رواية عشقت خيانتها الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم قوت القلوب
رواية عشقت خيانتها الجزء الرابع والعشرون
رواية عشقت خيانتها البارت الرابع والعشرون
رواية عشقت خيانتها الحلقة الرابعة والعشرون
رواية الميراث (الفصل الثاني)
⚜️ ليست لك .. ⚜️
قضت”سحر” ساعات طويله بهذا القطار لتصل لوجهتها بالنهايه ، ظلت تتعمق وتفكر بحديث والدتها بهذا الصباح كذلك بإصرار والدها هذه المره بقبولها الزواج من إبن عمتها ، هى تعلم مبررهم جيداً أن العمر يمر عليها دون ونيس وأنهم بالنهايه يريدون الإطمئنان عليها قبل مماتهم لكن ذلك ليس مبرراً إطلاقاً للموافقه على ربط حياتها بهذا النرجسى الأنانى ، نعم هى تراه هكذا فلم تعتقد يوماً أن تَعَلُقه بها بتلك الدرجه ما هو إلا رغبه فى إرضاء نفسه المتعاليه بعد رفضها له عده مرات …
هو يتصنع قوة واهيه لا تناسبه حتى مع عمله كضابط بالشرطه إلا أنها تراه ضعيف الشخصيه منساق خلف أهوائه ومطامعه للحصول على ما يبتغيه فقط ، يرفض مجرد فكرة أن إحداهن ترفض من هو مثله بمركزه ومكانته …
نفضت تلك الأفكار عن رأسها بعد توقف القطار بمحطتها التى تبتغيها لتحمل حقيبه ظهرها الكبيرة مترجله من القطار وهى تلمح تلك اللافته الكبيرة المشيره بإسم البلده (المنيا) …
لم تكن تلك أول زيارة لها للمنيا لهذا كانت على درايه كامله إلى أين تتجه بالفعل ، خرجت من محطه القطارات لتستقل إحدى السيارات متجهه صوب بيت “نسمه” و”عمر” بأطراف البلده …
_____________________________________
دنيا …
دلفت “دنيا” إلى داخل شقه والديها البسيطه بأحد الأحياء الشعبية وهى تضع مفتاحها بعلاقه خشبيه متواضعه خلف باب الشقه كما إعتادت هى ووالديها على ذلك …
خلعت حذائها لتريح قدميها بعد عناء يوم عمل طويله تبعه سير بلا هدف لتهدأ نفسها من رد فعل “وائل” الغير مكترث قبل وصولها إلى شقتهم …
إنتبهت والدتها لقدومها لتتقدم نحوها على عجل بإبتسامه سعيده لتهمس إليها بغبطه …
_ “دنيا” … كويس أوى إنك جيتى … غيرى هدومك بسرعه وإلبسى فستان حلو كدة … فيه ضيوف فى الصالون مع أبوكى …
رفعت “دنيا” وجهها تتفحص ملامح والدتها السعيده فهى تدرك جيداً تلك الملامح وما تخفى ورائها لتتسائل بشك قريباً للتأكد …
_ ضيوف مين …؟!؟
أجابت والدتها بنفس النبره الهامسه …
_ عريس … جه هو وأمه من شويه … ربنا ييسر لك الحال يا بنتى يا رب …
تأكد ظنها على الفور لتحاول كظم ضيقها فما كان ينقصها إلا زيارة مثل تلك الآن …
_ تانى يا ماما … مش أنا قلت لكم مش عايزة أتجوز دلوقتى …!!!!
تلاشت ملامح السعاده المرتسمه على وجه والدتها وهى تنهرها بقوة …
_ بس بقى … بلاش كلام فاضى … هو أنتى عُدتى صغيرة … إللى زيك معاهم عيال دلوقتى … يلا غيرى هدومك وحصلينى على الصالون ومتكسفيش أبوكى قدام الناس … يلا إتحركى …
بتذمر بالغ دلفت “دنيا” إلى غرفتها الصغيرة فإلى متى ستظل تحارب بمعركه وحدها لكل من يتقدم للزواج منها بينما “وائل” لا يهتم ، لقد سأمت من إختلاق الأسباب والأعذار للرفض ونفذت كل أفكارها فماذا ستفعل الآن ….
لن تحرج والدها أمام ضيوفهم لهذا تحركت بآليه بإتجاه خزانتها لتبدل ملابسها لمقابلتهم وهى تأمل بداخلها أن تنتهى تلك الزيارة الغير مرغوب فيها بسرعه …
____________________________________
المنيا …
بعد وصول “سحر” جلست بالمقاعد المصنوعه من الخيزران بالحديقه فى إنتظار عوده “عمر” و “نسمه” بعدما علمت من(سعيده) أحدى العاملات بالبيت أنهم قد خرجوا منذ الصباح ولم يعودوا بعد …
لكن لم يمر الوقت الكثير حتى عادوا جميعاً إلى البيت ليتفاجئوا بوصول “سحر” ….
إقتربت “نسمه” بغبطه بخطوات متعجله ترحب بقدوم “سحر” …
_ “سحوووره” …. حمد الله على السلامه ….
نحت “سحر” همومها جانباً وهى تنهض من جلستها ليغلب طبعها المازح الذى تناسته مع تراكم المشاحنات الأخيرة لتهتف مازحه …
_ جرى إيه يا ست …. !!!! هو أنتوا تعزمونى وتطفشوا ولا إيه …؟!!!
ضحكت “نسمه” برقه وهى تدنو من “سحر” تحتضنها بشوق …
_ حبيبتى يا “سحور” … معلش بقى غصب عنى … إتأخرنا وإحنا راجعين … الطريق كان واقف خالص …
أمسكت “سحر” مزاحها اللازع فطبع “نسمه” أرق من أن يتحمل مزاحها لتكتفى ببعض الكلمات المرحه من وقت لآخر فقط …
_ طب هو فين الأستاذ ” مؤمن” … وحشنى أوى …
أشارت “نسمه”على “عمر” الذى تأخر عنها بضع خطوات حتى ترحب بصديقتها أولاً …
_ مع “عمر” … أصله راح فى النوم وإحنا راجعين بالعربيه …
نظرت “سحر” تجاه “عمر”الذى يحمل طفله النائم كالملائكه بين ذراعيه ليتبع ذلك ملامح الإحباط على وجهها مردفه …
_ إيه ده … يعنى مش حلعب معاه النهارده … يا خسااااره ….
ثم تداركت “سحر” نفسها حين تذكرت أنها لم ترحب برؤيتها لـ”عمر” …
_ سورى يا “عمر” …. لما بتيجى سيره “مؤمن” بنسى الناس كلها … أنت إزيك …؟؟!
أومأ “عمر” بدلوماسيه مرحباً بـ”سحر” فطبعه ثقيل للغايه حين يتعامل مع الجنس الآخر فهو لم ولن يهتم إلا بحبيبته وشريكه روحه “نسمه” فقط ، ومن لديه قطعه “زمرد” نادره ليبحث عن الزجاج من دونها …
_ أهلاً يا “سحر” حمد الله على السلامه ..
ثم نظر تجاه “نسمه” يحثها على التوجه إلى داخل البيت …
_ مش ندخل جوه بقى … ولا إيه …؟!!
بترحيب شديد أشارت “نسمه” لـ”سحر” بالتوجه إلى داخل البيت لترتاح من مشقه الطريق وأيضاً لوضع “مؤمن” بفراشه …
كانت تود لو أن تبقيا لتتسامران طوال الليل لكن “نسمه” آثرت أن ترتاح “سحر” الليله بغرفتها أولاً وفى الصباح لن تترك حديثاً إلا وسوف تتحدث به لإشتياقها لصديقتها العزيزة ….
___________________________________
دنيا ….
جلست “دنيا” بتملل بغرفه الصالون الخاصه بهم تناظر هذا الرجل الذى أتى بصحبه والدته للتعرف إليهم بزيارة مسبقه قبل التقدم لخطبتها بشكل رسمى ، لم يكن هذا الشخص يعلم الكثير عنها بل مما عرفته من حديثهم أن أحد الجارات قد رشحت “دنيا” كعروس مناسبه له …
لم تتفوه بأى شئ مطلقاً طوال جلستها بل إكتفت بملاحظتهم والإنصات لحديثهم مع والديها فقط …
حتى أوضحت والده العريس نقطه أثارت إنتباه والدة “دنيا” على الفور …
_ وبإذن الله يا حبيبتى شقتك حتبقى جاهزة من مجاميعه فى بيتنا … ما هو إسم النبى حارسه الباشمهندس “سامى” إبنى ليه شقته فى البيت عندنا …
إعتدلت والدة “دنيا” متسائله بتوجس أرسم إبتسامه خفيه على ثغر “دنيا” فقد علمت أن تلك الزيجه لن تتم الآن …
_ ليه يا حبيبتى … هو “دنيا” حتسكن معاكم فى بيت العيله …؟؟؟
_ اه … أمال إيه … بقى الباشمهندس “سامى” تبقى عنده شقه ترد الروح ويروح يدور على شقه بره …!!!
ألقت والدة “دنيا” نظرة خاطفه على زوجها ليحاول هو الآخر الإستفسار بدقه وسط متابعه “دنيا” المستمتعه بنهايه تلك الورطه دون أن تتدخل بشئ …
_ أعذرينى يا حاجه أم “سامى” …. هى عيشتها معاكم ولا حتقعد فى شقتها لوحدها …؟؟؟
_ لا يا أخويا … البيت ما شاء الله خيره كتير وكل سلايفها معايا طول اليوم … ومتقلقش يا حاج … زيها زيهم وزى بناتى يا حاج …
تنهد والد “دنيا” فقد حدث ما تخوف منه ليزفر بضيق قبل أن يكمل حديثه …
_ معلش يا حاجه … أنا بنتى ولا تعرف تعيش فى بيت عيله … ولا تقدر على الخدمه طول اليوم … فربنا يرزقكم ببنت الحلال إللى تناسبكم …
تضايقت السيده للغايه وهى تعقب بنبره محتقنه من رفضهم لولدها “الباشمهندس” …
_ ليه ليه … هو إحنا مش قد المقام ولا إيه !!!! … يلا يا باشمهندس “سامى” … البنات على قفا مين يشيل …
بدون أى رد فعل من هذا العريس نهض من جلسته وهو يتبع أمه مباشرة نحو الخارج وقد إعتلت قسماتهم الضيق البالغ …
عادت والدة “دنيا” إلى زوجها وإبنتها بعد إيصالهم لباب الشقه بإحباط …
_ كان نفسى ربنا يتمها على خير … ده مهندس ومن عيله كويسه … بس يا خسارة الحلو ميكملش … الواحد متعقد من موضوع بيت العيله ده ….
بحزن دفين أجابها “عبد الراضى” زوجها …
_ لله الأمر من قبل ومن بعد … نصيبها كدة … أنا خلاص مش ضامن أنها تعيش مرتاحه فى وسط بيت العيله … ما إحنا جربنا وما طولناش منهم إلا المشاكل …
أيقظت تلك الزيارة تساؤلات “دنيا” عن رفض والديها القاطع أن تتزوج ببيت العائله لتعيد تساؤلها مرة أخرى على مسامعهم …
_ هو إيه إللى حصل زمان عشان تكرهوا أوى بيت العيله كدة …؟!؟
أجابتها والدتها بإقتضاب …
_ بيت العيله ده مبيجبش إلا المشاكل ويفرق الناس من بعضها … يلا … إللى حصل حصل .. ما نابنا بس إلا الشحططه و بُعدنا عن أهلنا بلاد …
أيقنت “دنيا” أن وحدتهم بتلك البلد بعيداً عن أهل والدتها ووالدها وإستقلالهم بالمعيشه هنا بعيداً عن الجميع ما هو إلا رد فعل لإنقاذ أسرتهم الصغيرة من (بيت العائله) ومشاكلها كما يقولون لكنها لم تدرك بعد تفاصيل ذلك …
لكن يكفيها الآن أن بسبب بيت العائله تخلصت من عريس آخر لم تكن لتجد سبباً مقنعاً لرفضه هذه المرة …
___________________________________
دار عنتر ….
تنحنح “عنتر” بقوة قبل أن يدلف إلى داخل الدار تحسباً لوجود إحداهن ممن يتراودن على دارهم بغيه مساعده والدته الحاجه “فهيمه” ، وبالطبع فور سماع صوته أسرعت إحدى السيدات بتغطيه وجهها بشال أسود تخبئه كنوع من السُترة عن الغريب حين دلف “عنتر” يعيد نحنحته مرة أخرى وهو يلقى السلام منكساً عيناه بالجانب المقابل …
_ سلامو عليكو يا حاچه …
براحه وهدوء ردت والدته الحاجه ” فهيمه” السلام …
_ وعليكم السلام …تعالى يا “عنتر” محدش غريب … دى خالتك أم “عونى” ..
ليوجه “عنتر” حديثه لتلك السيده …
_ يا مرحب … إزيك يا خاله … وإزاى ولدك … بخير …؟؟!
_ فى نعمه والله يا إبنى … طب أفوتك أنا يا ست أم “عنتر” وأبقى أچيكِ وقت تانى …
_ بيتك ومطرحك يا خيتى … بيتك ومطرحك …
خرجت السيده أم “عونى” ليجلس “عنتر” على الأريكة الخشبيه متكئاً على مسندها القنطى السميك وهو يرفع ساقيه إلى الأعلى جاعلاً إحداهما أسفله والأخرى يرفعها قليلاً بعدما رفع طرف جلبابه السماوى سانداً مرفقه فوق ركبته بأريحيه …
_ كنت عايزك فى كلمتين يامه …
_خير يا وليدى …
_ أنا نويت أطلب ورثى من (دار سليمان) …
نظرت والدته تجاهه لبرهه بعدم فهم قبل أن تستطرد بإستنكار …
_ ورث ..!!!! ورث إيه …؟؟؟ إحنا مالناش أى ورث عِنديهم …!!!
أسقط ساقه ليتعدل عاقداً ساقيه أسفله وهو يتحدث بجديه وقوة …
_ لأ لينا يامه … “أبو المعاطى” قالى إن چدى سَلفه كتير … وإحنا محتاچين الورث والفلوس … يبقى نطالب بحقنا …
نهرته والدته بقوة …
_ والله ما حيچيب داغك إلا مشيك ورا “أبو المعاطى” …. إحنا لا لينا فلوس ولا غيره عند (دار سليمان) …
_ يامه إسمعينى ….
قاطعته والدته …
_ متخليش الفلوس تعمى عنيك … أوعى الطمع يا وليدى … إحنا مش عايزين منهم مال … حلالهم … مالناش فيه …
_ أنتى بس إللى طيبه زياده عن اللزوم يامه …
_ إسمع كلامى يا “عنتر” … بلاش منه الكلام الفاضى دة … محناش ناقصين مشاكل مع (دار سليمان) ….
لم يجد “عنتر” بُداً من إنهاء هذا الحوار لأن والدته لن تقتنع إطلاقاً لمطالبته بحقهم ، لكنها بالطبع ستسعد حين يأتى به ويشترى الأرض التى يحلمون بها …
_ خلاص يامه … يصير خير …
____________________________________
علام …
إستكمل “علام” مكالمته مع خاله “زكى” بعصبيه فائقه حاول ألا يظهرها بحديثه معه ليهز ساقه بقوة ضاغطاً بأسنانه فوق شفتيه بضيق …
_ يعنى إيه يا خالى … هو ينفع تسيبها تروح تقعد عند صاحبتها بالشكل ده … ليه … إحنا فين هنا ….؟؟؟
_ خليها شويه يا “علام” يمكن نفسيتها تهدا وتلاقى إن مفيش زيك … ساعتها توافق من غير ضغط …
_ إنت شايف كدة يا خالى … ؟!! أنا مش فاهم بس … “سحر” ليه رافضه بالصورة دى … هو أنا غريب عنها ولا متعرفنيش … ؟!!
_ هى بتقول إنها حاسه إنكم زى الإخوات …
_ طب تدينى الفرصه بس … وأنا طبعاً أقدر أغير دماغها خالص …
_ طبعاً يا إبنى … هو فيه زيك … بس معلش … أصبر عليها شويه لحد ما توافق برغبتها … أنا مقدرش أغصب عليها …
_ لما نشوف يا خالى … عموماً أنا برضه مش مرتاح لموضوع سفرها ده … وبكرة حكلمها وأعقلها وأخليها ترجع …
_ زى ما تشوف يا “علام” …
_ مع السلامه يا خالى ..
_ مع السلامه …
أنهى “علام” مكالمته مع خاله وهو مُصر على التحدث إليها بالغد لإجبارها على العدول عن عِندها و عليها العودة لبيت والدها فوراً ….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)