روايات

رواية عقاب مؤجل الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية عقاب مؤجل الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية عقاب مؤجل الجزء الأول

رواية عقاب مؤجل البارت الأول

رواية عقاب مؤجل الحلقة الأولى

ابتسمي شوية الي يشوفك يقول مش فرحانة لأختك!
ابتسمت بسماجة وهي تقول:
-أنا فعلاً هطق .. مين قالك إني فرحانة لها! افرح ازاي واختيارها البني آدم ده.
نهرتها والدتها وهي تقول:
-وأنتِ مالك؟ هو اختيارك أنتِ! بعدين أنتِ الوحيدة الي شيفاه مش كويس! ده محاسب قد الدنيا وجارنا من سنين والناس كلها تشهد بأخلاقه وجدعنته.
-يا ماما تعالي اختاري معانا, وأنتِ يا ريهام واقفين بعيد ليه!
رددتها ” رغد ” وهي تنتقي خاتم خطبتها, اقتربت ” ريهام ” مرغمة بخطوات بطيئة وملامح واجمة لم تتغير حتى أصبحت على مقربة منهم وحين تسألها شقيقتها عن رأيها تكتفِ بابتسامة هادئة وأنه رائع! .. حولت بصرها بضيق ليقع عليهِ صدفًة فوجدته ينظر لها بابتسامته التي سحرتها يومًا.. لن تنكر أنه جذاب ووسيم ولم يتخلى عن صفتيهِ هاتان رغم مرور ثلاث سنوات منذُ آخر مرة رأته بها.. ولكن ماذا يفعل جمال المظهر في سوء الطباع! فرغيف الخبز لن يؤكل إن كان بداخله عفن حتى وإن كان شهيًا من الخارج.. انتبهت لابتسامته السمجة لها فزجرته بنظراتها قبل أن تشيح بوجهها عنه.
-مبروك عليكِ يا رغد.
رددتها ” ريهام ” باقتضاب بعد أن خرجوا من محل الصائغ, لتستمع لتعليقه وهو يقول بابتسامة تبدو لها سخيفة:
-مفيش مبروك ليا يا ريري ولا ايه؟
تصلبت معالمها وهي تجيبه:
-مبروك, بس أنا اسمي ريهام مش ريري ومش مسموحلك تناديني غير بريهام.
اقتضب جبين ” رغد ” بض’يق طفيف وهي لا تفهم موقف شقيقتها العدا*ئي تجاه خطيبها وقالت:
-ايه يا ريهام أنتِ بقيتِ زي اخته الصغيرة وهو من العيلة يعني مفيهاش حاجة لو قالك ريري!
-لا معلش مبحبش حد يقولهالي غيرك أنتِ وماما.
قالتها بض’ يق منهية الحديث, لتستمع له يقول بكياسة:
-خلاص يا ريهام زي ماتحبي.
-عاصم هنمشي احنا يا بني وأنتَ خد خطيبتك وشوفوا هتشتروا الفستان منين.
قالتها ” بشرى ” والدتها لتستمع ل ” عاصم” يقول:
-لا يا طنط هنحتاج ريهام معانا أنا مليش في حوار الفساتين ده.
-مش هقدر الف عاوزه انام..
قالتها ” ريهام ” بحزم, لتسمع صوت ” رغد ” الحز’ين وهو يقول:
-يعني مش هتيجي معايا أنقي فستان شبكتي! معقول هتسبيني لوحدي في يوم زي ده!
نظرت ” لعاصم ” لتجد نظراته الماكرة تزين عيناه, فضغطت على أسنانها بعن’ ف وقالت مرغمة كي لا تحزن شقيقتها:
-هاجي خلاص مقدرش اسيبك .
وابتسامته الواسعة أفشت عن فوزه الخفي .
——————————
مرت بين صف الفساتين تختار فستان أخر لشقيقتها التي دلفت للداخل لتقيس أحد الفساتين, شعرت بأنفاس خلفها لتلتفت بفضول لكنها شهقت بفز’ع متراجعة للخلف وهي تراه بهذا القرب منها.
-اهدي, كل دي خضة!
اشتعلت عيناها غض’ بًا تنهره بصوت منخفض:
-أنتَ بتعمل ايه ورايا! بطل ***** دي بقى.
رفع حاجبيهِ بدهشة مصطنعة وهو يسألها:
-أنا *** ! الله يسامحك, أنا كنت بتفرج على الفساتين بصي ده.
قالها وهو يسحب فستان أزرق اللون يعرضه أمامها وقال بابتسامة رائقة:
-بصي ده هيجنن عليكِ طول عمرك بتليقي في الأزرق.
أغمضت عيناها بقوة تضغط عليهما لتهدأ ذاتها كي لا تفتح فمها ليلقي قذائف من السب لهذا الل’عين الذي يضغط على أعصابها.
طالعها بشغف وهو يراها تحاول كظم غي’ ظها فهو يفضل رؤيتها أثناء غض’بها بشكل لا يصدق تبدو أكثر جاذبية لتثير مشاعره أكثر!
-ها حلو؟
