روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الرابع والأربعون

رواية عشقت خيانتها البارت الرابع والأربعون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الرابعة والأربعون

⚜️ النهايه ⚜️
عمر ونسمه …
سمعا دق جرس الباب ليلتفتا بإستراب نحوه فمن هذا الذى يدق بابهم بمثل هذا الوقت …
تقدم “عمر” تجاه الباب ليفتحه متفاجئاً بوجود “أحلام” تقف قِباله بوجه متجهم ليردف متعجباً …
_ “أحلام” ….!!!!
إقتربت “نسمه” من “عمر” إثر سماعها لإسم “أحلام” ، وقد وجدتها فرصه عظيمه لتعتذر لها عما بدر منها بالمستشفى فـ “عمر” لا يعلم ما فعلته معها بعد لتهتف “نسمه” بترحيب حار …
_ “أحلام” …تعالى حبيبتى … أنا كنت عاوزاكى فى موضوع مهم أوى … إتفضلى … إتفضلى …
أردفت “أحلام” بنفس التجهم ومازال وجهها عابساً حزيناً فهى لم تنسي ما حدث بعد …
_ وأنا كمان يا “نسمه” … كنت عايزاكى وعايزة “عمر” فى موضوع ضرورى …
دلفت “أحلام” إلى الداخل لكنها أمسكت باب الشقه قبل أن يغلقه “عمر” منبهه إياه …
_ ثوانى يا “عمر” … أنا مش لوحدى …
دار “عمر” بوجهه قباله باب الشقه ليتطلع نحو الدالف بإندهاش كبير حين تقدم “عبد الحميد” بإبتسامته الهادئه ملقيا التحيه بهدوء …
_ السلام عليكم … معلش جينا مرة واحده كدة من غير معاد …
تعمق “عمر” بنظرته تجاه “عبد الحميد” ليشير تجاهه بإصبعه السبابه قائلاً بتذكر …
_ مش إنت ااااااا ….
أومأ “عبد الحميد” بالإيجاب ولم يتخلى ثغره عن تلك الإبتسامه الهادئه …
_ أيوة أنا …
أشار له “عمر” بالدخول وهو يشعر بالتوجس من عدم فهمه ما الرابط بين “أحلام” وهذا الرجل …
لكن لم تتركه “أحلام” يتخبط بحيرته كثيراً حين قدمت “عبد الحميد” إليهم …
_ده “عبده” … جوزى …
رحبت به “نسمه” بحفاوة على الفور بينما بقى “عمر” يطالعهم بحيره وعدم فهم …
_ أهلاً وسهلاً .. إتشرفنا بيك يا أستاذ “عبد الحميد” …
لم تتوانى “نسمه” بالإنتظار لتستمع لما جائت “أحلام” وزوجها من أجله الآن وبدأت بالإعتذار على الفور …
_ أنا أسفه فعلاً يا “أحلام” … أنا ظلمتك بجد وجيت عليكى … بس معلش أعذرينى إنتى المره دى … لقيت كل حاجه ملخبطه حواليا … بس الحمد لله أنا فوقت أوى وعرفت وإتعلمت حقيقى من كل حاجه عدت عليا … و وعد … خلاص … موضوع زمان ده إتقفل خالص وعمرى ما حجيب سيرته نهااااائي ونفتح صفحه جديده مع بعض … والمسامح كريم بقى …
تجلت إبتسامتها العذبه تسترضى “أحلام” التى إبتسمت على الفور فهى لم تكن تريد أكثر من ذلك لتجيبها بمحبه …
_ الله أكرم … خلاص طبعاً …
_ والله يا “أحلام” أنا كنت حجيلك البيت بس عندنا موضوع كدة شغلنا … وقلت يخلص وأجيلك على طول …
نظرت “أحلام” إلى “عبد الحميد” أولاً قبل أن تردف …
_ ما هو إحنا جايين عشان الموضوع إللى أنتى بتقولى عليه ده …
هنا وقع الشك بقلب “عمر” لينظر تجاه “عبد الحميد” بتفحص فى إنتظار فهم ما يسعيان لأجله …
نظر “عبد الحميد” موضحاً الأمور لـ”عمر” حتى لا ينساب الشك بقلبه أكثر قائلاً …
_ أنا أفهمك …. لما “أحلام” جت لمدام “نسمه” وإتصالحوا … وصل لمدام “نسمه” رساله من واحده إللى هى “نورهان” … ساعتها “أحلام” كانت عايزة تتأكد من إن “نورهان” فعلاً بينكم حاجه ولا مجرد سوء فهم … وعشان “أحلام” كانت عايزة تطمن مدام “نسمه” الأول قبل ما تشك فيك … طلبت منى إنى أجى الشركه عندكم وأشوف إيه طبيعه العلاقه ما بينكم … طبعاً مع إلحاح “أحلام” وافقت وجيت الشركه على أساس أشتغل معاكم فى الشركه بعد الظهر … الأمور كانت ماشيه عادى جداً وكنت خلاص قلت كفايه كده وأطمن “أحلام” وخلاص إن إللى بينكم مجرد علاقه عمل ….
