رواية عشق تحت الحصار الفصل الثالث 3 بقلم منار الشريف
رواية عشق تحت الحصار الجزء الثالث
رواية عشق تحت الحصار البارت الثالث
رواية عشق تحت الحصار الحلقة الثالثة
وقف ماركو أمامها يتنفس بعمق كأنه يلتقط أنفاسه بعد رحلة طويلة من التوتر. شعر بالراحة تتسلل إلى صدره وهو يرى الابتسامة الهادئة على وجهها، تلك الابتسامة التي دائماً ما تمنحه الشعور بالسعادة. اقترب ببطء، وحاوط وجهها ناعم الملمس ودافئ الإحساس بين يديه القويتين، وكأنهما يحميانها من كل شيء. أنزل رأسه بهدوء حتى تلامس جبينه مع جبينها. العيون مغلقة، لكن مشاعرهما كانت تتحدث بلا كلمات؛ ثم ببطء شديد، اقترب أكثر ليطبع قبلة عميقة على شفتيها، قبلة حملت في طياتها حباً عميقاً وراحةً من كل الآلام. تنهد بعدها بخفة، وكأنه أفرغ كل مشاعره دفعة واحدة، همس لها بصوت هادئ وملؤه الحب: “أحبك أيلول.”
أما هي، فقد شعرت بدفء عميق يسري في جسدها، قلبها ينبض بشدة لكنها كانت هادئة، وكأنها وجدت نفسها أخيراً في المكان الذي يجب أن تكون فيه. شعرت بالحب يتغلغل في كل جزء من كيانها، وكأن هذه اللحظة كانت كل ما كانت تبحث عنه.
أردف قائلاً: “لن نهرب من الماضي، بل نواجهه. سنكون دائماً في مواجهة ما تركناه خلفنا، لكن الفرق هو أنني سأكون بجانبك، ولن أسمح لأي شيء أن يؤذيكِ.”
صمتت أيلول لوهلة، وكأنها تحاول أن تستوعب كلماته، ثم أغمضت عينيها للحظة. شعرت بأنها تقف عند مفترق طرق؛ خيارها بالاستمرار في هذا الطريق مع ماركو قد يعني التضحية بالكثير، ولكنه أيضاً يمنحها الفرصة لحياة مليئة بالحب والعشق والحياة.
“أنا أيضاً أحبك. لقد تغيرت حياتي بالكامل منذ أن التقيتك، ماركو… وأشعر بأنني أتعرف على نفسي من جديد.” همست له أيلول وهي تفتح عينيها ببطء. ثم تابعت بنبرة مليئة بالتردد: “لكن، ما زال هناك جزء مني يخشى ما قد يأتي بعد ذلك… كيف يمكننا الهروب من كل هذا؟”
أرخى ماركو قبضته قليلاً، لكنه لم يترك يدها. “لن نحتاج إلى الهروب إذا واجهنا كل شيء معاً. لا أعدك بأن الأمور ستكون سهلة، لكنني أعدك بأنني سأبقى معك في كل خطوة.”
أكمل مبتسماً ابتسامة خفيفة، تلك الابتسامة الرائعة التي دائماً ما كانت تخطف أنفاسها وتخفف من توترها. “نحن لا نهرب، أيلول. نحن نواجهه. كل ما مررنا به حتى الآن هو دليل على أننا أقوياء بما يكفي للتغلب على أي شيء.”
تنهدت أيلول بعمق، وهي تحاول تصديق كلماته. “لكن في بعض الأحيان أشعر أن كل خطوة نخطوها تأخذنا إلى مكان أكثر ظلامًا. وكأننا نغرق أكثر في هذا العالم الذي لا ينتمي لنا.”
مد ماركو يده ليمسك بوجنتها، وينظر إليها بعينيه العميقتين. “أيلول، أنا هنا معك. ولن أتركك أبداً تواجهين هذا العالم بمفردك. سواء كانت العواقب جيدة أو سيئة، نحن معاً.”
شعرت أيلول ببعض الراحة، لكنها لم تستطع تجاهل الشعور الغريب الذي كان يراودها. كانت تعلم أن الأمور قد تتصاعد في أي لحظة، وأن حبها لماركو، رغم كل ما يقدمه من قوة، قد يعرضهم لمخاطر أكبر مما كانت تتخيل.
____
بينما استمر الليل في إسدال ستاره على المدينة، كانت الخطة واضحة الآن. ماركو، فابيو، وأيلول عليهم أن يكونوا مستعدين لأي هجوم مفاجئ. كان صوت فابيو حادًا وهو يتحدث عن التفاصيل الأخيرة للهروب المحتمل.
“علينا أن نتحرك بسرعة غدًا. لا يمكننا البقاء هنا لفترة أطول. كريس لن يستسلم حتى يجدنا.”
أومأ ماركو برأسه. “أنا أعرف ذلك، وسنكون مستعدين. لكن لن نغادر حتى نتأكد من أن المكان الذي نذهب إليه آمن تمامًا.”
جلست أيلول في الخلف، تستمع إلى النقاش بحذر. كانت تعلم أن الوقت يضيق، وأن كل قرار يتخذونه الآن سيؤثر على مستقبلهم. لكن ما لم تتوقعه هو التغير الكبير الذي سيحدث في مشاعرها تجاه ماركو. كانت علاقتهم تزداد عمقًا يومًا بعد يوم، وبينما كان الخطر يقترب، شعرت أن قلبها لم يعد بإمكانه الإنكار.
نظرت إليه للحظة، وهو منشغل بوضع الخطة مع فابيو، وسألت نفسها: “هل ستكون هذه هي النهاية؟ أم ربما بداية شيء أكبر وأعمق؟”
كانت تلك اللحظة مليئة بالمشاعر المتضاربة لأيلول. نظرت في عينيه، ورأت الصدق والالتزام في كلماته، ولكن كان هناك شيء في داخلها ما زال يهمس بالخوف من المستقبل.
____
في الساعات التالية، وبعد ذهابهم إلى أحد منازل ماركو السرية، وقف فابيو ونظر إلى ماركو وأيلول بابتسامة هادئة، وقال: “سأترككما الآن. لدي موعد مع حبيبتي فيدرا، وأحتاج لرؤيتها قبل أن يتحول كل شيء إلى فوضى أكبر.”
نظرت أيلول إلى فابيو مبتسمة، وقالت: “اعتن بنفسك، ولا تقلق. سنكون بخير هنا.”
ماركو ربت على كتف فابيو، ثم قال: “حظًا سعيدًا مع فيدرا، وكن حذرًا. نحن نعتمد عليك.”
خرج فابيو من المنزل مسرعًا، تاركًا ماركو وأيلول وحدهما. ومع مغادرة فابيو، بدأ الهدوء يسود المنزل، وانسحب التوتر شيئًا فشيئًا. أغلق ماركو الباب بهدوء، ثم التفت نحو أيلول، التي كانت تجلس على الأريكة وتنظر إليه بنظرة عميقة ومثيرة.
اقترب ماركو منها ببطء، وأخذ مكانه بجانبها على الأريكة. لم يتبادلا الكلمات في البداية، بل كان الصمت بينهما مليئًا بالمشاعر التي لم يتم التعبير عنها. مدّ يده بهدوء، وأمسك بيدها، فارتجف قلب أيلول قليلاً.
همس ماركو بصوت خافت: “أيلول، لا أستطيع أن أصف لكِ كم أشعر بالراحة والسعادة لوجودك بجانبي. مع كل الخطر الذي يحيط بنا، أنتِ الشيء الوحيد الذي يمنحني السلام.”
رفعت أيلول عينيها لتلتقي بعينيه، وشعرت بشيء قوي يجذبها نحوه. قالت: “ماركو، لم أكن أتصور أبدًا أن أجد شخصًا مثلك، شخصًا يشعرني بالحب وبالأمان حتى في أحلك الظروف.”
اقترب ماركو أكثر، وعيناه لم تفارقا عينيها. قال بصوت خافت مليء بالحنان: “لا أريدكِ أن تشعري بالخوف أبدًا. طالما أنا معك، سأفعل كل شيء لحمايتك.”
رفعت أيلول يدها ولمست وجهه بحنان، ثم ابتسمت وقالت: “أعلم ذلك، وأثق بك تمامًا.”
تقدم ببطء نحوها حتى التقت شفاهما في قبلة هادئة مليئة بالعاطفة، كان كلاهما يعبر فيها عن كل ما لا يستطيعان قوله بالكلمات. كان الشعور الذي انتاب أيلول كما لو أن العالم من حولها قد اختفى، ولم يعد هناك سوى ماركو.
____
في تلك الأثناء، كان فابيو يسير في الشوارع المضاءة بأنوار خافتة، في طريقه للقاء فيدرا. كان يفكر في خططهم المستقبلية، وفي كيفية حماية أصدقائه. ولكن في كل مرة تذكر فيها فيدرا، كانت الابتسامة ترتسم على وجهه، وكأنها الضوء الوحيد في حياته المظلمة.
عندما وصل إلى المقهى الذي اتفقا على اللقاء فيه، وجد فيدرا جالسة تنتظره. كانت ترتدي فستانًا بسيطًا، لكنه زاد من جمالها الطبيعي. عندما رأته، ابتسمت ابتسامة خفيفة، تلك الابتسامة التي دائمًا ما كانت تذيب قلبه.
جلس فابيو بجانبها بعد أن أهداها قبلة رقيقة، وقال: “لقد تأخرت قليلاً.”
ردت فيدرا بهدوء: “لا بأس، أعرف أنك مشغول بالكثير من الأمور، لكنني سعيدة لأنك وجدت الوقت لرؤيتي.”
نظر إليها بعمق، وقال: “أنتِ لستِ مجرد شخص أراه في وقت الفراغ، فيدرا. أنتِ جزء من كل ما أفعله، وكل ما أفكر فيه.”
ابتسمت فيدرا بخجل، وقالت: “أنا فقط قلقة عليك. كل هذه المخاطر التي تواجهونها… لا أريد أن أفقدك، حبيبي.”
أمسك فابيو بيدها، وقال: “لن أفعل شيئًا يعرضنا للخطر أكثر مما يجب. سأبقى هنا لأجلك، لأنني لا أستطيع تخيل حياتي بدونك.”
كانت الكلمات مليئة بالعاطفة، لكنهما اختارا الصمت لبعض الوقت، فقط يجلسان معًا، يتأملان اللحظة الهادئة في وسط العاصفة التي كانت تقترب.
____
بعد لحظات من الهدوء بين ماركو وأيلول، نهض ماركو وأمسك بيدها، قائلاً: “دعينا نذهب إلى الشرفة. الهواء البارد سيشعركِ بالانتعاش.”
خرجوا معًا إلى الشرفة المتواجدة في أحد الغرف، حيث كانت السماء مليئة بالنجوم، والمدينة أسفلهم هادئة. استندت أيلول إلى حافة الشرفة، تنظر إلى الأفق البعيد، بينما كان ماركو يقف خلفها، يضع يديه على كتفيها بلطف.
قال ماركو بصوت هادئ: “كلما نظرت إلى النجوم، أشعر أن الأمور ستكون بخير. كما لو أن الكون كله يتآمر لجعلنا نتجاوز كل هذا.”
استدارت أيلول لتنظر إليه وقالت: “ربما لأننا نتعلم من كل لحظة نعيشها. الحب الحقيقي يظهر في الأوقات الصعبة، وهذا ما يجعلني أثق أننا سننجو.”
اقترب ماركو منها أكثر، وضمهما الهواء البارد في تلك اللحظة إلى دائرة من الحميمية التي لم يستطع أي خطر خارجي اختراقها. “أيلول، لا يهمني ما سيأتي غدًا. طالما أنتِ معي، هذا كل ما أحتاجه.”
ابتسمت أيلول وهي تنظر في عينيه، شعرت بالدفء الذي ينبع من قلبه. “وأنا أيضًا، ماركو. لا شيء يهم طالما نحن معًا.”
في تلك اللحظة، قربها ماركو من حضنه أكثر ببطء، وقبل جبينها برفق، وكأنه يعاهدها بأن يكون بجانبها في كل خطوة، وأن يواجه العالم من أجلها. بدأت الرياح تهب بلطف، وكأنها تحمل في طياتها شعورًا بالحنين والرغبة. نظر ماركو إلى أيلول بعينيه المشتعلتين بالمشاعر، واقترب منها أكثر، حتى شعرت بحرارة أنفاسه تلامس بشرتها الباردة.
“أيلول،” قال بصوت خافت مليء بالعاطفة، “أستطيع أن أنكر ما أشعر به… أنتِ كل ما أريده الآن.”
في تلك اللحظة المفعمة بالمشاعر، شعرت بالانجذاب القوي تجاهه، وكأن كل مشاعرها كانت تتدفق نحوه بدون مقاومة. لم يستطع أن يمنع نفسه من الاندفاع بمشاعره بما يطالب به جسده، وضع يديه حول عنقها وسحب وجهها نحوه. التقت شفتاها في قبلة عميقة ومليئة بالرغبة، تداخلت أنفاسهما، وبدأت يديه تتجولان على جسدها برغبة وبرقة، وكل توتر الأيام الماضية تلاشى في تلك اللحظة.
شعرت أيلول بتيار من الكهرباء يجتاح جسدها، وأجابت بلمسة خفيفة على ذراعيه: “ماركو، أريدك معي الآن.”
في تلك اللحظة الفاصلة، تحولت القبلة إلى احتضان أكثر قوة، بينما بدأت يديه تتسلق ببطء إلى أسفل ظهرها، ليشعر بكل منحنى من منحنيات جسدها. “أنتِ لا تعرفين كم أشتاق إليكِ،” همس بها ماركو وعيناه تتأملان عينيها بعمق. في تلك اللحظة لم يعد يتمكن من تمالك نفسه بعد الآن. رفع أيلول بين ذراعيه بحركة واحدة قوية، وحملها ببطء نحو الفراش.
حيث تلاشت الحدود بينهما. أنزلها على الفراش برفق، وعيناه لا تفارقان عينيها. كانت أنفاسهما ثقيلة، وكأن الهواء من حولهما اشتعل بالشغف.
كانت أيلول مستسلمة لمداعباته، وردت عليه برغبة، وتحولت الأجواء حولهما إلى سحر لا يقاوم. وضعت يديها على صدره وقالت له: “دعنا نستمتع بلحظاتنا الخاصة”، بينما كانت تتنفس بعمق. بدأ هو يفك أزرار قميصها ببطء، وكل زر كان يكشف المزيد من بشرتها الحليبية الناعمة.
وفي المقابل، مدت أيلول يدها ولمست صدره العاري مسبقًا، فشعرت بنبضات قلبه المتسارعة، ولم تستطع أن تمنع نفسها من الاقتراب أكثر. فانحنى نحوها ببطء عندما شعر بها، يمرر يده على جسدها بحنان ممزوج برغبة قوية. كانت أصابعه تتحرك برقة على بشرتها، وكأنها تستكشف كل جزء فيها للمرة الأولى.
همست أيلول بصوت مبحوح: “ماركو… توقف.”
ابتسم ماركو بحنان وهمس في أذنها برغبة عارمة: “لن أفعل، لن أتوقف أبدًا.”
“أيلول،” قال ماركو بنبرة مليئة بالشغف، بينما كانت يديه تلامسان منحنيات جسدها بشكل يجعل نبضها يتسارع. وبين كل لمسة وكل قبلة، تتصاعد الحرارة بينهما. أجسادهم تلاحمت في انسجام تام كأنهما يترجمان كل ما يختلج في قلوبهم إلى لغة من الشغف والعاطفة. أحاطت أيديهما ببعضهما، وأصبح الجو بينهما متوترًا بالشغف والرغبة. بشغف متزايد، أغلقت عينيها بينما كان جسدهما يتعانق في لحظة من العشق العميق.
تخللت الأنفاس المتسارعة بينهما، ومع كل لمسة وكل همسة كان كل منهما يكشف عن أعمق أسراره، مما جعلهما يشعران بأنهما واحد.
انغمسوا في تلك اللحظة المليئة بالعاطفة، حيث كانت القبلات تتسارع، والأجساد تتلاحم بقوة، وكأن الزمن توقف حولهما، تاركًا لهما مساحة ليشعرا بأنهما في عالم خاص، محاطين بالحب والشغف.
____
في نفس الوقت، كان فابيو وفيدرا يسيران معًا في شوارع المدينة المضيئة، يدًا بيد، مستمتعَيْنَ باللحظات الهادئة التي جمعت بينهما. نظر فابيو إلى فيدرا وقال: “أعلم أن كل شيء من حولنا يبدو معقدًا الآن، لكنني أعدكِ بشيء واحد: “سنجد طريقنا للخروج من هذا، وسأكون هنا دائمًا لأكون بجانبك.”
نظرت فيدرا إليه بابتسامة مليئة بالحب والامتنان، وأجابته: “طالما أنك بجانبي، فابيو، لا شيء يمكنه أن يخيفني.”
كانت تلك الكلمات كافية لجعل فابيو يشعر بالسلام. مشى بجانبها في صمت، مدركًا أن الحب الذي يجمعهما سيكون حبل النجاة وسط الفوضى المحيطة.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق تحت الحصار)