رواية عشقت خيانتها الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم قوت القلوب
رواية عشقت خيانتها الجزء السابع والثلاثون
رواية عشقت خيانتها البارت السابع والثلاثون
رواية عشقت خيانتها الحلقة السابعة والثلاثون
⚜️ إقتحام عنوه ⚜️
فى المساء …
نسمه …
راحه إجتاحت نفسها وهى تدلف إلى داخل الفندق برفقه “عمر” وولدهما ، فبُعدها عن البيت الكبير الذى أصبح قلعه لكل ذكرياتها الحزينه جعلها تشعر بالإسترخاء الذى لم تشعر به منذ فترة طويلة ….
رتبت “نسمه” بعض أغراضهم الضروريه لحين الإنتقال لشقتهم التى يجهزها “عمر” بينما تلقى “عمر” إتصالاً من “وائل” لمقابلته بعد ساعه لقضاء بعض الوقت معه ….
____________________________________
المنيا …
لم يكن السفر من نصيبهما وحدهما بل قد وصل “علام” إلى المنيا أخيراً للبحث عن “سحر” التى تتهرب منه أو ربما هى فى خطر وخاله لا يريد إخباره بهذا ….
إتجه مباشرة لعنوان البيت الكبير حيث كانت تمكث “سحر” مع صديقتها “نسمه” للبحث عنها هناك أولاً ….
نظر بعين حاقدة لمظهر البيت الفخم من الخارج فلم يكن يتخيل أن صديقتها تعيش بمثل ذلك الثراء والبذخ …
أثار ذلك ضغينه بنفسه الحقوده فهو بالنهايه ضابط صغير لا يملك سوى شقه تركها له والديه للزواج بها ، لكن ذلك ما لا يتمناه بل يتمنى لو إستطاع الوصول لهذا الثراء والمعيشه المترفه وربما كان وجود “سحر” بحياته سيوصله لذلك بصورة سريعه فهى ماهرة للغايه بعملها بالبورصه حتى أنها إستطاعت جمع مبلغ لا بأس به بفترة قصيرة من العمل بهذا المجال …
تقدم نحو الحارس وقد عقص وجهه بإشمئزاز ليتهف بنبرة حاده أشبه بالصراخ …
_ إنت يا بنى آدم …. إنت يا *****
نظر “عبد القادر” بإستياء تجاهه فلما يسُبه بتلك الألفاظ وهو القادم لبيتهم …
أجابه “عبد القادر” بضيق …
_ خير … إنت مين وعاوز إيه …؟!!
صب “علام” حقدة على أصحاب هذا الثراء على الحارس البسيط ليصرخ بغضب هادر أخاف “عبد القادر” بشده …
_ إتكلم كويس إنت مش عارف إنت بتكلم مين …. أنا الرائد “علام صبحى” يا ***** …
_ أهلاً يا بيه … إللى ما يعرفك يچهلك …
أكمل “علام” بنبره آمره …
_ ناديلى صاحب البيت ده أوام …
_ سافر يا بيه …
إحتدت نظراته تجاه الحارس وهو يندهش من سفر صاحب البيت ليردف …
_ هاتلى مراته ولا أى حد …
_ كلهم سافروا يا بيه ….
لم يجد بُد من سؤاله مباشرة عن “سحر” لكن طريقته كانت غامضه أشبه بالتهديد حتى لا يتفوه “عبد القادر” سوى بالحقيقه …
_ الست “سحر” … جوه … ولا سافرت هى كمان …؟!!!!!
_ مخابرش يا بيه …. فيه حد شييع ( أرسل) وخد حاچاتها الصبح …
_ حد ….!!!! حد مين ده ….؟؟!
_ مخابرش يا بيه… حد من العزبه القبليه إللى نواحينا إهنه …
أومأ “علام” رأسه بخفه ثم ترك الحارس وأبتعد متفكراً أن سحر مازالت هنا وعليه إيجادها …
ولهذا عليه سؤال ضابط شرطه هذه المنطقه عن بعض المعلومات التى يحتاجها للبحث عنها ….
_____________________________________
المقهى …
جلس “وائل” برفقه “عمر” بسعاده بالغه فقد إشتاق لصديقه كثيراً …
_ ياااه … إيه الغيبه دى كلها يا “عمر” …
_ ما أنت عارف الظروف … حعمل إيه بس … كمان تعب “نسمه” خوفنى إنى أسافر مرة وأسيبها ما إنت فاهم …
_ فاهم طبعاً الله يكون فى عونك …
تذكر “عمر” ما قد أخبرته به “نسمه” من قبل بخصوص “دنيا” ليهتف بصديقه موبخاً إياه …
_ إنت صحيح مزعل “دنيا” ليه …؟!! مش تتلم بقى وتتقدم لها رسمى وتبطل شغل البرود إللى أنت فيه ده ….!!!!
زم “وائل” شفتيه بإستياء وهو يتسائل بتملل …
_ اااه … هى إشتكت لك ….؟؟!
_ لا إشتكت لى ولا حاجه … بس إنت مش شايف إنك طولت أوى ورابطها جنبك من غير لازمه …؟!!!
إعتدل “وائل” وقد تجلت بملامحه النفور الشديد وهو يجيبه بوقاحه أكثر منها صراحه …
_ بص يا “عمر” … أنا حاسس إنها متنفعنيش … مش قادر أتخيل إن واحده خرجت معاها وإتكلمت معاها وحبينا بعض والكلام ده قبل الجواز تكون هى دى إللى تصون بيتى وإسمى … حسيت إنها مش هى إللى تنفع تكون مراتى ….
إنفعل “عمر” بغضب شديد فهو بالفعل ليس لديه أخوات لكنه يعتبر كلاً من “دنيا” و”سحر” أختيه ولا يرضى أن تتعامل إحداهن بتلك الصورة حتى لو من صديقه المقرب والوحيد ليهتف به بغضب …
_ إنت بتستعبط … مش دى إللى إنت قعدت تلف وراها وتعشمها بجوازكم لما الظروف تسمح … والبنت منطقتش ولا حملتك فوق طاقتك وصبرت عليك أربع سنين .. دلوقتى جاى تقول متنفعنيش وكلام فاضى من ده …. !!!
ثم أكمل يذكره بما كان يقوله له بالماضى …
_ ولا نسيت لما كنت بتقولى مينفعش نلعب ببنات الناس … إيه كان كلام وبس … شويه شعارات وقتها … ولما تبقى الحكايه بتاعتك يطلع الزفت من جواك …
لوح “وائل” بذراعه تجاه “عمر” يحاول أن يصمته أو يهدئه قليلاً فالأعين أصبحت تلاحقهم من حولهم ….
_ إيه يا جدع … إنت حتفضحنا ولا إيه … ما بالراحه شويه … الوقت كان غير الوقت … و أنا كان قصدى وقتها على “نسمه” …
_ أينعم “نسمه” خارج أى مقارنات … لكن ده هو ده … وهى مغلطتش لما حبتك … إنت إللى غلطت عشان عشمتها ومكنتش راجل وقد كلمتك …
ضاق “وائل” عينيه بحده محذراً “عمر” من التطاول عليه وإهانته …
_ “عمر” ….!!!!
_ بس بقى … بلا “عمر” بلا بتاع … قول إنك مش قد إلتزامك وكلامك … الراجل بس إللى يرتبط بكلمته مش يعلق بنات الناس بيه وفى الآخر يسيبهم ….
زفر “وائل” بقوة فهو لم يجد أى شئ يرد به على حديث “عمر” ، ليعقب “عمر” منبهاً إياه …
_ وخد بالك … “دنيا” بنت ممتازة ومش بعيد تلاقيها قريب أوى إتخطبت ولا إتجوزت ….
أمال “وائل” فمه جانبياً بإبتسامه ثقه واهيه ….
_ لا .. معتقدش … “دنيا” بتحبنى على فكرة … وصعب أووووى إللى بتقول عليه ده …
_ خليك كدة على عَمَاك وبكرة تشوف لما تضيع منك …
مل “وائل” من توبيخ “عمر” له ليحاول تغيير مجرى الحديث بينهم قائلاً …
_ خلاص بقى … بقولك صحيح … إنت ناوى تعمل إيه بقى فى مصر … أما أنا عندى فكرة مشروع … لا وإيه والشريك حاضر وجاهز كمان يمضى معاك عقد …
_ مشروع إيه … وشريك إيه … مين إللى قالك إنى عايز شريك أصلاً …؟!؟
_ مش لما تعرف مين الشريك … دى كانت زميلتنا فى الدفعه … إسمها “نورهان صادق” … مش فاكرها …؟؟!!
_ لا والله مش واخد بالى …
_ عموماً إستقر كدة وبعدين أقابلكم ببعض يمكن تتفقوا دى سيده أعمال شاطره جداً دلوقتى …
_ ربنا يسهل … ربنا يسهل … خلينا بس فى موضوعك إنت و “دنيا” …
أغمض “وائل” عيناه بتذمر فيبدو أن هذا الموضوع لن ينتهى إلى هذا الحد ….
____________________________________
بعد أسبوع ….
بحث “علام” بصورة كثيفه دون التوصل لـ”سحر” مطلقاً فالوصف الذى أخبره به الحارس كان مبهم للغايه ولم يستطع معرفه بأى قريه أو ما هو مكانها تحديداً ، وبخلال تلك الأيام المنصرمه كان يتابع بغلظه مع ضابط الشرطه بتلك الناحيه الذى حاول مساعدته كثيراً لكنه كان يشعر بالثقل من “علام” المتعالى على الجميع كما لو كان قسم الشرطه كله يعمل لديه …
قرر “علام” المرور سيراً باحثاً عن “سحر” والتى لابد أنها مختبئه منه بعدما تأكد من خاله “زكى” أنها تهاتفهم من وقت لآخر تطمئن عليهم ويطمئنوا عليها …
حاول سؤال خاله عن رقم هاتفها لكن والد “سحر” شعر بالتسلط الشديد من “علام” فتخوف على إبنته منه وحاول إقناع “علام” أن كل شئ قسمه ونصيب ولا يجب الضغط عليها ، كما أنها تعمل بتجربه جديده كما إعتادت من فترة لأخرى كما أخبرته …
أثناء سيرة إصطحب معه إثنان من الشرطيين لمرافقته أثناء مروره بالقريه لتزيد من هيبته بوجودهم بزيهم الخاص بالشرطه ….
إرتدى نظارته الشمسيه السوداء لتزيده وقاراً وخشيه وسار بالطريق ومن خلفه الشرطيين كحمايه له ….
لم يُخفى على أهل القريه هويه ذلك الضابط الواضحه وهو يأمر ويعنف كل من يمر به بخيلاء وغرور …
وقف عند أحد الجسور الصغيرة التى تربط جانبى القناه (الترعه) ينظر حوله بدون هدف كما لو تناسى أنه يبحث عن “سحر” من الأساس فقد أعجبه للغايه دور الضابط المخيف الذى يهرع الجميع لتلبيه أوامره خشيه من قوته …
لاحظ “أبو المعاطى” ذلك الضابط وهو يقف أمام باب (المندره) ليسأل أخيه “هريدى” بخفوت شديد …
_ ماله الضابط ده … عمال يلف ويلف من صباحيه ربنا … بيدور على إيه ….؟!!
نظر إليه “هريدى” بحيره ، هل يخبره بأنه يبحث عن تلك السيده التى نزلت ضيفه ببيت “عنتر” أم يكتفى بالتظاهر بعدم معرفته شئ عن الأمر فـ”أبو المعاطى” لن يتعامل مع أمر كهذا بصفاء نيه مطلقاً …
حسم “هريدى” أمره بالنهايه بألا يخبره تجنباً لشره ليرفع كتفيه ويهدلهما قائلاً …
_ مخابرش يا أخوى ….
أمال “أبو المعاطى” فمه بلؤم ليشعر ببعض التخوف من وجود ضابط قوى كهذا بقريتهم ليحاول التقرب منه ومعرفه عما يبحث ليطمئن على أعماله الغير مشروعه التى يقوم بها ….
تقدم لخطوات تجاه “علام” وهو يأشر بيديه على رأسه بخنوع يلقى السلام عليه ….
_ سلامات يا باشا … منورنا يا كبير والله …
رمقه “علام” بازدراء من أعلاه لأسفل قدميه ثم أدار وجهه بالجهه المقابله بتقزز …
إتسعت إبتسامه “أبو المعاطى” وهو يزيد من خنوعه أمام “علام” ….
_ أى خدمه يا كبير … أؤمرنى يا باشا … تحت أمر معاليك …
شعر “علام” بالزهو لتمجيد “أبو المعاطى” له بتلك الصورة ليشير إلى أحد الشرطيين قائلاً بتعالى …
_ هاتوه … هاتوه …
أمسكه الشرطى من ذراعه يدفع به تجاه “علام” …
_ تعالى هنا كلم البيه …
_ تحت أمرك يا بيه …
إلتفت “علام” إليه يسأله …
_ إنت إسمك إيه ….؟!!
_ “أبو المعاطى” يا بيه …
_ قولى يا “أبو المعاطى” مشفتش فى العزبه واحده كدة من مصر … خمريه كدة وشعرها إسود …
لاحت صورة “سحر” بمخيله “أبو المعاطى” على الفور فليس هناك غيرها بالتأكيد ، شعر بالسعاده تغمرة فاليوم يستطيع الإنتقام من “عنتر” على ما قام به من ضرب وإذلال له وعدم إعطاءه نصيبه من مال “عمر” …
إصطنع “أبو المعاطى” بمكر شديد محاوله التفكير ثم هتف كمن تذكر شيئاً للتو …
_ أيوة يا بيه … شفتها …
رفع “علام” هامته بإنتباه متسائلاً بقوه …
_ شفتها فين …؟!! إنطق …!!!
_ شفتها فى دار “عنتر سليمان” يا بيه …
_ مين “عنتر سليمان” ده …؟!!
_ واحد بلدياتنا يا بيه …
لمعت عينا “علام” وإحتدت بقوة كعينى ثعبان يستعد للهجوم على فريسته …
_ ورينى بيته ده فين … بسرررعه …
_ حاضر يا بيه … أنا حوصلك …
رافق “أبو المعاطى” “علام” ومن معه ليدله على بيت “عنتر” وبالتأكيد سيقبض عليه لخطفه تلك السيدة ويحقق إنتقامه منه دون أن يتعب نفسه مطلقاً ….
_____________________________________
أحلام …
بعدما أخبرها “عبد الحميد” بقرار تركهم بيت والديه إنشغلت “أحلام” تماماً بنقل محتويات شقتها لشقه جديده إستأجرها “عبد الحميد” ….
بعد إنصراف “عبد الحميد” إلى عمله كمراقب فنى بأحد المصانع جلست “أحلام” تعبث بهاتفها حتى أخرجت رقم “دنيا” الذى أخذته من والدتها لتتردد قليلاً قبل أن تضغط عليه للإتصال بها …
ضغطت بالنهايه وقد ملؤها الحماس لتلك المهاتفه للغايه …
بعد قليل إستمعت لصوت “دنيا” الرفيع تجيب إتصالها …
_ ألو ….ألو ….
_ “دنيا” ….
_ أيوة أنا …. مين معايا …؟!!
_ نسيتى صوتى خلاص كدة … أنا “أحلام” يا “دنيا” … نسيتينى خالص كدة …. !!!!
تفاجأت “دنيا” للغايه بمهاتفه “أحلام” بعد سنوات من البُعد والغياب …
_ “أحلام” …..!!!!!!! …. معقوله ….!!!!!
_ معقوله أوى … وحشتينى أوى يا “مانجه” …
ضحكت دنيا للغايه فكيف تذكرت عشقها للمانجو لتذكرها بإسم قد أطلقته عليها بوقت ما …
_ “مانجه” …. يااااه …. إنتى لسه فاكرة … أخبارك إيه يا “أحلام” …؟!!
_ الحمد لله …. وحشتونى أوى كلكم … أنا عارفه إنكم زعلانين منى … بس بجد وحشتونى ونفسى نرجع زى زمان ….
رق قلب “دنيا” لصديقتها وعودة أيام جميله كانت تجمعهم بالجامعه لتتنهد قائله ….
_ اااه … زمان … كنا حلوين أوى … أنا مش زعلانه منك … وعمرى ما بعرف أزعل من حد … يمكن “سحر” ولا “نسمه” … لكن أنا مش زعلانه منك … خلاص إللى فات مات يا “أحلام” ….
كادت تقفز “أحلام” فرحاً بحديث “دنيا” لكن مازال أمامها خطوتين كل منهما أصعب من الأخرى ، “سحر” و “نسمه” ….
_ حبيبتى يا “دنيا” كنت متأكدة من قلبك الطيب ….. تفتكرى “سحر” و”نسمه” ممكن يسامحونى ..؟!!!
_ بصى … إن كان على “نسمه” دى زى حالاتى كدة … كلميها ولا روحى لها وهى حتسامحك على طول … و”سحر” سيبيها عليا أنا حكلمهالك …
_ “نسمه” ….!!!! بس “نسمه” مشوارها بعيد عليا أوى …
_ لااااا …. إسكتى … مش نقلت من كام يوم … ورجعت القاهرة … أصبرى حبعت لك عنوانها الجديد هى لسه مكلمانى وبعتتهولى … روحى لها يا “أحلام” … ويا ريت نرجع زى زمان …
_ بجد نقلت … طيب إبعتيلى عنوانها وححاول أروح لها …
_ يا ريت يا “أحلام” … وانا حكلم “سحر” ولما أخلص موضوع يخص بابا هنا نرجع كلنا زى زمان … و”سحر” كمان ترجع لأنها مسافره برضه …
_ يا ريت يا “دنيا” … يا ريت …. رقمى معاكى أهو كلمينى بقى زى زمان …
_ طبعاً حكلمك … ونرجع كلنا زى الأول ….
بعد إنتهاء تلك المكالمه أرسلت “دنيا” عنوان “نسمه” الجديد لـ “أحلام” ثم إستعدت بإرتداء تنوره ورديه وكنزه بيضاء ورفعت جانب شعرها بمشبك يحمل زهرة ورديه زادت من رقه مظهرها للغايه …
بينما تحمست “أحلام” لزيارة “نسمه” لإعادة أوصال صداقتهم التى قطعت مرة أخرى بعد سنوات …
____________________________________
دار عنتر ….
مرور تلك الأيام ببيت “عنتر” وقضائها وقت طويل معه ومع والدته وأختيه وأبنائهم شعرت “سحر” بألفه غير مسبوقة ، حتى أن الجميع أصبح يعاملها كفرد من العائله ولم تعد الضيفه المتطفله عليهم …
إرتدت “سحر” إحدى الجلابيب التي أحضرتها لها “صباح” بهذا الصباح المنعش ولملمت شعرها الأسود للأعلى وعقصته بعشوائية أبرز عيونها السوداء ذات السحر المصرى الأصيل الذى سلب أغوار هذا الـ”عنتر” بلا شفقه ولا رحمه بقلبه النابض …
وجودها معهم طوال الوقت أشعل نيران عشق بقلبه لتلك المتمرده بصورة لم يكن يتخيل أنه قد يميل إلى إحداهن بتلك الصورة وبتلك السرعه أيضاً ….
قضى سبعه أيام بالجنه برفقتها بالفعل ، ينتظر طلتها يومياً وحديثها الشيق الذى لا يُمَل منه ، ضحكتها البسيطه الساحرة وخجلها الواضح عند تلاقى أعينهما بوسط حديث ما ….
عصف بقلبه قوتها وجرئتها بعملها بعكس خجلها الذى يظهر له هو فقط ، نعم شعر بذلك إنها تخصه وحده ببعض أفعالها دون غيره ليشعر بدون تصريح بأنه أصبح يمثل لها شيء ما بداخلها …
بينما شعرت هى بأنه قد أسِرها ليخرج “سحر” أخرى معه ، “سحر” تختلف تماماً عن التى إعتادت عليها ، فله فقط تلين وتخجل وتنصاع لطلبه ورأيه بدون نقاش ، هى المتمرده الجريئه أصبحت أسيرة قلبها وهوى “عنتر” ….
دارت حول نفسها بإعجاب ثم خرجت من غرفتها الصغيرة لتهبط درجات السلم الضيق إلى الأسفل …
بالطبع جالت ببصرها بحثاً عنه أولاً لترتخى ملامحها المبتهجه بإحباط شديد حينما وجدت الحاجه “فهيمه” فقط تلملم بعض الوسائد لترتيبها فوق الأريكة ….
تلاشت إبتسامتها العريضه لتحتل إبتسامه باهته مصطنعه فوق ثغرها وهى تردد …
_ صباح الخير يا حاجه “فهيمه” …
_ صباح الخير يا بنيتي …. إيه … نويتى تخبزى وياي (معى) زى ما قولتى عشيه ( الأمس) …؟؟!!
أومأت رأسها بالإيجاب مردفه بإحباط ..
_ اه … طبعاً يا حاجه … ده أنا حتى لبست الجلابيه بتاعه “صباح” مخصوص أهو ….
سمعت صوته يدق حروف كلماته بقلبها قبل أذنيها حين هتف من خلفها …
_ لايقه عليكى قوى ….
إتسعت إبتسامتها بقوة وهى تلتفت إلى الخلف وقد شعرت بقلبها يتراقص فرحاً برؤيته …
_ إنت هنا …. !!!!! … أنا قلت خرجت روحت الأرض ….
أجابها بعشق صادق قبل أن ينتبه لنفسه …
_ مقدرش من غير ما أصبح عليكم الأول …
تنحنح متداركاً نفسه …
_ إحم … أنا قاعد بره يامه … لو عوزتوا حاچه نادي عليّ …
سألته الحاجه “فهيمه” ….
_ مش حتُفطُر الأول ….؟؟!!
أجابها بنبره منخفضه قبل أن يخرج من الدار …
_ بعد شوي … لما تخبزوا الأول … أحب أفطر من عمايل إيديكم …
أنهى عبارته ناظراً نحو “سحر” ثم خرج من باب الدار مباشرة لتشرد “سحر” بإبتسامه عذبه هادئه فبالتأكيد يقصدها هى ، “سينتظر ما تصنعه له بيديها … ” هكذا رددت بداخلها بسعاده بالغه ..
____________________________________
غرفه الفرن …
حاولت “سحر” أن تقلد الحاجه “فهيمه” بكل الخطوات التى تقوم بها للحصول على رغيف خبز بالنهايه فـ “سحر” على الرغم من مهارتها بمجال الأعمال إلا أنها عكس ذلك تماماً فى إعداد الطعام وما شابه …
أخذت تنظر كثيراً للحاجه “فهيمه” وتتابعها خطوة بخطوة حتى النهايه لتقلدها بسعاده ولم يخلو الأمر من مزاح كلتاهما على ما تصنعه “سحر” بالنهايه بأشكال بعيده كل البعد عما تقوم به تلك المرأه الماهرة حقاً …
أعادت “سحر” رأسها للخلف من شدة ضحكاتها لما صنعته يداها منذ قليل وهى تسخر من نفسها قائله …
_ طب والله طالع لها زلومه زى الفيل شوفى ….
ضحكت الحاجه “فهيمه” لخفه ظل “سحر” لكنها أردفت تستحسن عملها بلطافه …
_ ربنا يحسن ما بين إيديكى يا بنيتى … دى زى العسل … كملى بس كملى …
_ والله أنتى إللى زى العسل … إكدبى عليا يا حاجه إكدبى أنا قابله ….
_ بكرة تشوفى حتبقى أشطر واحدة فى الدنيا كلها …
كان دعائها صادق من القلب لتبتسم “سحر” بود تجاه تلك السيده اللطيفه للغايه ….
_ أنتى إنسانه جميله أوى يا حاجه والله … مش راضيه تكسرى بخاطرى مع أنى بوظت لك الخبيز كله …
_ ده شهد مكرر … بوظى إنتى بس وإحنا ناكل … ولا يهمك … إلا …. قوليلى يا بنيتى … إنتى متكلمين عليكى ….؟!!
أجابتها “سحر” بسؤال على سؤالها إتسمت به بالبلاهه قليلاً …
_ متكلمين عليا ليه …؟؟!
_ لا يا بتى … يعنى حد متكلم عليكى ….؟؟؟
_ أيوة ما أنا مش فاهمه ليه حد يتكلم عليا …؟؟؟ هو أنا عملت حاجه …؟؟؟
_ يا بتى إفهمينى … إنتى مخطوبه … مقرى فاتحتك … حد عاوز يتچوزك يعنى …؟؟!
بعد شرح مفصل فهمت “سحر” مقصد الحاجه “فهيمه” لتردف مجيبه …
_ ااااااه … لا يا حاجه مفيش لا قرايه فاتحه ولا خطوبه …. أنا مقرى عليا المعوذات مش الفاتحه ….
كانت ضحكه “عنتر” أسبق لأذنيها لترفع بصرها تجاه الشباك الصغير وتطالعه وهو ينظر تجاهها وقد إتسعت إبتسامته لخفه ظلها ….
_ المعوذات .. ليه … عملتى فى الناس إيه ….؟؟؟
_ أنا … ده أنا طيبه وغلبانه …
ضحك “عنتر” وهو يعلق مبتعداً …
_ إيوة ما أنا عارف زين الطيبه دى …
إختفى “عنتر” عن ناظرها ويبدو أنه إبتعد عنهم لتعقب الحاجه “فهيمه”…
_سيبك منيه (منه) ما هو كمانِ قاعد يا حبه عينى لا چواز ولا خطوبه … من يومه شقيان بيشتغل عشان يچوز خواته … حتى الأرض إللى كان حاطط أمله فيها حتتباع يا حبه عينى … ربنا يعوض عليكى وعليه يا رب …
إنتبهتا لصوت “عنتر” الجهورى وهو يهتف بأحدهم بقوة …
_ إستنى إهنه … هى وكاله من غير بواب ولا إيه ….؟؟؟
لحق ذلك صوت إقتحام للدار من الخارج بصوت أفزع “سحر” والحاجه “فهيمه” لتسرع الحاجه “فهيمه” فى البدايه بالخروج لمعرفه ماذا يحدث بالخارج تبعتها “سحر” بعدها مباشرة …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)