رواية عشق امير الجان الفصل الخامس عشر 15 بقلم فرح ابراهيم
رواية عشق امير الجان الجزء الخامس عشر
رواية عشق امير الجان البارت الخامس عشر
رواية عشق امير الجان الحلقة الخامسة عشر
ماهذا الشعور الذي تسلل لجسدها؟!
انه الدفئ.. نعم هو..!! هو الدفئ الذي كانت تنتظره منذ وقت طويل .. الأن هي تشعر به بالتأكيد هو هنا .. لقد وعدها وثقتها به كانت بمحلها فها هو لم يتركها.
لقد دافعت عنه وعن حقها به وعشقها له وها هو الآن يتسلل دفئ جسده لجسدها وينتزعها من تلك الدوامه برويد.
1
ما هذه اللهفة لرؤيته؟! .. تحارب حتى تفتح عينيها لتقابل أشجار الزيتون بعينيه التي تتأملها دائماً بعشق وتطمأنها ان كل شئ سيكون بخير.
ماهذه الهمهمات من حولها لقد بدأت بإستعاده قدرتها علي السمع والتمييز الأن، اصحبت شبه يقظه.
تسمعه الأن وتشعر بأنفاسه الساخنه فوق أذنها يهمهم ببعض الكلمات بصوت لاهف عاشق لم تلتقط منهم غير البعض_: فوقي يا حبيبي .. فوقي متخافيش انا معاكي.
4
كانت كلماته بالنسبه لها كطوق النجاه الذي القاه لها بعد اقترابها من الغرق في عرض البحر ليتنزعها من تلك الأمواج المتلاطمه جاذباً إياها لأحضانه..
فتحت عينيها ببطئ ورمشت عدة مرات تحاول أن تعتاد علي النور بعد تلك العتمه الموحشه التي كانت تائهه بها.
قابلت شعره الأسود الكثيف بينما شعرت بيداه تحاوطها بقوه وتضمها لصدره .. بل يعتصرها بداخل ضلوعه.
شعرت بأنفاسه تلفح بشره عنقها المرمريه الناعمه فوجدته يدفن رأسه بين ثنايا عنقها بينما لايزال يضمها لصدره ويقبل أذنها قبلات رقيقه ناعمه يهمس من بينها بصوت راجي يشوبه اللهفه والعشق المتيم
_ : فوقي يا عمري ، فتحي عينك يا جميلتي متعلميش فيا كدا، انا آسف كل ده بسببي، ماتوجعنيش يا جميله وفوقي.
3
عادت لها أنفاسها بوجوده بجانبها لم تهتم أين هي الآن او ماذا حدث فقط تريد ان تلتمس الامان منه.
لترفع يدها اخيراً وتحيط برقبته وتدفع نفسها له وهي تدفن نفسها اكثر بداخل أحضانه بينما انسابت دموعها بألم وحسره علي ما عاشته.
شدد هو من ضمه لها بينما رفعها قليلاً له لتجد أنه كان يجلسها فوق ساقيه وبداخل أحضانه كالطفل الصغير الذي ينام بين ذراع والده بعد أن يُهلكه الإرهاق والتعب.
مع الاصطدامات العنيفه التي تعرضت لها شعرت بألم يعتصر كل جسدها و ازداد بعد شدهةضمه لها ولكنها لم تمانع بل تناست ألمها مع شعورها بالأمان.
وجدته يبتعد عنها قليلاً ثم أحاط وجهها بين كفيه ونظره اللهفه لم تفارق عينيه.
أحتضنت عيناه بنظراتها الباكيه المرهقه قائله بتلعثم من بين بكاؤها : سي.. سيمرائيل… انا..هي.. هتموتني… ال… صحي..كان ميت.. وااا
لم تستطع استئناف حديثها وانهارت بالبكاء فهي لأول مره تتعرض لهذا الضغط العنيف..!!
تمزق قلبه لبكاؤها يشعر بذلك الضيق يفتك به مجدداً.. ليُحرك أنامله فوق وجنتيها برقه يمسح دموعها قائلاً بعشق بعدما طبع قبله طويله فوق مقدمه رأسها
_: ششش كفايه خلاص أنتي في حضني .. مش انا وعدتك أني هفضل جمبك وهحميكي طول عمري؟!!
قال جملته الاخيره بتسأول مرن يليق لمخاطبه طفل بالخامسه من عمره وليس فتاه بالغه ذات الواحد والعشرون ربيعاً ولكن هي بالأول والاخير طفلته، يتفنن في تدليلها وتثيره برائتها وطفولتها اللانهائيه التي يعشقها..!!
اما عنها فقد صدق عليها أنها طفله بتلك الحركات الطفوليه التي تخرج منها عفوياً فقد مطت شفتيها بعبوس وأخذت تمسح دموعها بظهر كف يدها في منظر طفولي وهي تهز رأسها بمعني ” نعـــم”
ليبتسم هو بعشق وتابع مسح دموعها برقه ثم اردف قائلاً : و وعدتك اني هدفع عمري كلو عشان خاطر امانك؟!
لتكرر هي فعلتها وتهز رٱسها بالايجاب بينما هدأت شهقاتها فأبتسم هو قائلا بصوته الرخيم
: يبقي خايفه من أيه بقا؟! مهما كان الي حصل بصي لنفسك أنتي فين دلوقتي ؟!.
قال جملته الأخيره وهو يشدد من ضمه لها و فارق الحجم بينهم جعلها تغوص وتختفي بين ذراعيه الصلبه وكأن حضنه كوخ تختبأ به…!!
لتتورد وجنتيها خجلاً فور أن لاحظت وضعهم وحاولت أن تبتعد عنه قليلاً بينما أخفضت رأسها في محاوله أن تهرب من نظراته ولكنه منعها وجذبها مرة أخري لتستقر بداخل أحضانه وانمدت أنامله ترفع وجهها له برقه قائلاً بإصرار : هااا يا جميلتي لقيتي نفسك فين دلوقتي؟!!
نظرت له بتوسل حتي يكف عن إخجالها ولكن هيهات فقد وصل لذروه استمتاعه من منظرها الخجل فخفض رأسه قليلاً حتي تختلط أنفاسهم _: طيب هساعدك.
صمت قليلاً وهو يدقق النظر بتلك العسلتين التي غرق في بحور صفائهم ثم أردف وهو يشدد فوق كلماته ببطئ : انتي دلوقتي في حضــني…في ايــه؟!
تفجرت الحمره في وجنتيها بينما هو لم يستطع تمالك أعصابه آكثر أمام وجنتيها الشهيه بلونها الوردي ليهبط بشفتيه يلثم وجنتيها بعشق هبوطاً حتي وصل أمام شفتيها قائلاً : عايز اسمعك بتقوليها
من الشفايف الحلوه دي.
حثها بإصرار فعلمت أن لا مفر منه لتقول بخجل وخفوت حتي صوتها اصبح كالهمس : في.. في حضنك.
ليبتسم هو بعشق قبل أن يهوي فوق وجنتيها يلثمهم بشغف بجانب شفيتها ويتنفس أنفاسها بنهم وكأنها أنفاسه هو التي قد سُرقت منه، حاول أن يُخمد بركان شوقه ولهفته وخوفه عليها تلك الساعات التي مضت والتي كانت كالجحيم بالنسبه له..!!
أبتعد عنها قليلاً حتي لامست جبهته جبهتها بينما يتحدث : وهتفضلي فين؟!.
لتجيبه هي بخجل ولكن بعشق ظهر في بحه صوتها وهي تشدد فوق كلماتها : في حضنـك.
غمز لها بخبث حتي توردت وجنتيها خجلاً وغيظاً
و حاولت أن تحرك كف يدها حتي تدفعه في كتفه كي تستطيع أن تنهض ولكن وجع كفها جعلها تصرخ بألم بينما دموعها انسابت فوق وجنتيها دون إراده منها.
أبتعد هو عنها وأخذ يتفحص ما بها : أيه بيوجعك؟!!
أجابته من بين دموعها بألم : أيدي.. ايدي مم.. مش.. مش قادره آآآآه
حاول أن يمسك بكفيها حتي يفحصه ولكنها صرخت بألم فأبتعد فوراً عنها متأسفاً ثم اندست ذراعيه أسفل قدميها وحول خصرها ثم رفعها قليلاً ونهض واقفاً وانزلها برفق فوق فراش المشفي الحديدي وساعدها علي الاعتدال في جلستها ثم حاوط وجهها بين كفيه
_: جميله مش عايزك تخافي او تفكري في اي حاجه وحاولي تمسكي أعصابك لحد ما نبقا لوحدنا تمام؟!
عندما أبتعد عنها وتوسع محيط نظرها .. لاحظت لأول مره انها لازالت في المشفي تقبع داخل غرفه فخمه وكبيره يظهر عليها أنها من أجنحة المشفي الخاصه. لتنظر له في عدم فهم لما يحدث ولكنه أكتفي بإبتسامة خافته مطمأنه قبل أن يضغط بيده فوق إحدي الأزرار المجاوره للفراش ولا يزال يقف بهدوءه وشموخه المعتاد وبالرغم من ألمها ولكن جحظت عينها من منظره البشري فوق العاده بل تكاد تقسم أنها علي وشك الشك بالبشر أنهم ليس بشراً بعدما رأته بتلك الهيئة..!!
فقد كان يتألق بداخل حلته السوداء بالكامل حتي قميصه بينما شعره الفحمي مصفف بعنايه ليصبح في مظهر صارخ بالرجوله والوسامه، بل الوسامه ترفع له القبعه لقد خُلق الأسود له عن حق..!!
1
وجدت عده طرقات فوق الباب تبعها دخول بعض الممرضات تترأسهم طبيبه.
جحظت عيناها بذهول وصدمة بينما ثقلت أنفاسها وهي تحول نظرها بينهم وبينه فقد لاحظت نظراتهم له…!!
ماذا يحدث هنا؟! هل حقاً حدث ما رأيته الأن ؟! أنهم ينظرون له؟!! أم انهم ينظرون للفراغ ولا يروه؟!
لا لا بالتأكيد لا يروه هو ليس مرئي هو أخبرها بهذا ظلت تطمأن نفسها بتلك الكلمات قبل ان يجذبها من دوامه أفكارها صوت الطبيبة : حمدلله بسلامه المدام يا زين بيه.
1
……………..
_ : أصمتي لا أريد سماع صوتك.
من الواضح أني فعلاً قد أهملت تربيتك حتي تجرأتي وأخذتي ما لُعن من الطرق، أقسم لكِ أني لست مستعد أن أخسر منصبي بسببك، وإن حُكم عليكِ بالحرق لن أتدخل مرة أخري.
كان غاضباً عيناه تشتعل بالنيران ولكن أكمل حديثه
_: أين كان عقلك وأنتِ تتحدين سيمرائيل؟
الجميع هنا يخشاه، يحاول بكل الطرق حتي يكسب رضاه وينجوا من بطشه وجبروته، أما أنتِ؟!
لقد ساقكِ غبائك إلى ان تذهبي للجحيم بقدميك أيتها الغبية.
اخذ يلهث من شدة غضبه_: هل تظنين أن بعد آخر حكم أنك قد ربحتي حريتك؟!
ضحك ضحكة ساخرة قبل أن يردف_: أقسم أنك أغبي مما كنت أتوقع، الملك ناصرو ليس سهلاً لهذه الدرجة أما عن سيمرائيل فقوته تتمركز في ذكائه، وأنا متأكد أن هذا الحكم ما هو إلا الهدوء الذي يسبق العاصفه.
_:حريتك الأن بمثابه معتقل أشد وأعنف من هذا الذي كنتِ محتجزه به، لأنهم بالتأكيد لن يكتفوا بمراقبتك فقط، بل أكاد أقسم أن هم من يتحكمون بنا الأن، وأي غلطة او فقط شبة غلطة سيكون الموت بأبشع الطرق هو مصيرنا.
صمت قليلاً بينما هي تنظر له وتقلب عينيها بملل.
ليردف بتوعد وتهديد_: ليس الملك دهشور هو من يسقط من فوق عرشه بسبب أفعال فتاة غبية مثلك، لن أسمع بهذا حتي وإن كلفني الأمر بقطع رقبتك بنفسي هل تسمعين؟
لتتصنع هي الإنكسار قائله وهي منكسه الرأس
_: أمرك جلالتك.
ليزفر بضيق قبل ان يتوجه للخارج بعد ان رمقها بنظره تحذير، قابلتها هي بنظره ضعف وخضوع كاذب قبل ان ترتسم تلك الإبتسامة الخبيثه فوق ثغرها لتلتف لتلك الجنيه التي حضرت فور ذهاب الملك دهشور.
اقتربت منها الجنيه بغل وهتفت بغضب جحيمي
_ : لن أترك حق رفيقتي رُبيعة السبع، لن يغفل لي جفن حتى آراها تتعذب تلك الإنسيه الملعونة.
لتطمأنها سرايا وعينيها تلمع بالشر والخبث الذي يشبه الجحيم بحد ذاته_ : اطمأني، فلست أنا من يُهدم عزيمتي حتي وإن لم يمر علي محاكمتي أمام ملك ملوك العالم السفلي بعض الدقائق.
_:هل تظنين أني قد أصدق يوماً ما أن الملك ناصور يعرف معنى الشفقة او الرحمة؟! بالتأكيد لم يخل سبيلي لأجلي بل لأجل شيئاً آخر يشك به وهو يعلم أني الوحيدة التي لن أكل او أمل من محاولاتي للوصول إليه.
لتلمع عيناها بإنتصار_: إن سألتني عن مخاوف الملك ناصور فسأقول لكِ أنه لا يعرف معني الخوف سوى من شيء واحد فقط، وهو أن يفقد سيمرائيل بالذات دوناً عن بقية اولادة، سيمرائيل هو ملك ملوك العالم السفلي القادم، بل والكل يعلم أن عهده سيكون مختلف تماماً، سيُسجل بالتاريخ، فعهده ستشهد المملكة قوة وانتصارات لم تشهدها من قبل.
لتضحك بخبث وهي تكمل_: وأكاد أقسم أنه تلميحي بموضوع الأنسيه جعل الملك ناصور علي أتم أستعداده ليحرق عالم الإنس بأكلمه وليس فقط تلك الإنسيه، فهو لن يتحمل ان يُلعن ولده بأرضه.
1
أجابتها الجنيه بفضول فهي لم يُسمح لها ان تحضر الإجتماع بالطبع_: ولكن بالتأكيد الأمير لم يكن ردة فعله هينة بعد هذه التلميحات.
ابتسمت بتهكم وخبث وهي تتذكر ماذا فعلت من أفعال خبيثه بداخل المحاكمه_ : لا يوجد أمام سيمرائيل غير سبب قتلي للحارس حتى يُعاقبني عليه وانا لم أنكر هذا بل أعترفت به وتصنعت الندم علي أفعالي بأجمعها.
_: وبما أن العقاب كان شديد فطلبت بحقي بأخد فرصة أخيرة، وبالطبع لم يستطع سيمرائيل رفض طلبي لأنه منطقي ومن المستحيل أن يكشف عن أسبابه الأخري، وما كان كل هذا إلا محاولات مني حتي أستطيع أن أستخدم تلك الحيل التي تعلمتها من منفيت الشيطان بالهمس والوسوسة دون أن يلاحظ أحد، ثم طبقتها مع الملك وهمست له بتلميحات عن عشق أبنته لأنسية دول أن يلاحظ أحد.
نظرت للجنية قائله_: والأن يجب أن نستغل هذا بأحسن الطرق ونجعل تلك المرة أعنف وأشد من أي مرة حاولنا فيها قتل الأنسيه.
اتسعت ابتسامة الجنيه لتظهر أنيابها ولسانها الافعواني بينما قالت بتحفز_: في أمرك مولاتي.
……………….
توافق وبشدة علي صعقها بالكهرباء الأن حتي تستفق من ذلك الحلم الذي يكاد يسرق أنفاسها…!!
ماذا قالت تلك الطبيبه للتو؟! من وهل المفاجأة لم تستطع تكرار كلماتها مجدداً لتجد باقي الممرضات ينتشرون بالغرفه وكلٌ منهم يعمل على قدم وساق بينما أقتربت منها تلك الطبيبه وهي تنزل بكلماتها عليها كالصعيق
_: حمدلله بسلامتك يا مدام، أخيراً فوقتي..!!
قلقتينا عليكي بعدم استجابتك لأي محاولات أننا نفوقك بس الباشا طلب أنه هو الي يفوقك والحقيقه لو كنا نعرف أنك هتفوقي بسرعة كدا، كنا احنا الي طلبنا منه ده من الأول.
1
أبتسمت بهدوء وهي تقترب منها وتفحص ضغط الدم لها بينما هي تشعر بهروب الدماء من شرايين جسدها من الأساس.
أخذت تنقل نظراتها المصدومة بين تلك الفتاه وبين ذلك الذي يقف بصلابه يتابع كل ما يحدث بوجه من حديد وكأن شيئاً لم يكن…!!
وجدت الطبيبه ترفع نظرها لها بينما تلف يدها بجهاز قياس ضغط الدم وهي تبتسم_: واضح أن حضرتك بتحبي الباشا أوي عشان كدا استجابتي لمحاولاته.
ظلت محملقه بها لا تستطيع حتي تفسير ما يحدث من حولها وقد شل عقلها لتتابع الطبيبه بتنهيده ولكن بصوت خافت_: و واضح أنه بيحبك جداً، ما شوفتيش كان قلقان علي حضرتك إزاي.
أبتسمت لها بينها تنزع الجهاز من حول يدها وتعتدل بجلستها ثم تابعت باقي الفحوصات تحت نظرات جميله الضائعه لسيمرائيل ونظراته الخاليه للجميع ومتابعته لما يحدث بدهاء كالفهد..!!
أنهت الطبيبه عملها واعطت تقرير سريع عن حالتها لسيمرائيل قائله بعمليه_: ظغط الدم مرتفع شويه وضربات القلب مش منتظمه لكن السكر و وظائفها الحيويه بخير الحمد لله.
لكن بالنسبة للعظام، فهي عندها كسر في المعصم في ايدها الشمال وشوية ردود في عظام ضهرها وكتفها، محتاجين جبيره هستأذن حضرتك هستعدي دكتور يقد….
قاطعها بحده ونبره لا تحمل مجال للنقاش
: دكـــتوره .. يجيلي دكتوره مش دكتور .. مش عايز أشوف جنس راجل هنا في الأوضه مفهوم؟!!
هتف بحده لتنتفض هي بفزع وتهمهم بأسف وإحراج ثم استأذنت حتي تهرب من أمامه وتنفذ ما قاله.
نظرت له وهي تحاول ترتيب كلماتها المُبعثره
_ : اا.. ااييه ااي.. ااي بيحصل ده. ه..؟! سيمرااا…
قاطعها هو بلين وهو يقترب منها ويرفع كفه قاسي الملمس ويضعه فوق وجنتها الحريريه_: شششش هتفهمي كل حاجه أهم حاجه نطمن عليكي دلوقتي.
_: يعني ايه؟!.. انا مش فاهمه حاجه..!! رد عليا فهمني اي حاجه متسبنيش كدا.
زفر بنفاذ صبر_: جميله قولتلك خلين…
قطع كلماته دخول ملك بهمجيه ولهفه للغرفة دون طرق الباب وتوجهها نحو جميله بفزع قائله بقلق حقيقي..!!
: جوجو حبيبتي، حصل أيه يا قلبي خلاكي يغمي عليكي وانتي في الحمام؟!
نظرت لها بدون فهم فقد اختلفت طريقتها عن آخر مره تتذكرها وكأنها لم تفعل شئ وأن كل ما حدث في الأصل هي أحد اسبابه..!!
ولكن جذبتها تلك الكلمه..!! فهي لم تذهب للمرحاض من الأساس..!!
لتهمهم بعدم فهم : حمام؟!…
بينما صر هو فوق أسنانه من تلك الطريقه التي تتعامل بها ملك فقد أراد ان يزئر بها ويلقيها خارج الغرفه بأكملها حتي يفوز بجميلته بمفرده ولا يشاركه أحد بها حتي ولو للحظات..!!
_: أيوا الحمام، أنا قلبي وقع في رجلي لما قالولي ان عاملات النظافه شافوكي مغمي عليكي في الحمام، بس الحق يتقال..
أقتربت منها بعد تلك الكلمة وأخفضت صوتها بينما ألتمعت عيناها بإعجاب_: جوزك جه بهدل الدنيا هنا، ما شوفتيهوش وهو داخل بيجري عليكي عشان يلحقك، ده منع الدكاتره و الممرضين الرجاله يشلوكي أو يقربوا منك..!!
ولا لما حاول دكتور يكشف عليكي..!! ده كان ناقص ياكله بسنانه المستشفي كلها ملهاش سيرة غير عنه وعن لهفته عليكي.
ثم أصدرت صوت من بين شفتيها قائله بتنهيده
_: عقبالنا يارب لما حد يغير ويبقا ملهوف علينا كدا..!!
كانت كلماتها لا تحتاج للشرح لكن لجميله كانت تحتاج لساعات وساعات من الشرح والتفسير الدقيق..!!
وجدتها ملك ساكنه تنظر لها بأعين خاليه لتحاول أن تغير مجري الحديث بينما وغزتها بيدها السليمه
_: بس طلعتي مش سهلة بردو .. بقا تخبي عليا أنا إنك مجوزه المز ده؟!!
مكنتش هحسدك علي فكره مع أنه يستحق الحسد بصراحة..!!
لتسألها بلهفها : وقعتيه إزاي ده .. ده باين عليه مهم اوي..!!
1
لما تشعر بتلك النيران والغيظ الذي اندفع بداخلها دون إرادة منها؟! .. أين كان ما بها الأن ولكن ماهذا أهي حقاً تغازله أمامها؟!!
لترمقه بنظرات حارقه ثم وجهت نظرها لملك التي أصبحت أفعالها مبهمه بالنسبه لها..!
وهتفت بحنق من بين أسنانها_: خلاص يا ملك الموضوع أنتهي .. مجتش فرصه أعرفك واديكي عرفتي أهو .. ممكن نقفل بقا علي الموضوع..!!
عبست ملامحها_: يوووه بقا يا جوجو .. أنتي شكلك لسه زعلانه مني..!! خلاص بقا خلي قلبك أبيض ما أكيد يعني مكنش قصدي ان كل ده يحصل.
كادت أن تجيب ولكن صوته جاء قوياً ولكن قوة تختلف عن كل مرة فقد كان بها توعد وغضب مريب أندهشت له جميلة حقاً..!!
: اه أكيد شيطان ودخل بينكم.
قال جملته وعيناه تلتهم ملك بنظره جهنميه متهكمه وذات مخزي.
همهمت هي بإرتباك من رد فعله قبل أن تلتف لجميله قائله بتلعثم_: ااييه .. ااهه .. يعني أكيد صح شيطان ودخل بينا .. ويا ستي هاتي راسك أبوسها.
كادت أن تقبلها حين مالت بجزعها فوق جميله ولكن هذه المرة لم يستطع التحكم في زمام غيرته ليقترب من جميله بسرعة ويدس زاعيه أسفل ركبتيها وخصرها ورفعها علي حين غره وبسرعة خطفها من تحت ملك التي كادت أن تقبلها.
ضمها لصدره بينما شهقت هي ولفت يدها حول عنقه كرد فعل طبيعي منها.
تعجبت ملك من ردة فعله ولكن حين رفعت نظرها له وجدت نيران تحرقها من داخل حدقته بينما يصيح بقوه وغضب مكتوم_: الموضوع أنتهي وجميله مش زعلانه خلاص .
لم بنتظر حتى أي ردة فعل منها بل التف حتي يغادر الغرفه بخطواته الواسعة ولايزال يضم جميله لصدره بينما تحيطه هاله من الهيبه والغموض يرتجف لها الأبدان…!!
همست بأذنيه بصوت ضائع_: سيمرائيل عشان خاطري فهمني ايه الي بيحصل انا اعصابي مابقتش مستحمله ..!!
_: معلش يا حبيبي استحملي شويه بس لحد ما نعمل الإشاعات ونجبس إيدك ونطمن عليكي وبعدين هتعرفي كل حاجة في وقتها ولا أنتي مش واثقه فيا؟!!
سألها بينما ثبت زيتونيته فوق نهر العسل المتفجر بداخل جفونها لتوميئ له بتنهيده حاره.
فأخفض رأسه وقبل مقدمه رأسها قبله طويله عميقه قبل أن يخرج من الغرفة ويصطدم بكل تلك الأعين التي تتابعهم بمشاعر مختلفه ما بين الهيام والحقد والتمني ولكنه لم يلقي لأي منها بال.
أخذت خطواته الرخيمه تشق طريقها لغرفه الإشاعات في أخر الرواق .. بينما هي تسمع الهمهمات المتداوله من حولهم والتي بالتأكيد كان موضوعها الاساسي هم لتشعر بإرتفاع سخونيه جسدها من شده الخجل ولم تجد مهرباً من كل تلك العيون الثاقبه إلا تجويف عنقه التي دفنت رأسها به هاربه من العالم أجمع بكل ما يحمل من أسرار وتعقيدات وليس فقط من عيون وتعليقات البشر الذين لن ينتهوا ابداً …!!!!!
…………….
أحياناً المجهول يكن لنا الراحه بينما الحقيقه وكشف الأسرار يقذفوا بنا لدوامه اللارجعه .. فأحذر ان يسيقك فضولك لما هو محرم عليك معرفته واحسب خطواتك حتي لا تتعدي المناطق المحرمه..:”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق امير الجان)