رواية عشقت قاسيا الفصل السابع 7 بقلم سارة رجب حلمي
رواية عشقت قاسيا الجزء السابع
رواية عشقت قاسيا البارت السابع
رواية عشقت قاسيا الحلقة السابعة
صدمت إيمان من تلك الكلمات التى زلزلتها وبشدة، ودلفت إلى المطبخ ورائها وهى ترد: يعنى خلاص؟؟، كرهتينى أوى كده؟؟
زينب: مش مسألة كره، بس أنا كبرت فى السن ومابقيتش قد الكلام الكتير والجدال اللي مالوش أخر ولا منه نتيجة، ماكنتش أعرفك كده، تبقى عارفة الصح فين والغلط فين وتقاوحى عالغلط.
إيمان ببكاء: والله ما بقاوح، أنا نفسي حد يفهمنى ويحس بيا، ده انا جوايا ناااااار وعذاااااب محدش دارى بيه، ده انا حتى مالحقتش آخد وقتى فى الأحزان وأطلع اللي جوايا، تخيلى إنك تبقى متعذبة ومحرومة من إنك تصرررررخى، تعيطى، تنهارى، محرومة من إنك تكتئبي حتى!!، الأحداث كانت أسرع من إنى ألحق حتى إنى أكتئب ماللي شوفته، أنا نفسي تحسي بيا زى زمان من غير ماتكلم، نفسي تنسي ولو دقايق إن حسام إبنك، لو نسيتى هتلاقي نفسك حسيتى بيا وبعذابي، وهتلاقى قلبك الطيب حن عليا.
تأثرت زينب بصدق كلماتها، ولكن قبل أن ترد عليها، سمعوا صوت جرس الباب.
زينب: إمسحى دموعك بسرعة، لما نشوف مين جايلنا.
إيمان: أنا هدخل أغسل وشي.
زينب: ماشي بس لو حد جاى يباركلك، إطلعى.
إيمان: حاضر.
دلفت إيمان إلى الداخل، فى حين توجهت زينب إلى الباب، وعندما فتحته وجدت إحدى الجارات فى الإنتظار، وهى جارة من النوع الثرثار، الذي يتغذى على نقل أخبار الناس.
زينب بإبتسامة ترحيب: يا أهلآ وسهلآ إتفضلى.
حشرية😄: لا يا أم حسام، لا أهلآ ولا سهلآ، حد يعمل اللي عملتوه ده بعد عشرة العمر ده كله، ده انتو كمان موضوعكم من أوله لأخره مش مظبوط ولا مفهوم.
زينب بعدم فهم: خير ياحبيبتى، فى إيه؟، أنا مش فاهمة حاجة.
حشرية رفعت حاجبها ثم غمزت بعينها: إيهييي، مش فاهمة برضو؟!!!، بقى تجوزى حسام لإيمان من غير ماحد يعرف، ولا حتى كان عندنا أى خبر من قبلها.
ثم مصمصت شفاتها وأردفت: هنحسدكم يعنى ولا هنحسدكم 😏
زينب: يا ست حشرية(مش بتشتمها دى بتناديلها😄) والله الموضوع جه فجأة، ومحبيناش نطول فى الخطوات لإن كده كده حسام وإيمان يعتبروا متربيين مع بعض، ولما كلمنا والدها قال مالوش داعى خطوبة إحنا مش أغراب ودى بنتكم خدوها فى أى وقت.
حشرية بعينين مفتوحتين وصوت شبه هامس: طب مشوفناش لا حاجة داخلة ولا حاجة خارجة، هما هيعيشوا على البلاط ولا إيه؟؟
رمقتها زينب بنظرة ضيق: لأ، مش هيعيشوا على البلاط، هما هيعيشوا معايا هنا لحد ما إبنى يوضب شقته، هما اتجوزوا وعاشوا معايا لإنى كده كده عايشة لوحدى ودى كانت رغبتى إنهم يوضبوا شقتهم وهما مع بعض.
مازالت حشرية تلقى بأسئلتها على زينب، كى لا تخرج من منزلهم إلا وهى تمتلك لتقرير مفصل، تستطيع نشره على أهالى المنطقة، دون أن يسألها أحدهم سؤال لا تعرف له إجابة، وهذه ليست شخصيتها، وأيضآ تخاف أن تفقد مصداقيتها كناقلة أخبار الجيران كاملة.
حشرية: طب ومحضرتيش الفرح ليه بقى؟!
زينب بنفاذ صبر وبدأت تضغط على الحروف التى تخرج من بين أسنانها بغيظ: كنت تعبانة.
حشرية: مانا لو صدقت كل ده ولاقيته عذر للحاجات الغريبة اللى حصلت، فانا مش هصدق ولا هلاقى أى عذر يخلى عريس يروح شغله يوم صباحيته.
حاولت زينب أن تتحملها قدر المستطاع، فهى تعرف أن من خلال هذه السيدة الحشرية، سوف تحسن صورة الأحداث أمام جميع سكان منطقتهم، فأجبرت نفسها على التحمل، وإجابة مثل هذه الأسئلة المستفزة.
زينب: هنعمل إيه بقى، مارضوش يدوله أجازة، وقالوا إنهم محتاجينه فى الشغل الأيام دى وقالوله يأجل جوازه، بس هو خلاص كان إتفق مع أبو إيمان، عايزانى أجيبلك من الأخر يا حشرية ياختى؟
حشرية تفكر وهى تهرش فى مؤخرة رأسها: أنا بحب التفاصيل أوى..
