رواية عشق الملاك الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم علياء بطرس
رواية عشق الملاك الجزء الرابع والعشرون
رواية عشق الملاك البارت الرابع والعشرون
رواية عشق الملاك الحلقة الرابعة والعشرون
بعد اسبوع عند ملاك
كانت تجلس بصحبة الحاجة فاطمة
وزوجها مسعود ،، هتف الحاج مسعود متذكراً
“ياه انا نسيت خالص ،، انا النهاردة
شوفتلك شغل يا ملاك زي ما طلبتي “
قالت ملاك بفرح
“بجد يا عم مسعود طيب فين “
اكمل الحاج مسعود
“عند واحد محامي محتاج وحدة
يكون معاها لغات ،، وانا قولتله عنك وهو
قالي خليها تيجي من بكرة “
تحدثت الحاجة فاطمة بتذمر
” لازمته ايه الشغل ده يا بنتي
هو احنا قصرنا معاكي فحاجة “
ابتسمت لها ملاك
“انا عاوزة اشتغل يا خالتي عشان
اصرف على نفسي وانتو مقصرتوش معايا
فحاجة انا لولاكم معرفش كان حصلي ايه “
بعد قرابة الساعة
كانت ملاك تجلس في غرفتها تطالع
صوره ادهم وتحدثها
“ليه عملت فيا كده ،، انا والله ما خنتك
ولاحتى ممكن افكر ،، ومقتلتش ابني زي
ما انتا فاكر ،، يا ترى عرفت الحقيقة
ولا لسا شايفني خاينة وخدعتك “
خبأت الصورة بسرعة تحت الوسادة
عندما دلفت الحاجة فاطمة تحمل
بيدها الهاتف
“خدي يا ملاك اختي سعاد عاوزاكي
ضروري عاوزة تقولك حاجة “
تناولت ملاك الهاتف بسرعة
وهتفت بقلق
“دادة سعاد ازيك عاملة ايه
وازي اده….. قطعت ثم اكملت
انتي اخبارك ايه يا دادة طمنيني عنك “
قهقت السيدة سعاد على طيبة ملاك
“انا كويسة وادهم كمان اكويس ،، ادهم
عرف الحقيقة يا ملاك “
فغرت ملاك فمها بتفاجئ
“بجد يا دادة عرفها ازاي وامتى
وايه الي كان حاصل “
قصت عليها السيدة سعاد
ما قلته نسرين بالتفصيل
هتفت ملاك بحزن وامتلئت عيناها
بالدموع
“نسرين ،، بس انا والله عمري ما
زعلتها بكلمة ولا عملت حاجة تديقها
ليه عملت فيا كده ،، هي لو جت قالتلي
او قالت لادهم كان اداها فلوس اكتر
من الي اخدتهم بكتير”
قالت السيدة سعاد بمواساة
” الطمع يا بنتي يعمل اكتر من كده
بس ادهم مسكتلهاش ده كان شوية وهيقتلها
ودلوقتي هي مرمية فالمخزن لحد ما يفوق
لها ،، ده ناولها على نية سودا “
سألتها ملاك بتردد
“طيب ادهم عمل ايه لما عرف
الحقيقة “
“ده يا عيني بقى عامل زي التايه وعلى
طول قاعد فالمكتب وكل اشوية
يقولي اعمليلي نس كافيه زي بتاع
ملاك ولما بنام مابنمش غير فسريرك
الي تحت ،، ده بقى على طول حاضن
هدومك ،، ده حتى مش راضي يحط
لقمة فبوقه او حتى ينزل الشركة ”
نظرت ملاك لبلوزته التي جلبتها معها بحزن
” الي حصل ده حصل بسببه وبسبب
شكه فيا ،، بس عشان خاطري اوعي
تقوليله عن مكاني انا لسا مش
جاهزة اني اواجهه او اني اتكلم
معاه “
“حاضر يا بنتي مش هقول حاجة لحد
زي ما انتي قولتي ،، انتي بس
خدي بالك من نفسك ،، وانا هبقى اكلمك
لما يكون الوضع مناسب ”
*************************
عند ادهم
دلف شريف باحترام لمكتبه
هب ادهم واقفاً هاتفاً بسرعة
“ها يا شريف طمني عرفت الزفتة
فرح دي تبقى مين “
“النمرة مش متسجلة ،، بس لما عملنا تتبع
للنمرة لقيناها اشتغلت فبيت فريال هانم
والنادي واحياناً كافيه جنب النادي “
ضيق أدهم حاحبيه بتفكير ولكن
سرعان ما اصبحت انفاسه تعلو وتهبط
عندما توقف عقله عند تلك الفكرة
“ورحمة امي لو كنتي ورى الي حصل لملاك
لكون موريكي النجوم فعز الظهر “
ثم التفت الى شريف هاتفاً
“شوفلي داليا بتقعد اكتر حاجة
مع مين وهاتهولي هنا متكتف مفهوم “
هز شريف رأسه بتفهم ثم انصرف
لينجز ما اوكل اليه
دلفت السيدة سعاد تحمل بيدها كوب
“النس كافيه الي طلبته حضرتك
بس مينفعش انتا بقالك كتير
مكلتش ،، بس بتشرب نس كافيه وقهوة”
تناول ادهم الكوب مرتشفاً منه
شبح ابتسامة ظهر عليه عندما تذكر ملاك
عندما كانت تعد له النس كافيه بطريقه
لم يتذوقها من قبل
**************************
في فيلا امجد
كان يرتدي ملابسه ليذهب للعمل
كانت هبة تراقبه بحزن ،، تود الحديث معه
لكنه لم يعطيها المجال في ذلك
هتفت بخفوت
”
امجد ،، هو انتا هتفضل زعلان مني
لحد امتى ،، انا آسفة “
التفت امجد اليها وهتف بحدة
“اسفة على ايه يا انسة هبة يا مرات
أمجد ها ،، على العموم مفيش داعي للاسف
ده انا بس هبقى جدع معاكي ومش هنطلق
دلوقتي عشان الناس متتكلمش عليكي
ويحللو ويفسرو على مزاجهم ،، بس
كلها كام شهر وكل واحد يروح لحاله……”
قطع كلامه طرقات على الباب
دلفت الخادمة بعد ان اذن لها امجد
بالدخول هتفت باحترام
“امجد بيه ،، فيه واحد اسمه
الحاج حسن عاوزك تحت ”
وبعد قرابة الساعة ،، كان امجد يقتحم
مكتب ادهم بالقصر بدون استأذان
تعجب ادهم من وجود امجد امامه فمن المفترض
ان يكون في شهر العسل
هتف بتساؤل
” هو انتا مش المفروض تكون فشهر
العسل ايه الي رجعك “
هتف امجد بحدة
“رجعت عشان اشوف ابن عمي عمل
ايه فمراته لدرجة انها تهرب “
امتعض وجه ادهم وهتف بهدوء
“انتا مين الي قالك الكلام ده “
“جدها كان عندي من شويه وهيتجنن
عليها محدش عارف راحت فين
ولا حصلها ايه “
اغمض ادهم عيناه يلعن نفسه للمرة المليون
انه ظلمها
“اقعد يا امجد انا فيا الي مكفيني
انا هحكيلك كل حاجة “
قال امجد باستنكار بعد ان قص عليه
ادهم ما فعله بملاك ،، والخطة التي وضعتها
داليا للايقاع بهم
“هو انتا من امتى بتفكر كده ،، انتا عارف
ومتأكد ان ملاك مستحيل تعمل كده
ازاي تعمل حاجة زي دي فيها ،، تشغلها
خدامة وتغتصبها انتا اتجننت “
وضع ادهم رأسه على الطاولة بيأس
فهو لا يلوم امجد على كلامه ،،
هتف بحزن
“ملاك دي كتيرة عليا اوي يا امجد
عاملة زي الملاك الي نازل من السما
واتجوزها واحد شيطان زيي
دي بريئة لدرجة تحسها عيلة
صغيرة “
قال امجد مستهزئاً
“وطالما جنابك شايف انها ملاك وبريئة
عملت فيها كده ليه “
تحدث ادهم بحدة
“غصب عني ،، انا لما جاني جاسر الزفت ده
وقالي ان مراتي بترسله رسايل مصدقتهوش
مع اني اتأكدت من ده من شركة المحمول
وصدقتها هي ،، بس لما البيبي نزل والكلام
الي قالته الدكتورة بنت الكلب دي ورفضها
للولاد غصب عني الشك دخل قلبي
مش بإيدي كنت زي المجنون مش مصدق
انها ضحكت عليا ،، بس بعدين عرفت اني
مضحوك عليا من زمان وهي كانت الضحية
بس انا الاقيها الاول وهعوضها عن كل حاجة
شافتها معايا “
“طيب انتا عملت ايه مع جاسر ونسرين
والدكتورة الزفت دي “
هتف ادهم بوعيد لا يبشر بخير
“انا بس اعرف مكان ملاك ،، وشوف
ساعتها انا هعمل ايه هخليهم يندمو على
الساعة الي فكروا يلعبو فيها مع ادهم السيوفي “
***********************
** بعد مرور اسبوعين **
مساءً في فيلا امجد
دلف امجد غرفته وهو يدلك جبهته بتعب
فادهم اصبح لا يأتي للعمل اطلاقاً بسبب
غياب ملاك وكل الاعمال تكدست عليه
تصنم مكانه عندما وجد غرفته تملئها الشموع
والورود ،، واصبحت انفاسه تعلو وهتبط
عندما سقط نظره على هبة التي كانت
ترتدي قميص نوم باللون الاحمر الداكن
دقق النظر فهو نفس القميص الذي كان موجود
على السرير في الفندق يوم زفافهم
حاول تجاهلها ،، ودلف للمرحاض ليضع
جسده تحت المياه الباردة علها تطفئ ناره
خرج بعد قليل يرتدي بنطال مريح وبقي عاري
الصدر ينشف شعره المبلل بمنشفة صغيره
جلس على السرير وقبل ان يسحب الغطاء
ليدثر نفسه به ،، جلست بجانبه هبة
وهتفت بهدوء
“انا اسفة متزعلش مني والله عملت كده
غصب عني عشان خاطري “
حاول امجد ان يزيح عينيه عن جسدها الذي
اصبح اكثر اغراء بهذا القميص المثير
فجعل الدماء تفور بعروقه
تحدث بصوت لاهث
“هو ينفع الي انتي عملتيه “
اجابته هبة باسف حقيقي
“غصب عني كنت خايفة “
قبل ان يتحدث امجد اقتربت منه
هبة بحركة جريئة منها فعلتها لأجله
وقبلته برقه بجانب شفتيه
اغمض امجد عينيه باستمتاع
هتفت هبة بخجل
“لسا زعلان مني “
اراد امجد الاستمتاع بقربها اكثر
وهز راسه بالايجاب
اقتربت هبة توزع قبلات خفيفة بجانب شفتيه
وخده ،، جذبها امجد فجأة لاحضانه
هامساً بصوت اجش
“انتي الي جبتيه لنفسك استحملي
الي يجرالك دلوقتي “
استسلمت هبة كلياً لمشاعرها تاكرة له المجال
لتولي زمام الأمور في اول ليلة
تجمعهم كزوجين
بعد وقت ليس بالقصير
جذب امجد هبة لتتوسط صدره مخفضة
رأسها بخجل
هتف امجد بخبث
“مبروك يا مدام امجد السيوفي
شوفتي ان الموضوع مش زي ما كنتي متخيلة “
ظلت هبة مخفضة رأسها ولم تعقب
امسكت بالغطاء حول جسدها لتنهض
ولكن ذراعي امجد كانت اسرع منها
هتف بوقاحة
“على فين يا وحش”
قالت هبة بخجل
“هدخل اخد شاور “
جذب امجد الغطاء عنها فظهر جسدها
العاري امامه هتف برغبة
“لأ الشاور مش دلوقتي في كلام اهم
من الشاور عاوز اقولك عليه “
ابتلع اعتراضها بقبلة لم تستطيع هبة
رفضها ،، جاذبها لجولة جديدة من
جولات حبهم الذي انتظرها كثيراً
************************
صباحاً
استيقظت ملاك وهي تعتزم تنفيذ ما كانت
تفكر به طوال الليل
خرجت من غرفتها ،، فوجدت الحاجة فاطمة
تجلس بمفردها بعد ذهاب زوجها لعمله
فهو لديه محل بقالة صغير يعتاشون منه
هتفت ملاك برقة
“صباح الخير يا خالتي “
اجابتها الحاجة فاطمة بابتسامة
“صباح القشطة يا بنتي ،، ثواني
واعملك حاجة تاكليها “
امسكتها ملاك من ذراعها بلطف
“لا خليكي انا هعمل لنفسي ،، بس
كنت عاوزة اخد رأيك فحاجة “
قضبت الحاجة فاطمة حاجبيها بتعجب
“حاجة ايه يا بنتي قولي “
قالت ملاك بفرحة
“بصراحة انا نويت اتحجب “
هتفت الحاجة فاطمة بسعادة غامرة
“يا الف مبروك يا بنتي ربنا يتقبل
منك ويجعله في ميزان حسناتك “
نهضت الحاجة فاطمة متجهة لغرفتها
تحت نظرات ملاك المتعحبة من نهوضها
المفاجئ
عادت بعد قليل تحمل في يدها ملابس
هتفت بتوضيح
“دي هدوم بنتي سماح ،، هي اتخن منك
شوية بس هيبقو حلوين عليكي ومعاهم
الطرح بتاعتهم “
تناولتهم ملاك بحب
“تسلم ايدك يا خالتي انا هلبس طقم
منهم واروح بيه الشغل “
ثم اتجهت للغرفة ،، خرجت بعد قليل
ترتدي تنورة طويلة تصل لكاحلها ذات لون
ازرق غامق ،، وقميص باكمام طويلة واسعة
باللون الزهري الفاتح وطرحة باللون الابيض
بدت كملاك حقاً بالحجاب
قال الحاجة فاطمة بحب
“بسم الله ماشاء الله ،، الحجاب زاد على
جمالك جمال “
لفت ملاك حول نفسها بطريقة
طفوليه
” يعني الطرحة حلوة عليا ،،
انا هروح الشغل دلوقتي ولما ارجع
هفاجئ عم مسعود ،، بس اوعي
تقوليله هزعل منك “
خرجت بعدما ودعتها الحاجة فاطمة
بكثير من الدعاوي
شهقت ملاك بفزع عندما اعترض طريقها
شاب يبدو على ملامح وجهه الاجرام ،، فكان
وجهه مليئ بالندوب واثار الغرز
هتفت ملاك بخوف
“نعم ،، حضرتك في حاجة “
لعق عبده شفتيه بوقاحة
“محسوبك عبده مفتاح ،، برنس الحتة
دي ،، انا بس شوفتك وقولت امسي
على القمر الي لبس طرحة مع ان
شعره كان يهبل “
تركته ملاك وسارت مسرعة لعملها محاولةً
ان تبقى قوية ولا تخاف من شئ ،، لا يجب
عليها ان تظل هكذا ضعيفة واقل شئ
يهزها
************************
في قصر ادهم
كانت فريدة تجلس في مكتب ادهم
تنتظر ان يتحدث فهي تجلس منذ
قرابة الساعة والنصف
هتف ادهم بغموض
” فريدة جمال الهواري ،، تحبي
تتكلمي على طول ولا اخلي
رجالتي تتصرف معاكي “
ابتلعت فريدة ريقها بخوف فهي رأت
غضبه قبل ذلك عندما كاد ان يقتل داليا
عندما وضعت السم لملاك
هتفت بصوت مرتجف
“اااتكلم ،، اقول ايه حضرتك “
نهض ادهم من على كرسيه وجذب مسدسه
من الدرج بكل هدوء جعل الدماء تنسحب
من عروق تلك الجالسة خوفاً
هتف بهدوء مخيف
“هتقولي داليا خططت لكل ده ازاي
وفين وامتى وخططت لايه كمان انا معرفوش “
كانت نظرات فريدة مصوبة على مسدس
ادهم الذي كان يتلاعب به كأنه غير حقيقي
ولا يشكل خطراً
قالت بخوف
“انا هقولك على كل حاجة “
قالت فريدة هذه الجملة وبدأت بقص عليه
ما خططت به داليا بدأ من وضع السم لملاك
في الجامعة ،، واستأجار الخادمة نسرين
لتساعدها في مخططها حتى الدكتورة التي
ساعدتها في التخلص من الجنين حدثته ايضاً
عن رجل الاعمال شاكر وما فعله مع ملاك يوم
زفاف امجد
احتدت نظرات أدهم واصبحت عيناه
لا تبشر بخير
هتف بغضب
“تقدري تقولي الكلام ده قدامها “
قالت فريدة بتوتر
“بس دي صحبتي وممكن تزعل مني
وانا ….”
قطع ادهم جملتها وهتف بوعيد
“خلاص انتي الي اختارتي ،، انا هخلي
رجالتي الي برا دول يعملو معاكي الواجب
وتخيلي بقى لو كل واحد منهم بس اداكي
بوسة هيحصل فيكي ايه “
هتفت فريدة بسرعة لتنقذ نفسها
من هذا العقاب
“لأ اقول انا هقول الكلام ده قدامها ،، انا هخاف من
ايه انا مليش دعوة هي الي كانت بتخطط
وبتنفذ وانا مدخلتش فحاجة ،،وحذرتها
كتير وقولتلها انتي مش قد ادهم
ده لو عرف ممكن يقتلك بس هي
الي نشفت دماغها “
ابتسم ادهم بطريقة غريبة
“انتي كده تقدري تخرجي من هنا
ومحدش هيقدر يقربلك ….
ثم اكمل بوعيد حارق
“بس لو عرفت انك قولتيلها اني كشفت
خطتتها هتتعاقبي معاها “
هزت فريدة رأسها بالايجاب وفرت مسرعة
خارج القصر
**************************
مساءً
اثناء عودة ملاك من عملها ،، اعترض
طريقها ذلك المدعو عبده للمرة الثانية
استجمعت ملاك قوتها وهتفت بثبات
مزيف
“نعم عاوز ايه يا اخ انتا هو معندكش
حاجة تعملها غيري النهاردة ولا ايه ”
تعجب عبده من جرأة ملاك فهي صباحاً
لم تكن كذلك ،، هتف بسماجة
“ده ايه القوة الجبارة الي نزلت عليكي مرة
واحدة دي جبتيها منين “
حاولت ملاك عدم اظهار ضعفها واكملت
بحدة وبطريقة اهل العشوائيات
“لا يا حبيبي ميغركش عنيا الملونة دي
ده انا جاية من شبرا يعني اقلع الي
فرجلي وانزله على دماغك واخلي الي
ما يشتري يتفرج عليك وانتا بتاكل علقة
فنص الحتة “
تجمع المارون على صوت ملاك فهيأتها
الرقيقة لا تمد للعنف بصلة اطلاقاً
تحدث احد الواقفين
“فيه حاجة يا انسه عبده عمل معاكي حاجة “
اكملت ملاك بنفس الطريقة
“مدام لو سمحت ،، ومحدش يقدر يعمل معايا
حاجة ،، واشهدو كلكو لو الجدع ده اتعرضلي
تاني محدش يجي ويشتكي ويسأل ليه عشان
ده واحد عاوز حد يربيه وانا معنديش
مانع اتولى المهمة دي “
كان الجميع ينظر للذلك البلطجي عبده
متشمتين به ،، فافعاله في سكان المنطقة
كانت لا تطاق ولكن جاءت ملاك
وكسرت شوكته
فتحت الباب الحاجة فاطمة لملاك
فهي شاهدت ما حدث من نافذة منزلها
هتفت بفرح غامر
“تسلم ايدك على الي عملتيه فالي
ما يتسمى عبده ده ،، بس تصدقي انا لما
اسمعتك اول حاجة معرفتكيش
جبتي القوة دي منين “
ضحكت ملاك
“والله ما اعرف يا خالتي ،، اصله كان
ببصلي بصات مش مريحة وانا رايحة
وجاية من الشغل ،، والنهاردة اتعرضلي
وانا رايحة وكمان وانا راجعة بس قولت
لازم اوقفه عند حده الوسخ ده “
************************
في بيت جد ملاك
كانت الحاجةفوزية تمسك صورة لملاك
وتبكي بقهر ،، جلس بجانبه زوجها
الحاج حسن وهتف بمواساة
“يا حجة استهدي بالله ان شاء الله بكره
ترجع ،، او نعرف مكانها ،، قلبي
بيقولي كده “
قالت بدموع
“قلبي واكلني عليها يا حج ،، ودي
غلبانة وضعيفة ملهاش حد تروح عنده
يا ترى انتي فين يا ضنايا “
هز الحاج حسن رأسه بيأس
“ده الي كنت خايف منه ،، انه يظلمها
ومنقدرش نعمل حاجة ،، يا رتني ما خليتها
تروح الشركة تتدرب ولا تشوفه ،، بس
يفيد بإيه الكلام ده دلوقتي خلاص
حصل الي حصل “
قالت زوجته وهي تمسح دموعها
“انا هقوم اتوضا واصلي ركعتين
عشان ربنا يطمن قلبي عليها ”
**********************
**** بعد مرور شهرين *****
في قصر ادهم
كان يصرخ برجاله زاجراً اياهم
“يعني ايه مش لاقيين حاجة ،، ايه الارض انشقت
وبلعتها بقالكم اكتر من شهرين بتدور عليها
،، مش عاوز اشوف وش واحد فيكم من
غير ما تكونو جايبين خبر يدل على مكانها
المرتبات الي بتنزلكم كل شهر دي مش
على الفاضي “
كان يتحدث كالمجنون ،، فهي وكأنها ارتدت
طاقية الاخفاء واختفت ،، بحث في كل مكان
ممكن تلجى اليه ولكن جميع محاولاته
باءت بالفشل ،، كان كل دقيقة
يلعن نفسه مئات المرات على فعلته
معها فقسوته عليها دفعتها للهرب منه
وها هو يعاني الان من غيابها ومن الشعور
بالذنب
***********************
في احد المطاعم المشهورة
كانت داليا اجلس مع فريدة
“ممكن اعرف انتي بقالك فترة مختفية
فين ومش بتردي على تلفونك ليه “
هتفت فريدة بتوتر جاهدت اخفاءه
“اصلي مليش نفس لحاجة
بفكر اسافر اغير جو ،، انتي اخبارك
ايه “
امتعض وجه داليا
“انا كويسة ،، بس الزفتة الخدامة
الي اسمها نسرين اختفت ومش بترد
على تلفونها ،، خايفة يكون ادهم عرف
حاجة “
قالت فريدة بطمأنة مزيفة
“وهو لو عرف حاجة كان فضل ساكت
لغاية دلوقتي هي تلاقيها مش عارفة
تكلمك او رجعت بلدها “
هتفت داليا بجشع
“انا لازم الاقي حل وبسرعة قبل
ما ادهم يعرف حاجة واكون خسرت
فرصتي فاني ابقى صاحبة العز ده “
************************
عند ملاك
استيقظت متأخرة فاليوم هو اجازتها
خرجت بعدما ارتدت حجابها
فوجدت الحاجة فاطمة تعد طعام الغذاء
هتفت بابتسامة
“صباح القشطة يا بنتي ،، انا النهاردة
عملالك اكلة سمك اسكندراني تاكلي
صوابعك وراها “
ابتسمت ملاك لتلك السيدة الحنونة
“يا سلام ده ايه الدلع الي انا فيه
ده ،، هاتي اساعدك قبل ما يرجع
عم مسعود من الشغل و….. “
لم تكمل جملتها ووضعت يدها على فمها
واسرعت للمرحاض ،، فرائحتة السمك
اثارت معدتها بشكل كبير
جحظت عينا الحاجة فاطمة بسعادة
عندما علمت سبب غثيان ملاك
هرعت خلفها بسرعة ،، خرجت ملاك
من الحمام وعلامات التعب على وجهها
هتفت الحاجة فاطمة بسعادة
“مبروك يا حبيبتي شكلك
حامل “
نظرت ملاك لها بصدمة فهي كانت
تشك بهذا الامر منذ عدة ايام ولكنها
كذبت نفسها ،،
هتفت الحاجة فاطمة بسرعة
“انا هنزل الصيدلية الي تحت واجيبلك
اختبار حمل عشان تتأكدي “
قالت جملتها واسرعت للاسفل تاركة ملاك
سابحة في بحر دوامة تفكير ،، فهل
ستستطيع ان تربي طفل وهي في هذا
الوضع هاربة ،، هل ستخبر ادهم بحملها
ام ستحتفظ بطفلها لوحدها
ولكن ربما لن تكون حامل من الاساس
وهذه الأعراض بسبب تغيير هرمونات
جسدها بسبب الحزن الذي تعرضت اليه
في الفترة الفائتة
بعد قرابة النصف ساعة كانت ملاك
تخرج من الحمام تحمل بيدها
اختبار الحمل الذي اثبت حملها
جلست على الاريكة القريبة منها
كانت تمسد على بطنها وتبتسم تارة
وتارة اخرى تبكي بحرقة تقطع نياط
القلب
بعد عدة ساعات كان الحاج مسعود
يجلس مع زوجته ،، فانتبه لصوت
بكاء مكتوم ،، سأل زوجته
“هو انتي سامعة صوت حد بيعيط
ولا انا كبرت وخرفت “
اجابته زوجته بحزن
“لا يا حج دي ملاك ،، كل يوم تطلع صورة
جوزها وتقعد تعيط وفاكرة ان محدش
سامعها ،، ولما عرفت انها حامل شوية تحط
ايدها على بطنها وتضحك ،، واشوية تعيط
وتقطع قلبي عليها “
هتف زوجها
” هو مش اختك سعاد قالتلك ان جوزها
عرف الحقيقة “
“ايوه عرف وقالتلي انه ندمان اوي
وبيدور عليها زي المجنون ،، وعاوز
يلاقيها عشان يعوضها عن الي شفته
معاه ،، بس تصدق انا مش عاوزاها
ترجعله “
نظر الحاج مسعود لزوجته بتعجب
“هو انتي من امتى بتحبي خراب
البيوت يا حجة فاطمة “
هتفت بسرعة
“والله انا مقصدش كده يا حج ،، انا بس
اتعودت عليها فالبيت ومش هاين
عليا تسيبنا ،، دي عاملة زي النسمة وعوضتنا
عن سماح بنتنا من بعد ما سافرت
واتجوزت “
اجابها زوجها مؤيداً
” معاكي حق يا حجة ،، ده حتى ايراد
الدكانة زاد من يوم ما دخلت بيتنا
احنا اتعودنا عليها ،، بس هيجي
اليوم الي ترجع لجوزها واهلها مش هتفضل
قاعدة عندنا كده “
**************************
في فيلا امجد
كان يجلس مع امه وزوجته على طاولة السفرة
يتناولون طعام العشاء
نظر امجد بخفاء لوالدته فوجدها مندمجة
في تناول الطعام ،، تسللت يداه من تحت
الطاولة لفخذي زوجته التي اخذت تسعل
بقوة عندما شعرت بيد امجد تصول وتجول
على فخذيها ،، اتبهت اليها والدة أمجد
وهتفت بقلق
“مالك يا بنتي في حاجة بتوجعك”
اجابتها هبة بتوتر بسبب حركة يد
أمجد على فخذيها
“لا يا طنط بس شكلي شرقت وانا
بشرب مياه “
هزت السيدة سلوى بتفهم واكملت
تناول طعامها
مال امجد بخبث على هبة
هامساً بصوت منخفض
“ليه مقولتيش لماما اني ايدي على فخدتك
دي حتى هتتبسط اوي بابنها “
كانت هبة توزع نظراتها بين امجد ووالدته
ولمسات امجد على فخذيها لا تسهل عليها
الامر اطلاقاً
تحدثت والدته
” انا عاوزة تجبيلو حفيد صغير
كده العب معاه قبل ما اموت “
هتف امجد بخبث ويده ما زالت على
فخذي هبة
“بعد الشر عنك يا ماما ،، وبعدين
ان مستعد اجيبلك دستة احفاد ،، ومستعد
اخلف كل يوم عيل ،، بس هبة تشد حيلها “
ثم مال على هبة مكملاً بوقاحة مفرطة
“بس انتي كتري من قمصان النوم العسل
الي عندك وسيبي الباقي عليا “
اصبح وجه هبة متلون بجميع الوان
الطيف بسبب خجلها من كلام امجد الوقح
هتفت والدته تنهره
“بس يا ولد عيب الي بتقوله
ده شوف مراتك اتكسفت ازاي “
قال أمجد ممزاحاً
“طالما انتي شيفاه عيب خلفتيني
ليه ،، ولا هو حلال ليكم وحرام لينا “
القت عليه والدته احد الملاعق الموجوده
بجانبها ،، ولكن امجد تفادها وهو يضحك بشدة
تنهدت والدته بحزن
“هو مفيش اخبار عن ملاك يا امجد “
“والله يا ماما مفيش جديد ادهم صعبان
عليا اوي عايش على السجاير والقهوة
والنس كافيه ،، وبيدور عليها زي المجنون
كان الارض انشقت وبلعتها ملهاش اثر “
هزت والدته رأسها بيأس
“ربنا يطمن قلبه عليها ،، دي بنت رقيقة
وجميلة خالص مش حمل مرمطة
ربنا يصلح بينهم “
************************
في صباح اليوم التالي
في قصر ادهم
كان امجد يمد بعض الملفات لادهم ليوقعها
هاتفاً بهدوء
“يا ادهم عشان خاطري ،، انتا هتفضل كده
لحد امتى ،، مش بتروح على الشركة ولا
بتاكل ،، ده انتا بتوقع الملفات الي بجيبهالك
بالعافية يعني هتفضل كده لحد امتى “
اجابه ادهم بحزن كان واضح على وجهه
“لحد ما الاقي ملاك واطمن انها خلاص بقت
فحضني ”
تناول امجد احد السندويشات التي طلبها
من السيدة سعاد لادهم
“طيب خد كل السندوتش ده عشان تعرف
تقف على رجليك “
ازاح ادهم يد امجد جانباً هاتفاً بهدوء
“انا مليش نفس اكل ولا اعمل حاجة “
كاد ان يهتف امجد معترضاً لكن
قطع حديثه دخول احد الحرس
تحدث باحترام محدثاً أدهم
“في واحد برا عاوز يقابل حضرتك “
عقد ادهم حاجبيه باستغراب
“واحد مين ده الي عاوزني ،، مقالش
عاوز ايه “
اجابه الحارس
” بيقول انه يعرف مكان الست
ملاك هانم “
هب ادهم مسرعاً فور سماعه لكلام
الحارس ،، خرج فوجد رجل كبير فالسن
وواضح على وجهه الطيبة
هتف ادهم بشوق
“انتا تعرف ملاك فين قولي
والنبي هيا فين واكويسة ولأ “
ابتسم له الحاج مسعود وربت على
كتفه
“اطمن يا ابني مراتك بخير وهي
عندي فالبيت يعني فامان “
هتف امجد
“طيب انتا ساكن فين “
هتف الحاج مسعود
“انا ساكن فحي باكوس فاسكندرية “
جحظت عينا ادهم من المكان الذي
تعيش فيه زوجته
“باكوس ،، وهي عرفته منين وازاي وصلتله
دي الحارة الي كانت ساكنة فيها
انظف من باكوس ده بمليون مرة “
مسح وجهه محاولاً تهدأ نفسه
“طيب اتصلي على البيت
عاوز اسمع صوتها “
اجابه الحاج مسعود
“هي دلوقتي فالشغل “
عض ادهم شفتيه كاتماً غيظه
هاتفاً بصدمة
“ليه هيا بتشتغل ،، وبتشتغل
ايه بقى ،، انا مراتي تشتغل عن حد
ويقعد يبيع ويشتري فيها “
اجابه الحاج مسعود
“هي بتشتغل فمكتب لمحامي بترجم
ورق عشانها بتعرف لغات “
هتف امجد
“مش وقت الكلام ده يا ادهم
خلينا نروح اسكندرية الاول
بعدين نبقى نشوف الموضوع ده “
هز ادهم رأسه مؤيداً
ولكن هتف الحاج مسعود
“بس فيه حاجة لازم تعرفها قبل
ما تروح ليها “
نظر اليه أدهم بترقب
فأكمل الحاج مسعود قائلاً
“مراتك يا ابني حامل يعني الزعل وحش
ليها وعلى الي فبطنها ،، انا بقولك عشان تبقى
عارف ومتضغطش عليها فالكلام “
اصبح ادهم في عالم اخر فزوجته
حامل ،، كان يبتسم بشدة وكانه لا يستطيع
السيطرة على فرحته فهذا كان اخر توقعاته
ان يلتقي بزوجته ويعلم انها حامل
في يومٍ واحد
ربت امجد على ظهره
“مبروك يا ادهم ،، ربنا يصلح بينكم
وان شاء الله البيبي ده هيكون سبب
الصلح “
**********************
في صباح اليوم التالي
كانت ملاك تجهز نفسها للذهاب
لعملها ،، بعد ان حاولت الحاجة فاطمة ان
تقنعها بان تبقى فالمنزل بحجة حملها
لكنها رفضت
همت ملاك لتفتح الباب وتخرج لكنها
تصنمت مكانها عندما وجدت ادهم يقف قبالتها
وبجانبه امجد والحاج مسعود
كانت عيناها مسلطة عليه وكأن الزمن توقف
عند هذا الحد ،، بقدر اشتياقها له لكنها
ليست مستعدة للقائه الان
اما ادهم بنظراته لها كانت غير مفهومة هل هي
غضب ام فرح ام حب ام حزن ام اشتياق ام ندم
او هذه المشاعر جميعها ولكنه كان سعيد
بالحجاب الذي كان يزين وجهها فبدت
اكثر جمال من السابق
افاقا على صوت الحاج مسعود
يدعوهم للداخل ليتحدثا فيما بينهم
جلس ادهم وهو ينظر لملاك التي بقيت
واقفة مكانها
هتف الحاج مسعود
“انا جبتلك ادهم جوزك ،، عشان تتكلمو
مينفعش الي بيحصل بينكم ده ،، حتى عشان
خاطر العيل الصغير الي جاي فالسكة ده”
جحظت ملاك عيناها فهي كانت لا تريد
ان تعلم ادهم بحملها الان
اماء الحاج مسعود لامجد وزوجته الحاجة فاطمة
التي كانت تقف فالزاوية ان يتركوهم وحدهم
هتف ادهم بهدوء
“ملاك انا اسف ،، انا عارف اسف
الدنيا كله مش ممكن يغفرلي
بس لو ليا خاطر عندك اسمعيني وبس “
هتفت ملاك بحدة
“وانتا مسمعتنيش ليه ،، كنت بترجاك عشان
تسمعني بس انتا عملت ايه ،، ضربتني
وهنتني وشغلتني خدامة فبيتك
وفوق كل ده اغتصبتني “
كان ادهم يستمع اليها ويشعر وكأن سهام
حارقة تخترق قلبه بسبب تذكيره
بافعاله بها
اكملت ملاك ببكاء قطع نياط
قلب ادهم اكثر
“مفكرتش فيا ليه ،، تصدق انا عمري ما حسيت
اني يتيمة ،، الا لما هربت من عندك حسيت
اني مليش حد الجأله عشان يحميني
منك ،، فكرت فيا لما عرفت اني حامل
بقيت افرح شوية عشان شايلة حتة
من الراجل الوحيد الي حبيته فحياتي
واشوية ابقى زعلانة لما افتكر انه جه
لما ابوه اغتصبني ،، ارجع افرح لما افتكر انه
هيبقى سند ليا وهيبقى ظهري ،،، ارجع
ازعل لما افتكر انه هيربى بعيد عن ابوه
شوفت انتا عملت فيا ايه ،، انتا لو قتلتني
كان احسنلي من العذاب الي شوفته
كنت بموت مية مرة وانا شايفة نظراتك
ليا بتقولي يا خاينة ،، مع اني والله عمري
ما فكرت فراجل غيرك حتى من قبل
ما اعرفك “
اخرجت كل الكلام الذي في قلبها
وهتفت بقوة مزيفة
“امشي يا ادهم ،، وانسى انك شوفتني او
عرفت مكاني ،، وياريت تبعتلي
ورقة طلاقي وابنك مش هحرمك منه
ده لو مكنتش شاكك انه مش ابنك “
تقدم ادهم منها وركع على ركبتيه
وهتف بضعف مترجياً
“ملاك عشان خاطري ،، انا مقدرش اعيش
من غيرك انا ممكن اموت ،، ابوس ايدك
انا مش عاوز اضغط عليكي
عشان البيبي “
هتفت ملاك بصوت عالي
“تضغط عليا ازاي تضربني ولا تجرني من
شعري على العربية زي ما كنت بتعمل
انتا ايه مش بتفهم ،، انا كل ما افتكرك
افتكر كل حاجة عملتها فيا …… ااااه “
قالت الاخيرة وسقطت ارضاً بلا حراك
**************************
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الملاك)