها بعنف مُبالغ، ودمعه تفِر من عينيه ساخنه تسقُط على عُنقها وهو يهزي بعتاب قاسي قائلًا:
اليوم ده حلمت بيه كتير،كنت بستني الوقت اللى يجمعنا فيه مكان واحد وباب مقفول علينا،كنت بتخيلك أحلى عروسه بالفستان الأبيض،إزاي جالك قلب وقدرتي تدبحي أخويا،وياريت فعلًا دبحتيه،إنتِ دبحتيه بعد موته شوهتي صورته عشان تنفدي من عقاب السجن أو الإعدام، لكن مش هتقدري تنفدي من عقابي.
قال هذا ورفع رأسه عن عُنقها بوعيد ونظر لشفاها اللتان ترتعشان مُبتسمً بسخريه، ثم قبض على وجنتيها بقبضة يده وضغط على شفاها بقوه قائلًا:
شفايفك دول اللى كنت بحلم بطعمهم هما اللى نطقوا بكذب.
قال هذا وإنقض على شفاها بقبلات قويه تترك آثر مدمي…
هزيان… لوم…إعتداء عنيف…إنتقام قاسي
لم تشعر به وهو ينهض عنها كل ما تشعر به فضاء مُعتم وآلم يُشبه خروج الروح من الجسد،هى فعلًا كذالك تموت بالبطئ،داخل عقلها تظن أن ما تشعر به ليس سوا كابوس لو فتحت عينياها سينتهي كل هذا الآلم،
بالفعل حاولت فتح عينيها لكن عينيها لا تستجيب لها هنالك هاتف آخر برأسها يقول لها يكفي مقاومه
“إستسلمي وإرحلي”.
بينما هو نهض عنها وإتكئ بظهره على العمود الآخر للفراش وبصق طعم تلك الدماء التى يشعر بها فى فمه،يشعر بالتقزُز من نفسه ومن ما فعله،نظر نحو وجهها ورأى ذالك العرق الغزير الذى يتصبب منها يُخفي ملامح وجهها،حتى عينيها أهدابها فقط ترمش كآنها تحاول فتحها،وشفاها المتورمه ترتعش،نظر نحو يديها الموضوعه بالأصفاد تنزف دماء،إقترب من تلك الأصفاد وقام بفتحها إرتخت يديها البارده مثل الموتي… فجأه شعر بإنخلاع فى قلبهُ حين سقطت عيناه على الفراش الذى تحول لونه الى دموي رأي دمائها تنزف وهى تُشاحب الموتى… شعر كآن صاعقة بارود تضرب جسده بالكامل لكن
لم يكن القرار صعبً عليه
أيتركها تنزف حتى تتصفى آخر قطره من دمائها قصاصً لما فعلته وشوهت صورة أخيه المغدور…
أم ينقذها، لا هو لم يكُن يتمنى أن يراها بهذه الصورة أبدًا، فقط أراد القصاص
إتخاذ القرار كان سهلًا سينقذها…ربما إنتهي الآن القصاص
القصاص الذى وضعهم الإثنين بين حجري راحا…سحقت قلبيهما ولم يتبقى منهما سوا فتات عشق سفكهُ بحماقة قسوة إنتقام بلا وعي وغياب ضمير قاضي برتبة عاشق أحمق.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق مهدور)