رواية عشق قاتل الفصل الرابع 4 بقلم هدير محمد
رواية عشق قاتل البارت الرابع
رواية عشق قاتل الجزء الرابع
رواية عشق قاتل الحلقة الرابعة
” ضهرك !!
عجزت عن الرد عليه و دموعها ازدادت صوت بكائها ارتفع… قرب منها و لسه هيتكلم… جريت خرجت… دخلت الحمام و قفلت الباب وراها بالمفتاح
راح وراها و فضل يخبط عليها عشان تفتح لكن لم ترد عليه و ظل ينادي عليها و غضبه ازداد….
” بقولك افتحي بدل ما اك*سر الباب ده !!
سمع صوت بكائها ازداد… زاد قلقه عليها و طرق على الباب مجددا و قال
” رنا… افتحي… متقعديش لوحدك… افتحي…
سمع صوت المياة اشتغلت… ظل منتظر خروجها ل ربع ساعة… خاف من صمتها هذا و قرر أن يك*سر الباب… لسه هيضر*ب الباب برجله… لقيها فتحته و خرجت قدامه… كانت لابسة سويت شيرت اسود… لم تتحدث معه و دخلت لغرفتها و هو تبعها و قبل أن تقفل الباب منعها و دخل…
” ايه اللي شوفته في ضهرك ده ؟
‘ شوفت ايه ؟ بعدين أنت ازاي تدخل الأوضة عليا و أنا بغير من غير ما تخبط على الباب…
” مكنتش اقصد… ده مش موضوعنا اساسا… بقولك ايه متتهربيش من سؤالي… وريني ضهرك
‘ و ده ليه ان شاء الله ؟ إلهان اطلع بره…
” مش هطلع من غير لما اشوفه و اتأكد بنفسي اللي شوفته ده صح ولا غلط…
‘ المفروض اقل*ع قدامك ولا ايه… إلهان متعصبنيش… يلا اخرج…
” قولتلك مش خارج غير لما اشوف ضهرك…
‘ و أنا مش هوريهولك…
” بقا كده ؟
‘ آه بقا كده…
” ماشي… انتي اجبرتيني اعمل كده…
‘ تعمل ايه ؟
إلهان شدها إليه بقوة و اقفل عليها بذراعه… حاولت أن تبتعد عنه و لكن لم تستطع…
‘ أنت بتعمل ايه يا غبي… ابعد عني !!
” يا عم اسكتي…
قام بتثبيتها و عَجز حركتها لتكف عن الحركة و المقاومة… و بيده الثانية رفع السويت الشيرت اللي هي لابساه و رأى تلك ال…. تفاجئ عنها رأى آثار ضر*ب على ظهرها… في نصف ظهرها توجد آثر لضر*به أشد من الباقي حمراء جدا و ملتهبة… لمسها بيده ف تحركت بألم
” بتو*جعك ؟
‘ آه…
قالتها و بدأت دموعها المكبوتة تتساقط من اعينها…
” مين عمل فيكي كده ؟
تحركت و بعدت عنه و عدلت السويت الشيرت و غطت ظهرها به… جلست على السرير و تبكي في صمت… جلس بجانبها و قال
” بقولك مين عمل فيكي كده ؟
‘ مفيش…
” ازاي مفيش ؟ انتي مش شايفة منظر ضهرك ؟
‘ لو سمحت سيبني لوحدي…
” مش هسيبك غير لما اعرف…
‘ و أنا مش عيزاك تعرف… يلا اخرج بره…
” قولتلك مش خارج غير لما اعرف… مالك يا رنا ؟ ليه خايفة تتكلمي ؟
‘ هستفيد ايه لما اتكلم… اهو اللي حصل حصل…
” لا اتكلمي و قولي مين عمل كده… رنا اركني كل مشاكلنا على جمب دلوقتي… مهما حصل ما بينا و مهما اتخانقنا و اختلفنا… في آخر السطر أنا جوزك… مش معنى إن في مشاكل ما بينا يبقا اتجاهل و اطنش اللي حصل ده… اتكلمي…
‘ أنا خايفة…
قالتها و هي تنظر للأرض بشرود… رفع رأسها بيده لاتجاه عيناه و قال بصوت حنون
” أنا جمبك اوعي تخافي… بالراحة كده و قولي كل حاجة…
اطمأنت من نبرته… مسحت دموعها بأكمام السويت شيرت… صمتت قليلاً و نظرت إليه… لقيته ينظر إليها و يهز رأسه بمعنى اتكلمي أنا بسمعك اهو… اخذت نفسًا عميقًا و اخرجته و قالت
‘ بابا عمل فيا كده…
اتسعت عيناه من الصدمة و قال
” ليه… و جه هنا ازاي اصلا و امتى ؟!
‘ لما خرجت انت من كام ساعة… هو جه… و لما عرف إنك مش موجود راح ضر*بني و قالي اياكي تقولي لحد…
” و ضر*بك ليه اساسا ؟
‘ عشان ريم قالتله على مراد…
” و ريم تعرف حوار مراد من فين ؟
‘ ما أنا كنت بحكيلها عنه زمان… أنا مش معنديش بيست و كده و فكنت بحكي ل ريم…
” طالما هي عارفة من زمان… اشمعنا قالتله دلوقتي ؟
‘ اتصلت عليا من كام يوم و قالتلي هدفعك تمن إنك خطفتي إلهان مني… كنت مفكرة إن هي قالت كده عشان متعصبة و زعلانة… لكن هي عملت كده فعلا… راحت قالتله على كل حاجة… قالتله إني كنت بخرج لما هو ميبقاش موجود عشان اقابل مراد… و طلعت مصورة مراد و هي بيجيلي البيت من الباب الخلفي… قالتله كل حاجة و زودت أني روحتله بيته كمان و طبعا صدقها و جالي هنا… قالي يا و*سخة انتي تستغفليني أنا… و مَد ايده عليا و ضر*بني بالقلم و لما حس أنه مطلعش
غِله مني بضمير… قل*ع الحزام و ضر*بني بيه على ضهري كذا مرة… و قالي انتي و*سخة و شما*ل زي أمك… أنا معملتش حاجة بجد… كنت بخرج من وراه لأنه مكنش بيسمحلي اخرج أبداً… أنا معنديش صحاب اصلا بسببه… انت تعرف إنه كمان بعد تالتة ثانوي لما لقيني جبت مجموع أعلى من ريم مرضيش يدخلني جامعة و خلاني اقعد في البيت و بقيت بشتغل بالظبط زي خدم القصر و سجني حرفيا… منعني من الخروج و منعني من إن احقق حلمي و منعني إن يبقى ليا بيست… أنا بزعل أوي لما ألاقي صحاب ريم جايين يقضوا معاها اليوم عندنا و يلعبوا و يهزروا و يتصوروا مع بعض و ساعات بيسافروا سوا و أنا كنت اقعد لوحدي !!… و الله العظيم محصلش أي حاجة غلط بيني و بين مراد… بالعكس مراد كان بيخاف عليا و كان زي صديقي و كان بيحب يخرجني عن جو الوحدة اللي كنت عايشة فيه لطول عمري… و هو بدل ما يحاسب نفسه على كل اللي عمله فيا جه يحاسبني أنا و مد ايده عليا كمان… و قالي بكرهك و يارب تمو*تي !!
انهت كلامها و وضعت يدياها على وجهها و تبكي بشده و تتشنج في بكائها… إلهان أراد أن يأخذها في حضنه و يعاقنها لكن تردد و لم يفعل ذلك… غضبه ازداد و عروقه برزت من الغضب… قام و قال
” تعالي معايا…
نظرت له بعيناها التي دبلت من البكاء ف اعاد تكرير كلامه
” يلا قومي تعالي معايا…
‘ فين ؟
” تعالي بس…
مدَّ يده لها… نظرت ليده ثم نظرت إليه بعدم فهم
” تعالي معايا… متخفيش…
و بعد تردد منها… حركت يدها بإتجاهه و امسكت بيده… ابتسم لانها امسكت يده… اقفل على يدها و اخذها و خرجوا… ركبوا السيارة و ذهبوا… وصلوا إلى قصر ايمن والد رنا… تفاجئت عندما رأت القصر و نظرت إلى إلهان
” انزلي…
‘ لا مش هنزل… و مش هدخل هناك…
” متخفيش أنا معاكي اهو…
‘ ارجوك رجعني بيتك… مش عايزة اشوفه…
نزل من السيارة و فتح لها الباب و قال
” انزلي يلا…
كان ستعترض ف قطع كلامها و قال
” مش عايز عِند… يلا انزلي…
اضطرت لسماع كلامه و نزلت من السيارة… دخلوا القصر معا… صرخ إلهان و قال
” يا ايمن !!
سمع ايمن صوته و نزل له و تبعته ريم و عندما رأى رنا نظر لها بقر*ف… رنا بمجرد ما شافت والدها… استخبت وراء إلهان و امسكت يده ضغطت عليها و قالت بخوف
‘ ارجوك مشيني من هنا…
” قولتلك متخفيش…
وقف ايمن بشموخ أمام إلهان و قال ببرود
• عايز ايه ؟
” يا بجا*حتك… بترد كده عادي بعد ما استغليت عدم وجودي في بيتي و اعتديت بالضر*ب على مراتي !!
• قبل ما تكون مراتك فهي بنتي… و اضر*بها زي ما أنا عايز…
” والله ؟ يعني أنت معترف انها بنتم في حالة الضر*ب بس ؟! طب ما ريم بنتك برضو… مش بتضر*بها ليه ؟
• عشان ريم متربية و مش بتغلط و احسن مليون مرة من الو*سخة بنت الز*انية دي…
ترك إلهان ايد رنا و قرب من ايمن نظر له بغضب و قال
” اللي بتقول عليها و*سخة دي… اشرف من اللي جابتك !!
• بتقل ادبك عليا !
صرخ فيه
” آه هقل أدبي عليك… لما تيجي عند بيتي و تستغل عدم وجودي و تضر*بها… مفروض اضر*بك بس لحسن الحظ ابويا علمني ممدش ايدي على ناس كبيرة مخرفة و دماغها و*سخة زيك… رنا مراتي احسن منك و احسن من ريم اللي أنت مبسوط بيها دي مش عارف على ايه…
• احترم نفسك و متدخلش سيرة ريم في كلامك !
” ليه بقا ؟ ما هي سبب كل ده ( بص ل ريم و كمل ) أول مرة اشوف اخت حر*باية زيك كده… يعني رنا اعتبرتك اختها و فضفضت معاكي و حكتلك عن اسرارها و انتي بسبب غيرتك منها روحتي قرّيتي بكل حاجة و كمان زودتي من عندك !… بعدين خدي هنا… مين الغبي اللي قالك إني كنت هتجوزك اساسا ؟ أنا لما جيت القصر ده جيت عشان ابويا يبطل زن عليا… لو رنا مكنتش موجودة كان كلها شهر و هخلع و محدش يشوف وشي… مفكرة إن رنا اللي خطفتني منك ؟ غلطانة و هبلة و مش بتفهمي… أنا اخترت رنا بإرداتي… ليه بقا ؟ لانها مش حر*باية زيك… لتكوني مفكرة إن عشان عيونك ملونة و شقراء مفروض متتسابيش… لا تتسابي عادي جدا… عندك مثال حي اهو… أنا سيبتك و اخترتها هي… اصلا هي اجمل منك شكلاً و قلباً… عشان كده انتي محر*وقة أوي منها و غيرانة…
ريم اضايقت أوي و قالت
* والله ماشي يا رنا… هدفعك تمن كل كلمة قالها عليا…
” هو أنا شفاف ولا ايه… ما تدفعيني أنا تمن كل كلمة قولتها… ولا انتي مش عارفة تتشطري غير عليها هي ؟
• اطلع بره يا ز*فت أنت…
” هطلع يا حمايا… على أساس أنا مبسوط و انا واقف في القصر اللي عايش فيه تعا*بين ده…
قرب منه و بصله بغضب مكتوم و قال بتهديد
” قسمًا عظمًا… لو ايدك لمست مراتي تاني… هسجنك… آه هسجنك… و هخلي اسمك و بنتك ريم في الطين… لو جيت تاني عند بيتي و رفعت صوتك على مراتي و ضايقتها… هقت*لك… و عشان أنا برضو مش بسيب حق مراتي… الشراكة اللي بينك و بين ابويا هفصلها و ترجعلي ال 200 مليون دولار اللي اخدتهم من ابويا… و مشوفش اسمك جمب اسم شركة ابويا… لا في عقود ولا إعلانات… هو اسبوع واحد الفلوس توصلي كاش و اسمك يخفتي من شركة ابويا و تاخد موظفينك اللي عند شركته… تمام ؟ و صح… عقود الشراكة معايا أنا مش مع ابويا… الفلوس لو وصلت ناقصة دولار واحد… هبلغ عنك… و هخليك تظهر على التليفزيون زي ما أنت بتحب تظهر دايما… سلام يا… حمايا
نظره له ايمن بغضب و يستطع أن يتفوه بكلمة واحدة… نظرت رنا لوالدها و الدموع في اعينها و قالت بصوت مهزوز
‘ أنا بكر*هك… و مش عايزة اعرفك تاني… و زي ما أنت متبري مني و مش معتبرني بنتك… أنا هتبرأ منك… و من النهاردة أنا معنديش أب… أنت م*يت بالنسبالي زي ماما بالظبط ( بصت لريم و كملت ) كان نفسي تبقي اختي بجد و تحبيني زي ما حبيتك… بس أنا كنت غلطانة… انتي شبهه بالظبط… مش هعتبرك اختي تاني…
عيطت رنا و خرجت…
” رنا مش وحشة زيكم… عشان كده تعبت من العيشة معاكم و اتجر*حت منكم… بس كده احسن… انتوا الاتنين من دلوقتي ملكمش أي علاقة بمراتي… عيشوا سوا كده احسن… بس يا حمايا اقولك الصراحة هتتعب أوي لغاية ما تلاقي عريس قلبه اسود زيك و زي بنتك…
بصوله بغِل و هو ضحك و خرج…
راح وراء رنا… ركبوا العربية و طلعوا… الطريق رنا كانت ساكتة و باصة من الشباك و سرحانة… بعد شوية لقيها بتعيط… حط ايده على كتفها راحت اتحركت بألم
” هو كمان ضر*بك هنا ؟ ماااشي أنا هوريه… خلاص متعيطيش ده ميستاهلش دموعك اصلا…
‘ كان نفسي يحبني و يعوضني عن غياب ماما…
” هو اللي خسران… خليه يشبع بريم… بيحبها عشان هي شبهه في القسو*ة… احمدي ربنا إنك خلاص بعدتي عنهم… متعيطيش…
سكت و رجعت تبص من الشباك… وقف العربية على جمب…
‘ وقفت ليه ؟
” هنزل اروح لأي صيدلية هنا…
‘ ليه ؟
” هشتري مرهم يخفف الالتهابات اللي في ضهرك…
‘ تمام…
دخل إلهان الصيدلية و بعد ربع ساعة جه و معاه المرهم… شغل العربية و طلعوا على بيتهم… طلعت رنا على اوضتها و هو جه وراها
‘ فيه حاجة ؟
” لا مفيش…
‘ أنا عايزة اقعد لوحدي شوية…
” ماشي بس بعد ما احطلك المرهم…
‘ هاته و أنا احطه…
” ازاي ؟
‘ زي الناس…
” ايدك مش هتعرف توصل لضهرك… تعالي أنا احطهولك…
‘ هعرف بس أنت هات المرهم بس…
” أنا مقصدش اضايقك… أنا عايز اساعدك بس… أنا عارف إنك مش عيزاني ابقا اقريب منك أو ألم*سك… بس أنا مقصدش حاجة غلط… لو هتتضايقي خلاص…
نظرت رنا إلى عيناه و رأت بداخلها شيئًا غريبًا جعلها تصدقه… جلست على الكنبة و قالت
‘ تعالى حطهولي…
ابتسم إلهان و جلس خلفها و ساعدها بأن تخلع السويت شيرت لتبقى أمامه بفنلة سواد قصيرة للغاية لا تخفي إلا قليل… احمرت وجنتاها خجلاً منه… لاحظ انها ليست مرتاحة و هي أمامه هكذا ف قال
” لو عيزاني اجيب حاجة اربط بيها عيوني عشان ترتاحي… ماشي معنديش مشكلة…
‘ لا مفيش داعي…
” طيب لفي..
لفت و ادتله ضهرها و أزاح شعرها للأمام… فهي كانت مطمئنة له و تقول لنفسها عندما كان ليس في وعيه لم يقترب منها أبداً و كان سيقت*ل نفسه عندما اعتقد أنه اغرمها على شىء لا تريده… ف لماذا تخاف منه و هو في وعيه ؟
فتح إلهان المرهم و بدأ بوضع المرهم على ظهرها و يدلكه برفق لكي يتوزع على جميع الكدمات و الآثار و ليخفف من حُمرتها… كانت تتألم عندما يلمس الكدمات و تتذكر أباها و هي يضر*بها بدون رحمة و هي كانت تترجاه ليتركها و تركها بهذا الشكل و لم يندم على فعلته و لم ترى نظرة ندم داخل عيناه… لاحظ إلهان انها تضع يدها على كتفها و شعر انها تتألم… ابعد يدها و رأى إن جزء من كتفها لونه ازرق… و بدون مقدمات اقترب منها و قَبَل برفق تلك الكدمة على كتفها… شعرت رنا بشفاتيه تلمس كتفها… توترت كثيرا
” كنت بلعب في الشارع زمان وقعت و ايدي اتعو*رت و قعدت اعيط… ماما كانت بتحطلي مرهم يخفف الألم و برضو كنت بعيط… مسكت ايدي و مكان الجر*ح با*ستها… حسيت ساعتها إن اصلا متعو*رتش… مش عارف ايه السبب بس حسيت بكده بجد… ف قولت اعملهالك… يمكن أمي كان ليها نظره طبية مختلفة…
ابتسمت رنا بعد سماع تلك القصة اللطيفة و زال توترها… تسآلت هل هو حقا يبحث عن أي طريقة ليخفف من آلامها ؟
‘ مامتك حنينة أوي…
” أوي… ربنا يرحمها…
‘ يارب
” معلش بس عشان فضولي هيقت*لني… عندي سؤال…
‘ هااا ؟
” هو ازاي ريم أكبر منك بسنتين و هي من مراته التانية ؟
‘ ماما مكنتش راضية تخلف عشان تحافظ على شكلها… راح بابا اتجوز عليها و خلف من مراته ريم… هي غارت منها و وافقت تخلف منه و خلفتني أنا…
” اممم… انتي عندك كام سنة ؟
‘ 22 سنة…
” عارفة انا عندي كام سنة ؟
‘ الحقيقية لا… بس كام ؟
” 27 سنة…
‘ كنت مفكرة عندك 30 أو اكتر…
” يلهوي… عايزة تعجزيني بدري ليه 🙂
ضحكت رنا و هو ضحك تلقائيا لما شاف ضحكتها… قام و قال
” أنا خلصت… و المرهم اهو في الدرج…
مسكت رنا السويت شيرت و لسه هتلبسه ف قالها
” عارف إنك محرجة مني… متلبسهوش عشان المرهم ميتمسحش… أنا خارج اهو و اقعدي براحتك…
خرج و قفل الباب وراه… ابتسمت لوحدها عندما تذكرت كل شئ فعله من اجلها… وقف بجانبها و سمعها و صَد والدها و الآن ضمّد جر*احها و استطاع أن يضحكها من قلبها و شعر بما يدور في رأسها… كانت تسأل نفسها دومًا… هل هو جيد هكذا… أم أنه تغير معها ؟
نامت على سريرها براحة و خلدت للنوم…
في وقت الفجر…
كان إلهان مستيقظًا و فاتح أمامها اللاب توب يبحث عن شىئ… صادفته صور كتب كتابه على رنا… فتح الصور و تأمل فيها… فهو لا ينسى شكلها بذلك الفستان الأبيض الذي جعل المصمم يصممه لأجلها… ابتسم و أخذ رشفة من كوب القهوة و رجع ليتأمل في الصور… قطع تألمه صوت هاتفه الذي رن… و كان المتصل محمد والده… اخذ الهاتف و رد عليا
” نعم يا بابا…
* صحيح اللي سمعته ده ؟
” اللي هو ايه ؟
* انك روحت بيت ايمن و اهنته و هددته ؟
” اه صحيح… روحت عند بيته اهنته و هددته…
* ايه البرود اللي أنت فيه ده… أنت ازاي تعمل كده ؟
” حضرتك عايزني بعد ما هو مد ايده على مراتي أنا اقف اسقفله من بعيد و اقوله جدع كمل ولا ايه ؟ ده أنا جوزها و مسؤول عنها و معملتهاش… هو يمد ايده عليها بتاع ايه ده ؟
* يا بني افهم دي بنته…
” بس بقيت مراتي و مسمحش لأي مخلوق يزعلها…
* هي غلطت و كان بيأدبها… أنت بتدخل ليه ؟
” هو الراجل ده لحق يعملك غسيل مخ امتى ؟ طب لو جدي كان عايش و ضر*ب أمي و شوّ*ها زي ما البيه عمل في رنا… حضرتك كنت هتسكت ؟ اكيد لا لأنك بتحبها… اهو أنا زيك… بحب مراتي و بخاف عليها و بحميها من الكل بما فيهم ابوها… و مش هنسى منظر ضهرها اللي اتشوّه بسببه… و لسه هعمل فيه أكتر من كده… و الشراكة اللي بينكم أنا هفركشها…
* لو فركشتها يبقا تطلق بنته… اوماال احنا مجوزينكم لبعض على أساس ايه ؟ انتوا اتجوزتوا على أساس الشراكة دي…
” مش هطلقها و مش هترجعله و هتفضل معايا… و الشراكة هفركشها و يرجع الفلوس اللي اخدها منك كمان و كااش… أنت حطيت الشركة كلها تحت ايدي… و ده اللي أنا شايفه صح و هعمله… واحد ضر*ب بنته و عملها عُقدة نفسية و خلق الخوف جواها و هي من لحمه و من دمه… أما أنا و أنت ولا نقربله بصلة… يبقا هيعمل فينا ايه ؟ فأنا هتغدى بيه قبل ما يتشعى بيا… و رنا مش هطلقها غير لو هي اللي طلبت الطلاق بلسانها و بإرادتها… غير كده لا…
* يا إلهان بس…
” عن اذنك يا بابا لأني رايح انام… نتكلم بعدين… سلام
فصل و حط التليفون على الترابيزة… رجع قعد على الكنبة و مسك اللاب توب يكمل بحث عن الحاجة اللي بيدور عليها…
” كده أنا عايز بطاقتها عشان انقل الرقم القومي بتاعها… و هي نايمة دلوقتي… هجيبها ازاي ؟ بس أنا ما صدقت إن اخيرا الموقع فتح معايا… لو سيبته هيعلق تاني و يقفل… هحاول بأي طريقة ادخل اجيب بطاقتها…
قام و راح عند اوضتها… فتح الباب بالراحة و مشي على طراطيف صوابعه… فتح دولابها و حط ايده تحت هدومها… لقي حاجة مربعة… اخيرا لقيها… شدها بس مطلعتش البطاقة دي صورة… قلبها على وشها… اتفاجئ لقي في الصورة هي و مراد ماسك ايدها و مبتسمين… الغيرة بدأت تغلي زي النار جواه… خصوصًا أنه شايف إن رنا باصة لمراد في الصورة بنظرة كلها حُب و امتنان سعادة… اضايق أوي و كان هيقطع الصورة بس اتراجع و حطها مكانها تحت الهدوم… و افتكر كلامه مع مراد لما قابله…
” عايز ايه ؟
* اشكرك لانك وافقت تقابلني…
” اها و بعدين ؟ هنتكلم في ايه ؟
* هنتكلم بخصوص رنا…
” بُص أنا ماسك اعصابي بالعافية عنك… متقولش رنا عادي كده… اسمها المدام رنا…
* تمام… بُص يا إلهان… أنا مش في نيتي إني اضايقك أبداً… ولا طلبت اقابلك عشان نتخانق مع بعض… عايز نتكلم بالراحة و متتعصبش…
” حاضر مش هتعصب… ارغي…
* بُص… من أول ما أنت اتجوزت مدام رنا… أنا بعدت عنها نهائيا و محدش يقدر ينكر كده… مرضيتش اتدخل و اعمل مشاكل هنا و هناك و معاك و معاها… لأن النتيجة وحدة… هي مراتك أنت… لو كان ليها نصيب معايا… حتى لو كانت كل الكرة الأرضية اختلفت على كده كان هيتحقق جوازنا لو كان ربنا كتبلنا مستقبل سوا… بس ربنا مأردش نكون لبعض و أراد انها تبقا ليك… عشان كده محاولتش اتواصل معاها و قطعت علاقتي بيها… أنا عيلتي كلها ناس كبيرة في السن و فيه اطفال و أنا براعيهم… اهلي تعبوا في تربيتي و تعليمي و عيشوني مش محتاج لحد… فمجيش أنا بالساهل كده احط راسهم في الطين بعد ما كبروا و اجري وراء وحدة متجوزة و اخلي سيرتهم على كل لسان… اللي أراده ربنا و عيلتي هم دول السببين الأهم اللي خلوني اعقل و معملش مشاكل ليك و ليها…
” والله كلامك ده على رأسي و احترمتك بجد… بس برضو مش فاهم… أنت عايزني في ايه ؟
* أنا هسافر لندن بعد اسبوعين… مش هرجع تاني و هستقر هناك لان شغلي اتنقل… عايز قبل ما امشي اقولك خلي بالك من رنا و حطها في عيونك… رنا عاشت في قصر كبير جدا لكن ماخدتش حُب منه حتى لو 1 %… اهي بقيت ليك و معاك… ياريت تكون أنت الحب اللي محتجاه… خليك سندها و في ضهرها دايما و ادعمها… و قبل ما تمسع من الناس اسمع منها هي الأول… أنا كنت براقبك من فترة… لقيتك بتخرجها و بتحاول تخليها تتعود عليك… كمل و اوعى تيأس و هتنجح أنا متأكد…
” هنجح ازاي و هي مازلت بتحبك ؟
* لما اتجوز و تلاقيني مع مراتي هتبطل تحبني…
” أنت هتتجوز ؟
* آه… المهم أنا قولتلك اللي عندي… و حيبت اتكلم معاك لأني شايف إنك بتحبها بجد…
” لو اتطلقت أنا و هي… هتتجوزها ؟
* لا… حياتي مش هتناسب حياتها… و انت ناوي تطلقها ليه ؟
” عشان أنت لسه في قلبها…
* فترة و هتعدي… و هتنسى زي ما أنا نسيت كده… اديها وقتها و متستعجلش
” عايز تفهمني إنك مش بتحبها ؟
* آه…
” والله ؟ المفروض اصدق يعني ؟
* لو كان لسه فيه ذرة حب ليها في قلبي مكنتش هقرر اتجوز… مش هنام جمب وحدة و في قلبي وحدة تانية… مقدرش اظلم اللي هتجوزها و اعيش معاها و أنا بفكر في وحدة تانية… من اول ما أنت اتجوزت رنا بطلت افكر فيها… في الأول كان صعب بس بعد كده اتعودت عادي… عشان كده قررت إني هتجوز… المهم ياريت تكون فهمت كلامي كويس… بشكرك مرة تانية إنك جيت و سمعتني… سلام
تذكر إلهان كل كلمة قالها مراد و نظر إلى رنا و هي نائمة… دموعه غلبته و نزلت و قال في سره
” هو نسيها بس هي مش عارفة تنساه… لسه محتفظة بصورتها معاه… أكيد لما بتزعل تطلع صورته و تتأمل فيها… لسه بتحبه و لسه جوه قلبها… أما مليش مكان في قلبها ولا في حياتها… عمرها ما هتبصلي… عمرها ما هتحبني أساسا…
‘ متضر*بنيش…
انتبه إلهان تلك الكلمة التي خرجت من فمها و هي نائمة…
‘ كفاية أنا تعبت… ارجوك سيبني… كفاية ضر*ب !
تفاجئ إلهان من تلك الكلمات… فهي أمامه نائمة و عيناها مغلقتان… ف عرف انها تحلم كابوسًا مزعجًا…
اقترب منها و جلس على الطرف السرير… كانت تتحرك بطريقة عشوائية كأنها تفلت من شخص يمسكها… ظلت تمتم بنفس الكلمات ( متضر*بنيش… ابعد عني ) و تصببت عرقًا… عرف إلهان انها تحلم بوالدها و تتذكر اسوأ لحظات عاشتها… اقترب من وجهها و حركها قليلاً لتستيقظ و تعرف أنه مجرد كابوس مزعج…
” يا رنا اصحي… متخافيش أنا هنا اهو…
صرخت بقوة قائلة
‘ لااااا…. الحزام لاااااا
قامت مفزوعة و امسكت يد إلهان بقوة و ضغطت عليها لدرجة أن أظافرها غرزت في يده…
” اهدي… أنا معاكي…
نظرت إليه بإرهاق و عيناها ترمش بتعب… اخذ إلهان منديلاً من العلبة و مسح وجها المتعرق… و أخذ كوبًا من الماء مرره لها و اشربها بنفسه
” اهدي خلاص… كابوس و عدى… انتي معايا و محدش يقدر يقربلك… محدش يقدر يلمس شعرها وحدة منك…
اطمأنت من كلماته… تنهدت براحة… لاحظت أن يدها تمسك بذراعه بقوة… ابعدت يدها عن يده بإحراج… لتجد أظافرها تركت علامات على يده و جر*حته من شدة ضغطها عليه…
‘ أنا آسفة والله… مقصدش اجر*حك كده… أنا صحيت خايفة ف مسكت فيك كده… لكن مقصدش اعمل كده و…..
” خلاص يا رنا… اهدي…
‘ ايدك…
” هتبقى كويسة…
‘ متأكد ؟
” اه متأكد متقلقيش… المهم انتي كويسة دلوقتي ؟
‘ آه… احسن بكتير…
” الحمد لله… احنا لسه الفجر… اسيبك أنا تكملي نوم…
لا تريد منه أن يذهب و يتركها في تلك الغرفة الكبيرة بمفردها… أرادت أن تقول له ابقى معي و لكن لم تستطع… قبل أن ينهض من جانبها… تحركت بسرعة بإتجاهه لتدخل بين رئاتيه و يداها تمسك بملابسه و عانقته بقوة و قالت
‘ أنا خايفة… متمشيش… خليك معايا شوية…
تفاجئ إلهان من عناقها له و كلماتها… في ذات الوقت شعر بالسعادة لانها في حِضنه فهو يحتاج إلى ذلك العناق… ترك يداه معلقتان في الهواء و تردد هل يبادلها العناق أم لا ؟ شعر بالخوف لو بادلها العناق و تفهمه بطريقة خاطئة مثل كل مرة… فظل مكانه و يشبع من عناقها له لأن هذا العناق صعب أن يتكرر… ادخل رأسه بين شعرها الأسود الطويل الكثيف و شمّه و تاه في جمال رائحته و تمنى أن حياته تقف على هذا العناق… ظلا على هذا لأكثر من ساعة… شعر إلهان بالنعاس… نظر اليها فوجدها غضت في نوم عميق… و برفق نيمها على السرير و سحب البطانية و غطاها… قبل أن يتركها اقترب منها و نظر إلى وجها البرئ فهو لا يشبع منها… سرح في ملامحها و ابتسم و نظر إلى شفتاها الجميلتين… و لمسهما بيديه… و بدون أن ينتبه أو يلاحظ ماذا يفعل… اقترب منها أكثر و اغمض عينيه و أخذ شفتاها في قُلبة لطيفة كلها يسودها الحُب… تفاجئ عندما إلتفت يديها حول عنقه متشبسه به و تبادله القُبلة… تسآل في نفسه هل هذا حُلم ؟… لم يهتم لسؤاله… فهذا واقع جميل يعشيه الآن مع البنت الذي أحبها… ظلّ يُقبلها بلطف و هي مندمجة معه و هو لا يشبع من تقبليها… دفنت رأسها في رقبته و تنهدت براحة و هي تعانقه و تشتد في عناقه كأنها لا تربد أن يبتعد عنها مطلقًا… همست في اذنه و قالت
‘ أنا بحبك… بحبك أوي يا مراد… متسبنيش ارجوك…
اتصدم إلهان و تبدلت ملامحه كأن وعاء من الثلج سُكب عليه… ابتعد عنها فورًا و قام… كانت نائمة و الإبتسامة على وجهها… هل يعُقل كل هذا القُرب منها و هي تعتقد أن الذي يُقبلها هو مراد ؟! امسك إلهان شعره بيديه و شَدهُ من صدمته و رأسه ستنف*جر… و يحاول أن يُكذب نفسه و يُكذب اسمه الذي سمعه من فمها… سقطت دموعه من عينيه و قال بألم
” أنا إلهان مش مراد… معقولة كنتي شايفة اللي بيحضنك و يبو*سك هو مش أنا ؟!
احمرّ وجه من الغضب… و تركها… ذهب لغرفته و اغلق الباب بالمفتاح… وقف في نص الغرفة و يتنفس بغضب يكاد أن يكةن
نفسه مسموعًا… وضع يده على قلبه و أحس أنه لا ينبض ولا يتحرك… فلقد كُ*سر و تد*مر من فعلها هذا… لم يتحمل الذي مر به منذ دقائق… هذا اصعب موقف يعيشه في حياته… البنت التي أحبها و تمنى أن تحبه تخيتله أنه شخص آخر… انجر*ح منها ولا يوجد دواء يُشفي هذا الجر*ح لقد أصابت قلبه ببراعة هذه المرة… استطاعت أن تنتقم منه بكل ذكاء… ك*سرت قلبه و أمله الذي يعيش عليه و يتمناها أن تكون له فقط… شعر بأ*لم لم يشعر به قط من قبل… اليوم و الآن و في هذه الدقيقة… أعلن استسلامه… احمر وجهه من الغضب و انفج*ر غاضبًا و قام بتك*سير كل شئ يوجد أمامه… أيقن اليوم أن حبه من طرف واحد لن يكون حُباً حقيقيًا كما يعتقد و لن ينتصر على كرهها له !!
ألقى بجسده على السرير و يبكي مثل الطفل
” أنا غلطت لما قربتلك… لو مكنتش قربت مكنتيش هتك*سريني كده !!
تاني يوم…..
صحيت رنا… دخلت الحمام غسلت وشها… خرجت استغربت ان باب اوضة إلهان مقفول..
‘ الضهر أذن… معقولة لسه نايم ؟ بس هو بيسهر عادي و بلاقيه صاحي… اشمعنا النهاردة نام كده ؟
كانت ستدخل عنده لكنها تراجعت… ممكن أن يكون مازال نائمًا و هي لا تريد ازعاجه… حضرت لها الأكل و أكلت… و بعد كده رجعت قعدت في اوضتها… أذن العصر و رن جرس الباب… كانت مستنية إلهان يخرج و يفتح لكن مخرجش… و باب اوضته لسه مقفول
‘ شكله سِهر جامد…
قامت هي فتحت… لقيت راجل كبير في السن و معاه شنطة فيها ملفات…
* بيت الاستاذ إلهان محمد مؤمن ؟
‘ اه هو ده بيته…
* و انتي تبقي مين ؟
‘ أنا مراته…
* اه انتي مدام رنا…
‘ ايوة أنا…
* طيب خدي الظرف ده ليكي…
اخدت منه الظرف… و هو اتجه إلى السلم و قال
* معاد امتحان القدرات مكتوب جوه الظرف
‘ امتحان ايه ؟
لم يسمعها و ذهب… قفلت باب الشقة و بصت للظرف اللي في ايدها و هي مستغربة
‘ فيه ايه الظرف ده… و ليه جالي أنا ؟
قررت تفتحه… فتحته بالمقص… جواه ورقة… فتحتها و بدأت تقرأها…
” رنا ايمن أحمد… لقد تم قبولك في كلية الهندسة المعمارية جامعة القاهرة… يرجى المجئ إلى الجامعة لامتحان القدرات يوم السبت المقبل و بعد ذلك ستبدأ بالدراسة داخل الجامعة… نتمنى لك التوفيق ”
الإبتسامة اترسمت على وشها
‘ أنا هدخل جامعة ؟! مش معقول بجد… إلهان.. إلهان هو اللي قدملي على الجامعة عشان كده سألني من اسبوع على مجموعي و أخد شهادة ميلادي و قدملي و اتقبلت… يلهوي هيغمى عليا من الفرحة !!
جريت رنا عند اوضته و فتحت الباب
‘ إلهان أنا اتقب…..
ملقيتهوش جوه الأوضة…
‘ راح فين ده ؟ اصلا خرج ازاي و امتى ؟ هو خرج قبل ما اصحى ؟ طب ازاي… هو مش متعود يخرج قبل الضهر…
لقيت على الترابيزة بطاقتها و ورق خاص بملفها الدراسي… ابتسمت و قالت
‘ يعني امبارح مكنش بيلعب في اللاب… كان بيقدملي للجامعة ! إلهان ده جميل بشكل لا يوصف… أنا لازم اشكره…
طلعت تليفونها اتصلت عليه بس اداها مغلق…
‘ شكله في الشركة و عنده اجتماع عشان كده قافل تليفونه… طب اروحله الشركة ولا يضايق ؟ لا استناه احسن…
قعدت على سريره و في ايدها الظرف و بتقرأ كذا مرة و مبسوطة أوي… بصت قدامها لاحظت إن فيه برواز واقع على الأرض و مك*سور… قربت منه لقيته برواز صورتهم يوم كتب الكتاب اللي كان معلقة إلهان في اوضته…
‘ هو وقع لوحده ؟ أكيد هو مش ك*سره…
اخدت من البرواز صورتهم و وضعتها على المنضدة… لاحظت ورقة مطبقة ظاهرة من تحت اللاب توب بتاعه… اخدتها فتحتها… اتفاجئت… ده عقد ملكية البيت و مكتوب بأسمها !
‘ كتبلي البيت ده بإسمي ؟! طب ليه و ازاي و امتى ؟
فتحت دولابه لقيت الدولاب فاضي تمامًا… هدومه و قمصانه و بنطلوناته حتى كوتشياته و جزمه مش موجودة !! لقيت صورة واقعة في نص الدولاب… اخدتها و عدلتها… كانت صورة ليهم مع بعض تبع سيشن كتب الكتاب… لاحظت إن إلهان مشخبط بالقلم على وشه و كاتب من فوق ” أنا مش مراد ” لم تفهم لماذا كتب هذا على صورتهم…
وصلتها رسالة على الواتس… فتحت التليفون لقيتها من إلهان… بعت ريكورد فتحت تسمعه
” ابقي روحي امتحني امتحان القدرات في معاده و متقلقيش هيكون كويس و ابدأي جامعتك على خير… كتبت البيت بإسمك زي ما وعدتك قبل كده عشان متحتاجيش لوالدك… افتحي درج الكوميدينو هتلاقي فايل… افتحيه و امضي على كل الروق ”
استغربت رنا من كلامه و مفهمتش حاجة… بس عملت زي ما قالها و فتحت الدرج… لقيت فايل و اخدته و بدأت تقرأه… اتسعت عيناها من الصدمة… فهذا ورق طلاقهم !!
* مالك يا ابني ؟
” مالي يعني… ما أنا زي الفل اهو…
* مش شايف نفسك… وشك باهت و كئيب و من اول ما جيت الصبح منمتش… مش خلاص هتتطلقوا… فرفش كده يا عم… هم الستات كده كلهم نكدين…
” أنا اللي جبت النكد لنفسي… لو مكنتش حبيتها مكنتش هوصل للنقطة دي… اديتها قلبي و مشاعري كلهم… و هي عملت ايه في الأخر ؟ دي قالت… ( رمى الكأس على الأرض بعصبية و ك*سره ) مش عايز افتكر هي عملت ايه… أنا عايز انسى… عايز انساها… لاني لو فضلت كده هنت*حر بجد… يلع*ن الحب على اللي بيحب…
* اهدي يا ليو كده… اهدى بدل ما تأ*ذي نفسك… ابعد عن الازاز…
” ما أنا اتأ*ذيت يا قاسم… اتأ*ذيت لما حاولت مع وحدة اصلا مش شيفاني… اتأ*ذيت لما قبلت لقلبي أنه يحب حُب من طرف واحد… أنا قت*لت نفسي لما حبيتها… يارتني ما اتجوزتها ولا دخلت بيتهم ولا عرفتها حتى…
* والله ما تزعل… هطلب بيتزا… ناكل و نلعب ماتش كورة…
مسك قاسم تليفون و طلب اوردر بيتزا… رن جرس الشقة
* ايه السرعة دي ؟ ولا هم بقوا بيوصلوا بالطيارات ولا ايه…
قاسم فتح… لقي رنا…
* مين حضرتك ؟
‘ أنا رنا… مرات إلهان… مش أنت قاسم صاحبه ؟
* ايوة أنا قاسم…
‘ إلهان عندك ؟
* اه… موجود جوه…
‘ ممكن ادخله ؟
* اه طبعا اتفضلي…
‘ عايزة اتكلم معاه لوحدنا يعني لو مفيش مشكلة…
* لا عادي… كده كده أنا نازل اشوف الواد بتاع البيتزا اتأخر ليه… خدوا راحتكم… الشقة شقتكم…
مشي و رنا دخلت… اتمشت شوية في الشقة لغاية ما لقيته… كان قاعد على الأرض و ساند ضهره على السرير و ماسك كأس خم*رة… قربت منه رنا و مسكت الكأس رمته على الأرض… استغربت من شكله… تحت عيونه اسود و عيونه حمرة و عروقة بارزة و شعره الهايش… وقف إلهان قصادها و بصلها بعصبية و قال
” جيتي ليه ؟
‘ جيت عشان ألحقك من اللي بتعمله في نفسك ده… برضو رجعت للخم*رة تاني !!
” اه رجعتلها… انتي مالك ؟
‘ مالي ازاي… أنا مراتك يا إلهان !!
” يا سبحان الله… أول مرة تقوليلها و تعترفي إني جوزك… شكل حرارتك عليت و بقيتي تقولي حاجات انتي مش ادها
‘ ازاي مش فاهمة قصدك ؟
قرب منها و فضلت ترجع لوراء… حاوطها بجسمه و بص لعيونها و قال بغضب
” قصدي إنك عمرك ما كنتي معترفة إني جوزك… عمرك ما اعترفتي بعلاقتنا !!
‘ لو مكنتش معترفة إنك جوزي… مكنتش هجيلك و كنت همضي على ورق الطلاق…
” و ممضتيش ليه على الورق ؟ ولا الحلوة مش بتعرف تكتب و عايزة حد يساعدها 🥺
‘ أنت سكر*ان… تعالى نرجع البيت و نتكلم لما تفوق…
” تؤ تؤ… أنا مش سكر*ان… أنا فايق أوي… و الدليل على إني فايق و في كامل قواي العقلية إن اخيرا اقتنعت و عرفت إن لازم نطلق… يلا روحي امضي على الورق خليني من الجوازة المقر*فة دي…
‘ إلهان… أنا عملتلك ايه خلاك تضايق مني بالشكل ده و مش طايقني ؟
” عايزة تعرفي ؟
‘ ايوة عايزة اعرف… لانك امبارح كنت كويس و مكنش فيه حاجة… مالك بتعاملني كده ليه ؟
” حاضر هقولك أنا بعاملك كده ليه…
نظر إلى شفتاها بخُبث… اقترب منهما ليُقبلها… و سرعان ما منعته من ذلك… ضحك و قال
” اظن كده فهمتي أنا بعاملك كده ليه… ( كمل بعياط ) دلوقتي بعدتي لما لقيتي إن أنا اللي بقربلك… بعدتي لما لقيتي إلهان هو اللي بيقربلك… أما امبارح قربتي و بو*ستيني عادي جدا لانك كنتي شيفاني مراد و قولتي بلسانك إنك بتحبيه و طلبتي ميسبكيش… للدرجة نفسك يبقى معاكي… للدرجة دي نفسك تبقي في حضنه ؟! عيزاني اعملك ايه بعد كده… اعدي الحوار بسهولة و كأن شيئّا لم يحدث و تاني يوم اقعد معاكي عادي ؟!
زقها و كمل
” روحيله يلا… روحي نامي في حضنه…انتي ايه اللي يجبرك تعيشي مع واحد مش بتحبيه ؟ يلا روحيله… ياريت تبقي مبسوطة و انتي ريحاله بعد ما ك*سرتيني و معملتيش لمشاعري أي اعتبار و دوستي على قلبي بالجز*مة كأني مش بحس و معنديش دم…
‘ ايه اللي أنت بتقوله ده… أنا مش فاكرة اي حاجة…
” هههه ضحكتيني… مش فاكرة ليه بقا ؟ ليه مش فاكرة… هو انتي بتشربي خم*رة زيي ولا ايه ؟
‘ والله مش فاكرة حاجة…
” بس أنا فاكر كويس.. فاكر كل حاجة بالتفصيل و مش قادر انسى… اطلعي بره و روحي امضي على الورق عشان نطلق بسرعة…
‘ يا إلهان…
” بقولك اطلعي !
‘ مش هخرج غير و أنت معايا…
” ماشي يلا نخرج سوا…
مسك ايدها و شدها… فتح باب الشقة و زقها لبره و قفل الباب…
‘ يا إلهان افتح !!
مردش عليها و مفتحش… عيطت ملقيتش فايدة… رجعت للبيت… كانت زعلانة جدا عليه و بتحاول بتفتكر هي عملت ايه وصلته لكده لكن مش فاكرة…
‘ معقولة قربته منه على أساس هو مراد ؟ أنا لو عملت كده ف ده غلط أوي… ازاي اعمل كده في إلهان… عنده حق في كل اللي بيعمله… أنا ازاي اعمل كده !
عدى شهر… و إلهان مش موجود معاها… كانت بتتصل عليه بس تليفونه مقفول دايما و شكله غير خطه عشان متوصلهوش… راحت تاني عند شقة صاحبه لقيت الشقة مقفولة بالقفل و مش عارفة توصله… كانت قاعدة في اوضته و نايمة على سريره… حاضنه الخدة اللي بينام عليها و بتعيط… فجأة تليفونها رن… كان إلهان بيتصل !!
فرحت جدا و مسحت دموعها و ردت
‘ إلهان اخيرا فتحت تليفونك !!
* أنا مش إلهان… أنا قاسم…
‘ إلهان فين… اكيد معاك… اديني اكلمه…
* إلهان عمل حادثة بالعربية… و دلوقتي في العمليات…
‘ ايه !!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق قاتل)
تم