أومأ “عمر” بتفهم فى إنتظار تكمله “عبد الحميد” حين إستكمل حديثه قائلاً …
_ لكن لما شفت “نورهان” سرقت أوراق من مكتبك مشيت وراها وشفتها وهى بتخبيها فى عربيتها …
إسترعى حديث “عبد الحميد” إنتباه “عمر” الكامل ليتقدم بجزعه إلى الأمام فى إنتظار تكملته لما حدث بعد ذلك قائلاً …
_ وبعدين …
_ أقولك … “نورهان” من غبائها سابت العربيه مفتوحه وأنا فتحتها وأخدت كل الأوراق منها … وجيت أرجع الحق لأصحابه … أدى الورق يا “عمر” …
بتلهف شديد وعدم تصديق أمسك “عمر” بالملفات التي لوح بها “عبد الحميد” إليه ليقلب بهم وبجميع الاوراق الموضوعه بهم مردداً …
_ معقول ده … فعلاً هى دى الإيصالات بتاعتى … الحمد لله رب العالمين … ربنا مبيضيعش حق حد والله … أنا حقيقى يا أستاذ “عبد الحميد” مش عارف أشكرك إزاى …
_ مفيش داعى للشكر .. ده حقك ورجع لك …
ثم نظر “عبد الحميد” تجاه “أحلام” قائلاً …
_ يلا بينا بقى …
_ يلا …
تمسك بهم “عمر” بشده وهو يدعوهم للبقاء …
_ لا والله … إنتوا مش أغراب … يمكن حصلت مشاكل زمان بس سبحان الذى يغير ولا يتغير … و”أحلام” أخت وصديقه … وإنت كمان … ده كفايه إللى عملته معايا …لازم تقعدوا معانا شويه …
نهضت “نسمه” وهى تمسك بيد “أحلام” قائله …
_ أيوة … وأقعدوا إنتوا هنا مع بعض وأنا و”أحلام” نحضر لكم عشا خفيف كدة …
جذبت “نسمه” “أحلام” معها إلى المطبخ ليبقى “عمر” و”عبد الحميد” سوياً ، لاحظ “عمر” وجود أوراق أخرى لا تخصه ليبدأ بالتمعن بها ويجد لها معلومات وإحصائيات كثيرة يمكنها أن تزج بـ”نورهان” بالسجن لفترة طويله ليقرر بتقديم تلك الأوراق بالغد إلى النيابه العامه للقبض على تلك المجرمه اللصه …
بالمطبخ …
أخذت “نسمه” تحضر الطعام وهى تتجاذب حديثها مع صديقتها “أحلام” بصفاء داخلى غريب أعادها لسنوات وسنوات من الماضى لتلاحظ شحوب وجه “أحلام” و تقززها …
_ مالك يا “أحلام” ….؟!!
_ مش عارفه … ريحه الأكل قلبت لى بطنى … مش قادرة أستحملها …
بإندهاش كبير أخذت “نسمه” تشتم روائح الطعام الشهيه متعجبه من تقزز “أحلام” منها …
_ غريبه … مع إن أكلى والله الكل بيقول عليه حلو أوى …
نفت “أحلام” تلك الصفه السيئه عن طعامها معلله …
_ لا يا حبيبتى مقصدش والله … أنا أصلاً بقالى كام يوم حتى الأكل إللى بعمله مش طايقه ريحته خالص …
إلتفت “نسمه” بكامل إستدارتها نحو “أحلام” متسائله بحبور شديد …
_ لا تكونى حامل يا “أحلام” … أنا كنت كدة فى “مؤمن” ….؟!!
ذهلت “أحلام” وتيبست حركاتها لتهتف بصوت خفيض للغايه …
_ معقول … ممكن ؟؟!!!! … أنا من ساعه ما إنشغلت معاكى فى موضوع “عمر” و”نورهان” والموضوع ده مبقتش أفكر فيه خالص …
_ ليه لأ … بيبقى ساعات فيه أمور نفسيه كدة هى إللى بتمنع على فكرة …
مجرد إحساسها بإمكان حدوث الحمل جعلها سعيده للغايه وبداخلها ترقب قوى وتمنى بأن يصبح ظنهما حقيقه …
_____________________________________
شاطئ النيل …
لم يقدر “ممتاز” على إصطحاب ولده إلى البيت ليتركه بمحله عائداً للجميع بالداخل …
جلس “ناجح” أرضاً مرة أخرى بصمت تعيس حين سمع صوتها الذى عشقه يخترق أذنيه بهمس رقيق …
_ سنه بحالها وإنت جنبى وأنا مش عارفه ….؟!!!
إلتفت “ناجح” إلى الخلف متطلعاً لملاكه الغائب …
_ “دنيا” ….!!!!!
دنت منه جالسه إلى جواره بملامح مندهشه للغايه …
_ أنا بسألك بجد … سنه بحالها عاوز تقرب منى مش عارف …؟؟؟
زاغت عيناه تتأكد من وجودها حقيقه إلى جواره أم أنه يتخيل ذلك ، كانت مازالت ترتدى ذلك الفستان الوردى الناعم وشعرها متطاير بخصلات عشوائيه رائعه ، عيناها تنبض كالقلوب الدافئه …
مد أصابعه تجاه ذراعها يتأكد أنها بالفعل تجلس إلى جواره ليشعر بدفء ملمسها إنها حقيقه واقعه بالفعل …
أغمض عيناه براحه هاتفاً بعشق وإشتياق بتلهف شديد …
_ “دنيا” … حبيبتى … إنتى عايشه … أاااه … الحمد لله يا رب …
تلك اللهفه العاشقه التى تراها بعيناه ، إرتجافه وحزنه على فَقدها ، سَعيُه لمجرد أن تلاحظ وجوده أدركت “دنيا” بأنها تحبه للغايه ، لم تكن تدرك ذلك تماماً لكنها الآن متأكدة من ذلك …
إنه الوحيد الذى أحبها بتلك الدرجه وأراد قربها وحَزِنَ لأجلها ، لقد شعرت بقلبه الحزين …
أجابته “دنيا” وسط عبرات تلألأت بأهدابها …
_ أيوة يا “ناجح” … أنا لسه عايشه … أنا عملت كدة بس عشان تعرفوا إنى معملتش حاجه … لكن أنا عمرى ما أفكر أغضب ربنا … وأنتحر وأموت نفسى بالشكل ده …
تنهد “ناجح” براحه شديده مردفاً …
_ ياااااه … تعبتى قلبى … بس خلاص مش مهم … المهم إنك بخير …
بتلك النظرات الشقيه كررت سؤالها مرة أخرى …
_ سنه يا “ناجح” عايز تقرب منى …؟!!
أجابها بهيام شديد ..
_ ولو العمر كله برضه حفضل مستنى … “دنيا” .. أنا بحبك … بحبك أووووى …
أجَابَتْها صريحه تُعلن عشقها لهذا الشقى …
_ وأنا كمان يا “ناجح” … بحبك أووووى …
_ طب ومستنيين إيه … يلا نتجوز حالاً …
أمسك كفها بين راحته بقوة لينهض من جلسته مسرعاً بخطواته تجاه بيت العائله مباشرة وهو يردد بصوت عالٍ للغايه جعل الجميع ينظرون من الشرفات تجاهه …
_ “دنيا” عاااااااايشه … “دنيا” مماتتش … أنا حتجوز “دنياااااااااااااااااا” ….
لم يصدقوا عيونهم بعودة “دنيا” إليهم ليركضوا جميعاً نحوها يحتضونها بحب شديد ويتحمدون على سلامتها …
إصطحبها والديها بعد بكاء شديد لعودتها سالمه إلى الأعلى مع بقيه العائله …
___________________________________
وائل ….
بداخل نفسه كان يظن أنه المثابر المحارب بإنتظار إستخراج جثمانها وإلا فلم ينتظر كل هذا الوقت ، فغيره كان ترك الأمر برمته وسافر عائداً إلى بلده لكنه إنتظر ، هو الشهم الذى لا مثيل له …
إنتبه على صراخ “ناجح” بعودة “دنيا” بصدمه غير مدركاً كيف عادت بعد أن ألقت بنفسها بالنيل …
وقفت مذهولاً لفترة ثم أفاق لنفسه ليتقدم نحو البيت ليتحدث معها ويطمئن عليها …
كان كف “ناجح” ونظرته القاسيه أول من أوقفه بحده حين وضع كفه فوق صدره مانعاً إياه من التقدم …
_ حيلك حيلك … على فين ياااا … كدااب …
أبعد “وائل” كف “ناجح” عن صدره بقوة متناسياً ما فعله معه “ناجح” بالصباح ..
_ ملكش فيه … أنا عايز “دنيا” …
رمقه “ناجح” قائلاً قبل أن يصعد خلف “دنيا” والعائله …
_ بس يا بابا … “دنيا” خلاص إختارتنى أنا وحنتجوز بكرة … مش عاجبك … النيل قدامك …
أنهى “ناجح” عبارته وهو يشير تجاه النيل من خلفه قبل أن يتركه صاعداً لأعلى البيت …
وقف “وائل” ينفث أنفاسه بغضب قابضاً كفه بقوة كما لو كان يستطيع ضرب “ناجح” حقاً …
إقترب “إسماعيل” الذى كان يشاهد هذا المشهد كاملاً من “وائل” ليسأله بفضول …
_ هو إنت بتحبها فعلاً …؟!!
_ أه طبعاً … وبعدين … إنت مالك … خليك مع قريبك …!!!
تلفت “إسماعيل” وهو يخفض صوته حتى لا ينتبه إليه أحد قائلاً بخيلاء …
_ أنا عندى الحل إللى يخليكم تتجوزوا والنهارده كمان …
هدأ “وائل” قليلا وهو يسأله بشك ..
_ وأنت إيه مصلحتك …؟!!
_ أهو … مش بتقول بتحبها … وكمان أصل “ناجح” إبن عمى ده واخد كل حاجه … فمش عايز أهنيه على “دنيا” كمان …
_ ااااه … قولتلى … غيران منه يعنى …. طب إيه إللى أعمله عشان أتجوز “دنيا” .. ؟!!
نظر “إسماعيل” إلى البيت ذو التصميم الغريب فهناك درجات سلمين صاعدين إلى الدور الاول من كلا الإتجاهين ….
_ شايف السلم ده …
أشار “إسماعيل” إلى السلم جهه اليسار ليتجه “وائل” بنظرة إليه …
_ أيوة ماله …؟!!
_ ده يا سيدى جدى كان عامله زمان لما كان زعلان مع عمى ومش عايز يشوفه … السلم ده بيطلع على الأوضه القبليه … والأوضه دى هى إللى “دنيا” بتنام فيها … إنت حتنستنى الدنيا تهدا ويدخلوا يناموا وتدخل أوضه “دنيا” … ومش حوصيك بقى … ساعتها أنا حقول لهم يدخلوا الأوضه ويقفشوكوا سوا … وإحنا صعايده يا أبنى … حيجوزهالك … حيجوزهالك …
لمعت عينا “وائل” بمكر إعجاباً بتلك الفكرة الشيطانيه مردداً …
_ وماله … ماشى …
___________________________________
ساد سواد السماء كغطاء حالك يغطى ما تخفيه القلوب …
بعد أن أتم تحميل ما إستطاع وضعه فوق السيارة والبقيه أبقى عليه “أبو المعاطى” حارساً لحين الإتفاق مع تاجر الآثار المهربه …
أمسك أحد التماثيل بيده متفكراً بقيمته الثمينه التى سيخسرها حين يضحى به لكنه قرر القيام بذلك للتخلص من “عنتر” …
تلثم “علام” بشال كبير أخفى معالم وجهه تماماً ، إرتدى ملابس رياضيه سوداء لتتيح له الحركه جيداً وإتجه صوب دار “عنتر” …
توقف لدقائق ملاحظاً هدوء الماره فقد قبع الجميع ببيوتهم وأغلب القريه هادئه بصمت رهيب فيبدو أنه موعد نوم حل على القريه بكاملها …
إبتسم ساخراً لترتيب القدر فلم يلاحظه أحد بالمرة ، نظر إلى تلك الدار البسيطه بإستهزاء فغمغم قائلاً …
” بقى تسيبينى أنا يا (سحر) وتيجى تعيشى فى عشه الفراخ دى … بس وماله … لسه الندم ليه وقته …”
حاول فتح باب الدار لكنه كان موصود بمفتاح على ما يبدو فقرر القفز إلى داخل أحد النوافذ المطله على الطريق إلى داخل الدار ..
حالفه الحظ تلك المرة أيضاً وبسهوله فائقه كان “علام” يقف بداخل غرفه الفرن بدار “عنتر” …
أخرج التمثال من بين قطعه قماش كبيرة كان قد أحاطها بها وأخذ يبحث عن مكان مناسب لتخبئتها به …
تجول داخل الدار حتى صعد إلى الدور العلوى ليدلف إلى الغرفه المقابله له يتلفت حوله باحثاً عن موضع مناسب …
بعد وقت ليس بالكثير كان قد وضع التمثال بخزانه ملابس خشبيه بحيث يتوارى عن الأعين لحين إبلاغ الشرطه عن “عنتر” …
نفض كفيه فقد قام بمهمته على أكمل وجه ليستدير للخروج من الغرفه والدار كلها كما لو لم يفعل شيئاً بالمرة ….
____________________________________
وائل …
ظل مترقب إشارة “إسماعيل” كما إتفقا منذ قليل بأن يبلغه حين تدلف “دنيا” إلى غرفتها ليبدأ مخططه بحذر شديد ….
لاحظ “وائل” خيال “إسماعيل” الممتلئ يشير إليه من شرفه إحدى الغرف بأن كل شيء على ما يرام وعليه التحرك الآن فعلى ما يبدو أن الجميع خلد إلى النوم …
بخطوات لص سارق تحرك “وائل” بخفه شديده صاعداً السلم الجانبى الذى أشار إليه “إسماعيل” من قبل متجهاً لغرفه “دنيا” …
وصل إلى الغرفه ليجد باب شرفتها الزجاجى مفتوح ليسمح بدخول الهواء بتلك الليله الحاره …
لاحت إبتسامه ماكره على ثغر “وائل” وهو يدلف بهدوء إلى الداخل فيبدو أن كل شئ يسير أفضل مما توقع وعليه الآن أن يقترب من “دنيا” أولاً دون أن تنتبه ….
كانت تلك فرصته المنشودة حتى يحظى بـ”دنيا” حتى لو كان رغماً عنها أو بصورة لا ترضاها فهى بالتأكيد تحبه وقد وافقت على زواجها من “ناجح” لتكيده فقط ليس إلا ….
جلس إلى جانب “دنيا” التى تغط بنوم عميق وسط تلك الغرفه المظلمه ليبدأ “وائل” بالتقرب منها والتودد إليها كما طلب منه “إسماعيل” ….
إسماعيل …
إطمئن لأن مخططه يسير وفقاً لما خطط إليه بالضبط وها هو “وائل” بداخل الغرفه لتتسع إبتسامته الماكره فعليه الآن إتمام خطته بعمل فضيحه لهم ويصبح زواجهم أمر حتمى …
صرخ “إسماعيل” بصوت جهورى حتى يتجمع كل أفراد العائله مصطنع الإستنكار الشديد …
_ إيه إللى بيحصل من ورانا ده …. عينى عينك كدة ولا همك حد !!!!! … وإحنا إييييه … مش رجاله فى البيت ده …!!!!!
صوته المزعج جعل الجميع يركضون تجاه الصاله لرؤيه ما الذى حدث لكل تلك الجلبه …
_ إيه إللى حصل … إيه الدوشه دى ….؟!!
_ الهانم !!!!! … الهانم إللى مستغفلانا كلنا وبتتقابل مع الواطى ده فى أوضتها … ودى مش أول مرة على فكرة … بس أنا قلت أتأكد الأول … حتى إدخلوا أوضتها وشوفوا ….
بحميه وعصبيه شديده إتجه الجميع تجاه الغرفه للإمساك بهم قبل أن يهرب هذا الوغد الذى يتحدث عنه “إسماعيل” إنتقاماً لشرف العائله …
إقتحم الجميع الغرفه وقد ضغط أحدهم مصباح إناره الغرفه ليظهر “وائل” ممدداً بفراشها وهى إلى جواره مفزوعه تماماً من إقتحامهم غرفتها عنوه ….
إتهام أخلاقى أقرب لليقين تلك المرة ، فكيف يكذبون أعينهم جميعاً ليتبادل رجال العائله عصبيتهم وحميتهم على شرفهم الغالى الذى تعدى عليه هذا الدنيئ…
_ أه يا إبـ****** والله ما أنا سايبك … أنا حموتك بإيدى ….
_ لا إستنى … دمه حلال ليا …
كانت نظرات الهلع الأكبر بأعين “وائل” وهو ينظر إلى تلك الناعسه المصدومه إلى جواره …
قلب نظراته المصدومه بينها وبين “إسماعيل” الذى كان يتطلع نحوه ببسمه شامته ساخره فلم تكن تلك غرفه “دنيا” ، بل كانت غرفه “كاميليا” …!!!!
شريكته بالكذب وتشويه سمعه “دنيا” بدون دليل لأغراضها الدنيئه ، فهى تستحق “وائل” و”وائل” لا يستحق إلا مثلها كاذبه حقوده …
فالقلوب الطيبه تستحق بعضها البعض والقلوب الخبيثه يستحق بعضها البعض …
هتف خال “كاميليا” الكبير “مصطفى” مهدداً “وائل” بستر تلك الفضيحه …
_ تتجوزها ولا يبقى النهارده آخر يوم فى عمرك …!!!!!
إبتلع “وائل” ريقه بهلع فليس لديه خيار إما تلك الممتلئه أو حياته ليومئ بالإيجاب بقهر شديد …
_ حااااضر … بالراحه بس … والله أنا …..
قاطعه “ممتاز” خال “كاميليا” بإشمئزاز ….
_ إنت ليك عين تتكلم … إنت تخرس خالص … وإلا قسماً عظماً بدل ما تبقى دخلتك … تبقى خارجتك ….
مرغم على ذلك ليعيد بصره بقهر شديد تجاه “كاميليا” وهو يجز على شفتيه بحنق شديد وهو يومئ بالموافقه بصمت …
حاولت “كاميليا” المصدومه بالدفاع عن نفسها قائله …
_ يا خاالى … إسمعنى بس ….
كان رد خالها “مصطفى” بصفعه قويه أسرع إجابه لها وهو يطالعها بتقزز شديد …
_ إخرسى خالص … مش كفايه عملتك السودا … وجايباه فى أوضتك ومستغفلانا كلنا … قسماً بالله لو نطقتى ولا فتحتى بوقك لأخلص عليكى بإيدى دى … فااااهمه ….
سالت دموعها بقهر وهى مرغمه على الموافقه خوفاً من بطش عائلتها بها دون حتى المقدرة للدفاع عن نفسها فقد إتُهمت باطلاً كما إتَهمت “دنيا” باطلاً من قبل ….
خرج الجميع من الغرفه بسخط واضح وخزى كبير من تصرفات إبنتهم المخله مصطحبين معهم “وائل” حتى لا يتمكن من الهرب قبل إتمام زواجه من “كاميليا” ….
وقف خارج الغرفه كلاً من “دنيا” و”ناجح” و”إسماعيل” وقد تعالت ضحكاتهم من “وائل” و”كاميليا” وهم ينظرون لبعضهم البعض ….
فلم يكن ذلك مخطط “إسماعيل” وحده ، بل كان لثلاثتهم معاً إنتقاماً من “كاميليا” و “وائل” أيضاً ….
همس “ناجح” بأذن “دنيا” …
_ شربها المغفل … تصدقى لايقين على بعض مووووت …
تعالت ضحكه “دنيا” لتتذكر شيئاً ما فإلتفتت تجاه “ناجح” بشك متسائله …
_ إستنى يا بتاع الخطط دى كلها … هو أنت كنت عارف إنى نايمه فى أوضتك لما قابلتنى أول مرة …؟!!
نظر “ناجح” إلى “إسماعيل” أولاً ثم أجابها ضاحكاً …
_ “إسماعيل” قالى … وقلت أعمل عليكى فيلم كدة … “إسماعيل” ده هو الوحيد إللى كان عارف كل حاجه …
رفعت “دنيا” حاجباها إندهاشاً …
_ وهو برضه إللى قالى أعمل نفسى رميت نفسى فى النيل وأنا طالعه من البيت متدايقه …
تجهم “ناجح” بوجه “إسماعيل” بغضب …
_ يعنى إنت السبب … !!! عارف إنها مامتتش ومقولتليش …؟!؟
أجاب “إسماعيل” بحرج بعد أن فضحته “دنيا” …
_ ما أنا لو كنت قلت لك مكنش حد حيصدق … كان لازم الحكايه تبقى مظبوطه …
تذكر “إسماعيل” خروج “دنيا” من بيت العائله باكيه بقهر إتهامها زوراً من قبل هذا المنحط “وائل” ليقابلها “إسماعيل” بتوجس متسائلاً بقلق …
_ مالك يا “دنيا” … إيه إللى حصل ….؟!!
وسط شهقاتها المقهوره أجابته …
_ محدش مصدقنى … محدش مصدق إنه كذاب … “وائل” كذاب … أنا لا يمكن أعمل كدة … لا يمكن أتجوزه عرفى من ورا أهلى … هو … هو … بيقول كدة عشان يبوظ حياتى …
تفهم “إسماعيل” غرض “وائل” جيداً بنيته فى تخريب زيجه إبن عمه من “دنيا” لكن ما صدمه معرفه ما فعلته “كاميليا” أيضاً حين إستطردت “دنيا” قائله …
_ و…. و … “كاميليا” بتقول إنها سمعتنى بكلمه وبقوله … ييجى عشان نتجوز رسمى … هى كمان …. هى كمان كذابه ومفتريه …
هنا ترائت له فكرة مجنونه لإثبات برائتها قائلاً بعجاله ….
_ بقولك إيه …. إعملى إللى حقولك عليه وأنا حثبت للكل إنك بريئه ….
توقفت “دنيا” عن البكاء متسائله بفضول …
_ إزاى ….!!!!
_ إتدارى بس بعيد فى الضلمه وأنا حقول إنك رميتى نفسك فى النيل … وحتشوفى … وإرمى فستانك ده ولا أى حاجه فى المياه عشان يتأكدوا ….
بموافقه تامه على تلك الفكرة المجنونه مزعت “دنيا” الوشاح من فستانها والقته بمياه النيل والقت أيضاً الطوق الذى كانت تضعه فوق رأسها على ضفته ليتأكدوا من إلقاء نفسها به حقاً ….
وحين كانت متواريه عن الأعين تتابع حزن الجميع على فقدها إستمعت لحوار “ناجح”مع والده الذى جعلها تخرج إليه دون تفكير فلم تصدق أن “ناجح” يحبها بتلك الدرجه ….
عاد “إسماعيل” إلى الواقع بعد شروده على صوت صادح بالخارج …
إنتبه الجميع لصوت الجد آتيا من الصاله الخارجيه آمراً بقوة …
_ بكرة كتب كتاب “دنيا” و”ناجح” … ومعاهم “كاميليا” والواد الواطى …
وكالعادة كان أمر الجد واجب النفاذ …
____________________________________
علام ….
قفز من نافذه غرفه الفرن إلى خارج الدار وهو يعدل من وضع لثامه فوق وجهه حين إعترض طريقه أحدهم يثبته بقوة من الخلف حتى لا يتحرك مقيداً ذراعيه من خلفه دون إستطاعته لرؤيه من الذى تجرؤ بفعل ذلك …
رفع “علام” هامته بذعر خوفاً من أن تكشف هويته حين سمع صوتاً مألوفاً يسخر منه …
_ على فين يا … “علام” باشا ….!!!!
نظر “علام” بتمعن بصاحب الصوت وهو يحاول الفرار من أيدى هذا الشخص الذى يقيد يديه من الخلف ..
_ مين …؟؟! إنت مين ….؟؟!
إقترب الشخص أكثر لتظهر ملامحه بضوء مصباح الطريق لتتسع عينا “علام” بهلع …. إنه ضابط الشرطه الذى يتولى زمام تلك المنطقه …
إبتلع ريقه بتخوف حين مد الضابط يده كاشفاً وجهه العابس بحده …
_ إنت فاكر إنك حتهرب ولا إيه …. ؟!!
تلعثم “علام” قليلاً ثم حاول التحلى بثبات وقوة حتى لا يتهمه هذا الضابط بشئ فليس لديه أى دليل على إقترافه أى عمل خارج عن القانون …
_ حهرب إيه وكلام إيه !!!! … خلى الراجل بتاعك ده يسيب إيدى … وإلا حوديك فى داهيه … أنا ضابط زيك ولا نسيت …؟!!
رمقه الضابط من أعلى لأسفل قدميه ثم ضحك ضحكه قصيره ساخرة …
_ لا منستش يا …. باشا … إتفضل قدامى إنت مقبوض عليك بتهمه الإتجار فى الآثار .. وكمان محاوله تدليس أدله لتوريط إنسان برئ …
_ هو إيه ده … إحفظ مركزك يا حضرة الضابط … أنا “علام صبحى” مش هافيه ….
_ خلاص يا “علام” … إحنا حرزنا كل الآثار إللى خبيتها فى الإستراحه … وكمان قبضنا على الرجاله بتاعتك وإعترفوا عليك …
ثم نظر الضابط لأحد أفراد الشرطه قائلاً …
_ إدخل يا إبنى هات التمثال إللى الباشا خباه فى بيت الناس الأبرياء دول …
لم يجد أفراد الشرطه بُد من كَسر قفل الباب للوصول إلى الداخل فمازال “عنتر” وأهله غير متواجدين بالبلده …
بعد تفتيش دقيق أخرج أحدهم قطعه الآثار ليتقدم بها نحو الضابط أمام مرأى عين “علام” الذى تيقن بأنه سقط بالمنزلق وثبتت عليه التهمه …
قبل مداهمه بيت “عنتر” بقليل …
إتجه “هريدى” إلى قسم الشرطه ليخلى مسؤوليته عما يحدث بالبلده معترفاً بكل ما أخبره به “أبو المعاطى” وهو غير واعى ببحثهم عن آثار بأحد الأماكن ومعهم هذا الضابط المدعو “علام” …
كما أخبره بمخططه للتخلص من “عنتر” بوضع قطعه الآثار ببيته وإتهامه هو ببيعها …
إنطلق الضابط على الفور للتأكد من صحه البلاغ المقدم من “هريدى” ليتوصل بالفعل لتلك المقبره وتم القبض على “أبو المعاطى” الذى إعترف فوراً بوجود الآثار بالإستراحه الخاصه بـ”علام” وأن “علام” ذهب لبيت “عنتر” لتخبئه قطعه الآثار به …
عاد الضابط لقسم الشرطه متحفظاً على “علام” لتوجيه الإتهام إليه فلا أحد يقع فوق طائله القانون ….
___________________________________
فى الصباح ….
وقفت “أحلام” بإنتظار نتيجه هذا التحليل بتوتر غريب بينما أمسك “عبد الحميد” بكفها مطمئناً إياها أنه مهما كانت النتيجه فذلك لن يغير قيمتها وحُبه لها مطلقاً ….
خرجت إحدى الفتيات التى تعمل بمعمل التحاليل وقد إرتسم على وجهها إبتسامه سعيده تزف إليهم خبر إيجاب الإختبار …
_ مبروك … إيجابى …
علت ضربات قلبها فرحاً ناظره نحو “عبد الحميد” بسعاده لا توصف لتبكى فرحاً تلك المرة فكم عوض الله قريب …
_ حامل … أنا حامل يا “عبده” … أنا مش مصدقه نفسى … ألف حمد وشكر لك يا رب ….
_ مبروك يا حبيبتى … الحمد لله … الحمد لله …
كانت تلك أكبر هديه حصلت عليها “أحلام” فكم من الخير يكون مقابله الخير وعليها الحمد والشكر بكل حال …
____________________________________
عمر …
أبلغ “عمر” عن “نورهان” بتقديم تلك الأوراق بحوزته ليتم التحقق من صحتها أولاً قبل أن تتجه قوة من أفراد الشرطه للقبض عليها وإتهامها بالسرقه والنصب بموجب تلك المستندات ، فما بُنى على باطل فهو باطل ….
_____________________________________
حل المساء لتعلو مظاهر السعاده والفرح بعائله “ناجح” فبعد دقائق قليله سيتم عقد قرآن “دنيا” و”ناجح” وبالطبع “كاميليا” و”وائل” …
جلس أربعتهم بمشهد هزلى فزوج منهم كاد يطير فرحاً بإجتماعهم …
والزوج الآخر مجبر بوضع مؤسف لا يُحتَمل لتبقى تلك الزيجه أغرب زيجه لإثنان يستحقان بعضهما البعض …
لم تخلو نظرات “وائل” و”كاميليا” بالغضب لكلا منهما وبالحقد على “دنيا” و”ناجح” لكن تلك نتيجه مستحقه لأفعالهم ….
_____________________________________
بعد مرور عام ونصف …
وسط أرض خضراء واسعه ممتلئه بمحاصيل زراعيه مبهجه للنفس ومصنع صغير لصنع المربى الذى أخذ يكبر بالعمل الجاد لأصحابه …
وإلى جوار تلك الصوبه الكبيرة تجمع الأصدقاء بتلك الإستراحه الكبيرة بعد أن دعوهم “عنتر” و “سحر” لقضاء يوم برفقتهم بتلك الإستراحه …
جلست “نسمه” و”أحلام” يداعبان أطفالهما فـ”نسمه” رزقت بفتاه تشبهها تماماً بينما رزقت “أحلام” بفارق إسبوعين بطفل أسمته “نسيم” تيمناً بإسم “نسمه” …
بينما جلس “عمر” برفقه “عبد الحميد” الذى إئتمنه “عمر” على العمل معه وتوطدت علاقتهم كثيراً خلال هذا العام ونصف ..
أهلت “دنيا” و”ناجح” ببساطتهم وحضورهم المبهج وقد حملت دنيا إبنتها الرضيعه فوق ذراعيها ترحب بهم …
_ وحشتونى أوى …
إلتفت الجميع إليهم لينضم “ناجح” إلى “عمر” و”عبد الحميد” وجلست “دنيا” مع “نسمه” و”أحلام” …
دقائق بسيطه فاصله ليهل “عنتر” ومعه بعض الأشخاص يحملون صوانى أعد عليها طعام شهى قائلاً بترحاب بالغ …
_ والله نورتونا … حط يا إبنى الوكل إهنه وروح هات البقيه من عند الحاچه …
وضعوا صوانى الطعام لتُقبل “سحر” بإتجاههم تتحرك بتثاقل ببطنها المنتفخة فهى حامل بالأشهر الأخيرة أيضاً لترحب بأصدقائها وتجمعهم الذى تحبه …
_ وحشتونى … يلا تعالوا نتغدا الأول وبعدين نقعد ونرغى كتير أوى … قعدتكم الحلوة دى ميتشبعش منها …
تجمع الأصدقاء الأربعه وأزواجهم وأولادهم لتناول الطعام سوياً لتزيد أوصال المحبه ليصبح هذا هو ميراثهم الذى يغنيهم وعليه توريثه لأبنائهم …
فالميراث الحقيقى هو توريث الأبناء هذا الحب والمودة والإخلاص لبعضهم البعض فهذا هو الميراث الذى يعيش و يغنى و يبقى …
تمت بحمد الله وفضله

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى