روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء السادس والثلاثون

رواية عشقت خيانتها البارت السادس والثلاثون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة السادسة والثلاثون

⚜️ شقه جديده …. ⚜️
دار عنتر …
وضعت “صباح” أخت “عنتر” جلبابين مطويين إلى جوار سحر ثم أردفت بإبتسامه صافيه …
_ أمى قالتلى إنك مش معاكى خلچات … چبت لك چلابيتين چداد واصل …
بإمتنان شديد ألقت “سحر” نظرة سريعه على تلك الملابس المطويه فعلى كل الأحوال هى بالطبع أفضل من هذا الجلباب القصير الذى ترتديه …
ثم عقبت بخجل شديد لم تدرى بعد من أين إكتسبته فهى تكتشف بنفسها صفات جديدة لم تدركها بنفسها من قبل إلا بهذا البيت …
_ مكنش ليه لزوم خالص … أنا حجيب هدومى النهارده … تعبتكم معايا أوى …
وصلت الحاجه “فهيمه” بتلك اللحظه وقد إستمعت لتعقيب “سحر” الأخير …
_ وده يصُح برضك … ده أنتى ضيفتنا … وربنا العالم دخلتى قلوبنا مرة واحدة إكدة …
أكدت “صباح” مقوله والدتها قائله …
_ والله صدقتى يامه … فيكى حاچه ما شاء الله تدخل القلب طوالى …
لم تجاملهم “سحر” بل تلفظت بما تشعر به حقيقه وهى تعقب على حديثهم ….
_ أنا والله إللى مبسوطه جداً ومرتاحه جداً وأنا معاكم هنا ….
صمتت “سحر” لوهله تراجع نفسها كثيراً قبل سؤالها عن “عنتر” فهى لم تره منذ الصباح ثم تراجعت خجلاً من ذلك متعجبه للغايه من نفسها وتفكيرها الغير منطقى وغير المعتاد مطلقاً بالنسبه إليها …
شعرت بسعاده تدق قلبها على حين غرة وهى تستمع لطلب الحاجه “فهيمه” …
_ تعالى معايا يا “صباح” نخلص وكل العشا … وأنتى يا بنيتى لو مفيهاش أذيه تاخدى الشاى لـ”عنتر” السطح …
تهللت تقاسيمها بسعاده وهى تلبى طلبها بحماس مردفه …
_ تمام … مفيش مشكله … هو فوق على السطح …؟!؟
_ إيوة يا بنيتى … چنب بنانى الحمام …
تغيرت ملامحها لأخرى مذهوله متحليه ببعض البلاهه بدون فهم لتتسائل بتعجب …
_ فين …؟؟! …. واقف فين …؟!!
إبتسمت “صباح” وهى تعيد شرح ما قالته والدتها للتو …
_ بنانى الحماااام … چمع بِنِيّهْ … يعنى بيوت الحمام إللى فوق السطح …
أدركت “سحر” ما تقصده الحاجه “فهيمه” بعد إيضاح صباح لذلك لتردف بتفهم …
_ اااااه …. برج الحمام …. اه عرفته تمام … أصلى أول مرة أعرف كلمه بنانى الحمام دى …
_ لا دى كلمه عاديه قوى … إنتى بس إللى مش واخده عليها …
_ ممكن صح …
ثم أسرعت بتلهف تحمل الصينيه التى وضع عليها كوب الشاى الساخن لتردف وهى تتخذ خطوات متعجله تجاه السلم الضيق …
_ أطلع له الشاى بقى أحسن يبرد …
غابت عن نظرهن على الفور ليدلفا إلى داخل المطبخ لإستكمال أعمالهم …
__________________________________
البيت الكبير …
وضع “عمر” آخر حقيبه لهم بمؤخرة سيارته قبل أن يجلس بمقعده وهى يلقى بنظرة على “مؤمن” الغارق بالنوم بالأريكه الخلفيه ثم إتجه ببصره تجاه زمردته الغاليه “نسمه” ….
قبض كفها بين راحته يمدها من قوته لتتسع إبتسامتها ببدايه جديدة ربما تحمل لهم الخير …
ثم همس “عمر” بنبرة محبه حنونه …
_ جاهزة حبيبى ….؟!!
_ أها … جاهزة … بإذن الله جاهزة …
أومأ لها بإبتسامه لينطلقا بطريق عودتهم إلى القاهرة ، تلك الرحله التى يأملان بها أن تكون هى العتبه الجديده ببناء حياتهم وإستقرارها بعد مشقه وحزن مضى بعد فراق جدهما …
تركا حقيبه “سحر” مع حارس البيت قبل إنطلاقهم بطريقهم …
____________________________________
شركه نورهان ….
دلف “وائل” يتلفت بتفحص لتلك الشركه بإهتمام شديد وهو يقلب عيناه بين أرجائها فى إنتظار السماح له بمقابله زميلته “نورهان” ….
خرج السكرتير الخاص بها من تلك الغرفه الفخمه المؤثثه بعنايه فائقه وهو يشير له بالدخول لمقابلتها …
_ إتفضل يا أستاذ “وائل” … الأستاذة “نور” مستنيه حضرتك …
_ شكراً …
دلف إلى داخل غرفه مكتبها ليجدها جالسه خلف مكتب زجاجى أنيق رائع زاد من بريق عيناه المنبهر …
وقفت “نورهان” بهدوء زادها رقه لتتقدم نحوه تمد ذراعها نحوه لمصافحته بأطراف أصابعها بدلال …
_ هاى “وائل” … مبسوطه أوى إنك جيت …
تنفس “وائل” بقوة وهو يصافحها مردفاً بضحكه بلهاء ونظرات معجبه للغايه …
_ وهو أنا أقدر مجيش …
نظرت له بفتور ثم أشارت له على المقعد المقابل للمكتب كإنما تبعث رساله خفيه بمعنى إلزم حدك فهى فى النهايه صاحبه شركه وهو مجرد محاسب بأحد المكاتب …
_ إتفضل أقعد …
إبتلع ريقه وهو يرفع من حاجبيه ويخفضهما بتفهم فقد توقع أن يجلسان بأريحيه فوق تلك الأريكه الجانبيه كأصدقاء مقربين ربما …
إستطردت “نورهان” حديثها بسؤال …
_ ها … بدأت فى إللى قلت لك عليه …؟؟؟
_ الحقيقه لسه … أنا … كنت جاى عشان أكمل المعلومات والبيانات إللى عندى …
_ أوك …. إللى إنت حتحتاجه حيجيلك بيه بيان طبعاً …
_ تمام … كنت عايز تقارير الضرايب بتاعه الشركه وكمان ا……
قطع حديثه رنين هاتفه ليرفع إصبعه مستأذناً “نورهان” بالرد أولاً ….
تابعت “نورهان” تلك المكالمه حتى بدأت تنصت بإهتمام بالغ بعد معرفتها بهويه صاحب المكالمه …
_ أيوة يا “عمر” … حتوصل إمتى … أه تمام … أه عارفُه … خلاص … أجيلك بالليل … توصل بالسلامه يا حبيبى … فى رعايه الله … سلم على “مؤمن” و “نسمه” لحد ما أشوفك بقى … سلام …
أنهى المكالمه واضعاً الهاتف بجانبه حين تسائلت “نورهان” بفضول شديد وإهتمام فائق بخلاف طريقتها الفاتره قبل المكالمه …
_ ده “عمر سليمان” صح …؟؟!
_ اه هو …
أكملت “نورهان” بنفس الإهتمام …
_ هو راجع القاهره ولا إيه … مش إنت بتقول عايش فى الصعيد ….!!!
إعتدل “وائل” بأريحية وهو يجد مجالاً للحديث الودود مع تلك الأنثى الجذابه …
_ أه ده راجع يستقر هنا … يعنى … حصل شويه مشاكل عائليه هناك وفكر ييجى يستقر هنا أحسن …
برقت عيناها بوهج وهى تردف بسعاده …
_ مشاكل عائليه … !!!! … إيه ده هو طلق مراته …؟!!
ضيق “وائل” حاجبيه بإستراب وهى يردف نافياً بغموض …
_ لالالالا … مش قصدى كدة خالص …
مطت “نورهان” شفتيها لتعيد هدوء نفسها بإنضباط فعليها حثه على الحديث بدون إثارة شكوكه مطلقاً وعليها إستدراجه ليخبرها بكل التفاصيل ….
نهضت من مقعدها الوثير لتهتف بتغنج أثار لعاب “وائل” بشدة فهو لم يستطع مقاومه إغراء فتاه كـ”نورهان” …
_ ما تيجى نقعد هنا أريح … تعالى يا “وائل” ….
نهض “وائل” بدون تفكير يتبع “نورهان” التى جلست واضعه ساقها فوق الأخرى بتغنج ليجلس إلى جوارها بإعجاب بالغ حين إستطردت “نورهان” حديثها ..
_ عارف … أنا وحشتنى جداً أيام الدراسه … عشان كدة ببقى عايزة أعرف كل التفاصيل عن الزملاء بصراحه …
_ اه .. اه طبعاً …
_ قولى بقى … ماله “عمر” …؟!!
_ طب … ااا … نخلص الشغل وبعدين نحكى …
أطلقت “نورهان” ضحكه رقيعه أدركت بها وقوع هذا المغفل بحبالها بسهوله فيبدو أنه ساذج للغايه …
دفعت بالأوراق فوق الطاوله وهى تردف بعذوبه أطاحت برزانته المتبقيه …
_ وهو الشغل حيروح فين … إحنا أصحاب يا “لوئه” مش كدة … الشغل كدة كدة حيخلص … خلينا ندردش سوا شويه ونطلع من موود الشغل الكئيب ده …
_ وماله …
أقاما جلسه مطوله يتحدثان ويتسامران ويتضاحكان كانت “نورهان” فائزة لا محاله بتلك الجلسه بينما لم يكن “وائل”منتبهاً سوى لشئ واحد فقط ، كيف يستميل تلك الرائعه إليه فقط …
___________________________________
دار عنتر ….
لقد تفهمت الآن لم يقف بهذا الموضع فقط إستطاعت رؤيه تلك المساحات الخضراء الشاسعة من حولهم ، كم من منظر بهيج مريح للنفس للغايه …
تلك الطيور الناعمه تطير بالسماء ثم تعود أدراجها لبيوتها مرة أخرى بسكينه وصفاء ..
هى خلقت لتلك الحريه والتحليق ، ثم تعود لبيتها الذى تشعر به بالدفء والأمان …
تمنت للحظه أن تكون مثل تلك الطيور لتشعر بتلك الراحه …
تقدمت نحو “عنتر” الذى لم ينتبه بالبدايه لوجودها ثم سمع وقع تلك الخطوات الخفيفه ليلتف برأسه بإتجاهها …
بلحظه تيقن أدرك أن تلك “المتمرده” سرقه قلبه فلم تكن رؤيته لها كرؤيته لبقيه الفتيات مطلقاً ، لقد شعر بخفقات قلبه تضرب بقوة لمجرد رؤيتها فقط …
هى “سحر” وبالفعل سحرته منذ وهله لقائهم الأولى ، إبتسم بخفه لوجودها فربما كان لخطأ قام به سبباً بما لم يكن يتخيله بأحلامه حتى …
قدمت له “سحر” كوب الشاى بإضطراب جعلها تحجم عن الحديث تماماً فلم تشعر بالتخبط لرؤيته دون حتى حديث بينهم …
أمسك “عنتر” بكوب الشاى وهو ينظر مرة أخرى تجاه أحد الحقول قاطعاً الصمت بينهما قائلاً …
_ شايفه الأرض دى … للأسف هى دى حلمى إللى بيضيع منى …
نظرت “سحر” تجاه الحقل الذى ينظر إليه بعدم فهم لتتسائل بحيره وقد تحلى سؤالها بنبره شك …
_ إنت زعلان عشان ما أخدتش الفلوس من “عمر” …؟؟!
التفت إليها على الفور برفض قاطع حتى لا تفهمه بصورة خاطئة بعدما شعر بأنها تشك بأمره …
_ لا والله … أنا كنت فاكر إن ليا حق عنديه( عنده) … غير إكدة .. ولا أفكر حتى آخد حاچه مش من حقى … أنتى لسه ما تعرفنيش زين … لو فيها موتى عمرى ما أعمل حاچه أچور بيها على حق حد بالباطل …
تفكرت “سحر” للحظات بطريقه “عنتر” بالحديث ومنطقيته بإنتقاء عباراته لتتسائل بفضول …
_ “عنتر” هو إنت متعلم مش كدة …؟!!
إبتسم “عنتر” بسخريه وهو يجيبها مستهزئاً من محدوديه التفكير عندها …
_ وهو عشان ما سِكنا فى الصعيد يبقى كلنا جهله متعلمناشِ … ؟؟؟؟
شعرت “سحر” بالإحراج الشديد بأفكارها السطحيه بالفعل لتبادر بالإعتذار …
_ لا طبعاً مقصدش … أنا آسفه أنااااا …
قاطعها “عنتر” ليعفيها من حرجها موضحاً …
_ مش قلتلك إنك لسه متعرفنيش زين … أنا خريچ كليه زراعه … أخدت الأرض دى إيچار من ثلاث سنين .. على أمل أنى أشتريها لما يخلصوا … بس خسرت كتير قوى عشان عملت مشروع كان حيكسبنى دهب … كلفته كتير ولسه مشتغلش … وصاحب الأرض حيبيعها لغيرى … وكل تعبى حيروح فى الهوا ….
أبدت “سحر” إهتمام بالغ بذكرة لهذا المشروع فقد كان حِلمُها هى أيضاً مشروع قائم على مزروعات من هذا القبيل إلى جانب عملها بالبورصه …
_ إيه طبيعه المشروع ده إللى صرفت عليه كل فلوسك دى …؟!!
_ صوبه … عملت صوبه كبيرة … بس حتروح منى … عشان إكدة لما “أبو المعاطى” الله ياخده قالى إن چدى سلف چد “عمر” فلوس وإنى ليا حداه(عنده) ورث … قلت أطالب بيه يمكن اشترى الأرض إللى بنصرف منها كلياتنا (كلنا) ….
أدركت الآن لم تصرف هذا التصرف الغير مسؤول فقد كان يحاول إنقاذ أرضه لكن ذلك ليس مبرر كافى لهذا التسرع …
صمتت قليلاً تتأمل الأرض الخضراء من حولهم ثم إقترحت أمراً أثار ذهوله للغايه …
_ إيه رأيك أشترى الأرض وأشاركك …؟؟!!
لم يكن ذهولاً بل تعدى ذلك حتى باتت ملامحه غاضبه حاده بصورة لا معقوله ليهتف بها بصوت هادر فقد شعر بأنها تهينه وتجرح كرامته …
_ هى حصلت … حتصرفى على كمانِ ولا إيه …. أنا غلطان إنى بحدثك …
أنهى عبارته وإستدار لينصرف مبتعداً عنها …
“كيف فهمها بتلك الصورة “.. هكذا حدثت نفسها لتتراجع على الفور وهى تحاول إعتراض طريقه توضح له ما تقصده حقاً …
_ أستنى بس ميبقاش مخك صعيدى أمال …
رمقها بحده وهو مازال بنفس إنفعاله ..
_ أنا صعيدى ومخى صعيدى … ولا أنتى مش واخده بالك …
_ اوووه … إفهمنى … أنا قصدى .. أنا محوشه فلوس بتاعتى من شغلى وكنت عايزة أعمل مشروع زى إللى إنت بتقول عليه ده … بس أنا معنديش خبرة فى الموضوع ده خااالص … وأنت حل مشكلتك شريك … فأنا حشاركك … أنا براس المال … وأنت بالخبرة والمجهود … بس كدة … مكبر الحكايه أوى ليه كدة …
ربما ما إقترحته فكرة جيدة تستحق الدراسه لكنه عاد ورفض مرة أخرى قائلاً …
_ لا برضه … معندناش حريم يشتغلوا إكدة ….
فغرت فاها بذهول وهى تردد نفس كلمته بإستياء …
_ حريم … !!!
ثم إعتدلت بوجه ممتعض تستكمل حديثها …
_ لا يا باشمهندس … أنا مش حريم من إللى إنت بتقول عليهم دول … أنا مش زى أى حد إنت تعرفه …
لقد كانت محقه حقاً ، حتى هو لا يستطيع أن ينكر ذلك ليهمس بهيام محدثاً نفسه بصوت خفيض لم يدرك أنها تستطيع سماعه بالفعل …
_ ولا زى أى حد فى الدنيا …
إرتبكت “سحر” للغايه وإكتسى وجهها بحمرة خجل قلما تحدث لها لتنكس عيناها المتحديه له محاوله التغاضى عما سمعته للتو …
أفاق “عنتر” من هيامه وهو يلعن نفسه سراً على ما صدر منه للتو ليكمل بعمليه ..
_ عموماً ممكن أفكر … وأنتى كمانِ .. عشان مترميش فلوسك فى الأرض … لازم تتأكدى الأول …
بدون تفكير مطلقاً أجابته ..
_ لا متقلقش … أنا واثقه فيك …
لم يكن يتخيل أنها ستنطقها يوماً بعد ما حدث وسببه لها بالبدايه ، الثقه … تلك الكلمه التى تعنى الكثير من القوة بداخلها …
قوة الأمان والإطمئنان لكلا الطرفين ، أن يطمئن أن هذا الطرف لن يخذله مطلقاً ، لن يخون لن يتهاون أو يتواطئ …
أهى تصفه بمحل ثقتها … إنها لكبيرة بحقه حقاً …
إتسعت إبتسامته بفخر لما نطقته للتو ، بينما تعجبت هى بالفعل من نفسها لإحساسها بالأمان والثقه معه ، هذا الذى خطفها بيوم ما …
____________________________________
البيت الكبير ….
وصل “هريدى” إلى البيت الكبير كما أوصاه “عنتر” ليعيد حقيبه “سحر” إليها …
تقابل “هريدى” مع الحارس طالباً منه الحقيبه والذى آتى بها على الفور ليعود مرة أخرى لدار عنتر بالقريه ليصل الحقيبه إلى صاحبتها …
___________________________________
علام ….
إتخذ طريق سفره إلى المنيا للبحث عن إبنه خاله “سحر” وعليه إيجادها فإستقل سيارته إلى هناك مباشرة …
___________________________________
أحلام ….
بداخلها لهفه و شوق غير محدود ، تماماً كطفل منتظراً قدوم العيد ، إرتدت ملابسها بعد عناء طويل فى إنتقاء أفضلهم وأجملهم وإتخذت طريقها إلى الطريق الذى تمنت منذ سنوات أن تسلكه مرة أخرى …
إنها ذاهبه للقاء “دنيا” …
كل خطوة تخطوها يتراقص بها قلبها فرحاً ، ثم تعود لتتوجس أن ترفض “دنيا” إعتذارها ولا تسامحها على ما إقترفته بحق “نسمه” …
لكنها عادت وتركت تلك المشاعر السلبيه التى تجتاحها جانباً لتسعد ولو مؤقتاً بما ستفعله فربما يتحسن حظها وتعود البسمه لحياتها …
صعدت تلك البنايه التى تقطن بها “دنيا” بعجاله فلم تعد تطيق الإنتظار …
طرقت الباب وإنتظرت قليلاً حتى سمعت صوت والدتها قادم نحوها …
فتحت أم “دنيا” الباب لتقف متفاجئه للحظات ثم رحبت بها بتوجس قليلاً فمنذ حادثتها بالجامعه وما علمته من “دنيا” وما فعلته بـ”نسمه” لم ترها مرة أخرى …
_ “أحلام” … إزيك يا حبيبتي … عامله إيه …؟!!
إبتسمت “أحلام” بهدوء مجيبه ..
_ الحمد لله يا طنط … أنتى أخبارك إيه … و “دنيا” عامله إيه …؟؟؟
_ الحمد لله … ااا … إتفضلى يا “أحلام” …
تقدمت “أحلام” إلى الداخل فى إنتظار والدة “دنيا” التى أشارت لها بالتقدم قائله …
_ إدخلى يا “أحلام” هو أنتى غريبه … ما أنتى عارفه البيت كويس …
دلفت إلى غرفه الصالون التى كثيراً ما جمعتهم جميعاً بها فى السابق …
وقفت أم”دنيا” قليلاً ثم أردفت ..
_ حجيب لك حاجه تشريبها …
_ لالا … مفيش لزوم يا طنط … أنا بس كنت عايزة “دنيا” …
جلست أم “دنيا” بمقابلها ثم قالت معتذره …
_ معلش والله .. “دنيا” سافرت البلد عند أهل أبوها شويه كدة .. خير يا حبيبتي فيه حاجه …؟!!
إحباط شديد أصابها ظهر جلياً على ملامحها وهى تجيبها …
_ كان نفسى أقابلها وأعتذر لهم كلهم على إللى حصل ونرجع أصحاب زى ما كنا … أنا عارفه أنى غلطت … بس أخدت جزائى والله يا طنط …
رق قلبها للغايه لها وهى ترى الإنكسار بأعينها لتردف بحنو …
_ إللى فات مات يا “أحلام” … وعموماً حديكى رقمها … كلميها فى التليفون … ومحدش عارف يمكن … ليه لأ …
عقبت “أحلام” قائله …
_ مع حضرتك رقم “نسمه” برضه أو “سحر” …؟!!
_ أيوة حبيبتى معايا …
سجلت “أحلام” أرقامهم بهاتفها لكن أم “دنيا” أصرت أن تبقى معها قليلاً يتحدثون فلها وقت بعيد لم تقابلها فيه …
____________________________________
بيت عبد الحميد ….
إنتهز “عبد الحميد” فرصه غياب “أحلام” وعاد إلى بيت والديه مرة أخرى لإلقاء قنبلته التى تفكر فيها فلم يعد هناك سبيل آخر بعد كل تلك المشاحنات التى لا تنتهى …
كل ما أراده فقط هو العيش بهدوء وسكينه والرضا بما قسم له بالدنيا فهو يجاهد نفسه كثيراً للوصول لحاله الرضا بقضاء الله وهذا فقط ما سيكسبه راحه البال التى يسعى إليها …
دلف إلى شقه والديه ليتنهد بضيق فكان يتمنى أن ينهى تلك المسأله بين والديه فقط لكنه فوجئ بوجود أخته “شروق” أيضاً وزوجه أخيه “مها” …
ألقى “عبد الحميد” التحيه أولاً قبل أن يجلس إلى جوار والده ..
_ سلامو عليكو …
_ وعليكم السلام …
تطلعت به والدته بتعجب لعودته بوقت مبكر للغايه لتردف متسائله …
_ راجع بدرى يعنى يا “عبده” … مش عوايدك …!!!
دار بعيناه بين وجوه الجميع المتطلعه نحوه ليتخذ قراره بالحديث ويحدث ما يحدث …
_ أنا جاى أكلمكم فى موضوع ضرورى … وأهو كلكم هنا عشان تسمعونى …
_ إتكلم يا أبنى …
_ الصراحه … أنا نويت أسيب البيت هنا وحاخد “أحلام” ونقعد فى شقه بره … أنا خلاص معدتش مرتاح …
شهقت والدته بقوة وهى تضرب صدرها بكفها بتحسر ..
_ مراتك عايزاك تعزل عننا يا “عبده” …. شوف إبنك بيقول إيه يا “سيد” … !!!!
أشار لها زوجها ضاماً أصابعه للإنتظار قليلاً حتى يوضح مقصده ليتسائل بطيبه بالغه …
_ أصبرى بس يا “سعاد” لما نفهم … ليه يا أبنى إيه إللى حصل … حد زعلك ولا زعل مراتك …؟!!
إنفعلت “سعاد” بقوة وهى تهتف بزوجها بنبرة غاضبه ..
_ زعلها ده إيه … هو حد جه جنبهم ولا داس لهم على طرف … !!!!!!
قطع “عبد الحميد” جدالهم الحاد برد قاطع …
_ هو كدة … طول الوقت محسسنى إنى مقصر أنا وهى … وبتحسرونا على حالنا طول الوقت … حتى حمل “مها” خبيتوه عليها خايفين منها … ليه … أنا كل إللى نفسى فيه أعيش مرتاح البال بس … إيه … كتير عليا … ولا لازم طول الوقت تفكرونى إنى خلاص حعيش بطولى طول عمرى ومش حجيب عيال …
رمقت “سعاد” إبنتها “شروق” بغضب فلابد أنها هى من أخبرته بحمل “مها” لا غيرها لتشير لها “شروق” نافيه أنها لم تخبره قط ، ثم عادت ببصرها تجاه ولدها مردفه بتهكم واضح …
_ ما أنت لو كنت سمعت كلامى وإتجوزت كان زمانك مرتاح وعندك عيال … لكن إنت مش هاين عليك تزعل السنيوره بتاعتك …
_ وأزعلها ليه … نصيبنا كدة … وأنا راضى بنصيبى معاها … شفتى بقى … أهو هو ده إللى بقولكم عليه … أنا حر … أتجوز متجوزش أنا حر … حد شريكى …
أومأ “السيد” بالإيجاب تفهماً لما يقصده ولده لينفعل لأول مرة بحياته منصفاً ولده الذى عانى الكثير والكثير مع والدته السليطه لينهى جدالهم بحده ..
_ خلاااالص … خلصنا … إعمل إللى يريحك يا أبنى … وعيش مرتاح البال …
صرخت به “سعاد” على ما تفوه به …
_ “سييييد” إنت بتقول إيه ….!!!!!
صرخ بها “السيد” بإنفعال لتصمت تماماً خشيه منه لأول مرة بحياتها …
_ إخرسى خااالص … وسيبيه يعمل إللى عايزة … و”أحلام” غلبانه وأنتى طهقتيهم فى عيشتهم … وعلى الله أسمع كلمه تانيه فى الموضوع ده …
مع صمت الجميع مندهشين من ثورة “السيد” إلتف “السيد” تجاه “عبد الحميد” قائلاً …
_ خد مراتك وشوف شقه إيجار وأعمل إللى يريحك يا أبنى … وإن كان على فلوس المقدم بتاع الشقه أنا حديهولك لحد ما ربنا يفرجها عليك ….
وأخيراً شعر “عبد الحميد بالراحه للتخلص من تسلط والدته وعليه الآن إخبار “أحلام” بما حدث لتبدأ بتجهيز نفسها للعيش بشقه جديده ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى