رواية عشق آسر الفصل الثالث 3 بقلم سيليا البحيري
رواية عشق آسر الجزء الثالث
رواية عشق آسر البارت الثالث
رواية عشق آسر الحلقة الثالثة
**مرت عدة أيام….و الجو في قصر الراوي متوتر…بعدما طرد سليم طارق و رفض طلبه…. اصبح الأخوان لا يكلمان شقيقتهما…. و اخذ وائل من ابنته كل الأجهزة…. الهاتف و الحاسوب….و كل وسائل التواصل….. اصبحت ماسة تدرس من المنزل فقط ، ولا تذهب للجامعة ، اصبحت حبيسة غرفتها فقط…. ترفض الاكل …..و لا تريد محادثة احد… لاحظت صديقتها رانيا غيابها عن الجامعة فقررت زيارتها و الإطمئنان عليها**
رانيا (بإبتسامة): ازيك يا طنط منى….
منى (بحب): أهلاً يا بنتي…..
رانيا: ماسة فين؟
منى (بحزن على حال ابنتها): فأوضتها…مش عايزة تخرج منها….
رانيا (بقلق): حصل ايه ؟
**قصت منى على ماسة كل ما حدث منذ مجيئ طارق إلى منزل عائلة الراوي**
رانيا (بصدمة): حصل كل ده و معرفتونيش…. متقلقيش يا طنط… أنا هساعد ماسة…و هترجع زي الأول
منى (بإبتسامة): عارفة يا بنتي….
**لتصعد رانيا إلى صديقتها…و التي ما إن رأتها ماسة حتى انهارت بالبكاء في حضنها**
ماسة (ببكاء): وحشتيني يا رانيا….
رانيا (وهي تربت على شعرها): اهدي يا ماسة….اهدي يا حبيبتي….. و احكيلي اللي حصل….
ماسة: (بصوت خافت) رانيا، والله أنا مش قادرة أتحمل، الوضع في البيت بقى وحش….
رانيا: (بقلق) إيه اللي حصل يا ماسة؟ ليه ما بنشوفكيش في الجامعة؟ كنت عاوزة أطمن عليكي.
ماسة: (بتنهيدة) بابا… خد مني موبايلي واللاب توب. خلاني أذاكر من البيت وما بقتش أطلع ولا أشوف حد.
رانيا: (بصدمة) ليه؟! إيه السبب؟ عملتي إيه؟
ماسة: (بحزن) طارق… بعد ما جه يتقدم لي، العيلة رفضته خالص. وبدل ما يفهموا إني بحبه، سليم بقى يتعامل معايا وكأني أنا الغلطانة.
رانيا: (بدهشة) ماسة، طارق؟ بس إنتي عارفة إنه مش كويس! سمعت عن شغله المشبوه… العيلة كان عندها حق ترفضه.
ماسة: (بعيون مليانة دموع) يمكن، بس قلبي لسه بيحبه، وما أقدرش أنساه. حاسة إن العيلة مش شايفاه زي ما أنا شايفاه… هو مش وحش زي ما بيقولوا.
رانيا: (بلطف) ماسة، أنا فاهمة مشاعرك، بس لازم تفكري بعقلك شوية. لو فعلاً بيحبك، كان هيحارب الدنيا كلها عشانك وما يسيبكيش توصلي للمرحلة دي.
ماسة: (بإحباط) يمكن عندك حق… بس سليم بيخنقني بطريقة حبه. مش عارفة أعمل إيه، كل حاجة بقت ضدي.
رانيا: (بتعاطف) عارفة إن سليم عصبي، بس يمكن بيتصرف كده عشان خايف عليكي. الحب بتاع العيلة بيبقى مختلف، حتى لو قاسي.
ماسة: (بتنهيدة عميقة) بس طريقته بتخنقني. مش مخليني أتنفس. يعني ليه ياخد مني كل حاجة؟ حتى الجامعة مش عارفة أروحها. حاسة إني سجينة في بيتي.
رانيا: (بتفهم) فاهماكي، بس لازم تفهمي إن العيلة ساعات بتتصرف بطريقة تبان قاسية، بس النية بتبقى خير. هم خايفين عليكي من طارق.
ماسة: (بتردد) بس طارق… مش قادرة أصدق إنه وحش زي ما بيقولوا. أنا بحبه يا رانيا، ومهما حاولت أنساه، حاسة إن قلبي بيلومني.
رانيا: (بلطف) الحب ساعات بيخلينا مش بنشوف الحقيقة. يمكن طارق عنده جانب كويس، بس لو فعلاً كان عايز ينتقم من عيلتك، لازم تحطي مشاعرك على جنب وتفكري بعقلك. هو يستاهل كل اللي بتعانيه ده؟
ماسة: (بعناد) رانيا، أنا مش قادرة أتحمل أكتر. مهما سليم قال أو حاول يسيطر عليّ، أنا لسه بحب طارق. محدش فاهم مشاعري.
رانيا: (بهدوء) ماسة، أنا فاهمة إنك بتحبيه، بس لازم تفكري في الأمور بعمق أكتر. سليم وأبوك وأخوكي إياد رفضوا طارق لسبب قوي.
ماسة: (بغضب) هم مش فاهمين حاجة! كل اللي شايفينه هو ماضي أبوه، وطارق مش زي أبوه. ليه كل الناس بتحاكمه على اللي حصل زمان؟
رانيا: (بتروي) مفيش حد بيحاكمه. العيلة خايفة عليكي، خصوصاً إنهم عرفوا حاجات عن أبوه وشغله. يمكن إنتي مغمضة عن الحقيقة.
ماسة: (بعناد أكبر) لا، أنا عارفة طارق. هو مختلف، وأنا اللي بقرر في حياتي، مش هم. ليه لازم أسيب اللي بحبه بس عشانهم؟ حياتي مش ملكهم!
رانيا: (بتفهم) ماسة، أنا مش جاية ألومك أو أقولك تعملي إيه، بس ساعات الحب بيخلينا ما بنشوفش الصورة كاملة. هل طارق فعلاً يستاهلك؟ هل إنتي مستعدة تعيشي حياتك كلها صراع؟
ماسة: (بتصميم) أنا بحبه ومستعدة أعمل أي حاجة عشان أكون معاه. هو الوحيد اللي فاهمني وبيحبني بالطريقة اللي محتاجاها.
رانيا: (بتنهيدة) أنا مش هجادلك، في الآخر القرار قرارك. بس فكري كويس. مشاعرك مهمة، بس لازم توازني بينهم وبين مصلحتك. خدي وقتك، وأنا موجودة دايمًا لو حبيتي تحكي أو عايزة نصيحتي.
ماسة: (بهدوء) شكراً يا رانيا، أنا عارفة إنك خايفة عليّ، بس أنا بحب طارق، ومش هقدر أستسلم بسهولة.
رانيا: (بلطف) تمام، وأنا معاكي مهما كان قرارك. بس فكري بروية قبل ما تاخدي أي خطوة.
**لتتركها و تذهب…(بينما رانيا بتنزل على السلم، بتخبط في إياد من غير قصد، فتوقف فجأة وهي بتبصله باندهاش)
إياد: (بابتسامة خبيثة) إيه ده؟ يعني كنتي هتقعي عليا ولا إيه؟ مش مصدق إن في حد لسه بيحاول يتقرب مني بالطريقة دي!
رانيا: (بتوتر) آسفة… ما كنتش واخدة بالي. مش متعودة أشوفك هنا.
إياد: (بنبرة مزاح) آه، بس باين إنك واخدة بالك من كل حاجة تانية. يمكن حتى من ماسة أكتر مني.
رانيا: (بجديّة) ماسة أختك محتاجة دعمك مش تهريجك….
إياد: (بإهمال) سليم بيعمل واجب أكتر من اللازم… أنا بحب أبعد عن الدراما…بس بردو مش هسيب أختي تضيع مني….
رانيا: (بنبرة مستنكرة) دراما؟ دي أختك يا إياد، مش مسلسل!
إياد: (بابتسامة خفيفة) إنتي جدية اوي، ده مثير للاهتمام. عادةً البنات مش كده معايا.
رانيا: (برفض واضح) أنا مش “البنات” دول. وكمان، مش هسمحلك تعاملني كأنك بتلعب لعبة.
إياد: (بدهشة مزيفة) لعبة؟ أنا مش بلعب. بس لو كنت بلعب، إنتي اللي ابتديتي لما خبطتي فيا.
رانيا: (بعصبية مكتومة) كان صدفة! مش كل حاجة حوالينك، إياد. مش كل بنت بتبصلك بتكون معجبة!
إياد: (بثقة) يعني مش معجبة؟
رانيا: (بحدة) مش عارفة إزاي تظن إن أي حد ممكن يعجب بيك بعد ما يشوف طريقتك دي.
إياد: (بابتسامة هادية) كلام تقيل… بس مش هيغير الحقيقة. وفي الحقيقة، مش كل البنات بيعجبهم الطيب. في ناس بتحب الغموض.
رانيا: (بتحدي) الغموض ده مش دايمًا حاجة حلوة. وفي ناس بتقدر الوضوح والصدق أكتر.
إياد: (بنبرة تحدي) طيب، لو إنتي مش معجبة، ليه كل ده التوتر؟ كأنك بتحاولي تقنعي نفسك أكتر من إني أقنعك.
رانيا: (بغضب مكتوم) بص يا إياد، أنا هنا عشان ماسة. ركز على أختك بدل ما تضيع وقتك في الكلام الفاضي ده.
إياد: (بابتسامة مغرية) حاضر يا ست رانيا. بس خلي بالك من كلامك، ممكن في يوم تتراجعي عنه.
رانيا: (بتجاهل) شكرًا على النصيحة… مع إني مش محتاجة لها.
(رانيا بتكمل طريقها وهي ماشية بعيد عنه، بس إياد بيبصلها بابتسامة خبيثة، وكأنه بقى مهتم بيها أكتر).
*************************
** في لبنان في قصر الجارحي
(في صالون البيت ببيروت، يجلس الجد عبد الله مع أفراد العائلة حوله. الجو مشحون بالتوتر والتوقعات، بينما يعتلي الجد ملامح الجدية ويبدأ بالكلام)**
الجد عبد الله: “يا جماعة، أنا جمعتكم اليوم حتى أحكي لكم قرار مهم. لازم نترك بيروت ونسافر على مصر ونستقر هونيك بشكل نهائي.”
(الجميع ينظر بدهشة واستغراب)
الأب علي: “بابا، مصر؟ نحنا متعودين على الحياة هون، شو اللي صاير حتى تقرر هيك فجأة؟”
الجد عبد الله: “يا ابني، الأوضاع هون ما عادت مستقرة لا اقتصادياً ولا سياسياً. كل يوم عم نسمع أخبار أسوأ من اللي قبلها، والفرص عم تقل، وإنتو شايفين الوضع. مصر بلدنا الأصلي، وهونيك في فرص أكتر وراحة بال.”
الأم جميلة: (بانزعاج) “بس نحنا هون أهلنا وذكرياتنا، كيف بدك نترك كل شي ونسافر هيك؟ مش سهل أبدًا، يا عمي…بس الحمد لله اوضاعنا احنا مستقرة فليش لحتى نروح عمصر؟؟ .”
العم محمود: “معك حق بابا، الوضع هون كتير صعب، بس الانتقال لمصر مش قرار سهل. نحنا متعودين على لبنان، كيف بدك نقلب حياتنا هيك؟”
نورا: (بلهجة منزعجة) “عن جد يا عمي ؟ يعني شو يعني إنه مصر بلدكن الأصلي؟ نحنا هون تربينا وعشنا، وأنا ما عندي غير لبنان بلدي. كيف بدي أترك كل شي وأروح عبلد غريب عني؟”
الجد عبد الله: “نورا، مصر منا بلد غريب، ومتل ما قلت الوضع هون ما عاد ينطاق. ما في فرص لأولادنا هون، كل يوم الأمور عم تتعقد أكتر. إذا بدنا مستقبل مضمون لأولادنا، لازم ناخد هالخطوة.”
زياد: “يا جدي، بس شو بالنسبة لخطط الفرح؟ كل الترتيبات صارت هون، كيف بدنا ننقل كل شي لمصر؟”
الجد عبد الله: “ما تقلق يا زياد، الفرح بنعمله بمصر، وبيكون أحسن وأكبر. ما تخلي هالشي يوقفنا، الأهم إننا نأمن مستقبلنا.”
حور: (بقلق) “بس جدي، أنا ما بعرف حدا بمصر، كل حياتي هون. صح أنا أصلي مصري، بس هون أهلي وأصحابي و دراستي، كيف بدي أترك كل شي وبلش من جديد؟”
مازن: (ممازحًا) “يا حور، لا تخافي. رح نلاقي حياتنا بمصر أحسن بكتير. الجو غير والناس غير، يمكن تعجبك البلد أكتر مما بتتخيلي ويمكن زياد يحبك اكتر هنيك…هههه…..”
حور: “إنت ما بتاخد شي بجدية، يا مازن!”
مروان: “بس يا جدي، كيف بدنا نسيب كل شي هون؟ أنا بعدني مكمل دراستي هون، والانتقال هلق رح يعقد الأمور علي.”
آسر: “أنا بفهمك، بس إذا فكرنا بالعقل، يمكن تكون مصر فعلاً فرصة جديدة. الوضع هون صعب، وكلنا بنعرف هالشي. يمكن لازم نعطي الفكرة فرصة.”
الأم جميلة: (بحزن) “بس يا إسر، نحنا كلبنانيين عشنا هون حياتنا، إزاي بدك نترك كل شي ونسافر؟ ما فيني أتخيل حالي أعيش بمكان غير لبنان.”
الجد عبد الله: “جميلة، بعرف إنه القرار صعب عليكي وعلى نورا، بس نحنا لازم نفكر بالمستقبل. لبنان منيح، بس الأوضاع ما بترحم. كل يوم الوضع عم يسوء، وإذا ما أخذنا خطوة هلق، ممكن نندم بعدين.”
العم محمود: “معك حق يا بابا، بس كيف بدنا نضمن إن حياتنا بمصر رح تكون أفضل؟”
الجد عبد الله: “محمود، مصر بلدنا، وهنّي أهلنا. الوضع هنيك أحسن من هون بمليون مرة. كل يوم عم نشوف شباب عم يسافروا ليدوروا على فرص برة لبنان. نحنا لازم نعمل نفس الشي قبل ما يفوت الأوان.”
نورا: (بتوتر) “بس عبد الله، هيدا لبنان! كيف بدك مني أترك كل شي؟ أهلي هون، حياتي هون، ما بعرف شي عن مصر.”
الجد عبد الله: “نورا، بعرف إنه هيدا لبنان، ولبنان غالي علينا، بس شو منعمل إذا البلد ما عاد يأمننا ولا لأولادنا حياة كريمة؟ نحنا مش عم نروح لبلد غريب، نحنا رايحين على بلدنا الأم، وبإذن الله هتكون حياتنا هنيك أفضل.”
زياد: “طيب، خلينا نفكر شوي قبل ما ناخد القرار النهائي. الفكرة كبيرة، ولازم نكون كلنا مقتنعين.”
الجد عبد الله: “معكم حق، بس فكروا بالعقل مش بالعاطفة. هيدا القرار للأفضل، وصدقوني، الحياة هنيك رح تكون أريح وأفضل. الأهم إنه نكون مع بعض، وين ما رحنا.”
**********************
**(في مكان مهجور، قاعد طارق مع رفاقه السيئين. الجو مليان دخان ورائحة الخ**مر و السج**اير ، طارق باين عليه غضبان وبيتكلم بصوت عالي.)**
طارق: (يشرب من الكأس) “أنا كنت فاكر إن ماسة هتقبلني لو طلبت إيديها للجواز…انا عرفت اضحك عليها بكلمتين حلوين، بس للأسف، عيلتها طردوني زي الكلب!”
رفيق : (يضحك) “إيه؟ أنت كنت جاد؟ ليه تروح لهم أصلاً؟ دول عيلة ماسة، مش عيلة ملائكة.”
طارق: (بغضب) “قول لك، كنت ناوي أضحك عليهم وأخليهم يندموا على طردي. هم عايشين في برج عاجي، ومش عارفين أنا مين!”
هيثم : (بسخرية) “يعني عايز تنتقم منهم؟ وبتقول إيه؟ ماسة بقت عروسة الملكة؟”
طارق: (يتأمل الكأس) “آه، بس أنا لازم أعلمهم درس. مع إن أبوها طردني عشان أبويا كان تاجر مخدر**ات و اتحبس بسبب حسن الراوي و سلالته…، بس أنا مش عارفهم.”
سامر: (بفضول) “يعني عايز تحطها في موقف ******؟”
طارق: (يبتسم بخبث) “أيوة، هخليها تحس بالندم. عايز أقول للناس إن حتى عيلة ماسة فيها عيوب، وإنها مش ملاك.”
رفيق : “وإزاي هتعمل ده؟”
طارق: (بثقة) “سهل، هبدأ أنشر إشاعات. أقول إنهم مش عيلة طيبة زي ما هم فاكرين، وإن ماسة مش قد كده. أنا عارف إزاي ألعب على الأوتار.”
هيثم: (متحمس) “والله فكرة حلوة! تقدر تخليها تندم على كل لحظة فكرت فيها فيك!”
طارق: (يضحك بشراسة) “بالضبط. لما الناس تعرف الحكاية، هيبصوا لعايلتها ، وهي هيبقى عندها شك في شرفها.”
سامر: “والله، لو حصل ده، هتبقى ضربة قوية ليهم. خلينا نشوفهم وهم يتعذبوا.”
طارق: “يلا، شربوا كمان. إحنا خلاص هنتحول لأسوأ كوابيسهم!”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق آسر)