بس مفيش مانع تجيبي من الأخر ولو عندى سؤال برضو مايضرش😀.
زينب: من الأخر إن كلمة ربنا فوق كل شئ، ولما بيقول للشئ كن بيكون من غير بقى الشقة مجهزتش ومحدش عرف وراح شغله ليه، فهمتينى ياختى ولاعايزة توضيح!!
إنطلقت حشرية بعينيها نحو الغرف المغلقة: أمال فين العروسة؟
زينب: نايمة ياحبيبتى، عروسة بقى.
أرادت حشرية رؤية إيمان حتى تتبين من وجهها إذا كانت سعيدة أم حزينة، ليكتمل تقريرها برؤيتها للعروس والحديث معها: طب ماتصحيها أسلم عليها، وأباركلها دى زى بنتشى 😆
زينب: لأ مقدرش أصحيها، دى لسه نايمة بعد ماحسام نزل، يعنى مالحقتش تكمل ربع ساعة، مانتى ماشاء الله ماستنتيش الناس تصحى.
حشرية بإبتسامة صفراء: متأخذنيش بقى يا زينب ياختى، أنا لما شوفت العريس ذات نفسه فى الشارع، قولت أكيد إنتو صاحيين بقى.
زينب: تنورى ياحبيبتى فى أى وقت.
نهضت حشرية من مجلسها: طيب، أمشي أنا بقى، عايزة حاجة؟
زينب بضحكة ذات معنى: هعوز أكتر من كده إيه!، كتر خيرك.
خرجت حشرية من منزل زينب، فأغلقت زينب الباب من خلفها وهى تردد: أعوذ بالله، أعوذ بالله.
خرجت إيمان من الغرفة بعد أن سمعت صوت إغلاق الباب: إوعى تكونى زعلتى إنى مخرجتش؟
زينب: الحمدلله إنك مخرجتيش، كانت هتشوف عينيكى الوارمة مالعياط دى، هنبقى لبسنا فى الحيطة رسمي، هى جاية تعرف دبة النملة وتبلغ الناس كلها، مش ناقصين بقى تقولهم العروسة عينيها وارمة وشكلها معيطة.
إيمان: مانا قولت كده برضو
نظرت لها زينب، ثم ضحكت فجأة: يا ساااااتر، دى ست تقيلة على القلب بشكلللل، لا وفاكرة إن أسئلتها تبان طبيعية، متعرفش إنها مكشوفة أوى وباين إنها عايزة تعرف وتفهم كل حاجة وعشان تنقلها كمان، ربنا يهدى الناس اللي زيها دول إبتلاء.
**********************
دخل مروان إلى المنزل غاضبآ، وتوجه نحو غرفة والده القابع على فراشه يقرأ فى جريدة اليوم، فهى لا تنفك عن ملازمته منذ أن أصبح على المعاش.
مروان بعصبيته المعهودة منذ ماحدث: عاجبك كل الفضايح اللي إحنا فيها دى؟!، كان بيتجوزها عشان يفضحنا بطرق تانية!!!
خلع ماهر نظارة القراءة، ونظر له بإستفهام: فى إيه يابنى، حصل إيه تانى؟
مروان: الأستاذ نزل شغله الصبح وكإن مفيش أى حاجة، والشارع كله بقى يتكلم، واللي يستغرب واللي يسأل، إحنا راسنا بقت فالأرض، كنت قتلته وشربت من دمه أحسن، ماهى كده كده فضايح.
ماهر بضيق: والله مانا عارف فى دماغه إيه، إحنا ماتفقناش على كده أبدآ.
مروان: هو إحنا إتفقنا على حاجة أصلآ!، إحنا سيبناه ياخدها بمنتهى السهولة، وخليناه يحس إن روحنا فى إيده، منزعلش بقى من اللي. يعمله بعد كده.
ماهر: عندك حق، وياريت متشغلش بالك تانى، حتى لو جوازتهم طبيعية، برضو الناس كانت هتدور على حاجة تتكلم فيها، وشوية وهينسوا ويقفلوا الموضوع، زى عادتهم فى أى حاجة جديدة تحصل.
مروان: هو احنا نديهم فرصة للكلام وبعد كده نقول دى عادتهم؟!
ماهر بنفاذ صبر: خلاص يا مروان، إقفل الموضوع ده خالص، مش عايز أسمع فيه كلام تانى، ممكن؟؟
نظر له مروان فى صمت تسببه النيران التى تشتعل بصدره، فهو مازال يحترم أن هذا الرجل والده، ولا يريد أن يتجاوز حدوده معه بأى كلمة يتفوه بها.
فخرج من غرفة والده وهو لا يضع بباله سوى أن الإنتقام من حسام هو الطريق الوحيد للخلاص من شتى الفضائح التى لحقت وستلحق بهم.
قابلته هاجر بنظرات قلقة على حاله الذى دخل وخرج به من غرفة والده.
ثم إستوقفته متسائلة: مالك يا مروان؟
نظر مروان فى عينيها التى يعتبرها بمثابة الماء التى تطفئ نيران صدره المتأجج.
مروان: أنا عارف إنى مقصر معاكى إنتى وعمتو، بس أكيد إنتى مقدرة الظروف اللي إحنا فيها.
إبتسمت له هاجر بود: طب تعالى نقعد.
جلس مروان ونظر لها بعيون تفيض بالشوق: أخبارك إيه يا هاجر؟
هاجر: الحمدلله، عايشة.
مروان: تعرفى إنك كنتى وحشانى أوى، وكنت محتاج لوجودك جنبى بعد اللي عرفته عن إيمان، حتى لو مش هتكلم معاكى، بس كفاية أشوفك وأطمن إنك قدامى ولو مرة.
هاجر بإبتسامة حزينة: بس القدر رمانى قدامك على طول.
مروان: مصائب قوم عند قوم فوائد.
هاجر: ههههههههه يا ساتر عليك.
مروان: مانا بجد فرحان بوجودك معايا.
هاجر: وجودى أنا بس؟؟، وماما لأ؟
مروان: عمتو على عينى وعلى راسي، بس بجد كنت مشتاق لأيام زمان، فاكرة لما كان باباكى يسافر وكنتو تيجو تقعدوا معانا هنا، وكنتى بتعتبرى ده بيتك بالظبط.
هاجر: فاكرة، بس كنا بنبقى كلنا عارفين إنها زيارة وهتنتهى مهما طولت، بس المرة دى مش عارفين لحد إمتى.
مروان: إيه كلامك الرخم ده؟!!، ده بيتكم قبل مايكون بيتنا، ومفيش بيننا الكلام ده.
هاجر: أنا عارفة والله، بس بخاف نضيق عليكم.
مروان: تضيقوا إيه بس، ده حتى إيمان مبقتش موجودة أهو، أنا عارف إنها هترجع تانى، بس أهى مشيت لفترة، وعلى ماترجع تكون ندى جالها إبن الحلال إن شاء الله.
هاجر: ماتقولش على إيمان كده ربنا يهدى سرها وتفضل العمر كله، أما بالنسبة لندى فانا بدعى ربنا يرزقها بابن الحلال عشان هى تستاهل كل خير، وكمان بقت وحيدة أوى وسرحانة طول الوقت وعينيها مليانة حزن.
مروان: طيب وإنتى؟
هاجر بعدم فهم: وانا إيه؟
مروان: كنت عايز أتقدملك بس اللي حصل بينكم وبين والدك ده عطل المواضيع.
هاجر: وهيفضل معطلها.
مروان: يعنى إيه؟
هاجر: يعنى أنا لا هينفع أتجوز من وراه ولا هقدر أستحمل أدخله فى حاجة زى دى بعد اللي حصل، فهنفضل كده زى ماحنا.
مروان: ربنا يهدى الأمور بينكم، مهما كان ده باباكى وانا مستحيل أخليكى تعملى حاجة من غير ماترجعيله فيها.
********************
عمرو: إيه ياعم، واخد فى وشك كده ليه وماشى؟؟، مش تستنانى أخلص وننزل مع بعض.
حسام: لأ مانا مش رايح الشغل التانى.
عمرو: ليه؟
حسام: أنا خدت إيمان إمبارح فى بيتى.
عمرو: إيه ده بالسهولة دى؟!
حسام: هحكيلك.
*****************
سارة رجب حلمى
*****************
عاد حسام إلى المنزل، فوجد والدته جالسه أمام التلفاز، وإيمان غير موجودة.
حسام: إزيك يا أمى، عاملة إيه.
زينب: حمدالله على سلامتك ياحبيبى، معقول جاى بدرى؟
حسام: عشان الناس ميقولوش…
قاطعته زينب قائلة: هو انت عملت حساب الناس؟؟، ده انت إديت فرصة لكل الناس تتكلم علينا بنزولك النهاردة، فاكر لما متروحش الشغل التانى كده كتمت بوق الناس!، إنت مش المفروض كنت تنزل النهاردة خالص.
حسام: معلش يا ماما، سيبينى أتصرف على راحتى، إنتى نسيتى كلامنا إمبارح؟
نظرت زينب إلى المطبخ ثم تحدثت بصوت خفيض: إمبارح كنا بنتكلم على إيمان، مش على فضايحنا قدام الناس.
حسام بإنفعال: ماما، أنا تعبت، الوضع ده إتفرض عليا، عايزانى كمان أخنق نفسي بسببه أكتر مانا مخنوق!.
ثم تركها ودخل إلى المطبخ كى يرتشف قليلآ من الماء ليبلل بها شفتاه التى جفت من الحديث مع والدته.
فوجدها تقف أمام الموقد تتابع القهوة وقد وصلت إلى درجة الغليان وهى تنظر لها بصمت.
ذهب حسام مسرعآ وأغلق الموقد، ونظر لها بإنفعال ثم أردف: إنتى كنتى بتعملى القهوة دى لمين.
أشارت له بيدها إلى الخارج بتوتر من إنفعاله: دى لماما زينب، هى قالتلى أقف قدامها وأصبها واوديهالها.
حسام بغيظ:إنتى فاشلة حتى فى عمل القهوة!!، دى إتحرقت من زمان وانتى واقفة بتتفرجى عليها.
بكت إيمان من كلمات حسام وخرجت من المطبخ مسرعة ودلفت إلى غرفة زينب.
دلف من ورائها حسام ونظر لها ثم تحدث دون أن يعير بكائها إنتباهآ: نيجى بقى للموضوع اللى قولتلك إنى هتكلم معاكى فيه قبل مانزل شغلى.
ثم جلس أمامها بهدوء، وهى على وضعها تضم قدمها لصدرها وتبكى.
حسام: البيت ده لما كنتى بتدخليه مجرد زائرة، ماكنش بيبقى عليكى أى إلتزامات تجاهه، بس دلوقتى بقيتى عايشة فيه وعليكى قوانين تتبعيها بمنتهى الصمت، والقوانين دى أنا اللي بحطها.
لم يجد منها أى رد فاستطرد قائلآ: ماما بتنام الساعة 11 او 12 بالكتير وبتصحى الساعة 7 الصبح، فى ال 8 او 7 ساعات دول تبقى نايمة برضو، ومكان نومك فوق فى الشقة، اللى ماعتقدش فيها أى وسائل للترفيه تخليكى متناميش مثلآ.
هتنزلى الساعة 7 تشوفى شغل البيت مع ماما، وتتعلمى يعنى إيه تبقى ست بيت، أنا طبعآ عارف إنك عيشتى عمرك كله معتمدة على مامتك الله يرحمها ومن بعدها إعتمدتى على أختك ندى، بس جه الوقت اللي تعتمدى فيه على نفسك.
وده طبعآ يخليكى، تعملى مقابلاتك مع أهلك كلها هنا، فى شقة ماما، فوق للنوم بس محدش يطلع ولا يشوف الشقة ولا حتى يتحكيله فيها إيه ومفيهاش إيه، أسرار بيتنا ده متطلعش برا عتبة الباب.
مفيش زيارات لصحاب نهائيآ، ولا دى صاحبتى ولا دى زميلتى، مسموح لأهلك وبس.
مفيش حاجة إسمها أخرج وأروح وآجى، ولا حتى عند أهلك، هما يجوا أهلآ وسهلآ، تروحيلهم لأ.
رفعت إيمان رأسها ونظرت له من بين عبراتها: هو أنا مسجونة؟؟
إبتسم حسام ببرود: سميها زى ماتسميها، مانتى كنتى واخدة حريتك، جبتيلهم إيه غير العار، يااااااا، ياعديمة الشرف.
خرج وتركها من خلفه تمووووت قهرآ، كانت كلماته قوية شديدة على قدرة تحملها، لم تكن تصدق أن هذا هو حسام، المعروف عنه كلماته الرقيقة، فقد تحول لوحش جبار، لا يهمه شيئآ، ولا يراعى حدود فى خروج كلماته.
كفكفت دموعها بيدها عندما سمعت زينب تناديها، ثم خرجت لها وهى تحاول أن تجمع شتات أمرها.
إيمان: نعم يا ماما زينب.
زينب: فين القهوة؟، كنتى بتتكلمى مع حسام ونسيتينى؟
إيمان نظرت للأسفل: لأ، أصل القهوة إتحرقت.
زينب: مش مهم، عايزين نغرف الأكل، طالما حسام جه يبقى نتغدى مع بعض.
إيمان: حاضر اللي تشوفيه.
زينب: طب يلا ورايا عشان تساعدينى.
ثم دلفتا إلى المطبخ وقامتا بتجهيز الطعام ووضعه داخل الصحون، ونقلته إيمان إلى مائدة الطعام.
ثم نادت زينب على حسام فأتى لها ملبيآ: نعم يا حبيبتى؟
زينب: يلا يا حبيبى الغدا جاهز.
جلس حسام على رأس المائدة وجلست والدته بجواره، وكانت إيمان تحضر أكواب لشرب المياه، وعندما أتت بهم ووضعتهم، وسحبت أحد المقاعد لتجلس.
-إستنى.
قالها حسام وهو ينظر لها بحدة، ثم إستطرد: إنتى بتعملى إيه؟
إيمان بتوتر: هقعد.
حسام: مالكيش أكل معايا فى مكان واحد، تاكلى قبلى أو بعدى، معايا لأ، أنا مش ناقص سدة نفس.
إنفجرت إيمان باكية وجرت خارج المنزل وصعدت للأعلى، تجرى نحو فراشها الأرضى ورمت بجسدها عليه وأخذت تبكى بكاء مرير.
*******
زينب: يا حسام….
حسام: هتتكلمى فى إيه؟!، كإننا متفقناش على حاجة خالص.
زينب: إتفقنا بس مش للدرجة دى أبدآ، مش لدرجة تحرجها وهى جاية تقعد على الأكل لأول مرة من يوم ماجبتها إمبارح، دى مارضيتش تفطر الصبح وقالت ماليش نفس.
حسام: متقلقيش، لو قرصها الجوع مش هتموت، هتاكل سواء هنا أو فوق، عندها تلاجة فيها أكل، هتسبينى آكل بقى ولا أقوم يا ماما؟
****************
أنهى حسام طعامه ثم صعد لإيمان، وجدها نائمة تبكى بحرقة.
حسام بصوت غليظ: أنا مش قولت متطلعيش هنا إلا وقت النوم وبس!!، من أول نص ساعة بعد ماعرفتى القوانين اللى هتمشي عليها، بتخلفيها كده؟!
إيمان من بين دموعها: مش إنت اللي قولت مش عايز تشوفنى عشان نفسك ماتتسدش؟
حسام: ده مش معناه تطلعى هنا، كنتى تدخلى الأوضة، أو تشوفى وراكى إيه فالمطبخ.
إيمان بصوت يختلط بالنحيب: هو ده اللى جبتنى بيتك وكنت مصمم على كده عشانه؟
حسام بسخرية وكلماته يخرج من بينها ضحكات متقطعة: ههههه أمال كنتى فاكرانى جبتك ليه؟!!!، عشان بحبك وعايزك زوجة مثلآ؟!!، فوقى لنفسك يا إيمان، إنتى دلوقتى بالنسبالى مجرد خدامة جبتها لأمى، وببلاش، أصللللك..
ثم صمت قليلآ، واستطرد قائلآ: أصلك رخيصة أوى.
إيمان بإنفعال شديد: حرام عليك بقى، حراااااااام، متظلمنيش بالشكل ده، أنا مش رخيصة ولا عمرى كنت كده.
حسام بصوت مرتفع وغضب كالبركان: أمال الحقيقة إيه؟؟؟؟
إيمان بإندفاع: الحقيقة إنى……..
زينب: مش مسألة كره، بس أنا كبرت فى السن ومابقيتش قد الكلام الكتير والجدال اللي مالوش أخر ولا منه نتيجة، ماكنتش أعرفك كده، تبقى عارفة الصح فين والغلط فين وتقاوحى عالغلط.
إيمان ببكاء: والله ما بقاوح، أنا نفسي حد يفهمنى ويحس بيا، ده انا جوايا ناااااار وعذاااااب محدش دارى بيه، ده انا حتى مالحقتش آخد وقتى فى الأحزان وأطلع اللي جوايا، تخيلى إنك تبقى متعذبة ومحرومة من إنك تصرررررخى، تعيطى، تنهارى، محرومة من إنك تكتئبي حتى!!، الأحداث كانت أسرع من إنى ألحق حتى إنى أكتئب ماللي شوفته، أنا نفسي تحسي بيا زى زمان من غير ماتكلم، نفسي تنسي ولو دقايق إن حسام إبنك، لو نسيتى هتلاقي نفسك حسيتى بيا وبعذابي، وهتلاقى قلبك الطيب حن عليا.
تأثرت زينب بصدق كلماتها، ولكن قبل أن ترد عليها، سمعوا صوت جرس الباب.
زينب: إمسحى دموعك بسرعة، لما نشوف مين جايلنا.
إيمان: أنا هدخل أغسل وشي.
زينب: ماشي بس لو حد جاى يباركلك، إطلعى.
إيمان: حاضر.
دلفت إيمان إلى الداخل، فى حين توجهت زينب إلى الباب، وعندما فتحته وجدت إحدى الجارات فى الإنتظار، وهى جارة من النوع الثرثار، الذي يتغذى على نقل أخبار الناس.
زينب بإبتسامة ترحيب: يا أهلآ وسهلآ إتفضلى.
حشرية😄: لا يا أم حسام، لا أهلآ ولا سهلآ، حد يعمل اللي عملتوه ده بعد عشرة العمر ده كله، ده انتو كمان موضوعكم من أوله لأخره مش مظبوط ولا مفهوم.
زينب بعدم فهم: خير ياحبيبتى، فى إيه؟، أنا مش فاهمة حاجة.
حشرية رفعت حاجبها ثم غمزت بعينها: إيهييي، مش فاهمة برضو؟!!!، بقى تجوزى حسام لإيمان من غير ماحد يعرف، ولا حتى كان عندنا أى خبر من قبلها.
ثم مصمصت شفاتها وأردفت: هنحسدكم يعنى ولا هنحسدكم 😏
زينب: يا ست حشرية(مش بتشتمها دى بتناديلها😄) والله الموضوع جه فجأة، ومحبيناش نطول فى الخطوات لإن كده كده حسام وإيمان يعتبروا متربيين مع بعض، ولما كلمنا والدها قال مالوش داعى خطوبة إحنا مش أغراب ودى بنتكم خدوها فى أى وقت.
حشرية بعينين مفتوحتين وصوت شبه هامس: طب مشوفناش لا حاجة داخلة ولا حاجة خارجة، هما هيعيشوا على البلاط ولا إيه؟؟
رمقتها زينب بنظرة ضيق: لأ، مش هيعيشوا على البلاط، هما هيعيشوا معايا هنا لحد ما إبنى يوضب شقته، هما اتجوزوا وعاشوا معايا لإنى كده كده عايشة لوحدى ودى كانت رغبتى إنهم يوضبوا شقتهم وهما مع بعض.
مازالت حشرية تلقى بأسئلتها على زينب، كى لا تخرج من منزلهم إلا وهى تمتلك لتقرير مفصل، تستطيع نشره على أهالى المنطقة، دون أن يسألها أحدهم سؤال لا تعرف له إجابة، وهذه ليست شخصيتها، وأيضآ تخاف أن تفقد مصداقيتها كناقلة أخبار الجيران كاملة.
حشرية: طب ومحضرتيش الفرح ليه بقى؟!
زينب بنفاذ صبر وبدأت تضغط على الحروف التى تخرج من بين أسنانها بغيظ: كنت تعبانة.
حشرية: مانا لو صدقت كل ده ولاقيته عذر للحاجات الغريبة اللى حصلت، فانا مش هصدق ولا هلاقى أى عذر يخلى عريس يروح شغله يوم صباحيته.
حاولت زينب أن تتحملها قدر المستطاع، فهى تعرف أن من خلال هذه السيدة الحشرية، سوف تحسن صورة الأحداث أمام جميع سكان منطقتهم، فأجبرت نفسها على التحمل، وإجابة مثل هذه الأسئلة المستفزة.
زينب: هنعمل إيه بقى، مارضوش يدوله أجازة، وقالوا إنهم محتاجينه فى الشغل الأيام دى وقالوله يأجل جوازه، بس هو خلاص كان إتفق مع أبو إيمان، عايزانى أجيبلك من الأخر يا حشرية ياختى؟
حشرية تفكر وهى تهرش فى مؤخرة رأسها: أنا بحب التفاصيل أوى..
بس مفيش مانع تجيبي من الأخر ولو عندى سؤال برضو مايضرش😀.
زينب: من الأخر إن كلمة ربنا فوق كل شئ، ولما بيقول للشئ كن بيكون من غير بقى الشقة مجهزتش ومحدش عرف وراح شغله ليه، فهمتينى ياختى ولاعايزة توضيح!!
إنطلقت حشرية بعينيها نحو الغرف المغلقة: أمال فين العروسة؟
زينب: نايمة ياحبيبتى، عروسة بقى.
أرادت حشرية رؤية إيمان حتى تتبين من وجهها إذا كانت سعيدة أم حزينة، ليكتمل تقريرها برؤيتها للعروس والحديث معها: طب ماتصحيها أسلم عليها، وأباركلها دى زى بنتشى 😆
زينب: لأ مقدرش أصحيها، دى لسه نايمة بعد ماحسام نزل، يعنى مالحقتش تكمل ربع ساعة، مانتى ماشاء الله ماستنتيش الناس تصحى.
حشرية بإبتسامة صفراء: متأخذنيش بقى يا زينب ياختى، أنا لما شوفت العريس ذات نفسه فى الشارع، قولت أكيد إنتو صاحيين بقى.
زينب: تنورى ياحبيبتى فى أى وقت.
نهضت حشرية من مجلسها: طيب، أمشي أنا بقى، عايزة حاجة؟
زينب بضحكة ذات معنى: هعوز أكتر من كده إيه!، كتر خيرك.
خرجت حشرية من منزل زينب، فأغلقت زينب الباب من خلفها وهى تردد: أعوذ بالله، أعوذ بالله.
خرجت إيمان من الغرفة بعد أن سمعت صوت إغلاق الباب: إوعى تكونى زعلتى إنى مخرجتش؟
زينب: الحمدلله إنك مخرجتيش، كانت هتشوف عينيكى الوارمة مالعياط دى، هنبقى لبسنا فى الحيطة رسمي، هى جاية تعرف دبة النملة وتبلغ الناس كلها، مش ناقصين بقى تقولهم العروسة عينيها وارمة وشكلها معيطة.
إيمان: مانا قولت كده برضو
نظرت لها زينب، ثم ضحكت فجأة: يا ساااااتر، دى ست تقيلة على القلب بشكلللل، لا وفاكرة إن أسئلتها تبان طبيعية، متعرفش إنها مكشوفة أوى وباين إنها عايزة تعرف وتفهم كل حاجة وعشان تنقلها كمان، ربنا يهدى الناس اللي زيها دول إبتلاء.
**********************
دخل مروان إلى المنزل غاضبآ، وتوجه نحو غرفة والده القابع على فراشه يقرأ فى جريدة اليوم، فهى لا تنفك عن ملازمته منذ أن أصبح على المعاش.
مروان بعصبيته المعهودة منذ ماحدث: عاجبك كل الفضايح اللي إحنا فيها دى؟!، كان بيتجوزها عشان يفضحنا بطرق تانية!!!
خلع ماهر نظارة القراءة، ونظر له بإستفهام: فى إيه يابنى، حصل إيه تانى؟
مروان: الأستاذ نزل شغله الصبح وكإن مفيش أى حاجة، والشارع كله بقى يتكلم، واللي يستغرب واللي يسأل، إحنا راسنا بقت فالأرض، كنت قتلته وشربت من دمه أحسن، ماهى كده كده فضايح.
ماهر بضيق: والله مانا عارف فى دماغه إيه، إحنا ماتفقناش على كده أبدآ.
مروان: هو إحنا إتفقنا على حاجة أصلآ!، إحنا سيبناه ياخدها بمنتهى السهولة، وخليناه يحس إن روحنا فى إيده، منزعلش بقى من اللي. يعمله بعد كده.
ماهر: عندك حق، وياريت متشغلش بالك تانى، حتى لو جوازتهم طبيعية، برضو الناس كانت هتدور على حاجة تتكلم فيها، وشوية وهينسوا ويقفلوا الموضوع، زى عادتهم فى أى حاجة جديدة تحصل.
مروان: هو احنا نديهم فرصة للكلام وبعد كده نقول دى عادتهم؟!
ماهر بنفاذ صبر: خلاص يا مروان، إقفل الموضوع ده خالص، مش عايز أسمع فيه كلام تانى، ممكن؟؟
نظر له مروان فى صمت تسببه النيران التى تشتعل بصدره، فهو مازال يحترم أن هذا الرجل والده، ولا يريد أن يتجاوز حدوده معه بأى كلمة يتفوه بها.
فخرج من غرفة والده وهو لا يضع بباله سوى أن الإنتقام من حسام هو الطريق الوحيد للخلاص من شتى الفضائح التى لحقت وستلحق بهم.
قابلته هاجر بنظرات قلقة على حاله الذى دخل وخرج به من غرفة والده.
ثم إستوقفته متسائلة: مالك يا مروان؟
نظر مروان فى عينيها التى يعتبرها بمثابة الماء التى تطفئ نيران صدره المتأجج.
مروان: أنا عارف إنى مقصر معاكى إنتى وعمتو، بس أكيد إنتى مقدرة الظروف اللي إحنا فيها.
إبتسمت له هاجر بود: طب تعالى نقعد.
جلس مروان ونظر لها بعيون تفيض بالشوق: أخبارك إيه يا هاجر؟
هاجر: الحمدلله، عايشة.
مروان: تعرفى إنك كنتى وحشانى أوى، وكنت محتاج لوجودك جنبى بعد اللي عرفته عن إيمان، حتى لو مش هتكلم معاكى، بس كفاية أشوفك وأطمن إنك قدامى ولو مرة.
هاجر بإبتسامة حزينة: بس القدر رمانى قدامك على طول.
مروان: مصائب قوم عند قوم فوائد.
هاجر: ههههههههه يا ساتر عليك.
مروان: مانا بجد فرحان بوجودك معايا.
هاجر: وجودى أنا بس؟؟، وماما لأ؟
مروان: عمتو على عينى وعلى راسي، بس بجد كنت مشتاق لأيام زمان، فاكرة لما كان باباكى يسافر وكنتو تيجو تقعدوا معانا هنا، وكنتى بتعتبرى ده بيتك بالظبط.
هاجر: فاكرة، بس كنا بنبقى كلنا عارفين إنها زيارة وهتنتهى مهما طولت، بس المرة دى مش عارفين لحد إمتى.
مروان: إيه كلامك الرخم ده؟!!، ده بيتكم قبل مايكون بيتنا، ومفيش بيننا الكلام ده.
هاجر: أنا عارفة والله، بس بخاف نضيق عليكم.
مروان: تضيقوا إيه بس، ده حتى إيمان مبقتش موجودة أهو، أنا عارف إنها هترجع تانى، بس أهى مشيت لفترة، وعلى ماترجع تكون ندى جالها إبن الحلال إن شاء الله.
هاجر: ماتقولش على إيمان كده ربنا يهدى سرها وتفضل العمر كله، أما بالنسبة لندى فانا بدعى ربنا يرزقها بابن الحلال عشان هى تستاهل كل خير، وكمان بقت وحيدة أوى وسرحانة طول الوقت وعينيها مليانة حزن.
مروان: طيب وإنتى؟
هاجر بعدم فهم: وانا إيه؟
مروان: كنت عايز أتقدملك بس اللي حصل بينكم وبين والدك ده عطل المواضيع.
هاجر: وهيفضل معطلها.
مروان: يعنى إيه؟
هاجر: يعنى أنا لا هينفع أتجوز من وراه ولا هقدر أستحمل أدخله فى حاجة زى دى بعد اللي حصل، فهنفضل كده زى ماحنا.
مروان: ربنا يهدى الأمور بينكم، مهما كان ده باباكى وانا مستحيل أخليكى تعملى حاجة من غير ماترجعيله فيها.
********************
عمرو: إيه ياعم، واخد فى وشك كده ليه وماشى؟؟، مش تستنانى أخلص وننزل مع بعض.
حسام: لأ مانا مش رايح الشغل التانى.
عمرو: ليه؟
حسام: أنا خدت إيمان إمبارح فى بيتى.
عمرو: إيه ده بالسهولة دى؟!
حسام: هحكيلك.
*****************
سارة رجب حلمى
*****************
عاد حسام إلى المنزل، فوجد والدته جالسه أمام التلفاز، وإيمان غير موجودة.
حسام: إزيك يا أمى، عاملة إيه.
زينب: حمدالله على سلامتك ياحبيبى، معقول جاى بدرى؟
حسام: عشان الناس ميقولوش…
قاطعته زينب قائلة: هو انت عملت حساب الناس؟؟، ده انت إديت فرصة لكل الناس تتكلم علينا بنزولك النهاردة، فاكر لما متروحش الشغل التانى كده كتمت بوق الناس!، إنت مش المفروض كنت تنزل النهاردة خالص.
حسام: معلش يا ماما، سيبينى أتصرف على راحتى، إنتى نسيتى كلامنا إمبارح؟
نظرت زينب إلى المطبخ ثم تحدثت بصوت خفيض: إمبارح كنا بنتكلم على إيمان، مش على فضايحنا قدام الناس.
حسام بإنفعال: ماما، أنا تعبت، الوضع ده إتفرض عليا، عايزانى كمان أخنق نفسي بسببه أكتر مانا مخنوق!.
ثم تركها ودخل إلى المطبخ كى يرتشف قليلآ من الماء ليبلل بها شفتاه التى جفت من الحديث مع والدته.
فوجدها تقف أمام الموقد تتابع القهوة وقد وصلت إلى درجة الغليان وهى تنظر لها بصمت.
ذهب حسام مسرعآ وأغلق الموقد، ونظر لها بإنفعال ثم أردف: إنتى كنتى بتعملى القهوة دى لمين.
أشارت له بيدها إلى الخارج بتوتر من إنفعاله: دى لماما زينب، هى قالتلى أقف قدامها وأصبها واوديهالها.
حسام بغيظ:إنتى فاشلة حتى فى عمل القهوة!!، دى إتحرقت من زمان وانتى واقفة بتتفرجى عليها.
بكت إيمان من كلمات حسام وخرجت من المطبخ مسرعة ودلفت إلى غرفة زينب.
دلف من ورائها حسام ونظر لها ثم تحدث دون أن يعير بكائها إنتباهآ: نيجى بقى للموضوع اللى قولتلك إنى هتكلم معاكى فيه قبل مانزل شغلى.
ثم جلس أمامها بهدوء، وهى على وضعها تضم قدمها لصدرها وتبكى.
حسام: البيت ده لما كنتى بتدخليه مجرد زائرة، ماكنش بيبقى عليكى أى إلتزامات تجاهه، بس دلوقتى بقيتى عايشة فيه وعليكى قوانين تتبعيها بمنتهى الصمت، والقوانين دى أنا اللي بحطها.
لم يجد منها أى رد فاستطرد قائلآ: ماما بتنام الساعة 11 او 12 بالكتير وبتصحى الساعة 7 الصبح، فى ال 8 او 7 ساعات دول تبقى نايمة برضو، ومكان نومك فوق فى الشقة، اللى ماعتقدش فيها أى وسائل للترفيه تخليكى متناميش مثلآ.
هتنزلى الساعة 7 تشوفى شغل البيت مع ماما، وتتعلمى يعنى إيه تبقى ست بيت، أنا طبعآ عارف إنك عيشتى عمرك كله معتمدة على مامتك الله يرحمها ومن بعدها إعتمدتى على أختك ندى، بس جه الوقت اللي تعتمدى فيه على نفسك.
وده طبعآ يخليكى، تعملى مقابلاتك مع أهلك كلها هنا، فى شقة ماما، فوق للنوم بس محدش يطلع ولا يشوف الشقة ولا حتى يتحكيله فيها إيه ومفيهاش إيه، أسرار بيتنا ده متطلعش برا عتبة الباب.
مفيش زيارات لصحاب نهائيآ، ولا دى صاحبتى ولا دى زميلتى، مسموح لأهلك وبس.
مفيش حاجة إسمها أخرج وأروح وآجى، ولا حتى عند أهلك، هما يجوا أهلآ وسهلآ، تروحيلهم لأ.
رفعت إيمان رأسها ونظرت له من بين عبراتها: هو أنا مسجونة؟؟
إبتسم حسام ببرود: سميها زى ماتسميها، مانتى كنتى واخدة حريتك، جبتيلهم إيه غير العار، يااااااا، ياعديمة الشرف.
خرج وتركها من خلفه تمووووت قهرآ، كانت كلماته قوية شديدة على قدرة تحملها، لم تكن تصدق أن هذا هو حسام، المعروف عنه كلماته الرقيقة، فقد تحول لوحش جبار، لا يهمه شيئآ، ولا يراعى حدود فى خروج كلماته.
كفكفت دموعها بيدها عندما سمعت زينب تناديها، ثم خرجت لها وهى تحاول أن تجمع شتات أمرها.
إيمان: نعم يا ماما زينب.
زينب: فين القهوة؟، كنتى بتتكلمى مع حسام ونسيتينى؟
إيمان نظرت للأسفل: لأ، أصل القهوة إتحرقت.
زينب: مش مهم، عايزين نغرف الأكل، طالما حسام جه يبقى نتغدى مع بعض.
إيمان: حاضر اللي تشوفيه.
زينب: طب يلا ورايا عشان تساعدينى.
ثم دلفتا إلى المطبخ وقامتا بتجهيز الطعام ووضعه داخل الصحون، ونقلته إيمان إلى مائدة الطعام.
ثم نادت زينب على حسام فأتى لها ملبيآ: نعم يا حبيبتى؟
زينب: يلا يا حبيبى الغدا جاهز.
جلس حسام على رأس المائدة وجلست والدته بجواره، وكانت إيمان تحضر أكواب لشرب المياه، وعندما أتت بهم ووضعتهم، وسحبت أحد المقاعد لتجلس.
-إستنى.
قالها حسام وهو ينظر لها بحدة، ثم إستطرد: إنتى بتعملى إيه؟
إيمان بتوتر: هقعد.
حسام: مالكيش أكل معايا فى مكان واحد، تاكلى قبلى أو بعدى، معايا لأ، أنا مش ناقص سدة نفس.
إنفجرت إيمان باكية وجرت خارج المنزل وصعدت للأعلى، تجرى نحو فراشها الأرضى ورمت بجسدها عليه وأخذت تبكى بكاء مرير.
*******
زينب: يا حسام….
حسام: هتتكلمى فى إيه؟!، كإننا متفقناش على حاجة خالص.
زينب: إتفقنا بس مش للدرجة دى أبدآ، مش لدرجة تحرجها وهى جاية تقعد على الأكل لأول مرة من يوم ماجبتها إمبارح، دى مارضيتش تفطر الصبح وقالت ماليش نفس.
حسام: متقلقيش، لو قرصها الجوع مش هتموت، هتاكل سواء هنا أو فوق، عندها تلاجة فيها أكل، هتسبينى آكل بقى ولا أقوم يا ماما؟
****************
أنهى حسام طعامه ثم صعد لإيمان، وجدها نائمة تبكى بحرقة.
حسام بصوت غليظ: أنا مش قولت متطلعيش هنا إلا وقت النوم وبس!!، من أول نص ساعة بعد ماعرفتى القوانين اللى هتمشي عليها، بتخلفيها كده؟!
إيمان من بين دموعها: مش إنت اللي قولت مش عايز تشوفنى عشان نفسك ماتتسدش؟
حسام: ده مش معناه تطلعى هنا، كنتى تدخلى الأوضة، أو تشوفى وراكى إيه فالمطبخ.
إيمان بصوت يختلط بالنحيب: هو ده اللى جبتنى بيتك وكنت مصمم على كده عشانه؟
حسام بسخرية وكلماته يخرج من بينها ضحكات متقطعة: ههههه أمال كنتى فاكرانى جبتك ليه؟!!!، عشان بحبك وعايزك زوجة مثلآ؟!!، فوقى لنفسك يا إيمان، إنتى دلوقتى بالنسبالى مجرد خدامة جبتها لأمى، وببلاش، أصللللك..
ثم صمت قليلآ، واستطرد قائلآ: أصلك رخيصة أوى.
إيمان بإنفعال شديد: حرام عليك بقى، حراااااااام، متظلمنيش بالشكل ده، أنا مش رخيصة ولا عمرى كنت كده.
حسام بصوت مرتفع وغضب كالبركان: أمال الحقيقة إيه؟؟؟؟
إيمان بإندفاع: الحقيقة إنى……..