رواية عشق خارج السيطرة الفصل الخامس 5 بقلم دينا العدوي
رواية عشق خارج السيطرة الجزء الخامس
رواية عشق خارج السيطرة البارت الخامس
رواية عشق خارج السيطرة الحلقة الخامسة
ومع شروق شمس يوم جديد خرجت من نادي الملاكمة بعدما أنهت تدريبها لأحدى المتدربات به واستقلت الاسكوتر الخاص بها وتوجهت صوب الفندق، ما أن هاتفها وأعلمها عن رغبتهُ بالذهاب للتجول الذي لم يتمكن من فعلهُ بالأمس، وهاهي تنتظره بالردهة، بعدما أخبرته عن رفضها الصعود للغرفة، وأن عليه النزول أليها مادام سيغادر الفندق، فخنع أليها وآتى نحوها هاتفًا بنزق:-
-أخبرتك قبلًا أنكِ ستكونين الحارسة الشخصية لي والمسئولة عن كل ما يخصني طيلة فترة بقائي هنا، وهذا يعني التصاقك بي ما أن استيقظ من نومي حتى ميعاد نومي فهمتِ، اليوم سمعت لكِ، لكن بالغد ستأتي باكرًا وأراكِ عند استيقاظي فرح فهمتِ!
قلبت عينيها بملل وتعبير اللامباله يتجلى على ملامحهُ بينما تهتف:-
-خلصت رغي، اخلص بقى يا نجم خلينا نروح مشوارك عشان ننجز في أم اليوم دا، اتفضل يلا قدامي على السيارة..
يسمع ألبها بينما يفهم القليل فقط من حديثها وهذا ما يستغربه، هو يفهم العربية جيدًا، لكن لغتها تلك غريبة ومصطلحاتها معظمها لم تمر عليه قبلًا، لذا يصمت حائرًا ما أن كان بتلك الكلمات التي غفل عن أدراك معانيها مسبه لهُ!.
وأشارتها لهُِ مجددًا بالتحرك جعلته يستجيب لها، ويتابع تحركه خلفها وقد ألقى بتساؤلاته جانبًا، حتى وصل ألى السيارة فكادت أن تلتف حولها وتستقل موضع السائق
ألا أنهُ أوقفها قائلًا:-
-ألن تقومِ بفتح الباب لي يا حارستي الشخصية!.
صكت على نواجذها بغضب وهي تستجيب له وتقوم بفتحهُ قائله بنبرة يشوبها الغضب:-
-فتحتُ اتزفت يلا خلينا نخلص
ضيق عينيه قائلًا:-
-أنتِ تسبينني مجددًا أليس كذلك!.
هربت بعينيها للحظه من ثم رسمت ابتسامة زائفه على شفتيها بينما تهتف بنبرة هادئة:-
-عيب عليك تشك فيا كده وأنا بعاملك بكل احترام وأدب..
نظر أليها بشك لثوانًا، فأغلقت الباب وتحركت هاربه تستقل مقعد السائق ليهتف قائلًا ما ان استقلته:-
-ما سمعتُ على لسانك بالأيام الماضية يجعلني اشك في كل ما تقولينهُ أمامي، فأنتِ دومًا ما كنتِ تستغلين جهلي وتسبينني أو تتنمرين علي وعلى بلد منشأي وبالمناسبة
نحنُ لسنا مثلما تظنين أو على الأقل أنا..
أمأت لهُ بذات الابتسامة متظاهرة بالحرج، من ثم تبدأ بقيادة السيارة حيث وجهتهما..
بعد مرور بعض الوقت وما أن وصلت السيارة ألى أحد المولات المشهورة، استدارت أليه وهي تخبره بذلك:-
-وصلنا
أماء لها بالموافقة وأخرج نظارته وكمامة وخرص على ارتدائهما ليحجب بهما ملامحهُ، فنظرت أليه باستغراب قائله:-
– ليه هتلبس كمامه هنا يعني، نظر اليها بعدم فهم، فأشارت على الكمامة قائله:-
– أنت ما لبستهاش قدامي قبل كده!.
أماء برأسه بتفهم لما قالت وأوضح:-
-أرتديها فقط هي والنظارة لحجب ملامحي حتى لا يتعرف علي احد، فلا اريد أثارة المتاعب لكِ من المعجبات.
وما أن هتف بتلك الكلمات حتى صدحت منها ضحكه عالية بينما تهتف بسخرية:-
-معجبات!، أنت يا حرام مصدق نفسك أوي وكده أن ليك معجبات هنا وهيعرفوك وكده!، يا ابا انتم أصلًا كلكم شبه بعض وما بنعرفش نفرق بينكم ما تعيش في الوهم..
قلب عينيه بملل من حديثها وهتف قائلًا بضيق:-
– لا أهتم بما تفكرين، هيا أفتحِ الباب لي.
– ليه انشليت!.
هكذا هتفت بتحكم، فنظر أليها بعدم استيعاب قائلًا:-
-ماذا!.
تأففت قائله:-
-أيدك your hands انقطعت يعني ولا مش قادر تحركها يعني عشان افتحهُ ليك، انزل وعدي يومك وبلاش غطرسه كدابه..
قالت جملتها وترجلت بلا مباله بينما تشير بيديها لهُ للنزول، فحرك رأسه من تلك الفتاة وفكر أنه حقًا قد جلب وجع الرأس لحالهُ، ثم تبسم مفكرًا أنه وجع رأس يروق لهُ وبشده، يعترف بأنهُ يشعر بالأعجاب بها، فهي مختلفة وكثيرًا عن الفتيات في محيطهُ..
ترجل من السيارة ولحق بها وهو ينظر أليها من خلف نظارته بنظرة تقيميه لها، لملابسها وطريقة سيرها الخالية تمامًا من الأنوثة والدلع الذي يعتاد رؤيته في الفتيات، ومع ذلك يختض قلبه لرؤيتها ويشعر بأنها تجذبه بشده..
بدأ بالتجول في المتاجر الموجودة بالمول، ينتقي بعض الاشياء من الماركات العالمية المفضلة لهُ، وهي برفقته تسخر من كل شيئًا يجلبه، فيتجاهلها كليًا ويثير غضبها بتركها تحمل الحقائب جمعيها بينما يثير هو بعنجهية أمامها، وها هي تحمل عدد كبير من الحقائب وتلحق به بخطوات بطيئة وملامحها يكللها الغضب الذي زاد ما أن هتف بها:-
-أنتِ بطيئة للغاية يا فتاة أسرعي قليلًا..
حينها فقدت لجام صبرها وأسقطت ما كانت تحمله بيديها على الأرض بينما تهدر بصوتًا عالي بغير مباله بالجمع حولها:-
-ما هو أصل البعيد جبله ما عندوش دم ولا أحساس..
كلمات لم يفهمها لكن صراخها وما فعلت فهم انهُ نجح في أثارة غضبها، بينما هي تابعت هدرها به:-
-هي دي الرجولة والجنتله اللي علموها لك في بلدك يا نجم
أنك تمشي تتمختر وتشيل البنت اللي معاك الشنط كلها وكمان مش عجبك وتقولي بطيئة، يا اخي خلى عندك شوية دم وشيل عني شوية، بقالك كم ساعه بتلف وما بتتعبش وأنا خلاص تعبت وجبت أخري..
قالتها وهي تجلس على الأرضية تربع قدميها بلا مباله كذلك بالأشخاص الذين توقفوا عن السير وبدأو ينظرون لها بتعجب مستطرده:-
– أنا خلاص مش متحركة من هنا
– I’m not going anywhere
شعر بالحرج منها ومما فعلت ومن الأشخاص الذين بدأوا ينقلون بصرهم بينهم وبينه، فتقدم تلك الخطوات نحوها وجذ على نواجذه قائلًا:-
-ماذا تفعلين يا حمقاء!، هيا انهضي وتوقفِ عن هذا الجنون، الجميع ينظر ألينا .. Let’s go
قلبت عينيها بعدم اهتمام قائله:-
– يمين بالله العظيم ما انا متحركة من هنا ولا شايله حاجه تاني أنا تعبت، إذا انت صحتك فايره عليك انا مالي..
– حسنًا هيا أنهضي وأنا سأحملهم عنكِ، فقط انهضي وكفي عن هذا الجنون لا أريد لفت الأنظار لي..
هكذا هتف بنبرة رجاء والحرج مازال يكتنفه من نظرات البعض لهما بينما يشكر الله على عدم تعرف احدهم أليه،
وتقدم يلتقط الحقائب، وهو يرمقها بنظرة غاضبه قائلًا:-
-حسنًا هيا انهي هذا الجنون.
استجابت لهُ بينما ترسم ابتسامة انتصار على شفتيها وهي تنهض وتنفض عن ثيابها الغبرة قائله:-
-لففتني المول كعب داير منك لله، تقول معندكمش هدوم في بلادكم جاي تشتري من عندنا، لا ومفيش أي رجولة خالص ماشي تقول يا ارض ما عليكِ قدي وسيبني شايله ومتبهدله، فينيك يا رجولة!.
ثم نظرت أليه متأمله له وهي تتبعه بينما تتشدق ساخرة:-
-رجولة أيه!، دا أنا فيا رجولة عنه اقسم بالله
قالتها وهي تكبت ضحكه قائله:-
-لا وبيقولي أحرسه من الفتيات المعجبات، ليه هي مين الهبله اللي هتعجب بالعيل الصايص دا!.
وأخيرًا وصلوا إلى السيارة، ووضع الحقائب داخلها ببعض العنف، من ثم نظر أليها هاتفًا بنبرة هادرة:-
-ما هذا الجنون بالداخل يا فتاة، لقد جعلتِ الجميع ينظر ألينا أنتِ فاقده تمامًا لعقلك..
قلبت عليها بملل ولا مباله بما يقول، وهتفت قائله بنبره يشوبها البرود:-
-مش عاجبك اطردني يا نجم واتخلص من جنوني
– أبدًا لن أفعلها فرح أبدًا وجنونك هذا سأتعامل معه
هكذا أجاب عليه بينما يستقل السيارة بعدم اكتراث بها متابعًا:-
-هيا أصعدي لا أريد التأخر..
نفخت الهواء من فاها بضيق منه ومن أصراره على عملها لديه وطرقت الأرض بقدميها بغضب، فتبسم هو لفعلتها تلك وهو يراقبها تستسلم وتلتف حول السيارة لتستقل مقعد السائق وتقود السيارة ألى الفندق بينما تلجأ للغناء بصوتًا عالًا مزعج لتثير غضبه بتلك الطريقة، لكنه تجاهل محاولاتها تلك ووضع سماعة رأسه وبدء يستمع ألى ألحانه الخاصة..
ليتجه بعد ذلك ألى جناحهُ ليضع ما اشترى ويأخذ حمامًا بينما هي تنتظره بالخارج بأصرار على عدم الدخول، ليذهب بعد ذلك ألى غرفة المسرح للتدرب برفة اصدقائه، الذين اندهشوا من تواجد فرح برفقته، ما أن قام بتعريفها على أنها حارستهُ الخاصة، لكن تاي فورًا تذكرها بأنها ذات الفتاة التي سبق ورآها معه، تلك عاملة النظافة، ليضيق عينيه بتفكير فيما يحدث ومال على تشينغ بينما يهتف بتساؤل:-
-لما عاملة النظافة الخاصة بالفندق أصبحت حارسته الخاصة..
توسعت عين تشينغ بينما يهتف قائلًا:-
-تلك هي العاملة التي طلب أن لا يقوم غيرها بتنظيف غرفته والآن أصلحت حارسته الخاصة!
ثم ضيق عينيه بتفكير وهو ينظر أليه قائلًا:-
-في حاجه غريبة في الموضوع دا
ثم ومضت عين تاي حينما لاحت تلك الخاطرة بعقله:-
-هل تظن تشين معجب بها، يا الهي هل هما حبيبان!
لكن مجيء تشاو الذي صاح بهما ليأتوا أليها ليبدأ التدريب، جعلهما يتجهان نحوه وينخرطا به، بينما فرح جلست تتابع تدريبهم وقد أعجبت بصوته المميز رغم جهلها بالكلمات ألا أن نغمة صوته ذاتها أعجبتها
ــــــــــــ
وفي صباح اليوم التالي كانت تلج ألى جناحهُ وقد استيقظ للتو، فينهض من على الفراش مغمغمًا:-
-صباح الهير..
تشدقت ساخرة:-
-الهير آه.. اسمها الخير يا نجم. جرب تنطقها كده
استجاب لها وحاول نطقها مثلما طلبت منه وبداخله سعيد بأنها تتحاور معهُ، لتقوم بالتصفيق لهُ بينما تخرج صفيرًا من بين شفتيها ما أن قام بنطقها بطريقة صحيحه، فيشعر أنها تشبه الأطفال بداخلها ويبتسم ابتسامه واسعه لها، جعلتها تنتبه لهذا وحمحمت قائله:-
-يلا قوم يا نجم شوف هنبدأ يومنا ازاي ولا هنروح فين.
حمحم كذلك وهو يهتف قائلًا وهو يرفع خصلات شعره للوراء:-
-انتظري قليلًا سأبدل ملابسي وأتناول فطوري ونذهب للمول الذي لم نستطيع الذهاب أليه الأمس..
أمأت برأسها بالموافقة، بينما تراه يتجه صوب المرحاض
فتوجهت صوب الهاتف وقررت طلب الفطور لهُ..
بعد مرور عدة دقائق كان يخرج كن المرحاض وقد أرتدى كامل ثيابهُ، بينما هي تجلس على المقعد تنتظر قدوم الفطور لهُ، والذي قام الموظف بالدخول ألى الغرفة بينما يجر العربة معهُ، فهتف تشين الذي التقطت عينيه قدومه هو والطعام متسألًا:-
-من طلب هذا!.
أجابت قائله وهي تنهض من مقعدها:-
-أنا اللي طلبت لك الفطار، مش قولت انك هتلبس وتفطر..
هتف موجهًا حديثه لموظف الخدمة قائلًا:-
-لا اريده شكرًا لك.. يمكنك أخذه والذهاب
تفهم الموظف ما قالهُ وجذب العربة وغادر، بينما هي اجتاحها الغضب مما فعل وقد أساءت الظن وظنت انه يفعل هذا ليغضبها، لتهدر به قائله:-
-ودا أسمه أيه دا!، يعني أيه ترفض الأكل بعد ما طلبتهُ حابب تضايقني وخلاص!.
وجه بصره أليها وقد رأى الغضب يكلل ملامحها، فأوضح مع تنهيدة وهو يرجع خصلات شعره للخلف كعادة لهُ حينما يتوتر :-
-أنا لا يمكنني تناول هذا الفطور، وأكتفي ببعض الخضروات و الفاكهة، فأنا لا أكل شيء لا أعده بنفسي أو على الاقل أعرف من يقوم بأعداده وأثق في نظافته.
وما أن تسلل لمسامعها ما قال، حتى تلاشى غضبها بينما تفكر في حديث المدير السابق لها عن هوس النزيل بالنظافة واهتمامه بكل التفاصيل وسبب اختياره لها لأنها تشبهُ فهذا، فتصدق على هذا بينها وبين نفسها وقد بدأت تشعر بالأشفاق عليه وهي تفكر بصوتًا عالي أو بالأصح تتأكد من هذا منع:-
-يعني أنت من وقت ما جيت الفندق ما بتاكلش ألا فاكهه وخضار بس..
أماء لها برأسه تأكيدًا لما قال، فصمتت للحظات وقد داهمها الضيق لهذا، فشعر بتوتر الأجواء وقرر تبديل الحديث قائلًا:-
-انا انتهيت سأتناول ثمرة تفاح من ثم نغادر..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق خارج السيطرة)