روايات

رواية عشق امير الجان الفصل الثاني عشر 12 بقلم فرح ابراهيم

رواية عشق امير الجان الفصل الثاني عشر 12 بقلم فرح ابراهيم

رواية عشق امير الجان الجزء الثاني عشر

رواية عشق امير الجان البارت الثاني عشر

عشق امير الجان
عشق امير الجان

رواية عشق امير الجان الحلقة الثانية عشر

كانت ليله خياليه قضتها بداخل احضانه فوق رمال البحر الدافئه تستمع له تاره وهو يثقلها بحقائق واسرار لم تكن تتخيل يوم انها بالفعل موجوده ظناً منها انها مجرد اساطير ولكن تلك الاساطير ما كانت الا الستائر التي تخفي خلفها الكواليس وما خفي كان اعظم…!!
اما عنه فقد تركها تحكي له عن طفولتها وعن هوايتها ومواهبها تتحدث عن نفسها بأريحيه ولم يريد ان يشعرها انها تحكي له ما يعرفه بل يعرف عنها ما لم تعرفه عن نفسها..!!
اعطي لها الفرصه بأن تستمتع بتسيد مجري الحديث واعاطاها كامل الحريه حتي لا تشعر انه متحكم بها او انها كالدمي كما قالت له من قبل
ولكن هذا لم يمنع استمتاعه وهو يسمع لها..
فقد كان وجودها بين احضانه وسماع صوتها كفيلاً بالنسبه له بأن ينتزعه من عالم الظلمات لعالم كانت هي شمسه لتنير حياته بخيوطها الذهبيه…. !!
ابتسمت بسعاده وهي تنظر لنفسها في المرآه برضي بعد ان ارتدت ثيابها البسيطه و الانيقه التي نحتت خصرها بحرفيه مع ذلك الحزام الذي ألتف حول خصرها من فوق فستناها بلونه الذي يطابق لون النبيذ القاتم.. فقد تذكرت ما حدث باليومين او بالمعني الاصح لم يترك تفكيرها هذه الليله التي اكتسحتها مشاعرهم وهذا كان كفيلاً لها بأن تغمض عيناها وتتنهد بثقل فقد مر يومين علي هذه الليلة ولكن اثرها عليها كان ممتد حتي لحظتها هذه.. فقط شعرت بالصفاء الداخلي والسكون الروحي في قربه والذي ضربوا تلك الاحسايس بالخوف او الرهبه او الاحباط عرض الحائط وعشقوه بكل جوارحه… !!
انتهت من تجهيز نفسها للذهاب للجامعه وبعد ان خطفت حقيبتها من فوق المكتب وقبل ان تهم بالانصراف دوي صوت رنين هاتفها في الاجواء
لتنظر له بإبتسامة عذبه فقد انار بأسم صديقتها الجديده “ملك” والتي تعرفت عليها واصبحوا اصدقاء بشده في هذا الوقت القصير ويعود هذا الفضل علي شخصيه ملك الاجتماعيه والمرحه التي تخطف بها القلوب وشخصيته جميله الهادئه الحنونه والمجنونه ايضا فقد مدت كل منهن الاخري بما ينقصها ليصبحوا ثنائي رائع يشع بهجه وحيويه..
التقطت الهاتف تجيب بمرح : يا صباح الفل علي الناس الفل
جائها صوت “ملك” بنبره غاضبه مغتاظه : فل ايه وهباب ايه ده احنا كرامتنا هتتسفلت بالارض النهارده
: ليه بس كدا يا كوكي ؟!!
“ملك” بحنق وغيظ يحملان بعض السخريه
: المعيد الي بيقولوا هيجيلنا جديد من اول بكره يا ستي
“جميله ” بعدم فهم : ماله؟!..
_: قال ايه في اول محاضره التعارف فيها بالنسبه ليه بيبقا عباره ان امتحان اختبار قدرات عشان يقدر يحدد مستوي الدفعه..!!
: ولا يهمك يا كوكي انشالله هيعدي ويبقا سهل.. عمره ما هيجيب امتحان صعب في اول محاضره ليه كدا يعني مش معقول يكره طلابه فيه من قبل حتي ما يعرفوه..!!
_: ربنا يستر لاحسن انا قلبي مش مطمن مش عارفه ليه وحاسه اني هكره الماده بسببه..!!
: لالا انشالله مفيش كلام من ده.. اتوكلي انتي علي الله بس ومتتوتريش..
تنهدت بثقل : ربنا يسهل..
ثم تبعتها بغضب مكتوم وتناست حديثها قبل قليل : وبعدين خدي هنا.. انتي فين يبت انتي؟!! انتي لسه في بيتكم وانا لسالي دققتين و اوصل؟!!
: ما انتي الي اتصلتي وعطلتيني الله،..!!
_: شوف البت.. يما تحت السواهي دواهي.. بقيت انا الي بعطلك دلوقتيي..!!
اتقلبي في اي مكروباز يجيبك هنا حالاً وإلا هشعلقك من قفاكي لو اتأخرتي
ما ان اغلقت الخط ثم التفت لتأخذ حقيبتها وتتجه لخارج غرفتها ثم الي خارج منزلها بأكمله بعد ان القت التحيه علي والديها وتحججت بتأخرها لتهرع سريعاً من مؤامرات الافطار الصباحيه التي باتت تشعرها بالغثيان من كثره الاسئله اللانهائية التي يحاوطها بها من كل الجهات
…………………..
ما ان ترجلت من منزلها والتفت حتي تأخذ الدرج هبوطاً شعرت به في المكان حولها ولكنه لم يظهر امامها تعلم انه ينتظر ليرى تلك اللهفه منها وهي تبحث عنه في جميع الاتجاهات ثم تناديه بصوتها العذب ..يعشق نبره صوتها الناعمه وهي تهتف بأسمه لذا يشاكسها دائماً ولكنها اليوم قررت انها هي التي سوف تشاكسه وتتعمد ايغاظته.. فأخذت تهرول فوق الدرج متصنعه اللامبالاة وعلي ثغرها ابتسامه خبيثه…
تشعر به يتحرك معها.. نعم انه يراقبها وينتظر منها المبادره ولكنها جاهدت علي كبت ضحكتها وهي تتابع طريقها غير عابئه ما ان وصلت لبوابه المنزل الداخليه التي تسبق الممر المزين بالنباتات وفي نهايته البوابه الخارجيه التي تطل علي الشارع وهمت ان تفتحها وجدتها تنغلق مجدداً وتلك اليد الغليظة تلتف حول خصرها من الخلف ثم تدير جسدها و تدفعها حتي ألتصق ظهرها بالباب الخشبي من خلفها واصبحت تلك اليدين تحيط رأسها وجسدها محتجز بين جسده الصلب والباب من خلفها.. شهقت بخضه من فعلته الجريئه وكما يحدث معها دائماً تناست حقيقته وكل ما شغل بالها هو ان رآهم احد من والديها…!!
قطع صدمتها صوته الماكر وهو يطالعها بنظرات توعد ويرفع حاجبه بإستنكار و فوق شفتيه ابتسامة مشاكسه…
: ايه ما وحشتكيش؟!….
كانت كلمته ونظراته ونبره صوته واقترابه منها كل هذا كان فوق طاقتها وجعل نظراتها تتوتر وتتفجر الحمره بوجنتيها فقد انقلب السحر علي الساحر وها هو من فاز في نهايه المباراه وجعلها هي من تنصهر خجلاً لتلعن افكارها في نفسها فأين كان عقلها وهي تشاكسه وتتوقع التغلب عليه…!!!همهت بخجل وهي تحاول تفادي النظر لعينيه
: سيمم.. سيمرائيل ابعد لوسمحت عشان.. ااا يعني اااا…
كانت تجاهد في استئناف حديثها ولكن ايتفهم هذا ؟ لا بل ضرب كل ما بها من ذره ثبات عرض الحائط حين انمدت انماله اسفل ذقنها ورفع وجهها له برقه ثم التهم عيناها بنظراته المتسليه وابتسامته الخبيثه ثم اخذ خطوه التهمت المسافه القصيره المتبقيه بينهم واخفض رأسه يهمس بصوته الغليظ بجانب اذنها وانفاسه الحاره تصدم برقبتها
: ممم عشان ايه؟!!
تكاد تقسم انها تشعر انها ستدلف لعالم الاوعي من شده توترها وخجلها.. لم تستطيع الرد او حتي تحريك نظرها.. لم تستطيع حتي بأن ترمش فظلت متصلبه مكانها صدرها يعلو ويهبط بعنف تحارب من اجل ان تظل يقظه ليبتعد عنها قليلاً يتابع حالتها وخجلها بإستمتاع ماكر ثم همس امام عينيها مجدداً
: ها يا جميلتي عشان ايه؟! ..
خرج اسمها منه بعاطفه دون ارادته ولكن حين ذكر اسمها يصبح صوته ادفئ ونظراته اعمق خصوصاً مع ذلك اللقب التي اصبح يناديها به مؤخراً والتي باتت تعشق اسمها لأجله…
اصراره جعلها تحاول تصنع الثبات وهي تهمهم بصوت خافت متضرب
:عشان يعني.. اقصد ماما وبابا…
قاطعها هو بنبره قويه ونظرات ماكره
: لا مش عشان ماما وبابا…
نظرت له ببلاهه : ها؟
ليبتسم تلك الابتسامه الماكره ويخفض وجهه بجانب وجهها يهمس بخبث : عشان جميلتي مفكره نفسها انها هتقدر عليا وخايفه لا تنكشف
اخفضت رأسها فور كلماته وهي تعض فوق شفتيها بخجل واصبحت وجنتيها عباره عن كتله من الحمره ولكن اتت كلماته التاليه وهو يقترب منها اكثر حتي باتت شفتيه تلامس اذنها ويهمس بعاطفه ودفئ : بس جميلتي متعرفش انها مجنناني منغير حاجه و واخده عقلي كلو
بدأت دقات قلبها بالتسارع وانفاسها تلاحق بعضها كما بدأت عضلاتها بالتراخي وهي تشعر ان كلماته تثملها حد النخاع وهي تشعر بكم الدفئ والعاطفه في صوته لتبتسم بحب علي عشقها له بكل جوارحه حتي اتت فعلته التاليه محطمه كل ما تبقي لها من ثبات….!!!!
حين هوت شفتيه ببطئ فوق وجنتيها بقبله رقيقه تبعها عده قبلات هبوطاً حتي وصل امام شفتيها وهمس بعاطفه ودفئ عصف بكيانها : وحشتيني…
صعد بشفتيه لأرنبه انفها ثم قبلها قبله خاطفه قبل ان يداعبها بأنفه قائلًا : ما وحشتكيش؟
ابتسمت بخجل ولم تستطيع اخراج صوتها فأكتفت بالايماء برأسها فقط ولكن اتي صوته مصرا ً: اه ايه؟! …
حاولت الهروب منه وهي تستجمع شجاعتها وتدفعه برقه من كتفه قبل ان تسقط ارضاً من شده الخجل الان ولكن شدد فوق يداه من حولها مانعاً اياها من ان تتحرك قائلاً بإصرار : اه ايييه؟!!
لتعلم انه لا مفر منه لتهمهم بصوت خافت خجل
: اه وحشتني…
ابتسم بتسليه علي خجلها ثم قال بمكر وغرور مصطنع : طب منا عارف…
اغتاظت منه ورفعت عيناها له بغيظ وحنق متناسيه خجلها لتدفعه بعيداً عنها بغيظ وهي تقول بغضب طغولي: وطلامه انت عارف كنت بتعمل فيا كدا لييهه هااا؟!!
