رواية عشقت قاسيا الحلقة التاسعة عشر
مروان بوجه يختلط فيه اللون الأبيض بالأحمر من بالغ تأثره: ندى….
ثم أجهش بالبكاء قبل أن يستطيع أن يكمل حديثه.
زينب بقلق: إتكلم يا مروان، مالها ندى؟
مروان: مريضة كانسر.
دخلت ندى وهى مبتسمه وجرت على زينب: الواد ده خضك ولا إيه؟، إهدى كده ومتقلقيش أنا زى الفل والله وهبقى زى الفل بعد العلاج إن شاء الله.
زينب ببكاء: ياحبيبتى يابنتى، لا حول ولا قوة إلا بالله.
ندى: ياحبيبتى أنا كويسة والله، متخضيش نفسك بس، وبعدين إنتى عايزانى أعيط؟، خلاص بقى.
مسدت زينب على شعرها بحنان والدموع تتساقط من عينيها من هول الفاجعه التى أصابت تلك الشابه الجميله العارفه بالله.
ثم عادت إلى المنزل سريعآ فقد أصبحت لا تستطيع الجلوس أكثر من ذلك وهى بكل تلك المشاعر الحزينه، فهى لا تريد أن تزيد الأمر على ندى وعائلتها.
حسام عندما رآها بوجه حزين شعر بنبضه قلقه فى قلبه فوقف أمامها متسائلآ بخوف.
حسام: خير ياماما مالك؟
زينب بأسى: ندى يابنى طلع عندها المرض الوحش.
حسام بحزن وتأثر: لاحول ولا قوة الا بالله، والله زعلتينى أوى، ندى بنت كويسه أوى ومتستاهلش البهدله دى، بس أكيد ربنا ليه حكمه من كده، ربنا يشفيها إن شاء الله وتخرج من الإمتحان ده بألف سلامه.
زينب: ياااااارب يابنى إدعيلها ياحبيبى.
حسام: هما حالهم إزاى دلوقتى؟
زينب: حالهم وحش أوى ربنا يكون فى عونهم، قلبى إتوجع عليها.
حسام: وانا كمان والله، بس ده إبتلاء وربنا يصبرها عليه ويارب تخرج منه على خير وتتجوز وتفرح مع عريسها، أنا سامع إنه شاب محترم.
زينب بخوف: أنا خايفه يسيبها بعد اللي حصلها.
حسام: فعلا ناس كتير بتعمل كده، ربنا يستر ومايكسرش خاطرها بالشكل ده كفايه اللي هى فيه دلوقتى.
*************************
أعلم الطبيب ندى بخطة العلاج التى سيتبعونها قبل اللجوء إلى التدخل الجراحي مطمئنآ إياها أنه من الممكن جدآ عدم التدخل الجراحى نهائيآ.
فكانت ندى تستعد للذهاب إلى معهد ناصر عندما دق جرس المنزل وكان القادم هو أحمد.
ماهر: أهلآ يا أحمد، هو مش دلوقتى ميعاد شغلك؟
أحمد: أيوا ياعمو ماهر بس أنا جيت عشان أكون مع ندى فى اول يوم علاج.
أتت ندى من غرفتها متعجبه: تسيب شغلك عشان أول يوم علاج؟!، ياسيدى الرحله طويله ومليانه علاج كنت تروح النهاردة لإنك لسه كنت واخد إجازة فى نفس الأسبوع ده لما روحت أكشف.
أحمد: فداكى كل شئ ياندى، أهم حاجه عندى تبقى بخير واشوفك كويسه واكون جنبك بطمنك، ولا أنا مابفرقش فى طمأنتك؟
نظرت ندى له ثم نظرت لوالدها ماهر بخجل، فقد أرادت أن تقول الكثير لأحمد الذي أثبت لها رجولة وشهامه وتحمل مسئولية لا مثيل لهم، مما جعلها تطمئن بشكل أكثر مما كانت تشعر به وهى سليمه، ولكن وجود والدها منعها من التحدث خجلآ.
ماهر مبتسمآ لإنه قد علم بما دار داخل إبنته الغاليه، ولكنه أردف قائلآ: لأ يلا عشان منتأخرش ونبقى نحكى ونعبر لما نرجع إن شاء الله.
ندى بخوف: ياترى هقدر أتكلم أو أعيش زى الأول بعد مارجع من الجلسه دى؟
ماهر بأسى: سيبيها على الله يابنتى، وإن شاء الله الجلسه دى وكل الي بعدها يعدوا على خير وربنا يشفيكى إن شاء الله.
أحمد: متقلقيش ياندى هتخلصي الجلسات دى بسرعه وهتخفى ومش هسيبك فى أى خطوة تمرى بيها أبدآ حتى لو ده كلفنى إنى أسيب شغلى وأتفرغلك.
ماهر: إزاى يابنى شغلك مهم فى حياتك.
أحمد: مش أهم من ندى فى حياتى.
ندى مبتسمه: والله كل ماسمع كلامك ده بلاقى الإبتلاء صغر فى عينى أكتر وأكتر.
كانوا سيهموا بالخروج من المنزل ولكن ندى تذكرت أختها إيمان فاستأذنتهم ودخلت لها الغرفه مسرعه.
فوجدت إيمان تجلس والأحزان بادية على محياها بوضوح لا تخطئه العين، فإيمان فى أشد إبتلائتها لم تكد تصل لتلك المرحله التى وصلتها ما أن علمت بمرض أختها اللعين التى أصبحت تخشى فراقها، وتتخوف من إبتعادها عن عينيها، فقد ذكرت أنها تعتبرها والدتها منذ وفاة والدتهما ومن قبل ذلك أيضآ، فكيف لها أن تفقد كل من إعتبرتها فى هذه المنزله، الأولى والدتها الحقيقيه والثانيه زينب والدة حسام وهاهى ندى الأم الصغيرة لها قد تذهب وتتركها فى جحيم هذا العالم القاسي فى أى لحظه، كانت تنحايل إيمان على الدموع كى تنزل تاركه مجال الراحه لعينيها من كثرة هذه الدموع، ولكن الدموع تأبى النزول، والحزن يأبى ترك القلب، فكان مرض ندى، ذاك هو القاضية التى دمرت إيمان نهائيآ فقد جعلها شبحآ لا يعرف للحياة معنى ولا يريد البقاء والإستمرار فى عالم يرفض أن يتركها تعيش هانئة البال.
ندى: هتفضلى على كأبتك دى لحد إمتى؟، إنتى شوفتينى مت يا إيمان؟!
إيمان: بعد الشر عليكى، يلا عشان منتأخرش.
ندى: متهربيش من كلامى، وبعدين لو هقدر أخرجك من اللي إنتى فيه ده مش هيهمنى خالص نتأخر.
إيمان: يبقى بلاش نتأخر ياندى ياحبيبتى، منضمنش كمان ظروف الطريق، يلا ولما نرجع نحكى فى كل اللي إننى عايزاه.
ندى بأسى: برغم إنى متوقعه إنى هرجع مش قادرة أحكى حاجه إلا إنى هسمع الكلام، بس برضو لينا قعده مع بعض.
إيمان: إن شاء الله ياحبيبتى، ربنا مايفطع قعدتنا مع بعض أيدآ.
ثم إصطحبت ندى للخروج من الغرفه لكى يذهبوا إلى المعهد الذي ستبدأ به ندى تلقى العلاج.
وبعد وصولهم إبتعد عنهم مروان قليلآ ليرد على مهاتفة هاجر.
مروان: أيوا ياهاجر؟
هاجر: ها طمنى يامروان، عملتوا إيه؟
مروان: ولا حاجه أهى لسه داخله، واحنا واقفين مش فاهمين هيحصل إيه بس مستنيين نفهم أهو.
هاجر: طب ياريت تبقى ترد عليا لما أتصل فى أى وقت، إنت عارف إن بابا ميعرفش إنى معايا موبايل أو إنى بكلمك حتى ولولا ماما كان زمانى مكلمتكش من يوم ماسيبتك فى المطار، متخلنيش بقى أتصل وأقفل عالفاضى كل شويه.
مروان بضيق: خلاص خلاص ياهاجر، مش وقته خاالص على فكرة، أنا ظروفى هنا مايعلم بيها إلا ربنا وانتى بتتكلمى فى كلام تافه، مع انى كمان كنت قايلك إنى رايح شغلى هستأذن منهم إنى آخد أجازة النهاردة ولما إتصلتى كنت واقف قدام المدير، مكنتش بلعب يعنى.
هاجر: وبعد ماخرجت كان ممكن تكلمنى وتطمنى على ندى وعليك بدل مخى ماكان هيضرب.
مروان: بعد ماخرجت ماكنتش فايق ياهاجر، وكنت عايز أوصلهم بأى شكل من غير مايحسوا بغيابى، ممكن كفايه بقى وتسبينى أروح أقف معاهم لحد مانفهم هيحصل إيه مع ندى؟
هاجر: ماشي بس متنساش إنى قاعده هنا قلقانه، غياريت تطمنى كل شوية.
مروان بإنفعال: ربنا يهديكى ياهاجر، إنتى على طول قلقانه وشكاكه.
.
ثم أغلب الهاتف وعاد إلى الوقوف بجانبهم، فرأى حالة إيمان التى أصبحت تلازمها منذ معرفتهم بالخبر، فوجد نفسه يقترب منها وقلبه يحثه على ذلك فليس لهم فى النهاية سوى بعضهم، وهذا ماشعر به خصوصآ بعد إكتشافهم مرض ندى.
مروان: هونى على نفسك يا إيمان.
نظرت له إيمان من خلف غيمات من الدموع ترفض أن تتساقط فتظلل عينيها بلمعات قوية.
ثم لم تجد إيمان مأوى لها سوى بين ذراعي أخيها، وفى هذه الأثناء سمعت صوتآ رجوليآ لا تخطئه، فترك حضنها مروان ليرحب بالقادم..
حسام: عاملين إيه ياجماعه وندى عامله إيه؟
ماهر متفاجئآ: إيه اللي جابك ياحسام وخلاك تسيب شغلك إنت كمان؟!
حسام: أنا روحت الشغل وإستأذنت ساعتين وهبقى أرجع تانى، بس قولت أتطمن عليكم وإنكم مش محتاجين لحاجه، ربنا معاكم فى الوضع الصعب ده.
أحمد: تشكر يا حسام، وربنا يصلحلك الأحوال إن شاء الله.
قالها أحمد وهو ينظر بتجاه إيمان، مما لفت إنتباه حسام لها، فتوجه ناحيتها حيث كانت تتخذ لنفسها زاويه منعزله تقف بها بمجرد رؤيتها له.
حسام: عامله إيه يا إيمان؟
إيمان: أنا كويسه.
حسام: مش باين عليكى كده.
تطلعت فى وجهه بصمت، فقد أصبحت لا تشعر مذاقآ للكلمات ولا تجد مايعبر عما بداخلها، فقد بلغ مايحتويه قلبها حدود كل وصف.
حسام: كنت هقولك حاجه تفرحك.
إيمان بإنكسار: مبقاش فيه حاجه ممكن تفرحنى، عارفه إن كلامى ده ممكن أندم عليه، بس قلبى مش مطاوعنى أفكر فى الفرحه وأختى كده، بتحاول تمثل علينا السعادة وانها مش فارق معاها حاجه، ندى بتفكر فينا إحنا حتى فى عز اللي هى فيه ده، مش هعرف أبقى أنانيه وأبص لنفسي فى وقت ماهى بتعمل كده.
حسام: أنا عارف ندى كويس، ومش متعجب من تصرفاتها اللي بتحكى عنها دى، بس اللي حسيته إن ربنا رزقها بواحد شبهها، وإلا ماكانش زمانه هنا بعد اللي عرفه.
قالها وهو ينظر بتجاه أحمد الذي كان يقف متوترآ بجانب الغرفة التى دخلتها ندى.
إيمان: فعلآ، الحمدلله.
حسام: طيب ممكن متقلقيش من ناحية إنك مش هتقدرى تسيبي أختك لإن محدش هيخليكى تعملى كده.
نظرت له إيمان بعدم فهم.
حسام: بتبصيلى كده ليه؟، أقصد إنى مش هطلب منك ترجعى بيتك إلا لما تتطمنى خالص على ندى وتقررى ترجعى من نفسك، محدش هيضغط عليكى.
كادت إيمان أن تبتسم ولكنها تذكرت ألام جسد أختها الوحيدة الآن وما تمر به من عذاب كلما تدفق الكيماوى إلى جسدها الضعيف، فتقلصت ملامح وجهها بالأحزان مرة أخرى، وترجلت إلى أقرب مقعد فجلست عليه واضعه رأسها بين يديها ثم أجهشت ببكاء مرير.
جلس حسام إلى جوارها ونظر لها: أنا جيت أقولك الكلام ده هنا بالذات مع إنه مش وقته عشان أفرحك مش عشان أخليكى تعيطى زيادة.
نظرت له من خلف دموعها قائلة: يعنى كلامك ده عشان تفرحنى أنا وبابا واخواتى بس.
إبتسم من طفولتها فى الحديث ورغبتها فى أن تتأكد من حبه لها، فاردف قائلآ: لاياستى مش عشان أفرحكم بس، إنتى ناسيه كلامك معايا يوم خطوبة مروان؟، أهو كلامك ده أثر فيا ومن يومها وانا بفكر فيه، فجاى أقولك كده عشان أفرح أنا، إنتى مش عايزة تبقى أنانية بس أنانى عادى.
إيمان: هضحك لما أتطمن على ندى.
حسام: ياسلام!!، طب وتضحكى ليه؟
إيمان: عشان كلامك يضحك، بس ندى تعبانه.
حسام: ربنا يشفيها بإذن الله.
إيمان: يارب.
وما أن أنهت إيمان كلمتها حتى خرجت إحدى الممرضات من الغرفة التى تتلقى بها ندى العلاج.
أحمد: ممكن أدخل للأنسه ندى؟
الممرضة: معلش مش هينفع قبل مالدكتور يخلص معاها.
أحمد: هقف بعيد مش هتحسوا بوجودى.
الممرضه: معلش ده النظام.
ثم تركتهم إلى حيث وجهتها.
نظر حسام إلى إيمان قائلآ: ماشاء الله، أنا فرحان لندى أوى، واضح إن أحمد إبن حلال ويستحق واحده زى ندى فعلآ.
إيمان بإبتسامه: الحمدلله، ندى تستاهل كل خير والله.
***************
توجه خادم تامر إلى قسم الشرطه وهو تتملكه العزيمه على قول الحقيقه، التى غابت عن العدالة فظلموا من يستحق النصر، ونصروا من يستحق الأعدام.
ثم وقف أمام الضابط وأدلى بأقواله.
الضابط: وأنا إيه اللي يخلينى آخد بكلامك؟!، ممكن جدآ تكون مأجور من طرف البنت اللي بتدعى إغتصابها.
الخادم: من حقك يا باشا تشك فى كده، بس أنا معايا دليل هيثبت كل كلمه بقولها.
******************
أنهت ندى أولى جلساتها ثم توجهوا بها إلى المنزل وهى مرهقه ضعيفه لا تقوى على الحراك.
ندى بوهن: تعبتكم كلكم، بس إعملوا حسابكم إن مش كل جلسه هتسيبوا اللي وراكم كده.
أحمد: مش وقت الكلام ده خالص، شدى حيلك بس وده أهم من أى شئ تانى.
إيمان: على فكرة حسام جه بس مشي بعد ساعه تقريبآ، كان جاى يتطمن عليكى.
مروان بمزاح: أه مانتو قضيتوا الساعه دى فالرغى وكإن محدش موجود.
إيمان: أصل كان بيتكلم فى موضوع كده.
ماهر: موضوع إيه يا إيمان؟
قررت إيمان أن تراعى حالة أختها ولا تخبر أحدآ بما قاله لها حسام.
إيمان: بعدين يا بابا، مش وقته خالص.
حضرت فكرة فى ذهن أحمد وأراد أن ينفذها.
أحمد: أنا هنزل نص ساعه وراجع تانى.
إيمان: خليك ياأحمد والله ماقصد عشان إنت موجود، أنا أقصد عشان الظروف اللي بنمر بيها دلوقتى مش هينفع أقول وأنا قولت كده لحسام.
أحمد: والله فاهمك يا إيمان، بس أنا جاتلى فكرة ونازل أعملها وراجع مش عشان اللي قولتيه خالص.
إيمان: طب الحمدلله، إنت إبن حلال والله.
أحمد: الله يكرمك ويهدى سرك يا إيمان، بعد إذنكم.
ثم غادر أحمد وبعد دقائق عاد وهو يحمل مجموعه من الأكياس.
ماهر متفاجئآ: إيه ده كله يابنى!!.
أحمد مبتسمآ: ده بقى أكل يخلى البرنسس ندى تاكل وتصحصح وتنسى التعب.
مروان: ليه التكلفة دى يا أحمد، ماحنا كنا هناكل دلوقتى من إيد إيمان، صحيح كنا هنعمل غسيل معدة كلنا بس أهو مقدمناش غيره لحد ماندى تقوم بالسلامه.
إيمان: بقى كده!، طب تصدق إن كله هياكل بعد كده إلا إنت.
مروان: ريحتينى من غسيل المعده.
ندى مبتسمه: كفايه رخامه، بس بصراحه أنا فرحانه إنكم رجعتوا تغلسوا على بعض تانى.
أحمد وهو يفتح الأكياس: مفيش وقت للكلام، يلا قبل مالأكل يبرد.
ندى: أنا ماليش نفس.
أحمد مازحآ: بذمتك هتقدرى تقاومى الريحه دى؟!
ندى مبتسمه: بصراحه لأ.
ماهر: هههههه، طب برافو عليك إنك فكرت فى كده يا أحمد، لإن الأستاذة ندى كانت هتغلبنا فى الأكل النهاردة.
ثم جلسوا جميعآ حول الطعام يأكلون بنهم، شاكرين لأحمد حسن تصرفاته وحبه لندى.
********************
فلاش باك:-
عاد الخادم إلى الفيلا ليأخذ مفاتيحه التى نساها قبل أن يغادر، وبمجرد إقترابه من السلم الداخلي للفيلا، سمع صوت صراخ يأتى من الطابق العلوى، فاقترب أكثر حتى يتضح له مايسمع، وتذكر تامر حين أخبره أنه سيسافر ولذلك يريد إخلاء الفيلا من الخدم، فأدرك حقيقة الأمر وهى أنه يريد أن يحضر إحدى الفتيات إلى المنزل، ولكن الخادم أراد أن يتأكد مما يفكر فيه، لإنه خاف أن يكون قد ظلمه وهناك أشخاص ما يحاولون سرقة الفيلا، ولذلك صعد ووقف أمام باب الغرفة، فسمع كل شئ بوضوح وعلم أن تامر يغتصب فتاة، فجرى مسرعآ إلى خارج الفيلا خائفآ من تورطه فى أمر كهذا.
الضابط: فين الدليل القوى فى اللى حكيته ده؟، يعتبر بتعيد الحكايه تانى، إنت شكلك جاى تلف وتدور عليا.
الخادم: لا ياباشا مش بلف وادور وانا معايا دليل بجد، ماهو أنا بعد مامشيت إفتكرت إنه مركب كاميرات وهيقدر يعرف منها إنى جيت بعد البت اللى إغتصبها ومشيت قبلها.
فرجعت تانى وانا ركبى بتخبط فى بعض، وخدت الفيديو ومسحته من كاميراته وهربت تانى.
الضابط: فين الفيديو ده؟
مد الخادم يده بفلاشه تحتوى على الفيديو الذى تظهر فيه شيرين وهى تدخل الفيلا ومن بعدها دخول الخادم، ثم خروجه مسرعآ ثم عودته مرة أخرى.
الضابط: بس فى ملف القضية إن الضباط لما راحوا لقوا الكاميرا الامامية للفيلا محروقه مش بس الفيديو ممسوح.
الخادم: انا فالاول مسحت الفيديوهات اللى انا بظهر فيها وبعد كده لاقيت إنى وانا خارج الكاميرا هتصورنى تانى، فكسرتها.
الضابط: طب إزاى تامر مستغربش ولا قلق من حاجه زى دى؟
الخادم: والله ماعرف ياباشا، بس أكيد فرح إن ده حصل عشان خدمه جامد فى إنكار التهمه.
الضابط: ولا كان هينفعه حرق الكاميرا لو مش معاه حد يسانده، المفروض ان الطب الشرعى أثبت إن هو المغتصب ومع ذلك طلع ورجع بيته عادى، عمومآ أنا هبدأ فى تحرياتى من جديد ومش هرحمه والحق هيرجع لأصحابه.
******************