رواية عشقت خيانتها الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم قوت القلوب
رواية عشقت خيانتها الجزء الخامس والعشرون
رواية عشقت خيانتها البارت الخامس والعشرون
رواية عشقت خيانتها الحلقة الخامسة والعشرون
الميراث (الفصل الثالث)
⚜️ لا نصلح .. ⚜️
مرت تلك الليله الصيفيه الهادئه بعدما توسط القمر السماء الحالكه بنوره ليقطع ضوء الشمس هذا السواد الأعظم بميلاد يوم جديد …
المنيا …
بنشاط بالغ إستيقظت “سحر” بعد قضائها لنوم ممتع ومريح بهذا المكان المريح للنفس ، نظرت من شرفه الغرفه التى تواجدت بها لتتنفس بسكون وهى ترى تلك المساحات الخضراء الشاسعه من الحقول التى تحيط بهذا البيت الكبير …
بدلت ملابسها على عجل لتخرج من غرفتها لمقابله صديقتها وإبنها الصغير الذى بالفعل إشتاقت لبراءته وعذوبته …
لم تكن “نسمه” أقل حماساً من صديقتها لتنتظرها بالدور السفلى منذ الصباح الباكر ومعها طفلها الصغير “مؤمن” ….
هبطت “سحر” درجات السلم بلهفه وهى توسع ذراعيها تجاه هذا الصغير وقد إتسعت إبتسامتها بصورة كبيرة قائله …
_ مين حبيب “سحوره” …
أقبل “مؤمن” راكضاً تجاه “سحر” فهو يعرفها جيداً تلك السيده التى تغدق عليه بالكثير من الحلوى والألعاب كلما رأته …
إحتضنته بقوة وهى تقبل وجنته الممتلئه بعنف ثم تدغدغه قليلاً مازحه معه لتزيد من شقاوته المحببه فهو طفل عاشق للحركه والشقاوة بخلاف طبع “نسمه” الهادئ مطلقاً …
حملته بخفه لتقترب من صديقتها وهى تجلس إلى جوارها واضعه “مؤمن” فوق ساقيها بحنان حين إتسعت عيناه بطفوليه متسائلاً …
_ جبتى لى لعبه ….؟!؟
تصنعت “سحر” الضيق وهى ترد بطفوليه مثله تماماً …
_ معلش … ملحقتش … بس بكرة أنا وأنت نروح نجيب قطر كبييييييير أوى نلعب بيه … ونجيب كمان شكولاتات يامه … قلت إيه …؟؟؟
إرتسمت إبتسامه عريضه على وجهه المحبب فرحاً …
_ ماااشى …
كانت “نسمه” تلاحظهم بإبتسامه وهى ترى حب “سحر” لولدها لتنهرها عن شراء لعبه جديده بإحراج تام …
_ مالوش لزوم يا “سحر” أنتى جايبه له ألعاب كتير أوى … !!
رمقت “سحر” “نسمه” بإحتقار مازح مردفه …
_ مالكيش دعوة أنتى … دى لعبه صغيرة عشان حبيب خالتو … مش كدة يا “مؤمن”… ؟!!
هز “مؤمن” رأسه موافقاً لتمسك سحر وجهه بإصبعيها وهى تقبل وجنتاه بقوة ..
_ حبيب خالتو … روح خالتو … عسل يا نااااس ….
نظرت “نسمه” بإشتياق تجاه “سحر” مردفه بود حقيقى …
_ وحشتينى والله ووحشتنى قعدتك ورغيك … ها قوليلى بقى أخبارك إيه …؟!؟
زمت “سحر” شفاهها بإستياء موضحه …
_ لا جديد … بابا وماما لسه مصممين على موضوع “علام” ده وأنا جبت أخرى … حعمل إيه … قلت أجى لكم هنا يومين عقبال ما التوتر إللى فى البيت ده يخف شويه …
_ مش يمكن أنتى ظالماه … ما تديه فرصه يا “سحر” …؟؟!
_ المسأله مش مسأله فرصه … لا أنا شبهه ولا هو شبهى يا “نسمه” … أنا مش عشان مقربه من السبعه وعشرين سنه أبقى كبرت … مين إللى حدد لنا سن لو عديناه خلاص بقينا بضاعه بايره … أنا مش لازم أتجوز والسلام قبل ما القطر يفوتنى … إيه المشكله لو إستنيت حد أحس معاه أنى فرحانه … حتى لو عديت الثلاثين .. ليه لازم ألحق قبل ما آخد لقب عانس … أنا مش عايزة “علام” ….
_ المشكله يا “سحر” إنك مش عايزة حد خالص … مش “علام” بس … أنتى عايزة شغلك وحياتك وحريتك بس …
حركت “سحر” رأسها نفياً وهى توضح بهدوء وربما أشبه بحلم تتمنى تحقيقه …
_ عارفه يا “نسمه” …. أنا لو لقيت الشخص إللى أحبه ويحبنى زيك أنتى و”عمر” كدة … أنا مستعده أسيب كل إللى أنتى بتقوليه ده عشانه .. ولا عايزة شغل ولا حريه ولا تعقيد … بس للأسف .. ملقتش إللى ممكن أتنازل عشانه عن كل حاجه عشانه هو …
ثم إعتدلت “سحر” وهى تسأل “نسمه” …
_ المهم سيبك منى … أنتى أخبارك إيه دلوقتى … و”عمر” عامل معاكى إيه …؟!!
لاح طيف “عمر” بخيالها لتجيب بنفس الحالميه التى إعتادت عليها حين تتحدث عنه …
_ “عمر” ده هو حظى الحلو فى الدنيا يا “سحر” … هو إللى عوضنى عن كل أهلى … وتعب معايا أوى بعد وفاه جدى الله يرحمه … مكنتش قادرة أتجاوز أنه مات وخلاص مبقاش ليا حد فى الدنيا … بس “عمر” مسابنيش خالص …
بدا على “نسمه” التأثر مرة أخرى بتذكرها لوفاه جدها لتتجمع الدموع بمقلتيها فقد أصبحت هشه للغايه ، حساسه لأبعد حد ، تتأثر بسرعه وسهوله بأى ضغط وتوتر ….
لتلاحظ “سحر” حالتها فأسرعت تحاول إخراجها من تلك الحاله السيئه التى تبعت وفاه جدها حتى أنها خضعت لعلاج نفسى لشده تأثرها بوفاته …
_ ربنا يخليكم لبعض … خلاص بقى … أنتى حتقلبيها نكد ليه يا ست أنتى … أنا جايه نفرفش سوا … إضحكى كدة أمال … طب أقولك حاجه .. البت “دنيا” كانت بتشترى شويه مكياجات من بتاعتها دى .. ما أنتى عارفه هى بتعشق الحاجات دى إزاى .. المهم جابت لك كريم من واحده أونلاين وعملت لها شو إن الكريم ده وهم بقى … وهوب حطت منه وعينك ما تشوف إلا النور … أسبوع بحاله يا مؤمنه مش عارفه تفتح عنيها من الورم … أمها أصلاً كانت بتدخل الأوضه متعرفش مين دى …
تبسمت “نسمه” بتذكرها لصديقتها وعشقها الذى يصل لحاله الإدمان بطبيعه بشرتها وإهتمامها المبالغ فيه بكل تلك المستحضرات التجميلية والعنايه بالبشره …
_ هى عامله إيه … بقالى كتير مكلمتهاش …!!!
وجدتها “سحر” فرصه جيده لتشغل “نسمه” بموضوع آخر بعيداً عن تأثرها وهشاشتها الجديده بحالتها النفسيه المتعثرة مؤخراً …
_ إن جيتى للحق … أنا عايزاكى تكلمى “عمر” يشد ودان “وائل” صاحبه ده شويه … ده فى الطراوة خالص … مش هامه حاجه ولا بيفكر حتى يتقدم لها رسمى وهى تعبت من الوضع ده … عارفه لو ظروفه وحشه أوى كدة كنا قلنا ماشى … لكن ده شغال كويس ويقدر على الأقل يتقدم لها دلوقتى ويرحمها من ضغط العرسان إللى بيتقدموا لها كل يوم والتانى وترفضهم …
_ أنا مستغربه أوى … دول بقالهم أربع سنين بيحبوا بعض … ليه مش بياخد خطوة ويتقدم لها … غريبه أوى …
_ عشان كدة عايزاكى تكلمى “عمر” يشوف حكايته إيه ده …
إستكملتا جلستهما يتحدثان بكل إتجاه وصوب يعيدا ذكريات الماضي والحاضر ولا تخلو محادثاتهم من مزاح “سحر” المميز وضحكات “نسمه” الرقيقه ….
_____________________________________
مكتب المحاسبه …
أخذ “وائل” يضرب بأصابعه على لوحه المفاتيح الخاصه بالحاسوب الخاص به مستكملاً لعمله وهو يلمح بطرف عينيه من وقت لآخر تلك المتجهمه أمامه خلف مكتبها وهى تعمل بصمت شديد منذ أن دلفت إلى المكتب هذا الصباح …
كان يتصنع إستغراقه بالعمل بدلاً من أن تبدأ مناوشاتهم مبكراً هذا اليوم ليتجنب قدر الإمكان لومها المستمر له كما تفعل دوماً فى الآونة الأخيرة ….
بتشتت تام أخذت “دنيا” تعمل على آخر ميزانيه لأحد الشركات ثم تعيد ما قامت به مرة أخرى لتصحيح أخطائها فهى اليوم ليست بحاله ذهنيه جيده ، خاصه وهى ترى تهرب “وائل” من مواجهتها كما إعتاد وهى تدرك ذلك تماماً …
وبعد فترة طويله من الهروب رفعت “دنيا” عيناها تجاه هذا المتسم بالبرود وهى تحفز نفسها على الحديث فقد ملت تظاهره بعدم الإكتراث والفهم بتلك الصورة ، فهى تدرك تماماً أنه يعلم الصراع القابع بداخلها لكنه كالعاده يهرب منها بتصنعه الإنغماس فى العمل …
_ “وائل” … أنا جالى عريس إمبارح ….
قالتها بصورة مبهمه لتثير إنتباهه إليها دون أن تظهر له أنه لم يتم التوافق بينهما ..
رفع “وائل” حاجباه أولاً قبل أن يدير رأسه تجاهها مردفاً ببرود ..
_وعملتى إيه …؟!!
أشعل رده البارد عصبيتها وغضبها مرة أخرى لتهتف بحده …
_ وهو لحد إمتى ….أنا حعمل إيه … إمتى حيجى الوقت إللى إنت تعمل فيه … أنا تعبت يا “وائل” من كتر الأعذار … مبقتش لاقيه حجه أقولها لبابا وماما …
عاد “وائل” بجزعه إلى الخلف وهو يعقد ذراعيه أمام صدره قائلاً بتساؤل يحمل نبره إتهام …
_ يعنى وافقتى …!!
هبت “دنيا” واقفه بإنفعال ولولا أنها تدرك أنها مازالت بمقر عملها لكانت تقدمت نحوه ولكمته لكمه قويه أسقطته أرضاً لكنها تحاملت على نفسها مسيطرة على إنفعالها من هذا “البارد” ….
_ ده إنت “باااارد” …. كل إللى هامك وافقت ولا لأ … لكن إن إنت تتحرك … أبداً … لحد إمتى حفضل أنا إللى أتصرف وأبعد الناس عنى عشان لما يبقى ييجى لك مزاجك تتقدم لى … لإمتى حفضل فى الإنتظار يا “وائل” …؟!!!!!!
زم “وائل” شفتيه متسائلاً بهدوء يتحلى بضيق وتجهم …
_ أنتى عايزة إيه دلوقتى … هو نكد وخلاص …!!!!
إتسعت عيناها بذهول وقد نهج صدرها بشده لتجيبه بنبرة هادئه بخلاف تلك النيران التى تشتعل بداخلها من بروده الشديد …
_ “وائل” … إنت بتحبنى وعايز تتجوزنى ولا لأ ….؟؟!!
كان سؤالها مباشراً مباغتاً بصورة صادمه ، كان بالنسبه إليها هو الخلاص مما تسميه بداخلها إلتزاماً معه فقد تضائل الحب بقلبها بسبب إسلوبه الغير مبالى بها ، بينما كان سؤالاً محيراً لـ “وائل” فإجابته عليها ستحتم عليه إتخاذ موقف ما ، إما بالإبتعاد عنها أو طلب يدها كما تريد …
إبتلع ريقه بإضطراب متفكراً بصمت دام لبعض الوقت لم تنقطع به نظراتهما المتبادله لإكتشاف ما بداخل الآخر ….
صمته التام أثار حفيظتها بصدمه لتردف مستنكره …
_ يااااااه … كل ده تفكير عشان ترد عليا … بتحبنى وعاوزنى ولا لأ ….؟؟!
مسح “وائل” وجهه بكفه بتوتر محاولاً إيجاد الكلمات المناسبه لهذا الموقف الصعب …
_ الموضوع مش كدة يا “دنيا” …. أنتى عارفه كويس … أنا بس ..اااا ….
قاطعته “دنيا” وهى ترفع رأسها بتشدق كمن يلملم بقايا كرامته المجروحه …
_ أنا لا عارفه … ولا عايزة أعرف … إللى بيحب حد بيبقى ملهوف عليه … خايف يضيع من إيده … بيتمنى اليوم إللى ربنا بيجمعه بيه بفارغ الصبر … لكن إنت … كل إللى بتعمله … بتتهرب منى … حتى كلمه بحبك إللى المفروض تقولها من قلبك من غير تفكير … مقولتهاش … أنا حقولك يا “وائل” … إنت لا حبتنى … ولا يوم حتحبنى … إنت حاسس إنك متورط معايا … إلتزمت بكلمه ومش عارف تخلص منها …. لكن أنا حسهلهالك … من النهارده إعتبر الوعد بينا لاغى … وأنت فى حِل من أى حاجه بينا … وكل واحد منا يكمل طريقه زى ما هو عايز … وجودى فى حياتك كان مشكله كبيرة … وأنا خلصتك منها …. سلام يا “وائل” ….
صدم “وائل” من رد فعل “دنيا” تلك المرة ، بل وقلب المنضده عليه بتلك الصورة ، أتنهى علاقتهما وحبهما بهذه الصورة ، أم أن هذا بالفعل ما كان يريده من داخله ….
إلتفت “دنيا” تجاه مكتبها لتحمل حقيبتها قبل أن تستدير خارجه من المكتب حين أوقفها “وائل”….
_ “دنيا” … بلاش تكبرى الأمور …. أقعدى نتفاهم ….
رمقته “دنيا” بنظرات غاضبه يملؤها ندم ولوم شديدين حين أردفت …
_ أكبر الأمور ….؟!!!!! …. إنت سامع نفسك … “وائل”… إنت حتى عشان تراضينى مش هاين عليك تشوف نفسك مقصر فى حقى … بتوقفنى بس عشان تبقى حاولت … لا يا “وائل” … متجيش على نفسك أكتر من كدة … إحنا مش لبعض … إحنا خلاص مننفعش لبعض …
وقف “وائل” مدهوشاً من رد فعله البارد على إنفصال “دنيا” عنه بينما خرجت هى مباشرة من المكتب تطلب العودة للمنزل لشعورها بتعب مفاجئ كحُجه لها للذهاب …
جلس “وائل” خلف مكتبه مرة أخرى بضيق متذكراً ما مر به مع “دنيا” خلال تلك الأربعة أعوام كشريط ذكريات من بدايه لقاءه بها فى الجامعه مع صديقاتها حين قَرَّبَ “عمر” بينه وبينهن وميله تجاهها وشعوره بحبه لها الذى زاد يوماً بعد يوم …
همس لنفسه متسائلاً بغرابه …
_ إيه إللى حصل …. لما أنا كنت بحبها كدة … إيه إللى حصل دلوقتى … خوف … ولا ملل … ولا ده مكانش حب من الأساس ….!!!!!
قضى “وائل” بقيه يومه يتذكر ويتسائل متخبطاً بأفكاره بعد رحيل “دنيا” عنه ….
لم تحبذ “دنيا” العودة مباشرة إلى المنزل بل آثرت أن تجلس بمفردها لبعض الوقت متفكره بقرارها بالإنفصال والإبتعاد تماماً عن”وائل” ، ذلك القرار المحزن لكنه ليس فاطراً لقلبها كما كانت تظن ، فقد كان “وائل” بعيد عنها فليس القرب قرب المكان فبُعد قلبه سبب لها الجفاء ، قتل حبها له بقلبها فقد كان غريب قريب …
_____________________________________
المنيا ….
مرت الساعات ولم تمل الصديقات من حديثهن المخزن بداخلهم لأيام طويله ، قطع تلك الأحاديث رنين هاتف “سحر” لتنظر بإتجاه شاشته وتتغير ملامحها بإستياء شديد وهى ترفع مقلتيها نحو السقف بحركه تملل قبل أن تجيب …
_ ألو … أيوة يا “علام”… إزيك …؟!!
_ إزيك أنتى يا “سحر” … إيه يا “سحر” إللى أنتى عملتيه ده ….؟؟!!
_ عملت إيه …؟؟؟
_ هو ينفع واحده محترمه تسيب بيتهم وتروح تبات فى بلد بعيده مع صاحبتها … ده يصح …؟!
_ وأنت مالك … داخلك إيه … أنا مستأذنه من بابا وماما وهم عارفين كويس أنا فين ومع مين … وبلاش الأسلوب ده … عشان أنا مش بعمل الغلط يا أستاذ يا محترم …
تراجع “علام” عن أسلوبه الملوم ليردف بلطف …
_ طبعاً … طبعاً … محدش يقدر يقول عليكى حاجه … بس أصل كدة مينفعش يعنى … و … ااا … كنتى تقعدى أحسن هنا …
_ بص يا “علام” … أنا وإنت مش شكل بعض خالص … مننفعش بعض … إنت زى أخويا وبحترمك أه … بس جواز … ما أظنش … فسيبنى فى حالى بقى وبطل إلحاح …
_ طب مش تدينى فرصه الأول ولا إيه … ؟!!
_ للأسف يا “علام” … أنا وإنت مختلفين تماماً عن بعض … أفهم ده … طبعى غير طبعك … وتفكيرى غير تفكيرك خالص …
_ عموماً متتسرعيش … خالى قالى إنك واخده وقت تفكرى ومش حعتبر ده رد نهائى … تمام … ويا ريت بس متطوليش عندك خليكى فى بيت خالى أحسن … سلام …
نظرت “سحر” بدهشه نحو الهاتف بعدما أنهى “علام” تلك المكالمه بهذه الطريقه الغريبه خوفاً من ردها القاطع بالرفض لتزفر محركه رأسها يميناً ويساراً بضيق …
_ إنسان مستفز وتقيل كدة … اوووف ….
ضحكت “نسمه” على ملامح “سحر” المستاءه مردفه بعذوبه ….
_ شكلك تحفه وأنتى متعصبه ….
_ إنسان مُعصب فعلاً … فاكر إنه لما يعمل كدة حفكر تانى وممكن أوافق عليه … مغرور فى نفسه … مبيحبش يحس بالرفض والخسارة أبداااااااااا …
_ طبع صعب أوى … أمال أنتى ناويه على إيه …؟!!
_ مش عارفه … عارفه أحلى حاجه هنا إيه ؟؟! … الجو والخضرة إللى حوالينا دى … تصدقى لما جيت هنا جتنى فكرة … أنى ممكن أنقل شغل البورصه بتاعى فى ماليزيا وأشترى حته أرض صغيرة أعمل عليها مثلاً فندق صغير كدة وتبقى حواليا الخضرة والميه … حاجه كدة مريحه للأعصاب ….
أردفت “نسمه” بإندهاش …
_ ياااه … ماليزيا … ليه بعيد كدة …؟؟.
_ أهو أبعد عن “علام” وقرفه … وأبقى فى مكان مريح وبشتغل برضه …
دارت “نسمه” بعيونها بأرجاء البيت قائله بنبرة حزينه منكسرة …
_ المكان هنا كل حاجه كانت فيه حلوة وبحبها … بس بعد جدى “صالح” … حاسه المكان يخنق …
تداركت “سحر” تأثر “نسمه”مرة أخرى لتحاول تغيير مجرى الحديث حتى لا تصاب بنوبه إكتئاب أخرى مجدداً …
_ المهم … أنتى بكرة جايه معايا وسط البلد نجيب القطر لـ”مؤمن” وشويه حاجات كدة … تمام …
إبتسمت “نسمه” بخفه لتومئ برأسها برضا …
_ موافقه ….
دلف “عمر” بتلك اللحظه من باب البيت الكبير قائلاً وهو يدنو من “نسمه” …
_ موافقه على إيه من ورايا …؟!!!
إتسعت إبتسامتها وأشرق وجهها بعودته بصورة ملفته جعلت “سحر” تبتسم لا إرادياً بسعاده لرؤيه إشراقه وجه صديقتها لرؤيه زوجها المحب بتلك الصورة فكم كانا مثالاً لعشق الروح الذى طالما تمنته وربما هذان العصفوران سبباً فى رفضها للزواج إلا من قلب محب كقلوبهم …
أجابت “نسمه” تساؤل “عمر” الذى جلس فوق مسند مقعدها واضعاً ذراعه فوق كتفيها بحنو …
_ أصل “سحر” عايزة تنزل وسط البلد بكرة … وحروح معاها …
بتفاجئ شديد أردف “عمر” بنبره متحليه ببعض الضيق …
_ لازم بكرة … أنتى نسيتى معادك مع الدكتورة …؟!؟
بدهشه تذكرت “نسمه” على الفور موعدها مع الطبيبه النفسيه التى تتابع معها بعد وفاه جدها بزيارتها الشهريه لها ممتنه بتذكر “عمر” دوماً لكل ما يخصها بذلك الإهتمام …
_ أه صحيح … ده أنا كنت نسيت خالص … كويس حبيبى إنك فاكر ….
بإبتسامته الجذابه ونظراته التى تفيض بعشق يذوب بزمردته الخالصه …
_ وهو أنا عندى أهم منك فى حياتى …
ثم تدارك نفسه لوجود “سحر” بينهما ليردف بإعتدال …
_ خلاص خلى مشوار وسط البلد ده بعد بكرة بقى …
هتفت “سحر” بإصرار …
_ لأ طبعاً … أنا وعدت “مؤمن”… خلاص مفيش مشكله … روحوا أنتوا معاد الدكتورة لأنه مهم طبعاً … وأنا حاخد الاستاذ “مؤمن” وننزل نشترى حاجتنا كلها ونيجى … تمام …
أومأت “نسمه” بالموافقه على إقتراح “سحر” …
_ فكرة كويسه برضه …
وافق “عمر”على ذلك الاقتراح معقباً …
_ خلاص ننزل سوا كلنا أنتى تاخدى مؤمن تجيبوا إللى أنتوا عايزينه وأروح أنا ونسمه عن الدكتورة … حلو كدة …
_حلو أوى ….
____________________________________
بيت عبد الحميد ….
وضعت “أحلام” طعام الغذاء فوق الطاوله إستعداداً لتناول تلك الوجبه مع زوجها …
فرغ “عبد الحميد” من غسل يديه ليجلس بهدوء يتناول طعامه وسط مراقبه أعين “أحلام” له حين همست بإنكسار …
_ أنا عندى إستعداد أنزل لمامتك و”مها” أعتذر لهم وأبوس على دماغهم كمان …
رفع “عبد الحميد” وجهه بصدمه ليتوقف عن مضغ الطعام مردفاً بإستنكار …
_ ليه تعملى كدة …؟!!!
_ عشان أنت متزعلش كدة يا “عبده” …
_ أنا منكرش إن المشكله إللى حصلت بينك وبينهم خلتنا واخدين جنب منهم وكل واحد مننا قاعد فى شقته غير الأول كنا كلنا مع بعض … بس هم جرحوكى وغلطوا فيكى قدامى كمان ومعملوش إعتبار لأى حاجه … بس ده ميخليكيش تنزلى وتقلى من نفسك … هم إللى غلطوا … أنتى ملكيش ذنب إنك …اا ….
توقف “عبد الحميد” عن الحديث حتى لا يزيد من جرح “أحلام” فقد أصبحت حساسه للغايه من ذكر ذلك …
لتكمل “أحلام” بإنكسار …
_ كمل … كمل يا “عبده” … ماليش ذنب أنى مبخلفش … صح … أنا تعبت من كتر الدكاترة و الأدويه … حتى العمليه عملتها ومفيش فايدة … لو كان فيه طريقه تنفع كنت عملتها بس أنا عملت إللى ميتعملش … وبرضه مفيش نصيب …
_ أنا مقصدش يا “أحلام” … أنا بس بقولك مفيش داعى تنزلى عند أمى ومرات أخويا ويرجعوا يعايروكى تانى وأنتى ملكيش ذنب …
أومأت “أحلام” بضعف فهى تحاول جاهده لإسعاده لكن لا جدوى ، حتى هذا الطفل الذى طالما حلم به لا تستطيع إنجابه فهى السبب بتعاسته تلك دائماً ولا تنكر ذلك ولا تستطيع تغيير تلك الحقيقه أنها عقيمه كأرض خاويه …
كم تمنت أن تصبح أماً تسعد بوجود أطفالها من حولها تراهم يكبرون حولها يؤنسونها بوحدتهم ويكونوا عوضاً لها وله ….
لكن التمنى وحده لا يكفى ..
تنهدت بصمت لينهى “عبد الحميد” طعامه مبتعداً عن حزن “أحلام” وحساسيتها المفرطه ، يتمنى من قلبه لو تتقبل قدرهم برحابه صدر وتنهى تلك الأجواء المشحونه بالحرمان طوال الوقت …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)