رواية عشق امير الجان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فرح ابراهيم
رواية عشق امير الجان الجزء الثاني والعشرون
رواية عشق امير الجان البارت الثاني والعشرون
رواية عشق امير الجان الحلقة الثانية والعشرون
شهر..
ثلاثون يوماً بلياليهم قد مروا ومازالت روحها تطفوا في المنزل..!!
لازلت استمع لضحكتها هنا ومزحها هناك وحزنها هنا بين احضاني..!!
ثلاثون يوم علي فراقك يا من يلتاع قلبي لرؤياك ولو للحظه فقد..!!
صرت اقضي ليلاي اتجرع كئوس الألم ودموعي تناجي ربي ان يمطر علي قلبي بالسكينه حين تزفي لي في منامي..!!
ألم اقل لكي يوماً انك دائماً تسكني هنا؟
هنا بين ضلوعي وبداخل ثنايا قلبي؟!
ألم اقل لكي انك دنياي وما لي بعدك بدنيا؟!
وها انا اصبحت روحاً فانيه وجسداً علي قيد الحياة من بعد هجرانك يا جميلتي..
شهقه تلو الاخري ودموعها تنهمر بغزاره ولا تستطيع منع تدفقها من مقلتيها التي تورمت اثر بكاؤها المتواصل..!!
تابعها جلال من خلف باب غرفتها الذي فتح قليلاً فنظر من ذلك الشق ولينفطر قلبه علي منظرها ويمسح دموعه المنهمره بسكون..!!
فشلت كل محاولاته كل تلك الايام الماضيه ان اثنائها عن البكاء ..!!
اصبح قلبه ينشق لنصفين نصف دفنه مع تلك البقايا التي دفنوها يوم الحادثه وقيلت انها اشلاء ابنته ونصف ينزف هنا لوجع عفاف الذي لا يستطيع منعه مهما طال الزمن..!!
لقد اصبحت هذه حالتها الدائمه ومن الواضح انها ستدوم أبد الدهر..!!
تنهدت بألم قبل ان يأخذ خطواته منكساً الرأس يجر كتفيه معه وتوجه للمسجد فهذا اصبح ملجأه ومسكنه حين يضيق به النفس في منزله فكل شبر به ينطق بذكره تخصها..!!
………………
تجلس فوق جزع شجره منقطع ويواجه تلك المياه الزرقاء مباشره..!!
تتغلغل اشعه الشمس بين خصلات شعرها لينعكس لونه البندقي ببريق يخطف الانفاس
وعلي ذكر الانفاس.. كانت انفاسها بطيئه متنهده تدل علي حزن وتشتت صاحبها..!!
رفعت رأسها وكانت عيناها بيان تخبطها الداخلي..!! ، مر شهر وهم معاً والغريب انه مر بسلام فوق المتوقع..!!!
لم يكن هناك ما يشغل باله إلا تدليلها فقط..!!
لقد اصبح ذلك الكوخ البسيط مشبع بذكرياتهم معاً في تلك الفتره القصيره فقد كان عشقهم قلماً يخط بثقه في مؤلفات تاريخ العشاق.
ظهرت شبح ابتسامه حين تذكرت تلك المره الذي افاقت من نومتها تبكي كالاطفال بسبب ذلك الكابوس الذي افزعها وكانت علي وشك الانهيار ولكنه استطاع اصلاح الامر بجساره كمثل كل مره بل وافضل..!!
**”FLASH BACK”**
نفس الكابوس يتكرر .. هذه النيران التي تحاوطها من جميع الجهات..!! لا يوجد مفر ولا يوجد هواء للتنفس فقد تلك الادخنه السامه التي بالكاد تخنقها رويداً رويداً فتصبح وكأنها تشنق بالبطيئ..!!
تحاول ان تنادي عليه ولكنه لا يسمعها..!!
تراه ولكن من الظاهر انه لا يراها .. هو يقف بشموخ فوق تلك المنصه المهوله امامها ويحاوطه عده رجال تعجبت لهيئتهم..!!
فقد كانو جميعاً ذو بنيه ضخمه بشناعه ويقبض كل منهم فوق صولجان ضخم بيده بينما تغطي رؤوسهم عباءه سوداء تخفي ملامحهم ولذلك لم تستطيع تبين من هم..!!
ذلك الرجل الضخم والذي يحمل اضخم صولجان بهم يقترب بخطواته المهيبه وتلك النغمات التي تصاحب خطواته تجعلك تظن انها معزوفه الموت..!!
مع دقات الطبول يدق قلبها رعباً عليه وعلي نفسها لتحاول الصراخ ولكن صوتها وكأنه يحشر في حلقها ويأبي الخروج…!!
……
نهضت فجأه بينما تصرخ بأسمه وجسدها بالكامل يرتجف بينما جبينها يتصبب عرقاً وهي تلهث وكأنها فازت بسباق للتو..!!
انتفض هو مع نهوضها المفاجئ من بين ذراعيه وافاق علي نحيبها الذي مزق قلبه..!!
لف خصرها من الخلف ليحتويها من بين ضلوعه وألصق ظهرها بصدره لتريح هي رأسها فوق كتفيه واخذت تنتحب ليقبل هو شعرها بحنان ثم اخفض وجهه ليطبع قبله فوق كتفيها ببطئ وتريث ليهمس بجانب اذنها بعاطفه وحنان
: ايه يا حبيبي مالك بس؟!!..
اخذت تحاول التحدث من بين شهقاتها لتصبح كلماتها مبعثره : هه.. همــ ك.. كانوا هي.. هيأذوك..!!
لتنفجر بالبكاء وتلف نفسها حتي تحيط برقبته وتدفن رأسها بين ثنايا عنقه فتنهمر دموعها بين ضلوعه وتصبح له وعليه..!!
رفعها من فوق الفراش حتي ينزلها فوق ساقيه ثم اخذ يربت فوق شعرها هبوطاً بعمودها الفقري : متخافيش يا عمري مفيش حد هنا..
اهدي وخدي نفسك انا معاكي اهو واحنا كويسين..
كلماته بدأت في بث تأثيرها عليها ليشعر بهدوئها التدريجي فتابع لمساته فوق شعرها بينما هي ابتعدت عنه قليلاً حتي يقابل وجهه وجهها الملائكي الملطخ بدموعها و وجنتيها وانفها الساطعين بالحمره : انا.. انا متأكده ان الي بشوفه ده.. ليه معني.. همـ ..هما هياخـ
توقفت شفتاها حين قاطعها بقبله رقيقه تذوق بها دموعها فأغمضت هي عينيها بتلقائية لا تعرف خوفاً من ما يدور بذهنها ونتيجته التي ستكون ابتعاده عنها ام انه خجلاً.. !!
ابتعد عنها هامساً امام شفتيها بصوته الاجش
: ششش مش عايز اسمع الكلام ده.. سبق وقولنا ننسي كل الدنيا دي وميشغلناش غير بعض..
طبع قبله رقيقه فوق شفتيها تبعها بأخري فوق ذقنها قبل ان يبعد وجهه عنها قليلاً حتي شعرت بإبتعاد دفئ انفاسها التي كانت تهوي فوق شفتيها هبوطاً بعنقها لتفتح عينيها ببطئ بعد ان تفجرت بوجنتيها الحمره متناسيه لخوفها.. !!
قابلت ابتسامته العاشقه فهربت بعينيها علي استحياء وحاولت ان تداراج خجلها حين حاولت اختلاق الحديث مره اخري: يعني هما مش هيـ
هنا وفجأه بدون مقدمات وجدت نفسها بين ضلوعه بعد ان جذبها بغته مقاطعاً شفتيها بشفتيه التي قضمت الكلام منها بقبله اخري ارق اذابت كل ذره ثبات بها : مش قولت مش عايز اسمع الكلام ده؟!..
قالها بقوه مصطنعه امام شفتيها وعينه تنطق بإبتسامة خبيثه ومن خجلها وتوترها لم تستطيع التفكير فيما تقول وفيما تفعل لتقول بتخبط : انا.. اا.. يعني.. ااا مكنش قصدي انا بس.. بس كنت خفت يعني ففاااا
_: شكل الرقه ما بتنفعش معاكي ومش هتيجي غير بالعنف..!!
قال جملته الاخيره بينما هي لم تشعر بنفسها الا وهي اسفله ولا تعلم متي فعل بها ذلك ولكن تلك النظره الخبيثه بعينيه فتكت بأعصابها بكل جداره..!!
_: فضلت اقولك اسكتي ومش عايز اسمع الكلام ده بالذوق والادب بس انتي مصممه تخليني اطلع قله الادب الي جوايا..!!
ليتابع بغمزه خبيثه وابتسامه تنطق بالخبث : وانا بصراحه كنت هموت واطلعها وماسك نفسي بالعافيه..!!
_: سيمرائيل ااا.. اابعد… اناا.. انا مكنش قصدي انني.. اا…
قاطعها هامساً امام شفتيها بنبره مطمأنه فهو بالاول والاخير يريد اخفاؤها بين ضلوعه حتي تنعم بالأمان فدموعها المنهمره تنزل فوق قلبه كالشهب الملتهبه فقال بعدما طبع قبله حنونه فوق جبهتها : ششش سيمرائيل بيعشقك يا عشق سيمرائيل.. ومش عايزك تخافي من حاجه طول ما انتي في حضني..!!
مش هيقدروا ياخدونا من بعض مش هسمح لهم يا ياجميله…!!
قالها بحزم لتطفئ لهيب قلبها العطش للأمان والذي بين احضانه تجرع منه حتي ارتوي ظمأه لسنين قادمه…
**” END FLASH BACK “**
ابتسمت بينما توردت وجنتيها لكلماته العاشقه التي لم تنسي واحداً منها ابداً ودائما تتذكرهم بإستمرار لرسم تلك الابتسامة فوق شفتيها الرقيقه…
ولكنها اصبحت في الاواني الاخيره بدون ارادتها تتبخر ويحل محلها الحزن والتخبط..!!
لقد افتقدت عائلتها حد اللعنه..!!
فقد لو تضم والدتها و تنعم بجسله مع والدها الحنون الذي افتقده وبشده..!!
تعلم انهم الان بالتأكيد تهشمت نفسيتهم واعصابهم وهذا يؤلمها كثيراً فهي السبب في كل ما يحدث لهم وايضاً لا يزال من الصعب رؤيتهم..!! ، تعلم ان هذا اجباراً وليس اختياراً ولكن مثله كمثل القلب قراراته نافذه ولا يستطيع احد التدخل…!! انها لعنه المشاعر التي عجز البشر علي مر العصور في فك شفرتها..!!
تنهدت بثقل وهي تحاول حبس الدموع فقد كان الاختيار صعباً ومازال وهي تشعر انها بدأت في فقدان طاقتها ولم تعد تعلم ماذا ينبغي عليها ان تفعل..!! ولكنها وعدته انها ستحارب من اجله.. ومن اجل حقها به..!! ولن تتنازل او تتراجع عن هذا مهما حدث ولكنها بالاول والاخير ضحيه للمشاعر بين العشق ودفئ العائله الذي لا يعوض..!!
………………
زفر بضيق وشعر بغضبه يوازي تلك الجبال من حوله..!!
هو يفعل كل ما بوسعه حتي يسعدها ويشعرها بعدم النقصان يعلم انه كان انانياً حين حاول ان ينسيها اهتمام عائلتها ويعوضها هو بإهتمامه فقد كانت رغبةً منه بإمتلاكها وحده دون احداً سواه..!!
ولكنه تراجع عن هذا وحاول عده مرات بتمهيد الطريق لإنتقالهم ولكنه وجد كل الطرق من حوله متراصه بالخدام والحراس وبالتابعين الراصدين الذي يعلم انهم قد بعثوا للعثور عليه..!!
يشعر بضيقها يمزقه ففكره رفضها لعلاقتهم او اجهادها منها تعتم قلبه ألماً..!! ، احقاً باتت الان تفكر انها مثلاً اخطأت حين قبلت بي؟!
احقاً هي الان تفكر في طريقه الابتعاد عني؟! ام انها مجبوره علي علاقتنا؟!..
جمح خلاياه بصعوبه بالغه حتي لا تخترج عقلها وتعلم مايدور به.. لا يدري اتنفيذاً لوعده معها ام انه خوفاً من اجابه اسألته…!!
شدد فوق عينه التي غلفتها الظلمه ثم حاوط رأسه بيده واخذ يغضط عليها بكيفه بشده ويشد فوق اسنانه فتلك العتمه تسيطر عليه وتقوده للفتح بالمحيط حوله واختراق ثنايا عقلها بكل همجيه حتي تشعر به بداخلها ويؤلمها كما تؤلمه.. !!
صرخه مدويه خرجت كالبرق في ليالي الشتاء القارصه ثم هوي بقبضته فوق الجدار بجانبه بقوه مفزعه حتي انشق الجدار بجانبه واتت جميله مهروله فزعه من صوته الذي دب القشعريرة بجسدها فور سماعه بتلك القوه..!!
تناست كل شئ وحاولت الاقتراب منه بلهفه قائله بفزع : سيمرائيل مالك ؟!! حصل ايه؟!! مدايــ
: اسكتي… قوه نبرته وشرها تكفي ان تجعلك تنسي اسمك فعقد لسان جميله وتوقفت مذهوله تنظر له بخوف يبرق فوق مقلتيها..
ولكنها حاولت التحدث ليخرج صوتها مهزوز خائف : انن.. انا.. بس.. طـ ب قولي مالل…
_: مش قولتلك تسكتي؟!!!
اخررسيي بقولك مش عايز اسمعع صوتتككك
وان كانت حجراً لأنشق من قوه صوته..!!
ولكنها من بشريه اي ان كاد يغمي عليها خوفاً من هيئته تلك..!!
لقد عادت تلك الهيئة التي كانت اختفت لفتره لا بأس بها..!! ولكنها بالاول والاخير طبيعته..!!
انه وحش كاسر عندما يغضب ولكن في ماذا اخطأت لهذا الغضب الجحيمي..!!
نظر لها وهو لا يري امامه الا انها تريد الابتعاد عنه.. يتخيل ندمها بعينيها حين ينظر لهما ولا يستطيع تحمل هذا الالم لينفجر به بصوتاً جوهريه وهيئه شيطانية لعينه ولم يهتم لذرعها الذي يكاد يفقدها الوعي امامه.!!
اقترب منها في لمح البصر ثم قبض فوق معصمها بقوه جعلت دموعها تنهمر بلا هوادة
: عايزاهم مش كدا؟!!
رفعت نظرها له بعدم فهم ودموع لم تتوقف ولكن غضبه عماه حتي اخذ يؤرجح يجسدها ذهاباً واياباً عن طريق جذبها ثم دفعها بقوه من معصمها الذي يقبض عليه : لا انهي فهماني كويس..
فاهمه ان انا بتكلم عن اهلك.. عن حياتك وصحابك ودنيتك الي ندمتي انك سبتيهم صح؟!…
ندمتي انك بقيتي معايا صصححححححح؟؟!!
صاح بها ليبدأ جسدها بالارتعاش بشده بين يديه وشهقاتها تتعالي بصخب ولكنه تابع بنفس القسوه : بقيتي عايشه مجبوره معايا صح؟!
بقيتي بتفكري ازاي تبعدني عني مش كدا؟!!
ليجذبها حتي اصطدمت بصدره ثم همس امام عينيها بفحيح جعلها لم تعد تقدر علي الثبات
: كان ممكن اقولك قبل كدا الاختيار ليكي واني مش هجبرك علي حاجه.. مستحيل اعيش معاكي غصب عنك.. بس كل الكلام ده انتهي..!!
مابقاش من حقك تختاري اي حاجه وحتي لو هتعيشي معايا بالغصب…!!
مش بعد ما بقيتي ملكي عايزه تسيبني..
انسيي يا جميله انك تسيبيني انسسسييي
سااامعععهههه؟!!!
ارجحها مجدداً وعيناه تقسم انها رأت بهم لهيب يشتعل وكأن جهنم تقلست بداخلهم..!!
اخذت تحاول الحديث من بقن شهقاتها من بعد ما ألتهم الفزع والرعب قلبها وروحها وهي الي الان لا تفهم ولا تعي ماذا يقول او ماذا يقصد..!!
هي لم تفكر ولن تفكر بتركه ابداً إذن لما هذه الغضبه؟!..
: انن.. اناا والله ما مماا… ممش.. مش فاهمه.. حاجــ…
_: انتي تخرسي خالص وتبعدي عن وشي وإلا وديني هوريكي الي مش هتقدري تتخيليه..
قالها بهدوء مرعب جعلها تشعر بثقل رأسها من شده رعبها وخوفها من تلك النظره التي تشعرها انها مع شخص اخر وليس عشقها الذي تعرفه..!!
لم تعد قدميها تتحمل الثبات فخارت قواها لترتمي علي الارض بوهن فاقده للوعي بعدما تلفت اعصابها بما فيه الكفايه اليوم…
…………………
_: يعني ايه؟! خدام وحراس مملكه كامله مش لاقينوه يعني اااييييههههههه؟؟!!!
هتف بهذه الكلمات كبير قضاه الديوان ليدوي صوته في المكان مخلخلاً جدرانها بينما نهض الملك ناصور من مكانه ثم هبط بكل قوته فوق الارض بصولجانه حتي اصدر صوتاً مفزعاً سكت له الجميع فتحدث بصوته الذي دب الخوف في نفوسهم حتي ابنه الذي يجاوره : احترام مملكه الملك ناصور فرض علي الكل .. الكل يلزم حدوده ويحسب كلماته قبل ما يشاركها معانا والا عقابه هيكون الهلاك بأيدي انا….
عيناه تكاد تلتهمهم من شده غضبه : سيمرائيل اتعلن خيانته في جميع انحاء المملكه وانا الي أمرت بكدا بنفسي.. وبردو كلفت اعتي حراس وخدام مملكتي انهم يدوروا عليه وده تنفيذاً للعدالة ..يعني الكل يلتزم بحدوده ويتأكد اني مش هتواني لحظه اني هنفذ حكم التعسير بنفسي..
التف له دهشان بصدمه من ذكره لحكم التعسير فهذا اشد انواع الاعتقال فهو سوف يعذب بأشد انواع العذاب قبل ان ينفذ عليه حكم الاعدام بلا رحمه او رأفه..!!
انتقلت نظرات الرضا بين قضاه الديوان فهذا التأخير من الوقت في معاقبه المخطيئ يجب تعويضه بعقاب لاذع يرضي غرور عالمهم بقواعده اللعينة …!!
انقضي الاجتماع وتبخر كل من كان بالقاعه وتبقي بها الملك ودهشان فقط..
ليقترب دهشان من الملك بسرعه مفزعه قائلاً بصدمه ولهفه : مع احترامي لقراراتك جلالتك..
بس انت ليه عملت كدا؟! ليه حكمت علي سيمرائيل بحكم التعسير..!!! ليه جلالتك مقولتش ليهم اني لقيت طريق فيه مقتطفات من مرور ضل سيمرائيل فيه واني بحاول جاهداً اني اوصل لخدام الطريق ده عشان استجوبهم وامهد الطريق للوصول ليه..!!
ثم تابع بنظرات مبهمه : انت عارف ان سيمرائيل قوي.. انا بعترف انه اقوي واحد فينا وبعترف انه ذكي لدرجه تخليكي عاجز قدامه..!!
ذكي لدرجه انه درب خدامه يمشوا بمنهجه وقدروا يخفوا الطريق حتي من عيون الجن.. !!
سيمرائيل عازل نفسه بعازل قوي جدا.. عازل مش قادرين نهده ونوصلهم.. بس مش مستحيل…!!
هوصلهم بس محتاج وقت..
تريث وانتظر حتي افرغ كل ما بجوفه دفعه واحده ثم ليلقي قمبلته بهدوء مرعب : بس خلاص ما بقاش قدامنا وقت…
ثم تابع بنظرات غامضه : فات ألف يوم علي اختفاء سيمرائيل وده ما يوازي حوالي شهرين في عالم البشر.. يعني الانسيه ممكن تحمل في احشائها ضلع من ضلوع المثلث الملكي في اي وقت..
تريث قبل ان يقول بقوه : ابن سيمرائيل..
انا حاسس بيه.. وده شئ مش في صالحنا ابداً
_: اييهه؟!! ابنـ…
قاطع دهشته بحده : ألتزم بالسريه التامه.. واجهز للأنتقال..
اجاب نظره التساؤل في اعين دهشان حين قال
: انا الي هروح سيمرائيل بنفسي.. صولجان الناصوريه هو بس الي هيقدر يكشف نوع العازل ويتعامل معاه..
قالها بينما نظر لصولجانه وهو يحاول جاهداً حرجمه ذلك الغضب بداخله فهو يعلم ان سيمرائيل يستعمل خبايا واسرار عالم الجان السريه الذي علمها له دوناً عن جميع اخوانه وحراسه وخدامه.. والان عليه ان انقلب السحر علي الساحر وسيضطر للتعامل بنفسه مع ما علمه اياه يوماً ..!
صدم دهشان من قراره ولكن نظره الاصرار والجديه بعينيه علم انه قد حسم قراره وانتهي الامر.. سيذهب لسيمرائيل بنفسه…!!
………………
هوت وهوي قلبه معها..!!
حين رأي جسدها الممد بوهن فوق الارض وقف صامتاً كالصنم امامها ولم يستطيع تحريك انمله به من صدمه ما فعله بها وما اوصلها إليه..!!
اكسر روحها لتلك الدرجه التي لم تتحملها لمجرد خوف واوهام يحاوطون به..!!
اللعنه علي هوسه بها الذي جعله كالأعمي والاصم والابكم حين تخيل فقد انه سيفقدها..!!
في لحظه كان يحملها بين ذراعيه بقلب ملتاع متؤلم وندام اشد الندم..!!
وضعها فوق الفراش بأعين متلهفه ثم احتضن وجهها بين كفيه قائلاً بلهفه عاشقه وتخبط بعد ان شعر بتشتته عندما يتخيل ان يصيبها مكروه بسببه : جميله؟!.. جميله حببتي انا اسف..
اسف يا عمري خوفتك بس الله غصب عني..
غصب عني حبي فيكي عماني وخلاني مش قادر اتصرف لما حسيت اني عاجز قدامك..!!
مش قادر اسيبك ومش قادر اشوف حزنك علي اهلك..!!
ابتلع غصه مريره بحلقه ثم اخذ يملس علي شعرها ويخبط فوق وجهها بقوه بسيطه وعيناه تتفحصها بلهفه : فوقي يا حبيبتي.. فوقي يا جميله انا اسف.. فوقــ..
قطع كلماته حين هاجمته تلك المقتطفات بداخل ذهنه..!!
انه يري شئ.. شئ صغير ولكنه يشعر بألاولفه تجاهه.. انه قريب ولكن لا يعلم اين هو او ماذا هو الي الان..!!
اغمض عينيه مجدداً ثم تهجمت ملامحه بينما تتكاثر المقتطفات برأسه دفعه واحده..!!
الان يري جميله.. اختفت ثم اتت صورته امام عينيه.. عادت صوره جميله ومن ثم اختفت وعادت حتي اختفت قبل ان تضح الرؤيه امامه..
فتح عينه بسرعه صدمه صاعقه ثم حرك يداه ليفرك سطح بطن جميله فتصبح صوره ولده ترتسم بخياله بكل وضوح ليصعق من وهل المفاجأة..!!
انها تحمل بأحشائها طفله..!! كان هذا حلمنا يصل لوراء الشمس بالنسبه له ولكن الان تحقق..!! لا يعلم ايصرخ بكل ما اوتي من قوه فرحاً ان يجلس هنا بسكون يعد الدقائق حتي تلده بأمان فالخوف بالتأكيد كان له النسبه الاكبر بين مشاعره.. !!
لا يعلم اعزل العازل ولده ايضاً عن هذا العالم ام انه يحتاج للتنشيط بأسمه..!!
فهو يعلم ان اكبر رأس بقبيله الجان يشعر بنسله قبل ان يولد و طبق هذا يعني ان والده الملك شعر بأبنه الان..!!
اخذ يربت فوق وجنتيها برقه ولهفه : جميله فوقي يا عمري.. فوقي يا جميله وخديني في حضنك انا خايف..
خايف لا يحصلكم حاجه وانا مقدرش احميكم..!!
قومي يا حبيبتي طمنيني انك مش هتسبيني..
بدأت في فتح عينيها وكل ما تتذكره هو غضبه وتحوله لوحش كاسح كاد ان يبتلعها من شده غضبه..!!
انهارت ألماً فقد مزق قلبها بقسوته عليها .. رأته امامها ففزعت وظنت انه سيتابع صب غضبه عليها الان ..!!
خوفها منه ونظره الرعب، بعينيها الممتلئة بالدموع كانت كالخناجر التي غرزت بقلبه..!!
اخذت دموعها تهوي وتتبعها شهقاتها المرتفعه والتي حاولت الدفاع عن نفسها بسرعه من بينهم فخرجت كملتها مبعثره وغير منظمه : اا.. اناا والله مش فاهمه… اانا… هماا.. اه وحشوني بس.. انتت.. انت حبيبي.. مش هسيبك اننا… والله.
جذبها لأحضانه وكم آلمه ارتجاف جسدها خوفاً منه : شششش اهدي يا جميله .. متخافيش يا حبيبتي..
همس بحنان ولكنها كانت تحاول الابتعاد عنه بأي طريقه ليتركها تفعل ما تشاء فوجدها تبتعد عنه بأعين تنطق باللوم..!!
ابتلع غصه مريره بحلقه قائلاً بندم : حببتي اوعي تخافي مني .. انا اسف.. والله اسف ياعمري بس انا اجننت لما حسيت انك ممكن تسي..
قاطعته بلوم من بين دموعها : لحد امتي هتفضل مش واثق في اني خلاص ما بقاش ليا مكان غير حضنك؟
هتفضل لحد امتي ما تتحكمش في غضبك وتخوفني منك؟!..
دموعها هشمت اعصابه ليزفر بضيق ولم يعلم ماذا يجب عليه ان يقول ليحذبها لأحضانه مره اخري ولكن لم يعد بإمكانها ان تخفي بداخلها اكثر من ذلك فمدت ذراعه لتدفعه من كتفه ولكنه لايزال محاصراً خصرها فأصحب وجهه مواجهه لوجهها الباكي لتتعالي شهاقتها وهي تري نظرات الالم والندم بعينيه : اانا.. والله.. ماا. هبعد.. انن. اننتت
لم يعد بإمكانها الثبات لتنهار باكيه فجذبها هو بين ضلوعه وكاد يخفيها بداخله بينما هي تشبثت بذراعه واخذت تبكي بألم في محاوله لإفراغ ما تكن بداخل صدرها منذ زمن : كفايه دموع.. ارجوكي كفايه انا مابقتش متحمل..!!
ابعد وجهها قليلاً ثم احاطه بكفه يده الفارغه ونظره العشق الممزوجه بالألم لم تفارق عينيه
: كفايه دموع يا جميله.. بتوجعني..
والله بتوجعني يا حببتي…
_: ما انن.. انت الي بتخوفني..
اجابته بعوفيه وبراءة ابتسم لها بألم قبل ان يقبل جبهتها قبله رقيقه من بين ارتباكها قبل أن يقول بنبره صادقه نادمه : خلاص يا حبيبي مش هخوفك تاني…هتحكم في اعصابي بعد كدا عشان خاطر العيون الحلوين دول مينفعش يعيطوا كدا..!!
ابتسمت بوهن ليبتسم بعشق لها ثم مسح بأنماله بقايا دموعها من فوق وجنتيها قبل ان يهوي بشفتيه فوق جفونها ثم طبع قبله رقيقه علي كل جفن وهمس امام عينها : دموعك عندي اغلي من الدنيا دي كلها..
هبط بشفتيه فوق انفها يتنقل عليه بقبلات رقيقه وصولاً لشفتيها الذي تذوق الدموع بهم ولكن لم يهمه فقط يريد ان يشعر بوجودها بين يديه وبين احضانه ليطمأن قلبه.. فتمهل وتريث في قبلته بينما قابلتها هي بخجل ممزوج بشغفها الذي امتزج بشغفه صانعين معزوفه من اسعد الالحان..
تاهوا بعالمهم بعيداً عن عوالم الدنيا السبع ولكن رأتيها طالبت بالهواء ليبتعد عنها علي مضض بينما شعرت بيده تملس فوق بطنها بحنان فأندهشت ونظرت له بعدم فهم لتجد ابتسامته حالمه عاشقه قبل يهمس امام عينيها بشغف
:علي قد ما انا خايف عليكم علي قد ما انا مستنيه ييجي بفارغ الصبر عشان احكيله عن عشقي لمامته..
كانت الصدمه حليفتها فظلت تنظر له ببلاهه ليبتسم هو بعدما ادرك صدمتها فأقترب منها طابعاً قبله فوق وجنتيها هامساً بجانب اذنها..
: جميلتي انتي دلوقتي شايله في بطنك ابنِـنـــا..!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق امير الجان)