أفاقت على صوت شقيقتها لتفتح عيناها وتبتسم لها بهدوء:
-يجنن … شوفي عاصم اختارلك ده جربيه.
قالتها وهي تسحب منه الفستان الذي بيده وهي تحدجه بنظرات عابثة رافعة إحدى حاجبيها بتحدي, ليجد شفتيهِ تفتر عن ابتسامة هادئة وهو يتابع ما تفعله.
أخذته منها ” رغد ” ودلفت لتجربه, في حين التفت ريهام له وقالت:
-اهتم بخطيبتك افيد.
اقترب بخطواته حتى أصبح أمامها تمامًا وقال بمغزى:
-طب وحبيبتي؟
رفعت جانب شفتيها بقر’ف وهي ترد:
-حبك برص يكون نتن يا أخي.
انهت حديثها وتحركت مبتعدة غير عابئة بضحكاته السخيفة…
—————————–
-هتاكلوا ايه؟
رددها بتساؤل وهو ينظر لهما بعد أن نظر في قائمة الطعام, لتجيبه ” رغد ” أولاً:
-مش عارفه يا حبيبي محتارة, بس ممكن أخد واحد برجر تشيكن كرسبي سبايسي.
التفت ل” ريهام ” تسألها:
-وأنتِ يا ريهام؟
-أي حاجة.
رددتها بنز’ق فهي بالأساس لم تشاء القدوم معهما وأردت العودة للمنزل لكنه أصر أن يتناولون الطعام بعد شراء الفستان.
-خلاص يا رغد أنا هطلبلها.
أشار للنادل وأملاه طلبه وطلب ” رغد ” ثم قال وهو ينظر ل”ريهام”:
-وواحد باستا بالوايت صوص ومتقطع عليها فراخ بس تكون مشوية على الجريل.
-حاجة تاني يا فندم؟
-لا شكرًا.
ذهب النادل ونظر لهما ليجد أنظارهما مسلطة عليهِ … رغد تنظر له بأعين متسعة بدى عليها الصدمة, وريهام تطالعه بنظرات لو كانت تحر’ق لحر’ قته.
-بتبصولي كده ليه؟
ابتلعت رغد ريقها بصعوبة وهي تسأله بصدمه:
-أنتَ عرفت منين إن دي أكلة ريهام المفضلة!
خفى ابتسامة عابثة كادت ترتسم فوق محياه وردد باستغراب مصطنع:
-بجد! أكلتها المفضلة! لا أنا قولتها By lucky معرفش إنها أكلتها المفضلة, بس متأكد إنها هتعجبها لأني بحب الأكلة دي جدًا.
و “رغد” اقتنعت ولكن حين نظر ل “ريهام ” وجد نظراتها لم تهدأ ليغمز لها بعينيهِ اليسرى في الخفاء وشفتاه تهمس دون صوت” لسه فاكر ” .. حول نظره ل” رغد ” حين رفعت رأسها تحدثه فاندمج بالحديث معها…
أما عن ” ريهام ” فأخرجت هاتفها تعبث بهِ كي لا تضطر لمشاركتهم الحديث .
———————
-يا ريهام , يا ريري قومي بقى في مفاجأة.
رددتها ” رغد ” بحماس وهي تجلس فوق الفراش جوار شقيقتها لتنظر لها ” ريهام ” بنصف أعين:
-بتصحيني ليه أنا مشبعتش نوم.
-قومي بس شوفي معايا ايه.
جلست فوق الفراش بضيق وهي تهتف:
-اهو ياستي خير!
رفعت أمامها حقيبة منمقة وهي تقول:
-هدية..هتعجبك اكيد.
ابتسمت لها ” ريهام ” باتساع لتلتقط الحقيبة وتخرج منها فستان من اللون الوردي الهادئ بتصميم رائع غير مُجسد , احتضنت شقيقتها بشدة:
-تحفة تحفة , بحبك اوي يا رورو .. زوقك يجنن.
ابتسمت لها ” رغد ” بعدما ابتعدت عنها وقالت:
-بس ده مش زوقي.
هدرت دقات قلبها وقد اختفت بسمتها وهي تخشى القادم:
-اومال زوق مين؟!
اجابتها الأخرى بابتسامة واسعة:
-عاصم.. عشان رفضتي تشتري امبارح بعت ده النهاردة وأصر عليَّ اديهولك وقالي مقولكيش ان منه.. بس أنا مش فاهمه ليه ممكن ترفضي لو عرفتي ان منه! .. عاصم بيحبك ياريهام ومعتبرك اخته بجد بلاش الحزازية الي أنتِ عملاها دي..
ولم تستمع لباقي حديث شقيقتها وفقط تتذكر حديث الذي قاله ذات مرة “في ألوان كتير عليكِ بتخطفني.. الأزرق بيخلي عنيكِ الزرقا دي تلمع أكتر.. والأخضر بيخليكِ زي حورية من الجنة.. والوردي بيديكِ براءة طبيعية زي الأطفال.. أما بقى الأحمر بيخليكِ.. مثيرة…وده ليَّ أنا بس”. تتذكر حديثه بكل كلماته حتى غمزته مع جملته الأخيرة!!…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عقاب مؤجل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى