روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الرابع والثلاثون

رواية عشقت خيانتها البارت الرابع والثلاثون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الرابعة والثلاثون

⚜️ العائله الغريبه … ⚜️
دنيا …
بعد ساعات ممله قضتها “دنيا” بإنتظار توقف القطار بمحطتها المنشودة فلم تكن تظن أن الطريق بهذا الطول وأن الرحله ستستغرق كل هذا الوقت …
شعرت بإختناق شديد من هذا الجو الحار الرطب مع طول رحلتها جعل وجهها يشع حرارة ويتصبب عرقاً …
أخذت تتحسس وجهها الملتهب فبشرتها حساسه للغايه وقد توهجت وإلتهبت بفعل حرارة الطريق الطويل بهذا القطار …
خرجت من القطار حامله حقيبتها الورديه الثقيله خارجه من المحطه وهى تحمل ورقه صغيرة دون عليها عنوان بيت عائلتهم الذى ستذهب إليه …
أوقفت إحدى سيارات الأجرة بالبدايه لتطلب من السائق بعد وضع حقيبتها بحقيبه السيارة أن يتجه بها صوب هذا العنوان ليتخذ طريقه إلى هناك مباشرة …
___________________________________
دار عنتر …
أصرت “فهيمه” أن تجلس “سحر” خارج المطبخ بإنتظار صنعها لكوبين من الشاى الساخن بينما ساعدتها إبنتها “صباح” بغسل الأوانى بعد إنتهائهم من تناول الطعام …
جلست “سحر” فوق الأريكة الخشبيه تنتظر بصمت ومازالت تتطلع بكل التفاصيل حولها بينما وقف “عنتر” قباله الباب ينظر تجاه الطريق بلا هدف ….
تذكرت “سحر” هاتفها الذى قد أخذه منها لتهتف بتذكر …
_ يااااا … أبو عمو ….
ضيق “عنتر” نظرته متعجباً من هذا اللقب الغريب الذى أطلقته عليه للتو ، ذلك اللقب الذى لا يطلقه عليه سوى “أبو المعاطى” …
إستدار وهو ويقضب حاجبيه بإستراب مستنكراً هذا اللقب …
_ ” أبو عمو ” …. !!!!!!! …… إيه “أبو عمو” ده …. ؟؟؟
إنتبهت “سحر” للحظه متفكره ثم أردفت بسذاجه للغايه …
_ مش … ده إسمك ؟!! … أنا سمعتهم بيقولوا لك كدة …!!!
إقترب “عنتر” بإندهاش ساخر من سذاجتها …
_ وهو فيه حد فى الدنيا … إسمه … ” أبو عمو” ….؟؟؟
قلبت “سحر” شفتيها للأسفل وهى تغمض عيناها بلا مبالاة …
_ وأنا إيش عرفنى … ما أنتوا أساميكوا غريبه … ومش يمكن يعنى عندك ولد وإسمه “عمو” …
شعرت بغبائها لوهله متداركه نفسها بتصنعها أنها على حق وهى تلعن نفسها من داخلها على غبائها الغريب الذى حل بتفكيرها المنطقى دوماً …
إتسعت إبتسامته تدريجياً حتى إنقلبت لضحكه مقهقهه عاليه رنانه أشعرتها بالحرج الشديد من تفكيرها الغبى خاصه عندما قال …
_ “عمو” ….!!!! فيه حد يسمى إبنه “عمو” …!؟؟؟؟
لم تجد بُد من الإفصاح عن ضحكتها التى لاحت على غبائها الجديد عليها لتشاركه الضحكه الذى أخذ يتعالى بدون توقف كما لو أصابتها عدوى ما …
بعد أن حجمت ضحكتها قليلاً بدت تتسائل بغرابه عن إسم مضيفها ببيته بالفعل فهى حتى الآن لا تدرك ما إسمه حقاً …
_ أمال إنت مين بجد … ؟؟؟ إسمك إيه يعنى ؟!!
وقف “عنتر” وقد إستقام بهامته طولاً وهو يجيب بفخر شديد ففخامه الإسم تحكى واقع …
_ “عنتر” إسمى … “عنتر” …
تلك الإندهاشه التى إرتسمت على ملامحها كانت جديرة بالفعل لإلتقاط صورتها كمثال لعدم التصديق …
فكل قسماتها كانت تصرخ بالإندهاش من الإسم فلم تكن تتخيله على الإطلاق …
لكنه بالفعل يليق به …
بضحكه قصيرة للغايه هتفت تعيد الإسم لتعتاد على تلفظه بهدوء …
_ “عنتر” إسمك … “عنتر” …
أكمل “عنتر” مزاحه ساخراً …
_ أمال كنتى فاكرة إن إسمى إيه يعنى …؟؟؟ “توتو” …!!!!
_ لا تمام … تمام … مفيش مشكله … طب يا “عنتر” بيه … أنا عايزة الموبايل بتاعى …
تذكر عنتر هاتفها الذى وضعه بغرفته ليشير بإصبعه متذكراً …
_ أيوة … أيوة …. عندى فوق … ثوانى حچيبهولك …
أسرع “عنتر” تجاه غرفته للإتيان بهاتفها بينما أقبلت “صباح” برفقه والدتها يحملان صينيه وضع عليها أكواب الشاى لتبدأ أحاديثهم البسيطه معها …
____________________________________
أحلام ….
قضت “أحلام” ساعات بمفردها بشقتها تتحسر على حالها ووحدتها لتخرج مرة أخرى صور صديقاتها بتحسر تتمنى أن تعيد علاقتها معهم وتعتذر منهم عما بدر منها …
عاد “عبد الحميد” متأخراً بإرهاق شديد من عمله متفاجئاً بوجود “أحلام” بشقتهم بعدما أخبرته أنها ستنتظره بشقه والديه …
أشفق على حال زوجته الذى تغير تماماً بعد تيقنها أن حملها أصبح مستحيلاً فهى أصبحت هشه حساسه للغايه ، وحزينه طوال الوقت …
_ مساء الخير يا “أحلام” ….
_ مساء الخير يا “عبده” …
أجابته بنبره تعيسه ثم نهضت بآليه متجهه صوب المطبخ وهى تستأنف حديثها …
_ عقبال ما تغير هدومك .. ححضر لك العشا …
أوقفها “عبد الحميد” متسائلاً بحنو …
_ مالك يا “أحلام” … فيه حاجه مزعلاكى …؟!!
ضمت شفاهها بقوة وانكسرت ملامحها ببكاء مكتوم كما لو كانت تنتظر تلك اللحظه للإنفجار …
_ أنا تعبت … تعبت يا “عبده” ومش عارفه ليه … ليه بس … أنا عارفه إنى مكنتش أحسن واحده فى الدنيا … بس … بس … ليه دايماً حزينه ونفسى مكسورة … فين أصحابى … فين حبايبى … حتى ماما من ساعه ما سافرت السعوديه لـ”حاتم” أخويا وهى نسيتنى … كان نفسى فى حته عيل يونسنى وياخد بيدى لما أكبر … كل ده واستحملت وسكت … لكن … لكن …
إزداد نشيجها ونحيبها وهى تتذكر حديث والدته عنها لتستأنف حديثها الموجع …
_ حتى مامتك و”مها” يخبوا عليا إن “مها” حامل عشان خايفين أحسدها … للدرجه دى أنا وحشه …. يخبوا عليا وإحنا عايشين مع بعض فى بيت واحد … وشنا فى وش بعض … هو أنا وحشه أوى كده يا “عبده” ….؟!!!
تألم كثيراً لبكاء زوجته و إنهزامها بتلك الصورة ليربت بحنو على ظهرها قائلاً بهدوء صوته المريح للنفس …
_ لا يا “أحلام” … ومين فين مش بيغلط … ده ربنا غفور رحيم … وكل شئ عند ربنا لحكمه عنده … ولو أراد يبقى عندنا دسته عيال مفيش حاجه حتمنعه … لكن محدش بياخد أكتر من نصيبه … ربنا رايد لينا الخير … إستغفرى ربنا … وإتوضى كدة وصلى ركعتين تهدي نفسك … وبإذن الله ربنا حيلهمك الصبر والفرج … مش كدة ولا إيه …؟!!
ربما هو الشئ الوحيد المشرق بحياتها لتنظر إليه وهى تحمد الله بسرها على وجوده معها ، أومأت بإيجاب ثم دلفت لتصلى لله لفك كربها وهدوء نفسها …
بينما أخذ يتفكر “عبده” بحل ما يبعدهم عن تلك المشاحنات الدائمه بين زوجته ووالدته التى لا تصيبه إلا بالضيق والحزن …
____________________________________
دار عنتر …..
قلب “عنتر” غرفته رأساً على عقب بحثاً عن شريحه الهاتف التى أخرجها مسبقاً منه ، لكنه لم يجدها مطلقاً ….
حمل الهاتف بيده وهبط إلى الدور السفلى حيث جلست ثلاثتهن تتحدثن وتتسامرن وأطفال “صباح” يركضون حولهم …
بدا “عنتر” متضايق بشده بصورة لفتت نظر “سحر” فتلك النظرة ذاتها التى رأتها بعيناه بأول ليله قابلته بها ، متضايق بشده ويحمل هماً كبيراً …
إنتبه إليه الجميع حين تسائل بإنفعال …
_ يامه … مشفتيش شريحه التليفون إللى كانت فوق …؟!!
ببساطه شديدة وعدم إدراك عما يتحدث حقاً أجابت “فهيمه” ….
_ شر … إيه يا وليدى … إيه إللى راح منيك …؟!!
_ الشريحه يامه … شريحه …!!!
_ شكلها كيف …؟!!
أشار بعقله أصابعه واصفاً إياها لوالدته …
_ صغيرة إكدة … زى حته البلاستيك ..
_ لا يا وليدى … مشفتش …
مسح “عنتر” بضيق فوق جبهته وهو يضرب بكفه بقوة فوق ساقه محاولاً إيجاد حل …
عقبت “صباح” تحاول تذكير والدتها …
_ طب مش يمكن يامه تكونى وانتى بتنضفى أوضه “عنتر” تكونى رميتيها ولا حاچه ….؟؟
بقله حيله أجابتها والدتها ….
_ يمكن يا بتى … أنا نضفتها إمبارح … بس مانيش عارفه شكل إللى بيقول عليها دى واصل …
زفر “عنتر” بضيق وهو يكاد يدور غضباً حول نفسه ، فكيف يضيع أمانه عنده ، كيف سيستطيع إعادتها لها …
إبتسمت “سحر” وهى تلاحظ هاتفها قابضاً عليه بكفه بقوة ثم أردفت بهدوء تام …
_ عادى يعنى مش مشكله الشريحه … المهم التليفون … الشريحه أجيب غيرها عادى أنا مسجله كل حاجه على الموبايل نفسه … متضايقش نفسك كدة …
هو يريد تقبل الأمر لكنه ثقيل للغايه على نفسه ، فهو لا يضيع أمانه أبداً ، قبض ملامح وجهه بضيق ليلتزم الصمت للحظات ثم إقترب منهم قليلاً ومد إليها بالهاتف قائلاً بحزم …
_ التلفون أهو … عشر دقايق حچيب لك واحده چديده وأرچع …
حاولت “سحر” إيقاف “عنتر” وإخباره أن الأمر لا يستحق كل هذا الضيق لكنه كان كالقطار المنطلق ولم تلحق حتى أن تنطق بكلمه ..
_ إستنـ…….
أعادتها “صباح” للجلوس مرة أخرى وألا تهتم لـ”عنتر” وهى تعقب مازحه ..
_ مخه صعيدى بقى … سيبيه يعمل إللى يريحه …
جلست “سحر” مرة أخرى ومازال ذهنها معلق بهذا “الحجرى” الذى خرج للتو …
___________________________________
دنيا ….
توقفت السيارة التى قد إستأجرتها لتنظر “دنيا” حولها فتجد على يمينها طريق يفصل بينها وبين النيل بمظهر بهى تلاقت به إنعكاس ضوء القمر على مياهه الساكنه …
ثم إلتفتت إلى يسارها لتجد بنايه من أربع طوابق مصممه بشكل غريب نوعاً ، فهناك مدخل رئيسى لتلك البنايه ذات بوابه حديديه مطعمه ببعض أشكال النحاس الأصفر وأيضاً هناك سُلمان آخران سُلم بكل جانب من البنايه يصل للدور الأول كما لو أن أحدهم أراد سُلم منفصل للوصول لشقته …
تعجبت “دنيا” كثيراً فيبدو أن الوضع لا يبشر بالخير لتهمهم بداخلها …
” شكلهم مش طايقين بعض أساساً … بيت عيله .. بيت عيله يعنى … ربنا يستر …”
سحبت حقيبتها الورديه ذات العجلات لتتقدم نحو المدخل الرئيسي لتلك البنايه ، تطلعت بعجاله لهذا المدخل البسيط وهى تصعد الدرجات متخوفه فهى غريبه عن كل ساكنيه وعن البلده كلها أيضاً …
مع صعودها تلك الدرجات العريضه بدأت تستمع للعديد من الأصوات المتداخلة ، لم يكن مشادة ما أو ما شابه لكن يبدو أنهم عدد كبير من البشر يقطنون بالأعلى …
وقفت لبرهه تفكر كيف تقتحم مجلسهم بتلك الصورة فيبدو أن الباب مفتوحاً حتى تستطيع سماع أصواتهم بهذا الوضوح …
لكن الصدفه حلت لها تلك المشكله على الفور بقدوم أحد الأطفال يركض فوق درجات السلم …
أرتسمت إبتسامه مصطنعه على وجه “دنيا” وهى تطالع هذا الطفل السمين ذو الوجه الممتلئ قبل أن تسأله بلطف ….
_ اااا … إزيك … مش ده برضه بيت عيله “الأسيوطى” …؟؟؟!
بفظاظه غريبه لا تليق بطفل صغير أجابها …
_ أيوة … أنتى مين وعايزة إيه …؟؟؟
لم تكترث لفظاظته فهو فى النهايه طفل ولن تعلق على طريقته …
_ أنا “دنيا” … أنا إللى جايه من مصر عشان ..أاا …
قاطعها الطفل مرة أخرى بفظاظه وهو يلوح بكفه لتصمت وقد عقص وجهه بإمتعاض …
_ أيوة أيوة … ماما قالت إن فيه واحده جايه ….
ثم صرخ بصوت مزعج صائحاً منبهاً بقيه عائلته بالأعلى …
_ ماماااااااا …. يا خااااالى … البت المعصعصه بتاعه مصر جت ….
إستقامت “دنيا” بإندهاش بالغ من هذا الطفل الفظ سليط اللسان ، وكيف أيضاً يصفها بتلك الكلمه الغريبه ( معصعصه) هى ليست نحيفه لتلك الدرجه ….
تلاشت إبتسامتها وهى تمط شفتيها جانبياً بضيق وهى تغمغم بسخط …
” شكلها زيارة فل ” ..
تركها هذا الطفل مسرعاً إلى خارج البيت وهى تتبعه بعيناها المندهشتان حين إستمعت جمله ترحاب موجهه إليها آتيه من الأعلى …
دارت بوجهها بإتجاه هذا الصوت الأنثوي المكتوم بإنتباه …
_ أهلاً وسهلاً … إطلعى واقفه عندك ليه …؟!!
نظرت “دنيا” تجاه تلك المرأه الممتلئه أيضاً والتى تشبه هذا الطفل إلى حد كبير لتحاول رسم نفس الإبتسامه المصطنعه على وجهها تقبلاً لترحيبها …
ثم أومأت برأسها إيجاباً وهى تحمل حقيبتها محاوله الصعود بها درجات السلم العريض …
تفاجأت بتلك السيدة تهتف بصوت عالى ظنت “دنيا” أنه يخرج من أنفها فمخارج حروفها مكتومه للغايه …
_ يا “إسماعيل” … تعال شيل منها الشنطه …
ربما كانت تحتاج “دنيا” لذلك حقاً لكنها كانت محرجه للغايه ولا تدرى بعد من هذا “إسماعيل” فربما زوجها أو ولدها الآخر لتهتف برفض …
_ لا لا … مفيش داعى … هى …ااا …
لم يمهلها هذا الشخص الممتلئ أيضاً من التحدث كثيراً ليعلق سريعاً وهو يحمل الشنطه بخفه للغايه …
_ هاتى هاتى … حمد الله على السلامه …
تركت “دنيا” الحقيبه وهى تبتسم بلطف مجامله لهذا الشاب وهى تحرك رأسها بإيماءه خفيفه ثم تبعتهم نحو الأعلى بإحساس مختلط ما بين التخوف والفضول للتعرف بتلك العائله ….
____________________________________
عنتر ….
إتجه مسرعاً نحو ذلك المتجر الصغير الذى يبيع ما يلزم الهواتف بقريتهم ليبتاع شريحه جديده بدلاً من تلك التى فُقدت منه …
لم يأخذ الأمر وقتاً طويلاً وكان “عنتر” بطريق عودته إلى الدار مرة أخرى لكنه صوتاً ما أوقفه حين نادى بإسمه فى الظلام …
هو يدرك ذلك الصوت جيداً ولن ينساه ، بل كانت تلك فرصه لا تعوض لتلقين صاحب الصوت درساً لن ينساه ويستحقه على ما خدعه به …
توقف “عنتر” وقد تحلت ملامحه بجمود غاضب منتظراً ظهور هذا الخائن للصداقه وهو يضيق عيناه بإتجاه الحقل إلى جواره فلابد أنه مختبئ به …
لم يخيب ظنه حين لاح خياله الملثم يدنو منه وهو يعيد هتافه بإسمه مرة أخرى …
_ “عنتر” … كيفك يا أبو عمو …؟!!
لحظه الإنتقام قد حلت ولابد أن ينال عقابه على ما فعل حين همس “عنتر” بغيظ …
_ “أبو المعاطى” …. چيت لقضاك …
حين أصبح أبو “المعاطى” بالقرب الكافى من “عنتر” كانت قبضته ردها أسرع من فمه ليضربه بلكمه قويه ترنح لها “أبو المعاطى” للخلف بضعه خطوات قبل أن يسقط أرضاً …
تملس “أبو المعاطى” فكه الذى لكمه به “عنتر” بكفه وهو يحركه ليتأكد بأنه لم يكسرة بفعل قبضته القويه لينهض بإنفعال صارخاً …
_ إنت إتچننت …. بقى بعد كل إللى عملتهولك تضربنى …. مكنش العشم يا أبو عمو …
صاح به “عنتر” غاضباً من بين أسنانه وهو يعيد ضربه مرة أخرى …
_ عملتهولى … !!!!! ده إنت حسابك تقيل …
أدرك “أبو المعاطى” أن “عنتر” لن يعطيه حقه من نقود “عمر” ولهذا يعنفه حتى يبتعد وينسى خوفاً من مطالبته بحقه ليجد أن لا سبيل آخر سوى مقاتلته عوضاً عن ماله …
_ بقى إكدة … طيييب ….
حاول “أبو المعاطى” ضرب “عنتر” عده مرات لكن محاولاته كانت كلها فاشله فـ”عنتر” أقوى منه ومرواغ بارع فلم يستطع المساس به مطلقاً فى حين آلمه ضربه للغايه ليركض “أبو المعاطى” هارباً مبتعداً عن طريقه وهو يتوعد له بأنه لن يترك حقه …
_ ماشى يا أبو عمو … مسيرنا نتقابل … وآخد حقى منك …
قالها وإختفى مرة أخرى داخل الحقل ليعدل “عنتر” من وضعيه جلبابه عائداً إلى الدار غير عابئ بهذا الوضيع الجبان ….
سعدت “سحر” بتلك الشريحه على الرغم من رفضها بالبدايه شعوره بالضيق من أمر بسيط لتتصل مباشرة بـ”نسمه” تطلب منها تجهيز حقيبه ملابسها لحين إرسال أحدهم للإتيان بها …
___________________________________
دنيا …
حجبت تلك السيدة التى لا تعرف من هى بعد وهذا الشخص المدعو “إسماعيل” الرؤيه أمامها وهى تسير خلفهما تصل لنصف طولهما وعرضهما معاً …
دلفت إلى داخل الشقه وهى مازالت لا ترى ما بالداخل مطلقاً حتى تنحى “إسماعيل” جانباً واضعاً الحقيبه إلى جوار الحائط لتظهر لها مجموعه من الأشخاص مختلفى الأعمار لكنهم جميعاً يتسمون ببنيه جسمانيه واحده متقاربه ، فكلهم بلا إستثناء ممتلئى القوام بدرجات متفاوتة لتدرك مقصد الطفل الذى قابلته بالأسفل حين نعتها بـ” المعصعصه” فهى نحيفه للغايه بالنسبه لهم جميعاً …
حاولت من باب اللباقه ألا تظهر إندهاشها من تلك العائله وترسم إبتسامه لطيفه على محياها ترحيباً بهم …
وقفت تلك السيده التى قابلتها بالبداية وقد تحلى وجهها الممتلئ بإبتسامه ودوده قبل توجيه حديثها إليها بتعريفها على العائله …
_ نورتى بيت جدك يا حبيبتى … إنتى … “دنيا” صح …؟؟! كان “راضى” بيقول لجدك .. “دنيا” إللى حتيجى …
_ أيوة … أنا “دنيا” …
إستطردت السيدة قائله …
_ وأنا بنت عم أبوكى … يعنى أعتبر عمتك … عمتك “إخلاص” ..
أومأت “دنيا” بترحيب ..
_ تشرفنا يا عمتو …
_ دول بقى … عندك ده أخويا “مصطفى” كبير العيله بعد أبويا إللى هو عم أبوكى جدك يعنى … وده إبنه “إسماعيل” … ودى بنته “شيرين” …
ثم أكملت تشير بإتجاه عائله أخرى …
_ دول بقى يا ستى ولادى … “كاميليا” و “كامل” و”كمال” والصغنن اللى قابلتيه تحت “كريم” …
إتسعت عيناها دهشه و إعجاب بسجع أسمائهم وهى تومئ لهم بالترحيب …
ثم عادت عمتها “إخلاص” بإستكمال تعريفها ببقيه العائله …
_ ودى بقى “سوسن” مرات أخويا “ممتاز” وبنتها “بدريه” … وبس كدة …
مع تعريفها لهم جميعاً بذات الوقت تشتت “دنيا” للغايه فكيف ستستطيع حفظ كل تلك الأسماء والتفريق بينهم لتشعر بالتوتر للحظات وبقيت هادئه نوعاً فكم شعرت بالغربه وسط كل تلك العائله الكبيرة …
وقفت كالطائر المبلل وسط الأمطار لا يدرى أن يذهب أو ماذا يفعل خاصه والجميع يتطلع بها بتلك الصورة ، تريد لو تنشق الأرض وتبلعها من شده الحرج فهى لا تحسن التصرف أبداً …
تشتت ذهنها حتى أنها نسيت تماماً أن تسأل أين جدها هذا أو ما يسمى بعم والدها الذى أرسل بطلبها لإعادة ميراث والدها له فكل هؤلاء أبنائه وأحفادة لكن أين هو …
قطع تطلعهم المستفز بها صوت لإمرأه مسنه آتى من إحدى الجوانب لا تدرى “دنيا” بعد إلى أين يؤدى …
بصوت حاد مهتز يبدو عليه كبر السن هتفت موبخه “إخلاص” …
_ هو إيه إللى وبس كدة … ليه … عدمتينى يا “إخلاص” …!!!!
بصدمه وضعت “إخلاص” يدها فوق فمها لتبرر كلمتها قائله …
_ متأخذينيش يا ماما … والله سُها عليا … إكمنك مش قاعده معانا بس …
ثم إستدارت تجاه “دنيا” تعرفها بها بتمجيد زائد عن الحد مراضاة لها …
_ ودى بقى يا ستى … ست الكل … أمى حبيبتى وتاج راسى … إللى عمرى ما أنساها أبدااااا … “بدريه” …
شعرت “دنيا” بأن هذا الإسم قد مر عليها من قبل فدارت بعينيها تبحث عن أخرى بهذا الاسم بينهم لكنها لم تتذكر …
دورانها برأسها باحثه بينهم بعدم إدراك وربما ببلاهه أطلق ضحكاتهم الساخرة فى حين عقبت “سوسن” زوجه عمها …
_ متتلخبطيش يا بنتى … إحنا سمينا بنتنا “بدريه” على إسم ماما الحاجه …
تنفست “دنيا” براحه وتفهم وقد إتسعت إبتسامتها نوعاً فربما ستستطيع حفظ أسمائهم يوم ما …
أشارت لهم الحاجه “بدريه” بالإفساح لها بالجلوس …
_ قوم يا واد يا “كامل” خلينى أقعد … ووسعوا لبنت “راضى” تقعد … أنتوا حتسيبوها واقفه كدة …!!!!
نهض الطفلين “كمال” و”كامل” لتجلس الجده وتشير لـ”دنيا” بالجلوس إلى جوارها ….
بهدوء جلست “دنيا” إلى جوار الجده”بدريه” تستمع إلى أحاديثهم التى لا تفقه منها شئ أبداً عن أُناس لا تعرفهم …
تجمعهم الكبير بتلك الأجواء الحارة وطول مسافه سفرها أشعرها بالحرارة بصورة كبيرة وتوهج وجهها بحمره شديده لتبدأ تلوح بكفها باحثه عن نسمه هواء تلطف من توهجها قليلاً ….
سألتها الجده …
_ إنتى حرانه ولا إيه … شكلك مش واخده على الجو بتاعنا …
بتلقائيتها المعهوده أجابتها “دنيا” …
_ الجو رهيب .. مش قادرة والله حاسه وشى مطلع نار … مفيش خيار أعمل ترطيب لوشى شويه أحسن ممكن يلتهب …
أجابتها الجده بجديه وهى تطلب من إبنتها “إخلاص” …
_ لا مفيش خيار … قومى يا “إخلاص” هاتيلها فلفل أخضر من إللى جبناه الصبح ….
لم تنفك “دنيا” عن الإندهاش بكل حرف تنطقه لتشير لعمتها برفض طفولى …
_ فلفل … لالالالا … مش عايزة يا طنط .. شكراً مش عايزة … أنا حتصرف …
ثم إنتبهت أخيراً أنها لم تسأل عن الجد لتسأل بإستراب فهى لم تره حتى الآن …
_ أمال فين جدو … هو مش هنا ولا إيه …؟؟؟
أجابها عمها “مصطفى” …
_ الحاج راح العمرة وجاى كمان عشر أيام … أهى فرصه كويسه تقعدى مع عيال عمامك … ولا إيه …؟؟؟
كان تساؤله أشبه بالأمر لتومئ “دنيا” رأسها بالإيجاب تخوفاً منه …
وضعت “كاميليا” إبنة عمتها “إخلاص” ساقاً فوق الأخرى بعجرفه وهى تتسائل …
_ أمال بنت عمى حتبات فين … فوق ..؟؟؟
أجابت الجده دون الرجوع لأحد …
_ لأ … حتبات فى الأوضه القبليه … البيت واسع … فوق للعيال الصغيرة مع أمك …
زمت “كاميليا” فمها بإستياء قائله …
_ وأنا كمان عايزة أبات معاكم هنا … ما أنا مش صغيرة عشان أبات فوق مع أمى … يبقى أبات هنا معاكم ….!!!
ضحكت “إخلاص” لتخفى طريقه إبنتها الجافه بالتعامل قائله …
_ صغيرة إيه بس … دة أنتى عروسه ما شاء الله تبارك الله عليكى خمسه وعشرين سنه تبقى صغيرة إزاى .. باتى حبيبتى فى بيت جدك … وماله ..
لم يناقشها أحد فغرف البيت واسعه ولن يكترث أحد من يبيت بأى غرفه …
نظر العم “ممتاز” بساعه يده قائلاً …
_ مش يلا ننام ولا إيه … الحاجه مش بتحب تسهر …
كانت كلمته كناقوس إشارة لنهوض الجميع إلى شققهم بالأعلى بينما بقيت الجده و”كاميليا” و”إسماعيل” وبالطبع “دنيا” ….
أشارت الجده إلى الغرفه التى ستبيت بها “دنيا” لتحمل حقيبتها إليها لترتاح من عناء تلك السفرة المرهقه ليتجه الجميع لغرفهم للنوم …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى