رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الثلاثون 30 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق بين نيران الزهار الجزء الثلاثون
رواية عشق بين نيران الزهار البارت الثلاثون
رواية عشق بين نيران الزهار الحلقة الثلاثون
الشعله الثلاثون
ـــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل هاشم الزهار.
رأت مهره دخول وسيم بسيارته الى المنزل من تلك الشرفه المُطله على حديقة المنزل، نادت عليه حين نزل من السياره ذهب إلى مكان جلوسها بالشُرفه
تحدث وسيم: مساء الخير ياماما.
ردت مهره: مساء النور جاى منين دلوقتي: رد وسيم: أنا كان عندي كذا محاضره وبعدها كان عندى مشوار روحتهم ولما خلصت رجعت لهنا.
ردت مهره: كويس إنك أفتكرت هنا قولى بقالك كذا ليله مش بتبات هنا فى البيت بتروح تبات فين، لو مش عارفه توتر العلاقه بينك وبين رفعت كنت قولت بتروح تبات عنده فى السرايا.
رد وسيم: لأ فعلاً مش ببات فى السرايا، أنا ببات فى بيت أبويا وحيد الشامى.
ردت مهره بأختصار:والسبب أيه،ليه مش بتنام هنا؟
رد وسيم:بدون سبب….كان مرتاح أكتر.
تنهدت مهره قائله:براحتك نام فى المكان اللى يريحك،أنا هقوم أقول للشغاله تحضر لينا العشا.
قالت مهره هذا ونهضت دخلت الى المنزل وتركت وسيم يزفر أنفاسه بضيق بسبب معاملتها له التى أصبحت شبه حياديه.
بينما كان هناك أذن هاشم التى تسمعت حوار مهره ووسيم،لكن هرب سريعاً حين نهضت مهره
دخل الى مكتبه ينهد براحه وشعور سعيد…هنالك خلاف قائم بين وسيم ورفعت،والإثنان يتجنبا بعضهم،زفر أنفاسه بنصر…يقول:يا ترى أيه اللى حصل بين الأخوه،أيه قلبوا أعداء بصحيح أنا إزاى ملاحظتش عدم حضور رفعت لخطوبة وسيم ولمى …مر عليا الأمر عادى…واضح إن فى خلاف وخلاف كبير كمان…عندى يقين إن سبب الخلاف ده هى لمى..أول مره يجى مصلحه من وراء بنات هشام وچاكلين.
على سيرة چاكلين كان هنالك رساله آتيه منها لهاتفه
فتح الهاتف وقرأ الرساله
التى تخبرهُ فيها أنها ستآتى قريباً للأسكندريه،لكن بعد عودة فابيو الى اليونان
نفخ هاشم بضيق قائلاً:يعنى فابيو قربت رحلته تنتهى،وهتنتهى كده بسرعه من غير البركان ما يسيب آثر هنا مكانه
لكن كما توقع البركان…ها هى رساله مُشفره تصل له…فحواها اللقاء قريباً بالأسكندريه.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لأستطبل خيل رفعت
ظل رفعت مع الطبيب الذى قام بتجبير قدم الفرسه حتى إنتهى،وغادر الطبيب الأستطبل وخرج رفعت من غرفة تلك الفرسه تتراقص أمامهُ شياطين العضب.
نادى على أحد العمال وقال له: شوفلى فين صفوان المنسى،وخليه يحصلنى بسرعه عالمكتب فى السرايا.
دخل رفعت الى السرايا، تقابل مع محاسن التى قالت له: رفعت بيه الست إنعام من الصبح ومش راضيه تاكل وحاولت معاها رافضه،وبتقول عاوزه ترجع إسكندريه .
تنرفز رفعت يقول: أيه اللى جاب إسكندريه دلوقتي فى راسها، حاولى تانى معاها… الدكتوره فين خليه تحاول معاها هى بتسمع كلامها.
ردت محاسن: الدكتوره مرجعتش لسه.
تنرفز رفعت يقول:تمام أنا هتصل عالدكتوره وروحى حاولى تخليها تاكل.
غادرت محاسن وتركت رفعت الذى فتح هاتفه يقوم بالإتصال على زينب التى تتجاهل الرد بالتأكيد عمداً منها
تعصب وأغلق هاتفه وكان سينادى على أحد السائقين يذهب يأتى بزينب،لكن تفاجئ بدخولها…
نظر لساعة يدهُ وقال بعصبيه:أيه آخرك وبطلبك ليه مش بتردى عليا؟
ردت زينب:أنا متأخرتش عادى وأنت كنت بتطلبنى وأنا على باب السرايا فقولت مالوش لازمه أرد على إتصالك.
زفر رفعت نفسه بغضب وقال:تيتا محاسن بتقول إنها غضبانه عالأكل من الصبح.
ردت زينب:والسبب أيه أنا هطلع أشوفها وأطمن عليها.
صعدت زينب وتوجه رفعت الى غرفة المكتب.
بعد قليل دخل صفوان الى داخل السرايا، لكن بالصدفه تقابل مع رامى ومروه التى تبسمت له ورحبت به كذالك رامى الذى صافحهُ وتبسم له.
تلجلج صفوان قائلاً:رفعت بيه سابلى خبر اقابله هنا فى المكتب.
تبسم رامى قائلاً:البيت بيتك يا عم صفوان،خير ورفعت كان عايزك ليه؟
تبسمت مروه وهى تنظر لأستقبال رامى لوالدها بترحيب
لكن
قبل أن يرد صفوان…كان صوت رفعت حاسماً حين خرج من غرفة المكتب وتوجه الى مكان رامى وصفوان:
خلينا ندخل المكتب وهتعرف وقتها يا رامى،إنت كنت فين من الصبح؟
رد رامى:كنت مع مروه بنتفسح وعملنا شوبينج.
تحدث رفعت وهو ينظر نحو صفوان: خلينا ندخل للمكتب.
تلجلج صفوان وقال: أمرك يا رفعت بيه؟
تعجب رامى
بينما مروه شعرت بغبطه بسبب تحدث والداها أمام رفعت بسبب رده بتلك الطريقه الدونيه ظلت واقفه وهى ترى والداها ورفعت يدخل خلفه الى غرفة المكتب
نظرت لرامى قائله: هو رفعت عاوز بابا ليه؟
رد رامى: معرفش يمكن حاجه بخصوص الشغل ، هروح أشوف أيه الحكايه
تحدثت مروه:هاجى معاك.
كان رامى سيرفض لكن بسبب صوت رفعت العالى أثار فضول رامى ذاته.
بالفعل دخل رامى وخلفه دخلت مروه الى غرفة المكتب وليتها لم تدخل وترى والداها بذالك المنظر المُخزى،وهو يقف أمام رفعت الذى يتحدث معه بتعنيف لحدٍ كبير.
شعرت مروه بحُزن على والداها وقالت:فى أيه يا رفعت بتكلم بابا بالشكل ده ليه؟
تهكم رفعت وقال وهو ينظر ناحية رامى: خلى مراتك تخرج من المكتب يا رامى، بلاش تدخل فى اللى ملهاش فيه؟
ردت مروه بحِده: هو أيه اللى ماليش فيه،لاحظ اللى بتكلمه ده يبقى بابا،وبعدين إنت إزاى بتكلم بابا بالطريقه دى.
رد رفعت بعصبيه: وعاوزانى أكلمه إزاى، أطبطب عليه وهو إتسبب لينا فى خساره كبيره.
حاول رامى تهدئة حِدة الموقف قائلاً:
أيه اللى حصل، يا رفعت قولى وخسارة أيه اللى إتسبب فيها عم صفوان؟
نظر رفعت نحو صفوان قائلاً: إسأل حماك العزيز؟
ردت مروه: قولنا أنت أيه اللى حصل وخسارة أيه اللى تقصدها ومهما كانت قيمة الخساره دى، مكنش لازم تكلم بابا بالطريقه الفظه دى.
رد صفوان: والله أنا ما كان قصدى اللى حصل كان قدر… أنا كنت واخد الفرسه أسقيها وفجأه إتعطرت رِجلها وبعدها نامت،جيت أوقفها ها موقفتش وحاولت أوقفها كذا مره لحد ما وقفت بس بسرعه نامت تانى على بطنها حاولت أنا واتنين من العمال فى الاستطبل معاه، لحد ما بالعافيه دخلنها للبلوك بتاعها فى الأستطبل وطلبنا لها الدكتور، بس كده.
ضحكة سخريه وتهكم من رفعت صحبها قوله:طلبت لها الدكتور وروحت فين بعدها،روحت تبلغ اللى أمرك إنك تكسر رجلها ومفكر كلامك الغبى ده هيدخل عليا.
تعجب صفوان يقول:مين اللى أمرنى أكسر رجلها والله ده كان قدر بدون قصد منى، وأنا مشيت من المزرعه روحت لنعمان أخو مراتى، طلبنى عالموبايل وقالى محتاجنى بسرعه، روحت له عالمكان اللى قالى عليه لقيته جايب شتلات زراعيه وقالى أساعده فى غرسها، ولو مش مصدقنى إسأله موبايلى أهو عليه آخر مكالمه.
بالفعل أخذ رفعت الهاتف من يد صفوان، لكن بحث بين مكالمات صفوان السابقه الى أن وجد ضالته فوضع الهاتف بوجهه قائلاً بنبرة إتهام: فى هنا مكالمه من هاشم الزهار، أظن فهمت أنا أقصد أخدت من مين آمر كسر رجل الفرسه دى بالذات
تلجلج صفوان قائلاً: فعلاً هاشم الزهار أتصل عليا ، بس….
قاطعت مروه والداها تنظر لرفعت قائله: اللى بتقوله ده إتهام صريح لبابا انه قصد يكسر رجل الفرسه بأمر من هاشم الزهار، ومتاكده بابا مستحيل يعمل كده.
تهكم رفعت ونظر لصفوان يقول: تنكر إنك روحت قابلته فى الٕاستطبل بتاعه مرتين الأسبوع اللى فات.
إنصدم صفوان وحاول التحدث
لكن قال رفعت بإتهام: طبعاً هترد تقول ايه كل شئ واضح، هاشم إشتراك بقد أيه علشان تخونا؟
إنصدم رامى ومروه بقول رفعت
بينما قال صفوان بدفاع واهى: أنا والله ما خونتكم، هاشم الزهار فعلاً إتصل عليا وطلب أنى أقابله فى الاستطبل، بس مش علشان أخونكم، كان لسبب تانى خالص.
رد رامى: وايه هو السبب التانى ده؟
نظر صفوان لمروه وترغرغت عيناه بالدموع… للحظات حائر، أيقول الحقيقه عن دناءة صفوان وطلبه الزواج بليلى عرفياً، لكن لو قال ذالك أمام مروه قد تظن انه وافق على ذالك وسيسهل له الآمر كما فعل معها سابقاً، وسهل الآمر على رامى ليتزوج بها.
صمته جعل مروه تقول: قول يا بابا، هاشم كان عاوزك ليه؟
رد صفوان: كان عاوزنى أرجع أشتغل عنده فى مزرعة الخيل بتاعته، وكان هيضاعف ليا أجرتى، بس أنا رفضت وقولت له إنى مستحيل أسيب الشغل هنا.
تهكم رفعت يقول:لا والله صادق،جوابك ميدخلش على طفل صغير،الصدف بتلعب
بعد ما هاشم يطلب منك،ترجع تشتغل عنده وسيادتك ترفض،تقوم الفرسه تتكعبل منك ورجلها تنحش،صدفه عجيبه مش كده.
ردت مروه عن والداها:رفعت بلاش طريقتك دى فى إتهام بابا،وهو هيكدب ليه،وبعدين ايه مصلحة هاشم الزهار فى كسر رجل الفرسه وكمان بابا هيستفاد أيه،وايه سبب أهمية الفرسه دى عندك كده؟
رد رفعت:الفرسه دى المفروض كانت هتسافر إنجلترا كمان أسبوعين وتمنها متحول علينا مسبقاً،ومن ناحية مصلحة هاشم أقولك
ضرب من تحت الحزام
ووالدك هيستفاد طبعاً من كرم هاشم الزهار،اللى بيخص بيه خدامينه المُطعين.
ردت مروه:أوعى لكلامك يا رفعت…بابا مش من خدامين هاشم الزهار وصدقت أو لأ بس أنا مصدقه دفاع بابا،ومش هسمحلك تهينه أكتر من كده يلا يا بابا،أنت مش مجبور تدافع عن نفسك أكتر من كده،إنت قولت الحقيقه…وطالما رفعت مش مصدق هو حر.
قالت مروه هذا وجذبت يد والدها وخرجت من غرفة المكتب.
بينما نظر رامى ل رفعت قائلاً:
مكنش لازم تتهم عم صفوان بالطريقه دى،و…
قاطعهُ رفعت قائلاً:أنا متأكد من إتهامى،أعقلها يا رامى،إشمعنا هاشم بعت لصفوان دلوقتي وعاوز يرجعه يشتغل عنده مع إنه هو اللى من كم سنه طرده من عنده،وفجأه رجل الفرسه دى بالذات تنكسر وفى الوقت ده…أكيد صفوان عمل كده عربون محبه وولاء لهاشم،هاشم عاوز يرجع يسيطر من تانى على سوق الخيول،والطريقه الوحيده هى الخيانه والضرب من تحت الحزام.
رد رامى:مش صحيح يا رفعت…بلاش كرهك لهاشم الزهار يصورلك إن كل اللى بيقرب منه يبقى خاين لك،أنا مصدق عم صفوان.
تعجب رفعت وقال:مصدق صفوان ولا حبك لبنته عمى عيونك مش مخليك تشوف الحقيقه قدام عنيك.
صمت رامى للحظات ثم سمع الإثنين صوت عالى نسبياً من الخارج فذهبا إليه.
وقف رامى مصدوم حين رأى مروه تقف مع والداها الذى يحاول تهدئتها.
حين قالت له:أنا هاجى معاك يا بابا مش هقدر افضل فى مكان تهموك فيه بالخيانه.
رد صفوان:يا بنتى رفعت بيه فاهم غلط وهو دلوقتي متعصب أما يهدى هيرجع عن تفكيره ده،بلاش تسيبى بيتك.
ردت مروه:بعد ما أتهمك الإتهام الباطل ده ولسه بدافع عنه،بابا أنا مستحيل أفضل هنا.
رد رامى قائلاً:ومين هيسمحلك تخرجي من هنا يا مروه،خلاص كان سوء فهم وإنتهى.
ردت مروه وهى تنظر بإتجاه رفعت الذى خرج هو الآخر من غرفة المكتب:
طالما كان سوء فهم،رفعت ليه ميعتذرش من بابا على إتهامه له بالخيانه .
تهكم رفعت بسخريه هو على يقين أن ما حدث للفرسه ليس من محض الصدفه ولا القدر من صفوان
نظر رامى ل رفعت عله يتحدث لكن صمت رفعت لا يبالى.
بينما إغتاظت مروه أكثر وقالت:واضح إن رفعت مُصر على إتهامه لبابا بالكذب كرامة بابا من كرامتى،وإن كان رفعت عنده يقين إن بابا خاين يبقى ليه تفضل بيت الخاين هنا فى السرايا….
قال صفوان بتهدئه:مروه ده بيتك ولازم تحافظى عليه وأنا متأكد أنى برئ من تهمة رفعت بيه…أنا خلاص كنت إتفقت مع خالك إنى هسيب الشغل فى تربية الخيول وهروح اشتغل معاه فى زراعة الشتلات والأرض اللى إشتراها وكان عندي شوية تردد بس اللى حصل إشاره من ربنا خلاص أنا أخدت القرار معتش هشتغل تانى فى تربية الخيول…أنا لازم أمشى وإنتى بلاش تسيبى بيتك علشانى…قال صفوان هذا وقبل جبهة مروه وخرج من السرايا بينما نظرت مروه ل رفعت ثم ل رامى وصعدت سريعاً دون تحدث.
تحدث رامى بلوم:مكنش لازم تتهم صفوان بالخيانه،أكيد هو مش هيكذب لو كان خاين كان باعنا من زمان.
رد رفعت بعصبيه:بلاش نظرات مروه تأثر فيك،صفوان حتى لو مش خاين فهو مش مأتمن،عاوز تفهمنى إن هاشم هيرجعه مره تانيه عنده بعد ما هو طرده زمان،والسبب إنه متخاذل فى شغله وانا بس قبلت أشغله وإستحملت تخاذله بس علشان خاطرك
بس كفايه كده مروه خلاص بقت مراتك وتقدر تفرض عليها، كلمتك ولا هتسمح لها هى اللى تمشى كلمتها عليك.
ردرامى: زى الدكتوره ما بتمشى كلامها عليك وبتنام فى اوضه وأنت فى أوضه وسايبها براحتها، فوق يا رفعت إنت زيي وأكتر، إنت عاشق وغضبك ده بسبب بُعد زينب عنك، إنت بتقاوم فى معركه إنت الوحيد الخسران فيها.
قال رامى هذا وترك رفعت وصعد خلف مروه
بينما رفعت نظر الى أعلى خلف رامى، رأى زينب تقف أعلى السلم يبدوا انها سمعت حديث رامى الأخير، تحدث رفعت:
جدتى كالت.
ردت زينب من أعلى: أيوا بصعوبه أقنعتها تاكل، بس لسه مُصره تسافر إسكندريه، بتقول إشتاقت للبحر.
ردرفعت: تمام كم يوم وهنسافر للأسكندريه.
ردت زينب بسؤال: مين اللى هيسافر إسكندريه أنا يا دوب لسه راجعه من أجازه مبقاليش أيام أنا من يوم ما أتجوزتك باخد أجازات أكتر ما بشتغل، عاوز تسافر سافر لوحدك ومتفكرش أنه هتخدرنى مره تانيه زى ما حصل لما سافرنا سوهاج، وكمان نسيت أقولك.
إنى خلاص قدمت على طلب نقلى من هنا لأى مكان تانى، وأظن إنت عارف بعدها أيه اللى لازم يحصل… إنفصالنا.
نظر رفعت ل زينب بسحق ولم يرد وتوجه للخروج من السرايا.
بينما تنهدت زينب قائله: مفيش قدامى غير الطريق ده يا رفعت علشان تتراجع عن الانتقام اللى متمكن من قلبك مفيش قظامى طريق التهديد إنى هسيبك وأمشى زى غيرى….بس ده مش هيحصل أبداً أنا معاك للموت أو الولاده من جديد يا رفعت.
بينما صعد رامى خلف مروه لكن تفاجئ بمروه أغلقت باب الغرفه عليها بالمفتاح… تحدث قائلاً: مروه إفتحى الباب، دى مش طريقه تتعاملى بيها معايا.
ردت مروه من خلف الباب: رامى من فضلك سيبنى لوحدى، لأن لو فتحت الباب معرفش ممكن بعدها ايه هيحصل.
زفر رامى نفسه بغضب وقال: تمام، أما تهدى نبقى نتكلم.
…………
بعد قليل بمنزل صفوان المنسى.
طرق قوى على الباب، فتحت فاديه بلهفه ورجفه.
وجدت أمامها شاباً يقول:
إلحقى يا ست فاديه عم صفوان فى إتنين بلطجيه ضربوه وهو راجع فى الطريق وإسعاف الوحده جه خدهُ
إنخضت فاديه بشده كذالك ليلى وهبه اللتان خرجتا خلف فاديه وسمعن ما قاله الشاب
……….
فجراً
لم تستطيع مروه النوم تشعر بمهانه رفعت اهان والداها ونعته بالخيانه، رامى دافع عن والداها أمام رفعت لكن قليلاً كانت تخاف أن توضع بموقف كهذا يوماً كان هذا من ضمن اسباب رفضها حب رامى بالماضى، أن تبقى إبنة خادم لديهم.
تدمعت عين مروه …. لكن جففت دموعها حين سمعت رنين هاتفها تعجبت من الذى يتصل عليها بوقت باكر هكذا.
فتحت هاتفها وإرتجفت حين وجدت إسم والداتها.
حاولت إجلاء صوتها وردت سريعاً تقول: ماما خير بتتصلى عليا ليه دلوقتي؟
ردت فاديه: مش خير يا مروه صفوان إمبارح وهو راجع من السرايا طلع عليه بلطجيه وضربوه وإحنا فى الوحده دلوقتي
نهضت مروه قائله: انا جايه حالاً.
فى ثوانى أبدلت مروه ثيابها وخرجت من الغرفه ثم من السرايا دون علم أحد.
فى خلال دقائق معدوده كانت فى الوحده الصحيه ودخلو الى الغرفه التى دلتها والداتها عليها.
نظرت لمنظر والداها الممدد على الفراش بوجع وصدمه، ودموع فرت من عيناها حين إقتربت منه ورآت بعض أثار الضرب المُبرح على وجهه المكدوم بشده.
رفعت مروه وجهها ونظرت لوالداتها قائله: أيه اللى حصل لبابا.
ردت فاديه: معرفش غير شاب من البلد جالنا عالباب وقالنا إن فى بلطجيه إتهجموا على صفوان وهو راجع من السرايا و….
توقفت فاديه عن إسترسال حديثها.
فقالت مروه وأيه يا ماما.
صمتت فاديه وتساقطت دموعها.
نظرت مروه لأختيها وقالت: قالكم ايه تانى الشاب يا ليلى.
صمتت ليلى، نظرت مروه لهبه،فقالت لها بحسن نيه:
قال إنه سمع البلطجيه اللى كانوا ببضربوا بابا قالوله إن رفعت بيه هو اللى أمرهم يضربوه،ويكسروه زى ما كسر رجل الفرسه.
لاتدرى هبه أنها نزعت آخر فتيل لعقل مروه.
التى بمجرد أن سمعت ذالك،غاب عقلها عن التفكير
وتركتهن بالمشفى وعادت الى السرايا كانت خطواتها تتسابق مع رياح الغضب التى تعصف بها.
دخلت الى السرايا وقابلت إحدى الخادمات قائله:
فين بات رامى ليلة إمبارح؟
ردت عليها:بات فى أوضته القديمه.
تركت مروه الخادمه وتوجهت الى تلك الغرفه فتحت الباب بقوه وعصفته بقوه أكبر مما جعل رامى ينهض بفزع ليس فقط من عصفها للباب بل بسبب ملامح وجهها المتهجمه حين قالت ل رامى
رفعت بعت بلطجيه من عنده وراء بابا يضربوه ويكسروا جسمه.
نهض رامى من على الفراش قائلاً: مروه بلاش جنان رفعت مستحيل يعمل كده… أنا….
قاطعته مروه قائله: وبابا اللى نايم فى الوحده جسمه كله مكسر واللى سمعوا البلطجيه وهما بيضربوا بابا كدابين… رامى انا مستحيل أفضل هنا بعد كده مستحيل أقدر أبص فى وش رفعت وانا عارفه أنه السبب مش بس فى إهانة بابا لأ وكمان فى انه يبعت بلطجيه لبابا يضربوه.
رد رامى: مروه بلاش جنان، تعالى معايا نواجه رفعت أنا متأكد أنه مستحيل يعمل كده…
ردت مروه: لسه بدافع عنه بعد إهانته إمبارح لبابا، مكفهوش الأهانه كملها بالبلطجيه انا مش هاجى معاك،عاوز تروح له وتصدق كذبه إنت حر.
ذهب رامى الى غرفة رفعت وفتح باب الغرفه مباشرةً دون طرق على الباب، وجد رفعت مستيقظ وبيدهُ كوباً من القهوه.
تحدث سريعاً: قولى يا رفعت مش إنت اللى بعت البلطجيه اللى ضربوا عم صفوان.
رد رفعت: إنت جاى تتهمنى، إنى انا بعتت بلطجيه يضربوا صفوان، ليه مكنتش اقدر أضربه أنا بأيدى، ولا خايف على إيدى لتتكسر أصلى بقيت عيل وواحده ست بتلعب بيا.
تعصب رامى قائلاً: بلاش طريقتك دى يا رفعت، بسألك سؤال تجاوب عليه؟
رد رفعت: أجاوبك على أنه سؤال ولا إتهام؟
ردت مروه التى دخلت: الاتنين يارفعت سؤال واتهام زى ما عملت إمبارح مع بابا كان سؤالك له إتهام ومش بس إكتفيت بأهانة واتهام بابا بالخيانه كمان كملت وبعتت له بلطجيه متفرقش عنهم يضربوه.
رد رفعت بعصبيه:لو كنت عاوز اضربه مكنتش سيبته يطلع من السرايا وكنت جلده هنا قدام الكل مش رفعت الزهار االى يبعت بلطجية شوارع.
تعصبت مروه وهى تنظر ل رامى قائله أنا مستحيل افضل هنا دقيقه واحده لو لسه عاوزنى كزوجه لك مستحيل أعيش أنا ورفعت تحت سقف واحد وده آخر قرار عندى.
قالت مروه هذا وغادرت الغرفه.
بينما تهكم رفعت قائلاً: إلحقها قبل ما تنفذ تهديدها وتهجرك.
رد رامى بآسف: للآسف يا رفعت إنت الإنتقاموالغرور عموا عيونك مبقتش شايف غير نفسك اللى صح… فوق وعيش حياتك هتاخد أيه من الإنتقام.
ترك رامى رفعت وذهب الى غرفة جدته
طلب من محاسن إحضار حقيبة ملابس لجدته من أجل السفر….
ثم توجه الى الجناح الخاص بيه مع مروه وجدها تقوم بجمع ثيابها بحقيبه،حين رأته قالت له:
بلاش تدافع عن رفعت قدامى خلاص،قرارى لو عاوز جوازنا يستمر يبقى مش هفضل هنا فى السرايا.
تنهد رامى وحاول تلطيف الجو قائلاً:تمام،هناخد جدتى ونروح نعيش فى ڤيلة إسكندريه…هى بقالها كم يوم نفسها تروح هناك.
ردت مروه:إنت عارف إنى بحب تيتا إنعام.
بينما رفعت حين قال له رامى حديثه وخرج من الغرفه تارك رفعت خلفه يشعر بثوران فى جسدهُ
سرعان ما ترك رفعت هو الآخر الغرفه ونزل الى الاسفل نادى على أحد الحرس الخاص له تحدث معه قليلاً ثم عاد الى الداخل وكاد يصعد درج السرايا .
لكن
تفاجئ أثناء صعوده للسلم بنزول
رامى خلف زوجته التى تمسك بيد جدتهم
مرا الأثنتان من جوارهُ، رفع رفعت وجهه ونظر لرامى الذى للحظه أخفض وجهه ثم رفعه ينظر لرفعت الذى قال:
بيقولوا الأخوات بيفضلوا أخوات لحد ما بيجى حاجه من إتنين تفرق بينهم
يا أما ميراث …. أو حريم
وإحنا الميراث مفرقش بينا… بس….؟
صمت رفعت وهو يرى نزول زينب هى الاخرى، نظر لعيناها كانت تتحدث بمغزى
. إعتذر يا رفعت لأخوك بلاش تخسر كل اللى حواليك
ردت عين رفعت: مش انا الغلطان، أنتى كمان هتسيبنى وتمشى.. زيهم.
ردت عين زينب بتحدى: لأ يا رفعت مش همشى قاعده على قلبك.
لكن رامى لم ينظر لرفعت وأخذ جدته ومروه وغادر،يعلم أنه لو نظر لوجه رفعت لن يغادر السرايا،وسيخسر مروه.
الأختيار الآن صعب،لكن لابد أن تهدأ النفوس أولاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوعين
بعد منتصف الليل بالأسكندريه.
دخلت مروه خلف رامى الى غرفة النوم قائله بتهجم: بقينا بعد نص الليل على ما أفتكرت إن فى واحده فى البيت قاعده مستنياك وقلقانه عليك ، هتقولى زى كل يوم
كنت مع أصحابى والوقت سرقنا.
نظر لها رامى قائلاً: نفس الموشح من يوم ما سيبنا الزهار وجينا عشنا هنا فى إسكندريه، مروه إرحمينى بلاش نكد أنا مصدع مش ناقص.
إحتدت مروه قائله: ومكنتش مصدع وانت سهران مع أصحابك القدام ولا خلاص زهوتى راحت.
تعصب رامى قائلاً: مروه بلاش….
قاطعته مروه قائله بدمعه حبيسة عيناها:
إعترف يا رامى إنك بتتهرب منى جواك نفور منى لأنى كنت السبب فى الخلاف اللى وقع بينك وبين رفعت، ندمت إنك إخترتنى.
رد رامى بعصبيه: مروه بلاش طريقتك دى كفايه من يوم ما جينا هنا لأسكندريه، كل اللى فى دماغك إنك حاسه أنى ندمان إنى سيبت السرايا لرفعت وجيت لهنا، وإن بسهر علشان أتجنب، كلامك ده، وفعلاً أنا بسهر علشان كده ، بس مش ندم لأ زهق من غيرتك اللى بشوفها فى عينك لما بتسمعينى بكلم أى حد فى التليفون، مفكره أنى جاى لهنا إسكندريه علشان أبقى دنچوان، مروه أنا اختارتك أنتى وإتجوزتك إنتى علشان بحبك، كان قدامى البنات كتير وأجمل منك واى واحده منهم تستنى منى اشاره بس دول مكنوش فى بالى، مروه ليه مُصره تنكدى علينا حياتنا، رفعت انا متأكد أنه مش هو اللى بعت البلطجيه يضربوا باباكي، أنا لما سيبت السرايا سيبتها علشان ترتاح نفسيتك شويه بس للأسف كنت غلطان كفايه ضغط عليا أكتر من كده، غيرتك وأفعالك دى بتأدى بينا لطريق الله أعلم أيه نهايته، مهما كان الحب قوى الغيره والشك لوحدهم قادرين يهدموه.
قال رامى هذا وخرج تاركاً الغرفه، لمروه التى جلست على الفراش تبكى، يبدوا أن إحساسها القديم كان صحيحاً وأنها أخطأت حين تركت سرايا الزهار وآتت لهنا الى الاسكندريه ها هو رامى عاد لطريقهُ القديم يؤكد لها أنها لم تكن الأ زهوه وإقتربت تنطفئ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين ظهر وعصر اليوم التالى
صدح هاتف رفعت
قام بالرد قائلاً: أهلاً يا محمود ها قولى آخر الأخبار عندك فابيو غادر إسكندريه ولا لسه عندك.
رد محمود:لأ لسه هنا فى إسكندريه،بس حصلت حاجه غريبه قوى
النهارده الفجر فابيو تعب جامد وطلب من إستقبال الأوتيل أنهم يجيبوا له دكتور والدكتور حوله عالمستشفى أنها حالة إشتباه تسمم،وده بحصل بعد ما چاكلين كانت عنده إمبارح بالليل فى الأوضه.
تعجب رفعت قائلاً:قصدك إن ممكن چاكلين وهشام يكونوا إتفقوا يخلصوا على فابيو،بس معتقدش لأنهم لو عاوزين يقتلوه أكيد مش عن طريق التسمم سهل چاكلين تقتله بدم بارد حتى ترحم بنتها من ذله لها
… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الوقت بالأسكندريه
على طاولة الغداء
على عكس عادتها الأيام الماضيه هى كانت تتجنب الحديث أمام رامى ومروه عن رفعت
تحدثت إنعام:
هو رفعت متصلش يطمن عليا ليه النهارده، كل يوم بعد الضهر كان بيتصل عليا ويسألنى عن رامى وأحواله مش عارفه ليه النهارده متصلش،مش عارفه ليه قلبى ملهوف عليه،خد يا رامى إتصلى بزوزى أسألها عليه،علشان أنا كده زعلانه منه إزاى ينسانى وميتصلش عليا زى كل يوم.
تعجب رامى قائلاً:هو رفعت كان بيتصل عليكى كل يوم يا جدتى؟
ردت إنعام وهى تنغز رامى بالشوكه بكتفهُ قائله:قولت محدش يقولى تانى يا جدتى دى،أنا بحب كلمة تيتا اللى كانت زوزى بتنادينى بيها هى كمان وحشتنى وبس هى إتصلت عليا الصبح وقولت لها أنى خلاص هرجع من تانى للسرايا،بكره إن شاءلله رفعت الهمجى وحشني .
تبسم رامى يقول:ووحشنى أنا كمان،خلينا نرجع تانى للسرايا وكفايه كده أظن نفسيتك راقت.
قال رامى هذا وهو ينظر لمروه التى صمتت بداخلها عواصف الغيره تقتلع قلبها،ستعود للزهار مره أخرى لكن ليس للسرايا،بل لمنزل والدايها،يبدوا أن زهوتها لدى رامى بالايام الماضيه إنطفأت ولا داعى لإنتظار النهايه المتوقعه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ…..
مساءً
دخلت زينب الى السرايا لم تجد رفعت توجهت الى غرفتها مباشرة
شعرت ببعض الإنهاك، تمددت على الفراش قليلاً الى أن سمعت طرق على باب الغرفه
أذنت بالدخول.
دخلت إحدى الخادمات لها ببسمه قائله: رفعت بيه وصل من الإستطبل وبيقول لو حضرتك هتتعشى أحضرلك العشا هو مش جعان.
ردت زينب: لأ أنا مش جعانه أنا كمان كنت كلت سندوتشات من شويه، أنا محتاجه آخد شاور يريح جسمى، لو تحضريلى الحمام يبقى تشكرى و كتر خيرك
تبسمت الخادمه وقالت: إنتى تؤمرى يا دكتوره
بالفعل بعد قليل خرجت الخادمه من الحمام
تبسمت قائله:
أنا حضرت لك الحمام يا دكتوره وهنزل أحضرلك عشا خفيف وأجيبه لحضرتك هنا أكيد طول اليوم تعبانه فى المستشفى ولازم تتغذى كويس علشان صحتك.
ردت ببسمه: لأ متتعبيش نفسك أنا مش هتعشى أنا مش جعانه صدقيني… أنا رقابتى وضهرى بيوجعونى شويه أكيد هيخفوا بعد شويه، هاخد شاور وبعدها هنام كتر خيرك تصبحى على خير.
ردت الخادمه: على راحتك يا دكتوره وإنتى من أهل الخير.
نظرت زينب للخادمه وهى تغادر الغرفه وتغلق خلفها الباب
لفت يديها حول عُنقها تشعر بألم شديد بكل جسدها
تحدثت لنفسها:جسمى كله بيوجعنى أما أدخل أخد شاور الميه الدافيه تفُك تشنُج جسمى
خرجت الخادمه وذهبت الى غرفة النوم الخاصه برفعت
دخلت قائله: رفعت بيه الدكتوره قالت مش هتتعشى هى كمان بتقول مش جعانه أكلت من شويه
هى حاسه بشوية تعب وإرهاق وبتقول إن رقابتها بتوجعها شويه بس لما تنام هتحس براحه.
رد رفعت: تمام روحى إنتى نامى، تصبحى على خير.
غادرت الخادمه،بينما نهض رفعت يتنهد ثم ذهب الى حمام غرفته،وآتى بذالك المرهم وتوجه الى غرفه زينب
فتح الباب كعادته دون إستئذان لم يجد زينب لكن باب الحمام كان موارباً قليلاً،نظر بداخله،ثم توجه يجلس على أحد مقاعد الغرفه،يتوقع رد فعل زينب حين تراه بضيق.
وها هى زينب بعد قليل خرجت من الحمام
ترتدى رداء حمام قصير
أنصدمت حين وجدته يجلس على مقعد بالغرفه يضع ساق فوق أخرى
نظرت له بأستغراب قائله بضيق :خير أيه جابك هنا شايفه رجلك جريت على أوضتى مش قولت قبل كده أنك مبتكلش من نفس الطبق مرتين وأنك مبتتكيفش منى وإنى ومش على قد مزاجك
تبسم هو يراها بهذا الرداء فاتنه
نهض واقفاًو تحدث ببرود عكس لهفته: فعلاً لسه عند رأيي بس الشغاله قالت لى أنك رقابتك وضهرك بيوجعكى، قولت أجيبلك المرهم ده..كويس للتشنُجات
ردت بسخريه وهى تأخذ منه المرهم:شكراً كتر خيرك
تبسم قائلاً: هتعرفى تدهنى رقابتك وضهرك بيه؟
صمتت ونظرت له بسخريه
أقترب ووقف خلفها وأخذ المرهم من يدها وأزاح ياقة الرداء عن رقبتها من الخلف ووضع جزء من المرهم على رقابتها
شعرت ببردوه المرهم مما جعل جسدها يرتعش لكن زالت البروده حين بدأ بأصابعه يُدلك عُنقها وبداية ظهرها بمساج خفيف
أختفى ألألم التى كانت تشعُر به، لكن هناك شعور أخر يغزو جسدها
حين شعرت بأنفاسه الساخنه على رقبتها وشفاه التى قبلت عنقها
أبتعدت قليلاً
ولكن جذبها بقوه
يُديرها لتُصبح بوجهه ليلتهم شفاها فى قُبلات عاشقه
قُبلات مغلفه بألم الماضى الذى يريد نسيانه
ويبدأ من حيث أنتهى ذالك الطفل الذى رأت عيناه أشتعال جسدا والدايه ومعهم اختهُ.
لكن زينب قاومته قليلاً قبل أن يفاجئها وينحنى يحملها ويضعها فوق الفراش يجذب جسدها إليه يُقبلها بلهفه وشغف، يخترق مشاعرها دون إراده منها كأنها يسلُب عقلها الذى تغيب للدقائق، الى أن شعرت بيدهُ التى قامت بفك حزام ردائها وشعرت بملمس يده الساخنه على جسدها، فاقت من سطوته عليها وقامت بدفعه عنها تقول:
رفعت إبعد عنى كفايه خلاص….
قاطعها رفعت يقول: خلاص أيه إنتى كمان قررتى تسيبنى، زى اللى قابلك.
ردت زينب: إنت اللى بتختار يا رفعت و….
قاطعها رفعت قائلاً: مش أنا اللى بختار بمزاجى… ده قدرى يا دكتوره ولازم أمشى فيه للنهايه بس عندى ليكى عرض لو وافقتى عليه أوعدك دى تكون آخر ليلة لينا مع بعض.
رغم شعور زينب بغصه قويه بقلبها لكن الفضول جعلها تقول: وأيه هو العرض ده؟
رفع رفعت جسده عن زينب ونظر لعيناه قائلاً بتوهه ووجع ينتهك قلبه وعقلهُ:
الليله
لو قضيتى معايا الليله أوعدك أحررك منى بعدها.
ذُهلت زينب ذالك الهمجى يعرض عليها النهايه، ألا يعلم أنها لو سلمت نفسها له الليله لن تستطيع البُعد عنه بعدها، حتى لو تواقح معها بعدها كعادته فى المرات السابقه… .صمتت زينب.
بينما
نظر رفعت لعيناها بشوق عكس ما يتحدث به، هو يتمناها، لااا هو أصبح يعشقها، ليست مساومه عادله بالنسبه له.
بينما هى عقلها يُفكر فى مساومته لها، لو رفضت، لخسرت آخر فرصه لها من تحريرهُ من تلك النيران التى يريد إشعالها وسيكون هو أول المُحترقين
ربما مساومه خاسره منه، لكن هى ستُجازف معه وله، ستخرجه من تلك النيران.
بالفعل إمتثلت لقوله الذى أعاده:
الليله يا دكتوره قصاد إنى أحررك منى.
تفاجئ حين شعر بيدها حول عنقه، عيناها بعيناه وقالت:
طالما الليله وبعدها هرتاح منك، معنديش مانع، كده كده، بعدها هتقول متكيفتش منى، وأنا كمان مش خسرانه، أنا اللى كسبانه.
تبسم ينظر لها تيقن، هى مثلما يُريدها هى تُريده، لكن، ذالك الكبرياء اللعين هو المتحكم بينهم، لكن لا مانع من مجازفه الآن أفضل من التراجُع.
بالفعل هبط بجسده فوق جسدها، طوق شفتيها بشفتيه، ويديها التى كانت تدفعه ليبتعد عنها تشابكت مع يديه، تلاحمت الأجساد كل منهم يجازف، ليصل لقلب الآخر وهو على يقين أن العشق هو المتملك منهم.
لكن هنالك عاصفه هوجاء، ليس ميعادها الآن، لكن لا مفر.
إنخضت زينب من أصوات الطلق النارى،
بعفويه منها تشبثت بقوه بجسد رفعت القابع فوقها.
رفع رفعت رأسه من بين حنايا عُنقها، ونظر لعيناها، رأى بهم الذعر.
تبسم قائلاً: متخافيش يا دكتوره، ضرب النار لسه بعيد.
لا تعرف لما أعادت التشبث بجسده فوق جسدها، ألديها خوف عليه، لهذه الدرجه.تحدثت بثبات عكس ذالك الذعر بداخلها قائله:
ومين قالك إنى خايفه، أنا دكتوره وشوفت قد أيه الموت أقرب من رمشة عين، ومش خايفه أموت، أهو عالأقل هخلص منك. تبسم قائلاً: بس إنتِ لسه ميعادك مجاش، يا دكتوره.قال هذا وتنحى من فوقها، وتدحرج ينزل من على الفراش، ثم زحف أرضاً، يرتدى ملابسهُ مره أخرى، قائلاً بأمر:
متقوميش من على السرير.قال هذا، وزحف على يديه، وفتح باب ذالك الدولاب وأخذ منه بعض الملابس، وزحف عائداً نحو الفراش، وقام بجذبها، لتنزل من على الفراش، جاثيه لجوارهُ
أعطاها الملابس قائلاً: متقفيش،
وألبسى الهدوم دى بسرعه، خلاص صوت ضرب النار بيقرب، أكيد دخلوا للسرايا.أخذت منه الملابس وبدأت فى إرتدائها، ونظرت له وضحكت بهستيريا.تعجب رفعت من ضحكها قائلاً: بتضحكى على أيه.قالت وهى مازالت تضحك: أصل السرايا، زى الحصن، بس اللى شوفته، إنها حِصن واهى، سهل إختراقهُ، وأهو بينا وبين الموت خطوه، كنت مفكر إنها زى حِصن بابليون.تبسم قائلاً: إلبسى حجابك، ومتخافيش، وعد منى مش هيصيبك خدش، إنتِ الوحيده اللى نيران الزهار هتحميها.
بالفعل ما إن إنتهت زينب من تعديل حجابها،توجه رفعت زاحفاً على وقام برفع يديه يلتقط هاتفه من على تلك الطاوله المجاوره للفراش فتحه سريعاً لكن للأسف الهاتف ليس به شبكة إتصال،عَلم أنه أمام فخ مُدبر بإتقان، سريعاً ما إن إنطفئت الآنوار بالسرايا أيضاًقام رفعت بفتح كشاف الهاتف وجذب هاتف زينب أيضاً وأضاء الكشاف ونظر لها لا يعلم تفسير لتلك النظره التى بعينها أهى نظرة خوف أم نظرة مؤازرهبينما وضعت زينب يدها على كتف رفعت وقالت له هتعمل أيه واضح إن ملاك الموت بيحوم حوالينا.رد رفعت: قولتلك متخافيش.ردت زينب: أنا مش خايفه يا رفعت مش أول مره بواجه الموت بس المره دى الموت شكله مؤكد، برصاصه من اللى بنسمع صوتهم ده.رد رفعت: زينب الوقت بدأ… أنا وعدتك وأنا عمرى ما خلفت وعد
إزحفى ورايا وأوعى توقفى قبل ما أقولك أنا.أمائت زينب رأسها بموافقه، بالفعل بدأت تحبي خلف رفعت الى أن خرجوا من الغرفه منها الى ممر طويل متناثر على أرضيته بعض زجاج الشبابيك المهشم من إطلاق الرصاص.تحدث رفعت: خلى بالك من الإزاز اللى عالارض حاولى تتجنبيهبالفعل حاولت تجنب شظايا الزجاج
الى أن وصلا الى نهاية ذالك الممروقف رفعت وقام بوضع يده على مكان بالحائطنظرت زينب بتفاجؤ الحائط إنفتح وظهر باب غرفه زجاجى من خلفه فتح رفعت الباب ونظر لزينب المتفاجئه قائلاً، بسرعه أقفى وأدخلى يا زينب الوقت خلاصبالفعل وقفت زينب سريعاً وذهبت الى داخل تلك الغرفه السريه لكن قبل أن تتحدث بإستفسارضمها رفعت بين يديه يحتضنها بقوه ثم قبل شفاها وأعطى لها هاتفها قائلاً: متأكد أن رامى هيجى لهنا وهو اللى هيطلعك من السرايا…. سلام يا زينب سامحينى.قال رفعت هذا وترك جسد زينب وتوجه يخرج من باب الغرفه
قبل ان تتحدث زينب كان الباب الزجاجى يغلق عليها أتوماتيكياًطرقت زينب على الباب بلهفه قائله: رفعت إفتح الباب يارفعت، رفعت… رفعت… رفعت.لكن لا ردوقف رفعت يتنهد قليلاً ثم خرج من ذالك المكان ووضع يده مره أخرى على مكان بالحائط لتعود الحائط كما كانت ديكور، وذهب يواجه قدرهُ بمعركه هو على يقين أنه ليس بها وحده فهنالك من سيأتون لإنقاذ زينب سواء كان هو حياً أو ألقى حتفه، هى ستعيش كما وعدها.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق بين نيران الزهار)