روايات

رواية عشق امير الجان الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فرح ابراهيم

رواية عشق امير الجان الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فرح ابراهيم

رواية عشق امير الجان الجزء الخامس والعشرون

رواية عشق امير الجان البارت الخامس والعشرون

عشق امير الجان
عشق امير الجان

رواية عشق امير الجان الحلقة الخامسة والعشرون

شهور صاحبت شهور وحالتها لم تتحسن بل سائت اضعاف مضاعفه ..!!
رفع اهلها رايه الاستسلام بعد عناء دام لسنه كامله ولكن كل محاولاتهم باتت بالفشل..!!
اصحبت جسداً حياً وروحاً فانيه.. دائماً هزيله وتنام بسكون.. دائما حزينه ودموعها لا تجف.. دائماً تحاوطها هاله من الألم تجعل قلبك ينفطر من الأسي علي حالها..!!
اصبحت ضعيفه جداً وجسدها هش بعد ان فقد الكثير من الوزن فتناولها للطعام يكاد يكون منعدم بينما اعتمدت علي الوسائل الكيميائية حيث لازمت تلك الابره كفه يدها لأسابيع وأسابيع وتعاطت من خلالها المحاليل التي تساعدها علي البقاء علي قيد الحياه حتي تتجلط الدماء بها وتترك علامات تجعلك تظن ان يداها تحولت للون الازرق حين تنظر لها للوهله الاولي..!!
لقد سائت حاله والدتها فهي كانت تشعر بأنها حيّا وتدعوا الله ان تعود ولكن رؤيتها بهذا الضعف والألم امامها يجعل قلبها يستغيث بالله رفقاً به ..!!
ارهق والدها من احضار الاطباء لها حتي انه احضر لها طبيباً نفسياً ولكن بلغهم انها تمر بحاله انهيار عصبي واكتئاب حاد قد ادي الي مبادئ توحد..!! وحينها ادركوا سبب عدم تقبلها لمقابله احد قريباً كان او بعيداً..!! وسبب اصابتها بتلك التشنجات العنيفه عندما تتعرض لأي ضغط لذا اصبحوا يتركوها تفعل ما تشاء والذي لم يكن سوى النوم بوهن فقط….!!!
كما انها لازالت من بين كل ليله وليله تستفيق من نومتها بفزع وهي تصرخ بنفس الكلمات الذي رءاها الجميع انها دلاله علي مرضها النفسي..
لقد كانت تصرخ بنبره تحمل بطياتها الألم..
“ابنيي..خدوا ابنيي منيي.. ”
” متسبنيش.. اظهر بقا تعبت قلبي معاك اظهرلي خليني اشوفك”..
” خدوه وخدوا ابني مني وسبوني.. اااااهه طب خدوني انا كمان معاهم.. مش عايزه اعيش.. خدوني معاهم بس انا عيزاهم..”
وكانت تنهي كلماتها بدموعها الحارقه الذي تغرق وسادتها قبل ان تغط في ذلك السبات الذي اصبح مهربها من الدنيا وعنائها…!!
…………………………
_: ليه كل الوقت ده؟!!..
ليه سايبه يعيش بعد ما لقيته وانت كنت ناوي تعلن اعدامه؟!!
عظيم بيكبر و المصيبه انه واخد ذكاؤه..!!
عظيم خد ذكاء سيمرائيل وده مش سهل ابداً..!!
مش خايف يبدأ يدور علي اهله ويقدر يوصل للأنسيه..!!
انهي دهشان كلماته عاقداً حاجبيه بضيق.. فقد كان يحاول التمسك بالصبر قدر المستطاع بعد ان طالت مده اعتقال سيمرائيل بدون اصدار اي حكم عليه وهذا ما شتته وجعله لا يطيق الانتظار اكثر ليعرف خططه والده..!!
_: مش هتعرفه..!!
قالها بثقه وعدم اكتراث ثم تابع : انت ناسي ان ايامنا غير الايام في عالم الإنس؟!
هي مشافتش عظيم غير وهو طفل رضيع والمده الي عدت دي بمثابه سنه في عالم الأنس يعني هتبقي متخيله انه لسه طفل.. بس هو منسوب لعالم الجان يعني لو شافته دلوقتي بعد ما اتم السبع سنين مش هتعرفه.. !!
_: مستحيل.. اي ام بتحس بأبنها وحتي لو عظيم منسوب لعالمنا بس مش هنقدر ننكر حقيقه ان من ألانسيه..!!
تهجمت ملامحه فور سماعه لتلك الكلمات فهو لا يحب ان يذكره احد بما ارتكبه ولده من خطأ فادح ولا زال الي الان يمد فتره الاعتقال سنه عن سنه فقد للهروب من حقيقه انه سيحكم عليه بالاعدام بنفسه..!! لأول مره يهرب بحياته مما جعله يهرب من هذه الحقيقة ايضاً.. !! انها متاهه دلف لها بدون ارادته وبعد ذلك اغلقت ابوابها وظل هو معتقلاً بداخلها لا يعرف وصال النجاه…!!
_: عايز افهم انت ليه بتعذبه بطول الانتظار؟!!
انت مش هتقدر تفرج عنه وكلنا عارفين ده.. يبقا اعلن اعدامه وريحه.. !!
انا مش عايزه يموت بس عارف انك مش هتقدر تعمل حاجه في صالحه.. وحالته يوم عن يوم بتسوء اكتر..!! انا مش حابب اشوفه بالضعف ده..!!
تنهد بألم وحسره بينما اخفض رأسه فلأول مره يشعر بالخزي امام احد ولكنه يعلم ان ولده اكتشف خوفه بسهوله.. !!!
………………………
اصبح روتيناً يومياً لسبع سنوات مروا..
اعتاد ان يجلس في تلك الزوايه يداه مقيده بتلك الاصفاد وعيناه تنظر لهم بإبتسامة حسره وألم بينما يمر امام عينيه شريط حياته معها ليدقق في كل تفصيله بها الصغيره قبل الكبيره حتي حفظها وكأنها منهجهًا بينما هو تلميذ يذاكر منهجه بجد واجتهاد..!!
كان يعلم انه سيتألم بل وسيحدث ما لم يستطيع الكثير فعله سواء من أعتيه الجان كانو او من الإنس ..!!
لم يستطيع احد ان يكسره ليأتي فراقها محطماً اياه بكل جداره..!!
اصبح كالمدينه الخاويه التي افتقرت للضجيج واصبحت مهجوره ومحطمه خاويه من جميع مظاهر الحياه معادا من صوت تلك الرياح التي كانت كالأنين تشكو لك تحطم ارضها بسبب شهوات العدو..!!
يتمني في اليوم ألف مره ومره ان يري ابتسامتها ولو لمره اخيره.. ان يضمها وان يحتويها كما كان يتفنن في فعل هذا دائماً.. !!
يتمني حتي ان يري طفله فهو يعلم انه سيراها به.. فقط يتمني ان ينظر له لمره واحده اخري..!!
ابتسم بمراره حين مرت تلك الذكريات امام عينيه كالمعتاد له كل دقيقه..
**” FlASH BACK “**
_: سممااسسيمموو…
قالتها بينما قفزت امامه فجأه من العدم كالاطفال وتبعت قفزتها بسقفه فلتت من بين كفيها..
رفع نظره لها بإندهاش : سمـاا ايه؟!!
_: سماا.. سيي.. مووووو
قالتها بإصرار وتأكيد بينما رفع هو حاحبيه بإستغراب قائلاً بتشتت: بقا انا يتقالي سماسيمو..!! دي مصيبه سوده دي..!!
_: لا بقولك ايه سيبك من الابيض والاسود ودلوقتي وركز معايا دلوقتي لاحسن انا مزاجي جايبني اني اهز دلوقتي..
جذبته من يداه بعدما اقتربت منه لينهض هو معها ووقف امامها بطوله الفارع يحاول فهم معني كلماتها ولكنها ظنت انه لا يؤيدها لذلك وقف متصلباً..!!
_: لا ونبي سيبك من جو امير الجان ده وشبيك لوبيك دلوقتي وانسي غرورك ده شويه لاحسن انا محتاجه حد يشجعني كدا وااخخ بقا لو يرقع زغروطه كدا تشعلل الدنيا..
_: زغروطه ما اتنزل علي دماغك..!!!
انتي شاربه ايه يبت انتي؟!!..
اقترب منها ثم قبض علي فكها لينظر لها بحده مصطنعة قائلاً بمشاكسه: قولي حاحا…
بينما هي حاولت ان تتكلم من بين قبضته فكانت وجنتيها مضمومه بشكل مضحك : هو شويه امي وشويه انا..!! يعم سيبني بقولك ابغي اهززز اههززز..
نفضت يداه بقوه متوسطة ثم ابتعدت عنه ورفعت يداها في الهواء بينما حركت كفيها بحركه دائرية راقصه وهي تبتسم بمرح واستفاذ : اش اش مرزززوجه تعالي جمبي تعالي جمبيي.. تعالي جممبيي…
رفع حاجبيه بإستنكار وغضب مصطنع : وقصدك مين بمرزوقه دي حضرتك؟!
صدعت ضحكتها بمرح : انا مش عارفه انت مضايق ليه..اهو لو جيت تهز معايا شويه كله هيبقا هشكك بشكك خاللص..
_: طب يااخت هشك بشك اتهدي بقا واعقلي عشان الي في بطنك..
زفر بضيق فهو يعلم ان ذهاب الألم هذا لا يدوم الا لفتره قليله جداً ومن ثم يعادوها بقسوه وهو لا يريدها ان تُجهد ولكن أيضا يريد سعادتها لتكون هذه المعادله معقده نوعاً ما..!!
_: لا لا متقلقش هو مش هيتحرك غير بعد ساعتين..
التلقائيه سيطرت علي كلماتها بينما رفع هو حاجبيه بإستنكار : هو انتي حامل في بيتزا؟ هو ايه الي مش هيتحرك غير بعد ساعتين..!!
فلتت ضحكه رقيقه من بين شفتيها بينما قالت موضحه: طب والله انا بكلم جد.. بص كدا شوف الساعه كام؟
قالتها بينما اقتربت منه وعلي غير عادتها حاوطت رقبته بدلال فنظر لها بإندهاش و استمتاع لتلك الجراءه الذي يعلم جيداً انها لن تدوم..!!
_: ممم الساعه عشره…
_: وهو بقا مش بيبدأ يتحرك ولا الوجع بييجي غير علي الساعه 12 كدا او 12 وربع حاجه في الرينچ ده ..يعني قدامنا شويه حلوين نقدر نفرفش فيهم..
حاوط خصرها بيده وجذبها بشده حتي اصطدمت بصدره بينما هي كانت تحاول الابتعاد عنه فشهقت بصدمه و نظرت له بإستغراب
و استفهام انما نظرات الاستمتاع والخبث كانت متسيده عيناه..
_: إذا كان كدا ماشي..ساعتين حلوين بردو اهو احسن من مفيش
ابتسم بخبث لتنظر له بعدم فهم : يعني ايه؟!!
يعني هترقص وتفرفش معايا؟..
_: لا احنا هنفرفش اه بس بطريقتي..
غمز لها بخبث بينما هي تصنعت عدم الفهم وحاولت الابتعاد عنه لكن حمره وجنتيها جعلته يفهم انها فقط تتصنع عدم الفهم : يعني… ااا..
طب.. يلاا يعني هتبدأ انت ولا انا؟
_: طب ما ايه رأيك تبدأي انتي واتفرج انا؟
واهي فرصه اتعلم..
احمرت وجنتيها فهي لم تكن تتوقع انه سيفعل بها هذا وهي التي كانت كل نواياها هو المرح فقط ومحاوله تغيير الروتين اليومي لهم واضافه نوع من انواع البهجه فهي تعلم خوفه وقلقه عليها الدائم وتريد ان تطمأنه عليها بعض الشيئ..
_: ايه جبتي ورا دلوقتي؟ فين الهشك بشك والهز الي كان من شويه؟ …
_: مهوو يعنني.. اصلل.. انا… يعني ممكن اتعب فعلاً …ففاا.. فقولت خلاص بقا
لم تجد حجه غير هذا لكي تتهرب منه وتنجو من دوامه الخجل التي غرقت بها..!!
شهقت بصدمه حين شعرت بنفسها في الهواء ورفعت نظرها له لتري تلك الابتسامه الخبيثه : لاا انا ابني حاسس بأبوه وهيحترم نفسه شويه…
_: ابنك مشافش ربع ساعه تربيه وقليل الادب اسمع مني ..
_: مهو طالع لأبوه….
غمز بإبتسامة خبيثه بينما هي جحظت عيناها بخجل وتفجرت بوجنتيها الحمره ولم يسعفها الوقت حتي تعترض فقد اسكتها هو بطريقته المحببه لقلبه حين ألتهم شفتيها بقبله شغوفه لم تستطيع هي الصمود امامها فابتسمت في استحياء حين ابتعد عنها قائلاً ما لا يوصف بالكلمات او يعبر عنه بالغه الفم فترك لغه عيناه تتحدث لتفيض شرحاً بما يكن بداخل قلبه من لهفه وهوس يخصها هي وحدها..!
** “END FlASH BACK ” **
ابتسم بمراره وتنهد بألم ولكن فتح عيناه بسرعه حين سمع صوت ذلك الارتطام القوي ليجد ان تلك الاصفاد قد وقعت من حول يديه وفتح باب زنزانته علي مصرعيه وظهر هذا الخادم الذي كان يوماً ما من اخلص خدامه هو وأبيه والذي كان يكن له الاحترام طوال فتره مكوثه بذلك المكان والان حملت عيناه نظرات مبهمه ظن انه اخفي خلفهم ما يربكه ولكن لم يخفي هذا علي سيمرائيل الذي علم سبب قدومه الان..
_: سيد سيمرائيل.. عليك السير قدماً لعريش القضاه. .
توقع منه الاندهاش.. الصدمه.. اي رد فعل غير السكون ولكن سيمرائيل فضله ثم نهض وتوجه معه بدون ادني كلمه وبسكون مربك بالنسبه لذلك الخادم الذي منذ تلقيه للأوامر بإحضار سيمرائيل وسماعه لما هو مقبل عليه اهتز داخله وتخبط ولم يستطيع السيطرة علي ارتباكه الذي سيطر على حركاته بوضوح…
……………………
نهضت من فراشها بفزع وتبعها جلال علي عجله من امره حين سمعوا صرخه جميله الذي صدعت بعنف وكأن نصل حاد شق طريقه لقلبها للتو..!!
دلفت الغرفه بقلب متلهف وجلال انفاسه تتلاحق بقلق ولكن تصلب الاثنين حين دلفوا للغرفه ورأوا ذلك المنظر امامهم…!!
……………………
اعتادت علي ألم قلبها ولكن هذه النغسه اقوي من اي وقت عاهدته هي…!! انا تزداد بقسوه تجعلها تشعر بإنقطاع انفاسها..!!
لهثت بعنف وتعرقت اثناء نومها قبل ان تنتفض بفزع ولم تشعر بنفسها الا وهي تصرخ حتي كادت تجرح حلقها ولكن ذلك الألم يشعرها وان روحها تسحب من جسدها الان.. !!
لا تعلم ما تلك الدوامات التي دلفت بها فهي تعشر بكل شئ من حولها يدور بقسوه ولم تشعر بنفسها حين تكورت علي نفسها في الأرض واخذت صرخاتها تشق سكون الليل وجسدها الهزيل لم يتحمل كل هذا الضفط ليبدأ في الارتجاف والانتفاضة بشكل عنيف ملحوظ..!!
لم تشعر بوالديها الذي دلفوا للغرفه ليروها متكوره علي الارض وتتصبب عرقاً بينما صراختها و ارتجاف جسدها يتعالي في منظر شل عقلهم من الصدمه.. !!
هي لا تشعر بأي شئ حولها فقط تشعر بهذا الهلاك الذي يسمي بالألم والذي تأكدت ان له علاقه بمن كان خلف ألمها الدائم وقد كان….
…………………
وصل لمركز القضاه الاعلي وتوجه بخطاه الواثقه المعتاده بينما الجمود هو الوصف الامثل لوجهه..
قابلت عيناه عين والده الذي لم يراها منذ زمن وعلم ان عدم إلتقائهم هذا متعمد بل وكان هروباً فهو اعلم الناس بالملك والذي كان والده قبل اي شئ…
ثرثروا كثيراً ولم يكترث هو اي تهمه سيعتمدوها ففي الحالتين يعلم نهايه مصيره والحكم المتوقع..
افاق من شروده علي يد صلبه تحيط بذراعه وتسحبه للخارج بينما توجه مع من اصطحبه بسكون وقد علم انه حارس المنصه..
ولكن لمح تلك النظره التي تحملها عيون والده والتي امتزجت بمشاعر كثير بالتأكيد منهم الألم ولكن ما ادهشه هو الهدوء الزائد التي رءاه في صفاء عيناه…
………………………
احتشدت جميع المملكه بعد أمر الملك بالاحتشاد في ساحه مثلث الموت وقد سميت من قبل ساحه المذبحه الكبري. . انها أبغض الاماكن في مملكتم فقد تسيدتها رائحه الدماء والريح المسحوبة بأنين الموتي لتكون اشبه بالجحيم..!!
اخذ يتداول القيل والقال فيما بينهم فلا أحد يصدق ان الأمر يخص الأمير الخائن..!!
لقد ظنوا انهم اهملوا حكمه وانه لن يحاسب على ما ارتكبه من اخطاء فادحه نسبةً لمنصبه ولكن فاجأهم الملك بهذا القرار الغير متوقع…
اتسمع ما اسمعه الان؟!!
لقد بدأ قرع الطبول في دقات متناغمه تدل علي دلوف هيئه القضاه العليا والذي تشكلوا في اكبر اربع قضاه في ممالك الجان..
والان انها الابواق المصاحبه لدلوف الملك..
مع ان هيبته و وهل هيئته تجعله لا يحتاج لذلك الابواق ولكن العادات والتقاليد تنفذ اين كانت..
والان لقد امتزجت تلك النغمات ولكن في عراك بين الطبول والابواق بينما تعالت اصوات غلق الأبواب الحديده للساحه من حول الحشود واصوات انفاسهم المتلاحقه في ارتباك و عيناهم تتابع المنصه بلهفه فقد كانت تلك الطبول المصاحبة لعذرائيل..!! ملاك الموت الذي ينتظر من سيصعد الان حتي ينتزع روحه ويتصفي جسده امامهم الان..
تخالطت مشاعر كثيره فهناك من جحظت عيناه صدمه.. وهناك من ابتسم بتشفي.. وهنا من ادمعت عيناه حزناً…
ولكن اتفقت عيناهم علي رؤيه ذلك الامير الذي صعد للمنصه بخطاه الواسعه ثم وقف امامهم ملتزم السكون بينما ظهر الألم فوق تقاسيم وجهه جالياً للجميع…!!
هدأت الطبول من حولهم وتعالت اصوات القضاه في سرد التهم الموجهة له قبل ان ينظروا للملك في اشاره منهم ..ففهم هو ما يرمون إليه حين رفع رأسه بكل قوه وثقه قائلاً : بأمر مني الملك الناصور حكم الاعدام واجب علي الامير سيمرائيل سابقاً و الخائن في حاضرنا…
انهي كلماته و تابع ذلك الخادم الذي اقترب من الامير الخائن كما لقب في الاواني الاخيره ثم قاده حتي اوقفه قي منتصف حلقه من النار التي بدأ لهيبها في التزايد بعدما ابتعد عنها الخادم و بعد ان نظر لأميره بنظرات متأسفه ثم بدأ في تصويب تلك الخناجر علي جسده بكل قسوه وعنف فهو يُعدم ولكن بالبطيئ فتلك الخناجر تشق طريقها لجسده واحداً تلو الاخر مستنزفه اياه وسط صدمه الحشود اللا متناهيه..!!
…………………………
افاق والدها من شروده واقترب منها محاوطاً جسدها الضئيل بيده وحاول تخفيف تلك التشنجات ولكن صدمته حين وجد ان قوه مقاومتها غير طبيعيه فهي كانت تدفعه بقوه شديده استغربها هو ولم يعرف من اين لها بهذه القوه..!!
ولم تجف دموع عفاف الذي تشاهد المنظر بلا حول ولا قوه عند عدم مقدرتها لمساعده ابنتها وروحها تنشق من شده الحسره والألم..!!
………………………
_: يابني صدقني الي بتقوله ده مينفعش.. !!
انا مقدر جديتك في الموضوع بس انت متعرفش اي حاجه وانا مش هقدر اخاطر بنفسيه بنتي اكتر من كدا..!!
زفر جلال بضيق بعدما القي بكلماته لذلك الذي يجلس امامه ويستميت بإقناعه فيما يريد ولكن جلال يتذكر تلك الحاله التي مرت بها منذ يومان و الذي لم يراها عليها من قبل والذي لم تهدأ إلا بالمنومات مما زاد قلقه وخوفه عليها بأن تتعرض لأي ضغط نفسي وتهاجمها تلك الحاله مجدداً..!!
_: يا جلال بيه اسمعني.. انا فاهم ومقدر كل الي بتقوله ده وعارف حاله الانسه جميله ولسه مُصر اني اقابلها ..!!
راقب نظرات جلال الغير مقتنعه فتابع : ياريت حضرتك تقبل اني اقابلها وصدقني انا هقدر اتعامل معاها وكمان اقنعها..
_: يابني انا محرج والله اردك بس حقيقي انا معنديش اغلي من بنتي ومش هقدر اعرضها لأي ضغظ..
_: وانا اوعدك اني مش هعرضها لأي ضغط
كل الي محتاجه خمس دقايق بس..
زفر جالا وتنهد بقله حيله فهذا الشعور بداخله بأن يعطي له فرصه يداعبه فربما يصدق وتجدي محاولاته نفعاً مع جميلة وتتحسن حالتها فثقته الزائدة تلك تحثه علي الموافقه ولكن يعاود التفكير مجدداً فخوفه عليها ليس بالهين ايضاً..
شعر بتردده فحاول سحب كل فرصه للتفكير في الامر حين قال بثقه : جلال بيه ثق فيا وساعدني وصدقني انا كل الي بعمله في مصلحه الانسه وعمري ما اعمل اي حاجه تأذيها ابداً ..
وبالفعل تنهدت جلال بحراره وحرك رأسه في هدوء وهو يدعي الله ان تمر تلك المقابلة علي خير…
…………………
_: جميله يا بتي.. قومي ياجلبي في حد مستنيكي بره..
نظرت لها جميله وهي ممده علي الفراش بوهن ثم ألتفت معطيه لها ظهرها بسكون وضعف بدون ادني كلمه لتزفر عفاف بيأس قبل ان تحاول معها مجدداً وتجلس علي حافه الفراش بينما ربتت فوق شعرها بحنان : جميله مينفعش الي انتي بتعمليه في نفسك ده.. جومي اكده وجابلي الضيوف ..يلا يا حببتي حاولي…
قالتها بقلب ملتاع ان تستجيب لها ولكن بلا فائده..!! .. تنهدت بقله حيله ثم توجهت للباب لتصطدم بجوز من العيون تنتظر خروجها بلهفه وجوز اخر فهم حالتها وتنهد بيأس..
_: بردو مفيش فايده..!!
خفضت نظرها للأرض بحسره بينما زفر هو بضيق قبل ان يحاول انتقاء كلماته التاليه
_: انا اسف في الي هطلبه.. بس تسمحولي ادخل لها..
_: يعني ايه الكلام ده؟!! لاا طبعاً
صاح جلال بوجه متهجم ليلحقه هو قبل ان يتصاعد غضبه: اقصد ان مدام عفاف تلبسها الطرحه عادي وتقعدها وانا بس هدخل اقعد قدامها وهقولها الي عايز اقوله وصدقني انا مش هسيب جميله غير لما حالتها تتحسن..!!
نظرت له عفاف بتوسل وبريق امل بعينيها فقد اصبحوا كالذي يتعلقوا بقشه وسط البحر فقد يأسوا من تحسن حالتها…
كان هو مثلها فهدأت انفاسه ثم نظر لعفاف نظره فهمتها لتبتسم برضي ثم تتوجه لغرفه جميله مجدداً حتي تفعل ما اشاروا له منذ قليل…
………………
عقلها شارد دائماً فلم تلقي بال لما تقوله والدتها او حتي تحاول فعله ..هي فقط تنظر امامها بشرود وسكون..!!
انتهت والدتها من لف حجابها عليها بإحكام ثم عدلت من جلستها وابتسمت لها بحب قبل ان تتركها وتترجل من الغرفه وهي لازالت علي حاله السكون تلك…
دلف بخطي ثقيله وانفاس متلاحقه ليقف امام فراشها بسكون يتابع حالتها التي اصبحت تحت الضعيفه ..!!
بينما هي تنبهت كل حواسها لذلك الشعور الذي تعلمه جيداً انه شعور مصحوب بحضوره في المكان دائماً كان ومازال..!!
لفت رأسها ببطئ نحو ذلك الذي دلف للتو لتقابل عينيها صدره الذي زُين بحله رمادي اللون وقميص اسود برز تقاسيم جسده الرياضي ..
رفعت عيناها ببطيء حتي اصطدمت عيناها بعينيه التي دائماً ولازالت تعشقهم..!!
لم تعلم اهي الان بحلم ام بعلم؟!!
احقاً تراه امامها ام ان من شده لهفتها وشوقها لتراه تتخيله امامها الان..!!
ام انها انتقلت للفردوس الاعلي بعدما لم يتحمل قلبها كل تلك الاوجاع وكل ما يحيط بها الان تهيؤات..!!
دلفت لدوامه من الصدمه جعلتها ساكنه زياده عن اللازم بطريقه غريبه بينما فقدت القدره علي الشعور بأي شئ فلم تشعر به عندما اقترب او عندما جذبها لأحضانه بلهفه وشوق فاقوا كل الحدود.. ولم تشعر ايضاً عندما حاوط وجنتيها بكفيه وتلك القبلات التي وزعها علي وجهها بالكامل وانفاسه الدافئه التي تنطق بالشوق واللهفه تلفح وجهها..
دلف صوته لأذنها والذي كان بمثابة كالصدمه الكهربائية الذي انتزعتها من صدمتها فنبره صوته كانت لا توصف بكلمات انما يقشعر لها الابدان..!!
_: وحشتيني اوي يا عمريي.. وحشتيني وكنت بموت من غيرك… انا اسف يا حببتي.. اسفف..
قالها من بين قبلاته المتلهفه بينما هي لم تلاحظ تللك الدموع الدافئة التي سالت علي وجنتيه وهو يلتهم عينيها في نظره شوق جارف..
نطقت بكلمه واحده فقط ولكن كانت كفيله له بأن يفهم مخزاها : ازاي.!!.
قالتها بينما هي لازالت بداخل احضانه وتنظر لوجهه بوهن وضياع فأجابها هو بعدما رفع انماله واخذ يملس فوق وجنتيها بحنان : مش مهم ازاي.. المهم اني هنا واني مش هسيبك تاني ابداً…
كادت ان تتحدث ولكن قاطعها تلك الطرقات علي باب غرفتها ليتركها هو علي مضض وكم تمني ان تظل بداخل احضانه وليراهم الجميع ويحدث ما يحدث ولكنه لا يريد افساد عليها الامر بتسرعه حتي وان كان ينزف من شده شوقه لها..!!
ابتعد عنها في لحظه دلوف والدها الذي نظر له بتفحص قائلاً بنبره حاده: زين بيه ياريت حضرتك تتفضل معايا عشان نسيب جميله ترتاح..
حول نظره لجميله الذي تعحب لحالتها الهادئة وقد اعتاد ان تثور علي اي زائر غريب كان او وقريب ولكن معه ألتزمت السكون مما ادهشه..!!
……………………
_: حضرتك شوفت بعينك انا قدرت اتعامل معاها ازاي.. يبقي ياريت حضرتك نحدد معاد عشان نقعد فيه انا وهي ويكون عندنا فرصه اكبر للنقاش..
هز جلال رأسه في حيره : والله يابني انا فعلا مستغرب انها هاديه كدا مع ان دي مش من عوايدها مع اي حد ييجي يزورها..!!
_: قولت لحضرتك اني مش هسيبها غير لما تتحسن وترجع احسن من الاول..
انا في اول القعده قولت اني من السنه الي فاتت من ساعه ما شوفت الانسه اول مره في المستشفى واغمي عليها وجبتها هنا وانا من ساعتها وانا حاسس بحاجه بتشدني للبنت دي بس استنيت لحد ما اتأكد خصوصاً اني راجل مشاغله كتير ودايماً مشاغلي واخداني ومش فاضي للعلاقات و الكلام ده.. بس لما اتأكد من حبي لبنت حضرتك وتقبلي لشيل مسؤوليه علاقتنا انا مترددش لحظه اني ادخل البيت بالأصول وانا معاهد نفسي ان اين كان رد الفعل انا مش هسيب جميله إلا وهي مراتي..
انا قولت الي عندي بصراحه ومستعد اقوله قدام الكل لأني مش هسيب جميله مهما كان يا جلال بيه..
قد تظهر كلماته بعض الاحيان انها تهديد او ما شابه ولكن في حاله جميله تلك كانت دافع امل كبير لجلال الذي لا يعلم لماذا ولكنه شعر لوهله بأن هناك أمل قد يحرره فعلاً ذلك الشاب وينجح في تحسين حالتها لكي تعود كما كانت كالسابق..!!
……………………
منذ يومان…
سار بخطاه الواثقه وهو يتأهب للصعود لتلك المنصه التي ستشهد لفظه لآخر انفاسه الان..
ولكن ثقته تلك صفه لا تتجزئ منه حتي في اشد المواقف قسوه…
وقف بإستعداد حتي تأتي لحظه صعوده ولكن ما ادهشه هو حضور رابح الذي ظهر له من العدم في اخر لحظه قبل صعوده ومنعه عن الصعود بينما لفت نظره ذلك الي مر بجانبه وقد كان سيان ابانوخ.. احد اشهر سحره الجان الكافرين..!!
لا يعلم متي اعتقلوه فقد كانت تلك من مهامه..!! و كان قد كُلف بها لأنها كانت مهمه من المهام الثقيلة فإن هذا الساحر من اخبث انواع الجان الذي يتشكل بأي هيئته يريدها هو.. !!
التف لرابح حين هتف بصوته الغليظ : بأمر من الملك ناصور نفذ ما أومرت به…
لاحظ اشتداد الاصفاد حول رقبته ومعصما يداه فنظر لرابح مجدداً بعدم فهم ولكن مما شل عقله و صدمه حين تشكل ذلك اللعين بشكله ليكون نسخه طبق الأصل منه بطريقه لا تحمل مجال للشك فما أخبثه حقاً..!!
رمقه بنظره غاضبه لم يفهمها سيمرائيل بينما تابع تقدمه للمنصه ولايزال لا يعي ما يحدث من حوله..!!
_: سيدي بأمر من الملك ناصور لازم نتحرك حالاً..!!
شل عقل سيمرائيل وعقد لسانه ولا يعلم ماذا يفعل والده ولكن من الواضح ان الامر طارئ ففضل ان ينفذ الاوامر ففي اي حاله هو بالتأكيد مصيره محدد اين كان الزمان والمكان..!!
هذا ما فكر به في حين توجه مع رابح بعقل يكاد يشل من كثره التفكير…
……………………
” قيل لي ان الحب شجاعه .. فصرت احدث نفسي لليالٍ عده هل امتلكت يوماً تلك الشجاعه؟! .. بل واغراني الحديث عن الدفئ والامان فأخذت اتذكر اشعرت يوماً بمثل هذه المشاعر؟! اصاحبني يوماً الدفئ ومتعني الامان؟! .. هل امتلكت ذلك الكنز يوماً؟!
لتكون الاجابه انني بالفعل امتلكته ولكني لم اكن بالشجاعة الكافيه لأتشبث به..!! لقد تركته واضعاً اياه امام مهب الرياح بينما رقضت خلف النفوذ و السلطه ظاهرياً ولكن باطنياً اعترف لك واقر انني لم اكن بمثل تلك الشجاعه التي تجعلني اتحدي ليس بالعالم الواحد بل بالعالمين حتي استطيع الاحتفاظ بكنزي..!!
قارنت بين حياتي في خلال امتلاكي لهذا الكنز ومن دونه.. لأجد نفسي اتمني إن كنت في مثل شجاعتك ليوماً واحده فقط ولكني لم استطيع..!!
لقد عشقت .. لعنه عشق البشر اصابتني كما اصابتك..!! ، هوسي وشوقي كانوا كالأمواج الهائجه في ليالي البرد القارصه ولكني ردمت فوقهم الرمال خوفاً من المستقبل.. جئتني انت لأري في عينيك الشجاعة التي تمنيت ان احظي بها يوماً.. !! لذا تريثت في خطواتي فقد اردت ان اظهر شجاعتي ولو لمره واحده في حياتي ولم اجد انبل منك حتي تنال تلك المرة.. و اعدك ان عظيم سيظل عظيماً في مقامه مهما طالت السنين ولكن يصعب عليا ان افسح عنه وانت ادري الجان يا خير الجان.. ”
انهي قراءة ذلك المخطوط الذي ارسل له من الملك وكان رابح هو المرسال.. ليرفع نظره بصدمه ودهشه امتزجت بالسعاده والامتنان ولم يعد يعلم ماذا يشعر ولكنه شعور اصطفي علي جميع المشاعر..!!
_: طالت مده بحثنا عن سيان ابانوخ سيدي وشدد الملك علينا اننا نلاقيه مهما كان الثمن.. اصارحك بأني تأففت فالملك اهلكني من ضمن حراس وخدام المملكه في البحث عنه ولكن اليوم فقط حين علمت لماذا ظل يبحث عنه بتلك الاستماته افتخرت بكوني جزء منه..
ابتسم بإمتنان فاق حد السماء ولم تساعده الكمات حتي يعبر عما يشعر ولكن إبتسامه رابح الهادئه جعلته يعلم انه يفهمه جيداً كما كان دائماً يفعل…
_: اسمحلي سيدي اني انقلك..
قالها رابح بينما اقترب منه فهو يعلم ان تلك الأصفاد الذي خصصها له الملك في اخر شهر هي اصفاد قابضه للقوه فقد كان هذا الشرط الاساسي حتي يستطيع التعايش بعالم الانس.. ان تقبض قواه قبل خروجه من عالمه ليترجل منه مجرداً من اي مظاهر لقوته ولكن هذا لم يزعجه ولم يشغل باله فهو كان علي الاستعاد بدفع الثمن اغلي في مقابل ان يظل معها…!!
في غضون ثانيه نقله رابح لتلك الشقه الفخمه في احد ارقي الاماكن في عالم الانس تحديدا في السويس كانت مطله علي البحر ذو المياه المتلألئة في ضوء الشمس في منظر يخطف الانفاس…
_: رابح ممكن اطلب منك طلب اخير لان محدش هيقدر يعمله غيرك من بعد ما فقدت قوتي…
قالها بنظرات مبهمه و غامضه في حين ان رابح اومأ له بحماس ليتابع هو … : المحامي الي اجوزت عنده انا وجميله وكمان السجل المدني لعالم الإنس…
تابع رابح بنظرات مترقبه فتايع هو موضحا
: عايزك تسحبلي اي ورق متعلق بجوازي انا وجميله وتخفيه خالص مفهوم؟…
_: امرك نافذ يا سيدي..
قالها بإحترام و إبتسامه جعلت سيمرائيل يشعر انه من افضل الاشياء التي فعلها يوماً هي تلك الثقه التي اعطاها لرابح فقد كانت بمحلها بالفعل..!!
……………………
_: زين بيه الوريث الشعري والقانوني الوحيد لكل ممتلكات والده وده الي بتقوله الوصيه وكمان ورق التنازل الي معايا .. يعني زين بيه هو المالك الرسمي الوحيد لكل الأملاك دي دلوقتي..
قالها المحامي الذي جلس بجانب سيمرائيل الذي تألق بقميص اسود وبنطال اسود برزوا عضلات جسده الرياضي وتقاسيمه الملفته فجعلوا منه ايقونه للوسامه..
بينما شرع في اجراء تلك الاجراءات القانونية بينه وبين مدير الشركه الحالي كما يقوم بإمضاء بعد الاوراق التي تثبت ملكيته لهذا الصرح العظيم من الشركات ليصبح زين باشا الكافري مالك شركات تكرير البتروح الانجح في الوطن العربي..
……………………
عوده للحاضر..
لازالت الصدمه تؤثر عليها ولازالت تلك الفتره التي مرت بها تؤثر علي نفسيتها ولكنها بدأت في الاستجابه للشفاء بحد كبير وهذا ما لاحظه اهلها لقد زادت زياراته الفتره الاخيره حتي انها اليوم قد استقبلته بنفسها مما اسعد والديها فهذا اختلاف كبير في نظرهم لما عانوه معها علي مدار فتره مرضها.. ولكن مما اربكهم قليلاً هو فتح زين لموضوع الزواج ورغبته الجامحه في تحديد موعد القران في اقرب وقت..!!
لقد ارتبكوا من رد فعل جميله خصوصاً انها لازالت لم تتعافي بشكل كامل..!!
ولكن ما ادهشهم حقاً هو مسالمتها في الأمر فحين فاتحتها عفاف بالموضوع امائت لها بكل هدوء بدون انفعال ولكن ليس السبب كلمات عفاف انما هو تذكرها لكلماته…
“جميله حببتي انا عارف ان الي حصل مش سهل ولو انتي تعبتي سنه اتا تعبت سبعه و السبعه كانو سبعين بالنسبالي ..!! اتظلمنا احنا الاتنين عارف.. خايفه من الي جاي عارف بردو.. مش قادره تنسي الي حصل عارف دي كمان.. انا فاهم و عارف كل الي بتفكري فيه وحاسه بيه بس انا حكيتلك وعرفتك كل حاجه وكل الي حصل.. عرفتك ان ومينفعش ابعد عنك تاني خلاص لأني اتمحيت من عالم الجان وانا دلوقتي بالنسبالهم ميت..!!
و بالنسبة لعالم الإنس انا دلوقتي زين الكافري ومكاني بقا هنا في وسطكم.. انما بقا بالنسبالك فأنا حبيبك وجوزك وبس مش عايز اي حاجه غير اننا نعوض الي فاتنا وبسس.. انما بقا عظيم فأنا مقدرتش اخده معايا ..!! كان هو تمن اني ارجعلك.. بس هو في امان انا متأكد وصدقيني هييجي اليوم وهتشوفيه بس مستقبله هناك مش هنا لأنه في الاول و الاخر هو عظيم لكن مش سيمرائيل مش هيقدر يتعايش زيي ولا يعمل الي عملته عشان اكون موجود هنا معاكي…”
” حببتي بلاش نضيع وقت اكتر من كدا ..كفايه الي ضاع يا جميله وانتي بعيد عن حضني.. خلينا نتجوز ونبدأ حياتنا من اول جديد مع بعض ”
تذكرت كل ما قاله لتشعر بالراحه والامان نوعاً ما رغم شده رعبها من وهل الفكره فهي لا تريد ان تعيش التجربه مره اخري ولكنها أيضاً كانت ملتاعه حتي تراه مجدداً وسعادتها وامانها بعودته جعلت روحها تعود بداخلها وكأنها استطاعت ان تتنفس من جديد بعدما كانت تلك الروح تطفوا فوق جسدها ومهدده بالتبخر في اي وقت..!!
استمعت لكلمات والدتها فأفاقت من شرودها
: بس يابتي انتي موافجه علي حكايه انه مفيش فرح دي؟!!..
_: يا ماما هو قال فرح علي الديق يعني هنعمل عادي بس لقرايبنا بس، انما هو اهله كدا كدا ميتين وملوش قرايب في مصر.. ولو الصحافه عرفت مش هنقدر نعمل حاجه وهتبقي حاجه سخيفه جداً وبصراحة انا كمان موافقه…
_: خلاص يا بتي الي تشوفيه .. الي هيريحك ويبسطك اعمليه وربنا يتمم عليكم بخير…
قبلتها عفاف من مقدمه رأسها قبله حنونه قبل ان تتركها وتترجل من الغرفه بينما هي تذكرت كلماته في عدم الرغبه في الاختلاط فهو لم يشعر بالراحه في تجمعات البشر تلك لذلك ارادت عدم ازعاجه يكفي انه بجانبها واخيراً للأبد…
……………………
بعد مرور خمس سنوات …
نهضت مفزوعه بعد ان انتزعت نفسها من بين احضانه بعنف ليفزع هو الاخر وينهض لاحقاً بها لتلك الغرفه المجاوره…
وصلت لباب الغرفه و فتحته علي عجله وهو خلفها بينما استقبلت تلك الصغيرة بين احضانها التي ارتمت بداخل ذراعيها فور رؤيتها لتظل خارج الغرفه تجثو فوق ركبتيها وتضمها لها بحنان
_: مالك يا عشق يا حببتي في ايه؟!!
ايه الكل العياط ده؟!!
قالها بنبره حنونه بيما ربت فوق شعرها بحنان
لترفع تلك الصغيره عيونها التي شابهت والدها الي حد كبير ثم هتفت بطفوله وبكاء : في.. فيي.. حد جوا. .. يا بابي.. في واحد قاعد علي السرير بتاع عشق…
التفت بصدمه لتقابل عيناه المنصدمه ايضاً ولم ينتظروا لحظه بعد لتحمل هي عشق فوق يدها ثم تدلف للغرقه بخطي سريعه متلهفه وتقف امام الفراش وهي تحاول استشفاف اي شئ ليس طبيعياً ولكنها لم تجد..!!
_: يااماامميي اهوو هنا اهو…
قالتهت الصغيره ببكاء ليلتف الاثنين بسرعه للمكان الذي ذكرته عشق لتجحظ عيناهم ويتصلب جسدهم بينما جميله تجمعت الدموع بداخل مقلتيها وشعرت بنغسه قويه في قلبها شلت حركتها..!!
_: عظيم…!!!!
هتف بها سيمرائيل الذي نظر لذلك الشاب بطوله الفارع الذي يطابق طول والده بالضبط كما انه حمل من الصفات ما يطابق سيمرائيل بدقه فشموخه الذي وضح كالشمس وغروره يجعلك تفقد القدره علي تحريك عينك من عليه وايضاً لم يترك تلك الملامح الحاده الأ واتخذ منها وكأنه نسخه مصغره من سيمرائيل…
_: عظظ.. عظيم..!! ابنــــي..!!
لم تستطيع منع دموعها بينما هو اقترب بخطي واثقه وهدوء مربك و لم يتحدث وألتزم الصمت و السكون وكانت نظراته حاده مبهمه يحركها بينهم…
اقترب منها حتي وقف امامها بجمود وهي تتابعه بحب وشوق شديد ولكنه ادني من مستوي جذعه مقبلاً رأس عشق بحنان قبل ان يعتدل في وقفته ثم يأخذ خطوتين حتي اصبح في مقابله سيمرائيل الذي تبادل معه النظرات و التي كانت مبهمه تحمل في طياتها الكثير من المشاعر التي يعجز الفم عن وصفها…
القي عليها نظره اخيره بينما هي دموعها اخذت سبلها فوق وجنتيها بلا توقف ولا تعرف ماذا يجب عليها ان تفعل..!!
ثم فجأه لم تعد تجده حولها في الغرفه لاتعلم اين ومتي ذهب ولكنه في كل الاحوال رحل..!!!
نظرت لسيمرائيل بتوسل ولكنه تنهد بقله حيله ثم اقترب منها حتي يحمل عشق ويضعها بفراشها لكن تمللت الطفله بين يديه قائله بنعاس : بابي هو هييجي تاني؟!
_: اسمه عظيم يا عشق.. ومش عايزك تخافي منه تاني لما يظهرلك.. هو بيحبك ومش هيأذيكي..
_: طب هو هييجي تاني امتي وانا هلعب معاه؟
قالتها بإستفسار طفولي بينما لمح تلك العيون التي تلمع بفضول لمعرفه الاجابه بلهفه فأبتسم لها وجاوبها ولكن عيناه ظلت معلقه بها وكأنه يجاوب علي سؤالها الذي لم تنطق به ولكنه رآه في تلك العسلتين الدامعتين بوضوح
: هييجي تاني يا عشق… هييجي وهتشوفيه..
ابتسمت بإمتنان وكأن تلك الكلمات التي كانت تنتظرها فأخيراً وبعد طول انتظار رأت ثمره عشقهم الاولي وهو ابنهم عظيم والذي جاء بفضل تلك الصغيرة عشق التي نامت بإسترخاء بداخل احضان والدها.. لتقف جميله امام الفراش وتتابعهم بإبتسامة حالمه قبل ان تلاحظ عين سيمرائيل الذي فتحها نصف فتحه ثم مد يده لها في حركه تحثها علي الاقتراب فأنطلقت هي كالطفله تدثر معهم بالفراش ثم أخذت عشق بأحضانها ليدلفوا الاثنين بداخل احضان سيمرائيل الذي غلفتهم بأمان جعل تلك الابتسامة تظهر جاليه فوق ثغرهم حتي اثناء نومهم …
…………………………
_تمــــــــت بحمد الله

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق امير الجان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى