رواية عشق مهدور الفصل التاسع 9 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق مهدور الجزء التاسع
رواية عشق مهدور البارت التاسع
رواية عشق مهدور الحلقة التاسعة
﷽
#فصل_التاسع💔#عشق_مهدور
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ليلًا
بعد مرور ثمانية أشهُر
تبدلت المواسم من الشتاء، وها هو الصيف يقترب على الرحيل يُنذر أحيانًا بنسمات خريفية.
بمنزل أيمن ليلًا
على تلك الحشائش النديه الصغيرة بتلك الحديقه الصغيرة المُلحقه بالمنزل، كان يضجع بظهره على جدار المنزل يرفع رأسه نحو تلك النجوم المُتراصه بالسماء التى مازالت صافيه، شارد بـ سهيله إبنتهُ الرقيقه المسجونه منذ ثمانِ أشهر بين جُدران مُعتمه،يعلم أنها لا تخشى الظلام،لكن لديها رُهاب الأماكن المغلقة، حتى أن ذلك دائمًا ما كان يُسبب شِجار بينها وبين هويدا، كانت سهيله أحيانًا كثيره تترك لها الغرفه وتنام على أحد أرائك غرفة المعيشه، أو تمتثل هويدا غصبًا وتترك باب الغرفه مواربًا،تنهد قويًا يشعر بغم…بنفس اللحظه وضعت سحر أمامه صنيه صغيرة عليها كوبان من الشاي،وقالت بحُزن:
الطقس بدأ يتغير،الخريف راجع تاني،قلبي بيوجعنى أوى يا أيمن،سهيله مش عارفه عملت أيه عشان يبقى جزائها تتحبس فى زنزانه من أربع حيطان مع المجرمين وأرباب السوابق أنا كل ليله بفكر هى حالها أيه ،أنت عارف أنها بتخاف من الأبواب المقفوله،قلبي حاسس إنها مش بخير،ومعرفش ليه النيابه مرضيتش تطلعها بكفاله حتى كانت تتحاكم وهي بره السجن،صحيح خيرًا تعمل شرًا تلقى هى قالت الحقيقة من الأول،والله من كام يوم قابلت صفوانه بالصدفه وأنا راجعه من عند أمى،إتكسفت أبص فى وشها أو أكلمها،بس هى والله هى اللى قربت منى وكلمتني،وكنت عاوزه أسالها عن الحجه شُكران،بس خوفت تفهمني غلط،بس هى لمحت لى إنها مع الوقت بتتقبل وربنا مديها صبر فى قلبها،وكمان هتروح تحج وتاخد معاها صفوانه،ربنا يخفف على قلبها، فُراق الضنا نارهُ فى القلب مش بتبرد،بس ربنا يصبرها،وكمان يصبرنى على غياب بنتِ المسكينه اللى مستقبلها ضاع،ويا عالم هترسى على أيه،أنا خايفه القضيه كانت محجوزه للحُكم وخلاص الجلسة فاضل عليها أربع أيام.
زفر أيمن نفسه يشعر ببؤس من حاا إبنتهُ، لكن رغم مشاعرهُ المُتآثرة، حثها أن تتمسك بأمل يود أن يصدق هذا الأمل:
إن شاء الله خير،المحامى طمني وقالي عنده أمل إن سهيله تاخد حُكم مُده مش كبيره بعد ما النيابه سجلت القضيه دفاع عن النفس.
آمنت سحر على قوله بتمني:
يارب القاضى يكون عنده رآفه فى قلبه.
تنهد أيمن قائلًا:
مفيش قاضى فى قلبه رآفه يا سحر ده مش جلسه عُرفيه،ده جلسة محكمه وليها بالأدله.
قبل أن تتحدث سحر،سمعوا صوت هتاف قوى يمُر من أمام منزلهم،كذالك سمعوا فتح ذلك الباب الحديدي،ودخول طاهر يتشاهد قائلًا براحه:
الحمدلله أخيرًا وصلت لباب البيت،أيه الزحمه دى البلد كلها بره بيوتها.
تبسم له محمود قائلًا:
ده تجمُع لزوم الدعايه الإنتخابيه.
تنهد طاهر قائلًا:
هو مش المفروض أول يوم فى الإنتخابات خلاص بكره، والليله يبقى فى صمت إنتخابي.
رد أيمن بسخريه:
آه ما هو المُرشح بيبقى صامت لكن أتباعهُ وحبايبهُ لازم يجملوه ويشدواة من أذر الأهالى عشان ينزلوا ينتخبوه…ربنا يوفق اللى يصلح حال البلد
ردت هويدا وهى تنزل درجات السلم:
ده تجديد نصفي للإنتخابات وأكيد محسوم إن آسعد شُعيب هو اللى هيفوز،كل اللى بيحصل ده بروباجندا مش أكتر،أنا نفسي هروح بكره لجنة الإنتخابات وأعطي صوتى له.
نظر لها طاهر بآسف قائلًا بلوم:
أنا عن نفسى المفروض لأول مره يحق لى أنتخب،بس مش هروح ولا هنتخب أى مُرشح مش مُقتنع بيه،وبالذات أسعد شعيب،طبعًا إنتِ مشفتهوش فى آخر جلسة محكمه
وهو بيهدد سهيله إنها حتى لو خدت براءة من المحكمه هو مش هيخليها تتهنى بيها،الراجل ده حسيت إنه منافق وعكس الصوره اللى بيحاول يجملها قدام أهل البلد أنه بيدور لهم عالمصلحه وبيجيب لهم الخير، ويستحق يمثلهم عند الحكومه، كفايه أنه متجوز إتنين،معرفش الإتنين قابلين إزاي،طبعًا قادر يسيطر عليهم،مش عارف إزاى بيتعامل مع ولاده من كل واحده فيهم،أنا مكنتش أعرف حد من ولاده غير سامر…وكمان آصف وآيسر غير كده معرفش بقية ولاده التانين،والله بشفق عليهم من أب زى ده يمكن أكيد ميعرفهمش من بعض.
ردت سحر بنفي:
لاء صفوانه مره قالتلى إنه معندوس أغلي من ولاده من نسوانه التلاته وكمان على تواصل مع البنتين اللى أمهم ماتت الاتنين متجوزين إتنين أخوات ولاد عضو مجلس شعب صاحبه، وعايشين فى مصر،وعالدوام واصل الود معاهم.
أخذت هويدا الحديث من سحر وقالت ببساطة:
وفيها أيه لما يكون متجوز إتنين طالما عادل بينهم،كمان أنا شايفه إن الحجه شُكران عالدوام مريضه وهو من حقهُ يلاقى اللى بصحتها تكون واجهه له قدام زُملاؤه بقية أعضاء مجلس الشعب،ومش معنى إنه هدد سهيله فى المحكمه يبقى شخص سيئ،ناسى إن اللى سهيله قتلته ده يبقى إبنه.
نظرا كل من أيمن وسحر لها بضيق وعتاب،بينما قال طاهر بيقين:
سهيله متقلتش سامر،والمفروض إننا أخواتها وندافع عنها اللى يسمعك يقول خلاص صدقتِ إن سهيله مجرمة.
إرتبكت هويدا وشعرت بخزي وقالت بتبرير مُبطن:
آه طبعًا،أنا مقصدش والمثل بيقول أنصر أخاك ظالمً أو مظلوم.
رمقها طاهر بآسف قائلًا:
سهيله مظلومه.
أومأت هويدا رأسها بتوافق دون إقتناع وتهربت قائله:
أنا هروح أنام عندي بكره شغل مهم فى البنك تصبحوا على خير.
أومأ الجميع لها برأسهم وردوا عليها بود، رغم إستيائهم من طريقة حديثها عن سهيله،
بينما جلس طاهر جوار أيمن أرضً ونظر الى أكواب الشاي وجذب كوب وقام بإرتشاف بعض قطرات منه قائلًا:
أنا مدوقتش طعم الزاد طول اليوم.
نهضت سحر تنظر له بعتاب قائله:
إتلهيت فى الشغل طبعًا ونسيت تاكل زى العادة.
أومأ لها طاهر برأسه قائلًا:
هو ده فعلاً اللى حصل، وكمان أنا بحب أكل من إيديكِ الأكل له طعم تاني.
تبسمت له بحنان قائله:
دقايق هروح أجيبلك تاكل.
أومأ طاهر برأسه ونظر فى آثر سحر حتى دلفت الى داخل المنزل، عاد بنظرهُ الى طاهر وأخرج من جيبه مبلغ مالى ومد يدهُ به لـ أيمن قائلًا:
خد يا بابا، أنا قبضت من مركز الصيانه اللى بشتغل فيه، أدي للمحامى أتعابهُ.
نظر أيمن الى ذلك المبلغ وربت على يد طاهر بحنان قائلًا:
خلي فلوسك معاك ياطاهر بكره تحتاجها وأنت فى الدراسه تشتري كُتب ومستلزمات الجامعه، ناسى إنك هتبقى فى آخر سنه فى الكليه، وهتحتاج لمشاريع تخرُج وهتتكلف، يمكن وقتها أكون أنا مش معايا فلوس، النهاردة الحمدلله أنا دفعت للمحامي أتعابهُ،سحر كانت عامله جمعية عشان نبقى نكمل بها بقية جهاز هويدا، والفرح خلاص إتأجل ميعادهُ،أهو كويس نكون عملنا جمعية تانيه ونقدر نتصرف بيها…كفايه إنك شايل مصاريفك عني وبتشتغل جنب دراستك،غير كمان إنت اللى بتشجع رحيم إنه يكمل فى ممارسة البوكس والتايكوندوا فى النادي وبتدفع مصاريفهم الكتير.
تبسم طاهر وهو ينحني يُقبل يد أيمن قائلًا بإمتنان:
بابا إنت اللى فى البدايه وجهتني إنى أتعلم شغل الصيانه لما لقيت عندي هواية تصليح التلفزيونات وكمان الموبيلات حتى إنت اللى كنت بتدفع تمن الكورسات اللى كنت باخدها فى مركز الصيانه، وبسبب شطارتى فى الكورسات دى إشتغلت معاهم فى نفس المركز غير كمان بيجلي شغل تانى بعيد عنهم، أهو بسترزق.
تبسمت له سحر التى آتت بصنية طعام متوسطه وضعتها أمامه وجلست جوار أيمن تنظر له بمحبه قائله:
ربنا يوسع رزقك بالحلال دايمًا.
تبسم طاهر وهو ينظر الى ذلك الذى دلف الى المنزل وقام بإلقاء تلك الحقيبه الرياضيه أرضًا كان يشعر بإنهاك لكن حين وقع بصرهُ على الطعام نسي ذلك وهرول سريعًا نحو صنية الطعام وبدأ يقتات منها بلهفه
حذرهُ بمرح:
كُل بالراحه محدش هيحوش عنك الأكل، إنت جاي من مجاعة المفروض كنت تغسل إيدك قبل ما تاكل.
لم يرد رحيم وإستمر فى تناول الطعام.
رغم غصات قلب سحر لكن تبسمت له بحنان وقالت:
كان قلبي حاسس إن هترجع من مركز الشباب جعان وعملت حسابك وجبت لك أكل مع طاهر.
رفع رحيم رأسه ونظر لـ سحر قائلًا برجاء:
والنبي ياماما خلي قلبك يحس برجوع سهيله تانى للبيت عشان هى وحشتني أوى.
ردت سحر بأمنيه تخرج من قلبها:
إن شاء الله سهيله هترجع للبيت تاني قريب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ سرايا شُعيب
بغرفة المكتب
تداول آسعد مع أحد مُساعديه سير الدعايه الإنتخابيه… تنهد بهدوء قائلًا:
تمام كده، بكره خلاص بدأ الجوله النهائيه مش عاوز مفاجأت.
رد مُساعده:
إطمن يا باشا المنافسه سهله الخصم تقريبًا مالوش أى شعبيه قصاد شعبية ساعتك، النجاح مضمون.
أومأ له أسعد برأسه قائلًا:
تمام،إنت عارف إن ده وقت الصمت الإنتخابي،وإنى المفروض كل الدعايه تتوقف.
تبسم المساعد قائلًا:
حضرتك إحنا ساكتين ومُلتزمين بالصمت،الأهالى هما اللى حابين يعبروا عن محبتهم لسيادتك.
نهض أسعد واقفًا بثقه قائلًا:
تمام،نتقابل بكره قدام لجنة الإنتخابات،عاوزك تنبه عالرجاله مش عاوز شغب مع المُرشح المنافس،هو شخص إستفزازي،وعارف مقدمًا إنه مش هيقدر عالمنافسه قصادي وممكن يلجأ للشغب.
رد المُساعد:
متقلقش يا باشا،أنا منبه عالرجاله مهما عمل أو قال هو يطنشوا.
صافح أسعد المساعد الذى غادر المكتب،بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،جذبه من فوق المكتب ونظر الى شاشته،وقام بالرد بعد التحيه سمع الآخر يقول له:
بتصل على حضرتك أفكرك إن قضية المرحوم سامر بيه بعد أربع أيام ودى جلسة النُطق بالحُكم،عشان اعرف حضرتك هتحضر الجلسه زى الجلسات اللى فاتت.
سهم أسعد للحظات ثم زفر نفسه بغضب وفكر قائلًا:
لاء أنا مش هحضر الجلسه دى إنت عارف إن اليومين الجاين هبقى مشغول فى الإنتخابات واللف على دواير المركز وكمان نتيجة الإنتخابات، بس طمني ممكن القاضى يحكم ولا يآجل القضيه تاني.
رد المحامى بتوضيح:
معتقدش هيبقى فى تآجيل تاني، القضيه تعتبر مؤجله من الدوره القضائيه اللى فاتت وإحنا فى أول الرول، والقاضى هيبقى عاوز ينهي القضيه عشان لو فى إستئناف.
نفخ آسعد وجنتيه بغضب ثم زفر نفسه سائلًا:
ومتوقع القاضي هيحكم عليها بأيه؟.
إزدرد المحامى ريقهُ قائلًا:
هو فى ثوابت وظوابط قانونيه لنوعية الجرائم دى
بس أحيانًا الحُكم بيختلف من قاضى للتانى، حسب رؤيته للقضيه، بس بناءًا على أقوال المتهمه والحيثيات، بصراحه مش متوقع حكم القاضي، بس أكيد هتاخد حُكم مُخفف،كم سنه فى السجن.
إغتاظ آسعد قائلًا بغضب:
قصدك ايه بحكم مخفف كم سنه؟.
رد المحامى:
ده قوانين يا أفندم،وإحنا ممكن نطعن فى الحُكم بعدها لو مكنش يرضي ساعتك.
زفر آسعد نفسه يشعر بغليل قائلًا:
لو بأيدي عاوز ليها الإعدام فورًا،بس تمام خلينا ورا القانون نشوف هيوصلنا لأيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ شقه خاصه بالقاهرة
زفر آصف دخان تلك السيجاره التى بيده ثم جذب ذلك الملف وقام بفتحه وقراءة محتواه يُدقيق
بكل حرف يقرأوه، أثناء تدقيقه صدح رنين هاتفه، جذبه من أمامه وتبسم حين رأي إسم أيسر، وضع بقايا السيجارة بالمنفضه ثم قام بالرد عليه قائلًا:
الساعه دلوقتى عندك كام فى “ستوكهلم”.
تثائب آيسر ونظر الى ساعه موجوده بالغرفه قائلًا:
ياعم فرق التوقيت بين ستوكهلم ومصر هو ساعه يعنى الساعه هنا دلوقتي تسعه ونص عندك فى مصر عشرة ونص،يعنى لسه الليل فى أوله.
تهكم آصف قائلًا:
الليل فى أوله بالنسبه لشخص فاصي زى جنابك مقضيها طيران من بلد لبلد تانيه، أنت مش كنت مكلمني من يومين إنك فى سويسرا، الصبح تبعتلى رساله إنك فى السويد.
تبسم آيسر قائلًا:
الحق عليا بقولك على تحرُكاتي عشان أجيبلك هديه من كل بلد أنا بروحها،معايا ليك علبة شيكولاته سويسري هتنسيك السجاير اللى بتحرقها وتضر صحتك،شيكولاته ماركه أصليه.
تهكم آصف قائلًا:
ومين بقى اللى جابت لك علبة الشيكولاته دى،وأيه كان المُقابل قصادها.
ضحك آيسر قائلًا:
لاء إطمن أخوك عنده حدود،هما بوستين بس،بس والله البت صعبت عليا أوى كان نفسها فى ليله مُميزه وشموع ورقص،بس أنا قلبي حنين رقصتها لحد ما أتهدت ونامت.
ضحك آصف قائلًا:
لاء محترم،يا بني توب عن اللى بتعمله ده،تعرف أنا نفسى تقع فى بنت تعلمك الأدب.
تنهد آيسر بإشتياق قائلًا:
والله أنا كمان نفسي،نفس أشوف بنت وتعلم فى قلبي،بس لحد دلوقتي كلهم مفيش واحده فيهم ملت عيونى،وعلمت فى قلبي،أهو بتسلى،يمكن فى يوم تظهر نجمة حياتي…نفسى أعيش إحساس الحب الشوق واللوعه.
على ذكر “الحب الشوق اللوعة”
شعر آصف بنغرات قويه فى قلبه لكن قاوم ذلك قائلًا:
على فكره بابا كان زعلان منك،وقالي بدل ما كان يسافر يصيع فى أوربا كان وقف جنبي فى الإنتخابات حتى يظهر قدام الناس إن عنده رجاله.
رد آيسر:
هو كده كده ضامن ينجح، مفيش مُرشح يقدر يسد قصاد سطوته، وكمان
أنا ماليش فى لعبة السياسه والإنتخابات، أنا مصدقت خلعت من المدرسه العسكريه اللى كنا فيها، والنظام العسكري اللى كله أوامر،أنا مش زيك مقدرش أتحمل أبقى مُلتزم بقوانين صارمه،أنا بحب الحريه، وبعدين سيبك من موال الإنتخابات، إنت مش مُنتدب السنه دى فى محكمه فى القاهرة، قولى ليه ساكن فى شقه خاصه، ورغم إنك المحكمة اللى مُنتدب فيها قريبه من الڤيلا اللى عايش فيها بابا،مع حرمه المصون شهيره.
تهكم آصف بسخريه قائلًا:
هى المحكمة فعلًا قريبه من الڤيلا،بس أنت عارف إن أنا والليدى شهيره مش بنطيق كلمة لبعض،وأنا بكره سماجتها،ومقدرش أتحملها عاوز الهدوء عشان أركز فى القضايا،والشقه بالنسبه لى مُريحه جدًا وفى منطقه هاديه.
تبسم آيسر قائلًا:
فعلًا البُعد عن الليدي شهيره غنيمه،يلا بقي كفايه رغى عندي راندڤوا مع موزه سويديه ومحتاج أبقى دماغي رايقه،أشوفك بعد يومين فى مصر يكون موال الإنتخابات ده خلص.
تبسم آصف وهو يُغلق الهاتف وقام بوضعه أمامه على المكتب،ونهض للحظات ثم عاد يضع كوبً من القهوه الداكنه على الطاوله أمامه وجذب علبة السجائر وأشعل إحداها،نفث دخانها،وجذب ذلك الملف مره أخري عاد يُدقق به،حتى إنتهي وأخذ القرار مع نهاية إحتساؤهُ لكوب القهوة،جذب تلك الحقيبه الصغيره الخاصه بالملفات وقام بفتحها وجذب الملف وكاد يضعه بالحقيبة لكن توقف حين وقع بصرهُ،على ذاك الملف الموجود بالحقيبة،،قام بجذبه ووضعه على المكتب أمامه ثم ترك الحقيبة والملف الآخر،للحظات تردد فى فتح ذاك الملف لكن مُرغمً من قلبه،شعور جعله يفتح الملف،شعر بوخزات قويه فى قلبه حين وقع بصرهُ على تلك الصورة الملصوقه بأعلى أول صفحة بالملف
بتلقائيه وضع يدهُ على تلك الصورة كاد يتلمسها،لكن شعر بمشاعر مُتخبطه ومتناقضة
بين إشتياق ولوم
لكن غلبت مشاعر الغضب لديه وتحجرت عيناه وهو يحاول تغاضي النظر لتلك الصورة البريئه عكس حقيقة صاحبتها،طوى الصفحه وبدأ بقراءة الملف الى أن إنتهى أغلقهُ مباشرةً،يشعر بغضب يتوغل الى قلبه،بخبرته القضائيه توقع حكم القاضي فى تلك القضية بناءً على ما هو أمامه من أدله وحيثيات،لكن إتخذ قرار آخر برآسه لن يدع تلك الجلسة القضائيه تفوته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى داخل إحد لجان الإنتخابات بالبلده كانت هويدا
تقف بمكان قريب تستطيع منه رؤية القادمين للإدلاء بأصواتهم،بترقُب منها تتمنى أن يتحقق ما تود الوصول إليه
شعرت بإنشراح حين تحقق ما أرادته ها هو آسعد يقترب للدخول الى مقر الإنتخابات… حسمت أمرها وإستجمعت ذكائها مع نِفاقها، ورفعت صوتها تُجاهر بالقول تحاول إقناع الواقفين للإدلاء بأصواتهم:
يا جماعه إنتخبوا'”المهندس آسعد شُعيب”هو أفضل شخص يمثلنا فى البرلمان،كلنا شايفين إنجازاته فى البلد،وتطويرها، مش بس مساهمته فى تطوير البنك الزراعي،لاء وكمان طور فى مدارس البلد حتى المدرسه دى اللى بتتم فيها الإنتخابات هو اللى طورها،عشانكم وعشان أولادكم يلاقوا رفاهيه،هو قلبه دايمًا على مصلحة البلد،أقل شئ نقدمه له ونشكره بيه إننا نعطي له صوتنا الإنتخابي.
هلل بعض الموجودين بالمكان بإسم
آسعد الذى دلف الى المقر وسمع حديث هويدا التى كانت تقصد ان تُعطي لها ظهرها حتى لا يظن أنها تعمدت قول ذلك حين رأته،لكن سُرعان ما أدارت وجهها له،بعد تهليل الناخبين له،إقترب أسعد منهم بود ظاهري،لكن عيناه كانت مُنصبه على هويدا التى يعلم كنيتها جيدًا هى أخت قاتلة أحد أبناؤه،لكن فكر عقلانيًا،حتى إن كانت أخت القاتله فهو لن يأخذها بذنب غيرها،إقترب منها وإنحني قليلًا وهمس لها:
مُتشكر جدًا،ممكن تستنيني بره اللجنه خمس دقايق بس على ما أحط أنا كمان صوتى الإنتخابي.
أومأت رأسها تدعي الإهتمام قائله:
بالتوفيق.
بعد عدة دقائق،بزاويه قريبه من فناء أمام ذاك المقر الإنتخابى،إقترب أسعد من مكان وقوف هويدا التى كانت ترتدي نظارة شمسيه،
وقف آسعد صامتً للحظات،إدعت البراءة وقالت:
أنا عارفه إنى أختي تستحق العقاب،أنا مش عارفه إزاي جالها قلب تقتل إنسان حتى لو كلامها صحيح إنه حاول يعتدي عليها…كان أبسط شئ صوتت وهو وقتها مكنش هيغصبها،بس أختى يظهر دراستها للطب حجرت قلبها وخلتها تسفك دم إنسان.
لم يهتم أسعد بقولها،كان رده نظرة إعجاب منه لها،يري بها صورة أخرى لفتاة بالماضى عشقها،لكن سُلبت منه مرتين.
توقف الإثنين يتحدثان دون ملاحظة عادل الذي رأهما أثناء دخوله للإدلاء بصوته… تهكم بسخريه، رغم شعورهُ البغيض إتجاهما الإثنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهرة
بـ آتلييه خاص بالأزياء
كانت شهيره تجلس برفقة أخيها “رامز”
يتحدثان حول الترتيبات النهائيه لذلك العرض الخاص بمجموعة الأزياء الجديدة
سمع الإثنين طرقً على باب المكتب سمح له بالدخول
دلفت فتاة ليست صاحبهة جمال فائق، مقبولة الملامح لكن تمتلك جسد طويل ورشيق كما ينبغي مثل عارضات الأزياء… نظر لها رامز بنظرة وقحه
شعرت الفتاة بتلك النظره لكن لم تُبالي فهى هنا من أجل أن تنال العمل كـ عارضة أزياء
بينما نظرت لها شهيرة بتمعُن سائله:
إنتِ “نوران”
أومأت الفتاة برأسها قائله:
أيوه أنا مدام أمل كلمتك عني.
نظرت لها شهيرة سائله:
تمام، مدام أمل قالتلى إن عندك خبرة فى عروض الأزياء.
أومأت الفتاة برأسها…بينما قال رامز:
تمام تعرفى طبعًا إن فى ماشيه خاصه لعارضات الأزياء عالبيست
” Cat walk ”
ياريت تمشيها دلوقتي قدمنا.
إستجابت الفتاة لذالك سارت بالمكتب ذهابً وإيابً بغنج مثل العارضات
كانت عيناه تفترس كل ذره بجسدها،قام بالتصفيق لها بتشجيع قائلًا بحماس:
لاء واضح فعلًا إنك مش مبتدأه،لاء مُتمرسه.
إبتسمت الفتاة قائله:
من صُغري بحب أتفرج على عروض الأزياء وكمان كنت بركز فى مشية العارضات عالبيست.
غمز رامز لها بوقاحه قائلًا:
تمام كده بس لازمك شوية فنيات بسيطه وأنا هعلمهالك وإن شاء الله هتبقى سوبر موديلز.
تبسمت الفتاة بإنشراح تنظر الى شهيره سائله:
أفهم من كده إن حضرتكِ وافقتِ إنى أكون من ضمن الموديلز اللى بيشتغلوا تبع الآتلييه.
تضايق رامز من سؤال الفتاة لـ شهيره كآنها تُلغي وجوده،تعصب قائلًا:
أنا هنا المسؤول عن العارضات،ولو مش شايف فيكِ مميزات العارضة
صدقني بعد الموقف ده كنت أبسط شئ طردتك،بس عشان شايف الموهبه زائد كمان جسمك مليكان،هتغاضي عن قلة الذوق دى.
إرتبكت الفتاة قائله:
متآسفه حضرتك بس.
تنرفزت شهيره قائله:
خلاص محصلش حاجه،شغلك مع مستر رامز،العرض فاضل عليها فتره بسيطه،ومش عاوزه أى أخطاء،دلوقتي إتفضلى روحى لمكتب الإستعلامات الموظفه اللى فيه هتديكى مواعيد تدريبات العارضات.
وافقت الفتاة وغادرت المكتب بينما عيني رامز مازالت تنظر لها،إستهجنت شهيره على رامز قائله:
رامز بحذرك بلاش حركاتك دى مع العارضه دى بالذات،أمل ليا معاها شُغل كتير وأهم زبونه تقريبًا للآتلييه والبت دى تقريبًا قريبتها،وكمان مش جميلة أوى ولا جذابه،ولا إنت خلاص نظرك راح من البص عالبنات.
توتر رامز قائلًا بتبرير:
أنا أكتر واحد فاهم فى شعل العارضات كويس وبعرف اتعامل معاهم،وإطمني النوعيه دي بتبقى مركزه على هدف معين ومش فى دماغى أوصل للهدف ده دلوقتي.
تهكمت شهيره سائله:
وأيه هو الهدف ده؟.
رد رامز:
نفس هدفك زمان مع آسعد،النوعيه دى مش بتفكر غير بعقلها وبس إزاي توصل لهدفها مش مهم الطريقه،حتى لو تخلت عن حلمها كـ عارضه عالميه مقابل إن يبقى لها إسم تانى فى مجال الشُهرة والنجوميه…وتبقى سيدة مجتمع راقيه،لأنها عارفه إن شغلها كـ عارضه مرهون بفترة قصيرة،وهتيجي غيرها تاخد نفس الشهره ويمكن أكتر،فتعوض ده بإنها توقع اللى يوصلها لهدفها وتفضل ايقونه مشهورة علطول فى الصدارة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين
ليلًا
بظلام تلك الزنزانه
كانت سهيله تجلس القرفصاء تدفن وجهها بين ساقيها تشعر بأنها مثل التائهه بالغد لديها جلسة بالمحكمه لا تعلم ماذا سيكون مصيرها
هل سيستمر بقاؤها سجينه لمدة أطول من ذالك، هل ستبقى بهذه الزنزانه ام سيتم تحويلها لسجن آخر أكبر، تقضي فيه بقية عقوبتها على ماذا لا تعرف لما هذا حدث لها ذلك، مستقبلها ضاع، هل سيضيع شبابها أيضًا فى زنزانه بين مُعتادِ الإجرام…
بأوج أفكارها المُعتمه كان هنالك صوت ربما أعطي لها جزءً كبير من الأمل، هو صوت المذياع الخاص بإحدي السجينات معها، كان يقرأ آيات من “القرآن الكريم”
شعرت بهدوء وراحه فى قلبها،تمددت فوق الفراش،تشعر بوجود أمل قد يُنقذها من براثن ذالك اليآس…حاولت إغماض عينيها
لوقت قليل لم تنعس،لكن تشعر براحه نفسيه،لكن فجأة شعرت كآن هنالك من تمددت جوارها على الفراش،ليس هذا فقط بل كادت أن تلمس جسدها،إنتفضت سهيله سريعًا من فوق الفراش، وذهبت نحو ذر الإناره ونظرت لتلك الراقده فوق فراشها قائله بإستهجان:
فى أيه.
لم تخجل الأخري وجاوبت بفجاجه:
فى أيه يا حلوه إحنا بنتسلى.
نظرت سهيله بذهول قائله:
بنتسلي،بنتسلى بأيه،إنتِ إزاي تفكرى فيا بالشكل ده،وكمان إزاي مش مكسوفه من نفسك،ولا هتنكسفِ ليه أساسًا وإنتِ بتشتغلي فى الدعارة فمش فارق معاكى لا أى أخلاق ولا دين،ولا ستات من رجاله.
تعصبت تلك المراه ونهض من فوق الفراش تقترب منه تنظر لها بسخط وقالت بإستقلال:
مفكره نفسك ست يا بت،أنت مش شايفه جسمك مفيش فى ريحة الانوثه،إنتِ شبه عود الحديد.
رغم رجفة قلب سهيله لكن إدعت القوه كي تُرهب تلك القذره وتبتعد عنها قائله بغضب:
ولما أنا شبه عود الحديد ليه جايه لى لعند سريري،إبعد عني،إنت مفكرة إنى جايه فى قضية شيكات بدون رصيد،أنا هنا فى قضية قتل،وكمان زيادة معرفه أنا دكتوره وسهل أشوف الدم قدامى ولا يتهز فيا شعره،لمي نفسك وعندك فى الزنزانه اللى قابلين بقذارتك يبقى تبعدي عني أفضلك.
للحظه إرتجفت تلك المرأة وشعرت بالرهبه،لكن قالت بوقاحه:
يعني بتعترفي إنك قتلتِ،طب ليه يا حلوة تلوثى إيدك بالدم،وبعدين أنا غلطانه الحق عليا كنت هسليكِ وهخليكِ تنسي الواطي اللى كل ليله تهمسي بإسمه وإنتِ نايمه،مالكيش فى الطيب خليكِ كده عايشه فى بؤس وإحلمِ باللى باعك ويمكن هو السبب إنك هنا فى السجن.
نظرت سهيله لتلك المرأه بسُحق لكن حاولت السيطرة على غضبها،وعادت تجلس على فراشها تضم ساقيها لصدرها،تسيل دموعها تحاول كتم صوتها تترجي أن يرفق بها القدر بالغد وتخرج من ذالك المكان البائس قبل يؤد بداخلها إنسانيتها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح اليوم التالى
بالمحكمه
وسط تجمع إعلامى لبعض القنوات الفضائية وبعض المواقع الالكترونيه،مثلما يحدث،لكل جلسة من جلسات تلك المُحاكمه الخاصه بالطبيبه التى قتلت زميلها،بين مؤيد ومعارض،كذالك ذُكر أن القتيل كان إبن أحد أعضاء مجلس الشعب،الذى لم يستخدم سطوته وترك القصاص للقانون،كذالك ذُكر أن القتيل كان زميل دراستها،وهى غدرت به
بفناء المحكمه
دلف آصف بسيارته وصفها بمكان خاص بالسيارات، رأى دخول سيارة الترحيلات الآتيه ببعض السيجينات، إنتظر ينظر لتلك السياره وهي يترجل منها نساء واحده خلف أخرى مُقيدة أيديهن بأصفاد حديديه، لم يهتم لرؤيتهن فهذا ليست أول مرة يرى ذالك، لكن شعر كآن سيخ مُلتهب أصابه فى قلبه مباشرةً حين ترجلت من تلك السيارة سهيله،
رأى دفع إحدى المُرافقات لها بقوه وكادت تسقط أرضًا لولا أن أمسك بيدها أحد العساكر الموجودين بالمكان، يحاول إبعاد مراسلين تلك القنوات من الوصول لها ، رغم أسئلتهم الفجه بعض الشئ لها، إلتزمت الصمت غُصبانيه.
طغي علي آصف شعور بالغِيره من مسك ذلك العسكري ليدها،ود أن يترجل من السيارة ويلكمه كيف سمح لنفسه بلمس يدها، كذالك شعر بغضب من تلك المرأة التى دفعتها،وهؤلاء المراسلين وفضولهم وأسىئلتهم الحمقى دون مُرعاة شعور البشر، لكن عاد عقله يتحكم به وقام بوئد تلك الشفقه والمشاعر التى مازالت تتحكم بها إتجاهها، يلوم قلبه الذى يضعف كلما إقترب منها، تحمل أن يظل دقائق جالسًا بالسيارة عيناه تُراقب دخول سهيله الى داخل المحكمه،كذالك تلك الكاميرات التى تتبعها،وتلتقط لها الصور، تنفس بغضب، أخرج علبة سجائره وأشعل إحداها يُنفثها بغضب، عله يحاول تهدئة شعور الذى إنتابه بالرآفه إتجاه سهيله.
بينما دلفت سهيله خلف ذالك القُضبان الموضوع بقاعة المحكمة
تبسمت بغصة قويه حين إقترب كل من أيمن والمحامى ومعهم آسميه التى تدمعت عينيها وهى تمسك بيدي سهيله من خلف أسياخ ذالك القُضبان ودت أن تستطيع تحطيمها وتُخرجها من خلف القُضبان، بينما سهيلة إنحنت وقبلت يديها قائله:
وحشتيني أوي يا تيتا، ليه تعبتِ نفسك وجيتِ النهارده.
سالت دموع آسميه قائله:
قلبي حاسس إن ربنا هيفُك كربك والقاضى هيبقى فى قلبه رحمه ويحكم بالحق.
نظرت سهيله بغصه تحاول كبت دموعها،بينما تحدث المحامي معها ببعض النقاط سريعًا قبل دخول القُضاه كذالك أيمن لكن كانت لحظات فقط
قبل أن يقول حاجب المحكمه كلمته الشهيره:
محكمه.
وقف الجميع، الى أن جلس أعضاء لجنة المحكمه
بدأت مدولات القضيه بين الإتهام وسماع الدفاع كذالك بعض التساؤلات الخاصه.
لكن شعرت سهيله كآن كل شئ حولها توقف حين رأت دخول آصف الى قاعة المحكمه،راقبته بعينيها الى أن جلس بمقعد بعيد عنها،ظلت تشعر بالصمت حولها رغم صخب القاعه،فاقت من ذالك على قول أحد القُضاه:
إستراحه نص ساعه للمداولة بين القضاة وبعدها هنصدر قرار الحُكم.
لم تعرف سهيله كيف إنقضت تلك النصف ساعه عليها،كآنها عِقد من الزمن، كانت ترتقب ليس قرار القاضي،بل رد فعل آصف حين
سمعت أحد القُضاة يقول:
النُطق بالحُكم بناءً على حيثيات القضه وأقوال المُتهمه…
لم تكُن تنصت الى قرار القاضى كانت تختلس النظر ناحية آصف الواقف مثل البقيه
كانت تود أن يخلع عن عينيه تلك النظارة المُعتمه علها تستطيع معرفة رد فعله على قرار القاضي من نظرة عيناه.
بينما أسفل عدسات تلك النظارة أغمض آصف عيناه بقسوة، كما توقع قرار القاضي لم يكُن عكس توقعهُ… والآن لا يوجد طريق ثالث للقصاص منها.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق مهدور)