روايات

رواية ورد الفصل الثالث 3 بقلم ندا سليمان

رواية ورد الفصل الثالث 3 بقلم ندا سليمان

رواية ورد الجزء الثالث

رواية ورد البارت الثالث

رواية ورد الحلقة الثالثة

عينيها كانت مليانة رعب وهي بتقولي بحروف مكسورة “أ أنا ح أنا حامل يا ورد “، مالحقتش أستوعب الصدمة لإني سمعت صرخة مراة أبويا وهي واقفة عند باب الأوضة.
بعدها كل حاجة حصلت في ثواني، اتهجمت على أختي، وأزهار قاعدة ثابته لابتنطق ولا تتحرك ولا حتى تعابير وشها اتغيرت، حجِّزت بينهم لحد ماسمعنا صوت أبويا في الصالة بيسأل” فيه إيه؟ صوتكم واصل لآخر الشارع؟ ادخل يا صالح” أبويا جاي ومعاه عمى، مراة أبويا بصت لأختي بغل، وطيت على إيديها بوستها وأنا بقول بصوت واطي “أبوس إيديك استريها وماتقوليش لأبويا” عينيها كانت مليانة جبروت وقسوة، استعطفتها أكتر وقلت ” اعتبريها بنتك ولو مرة واحدة في حياتك دي يتيمة” ردت بحدة” بحمد ربنا إني ماجبتش بت عشان ماتجبليش العار” قالت جملتها وطلعت بره فجريت وراها، أبويا سأل تاني في إيه؟ عيونها كانت مليانة قسوة وعيوني كانت بتترجاها ترحم أزهار، كان عندي أمل حتى تستنى لما عمي يمشي، بس للأسف خيبت آمالي وهي بترمي لأبويا الصدمة بلا رحمة، ماقدرش يقف، قعد ع الأرض، لقيت عمي جاي جري ع الأوضة فسبقته وحاولت أقفل الباب وأنا بقولها “نطي من الشباك بسرعة يا أزهار، اتحركي أبوس إيديك”، كانت قاعدة ثابتة في مكانها وباصة للفراغ، فضلت سانده الباب بآخر قوتي وآخر أمل باقيلي، بس جسمي الهزيل ماستحملش قصاد قوة غضب عمي، جسمي اتخبط في الحيط واتفتح الباب، شفته وهو بيضربها بكل قوته، تحاملت على نفسي وقمت أقف بينهم، كانت بتضِّرب وهي ساكته كإنها جسد لا ليه روح ولا قوة!
حضنتها واتلقيت في ضهري الضرب عنها، عمي كان الغضب عاميه، لحد ما مراة أبويا شدته بعيد عنها وقالت “كفاية يا صالح بلاش فضايح”، سحبِته بره الأوضة وبمجرد ما خرجوا جريت قفلت الباب بالمفتاح، حضنت أزهار وبكيت بحرقة، كان نفسي ألومها واسأل “ليه؟” بس كانت صعبانة عليا ومش ناقصة السؤال ده دلوقتي، فضلت حضناها لحد ما الليل حضر، عيني غفلت وهي في حضني، فقت على خبط ع الباب، قلبي ارتجف من الخوف، الخبط بيزيد ومن قوته الباب هيتخلع، بصتلها بفزع مش عارفة أعمل إيه، فهمسِت باستسلام “افتحيلهم الباب، بس مهما حصل ماتدّخليش ولو قتلوني قدامك يا ورد ماتنطقيش اسمه”، قمت وبإيدين مترددة فتحت الباب، لقيت أعمامي كلهم واقفين، قالولي أطلع بره رفضت، واحد منهم زقني وقفل الباب، شفت أبويا قاعد في الصالة ساكت وشارد في الفراغ، كان عندي أمل ينجدها بس كإنه في عالم تاني، الهم والقهرة كانوا آسرين ملامحة، سمعت أول صفعة على وش أزهار واتخلع قلبي، سمعاهم وهم بيضربوا فيها ويسألوها غلطت مع مين وهي ساكتة لا بتنطق ولا حتى بتتوجع، فضلت أخبط ع الباب وأترجاهم يرحموها، معرفش فات أد إيه وأنا بعيط وأخبط ع الباب، مابقتش حاسة بإيدي لحد ما فتحوا الباب، خرجوا واتنين منهم ساندين أزهار ملبسينها عباية سودا ومغطيين وشها بحجاب، ماكانتش قادرة تمشي فجرُّوها، جريت وراهم فمسكتني مراة أبويا ومنعتني من الخروج، قفلت الباب وراهم وبعدين ضربتني والمرة دي ماكنتش أزهار موجودة تدافع عني، حبستني في الأوضة، كنت قاعدة هموت من القلق عليها، كنت ببكي بحرقة وانده على أمي، أزهار كانت بتقولي إنها سمعانا، فضلت أصرخ وانده لحد ما صوتي راح، أعتقد نعست لإني صحيت الصبح ولقيت نفسي نايمة مكاني ع الأرض، قمت بوهن وفتحت الباب، لقيت مراة أبويا حاطه الفطار وبتاكل هي وإخواتي زي كل يوم ولا كإن فيه حاجة حصلت، حطيت حجابي على راسي وقبل ما أخرج من باب البيت قالتلي ببرود “مش هتلاقيها في بيت جدك، هم حابسينها في الزريبة مع البهايم”، كان نفسي في اللحظة دي أخنقها بس ماردتش عليها وكملت طريقي، ولما رحت بيت جدي، مراة عمي أكدتلي كلام مراة أبويا، جريت بسرعة على هناك، دي أزهار كانت بتقرف تعدي من جنبها ازاي حابسينها جواها!
حاولت افتح الباب بس كانوا قافلينه بأقفال كبيرة، خبطت عليه ماسمعتش صوت، فقلت” أنا ورد يا أزهار” أول ماقلت اسمي سمعت صوتها بتقرب من الباب بوهن وقالت “حد معاكِ يا ورد؟” قلت “لا” فقالتلي “روحي لفتحية وقوليلها تكلم عزت وتقوله ع إللي حصل أنا واثقة إنه هيتصرف ومش هيتخلّى عني، بس إياكِ تقولي اسمه قصاد حد من أعمامك ولا مراة أبوكِ حتى لو هددوكِ إنهم هيقتلوني، ماتخفيش مش هيقدروا، عزت هيلحقني، يلا بسرعة يا ورد”، جريت أنفذ طلبها ولما رحت بيت العمدة لمحت فتحية في شباك أوضتها وأول ما شافتني دخلت، ولما سألت عنها في البيت الخدم قالولي إنها مش موجودة، جريت على أوضتها وهم بيجروا ورايا، اتفاجئِت بيا فقالتلهم ينزلوا ويسيبوني، قولتلها
” مش عاوزة تقابليني ليه يا فتحية، بتتخلي عن أزهار إللي كانت أكتر من أختك؟!” ماقدرتش تبص في عينيا وقالت “بقولك يا ورد طلعوني من مشاكلكم أنا ماليش صالح بإللي حصل” قولتلها “كتر خيرك يا بنت الأصول، عموماً أنا مش عاوزة منك حاجة غير إنك تكلمي ابن خالك وتحكيله إللي حصل وتقوليله إن أعمامي حابسين أزهار وهيقتلوها، قوليله يجي يلحقها” اترددت قبل ماتقولي “بقولك يا ورد طلعوا عزت من الحكاية أنا أصلاً قولتله إنها حامل بس ماظنش هيقدر يعمل حاجة، عوزاه ياجي يعني عشان يقتلوه!! ” صرخت بقهرة” أمال يقتلوا أختي؟؟!! ” ردت بحدة” وهو كان يعني ضربها على يدها؟ إللي بيشيل قربة مخرومة بتخر على راسه!! ”
ماكنتش مستحملة أسمع كلمة زيادة منها، خرجت من عندها مصدومة، مش عارفة هقول لأزهار إيه؟ إللي حبيتيه ووثقتي فيه وسلمتيله نفسك باعك!! هي ناقصة قهرة! جتلي فكرة فجريت على أرض عمي، كنت عارفة إني هلاقيه هناك، كان قاعد مهموم وملامحه أكدتلي إنه عرف، قربت منه وهمست” إزيك يا ممدوح؟” بصلي بعيون مكسورة وقال “عاوزة إيه يا ورد؟”
لقيت دموع الرجا سابقة حروفي، هو آخر أمل قولتله ” عوزاك تنجد أزهار يا ممدوح، إنت مش بتحبها؟”
همس “كنت” سألت بخوف”كنت إزاي يعني؟! مش دي أزهار إللي كنت هتموت عليها وفي الروحة والجاية تقولها إنتِ بتاعتي وهتكوني ليا؟” بصلي بغضب وقال “ده لما كانت شريفة وعفيفة إما إللي زيها زي البهايم وأقل دي، باعت شرفها وحطت راسنا في الطين دي ماعرفهاش ولا تلزمني، دي تستحق الموت”
قتل آخر أمل جوايا وسابني ومشي، مابقاش في إيديا حاجة أعملها، اتحرمت من حضنها، بقيت كل يوم بالليل أروحلها وأقعد جنب الباب، نفضل نحكي ذكرياتنا زي ماكنا بنحكيها في الأرض ساعة العصاري، وكل ماتسأل عن عزت أغير الموضوع، كدبت عليها وقولتلها إن فتحية كلمته وقالها إنه هيلحقها، أنا فعلاً رحت لفتحية أكتر مرة واتحايلت عليها بس ماكنش عندها غير نفس الرد، حاولت أهرّب أزهار بس ماعرفتش، كنت بقدر بس أهربلها أكل عشان ماتموتش من الجوع، ماكنوش بيطلعوها من هناك، كل يوم يروح عمي يضربها عشان تنطق وتقول اسمه، بس اتحملت الضرب والعذاب عشان تحميه، مر أسبوع وفي الليلة الأخيرة قبل صدور الحكم، رحت أقعد معاها جنب الباب زي كل ليلة، اترجيتها تقولهم اسمه يمكن يرحموها ورفضت، قولتلها الحقيقة إللي قالتهالي فتحية وداريتها عنها، بس ما اتصدمتش بالعكس ضحكت وقالتلي بثقة ” فتحية بتكدب، عزت مستحيل يعرف ويتخلّى عني يا ورد، عزت بيحبني بجد” قلت
” جدك هيقول حكمه بكره وممكن يحكم عليكِ بالموت يا أزهار” قالتلي ” وأنا مش خايفة من الموت يا وردي، أنا غلطت واستحق كل إللي يجرالي، ماغلطتش إني حبيت لكن عبرت عن حبي غلط واتحججت بإن ده الحب، أنا استحق يا وردي أستحق، اوعديني لو مت بحاجتين، الأولى إنك مش هتجيبي سيرة عزت والتانية إنك هتحققي حلمنا وتمشي من هنا ” سكت فقالت “اوعديني دلوقتي يا ورد” قلت بصوت مكسور” هتعيشي يا أزهار هتعيشي ” سكت شوية وبعدين قلت” حضنك وحشني أوي، أنا نفسي أترمي في حضنك”
بعدها سكتنا، بس نحيب بكانا شق سكون الليل لحد الفجر.
تاني يوم جدي جمع أعمامي في المندرة، وأبويا كان قاعد وسطهم بنفس الحالة، من يوم ما عرف وهو مابينطقش ولا بيتدخل، كإنها مش بنته!
استخبيت ورا الشباك عشان أسمع حكمهم، دقات قلبي كانت طبول صوتها عالي مخليني مش قادرة أسمع أي حاجة حوليا، كنت بطبطب على قلبي بهدوء عشان يسكت ويهدا، لمحت ممدوح داخل المندرة فندهتله، بصلي، ماقدرتش أنطق بس عيوني كانت بتترجاه يرحمني ويرحمها من الموت، فضل باصصلي بنظرات مش مفهومة وبعدين سابني ودخل، فضلت سمعاهم من ورا الشباك، كلهم بيقولوا تستحق القتل، حسيت رجليا مش شيلاني، كنت مستنية أسمع صوت ممدوح، وفجأة سمعت واحد من عمامي بيقول لجدي إنه عنده حل ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ورد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!