افرض كان حد شافك وانت بتبو…
صمتت حين ادركت كلماتها واخفضت رأسها بخجل وندم علي حماقتها وهي تعض فوق شفتيها ليبتسم هو بمكر : وانا ايه ها؟!!
حاولت تدارج خجلها وهي تدفعه في كتفه بغيظ من تعمده الدائم علي اخجالها : ولا حاجه واتفضل ابعد عني بقاا .. قبل ما حد يشوفنا
ابتعد عنها بالفعل ولكن طالعها بنظرات مندهشه : انتي هبله يا حبيبتي؟
رفعت نظرها له بغيظ وهتفت بغضب
: انا هبله؟!!
: انتي لسه بتسألي؟
اكيد يعني هبله.. هفضل افهمك لحد امتي ان محدش يقدر يشوفني لو انا مش عايز ده..!!!
: مهو انت مطمن عشان محدش يقدر يشوفك بس انا ايه بقا؟!!
مش عامل حساب المحضر الي هيتفتح وسين وجيم لو حد شافني لسه واقفه هنا لحد دلوقتى؟!
ابتسم بمكر قائلاً بغرور : ودي تفوتني بردو يا حبيبتي؟ هو انا لو مكنتش بتدخل كان زمانك دلوقتي معايا؟!
ولا كان زمان اهلك ملاحظوش خروجك من البيت وصوتك العالي وانتي بتكلميني من جوا اوضتك والمفروض انك بتبقي لوحدك…!!
ولا ملاحظوش نظراتك الي دايماً متبعاني لو انا وهما مجتمعين في مكان واحد ؟!!
ولا تفتكري مكانوش اتأذوا لو كانوا شافوا واتدخلوا لما سرايا حاولت تأذيكي؟!
كانت كلماته منطقيه وموزونه ولكن كيف؟!!
هي تعلم ان هناك حلقة مفقوده ولكنها باتت تهاب معرفه الحقائق احياناً ..!!
فمن بعد ما عاشته بعد ان بحثت خلف حقيقه همس الرياح وحقيقه الشاب الذي تعدي عليها اصبحت تهاب ان تسأل او فضولها يجذبها لما هو محرم عليها ان تعرفه ولكنها لا تنكر انها بالفعل تسأل نفسها ألم يلاحظ والديها اي تغيير بها؟
الم يسمعوا صوتها ولو لمره وهي تتحدث له بغرفتها؟!
الم يشعروا بوجوده مثل ما تشعر هي؟!
وحين امطرت سحابه الاسئله فوق رأسها لم تجد مظله تحميها من استرسال الاسئله ليخرج كل ما بجوفها من اسأله كانت تدفنهم بداخلها ..منهم ذلك السؤال التي يداهمها دائماً حين تنتوي الصلاه.. اين الثقل التي كانت تشعر به؟!
منذ بعد ما حل بسرايا وهي لم تعد تشعر به ولكنها كيف تكون سرايا هي السبب وسيمرائيل اخبرها انه منعها من الوصول اليها؟!!!
دائماً ما تتهرب من هذا السؤال خوفاً منها ان يكون هو السبب وكل هذا ما الا كذبه وخدعه منه ..اكتفت بإستطاعه ادائها لفروضها وان هذا قد زال ولكنها حقاً لا تستطيع منع فضولها..!!
هنا كانت نظراتها له متداخلة من بين فضول وضياع حاولت حسم قرارها ولكن لم تقدر.. في حين شعر هو بتخبط مشاعرها ليومئ برأسه بتفهم ثم يحيط بوجهها بين يديه وينظر بعينيها ففهمت هي لتوها انه سينقلها الان بالزمان والمكان فرحبت هي بهذا فهي بأشد الحاجه الان لفهم ماذا يحدث حولها…
……………….
كانت تنظر لأغلالها بتوعد وغضب جحيمي لتفح من بين اسنانها كألافعي : لازم اطلع من هنا… لازم اوصلها واشرب من دمها بنفسي..!!
مش هقدر استني هنا اكتر من كدا لازم اتصرف.. مش هقعد استني منفيت وانا عارفه ان حتي لو منفيت شيطان خبيث ومش سهل لكن سيمرائيل ذكي وقوته في ذكائه وطول عمره بيعرف يصد الشيطان عنه بذكاء ومنغير وصراعات واكيد دايماً بيبقا واخد حذره..!!
للتابع بخبث : مش هيقضي علي سيمرائيل إلا سيمرائيل نفسه..!!
………………..
ابتعد عنها واطبق فوق يدها يسحبها خلفه الي تلك الصخره التي باتت مقرهم السري فوق ذلك الجبل الذي اصبح يشهد اوقاتهم معاً في هدوء وسكون بعيداً عن الدنيا بضوضائها ….
جلس واجلسها بجانبه ثم راقب عيونها بنظرات خاويه قبل ان يقول بنبره غامضه : عيونك فيها كلام كتير بتحاربي عشان ميظهرش.. وانا وعدتك اني مش هحاول اعرف ايه الي جواكي لو انتي مش عايزه ده… بس انا شايف فيها خوف…!!
صمت قليلاً قبل ان يأخد نفساً عميقاً يحاول منع نفسه من شده فضوله في اكتساح عقلها الان ومعرفه ما يدور بداخلها فنظره الخوف تلك ابعد ما يريده الان..
رفع وجهه ونظر في عينيها بنظرات خاليه يتابع كل ما بهم بتركيز شديد قبل ان يسألها بصوت قوي غامض : خايفه مني؟!….
هزت رأسها بعنف في نفي منها لتجيبه بصوت خافت : مش خايفه منك بس خايفه من الحقيقه…!!
هز رأسه لها بتفهم قبل ان يقول بصوته الرخيم في حين اطبق علي كف يدها بحمايه ونظر لها مطمئناً في نظره دافئة : متخافيش من اي حاجه طول منا معاكي … عايزك تطمني ان انا علي طول في ضهرك وجمبك وعمري ما هسمح لاي حاجه تأذيكي .. زي ما عشت عمري كلو احميكي .. مستعد ادفع عمري تمن امانك…!!
كانت كلماته كالبلسم لجروحها لتبتسم له بحب وهي تتنهد براحه فقد اطفأت كلماته خوفها واخذت تردد انه بالتأكيد ليس الفاعل فهو يحبها ونبره الصدق في حديثه تشهد علي ذلك….
اجابته بكلمه واحده مشجعه: سمعاك
لم يترك يدها بل بدأ بتحريك اصبعه فوق كفيها يفركهم بحنان : جميله زي ما انا ما بظهرش غير للي عاوزه يشوفني وبحمي نفسي.. بحميكي… !!
تابع بنبره خاليه وهو يلتهم ردود افعالها مع كل كلمه يخرجها من بين شفتيه : بحميكي لما بدخل لخلايا عقل اهلك وبخليهم يناموا طول الفتره الي انتي فيها بتبقي معايا برا البيت عشان محدش منهم يلاحظ غيابك..
وزي بردو ما بفسرلهم صوتك وانتي بتكلميني انك بتذاكري عشان كدا بيبقوا مبسوطين ومطمنين و بيلتزموا بعدم ازعاجك عشان انا اقنعتهم ان ده الاحسن ليكي… وبردو اقنعتهم ان نظراتك ليا دي انك بتبقي سرحانه وبشغل دماغهم بعيد عنك..
وده كلو نفس الي عملته معاهم وقت ما سرايا حاولت تأذيكي عشان لو كانو اتدخلوا كانوا هما كمان هيتأذوا …!!
ثم تابع بنظرات ذات مخزي : وطبعاً كل ده مش صعب عليا بعد ما اقنعتهم طول عمرك بالي انا عايزه يحصل معاكي….
خغضت رأسها بتفهم وهي تأخد نفس عميق تتنهد بثقل ففكره انه يتحكم بأهلها لا تروق لها ولكنها أيضاً تعلم ان هذا الافضل لها وله ولكنها لا تعلم ماذا يجب ان تفعل في مثل هذا الموقف حقاً… !!
كان يعلم مدي التخبط الذي بداخلها لذلك مد انماله تحت ذقنها يرفع وجهها له ثم تابع بنظرات دافئه ونبره قويه صادقه : جميله انا مش بتحكم في اهلك علي قد ما انا بحميكي .. انا كل الي بعمله اني شبه بخفيكي من قدام عيونهم وقت ما تكوني معايا عشان عايزك تبقي علي راحتك وانتي معايا مش عايزك تحسي ان وجودك جمبي عبئ عليكي…!!
تنبهت لكلامته ونبرته الحانبه.. تعلم انه محق وان هذا افضل لهم ولا تريد ان تجرحه ولكن الفكره نفسها تشتت عقلها
اخيراً خرج صوتها هادئ مضطرب : انا عارفه انك صح بس الفكره نفسها مديقاني.. خايفه يكون الي بعمله ده غلط وانا بعمله من وراهم.. !!!
هنا وتهجمت ملامحه وترك يدها يتابعها بنظرات مستنكره غاضبه: انتي شايفه ان وجودي جمبك غلط؟!! شايفه ان من الاحسن انك تعرفيهم وانتي عارفه انها هتبقا بدايه لصراعات ومشاكل عشان يبعدوكي عني بأي طريقه؟!
لحقته هي بلهفه فهي حقاً لا تريد هذا.. ان كان هو يعشقها منذ قدومها للدنيا فهي تشعر انها باتت تعشقه بعدد الثواني التي عشاتها من قبله وستعشقه حتي مفارقتها للدنيا.. هو من اعطي لها الحنان والدفئ.. هو من اعطي لها الاهتمام.. هو الأمان والحماية.. هو الذي احضانه ملجأها ولا تريد سواه.. !!! فكرت كثيراً اذ كانت لم تراه ولم يكن بحياتها اكانت سوف تحب غيره؟!
بعد بدأ تعاملها مع البشر من حولها بشكل اوسع دقتت بعض الاحيان تريد ان تستشف ان كان هناك رجل انسي واحد مثله ولكنها لم تجد…!!
دائماً ما تكون نظراتهم شهوانيه مقززه وليست تلك النظره الحانيه الدافئه التي تجدها بداخل عيونه..!!!
لقد كان هاجسها الاكبر واكبر مخاوفها ولا تنكر انها الي الان تهابه وتهاب مواجهته فهي قد رأت عاصفته الغير ادميه بالمره ورأت هيئته الشيطانية الكفيلة بخلع قلب اي انسي..!!
ولكنها بدون ارادتها وجدت نفسها تعشقه بقسوته وجبروته وبطشه ارغمت علي عشقهم فهي لا تستطيع تحمل فراقه…!!
: لاا لاا.. لا طبعاً انا مقصدش اني شايفه وجودك جمبي غلط او اني عيزاك تبعد عني.. انا بس حاسه اني متلخبطه ومش عارفه اعمل ايه…
كانت نظاراته جامده فقد اثرت، كلماتها عليه وبات عقله يجاهد بان لا يخترق عقلها ويري صدي كلماتها بداخلها يريد معرفه اهي حقاً لم تعني ماقالت ام انها تخطط حقاً للأبتعاد عنه..!!
قال بقسوه وهو ينهض من مكانه : متعمليش حاجه … عيزاني ابعد عنك قولي وانا هنفذلك طلبك وحالاً…
قفزت هي من مكانها بلهفه واتجهت نحوه وهنا تخلت عن خجلها واضطرابها قائله بلهفة وعيون تلمع بالدموع اثر تلك الغصه المريره بحلقها
: عايز تبعد عني يا سيمرائيل؟! .. عايز تسيبني بعد كل ده؟!
ابعد وجهه عنها قائلاً بنفس قسوته
: انتي الي اختارتي ده..
: لا انا مقصدش..!! انا مقدرش اختار بعدك عني ..!!
مدت انمالها تحيط بوجهه تديره نحوها وطالعته بعيون باكيه اثر مشاعرها وصوت مختنق ولكن يحمل الكثير من المشاعر والصدق واردفت
: مقدرش اختار بعدك عني بعد ما حبيتك يا سيمرائيل…!!
تخلل صوتها بعض التوسل: متنسبنيش…
هنا وهبطت دموعها لينخلع قلبه ثم في لحظه لف ذراعيها حول خصرها يضمها إليه حتي التصقت بصدره ثم رفعد يده الاخري وتحركت انماله فوق وجنتيها برقه يزيح دموعها ثم هبط بشفتيه يلثم جفونها بعد ان اغلقت عيناها تستمتع بقربه لتطمأن نفسها انه لن يتركها ابداً اما عنه فابتعد عنها واسند جبينه فوق مقدمه رأسها بعد ان طبع عليها قبله حانيه وهو لايزال يضمها لصدره قائلاً بعاطفه وصدق بعد اعترافها التي اطفأ لهيب قلبه : ششش اهدي يا حبيبتي.. انا جمبك وعمري ما اسيبك…
ابعدت وجهها من احضانه ونظرت له بعيون باكيه وانف محمر : بجد يا سيمرائيل؟!
ابتسم لها بحب قائلاً بحراره: بجد يا عشق سيمرائيل..
: يعني مش زعلان مني خلاص؟!
هنا وألتمعت عيونه بخبث وتصنع الحزن قائلاً بمكر مدروس : انا مقدرش ابعد عنك اه .. بس ده مش معناه اني مابقتش زعلان من الي قولتيه..!!
طيبه قلبها ونقائه جعلها تحزن بالفعل لحزنه ولم تفكر حقاً في اي شئ غير عن كيفيه الإعتذار منه لتقول بحزن : طيب يعني هتفضل زعلان مني؟
: اه
كانت كلمته مقتضبه ولكن فور نطقه بها تهجم وجهها قبل ان يضيف : الا ااا … الا لو صالحتيني
قالت ببراءة: طيب اصالحك ازاي؟! انا قولتلك اني اسفه
ليبتسم بخبث : بس انا مش عايزك تتأسفي..
: امال عايزني اعمل ايه؟
هنا واشتد، حصاره فوق خصرها لتشهق بصدمه قبل يخفض رأسه حتي بات ملتصق بوجهها وهمس امام شفتيها بحراره : عايزك تعملي كدا
تغجرت الحمره بوجنتيها واخفضت رأسها بسرعه تقول بتلعثم : لاا طبعاً…!! مينفعش يعني ااا…
ابتعد عنها ببطئ قائلاً بنبره حزينه مصطنعة
: يبقي خلاص انتي الي مش عايزه تصالحيني وعيزاني افضل زعلان منك…
رفعت نظرها له بخجل قائله بتخبط : طب يعني
مفيش طريقه تانيه يعني عشان خاطري مش هقدر…!!
هتف بنبره مصره لا تحمل مجال للنقاش
: قولت يا كدا يا هفضل زعلان منك…
ثم تابع بخبث وهو يتصنع ابتعاده عنها : وشكلك عيزاني افضل زعلان….
شعرت انه حاصرها ولا مفر .. حزنه سيطر علي عقلها فهو حقاً يفعل الكثير من اجل سعادتها وهي الان تأتي وتجرحه بكلماتها لتقول بسرعه وخجل وتكاد وجنتيها تنفجر من شده احمرارهم
: طب خلاص…
التف لها مره اخري واطبق فوق خصرها وفوق شفتيه ابتسامه نصر حين وقفت فوق اصابع قدمها تحاول تضاهي طوله ثم اقتربت منه بخجل جالي وطبعت بشفتيها قبله ناعمه خاطفه فوف شفتيه وهمت ان تبتعد ولكنه كان له رأي اخر حين شدد حصاره فوق خصرها مانعاً اياها من ان تبتعد واقترب منها بشفتيه ولكن مغيراً مجري قبلاته ليدفن رأسه بعنقها يلثمه بقبلات ناعمه دافئه صعوداً وهبوطاً حتي أذنيها وانفاسه الحاره تتبع قبلاته مما اثملها بين يديه وهي تشعر انها تكاد تموت خجلاً..!!!
حاولت تدارج نفسها وهي تدفعه برقه في عضلات كتفه الصلبه حتي يبتعد وهي تهمهم بأسمه حتي يستفق من ثملان مشاعره ولكن بلا جدوي لم يبتعد بل زادت قبلاته حراره وهو يعمقها رافضاً ان يبتعد عنها حتي بدأت تشعر بألم طفيف تحت شفتيه ولكنه كان شعوراً عصف بكيانها وجعلها تفقد ثباتها وشعرت انه حتماً يجب ان يبتعد عنها الان لتهمهم بأسمه مره اخري فيأتيها صوته من بين قبلاته : مممم
اخذت تدفعه في كتفه قائله بإعتراض وخجل
: سيمرائيل ابعد.. مينفعش كدا…
همهم بإعتراض مره اخري ولكنها دفعته بقوه هاتفه بأسمه بإعتراض : سسسيمرااائيل…!!
ليبتعد عنها ويستند بجبينه فوق رأسها والاثنين مغمضين الاعين ويلهثون من فرط مشاعرهم
: سيمرائيل مش قادر يبعد عنك يا عشق سيمرائيل…!!
خجلت من كلماته ولكنها حاولت تغيير مجري الحديث فهي لا تضمنه وتشعر ان فعل شيئاً اخر الان ستموت خجلاً لا محال لتقول ببراءة ….
: بس مينفعش…!!
وبعدين انا لسه عايزه اكملك في موضوع بس يعني اااا.. اقصد يعني تفهمني ان انا مش قصدي حاجه بس عايزه اعرف بس…
فتح عيناه لتصطدم بعيناها ذات النظرات التي تهلكه قائلاً بنبره حانيه وكأنه يتحدث لطفلته وهي لازالت بداخل احضانه : ممم اكلمي براحتك ومتخافيش سامعك…
هربت من نظراته وهي تحاول استجماع شجاعتها فهي تعرف ان عيونها بالنسبه له كتاب مفتوح ولا تريده قراءة نظره الشك تلك بها هي لا تريد بأن تجرحه بعد كل ما يفعله من اجلها وما يؤكد حبه لها لتتنهد بثقل قبل ان تسأله بنبره خاليه ونظرات جامده : الصلاة…
ضيق المسافه بين حاجبيه بدون فهم لتستأنف هي حديثها بشجاعه لا تعرف من اي جاءت بها
: قبل ما تظهر في حياتي بفتره قصيره كنت بحس بثقل وانا بصلي..!! حتي وانا بقرأ القرآن او بحاول اقول اذكار…!!
كنت بحس ان في حد بيحاول يمنعني.. والموضوع كان اختفي فتره اول ما دخلت حياتي بس رجع يتكرر تاني لحد ما سرايا ظهرت واختفت هو اختفي معاها…!
قولت ان ممكن تكون هي السبب في ده وده المنطقي بس انت اكدتلي انك كنت مانعها عني بكل الطرق وكل الي قدرت تعلمه قبل تعتقلها انها هي كانت السبب في الي بيحصل من احداث غريبه اولهم صوت الريح واخرهم لما ظهرتلي وانت انقذتني…!!
يبقي ازاي هي السبب؟!
هنا وفك حصاره من فوق خصرها وطالعها لبعض لحظات بنظرات جامده يحاول ان يستشف نظره الشك بعينها والتي جاهدت نفسها حتي محتها تماماً فلم يستطيع رؤيتها ولكنه كان متأكداً انها ستظهر علي حين غره .. قال بنبره ثابته حاده مؤكدًا علي كلماته بصوته القوي الذي لا يليق إلا به : بس مش سرايا هي السبب في ده…
جحظت عيناها وهو قلبها ولكن حاولت ان تتريث في حكمها ولا تنفعل حتي ظهور الحقيقه
: ايه؟!!! يعني ايه مش هي..!!
_: يعني سرايا فعلاً مكنتش قادره توصلك..
ثم ليتابع بنظرات غامضه ونبره قويه: مكنش في غيري جمبك..
: يعني.. يعني اييه..!؟ مش فاهمه
_: يعني انا السبب..مش ده الي شاكه فيه؟!
اجابته بلهفه وصدق : لا لا والله لا يا سيمرائيل، انا بس مش فاهمه.. غصب عني يا حبيبي متلخبطه وتايهه..
تنهد بثقل وصمت قليلاً يتابع ردود افعالها والصدق الواضح بعينيها ليشعر ببعض الراحه..
ولكن صمته هذا فسرته هي انه عدم تصديق
لتمد انماله تحيط بكفيه : واثقه فيك والله يا حبيبي.. انا بس كنت بسأل بس خلاص يعني مش مهم المهم اا…
قاطعها بقوه : لا مهم.. مهم انك تعرفي انك كنتي متحاوطه بوصيفات سرايا.. وكانوا بيحاولوا يأذوكي بأي طريقه عشان هي تكفائهم..
الوصيفات دول كانوا وصيفاتها ايام ما كانت لسه اميره ومقيمه في قصر الملك دهشور وبعد ما هي اتنفت للعالم الشيطانين هما فضلوا في القصر وفي وسطنا وكانو عيون و ودان سرايا زي ما هي فاكره وفاكره ان محدش يعرف ..
ليتابع بمكر : لكن هي متعرفش انهم كانوا ملكي .. ولا حتي هما يعرفوا..!!
مكنوش بيشوفه غير الي انا عايزه يوصل لسرايا.. ومكنوش بيسمعه غير للي انا عايز سرايا تعرفه بردو.. وده الي خلاها ولا مره حاولت ترجع وتعصي الاوامر..
ثم تابع مفسرًا : لأنها خافت .. خافت من الي كانت بتعرفه من وصيفاتها والي كنت انا قاصد اوصلها .. !!
ثم تابع بقوه وحزم وهو يري تهجم وجهها بعبوس..!! : سرايا كانت موكلاهم بأذيتك وده كفيل يخليني امحيهم واحرقهم..!! ، لكن كان لازم يبقا عندي مبرر خصوصاً ان سرايا محصناهم كويس وبعدت العيون عنهم ومستحيل كنت اخاطر بيكي..
وعشان كدا كنت بضعف قوتهم من بعيد لمجرد بس انك حتي تعرفي تقوميهم.. والدليل انك بتعرفي تصلي حتي لو بعد عناء بس ده معناه انك قوامتيهم.. !!
انما في الاصل مهمتهم مكنتش انهم يحسسوكي بثقل في الصلاه..!! انما يبعدوكي عن اي حاجه تحصنك عشان الطريق يتفتح لسرايا وتأذيكي…
جحظت عيناها من وهل المفاجأه وانعقد لسانها ..شعرت بإنقباض قلبها نوعاً ما لكن لا تنكر ان وجوده بجابها يساعدها كثيراً لتنظر له بعيون دامعه فها هي كادت ان تظلمه وهو من حماها منهم ولكن حقاً كل هذا الضغط العصبي يوترها .. بينما كان يقف جامداً عيناه خاليه من اي مشاعر فهو يحفظها جيداً ويعلم ان كان هناك شك طفيف به ..يعذرها ولكن..!! هذا موجع لا ينكر هذا..!!
شعرت هي بجموده وتهجمه لتشعر بالخزي من نفسها فهي متأكده انه يعلم ان كان هناك شك به ينبض داخلها لتشعر بالندم وترتمي بين ضلوعه بدون تفكير ودموعها تأخذ سبلها فوق وجنتيها بندم وهي تقول من بين شهقاتها: انا اسفه يا حبيبي.. اسفه والله غصب عني.. متزعلش مني انا والله واثقه فيك.. واثقه فيك والله بس حاسه اني تايهه وخايفه.. مش عارفه هنفضل كدا لحد امتي؟!! هنفضل معرضين للخطر وولأذي كدا بقيت العمر؟!! اخر الي احنا فيه ايه يا سيمرائيل؟! اخره حبنا ايه؟!!
لتتابع بتحسر وهي تشد ذراعها حول خصره وتدفن رأسها بصدره وكأنها ترفض الحقيقه المره التي تقولها : اخرته وجع مش كدا؟!.. هتوجع يا سيمرائيل لو مكانش عشان انت هتبعد عني يبقي عشان هما هيموتوني.. !! كل الي حوليا وحوليك مش عايزين غير انهم يأذوني يبقي اخرته ايه يا سيمرائيل؟!…
ألقت ما بجوفها دفعه واحده لتدوي الحقيقه المره التي حاولوا ان يتجنبوها كثيراً ولكن ها قد حان وقت المواجهه..
اغمضت عينيه يتنهد بثقل قبل ان يزفر عده مرات حتي يهدأ من روعه ومن ثم ابعدها عنه قليلاً حتي احاط وجهها الملطخ بالدموع بين كفيه واخذ اصبعه يمسح الدموع من فوق وجنتيها برقه اثناء حديثه : انا عارف حقيقه كل الي بتقوليه ده.. عارف ان علاقتنا مش سهله ومش مقبوله لا من الانس ولا من الجن بس انا ميهمنيش في الدنيا دي كلها غيرك..!!
من قبل ما ادخل حياتك بشكل رسمي وانا عارف اننا هنواجه مشاكل كتير بس مقدرتش اقف اتفرج عليكي وانتي هتبقي لواحد غيري..!!
مقدرتش يا جميله اشوفك مع حد غيري واسيبك له وانتي ملكي انا..!! عشقي انا الي حاربت سنين عمري عشان احميه ..!!
ليتنهد بثقل قبل ان يخفض رأسه قائلاً بضيق : عارف اني اناني وحبي أذاكي كتتيير ويمكن لسه هيأذيكي..!! بس انا مستعد احميكي بروحي ..!! لو حكمت احرق الدنيا بالي فيها هعملها..!! لو حكمت اني اخطفك ونبعد عن العالمين هعملها.. ولو هقف واتحدي الدنيا كلها واقول انك حببتي بردو هعملها ..المهم انك تبقي معايا..!!
احاطت وجهه بكفيها ورفعته لها حتي تتيح لها الفرصه بالنظر لعيونه بعوينها التي تلمع بالدموع : وانا كل الي انا عايزاه اني ابقي معاك يا حبيبي .. بس كل حاجه حولينا مش عايزانا مع بعض..!!
هتف بصوت قوي ونبره لا تحمل مجال للنقاش
: قولتلك ميهمنيش حد..!! كل الي يهمني انك تبقي معايا..!! وكل الي انا عايزه منك انك تثقي فيا.. ثقي فيا ومتسبنيش وانا و اوعدك اننا هنكون مع بعض قريب اوي ومحدش هيقدر يفرقنا ..
لمحت النظره الحازمه بعينيه ولكن لم تصل للمخزي خلف كلماته فماذا يعني ب “هنكون” وهم فعلياً معاً..!! ولكنها رددت بصدق
: واثقه فيك وعمري ما هسيبك..
ابتسم لها برضي وراحه قبل ان يقبل اعلي رأسها ويمسح دموعها وهو في عينيه لمعه تدل علي حزم كبير علي فعل ما ينتوي له…
………………………..
انتصف الليل ليعم السكون وتهدأ الضوضاء ولا يتبقي إلا اصوات الرياح المنتظمه تهب كالمعزوفه الخافته بينما تداعب اوراق الشجر فتكتمل المعزوفه بأنين خافت يزداد كلما ابتعدنا عن القريه واقتربنا من تلك البقعه المظلمه علي اطراف القريه.. بقعه تحمل تحت ترابها جثث الموتي الراقدين.. انها المقابر. . .
مقابر تتراص بها القبور وكل قبر يحتضن جثه شهد علي موتها ملك الموت .. شهد علي انفاسها الاخيره وروحها تصعد لتقابر وجه رب كريم.. بينما استقبلها القبر بلونها الشاحب وعيونها المنقلبه ومن ثم ليغطيها التراب ويدثرها جيداً كنا تدثر ذكريات صاحب الجثه بين ثنايا الزمن…
اقتربت من المقابر بخطي ثابته ونظرات غامضه تتابع تلك الحراس المتراصه امام بوابه المقابر
ليتصدي لها واحد منهم بجسد عريض وطول شاهق يتعدي المتران فأنهم حراس القبور وليس اي حراس..!!
_: انتي مين وجايه هنا ليه؟!.
: جايه في مهمه معينه هتمها وهمشي تاني منغير صراعات او اي اشتباك ..
ضحك بسخريه قائلاً بصوته الغليظ : وايه الي هيخليني اسمح ليكي بالدخول وانتي ملكيش مصالح جوا ..!!
لتمد يدها الشبه شفافه والتي يظهر من تحت جلدها اعضاء بشريه ولكن بالون ازرق شبه متعفن
فتحت قبضتها لتظهر رأس قطه سوداء تدمي بقوه فقد ظهر انها حديثه الاقتلاع من جسد تلك القطه..
: ليا ان لازم ارسم بدم القطه علي قبر حد يلزمي جسده جوا وإلا… ااااا
صمتت قليلاً ليصل له مخزي كلماتها فهو يعلم العواقب اذا كلف احداً من كبار الجان احداً من خدامهم بعمل ولم ينجزه ولكن اين المقابل واين الدليل؟!..
فهتف بها : بأمر مين جايه؟!
هنا وظهرت ابتسامه خبيثه فوق ثغرها ولكن لم تجب بل برزت مخالبها واخذت تنهش في جانب وجهها ليدمي بشده ولكن الغريب ان سيل الدماء لم يتساقط بل اخذ يسري فوق وجهها وكأنه يعرف طريقه ليشكل كالوشم الكبير قبل ان يجف ويتحول للون الاسود القاني علي شكل وشم يعرفه الحارس جيداً بل ويحفظه ويعرف صاحبه .. فجحظت عيناه وألتمعت بالطمع حين علم من وراء هذا الامر..
ولكن هي بمجرد ان لمحت نظره الطمع بعينيه فأبتسمت بسخريه فها هو يحدث كما توقعت فأخرجت تلك اللفافه الكبيره والقت بها له ليلتقطها ويفتحها بأعين زائغه حين وجد مبتغاه..
احجار من اللؤلؤ والياقوت وغيرها من اعظم واغلي الاحجار ولكنها كانت بأشكال معنيه وألوان معينة فبعض تلك الاحجار تحمل قوه لا يعرفها البعض تحديداً البشــر..!! فهذه الاحجار بالنسبه لهم مجرد كنز ومال وفير وهذا اقصي ما يتمنوه انما في العالم الاخر بعض الاحجار من انواع معينه والوان معينه تحمل طاقه بداخلها تكن بالقوه لبعض المخلوقات كالجن والشياطين…
افسح لها الطريق لتسير في الرواق المؤدي لقبر موحش في ظلمه حالكه عن باقي القبور بينما تفوح منه رائحه عفنه..
وبينما هي تسير كانت تتأمل المناظر من حولها بشمإزاز وهي تري من هم خلف الحجاب الحاجز من حراس وخدام ومن هم التابع الراصد فهناك تابع راصد يجلد خادم بعد ان اثاره فضوله ليعرف ما هو محرم عليه معرفته.. وهناك خادم يرتدي عباءة سوداء فحميه حالكه تغطي جسده الذي يطوف فوق الارض بينما لا يظهر من تحت غطاء رأسه إلا قرون كبيره تتعدي طولها المتر كان يطوف فوق قبر احدهم وهو يسكب الدماء فوق تلك الرسمه التي حفرها فوقه لتسير الدماء في تلك الحفر قبل ان تتحول لغراب حالك السواد اخذ يدور حول القبر الا ان صرفه الخادم ليطير بعيداً يعلم طريقه.. وهناك قرين احدهم يحتضر فقد دفن احدهم حياً تحت التراب وحيث ان القرين يموت فور موت صاحبه فهو الان ينتظر اجله حين يلفظ صاحبه انفاسه الاخيره من تحت التراب..!!
كانت مناظر عاديه بالنسبه لها فهي تعتاد علي تلك المناظر ولكن ابتسمت بسخريه فها هم سحره الانس في تحالف مع سحره الجن والدليل تلك الاعمال التي لا تهدأ وقد شهدت تلك المقابر وغيرها الكثير من تلك الاعمال التي تلتهمها قبور الموتي بفضل الخدام الذي يدثروها جيداً حتي لا يجدها البشر.. وتلك الحراس التي باتت عددهم بالتزايد كل مدي علي كل عمل فمن الواضح ان التحالف يصبح اشد واوقي فكلما زادت الحراسه علي العمل يدل هذا علي شده قوته و اهميه عدم وصول اي احد له ولا حتي الجن الاخر…!!
تابعت طريقها حتي وصلت لتلك المقبره الموحشه لتغمض عيناها بنشوه وهي تري مقتطفات من ماضي تلك الجثه التي ترقد تحت التراب الان.. اخذت نفس عميق تشم رائحة الشر والدماء العفنه بإستمتاع ها هي تري صاحبه تلك القبر في حياتها …
دم.. قتل.. اعمال.. سحر.. ها هي تخطف طفله ثم تقيدها بداخل قبراً موحشاً واخذت تقطع اطرافها الاربعه قبل ان تحول جسدها لأشلاء بينما تنهل من دماء الطفله التي تسري فوق يديها قبل ان يبتلع القبر اشلاء الطفله وتختلط دماؤها بالاتربه قبل ان يتاصعد منها بخاراً يتشكل شيئاً فشيئاً علي هيئه ضخمه صاحب عيون داميه تعلمها جيداً..!!
نعم لقد وصلت للقبر الصحيح.. لتأخذ خطوتها بحزم وشر يتطاير من عينيها وهي ترسم بدماء القطه التي تقطرها رأسها فوق القبر وهي تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه ومن ثم بكل كفر وعدم خشي تنتزع الاتربه وتفتح القبر لتظهر امامها تلك الجثه الهامده التي لم تتحلل بعد بل كان جسدها الشاحب ممتلئ بالثقوب المليئة بالديدان الكبيره ويلتف حول رقبتها ثعباناً ارعن حالك السواد..
نظرت للجثه بنشوه قبل تخطي بداخل القبر ومن ثم تقف فوقها تنظر لها بصمت لبعض دقائق ومن ثم هوي جسدها فوق تلك الجثه ولكن لم يظهر فوقها..!! بل وكأنه اختفي..!!
ولكن ما هي الا بعض دقائق حتي. . .
استقامت الجثه في مقعدها بداخل القبر بينما الثعبان ترك رقبتها وألتف حول رأسها ليتقلص حجمه ويدلف لأذنها وكأنه يأخذ ثنايا عقلها مقراً له.. خطت الجثه بخارج القبر بإبتسامة شيطانيه شهوانيه ولكن ليست ابتسامته روحها الاصليه بل
ابتسامه تلك الجنيه اللعينه التي اتت في المهمه وها هي تأخذ اول خطواتها في تنفيذها بنجاح وما تبقي الا الخطوه القادمه. . .!!
…………………………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق امير الجان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى