رواية عشق خارج السيطرة الفصل السادس عشر 16 بقلم دينا العدوي
رواية عشق خارج السيطرة الجزء السادس عشر
رواية عشق خارج السيطرة البارت السادس عشر
رواية عشق خارج السيطرة الحلقة السادسة عشر
لن أفعل قبل أن افعل ما قولت فرح، فأهدئي حتى لا تتأذي
هكذا أجاب عليها بأصرار بينما يتحرك صوب الدرج بها صاعدًا ألى غرفته، متجاهلًا ركلتها وتلويها رغبه في أن يتركها، بينما تهدر به أن يتركها، حتى وصل بها الى الغرفة، فدلف اليها وأغلق بابها بقدمه، من ثم اتجه بها نحو الفراش وألقاها على الفراش، فتحاول النهوض، لكن منعها بجسده الذي قيدها به، مشرفًا عليها من علو، فتلعثمت قائلة بارتباك وبد بدأ قلبها بصخبه المعتاد قربهُ:-
– شين سبني لو سمحت!.
– لن أفعل فرح أخبرتك قبلًا..
همس بها بنبرة صوت اجش بينما يتطلع بها بنظرات متولها بها، عينيه تغرقان في زرقة عينيه وملامح وجهها الناعمة، ليطبع قبله صغيرة على شفتيها من يهتف قائلًا وهو يعاود النظر أليها:-
– ما هذا الجنون الذي كان بالأسفل!.
– بس دا مش جنون، دا حب وغيرة..
قالتها باعتراض لوصفه للأمر، فغمغم:-
– عشق وغيرة أي عشق هذا يجعلك تركليني هكذا!..
– طب هو أنا كده عملت حاجه، دا كانت عينه صغيرة كده، انما الثقيل كان جاي يا روحي إحنا العربيات مش بنكتفي برش المياه أو العصير، إحنا بننهي بالضربة القاضية يا بيبي ولتبقى لينا لا ما تبقاش خالص، فخد بالك زوجي العزيز..
قالت جملتها الاخيرة بغمزه، جعلته يناظرها بصدمه قائلًا:-
– عشقك عنيف زوجتي العزيزة، لكنه للأسف يروق لي ككلك…
قال ما قال بابتسامه تحتضن محياه، من ثم خص شفتيها بقبلة أخرى من ثم هتف بنبرة صوت مبحوح:-
كيف أقتحمتِ حياتي هكذا وآتيتِ الي لتسلبي مني قلبي ومشاعره وتقلبين حياتي رأسًا على عقب لأهيم عشقًا بكِ وأجد نفسي غارقًا بكِ وببحر عينيكِ..
النبض بصدرها بات جنونيًا، يطرق بعنف في صدرها فيكاد يحطم تلك الضلوع، بينما تغيم عينيها عشقًا به، فتحتضن شفتيها ابتسامه بينما تهتف قائلة:-
– تقنيًا أنت إللي اقتحمتِ حياتي، أنا كنت في بلدي وفي شغلي وأنت إللي طبيت عليا زي القضا المستعجل وشقلبت حياتي وسرقت مني راحة بالي ولعنتني بحبك..
لم يفهم كالمعتاد على مصطلحاتها، فكررها بانشداه قائلًا:-
– القضا المستعجل.. ما معناها
قهقهت قائلة:-
– القدر يعني Destiny means بس سريع
همهمم باستيعاب بينما يلامس أنفه بأنفها هامسًا ببحه:-
– أحبك فرح أحبك كثيرًا واكتفيت حقًا من بعادك ومن هذا الزفاف السخيف وتحضيراته التي تجعلك تبتعدين عني، لذا لن أنتظر أكثر، أريدك فرح.. أريدك بجنون زوجتي..
عاد أليها ارتباكها بينما اجتاحها بعض الوجل، لتهتف قائلة بنبرة تجلى فيها توترها:-
– ألم نتفق قبلًا أن ننتظر للزفاف تشين..
-ولما ليس الآن فرح، أننا متزوجان بالفعل..
هكذا قال وقد عقد حاجبيه برفض وبدى الأصرار يلتمع بعينيه، فحاولت التوضيح قائلة:-
– صدقني الموضوع يستحق الانتظار، أنك تعيش الليله كاملة، لما تكون المرة الأولى في كل شيء بداية من فستان الفرح مع النظرة الأولى ليا والرقصة الأولى بينا وأخيرًا اللمسة الأولى بعد كل دا بتكون مميزه جدًا وعندي رغبة أعيش كل اللحظات دي معاك..
تنهد بقوة لافظًا أنفاسه الحارة، بينما يستند برأسه على جبينها قائلًا بنبرة صوت أجش:-
– لأجلك فرح انتظر، لأجلك فقط وإلا أنا لا أهتم بكل هذا، فقط أنتِ وقربك ما أريد بأي طريقه كانت، لكن سنعجل بالزفاف، لن انتظر أكثر ولا أريد تلك التقاليد السخيفة التي تتحجج بها والدتي..
أمأت لهُ بابتسامه بينما أناملها ترتفع نحو خصلاته تشعتها لتثير من غضبهُ وحنقه المعتاد كلما فعلتها، مما جعله يرفع رأسه يطالعها بنظرات غيظ هاتفًا:-
– مجددًا يا فرح!، تريدين أثارة غيظي هااا!، حسنًا لقد نجحتِ وسأنتقم منكِ بطريقة لذيذة..
قالها وبدأ بدغدغتها، فتعالت صوت ضحكاتها ورجائها أن يتوقف، فهتف قائلًا من بين ضحكات تتقطع في عمق القلب المرتج بصدره:-
– لن اتوقف قبل أن تقولين أحبك زوجي العزيز بصوتًا عال..
من بين ضحكاتها:-
-ماشي هقول هقول بس كفاية..
– قوليها لأتوقف..
فأمأت لهُ وقالتها بصوتًا عالًا كما رغب تمامًا:-
– بحبك تشين، بحبك جدًا جدًا، بحبك.
ومع نهايتها كان يجيب عليها بطريقته، يتذوق حلاوتها من بين شفتيها، فينعم بمذاق العسل اللاذع، فيفقد سيطرته أكثر بقربها وبث غرامه لها، متجاهلًا رنين هاتف المنزل الذي يصدح مجددًا، حتى زحف أليها وعيها حينما تسلل رنين الهاتف لمسامعها فأخذت منهُ حجه لها، لتهتف بنبرة متقطعة:-
– تشين الهاتف..
– لا تهتمي به..
غمغم بها وهو هائم في عشقها، فاعترضت قائلة حينما عاد الرنين :-
رن تاني تشين، ورن قبل كده وتجاهلتهُ، ممكن يكون حاجه مهمه لو سمحت رُد..
قالتها برحاء فتنهد بقوة لاعنًا بينما ينظر أليها بأنفاس لاهثه، ليهتف قائلًا:-
-حسنًا سأرى من المتصل، لكن أياكِ والتحرك من موضعك..
ثم نظر حوله والتقط وشاحًا ما ملقًا على الفراش:-
– حسنًا أنا لا أثق بكِ ولا أضمن بقاءك قد تهربين فورًا..
قالها وهو يلتقطه، من ثم يقيد يديها به تحت نظراتها المصدومة الذي عبر عنها لسانها:-
-أنت بتعمل أيه؟
أجاب بلا مباله بينما يتابع ما يفعل:-
-أقيدك بالفراش زوجتي.
لكن الصوت الذي تسلل من المجيب الآلي جعلهُ يتوقف عما يفعل، حينما صدح صوت أبنتهُ آري قائلة بنحيب:-
– تشين.. أقصد والدي .. فرح قادمه إليك، جدتي أخبرتها أن هناك أمرأة أخرى معك الآن وطلبت من السائق ايصالها اليك، وأنا لن أسامحك مطلقًا أن كان هذا صحيحًا، أن كسرت قلب فرح وغادرتنا، لن أغفر لك أبدًا فهمت!..
أنهت كلماتها بنبرة باكيه جعلتهُ مصدومًا مما سمع، بينما تسلل لمسمعه صوت فرح وهي تتسأل بقلق:-
– آري فيها أيه وبتعيط ليه!، قالت لك أيه بلغتكم إللي مش فاهمه فيها كلمه دي. اكيد أمك زعلتها أنا عارفه، فكني عشان أروح أشوف الولية الحربايه دي..
قالت جملتها وهي تحاول التملص منه وقد تجهمت ملامحها بضيق وغضب من تلك المرأة المتسلطة التي تقضي على طفولة تلك الصغيرة، لكنها تفاجئت بابتسامه تحتضن شفتيه بينما يباغتها بقبله أخرى اكثر عمقًا، جعلتها تنصدم من فعلته، ولم يتركها إلا بعدما بدأت بضربه بصدره حاجة للتنفس، فابتعد عنها ناظرًا إليها بعينين وامضتين بالعشق قائلًا ما ان هتفت بتذمر مما يفعلهُ وأن يدعها لتذهب:-
– لا أعرف ألى أي مدى سأعشقك بعد فرح!، لقد قالت لي ابنتي والدي لأول مره فقط بسببك، كما أنها تبكي لأجلك وتنهرني عن أحزانك، أن ابنتي قد تعلقت بكِ وتخشى فراقك، لقد أحبتك تمامًا كوالدها..
توسعت عينيها بتفاجئ والتمعت عينيها بالدموع تأثرًا، بينما تنظر أليه قائلة:-
-وأنا بحبكم أنتم الاتنين، أنت وآري بحبكم جدًا..
فتبسم لها بحب وأنامله تلامس وجنتها بحنان مأردفًا:-
– أنتِ حقًا فرح كمعنى أسمك، أضفتِ البهجة لحياتي..
شعرت بضعف قلبها وتأثرها لكل ما يحدث، فنفضت عنها هذا التأثر وحمحمت قائلة:-
– مش وقته الكلام دا ويلا نروح لها نطمنها، أن مفيش حاجه من دي وأني مستحيل أسيبكم، مفيش حد بيتخلى عن عيلتهُ وأنتم عيلتي..
ثم انزوت شفتيها بابتسامه قائلة:-
– وبصراحه كده كمان هموت وأشوف وش هوان لما تلاقيني داخله أيدي بأيدك وتعرف أني قاعده على قلبها..
قالتها وهي تراقص حجبيها، فتوسعت ابتسامه، بينما يقرص وجنتها اليمنى ويخص الأخرى بقبله قائلًا بنبرة صادقه:-
– أحبك فرح..
قالها وشفتيه تعرف طريقها، ليبتعد عنها بعد لحظات مع أصرارها على الذهاب من أحل آري، وقد بدى أنه يتردد في بالذهاب فورًا، تاركًا تلك الفرصة بوجودها وقربها، لكن حسم أمره بالنهاية وخشع لها من أجل أبنته، قائلًا :-
-حسنًا هيا لنذهب أليها سويًا..
وبعد بضعة دقائق كانوا يستقلون السيارة، بينما يقودها حيث منزل والدته، والذي ترجل منها فور وصوله وساعدها كذلك على الترجل، ليحتضن كفها الصغير بين يديه ويدخلان معًا يدًا بيد ألى الداخل حيث والدتهُ الجالسة على الأريكه تحتسي فنجانًا من شاي الميهو تشا، لتسعل بصدمه وتجحظ عينيها تفاجئًا خاصه مع ابتسامة فرح الواسعة حتى وصل أليها كلاهما ونظر اليها تشين بملامح متجهمه كابتًا غضبه عنها بصعوبة لما فعلت، لقد أرادت افساد العلاقة بينه وبين زوجتهُ، كيف تفعل هذا به!، كان يجدر بها ان تتستر عليه بدلًا من فضحه، لذا غمغم قائلًا بنبرة مشحونة بالغضب:-
– لقد قررنا أنا وفرح تقديم موعد الزفاف..
كان يتحدث معها وعينيها على فرح التي تراقص لها حاجبيها مع ابتسامة واسعه بينما تتشبث بذراعه، ليلاحظ نظرات والدته أليها، فيستدير بوجهه نحوها، لتسرع فرح بحجب ابتسامتها والتوقف عما تفعل تتظاهر بالعبوس، بينما تهتف قائلة:-
– هطلع أنا أطمن على آري..
حينها هتف قائلًا:-
– انتظري فرح سآتي معك..
ثم نظر إلى والدته قائلًا:-
– الفرح سيتم في نهاية الأسبوع، أمامك ثلاثة أيام لتنتهي من التحضيرات التي تريدينها..
ثم تركها وجذب يد فرح قائلًا:-
– هيا فرح لنري آري
الا انها اعترض قائله:-
– ممكن تسبقني تشين لعندها، ثواني وهحصلك..
رمقها بنظرة تساؤل، فأردفت قائله:-
– محتاجه اتكلم خمس دقايق مع والدتك..
نقل بصره بينهما بقلق، فرسمت ابتسامه على شفتيها قائله:-
– متقلقش بس اعتقد أننا محتاجين نتكلم شوية انا وهي ونحط النقط على الحروف..
تسأل بعدم استيعاب:-
– نقط ماذا التي ستضعينها على الحروف لا افهمك.
تنهدت قائله:-
– تشين مش وقته هشرح لك بعدين، أنت روح لـ آري وسبني أتكلم معها شوية وهحصلكم.
نظر أليها وعلامات الرفض تكلل ملامحه، فرمقته بابتسامه مع أماءة من رأسها، فلفظ تنهيدة وهو يستجيب مبتعدًا،
وما ان غادرت حتى استدارت إليها بنظرة شامته وابتسامة انتصار جعلت الأخرى تغلي من شدة الغضب الذي كبتته داخلها بينما تنظر أليها بجمود تواري غيظها بانتظار ما ستقولهُ لها، لتهتف بنبره بارده وهي تحافظ على نظراتها الشامتة وابتسامتها المنتصرة قائله بالأنجليزبه:-
– اريد أخبارك شيئًا هام، وهو أنكِ مهما حاولتِ تفريقنا أنا وهو لن تستطيعين، هو يحبني وآري تحبني مثلما أحبهما كذلك، وأنا لن أتخلى عنهما مطلقًا لذا تقبلي وجودي بينكم أو ستخسرينهما مؤكدًا والقرار لكِ..
انهت كلماتها وصلت أليها ظهرها بعدم اكتراث تلحق بتشين زوجها..
ــــــــــــــــــــــــــــ
كانت الصغيرة تبكي على فراشها بخوف من فقدان فرح تلك التي منحتها محبه واهتمام لم تحصل عليهما إلا منها، كما أن علاقتها بوالدها تحسنت كثيرًا منذ اقترانه بها، فبات يتودد أليها ويسعي للتقرب منها بتوجيهاتها لهُ، لقد أضحت حياتها أفضل في تلك الأيام القليلة التي قضتها معها، هما الافضل على الأطلاق بكل حياتها، وهي حقًا باتت تعني لها ولو تظاهرت بغير هذا ، بألأيحاء بأنها لا تكترث لوجودها من عدمه ألا أنها أدركت كل هذا ما أن شعرت بأنها على وشك خسرتها، فأغتالها الخوف من هذا.
طرق على الباب أعقبه أنفرجُه وظهور والدها الذي جعلها تنتفض من على الفراش باتجاهُ بينما تهتف بتساؤل قلق:-
– أين فرح؟، هل ذهبت؟ أحزنتها فذهبت أليس كذلك، أخبرني.
كانت عبراتها تنساب وجلًا، وهو مصدومًا منعقد اللسان، فحاول تهدئتها قائلًا:-
– أهدأي آري، لا شيء من هذاــــــــــــــــ
قطعته بصراخها بأسمها وقد أبصرتها عينيها تقف على عتبة الغرفة، فأسرعت بالتحرك صوبها، فالتقطت ذراعيها وجذبتها ألى أحضانها تهدئها بينما تسألها بتهدج:-
-أنتِ لن تذهبين أليس كذلك فرح، لن تتركينا، أنا لن أسامحه مطلقًا إذا فعلتِ..
تأثرت بشدة من حديثها وهذا الخوف الذي استشعرتهُ من خسارتها، فهدئتها بنبرة غلفها التأثر:-
-آري أهدئي أنا هنا في مكاني بينكم، ومش هروح لأي مكان تاني..
ثم هتفت بمزاح وهي تبعد وجهها لتناظرها:-
– يعني قاعده على قلبكم ومربعه ومش هتتخلصوا مني بسهوله..
ثم تابعا قائله بنبرة هادئة:-
– ثم والدك لم يفعل شيئًا مما قالته جدتك، هناك سوء فهمًا قد حدث، سأروي لكِ كل شيء وسنضحك معًا كثيرًا، لكن الآن لدينا خبر رائع لكِ:-
ثم اشارت لذتك الذي يقف بابتسامه يناظرهما، ليومئ لها ويتقدم نحوهما، لينحني كذلك ويقرب أبنته أليه لتناظره قائلًا:-
-آري أنتِ ابنتي وأحبك كثيرًا، وربما لم أعرف كيف أظهر لكِ هذا الحب وانشغلت بعيدًا عنكِ كثيرًا ولم اتمكن من أشعرك به، لكن اعدك كل شيء سيتغير، سوف تحصلين على كل ما حُرمتِ منه صغيرتي الحب والعائلة.. معًا سنكون عائله رائعة..
قال جملته الأخيرة وهو يرفع أنامله ليجذب يد فرح كذلك من ثم استطرد قائلًا:-
– لذا نريد أخبارك أننا قررنا تقديم موعد الزفاف لنهاية الاسبوع هل هذا يناسبك صغيرتي!.
تبسمت الصغيرة وامأت بالموافقة قائله:-
– ان كان هذا سيضمن بقاء فرح الي الابد موافقه..
تبسمت شفتاه بينما دمعت عين فرح تأثرًا وللخروج من حالة الشجن تلك حاولت المزاح قائله:-
– بل هذا سيضمن لكلانا الخروج من هذا المنزل الأشبه بالسجن سريعًا وإلا كنت سآجن حقًا لو بقيت أكثر من هذا، لذا علينا أميرتي تحضير حقائبك للانتقال سريعًا منهُ، فقد حان وقت توديعه..
غمرتها السعادة والابتهاج مما قالتهُ لها أنها حقًا ستخرجها كما وعدت وستعيش معهما بعد الان لذا سريعًا ما ضمتها قائله:-
– أنا أحبك فرح كثيرًا.
انسابت دمعه من عينيها تأثرًا وهي تهتف:-
– وأنا كذلك آري أحبكما انتم الاثنان كثيرًا..
ثم لحظات وابعدتها قائله:-
– هيا اذهبي لتحضير حقائبك لتسعدين للانتقال، لدينا الكثير لنعده معًا خلال تلك الأيام الثلاث المتبقية وأنا أريد زفافًا رائعًا يا آنسه ولن اتنازل عن هذا، وستساعديني حقًا تلك المرة دون تلك المقالب..
هكذا أضافت محذره بسبابتها، فتبسمت الصغيرة قائله:-
– حسنًا أعدك رغم أنني كنت أستمتع حقًا بأغضاب جدتي كثيرًا..
تبسمت شفتيها وهي تميل بوجهها اتجاه اذنيها قائله:-
– ومن قال اننا لن نفعل هذا!، فأنا مثلك استمتع كثيرًا بأغضاب الليدي هوان وكثيرًا..
لتتسع ابتسامة كلتهما حتى تحولت لقهقهه عالية جعلته يناظرهما بشك قائلًا:-
– أنتِ وهي ألى ما تخططان يا مشاكستان حياتي..
اخفت آري ابتسامتها بينما هتفت فرح من بينها قائله:-
– تلك شئون الام وابنتها يا والدها ولا دخل لك بها..
ثم حركت رأسها باستياء قائله:-
– أنا لساني اتعوج واتحول كلامي للفصحه ولا كأني مدبلجة بقولك ايه انت وبنتك تتعلموا العربي بتاعي وتتكلموا زي كده بلاش كانت اسبيس تون اللي عايشه فيها دي مفهوم..
هكذا اردفت بينما تحذرهما بسبابتها، فضيق كلاهما عينيهما وهما يناظرها، فسخرت قائله:-
– يا دي النيلة، بضيقوا ايه بس هو انتم فيكم عيون أصلًا عشان تضيقوها كده، بس يا بابا، بس يا بنته..
– هكذا غمغمت وهي تعدل من ملامحهما ليهتف تشين بضجر:-
–أنتِ تتنمرين علينا مجددًا، ومن الآن وصاعدا سيكون هناك عقابًا لتنمرك هذا..
قال جملتهُ من ثم نظر لأبنته هاتفًا بشيء بالكورية لم تفهمه، قبل ان تومأ له بابتسامه ارتسمت مثلها على شفايه وهو يتقدم نحوها قائلًا:-
– والآن كلانا سنعاقبك على تنمرك هذا..
ناظرتهما بشك قائله:-
– تشين يا ابن هوان ناوي على ايه..
ابتسامته الصفراء اقلقتها بينما يواصل تقدمه، ليباغتها بالانقضاض عليها وحملنا بينما اري تلحق به باستمتاع، ليلقي بها على فراشها ويبدء كلاهما بدغدغتها وهي تصرخ بهما ان يتوقفا متوعده لهما:-
– تشين كفايه.. انت يلا خلاص.. آري كفى
ثم ليتحول الأمر الي الصغيرة آري المستمتعة، وضحكاتهم العالية تصدح عاليًا، لتثير فضول تلك السيدة التي آتت لتناظرهما من خلف الباب المنفرج، فتراقب ما يحدث بشعورًا مختلط ما بين فركه وغيره حارقه من تلك التي آتت لتأخذ مكانها وتحتل قلوب عائلتها، بل وتمنحهما ما فشلت في منحهما اياه تلك البسمه والسعادة البادية على وجههما..
ــــــــــــــــــــــــــ
في ذات الوقت كان تشاو جالسًا بسيارته بتأفف منتظرًا تلك الصغيرة فاقدة العقل شقيقة فرح المختلة كليًا في عينيه، والذي آصر عليه تشين الذهاب برفقة الحارس لجلبها لعدم ثقته في تاو وتشينغ بخصوص اصطحابها من المطار إليه بعدما حدث سابقًا، تردد اسمها الغريب في اذنيه:- مرح
الاختان فرح ومرح!. ما تلك الأسماء!، رباه ان كلهما فاقدتان للعقل مؤكدًا ..
هكذا فكر بشرود بينما يراقب الحارس يقف أمام المطار يحمل بين يديه يفته بأسمها يلوح بها، فيحيد ببصره بعيدًا، قبل ان تسرق احدهن نظراته، وقد التقطت عينيه مرور فتاة شرقية الملامح، جذبتهُ بعينيها المشرقتان كشمسًا ذائبه زاد من توهجها تلك الهالة من الكحل الفاحم الذي يبدو انها اجادة ابراز جمالها من خلاله، للحظه تجمد وحدقتيه تراقب تقدمها من بعيد، حتى توسعت عينيه وهو يراها تقف أمام الحارس بابتسامه سرقت حزمه من نبضات قلبه، فيجده يجذب منها حقيبتها بينما يشير لها باتجاه السيارة، حينها شعر بصدمه هائلة عبر عنها لسانه:-
– يا ألهي هل تلك هي مرح!، تلك الفاتنة التي اختلست لون الشمس بعينيها!، تلك هي الصغيرة التي يتحدث عنها تشين والذي ظنها مراهقة صغيرة بالكاد في السادسة عشر من عمرها!، وليست انثى فاتنه بل مهلكه مثلها!، لقد كان محقًا أذًا فيما قالهُ عن عدم ثقته بـ تاو وتشينغ لجلبها، فبحضرتها يدرك جيدًا كيف كان سيتصرف كلًا منهما!.
أجبر ذاتهُ بصعوبة على انتشال ذاته من تلك الحاله من الذهول التي كان بها وحمحم محاولًا جمع شتات نفسه، في اللحظة التي فتحت بها باب السيارة وولجت بظن خلوها، فيصل عبير الياسمين أليه تستنشقه آنفه، فيثير حواسهُ بينما هي صدحت منها صرخة تفاجأ بل صرخة صدمه ما ان ابصرت عينيها وجوده بالسيارة، لينتفض من فعلتها ناظرًا بعدم استيعاب أليها قائلًا بالإنجليزية:-
– تبًا ماذا هناك يا فتاة
غمغمت بذهول وعينيها تنظرانه بعدم تصديق:-
– أنت تشاو!، أنت تشاو حقًا يا ألهي لا أصدق أنك أمامي..
ثم تابعت قائله بحماس:-
– أنا معجبه بك كثيرًا..
وما ان خرجت الكلمات من فاها، حتى أدركت ما تفوهت به، فتلعثمت قائله بخجل وهي تبعد خصلة شارة خلف اذنيها:-
– قصدي بصوتك، لما بتغني لوحدك صوتك بيجنن.
اماء لها بابتسامة خفيفة، من ثم عاد للعبوس مجددًا وأبعد عنها وجهه، فصعقها الظن بأنه انزعج منهُ، فوالت وجهها عنهُ، ولا تدري أنه يتهرب من السحر بنظراتها خوفًا من أن يتأثر بهما..
ومضى الوقت عليهما في صمت حتى وصلت السيارة ألى المنزل، وتفاجئت فرح بمجيء شقيقتها حيث كانت تلك المفاجأة مدبره مع تشين بعدما أخبرتها عن اختباراتها وعدم استطاعتها القدوم لحضور حفل الزفاف.. الحفل الذي ساهم الجميع في الأعداد لهُ، ألى أن جاء اليوم وأخيرًا وتم العرس كما حلمت به تمامًا، وها هما يعودان ألى منزلهما بينما ترتدي فستان الزفاف، فأصر على حملها ألى الداخل قائلًا:-
– كما قولت لكِ قبلًا عروسي لن تدخل المنزل على قدميها،
وحملها بين يديه ألى الداخل بينما ينظر ألى عينيها قائلًا:-
– وأخيرًا فرح.. وأخيرًا عدتِ ألى المنزل، حيث حبيبك وزوجك المشتاق أليكِ بشدة
ارتباك أصابها من قربه وكلماته، وكما هو الحال كلما ارتبكت وتوترت حاولت أبعاد وحثهُ على أنزلها قائله:-
– تشين لو سمحت نزلني
اعترض قائلًا:-
– لن أفعل ألا في غرفة النوم
احمر وجهها بحرج وهتفت برفض قائله:-
– لا ما ينفعش نزلني لو سمحت، يعني مش لازم نطلع فوق على طول كده، يعني احنا ممكنـــــــــــــــــــ..
وما أن أوشكت على متابعة حديثها حتى قاطعها هادرًا:-
– أياك والحديث عن الانتظار واخباري بمثل هذا الحديث عن الاستعجال، فأنا انتظرت كما طلبتِ حتى يوم الزفاف ولن انتظر أكثر، أنتِ زوجتي واليوم كان زفافنا لذا لا مهرب لكِ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور اسبوعين ، حيث سافر كلًا من تشين وفرح لقضاء، شهر، بينما انتقلت مرح ألى منزل تشاوو برفقة شقيقته للبقاء برفقتها حتى عودتهما، كان يسير بالحديقة مشغولًا بالهاتف حينما شاهدها من بعيد وهي تسير باتجاه بوابة المنزل الكبيرة، فأتجه نحوها، حتى وصل أليها وبات خلفها، فغمغم متسائلًا:-
– لأين أنتِ ذاهبه وحدك يا فتاة..
انتفضت بتفاجئ تستدير أليها، لتصاب بالارتباك لدقائق من تواجدهُ، قبل ان تستعيد بعضًا من ثباتها وتغمغم قائلة باللغة الكورية بطلاقه لطالما أندهش منها:-
– أردت الذهاب والتجول في المدينة قليلًا!.
علت ملامحهُ الدهشة التي تراها في كل مرة، حينما يحاول محادثتها باللغة الانجليزية لتجيب عليها بلغتهُ بطلاقة، لتعبر عنها شفتيه كذلك لأول مرة قائلًا بنبرة خشنة:-
– أنتِ تتحدثين الكورية بطلاقه بعكس شقيقتك!.
امأت برأسها بابتسامه قائلة بحماس يغلف نبرتها:-
– أجل أنا حرصت على تعلمها منذ عامًا تقريبًا كما أنني أيضًا أعلم كل شيء عن البلدة وعن شوارعها وعن عادتكم كذلك ..
بذات النبرة غمغم قائلًا:-
– ولما حرصتِ علي هذا وتعلمت كل هذا!..
انطلق لسانها بالحديث دون رادع قائلة بحماسها المعتاد:-
-من أجل الذهاب ذات يوم لكوريا والبحث عن رجلًا كوري أتزوج به بالطبع..
ثم توسعت عينيها بتدارك لذلة لسانها وسريعًا ما اشتعلت وجنتيها وهي تدرك الغباء الذي تفوهت به لهُ، فأزاحت بصرها عنه بخجلًا، وهي تغمغم بارتباك:-
– أنا…أعتقد أن علي الذهاب.. وداعًا
غمغمت بتلك الكلمات وهي تستدير بجسدها تكمل طريقها وهي تشعر بالأحراج من غباءها وتلعن ذاتها بسرها قائلة:-
-غبيه يا مرح فضحتِ نفسك ولمين ل “جيونغ مين” نفسه..
لكنها تفاجئت به يتابع السير بجوارها بينما يأردف بنبرته الجادة:-
– لا يمكنني تركك تتجولين بالمدينة وحدك، القراءة عنها ليست كالسير بها، وبما أنك تصرين على الذهاب فأعتقد أنني مضطر للذهاب برفقتك.
حينها توقفت موضعها بينما تغمغم بارتباك وقد أصابتها هيمنة وجوده بالتوتر قائلة:-
-لست مضطر لهذا، يمكنني التعامل مع الأمر أنا فتاة واعيه، ثم التجول معك لن يكون مريح لي أبدًا..
مجددًا يندفع لسانها معبرًا عما تشعر، فتلعن بسرها، بينما رسم على ملامحه تعبيرًا ساخرًا وهو يتشدق قائلًا:-
-غير مريحًا!.
بررت سريعًا قائلة:-
-أقصد بسبب شهرتك هنا وهوس الفتيات بك وبوسامتك.
لسانها أهًا من لسانها الذي يسبب لها الأحراج دومًا، عليها أن تتعلم كيف تروضه وتمنعه عن الحديث، هكذا فكرت وهي في هذا الموقف المحرج الذي لا تعرف كيف تخرج منه وتنهي الحديث معهُ وخاصة حينما كرر كلمتها الأخيرة بينما يضع يديه بجيب بنطاله بحركة معتادة تنم عن الغرور أدركتها جيدًا من خلال متابعتها لهُ وقد تأكد من تأثرها به:-
-وسامتي قولتِ..
ثم صمت للحظات وغمغم قائلًا:-
-لا تقلقِ من أجل هذا سأتصرف، قبعة ونظارة سوداء أضعهما دائمًا بسيارتي يحلان هذا الأمر..
أمأت برأسها صاغرة، حينما لم تجد مفر من الموافقة وتابعت سيرها بخطوات بطيئة جوارها أتجاه سيارتهُ حتى وصل ألى سيارته فوقف أمامها ورفع أنامله محذرًا لها بينما يهتف قائلًا بنبرة جاده:-
– آه تذكرت أنه يجب أن أحذرك من الأن ألا تبدأين بالبحث!.
غمغمت بعدم استيعاب قائلة:-
– البحث عن ماذا!..
تراقت ملامحهُ شيئًا فشيء وهو يباغتها بمحوطته بجسده، ليحاصرها بينهُ وبين سيارته مستندًا بأحد ذراعيها عليها بينما الأخرى ما تزال بجيب بنطاله بينما يغمغم بصوتًا أجش:-
-عن رجلًا كوري لتتزوجِ به، فقد عثرت عليه لأجلك وهو يقف أمامك الآن..
كلماتهُ أصابتها بالصدمة وجعلت عينيها تتسعان بشدة في منتصف رأسها، بينما انفرط عقاد النبض بقلبها وهي تنظر أليه دون ردة فعل للحظات وعقلها يحاول استيعاب ما قال، وتستنكره كليًا بينما لسانها يعبر كالمعتاد عن حالها:-
– هو بيقول أيه!، أكيد فهمت غلط.. أكيد طبعًا الغلط في قاموس اللغة عندي وأنا فاهمه غلط..
شبح ابتسامه مر على شفتيه أظهر لها نغزه وجنته اليمنى وأنامله تطرق بخفه على رأسها قائلًا بلغتها :-
– لم تفهمِ خطأ، لقد قصدت ما قولته تمامًا، أنتِ لن تبدأين بالبحث عن رجلًا كوري لتتزوجين به من بعد الآن فهو يقف أمامك يا صغيرة وسيكون بجوارك من الأن ــــــــــ.
لم تدعهُ يتابع حديثه وقد صدحت صرخة منصدمه منها وهرولت من أمامهُ سريعًا، وقد أنفجر قلبها بنبضًا مدوي جراء ما سمع ولم يستطع تصديقه أو استيعابهُ.
فتابعتها عينيه وهي تركض بأتجاه المنزل وهو يحرك رأسهُ بيأس مأردفًا بتعجب:-
– ما خطب فتيات تلك العائلة، يصرخن ويهربن ما أن يُعرض عليهن الزواج ..
ثم مط شفتيه قائلًا:-
-ولكن أعتقد هذا يعد موافقة.. جيد
ثم تبسم ساخرًا وأنامله ترتفع نحو خصلات شعره يبعثرها، من ثم يحرك رأسه بسخرية مما حدث وهو يهمس لذاتهُ بعدما عاد أليه هذا الارتفاع بوجيب قلبه الملحوظ لهُ بحضرتها:-
– مؤكدًا تلك الصغيرة ستثير المتاعب لي كشقيقتها تمامًا، لكن متاعب تلك الصغيرة ستكون لذيذة وتروق لي كثيرًا..
أنهى حديث نفسه واستقل سيارتهُ من ثم قادها عابرًا بوابة المنزل الرئيسية
ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهرًا كاملًا على ليلة زفافهم، حيث سافروا ألى أحدى البلاد المطلة على البحر لقضاء شهر عسلهم، وقد عادوا منذ عدة أيام، وفور عودتهم وقبل مجيئهم للمنزل، مروا اولًا بمنزل والدتهُ وجلبوا معهما آري ألى المنزل، لتستقر برفقتهما، وكم اغضب هذا والدتهُ لكنه لم يبالي وهي كذلك، فقد اتخذ قراره وانتهي سيقوم بتعويض ابنته عن غيابهُ
وقد ساعدته فرح في عذا، فالغرفة التي انتقتها من أجلها سابقًا نالت اعجابها وكثيرًا، وكم ارتجف قلبه لرؤية سعادة ابنته وحبها للمرأة التي يحب هو، لقد حصل على نهايته السعيدة أسس عائلته الخاصة، وعليه تقريب ابنته منه
لذا علم من فرح ما تحب وأخبرته عن تلك عازف الكمان الشهيرة التي تعجبها وترغب بحضور حفلها القادم، لذا
قرر الحصول على تذاكر لهما مهما كان وها هو نجح في هذا،
وعاد الى المنزل اخيرًا، بحث عنهما في الدور السفلي، فلم يجدهما، لذا صعد صوب غرفته بحثًا عن حمقائه المتنمرة، التي لم تغادرها تلك الصفة بعد زواجهما، بل ما تزال كما هي، تتنمر تلى الجميع حولها..
كانت تخرج للتو من المرحاض بعدما اخذت حمامًا بارد لتنتعش، وقفت امام المرآة وبدأن بتمشيط خصلاتها، بينما هو ولج ألى الداخل وقد آتى لتوه من الخارج، فوقعت عينيه عليها، فاتجه نحوها بابتسامه قائلًا:-
– اشتقت لكِ زوجتي العزيزة.
بادلتهُ الابتسام قائله:-
– وأنا كذلك زوجي الحبيب.
قالتها من ثم استدارت له، أو هو من قام بلفها أليه ليقتنص من شفتيها قبلته المعتادة كلما يعود من الخارج، من ثم ابتعد عنها قائلًا:-
– لقد أحضرت التذاكر..
– بجد
-هتفت بها بحماس، فأماء لها مؤكدًا بينما يهتف بتساؤل قلق:-
– هل ستحب هذا حقًا!
امأت له بتأكيد قائله:-
– جدًا جدًا وهتشوف
تبسم قائلًا:-
– لقد احضرت ثلاثة منها لنذهب جميعًا
اعترضت قائله:-
– لا يا تشين أنا مش هروح معاكم المشوار دا، عايزة يكون خاص بيكم لوحدكم عشان تقربوا من بعض..
– غمغم قائلًا:-
— لكن أريدك بجواري وآري ايضًا سترفض الذهاب دونك.
تبسمت قائلة:-
– ما تقلقش هتقبل، ومش هتحتاجني معاك عي بنتك وتعامل معاها على طابعتك.
أماء لها متفهمًا، فأردفت:-
– خلاص هغير وننزل نتعشى سوا كلنا وتقولها تمام
أماء لها بالموافقة، وبعد مرور بعض الوقت اجتمعا الثلاثة على طاولة الطعام بصمت، حتى رمقته بنظرة فهمها، فحمحم لجذب انتباه صغيرته قائلًا:-
– آري
نظرت اليه فتبسم بينما يهتف قائلًا:-
– علمت عن حبك لعازف الكمان “…” واستطاعت احضار تذاكر لحفلته بالغد، لنذهب سويًا ما رأيك!.
بدى عليها الحماس في نبرتها ونظرتها:-
– حقًا هل لديك تذاكر لحفلته
أماء بتأكيد لها، فانتفضت بفرح من على المقعد قائله:-
-واوو وأخيرًا سأتمكن من حضور حفلًا لهُ شكرًا لك أبي
تبسم لها بحب قائلًا:-
-الحفلة بالغد في التاسعة مساءٍ سنذهب كلانا..
وما أن تسللك الكلمات الى أذنيها، حتى غمغمت بتساؤل:-
– كلانا!، وماذا عن فرح.
-حينها تدخلت فرح تجيب بدلًا منه قائله:-
– لا أنا هقعد هنا في البيت مع نفسي شوية اتفرج على فيلم واتنين عربي أتغزل في الممثلين بتاعهم واندمج معاهم، وأنتم فككوا مني خالص، ماليش أنا في الجوا دا..
قالتها وهي تنهض من على الطاولة هربًا من نظرته الخطيرة ردًا على ما قالت.
وبعد مرور بعض الوقت، ولج ألى الغرفة، وجدها تجلس على الفراش، بينما تسرق النظر أليه، حتى التقت عينيهما فرسمت ابتسامة على شفتيها، حينها اقترب منها وهتف متسألًا بنبرة مستنكرة:؛
كنتِ تقولين شيئًا بالأسفل عن مشاهدتك بعد ذهابنا لبعض الفنانين العرب والتغزل بهم ها!..
تلاشت ابتسامتها وهي تنظر ألي نظرتهُ الخطيرة المتوعدة، فغمغمت قائلة وهي تحك أنفها بطرف أناملها:-
-ها دا كان مجرد كلام بغيظك بيه مش أكتر.
ضيق عينيه وهو يتقدم أكثر منها هاتفًا من بين أسنانهُ:-
-مجرد كلام هااا!..
ثم اقترب منها وقد تراقت ملامحهُ وطل من عينيه شيئًا أخر بينما يديه تمتد حول خصرها ليقربها منهُ أكثر:-
– حسنًا وقد نجحتِ في أثارة غيظي وغيرتي ولأجل هذا علي أن أحرص على أن أريكِ قدرات الرجل الكوري، بل قدراتي أنا حتى لا تري عينيكِ رجلًا آخر غيري ولا تتغزل ألا بي وحدي..
قال جملتهُ تلك وهو ينحني بوجهه أكثر نحو وجهها ونظراتهُ ثبتت على شفتيه كهدف لهُ، لتسرع هاتفه بينما يديها ترتفع لتحاوط عنقه:-
-أنا فعلًا عيني مش شايفه غيرك ولا هتشوف غيرك.
لتداعب شفتيه ابتسامة خفيفة قبل أن تصل ألى هدفها وتعانق ثغرها بقبلة عاشقه…
ــــــــــــــ
تمت بحمد الله
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق خارج السيطرة)