روايات

رواية عشق تحت الحصار الفصل الثاني 2 بقلم منار الشريف

رواية عشق تحت الحصار الفصل الثاني 2 بقلم منار الشريف

رواية عشق تحت الحصار الجزء الثاني

رواية عشق تحت الحصار البارت الثاني

عشق تحت الحصار
عشق تحت الحصار

رواية عشق تحت الحصار الحلقة الثانية

بينما كانوا يستعدون للخروج، كان الليل قد بدأ يُسدل ستاره، وأضواء الشوارع خافتة، مما أضفى على المكان جوًا من الغموض. وقفت أيلول بالقرب من النافذة، تتفحص الخارج بقلق شديد. شعرت أن كل حركة خارجية أو حتى صوت الرياح العاصفة قد يكون علامة على كارثة تقترب.
لم تكن معتادة على مثل هذه اللحظات، حيث كانت حياتها السابقة مليئة بالاستقرار، وحتى لو كان ماركو بجانبها، كان التوتر يزداد في أعماقها. كان قلبها ينبض بسرعة، وكل خطوة تخطوها نحو المخرج تبدو وكأنها تتجه إلى المجهول. لم تكن تتحدث، لكن تعبيرات وجهها وصوت أنفاسها العميقة كشفت عن حالة القلق التي تسيطر عليها.
كان ماركو بجوارها، ملامحه متماسكة وخالية من التعبير. ورغم محاولته إظهار القوة والهدوء، إلا أن عينيه اللتين كانتا تراقبان كل شيء بعناية كشفتا عن توتره الداخلي. همس بصوت منخفض إليهم: “تذكروا، لا تصدروا أي ضجة.”
كان يوجه كلامه نحو فابيو وأيلول، عاقدًا العزم على الوصول بهم إلى بر الأمان.
تحركوا نحو الفناء الخلفي، حيث كانت الأشجار تتمايل تحت تأثير الرياح الشديدة. كانت السماء ملبدة بالغيوم، ولا شيء سوى صوت العاصفة يرافقهم. كانت تلك اللحظة من الصمت المخيف بمثابة تحدٍّ لصبرهم.
“هيا، إلى السيارة!” قال ماركو بلهجة حازمة، وهو ينظر إلى فابيو الذي بدا عليه القلق لكنه لم يتفوه بأي كلمة.
ركضوا بسرعة نحو السيارة. فتح ماركو الباب وتأكد من دخولهم جميعًا قبل أن يبدأ في تشغيل المحرك. مع بدء تحرك السيارة، شعرت أيلول وكأن قلبها يخفق بقوة مع كل اهتزاز للمركبة. كانت عيناها تراقبان الطريق، لكنها كانت بين الحين والآخر تلتفت لتنظر إلى ماركو.
___
كان ماركو يقود السيارة بتركيز شديد. كانت عيناه تتحركان باستمرار بين الطريق وأيلول الجالسة بجانبه. كان يعرف تمامًا ما يدور في ذهنها. ورغم انشغاله بمسؤوليات أخرى، لم يستطع تجاهل شعور الخوف الذي كانت تعيشه. حاول أن يهدئ من روعها، لكن كلماته لم تخرج. فقط قبضته المشدودة على المقود هي التي عبرت عن قلقه العميق.
وصلوا أخيرًا إلى مكان بعيد، منزل قديم يقع على أطراف المدينة، محاط بأشجار كثيفة تلوح بفروعها في الهواء. بدا المنزل مهجورًا، لكنه كان مثاليًا ليكون مخبأً لهم. كان كل شيء في المكان يوحي بالعزلة والأمان المؤقت.
“هنا سنكون بأمان لفترة”، قال فابيو بصوت واثق لكنه تجنب النظر في عيني أيلول، كأنه لا يريد أن يثير مزيدًا من المخاوف.
لم تشعر أيلول بالأمان. سألت بصوت خافت يكاد لا يُسمع: “هل نحن حقًا بأمان هنا؟” كان صوتها مهتزًا، لكن نظرتها المتوسلة إلى ماركو عبرت عن مخاوفها أكثر مما نطقت به شفتيها.
التفت ماركو نحوها، عاقدًا العزم على تهدئتها. قال بعد لحظة من الصمت: “نعم، لكن يجب أن نظل حذرين. الأمور لم تنتهِ بعد.” رغم الثقة التي حاول إظهارها في صوته، شعرت أيلول بأن القلق لم يفارق تفكيره.
___
بمرور الأيام، بدأت أيلول تشعر بأنها تغرق في دوامة من التوتر والقلق. كل ليلة كانت تستيقظ من أحلامها المزعجة، مشوشةً ومرعوبة. كانت تعود بذاكرتها إلى ماضيها، إلى اللحظات التي كانت فيها تلك الفتاة المطيعة التي تسعى لتحقيق توقعات والديها. كانت تساءل نفسها: “هل هذا ما أريده؟ هل أستطيع الاستمرار؟”
لاحظ ماركو شرودها المتكرر. جلس بجانبها في إحدى الليالي، مدّ يده ليمسك بيدها، وقال بهدوء: “أيلول، لا تفكري في الماضي. نحن هنا الآن، وهذا هو المهم.” كانت كلماته بمثابة العزاء الذي كانت تحتاجه، كلمات قادمة من القلب. شعرت بأنها ليست وحدها، وأنه يمكنها الاعتماد عليه.
___
مع مرور الوقت، بدأت علاقتها بماركو تتعمق أكثر. كانت تفهم أن حياتها الجديدة ليست مجرد هروب من ماضيها، بل هي فرصة لبناء مستقبل مع شخص يحبها ويفهمها.
في إحدى الأمسيات، وبينما كانوا يتناولون العشاء مع فابيو، قالت أيلول بنبرة مليئة بالتصميم: “علينا أن نبدأ من جديد، وأن نكون صامدين. هناك الكثير أمامنا، لكن هذا ما نستحقه.”
شعر ماركو وفابيو بطاقة، وبشعور جديد ينبعث منها. كانت تلك اللحظة بداية جديدة لأيلول، بداية لتغيير تفكيرها ورؤية مستقبلها
مع مرور الأيام، بدأت أيلول تجد الأمان في وجودها بجانب ماركو. كانا يتحدثان عن مستقبلهما، عن الخطط التي قد يحملها الغد. وبينما كانت تنظر إلى ماركو وهو يجلس بجانبها، شعرت بأنها ممتنة للقدر الذي جمعهما. قالت بخجل: “أنا ممتنة لأنني التقيتك، مارك.”
فجأة، استشعر ماركو القرب الذي يجمعهما اقترب منها بخطوة، مما جعل المسافة بينهما تتلاشى كانت عينيه تتألقان بشغف، وابتسامة مريبة تتسلل إلى شفتيه عكس الضوء الخافت ملامح وجهه، وكأنه يحرق قلبها بشغف.
“أيلول ، ” همس بصوت عميق هل تعلمين كم أفتقدك عندما لا أراكِ ؟”
شعرت أيلول بذبذبات من الرغبة تتدفق عبر جسدها. وعندما أدركت أنه يتقدم نحوها ، لم تستطع مقاومة النداء الذي كان يبعثه قلبها قرب وجهه منها أكثر، وحرك إصبعه برفق على خديها، كأنما يستكشف عالمًا جديدًا.
“أنتِ تجعلين حياتي أفضل بكل لحظة، ” تابع، بينما كانت أنفاسه تتقاطع مع أنفاسها، وكانت الأجواء مشحونة بالشغف.
ثم؛ كأن الزمن توقف بدأ ماركو يميل نحوها، وشفتيه تقتربان من شفتيها كانت تلك اللحظة مثالية، وكأنهما كانا في فقاعة خاصة بهما اقترب أكثر، حتى كانت أنفاسهما تتداخل ثم تلامست شفتيهما في قبلة ملتهبة.
كانت القبلة كالنار تشتعل بينهما بكل قوة كان شعور الرغبة يتدفق في عروقهما، وكانت يديه تعانقان خصرها بقوة، كأنما يخشى أن تفلت منه اختفت كل الأفكار، ولم يعد هناك سواهما اندلعت مشاعر العاطفة كالنار في الهشيم، وكان جسديهما يرقصان في تناغم. عندما انفصلا أخيرًا، كانت أنفاسهما تتعالى، ونظراتهما مشتعلة بالشغف كانت تلك اللحظة بمثابة وعد بحب عميق ومليء بالأحاسيس، كأنهما قد قررا البدء معًا في رحلة لم يعرفا نهايتها بعد.
___
لكن الحياة لم تكن هادئة طويلاً. الماضي، كما هو الحال دائمًا، عاد ليطاردهم. في إحدى الليالي، ظهر رجال المافيا مجددًا، بقيادة كريس، الذي كان مصممًا على الانتقام من ماركو عدوه الأول في عالمهم.
“علينا أن نكون مستعدين لهم في أي وقت.” قال فابيو بنبرة قلق، بينما كانوا يجتمعون لوضع خطة للهروب.
أجاب ماركو بثقة واضحة: “لن نستسلم. سنقاتل من أجل ما نريده.”
ولكن أيلول كانت تشعر بالخوف، ليس على نفسها، بل على حبيبها ماركو.
___
جلست أيلول بجوار النافذة في المنزل القديم، متأملةً السماء الملبدة بالغيوم. كان الهواء باردًا، وتراكم الغبار على الأثاث أضاف شعورًا بالرهبة. بدت الدنيا وكأنها تعكس الاضطراب الذي يعصف بروحها. كان ماركو يراقبها من بعيد، شعره مصففًا بعناية، لكن علامات الإرهاق كانت باديةً على وجهه.
“أيلول…” ناداها بصوت منخفض وكأن همسة الرياح حملت اسمه إليها.
التفتت نحوه ببطء، عيناها مغرقتان بالتفكير. “أفكر فقط في كل ما حدث… وكيف وصلنا إلى هنا.”
تقدم ماركو نحوها، جلس بجوارها بهدوء وأمسك بيدها بلطف. “أعرف أن كل هذا مخيف، لكننا أقوى مما نعتقد. لقد مررنا بالكثير، وأعتقد أن هذا ما يجعلنا متصلين أكثر.”
نظرت أيلول إلى يده التي تمسك بها، ثم رفعت عينيها إلى وجهه، محاولًة إيجاد الطمأنينة التي كانت تبحث عنها دائمًا في عينيه. “لكن، هل نستطيع فعلاً الهروب من الماضي؟” سألت بصوت مختنق بالشك.
ابتسم ماركو ابتسامة خفيفة، تلك الابتسامة التي دائمًا ما كانت تخفف من توترها. “نحن لا نهرب، بل نواجهه معًا.”
في تلك الأثناء، كان فابيو يعدُ وجبة سريعة في المطبخ الصغير المهترئ، لكن انتباهه كان مشدودًا إلى المحادثة بين أيلول وماركو. شعر أنه جزء من تلك اللحظة، على الرغم من أنه لم يكن المعني بها. تلك الشراكة التي نشأت بينهم خلال الأيام الماضية لم تكن مجرد هروب من الأعداء، بل تحولت إلى علاقة أعمق.
أثناء تناولهم العشاء معًا، شعروا لوهلةٍ بسلامٍ مؤقت. بدأت أيلول بالحديث عن ذكرياتها مع أسرتها، عن لحظات الفرح البسيطة التي عاشتها قبل أن تنقلب حياتها رأسًا على عقب. استمع ماركو لها باهتمام، بينما حاول فابيو كسر الجدية ببعض النكات السريعة.
“أعتقد أننا نحتاج إلى مزيد من الخطة للمرحلة المقبلة”، قال فابيو بعدما انتهوا من الأكل.
أومأ ماركو برأسه وأجاب: “علينا التحرك بحذر. كريس لن يهدأ حتى يجدنا، لكنني أعتقد أن هناك فرصة لإيقافه إذا كنا ذكيين بما فيه الكفاية.”
___
الأيام التالية كانت مليئة بالتحضيرات. كانت أيلول تشارك في كل خطوة، لكن القلق لم يفارقها. بين لحظات التركيز والتخطيط، كانت تشعر أن كل شيء قد ينتهي في أي لحظة. أما ماركو، فكان يحاول أن يكون هادئًا وقويًا أمامها، لكنه في داخله كان يعلم أن المواجهة قادمة.
في إحدى الليالي، وبينما كانوا يجتمعون لمراجعة الخطط النهائية، تلقوا خبرًا غير متوقع. أحد الأشخاص المقربين منهم، جاسوس كان قد زرعه كريس بين أصدقائهم، كشف عن مكانهم. لم يكن لديهم الكثير من الوقت.
“علينا التحرك الآن!” صرخ فابيو، محاولًا الحفاظ على هدوئه وسط كل تلك الفوضى.
ماركو لم يتردد لحظة. أمسك بأيلول وأخذها معه بسرعة نحو السيارة. كانت العيون مليئة بالتوتر، لكنهما كانا يعرفان أن هذه اللحظة قد تكون حاسمة.
بينما كان ماركو يقود بسرعة على الطريق المظلم، أمسك بيد أيلول بشدة وقال: “أعدك، مهما حدث، سأحميكِ.”
لكن في تلك اللحظة، وبينما كانت السيارة تندفع بين التلال، ظهر موكب سيارات خلفهم، وأضواء المصابيح الأمامية أضاءت الليل.
ضغط ماركو على دواسة البنزين بكل قوته، وكانت الطرقات المظلمة تنعكس على وجهه المرهق. كانت أيلول تجلس بجانبه، عيناها متسمرتان على الطريق الذي بدا وكأنه يمتد إلى ما لا نهاية. كان صوت المحرك يتردد في أذنيها مع كل لحظة تزيد فيها السرعة، لكن أنفاسها المتقطعة وخوفها المتزايد جعل الوقت يبدو وكأنه يمر ببطء.
“إنهم يقتربون!” صرخ فابيو من المقعد الخلفي، محاولًا الحفاظ على هدوئه، لكن عينيه كانتا تحملان خوفًا واضحًا. بدأ موكب السيارات خلفهم يضيق الخناق عليهم، وأضواء المصابيح الأمامية تشق الليل كالسكاكين.
بينما كانت السيارة تهدر بقوة وهي تنعطف بسرعة نحو الطريق الضيق، اشتدت قبضة ماركو على عجلة القيادة، لكنه استمر في النظر إلى أيلول من حين لآخر. كان يعلم أن الوقت يداهمهم، والموت يقترب كلما اقتربت السيارات المطاردة.
وفي تلك اللحظة المليئة بالتوتر والخوف، تحرك ماركو فجأة نحو أيلول وأمسك بيدها بشدة، كما لو كان يسحبها بعيدًا عن تلك اللحظات القاتمة نحو ملاذ أكثر أمانًا. كانت عينيه مغروقة بالعاطفة، لكنه لم يكن قادرًا على التعبير عن كل ما يدور في داخله بالكلمات. كان هناك شيء في تلك اللحظة أكبر من الهروب، وأكبر من التهديدات التي كانت تحيط بهما.
“أيلول…” نطق باسمها بصوت مبحوح، بينما تركت يدها لمسته لتخفف من روعه. كان قلبها ينبض بقوة، ليس فقط من الخوف، بل من شدة المشاعر التي شعرت بها تجاهه.
نظرت إليه بعينين مترقرقتين، وقالت همسًا: “ماركو… أنا أثق بك.” وبينما كانت تقول تلك الكلمات، شعرت بأن العالم من حولهما تلاشى، ولم يتبقَ سوى اللحظة التي جمعتهما.
لم يستطع ماركو مقاومة الانجذاب نحوها، وفي تلك اللحظة التي كانت فيها أصوات السيارات المطاردة تتلاشى في الخلفية، اقترب منها بشدة، وفي لحظة غارقة في الحميمية والتوتر، طبع قبلة على شفتيها، كانت مليئة بالمشاعر المتضاربة بين الخوف والحب والشغف. كانت تلك القبلة كأنها وعد، وعد بالبقاء معًا مهما كانت المخاطر.
___
كانت السيارة تنزلق بين المنعطفات، لكن تلك اللحظة كانت كافية لتعيد إليهما الثقة والإصرار على مواجهة كل شيء معًا.
قال ماركو، دون أن يرفع نظره عن الطريق، بحزم: “أيلول، أحتاجك أن تثقي بي الآن.”
على الرغم من الخوف الذي كان يشل تفكير أيلول، أومأت برأسها. كانت تعرف أن هذه اللحظة قد تكون مصيرية، لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من التحديق في وجهه الذي بدا وكأنه يتحدى كل الصعاب. لم تكن الكلمات ضرورية بينهما الآن، فمجرد نظرة الثقة التي تبادلاها كانت كافية.
بينما كانت السيارات تقترب أكثر، لم يكن أمام ماركو سوى خيار واحد. صرخ: “أمسكوا جيدًا!” وهو يدير عجلة القيادة بقوة، ليتجه إلى طريق جانبي ضيق مغطى بالحصى، غير معروف حتى على الخرائط. كانت السيارة تنزلق مع كل منعطف حاد، لكن ماركو كان متمسكًا بالسيطرة بكل ما أوتي من قوة.
لم تتردد السيارات خلفهم لحظة في مطاردتهم، وكان صوت العجلات المندفعة على الحصى يرتفع مع كل لحظة. لكن ماركو لم يكن يفكر في الهروب فقط؛ كانت لديه خطة.
“فابيو، افتح الحقيبة في الخلف!” صرخ ماركو، وعيناه مركزتان على الطريق. مد فابيو يده بسرعة وفتح الحقيبة الصغيرة التي كانت تحتوي على مسدس، قنابل دخانية، وأدوات أخرى معدة للحالات الطارئة.
“ألقِ قنبلة الدخان الآن!” أمره ماركو.
دون تردد، أخذ فابيو واحدة من القنابل وألقاها من النافذة الخلفية. انفجرت القنبلة خلفهم، وانبعث منها سحابة كثيفة من الدخان غطت السيارات المطاردة. بدأ السائقون في السيارات الخلفية يتباطأون، محاولةً تفادي الاصطدام بسبب انعدام الرؤية.
استغل ماركو تلك الفرصة لزيادة سرعته، وابتعد عن المطاردين، لكنهم لم يكونوا بعيدين بما يكفي. كان ماركو يعرف أن هذا ليس كافيًا للهروب النهائي. كانت هناك حاجة لتحرك نهائي لإنهاء هذه المطاردة.
“نحن بحاجة إلى خطة بديلة. لن نستطيع الهرب إلى الأبد”، قال ماركو وهو يحاول التفكير بسرعة. فجأة، تذكر ممرًا جبليًا مهجورًا كان يستخدمه في الماضي كطريق مختصر بين التلال.
“سأتجه إلى الممر الجبلي. هذا هو طريقنا الوحيد للخروج”، قال ماركو.
عندما وصلوا إلى مدخل الممر الجبلي، بدأت الأرض تحت السيارة تصبح أكثر وعورة، وكانت الصخور تملأ الطريق. قاد ماركو بحذر، محاولًا أن يوازن بين السرعة والتحكم في السيارة. كانت أيلول تشعر بكل اهتزاز تحت قدمها، لكن يدها كانت لا تزال ممسكة بيده، تعبر عن ثقتها الكاملة به.
أصبح الطريق ضيقًا للغاية، لدرجة أن السيارات المطاردة لم تستطع المرور جميعها في نفس الوقت. كانت هذه اللحظة التي كان ماركو ينتظرها. عندما أصبحوا في نقطة بعيدة بما فيه الكفاية عن المطاردين، توقف فجأة بجانب جرف صخري.
“فابيو، أخرج الأسلحة”، قال ماركو بحزم.
“ماذا؟ ماذا تخطط لفعله؟” سألت أيلول وهي ترتجف، حيث بدأ خوفها يعود بعدما ظنت أن الأمور بدأت تستقر.
“يجب علينا مواجهتهم. لا يوجد مكان نذهب إليه بعد الآن”، قال ماركو بحزم، وهو يجهز سلاحه.
نزلوا جميعًا من السيارة واختبأوا خلف الصخور. كانت أصوات المطاردين تقترب مرة أخرى. بدأوا بتوزيع الأدوار بينهم: فابيو على الجهة اليمنى، وأيلول مع ماركو على اليسار، ينتظرون اللحظة المناسبة.
بينما كانوا يترقبون وصول السيارات، همست أيلول إلى ماركو: “أخشى أن هذا هو النهاية.”
نظر ماركو إليها بعينيه الجادتين، ثم قال بهدوء: “هذه ليست النهاية، أيلول. مهما حدث، سأظل بجانبك.”
ثم ظهرت السيارات واحدة تلو الأخرى على الطريق الضيق. أشار ماركو إلى فابيو، وكان الجميع جاهزين للقتال.
بدأت الطلقات تتطاير في الهواء، وكان الضجيج يصم الآذان. كانت المعركة حامية، لكنهم كانوا مستعدين لها.
في خضم الفوضى، استطاعوا أن يصيبوا سيارات المطاردين واحدًا تلو الآخر. كان الوقت يمر ببطء، وكأن كل ثانية كانت تحدد مصيرهم. كان ماركو يقاتل ببسالة، عازمًا على حماية أيلول بأي ثمن.
وأخيرًا، بعدما انتهت المعركة، كان هناك هدوء مطبق. جميع سيارات المافيا كانت متوقفة، ولم يتبقَّ أي مطارد.
نظرت أيلول حولها، غير مصدقة أن المعركة قد انتهت. توجه ماركو نحوها، رغم الإرهاق البادي عليه، وكانت ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيه.
“لقد فعلناها، أيلول. نحن أحرار الآن.”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق تحت الحصار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى