روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الخامس والثلاثون

رواية عشقت خيانتها البارت الخامس والثلاثون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الخامسة والثلاثون

⚜️ ليله خضراء … ⚜️
البيت الكبير …
بالبهو الكبير أخذت “نسمه” تدور وتدور حول نفسها باحثه عن ولدها “مؤمن” الذى إختفى فجأه من أمام أعينها ، كاد قلبها يتوقف للمرة الثانية إثر إختفاءه ….
لم تجد حلاً مجدياً سوى أن تصرخ مناديه “عمر” للبحث معها عن ولدهم الضائع …
لتصرخ بصوت عال للغايه تستنجد به ليغيثها …
_ “عمر” …. “عمررررررر” …
لكن الغريب أنها تستمع لصدى صوتها الرنان وجميع من حولها إختفوا أيضاً ، جميع العاملين بالبيت حتى هو …
“عمر” أيضاً إختفى ولم يعد له وجود بهذا المكان المخيف الذى أصبحت تهاب وجودها به …
ركضت بكل قوتها تبحث عنهما “عمر” و “مؤمن” ، ظلت تركض بلا هدف تبحث عنهما أو أى شئ يدلها على مكانهما … لكن لا فائدة ….
خارت قواها لتهوى على ركبتيها مناديه بصراخ بإسم زوجها وولدها اللذان إختفيا من حولها فهى لا تستطيع تحمل غيابهما …
_ يا “عمرررررر” … يا “مؤمن” …..
ظلت تردد إسميهما بصراخ باكى عدة مرات حتى شعرت بيد حانيه تضرب كتفها عدة مرات …
فتحت “نسمه” عينيها لتجد “عمر” إلى جوارها ينظر إليها قلقاً محاولاً تهدئه إنفعالها ….
دارت بعينيها من حولها لتدرك أن ذلك لم يكن سوى حلماً مفزعاً أو كما يسمى ( كابوس) وأنها ممددة فوق فراشها وإلى جانب زوجها المفزوع من تأثرها البالغ …
هدئ “عمر” من روعها قليلاً بنبرة حانيه …
_ إهدى حبيبى … دة حلم مش أكتر … إستعيذى بالله من الشيطان الرجيم …
تهدجت أنفاسها لتدرك أنها كانت تحلم وأن كل شئ على ما يرام ، لكنها إنتفضت متسائله …
_ “عمر” … “مؤمن” فين يا “عمر”…؟!!!!!!!
_ متخافيش … فى أوضته … أنا لسه مطمن عليه دلوقتى … متقلقيش …
أغمضت عيناها براحه نوعاً ثم عادت تنظر تجاه “عمر” قائله …
_ “عمر” … أنا مش عايزة أقعد هنا … أنا خايفه هنا أوى …
_ بإذن الله “مدحت” يلاقى شقه كويسه وننقل هناك على طول …
هتفت “نسمه” بقله صبر…
_ لا … نروح فندق أو أى حاجه … مش عايزة أقعد هنا …
لو كانت طلبت عيناه لما تأخر عنها فهى الغاليه التى لا يرفض طلباً لها ، حتى لو أن ذلك سيؤرقه كثيراً إلا أن راحتها هى ما يسعى إليه …
أجابها بتفهم ..
_ حاضر حبيبى … بكرة نجهز شنطنا ونسافر و”مدحت” يخلص براحته …
علت ثغرها بسمه راحه و إمتنان لما يفعله فى سبيل راحتها فقط …
لتستسلم “نسمه” لنوم عميق مرة أخرى بينما إستكمل “عمر” سهرته متفكراً فى عمله الذى سيتغير كاملاً بعد سفرهما للقاهرة …
____________________________________
دنيا …
بعد أن دلفت تلك الغرفه التى أشارت إليها الجده “بدريه” جالت بنظرها حولها تستطلع تلك الغرفه الذكورية بالكامل ، فكل ما بها يوحى بأن صاحبها كان ذكر بالتأكيد فألوان الحوائط الممزوجه بين اللونين السماوي والرمادي وتلك الصور المعلقه لبعض لاعبين الكرة و غيرهم من الرياضيين …
إقتربت نحو آله رياضيه ما بتعجب فعلى الرغم من أن الغرفه توحى بأن صاحبها كان يستخدم تلك الأدوات الرياضيه بل ومحب للرياضه بوجه عام إلا أن العائله بأكملها صفاتها الجسمانيه لا توحى بذلك بل العكس تماماً …
لم تكترث لتلك الأشياء كثيراً ، تقدمت نحو الشرفه لتلقى نظرة خاطفة على شاطئ النيل القريب بمظهر مريح للنفس للغايه …
تلمست وجهها الملتهب متذكره أن عليها ترطيبه بأى صورة فهى لن تتحمل أكثر من ذلك …
فتحت حقيبتها الورديه باحثه عن أى مرطب أو ملطف لبشرتها من كل تلك العبوات التى وضعتها بها دون تمعن لتخرج منها عبوة لماسك ملطف لم تستخدمه من قبل لتجدها فرصه ملائمه لاستخدامه وتجربته …
أخرجت منامه قطنيه أيضاً من ملابسها المطويه بداخل الحقيبه لتبدل ملابسها أولاً قبل وضع الماسك لتشعر بالراحه بعد هذا اليوم الشاق …
نظرت أولاً على العبوة الخارجيه لهذا الماسك لتجد أن من تعليمات الإستخدام هو وضع هذا المستحضر على وجهها ما يقارب من العشرون دقيقه قبل غسل وجهها جيداً …
بدأت تضع تلك الماده بغزارة فوق بشرتها الملتهبه لتزيد من إحساسها بالتلطيف والراحه حتى إنتهت تماماً من إمتلاء وجهها بالكامل بتلك الماده ذات اللون الأخضر وما عليها الآن سوى الإنتظار لتلك العشرون دقيقه لتستغل تلك الفترة القصيرة بالإستلقاء فى الظلام للشعور بالمزيد من الإستجمام …
_____________________________________
أبو المعاطى …
كان يتحرك بغيظ شديد كالضبع المجروح فهو لن يترك “عنتر” ينجو بفعلته فقد ضربه بشدة وهو من كان يساعده بالوصول للمال …
نعم المال الذى رفض إعطاءه نصيبه منه …
” هو فاكر إنه ورثه عن چد ولا إيه ….!!!! لاااا … دة أنى أغفلقها عليه وعلى إللى خلفوه … والله ما أنا سايبك يا (عنتر) الـ*** بس تيچى تحت ضرسى وأنى مش حعتقك …”
دق بابه بعدة طرقات ليفتح باب غرفته فوق السطح الذى كان يتوارى به بعد هروبه …
_ “چمعه” …. إدخل …
دلف “جمعه” متعجباً من تلك الكدمات بوجه “أبو المعاطى” ليتسائل بفضول …
_ إيه إللى حُصل يا أبو عمو … مين إللى حط عليك إكدة ….؟؟!!
ضايقه السؤال أكثر ليمتعض وجهه بقوة وهو يردف بغضب …
_ مالكش صالح أنت … إيه … چاى ليه الساعه دى ….؟!!
_ إنت نسيت ولا إيه … المُصلحه إللى قلت لك عليها …. معايا ولا إيه ….؟!!
تفكر”أبو المعاطى” قليلاً ، ولم لا فهو مفلس للغايه ويحتاج للمال بالفعل فليقوم بتلك الـ(مُصلحه) حتى يستطيع إيجاد فرصه مناسبه للانتقام من “عنتر” …
_ ماشى … وإيه بقى المُصلحه دى …؟؟!
إلتفت “جمعه” برأسه يميناً ويساراً بحكم العادة قبل أن يهمس بأذن “أبو المعاطى” …
_ مقبرة … فيه مقبرة مليانه مساخيط ( آثار) … تيچى معانا ننقب ( نحفر) فيها ونطلِعهُم …
برقت عينا “أبو المعاطى” طمعاً بتلك ( المُصلحه ) الذى ستقذف به إلى الثراء السريع حتماً ليبتسم بدهاء وسعاده مردفاً …
_ نِطَلِع أبوهم ….
____________________________________
بعد مرور وقت طويل سقطت به “دنيا” غافيه دون أن تعى فقد أصابها الإرهاق من سفرها الطويل منذ الصباح ، حتى أنها غفت ومازالت تضع الماسك ذو اللون الأخضر على وجهها …
تحرك مقبض غرفتها ليُفتح بهدوء ليصدر الباب صريراً أثناء فتحه لتفتح “دنيا” عيناها بتثاقل شديد إثره …
نظرت بأعين نصف مفتوحه تجاه الباب لتجد خيالاً أسود يقترب تجاهها ، للحظه توهمت بأن هذا من وحى خيالها فقط …
لكن هذا الخيال إقترب كثيراً منها حتى ألقى بجسده إلى جوارها فوق السرير الكبير لتدرك أنها لم تتوهم ذلك وأن هناك شبح أسود يجلس إلى جوارها …
إنتفضت فزعه صارخه وقد هبت فوق ركبتيها ليظهر وجهها الأخضر بإنعكاس ضوء القمر المتسلل من زجاج الشرفه ليقابلها هذا الشبح بصرخه قويه أخرى منتفضاً بفزع من هيئتها لتستمع لصوت الشبح مردداً بتخوف …
_ سلام قولا من رب رحيم … أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق … أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق …
تلجمت الكلمات بحلقها وهى تتابع بفزع هذا الشبح الذى يستعيذ برؤيتها ، أليس من المفترض أن تستعيذ هى من رؤيته ..
شعرت بإرتعاش أطرافها وإبتلعت الكلمات بحلقها لا تدرك ما عليها التفوه به لتغمغم بصوت خفيض للغايه ..
” هو أنا لو صرخت … الشبح حيلبسنى زى ما ماما بتقول ”
لكن صوتها لم يكن خفيضاً بتلك الصورة ليستمع الشبح إليها ليزفر بقوة أولاً ثم يهتف بحنق …
_ اووووف …. منك لله يا شيخه قطعتى خلفى … لما أنا شبح أمال أنتى إيه عفريته … أستغفر الله العظيم … وقفتى قلبى منك لله … أنا طالع أتخمد بره … معرفش إن فيه حد بايت هنا ..
نظرت نحوه “دنيا” ببلاهه وقد بدأت تتضح ملامحه بشكل مبهم حين تحرك تجاه ضوء القمر المتسلل لتسأله بتعجب …
_ إيه ده … يعنى إنت مش شبح وجن وكدة …!!!
أمال فمه جانبياً بتذمر وهو يرفع إحدى الوسائد من فوق السرير مجيباً “دنيا” وهو يتجه إلى خارج الغرفه ..
_ بصى يا ماما للمرايه الأول وشوفى مين فينا الجن والعفريت … ناقصه هبل على المسا …. إيه الليله الخضراء دى ….
خرج المتذمر من الغرفه مغلقاً الباب من خلفه لتبقى “دنيا” مندهشه لبعض الوقت قبل أن تضئ مصباح الغرفه متجهه للتسريحه لترى عما يتحدث هذا “الشبح” لتنتفض مفزوعه من هيئتها ، شعرها ثائر بجميع الإتجاهات ووجهها تلون كاملاً بالماسك الأخضر الذى تيبس فوقه فقد نسيته تماماً لتسرع لإزالته وهى تشعر بالحرج الشديد مما حدث …..
___________________________________
فى صباح اليوم التالي …
بيت عبد الحميد …
بعد تفكر أثقل عليه كثيراً فتلك الخطوة ستسبب له الكثير من المتاعب لكنه بنفس الوقت سيشعر بالراحه والإستقرار مع زوجته …
تناول “عبد الحميد” طعامه بهدوء وصمت تام وهو مازال يعيد حساباته مرة أخرى قبل أن يخبر والديه بقراره …
لم تشتهى “أحلام” الطعام قط بل أخذت تعبث بسكين صغير كانت تقطع به الخبز منذ قليل وهى تطالع “عبد الحميد” من فترة لأخرى ترى تجهمه وإنشغال فكره …
تلك الفكرة المستحوذة على تفكيرها بأنه تعيس بوجوده معها يتمنى لو تتاح له الفرصه بالبعد عنها والزواج مرة أخرى لينجب أطفالاً ، دوماً ما شعرت بالذنب وتأنيب الضمير لتخاذلها بذلك لكن ما باليد حيله …
أراد “عبد الحميد” مفاتحتها بما يجول بخاطره لكنه تريث حتى يتحدث مع والديه أولاً ، بينما إنتهزت “أحلام” فرصه صمته لتطلب منه هذا الطلب الذى فكرت به ملياً …
_ “عبده” … كنت عايزة أقولك حاجه …
بإنتباه شديد تطلع نحوها مرحباً …
_ أه طبعاً … قولى …
_ كنت عايزة أحاول أقابل أصحابى يمكن يسامحونى ونرجع زى زمان بدل الوحده إللى أنا فيها دى …
ربما أصابت “أحلام” تلك المرة فوجود أصدقائها حولها ربما سيجعلها تتخطى كل تلك الحواجز النفسية …
لكنه تسائل بقلق ..
_ تفتكرى بعد إللى حكيتيهولى ده .. ممكن يرضوا …. ؟!!
_ يا ريت يا “عبده” …. أدينى حجرب … حروح لـ”دنيا” هى أسهل واحده فيهم وممكن تقربنا كلنا من بعض … لكن “سحر” جامدة … و”نسمه” مش عارفه حتسامحنى ولا لأ …!!!
_ عموماً طالما أخدتى طريق الصلح … بإذن الله ربنا يجمعكم تانى …
_ يا رب … أنا النهارده حروح بيت “دنيا” وأشوف هى فين … يعنى مش عارفه إتجوزت مثلاً ولا لأ .. وكدة …
_ تمام … ااا … أقولك حاجه … روحى لها وأستنينى لما أخلص شغل أحود عليكى … أنا أصلاً حاخد نص يوم النهارده …
_ طيب … زى ما تشوف …
وجدها “عبد الحميد” فرصه ملائمه للعودة وبدأ حديثه مع والديه بغير وجود “أحلام” ….
____________________________________
منذ صلاة الفجر جلست “نسمه” تحضر حقائب السفر واضعه ملابسهم بها وأهم إحتياجاتهم كما إتفقت مع “عمر” بالأمس فاليوم سيعودون إلى القاهرة للبقاء بأحد الفنادق حتى تجهيز شقه ملائمه لهم …
إستيقظ “عمر” ليجد “نسمه” تنتظره بحماس طفل صغير مبتهجه للغايه ، وهذا ما أسعده بالفعل وأشعره أنه يسير بالطريق الصحيح …
_ صباح الخير يا “نسمه” …
_ صباح الفل على عيونك … يلا نفطر عشان نلحق نوصل مصر بدرى بدرى …
_ ده إيه الحماس ده … ماشى يا روحى … نفطر ونسافر …
_ أنا جهزت كل حاجه والباقى “سعيده” حتخلصه … وشنطه “سحر” جاهزة ممكن نسيبها مع “عبد القادر” ولما ييجى إللى حتبعته يبقى ياخدها …
بإعجاب شديد أثنى “عمر” على تركيزها اليوم ..
_ تخطيط وترتيب وجمال كمان … دة أنا حظى من السما يا ربى … طب منسيتيش حاجه …؟!!
ضيقت “نسمه” بين حاجبيها ثم هتفت بضحكه أسعدت قلبه قبل أن تسعد هى بذاتها …
_ “مؤمن” … نسيت أجهز “مؤمن” ….
ضحك “عمر” بسعاده حقيقيه فلو يدرى أن عودتهم للقاهرة ستسعدها بهذا القدر لما توانى للحظه بفعل ذلك …
إتخذت “نسمه” خطوات متعجله لغرفه “مؤمن” لتجهيزة أيضاً بينما راقبها “عمر” بأعين مبتهجه لتغير أحوالها أخيراً …
____________________________________
دنيا …
ضوء الشمس الساطعة الذى إخترق زجاج الشرفه أقلق نومتها لتفتح عيناها بتثاقل ثم تعيد إغماضهما مرة أخرى ، ثم إنتبهت أنها ليست بغرفتها لتفتح عيناها على وسعهما متذكرة أين هى الآن …
إعتدلت فوق فراشها وهى تتذكر آخر موقف حدث معها بالأمس …
إبتسمت ساخرة من نفسها ومن مظهرها ليله الأمس ثم تسائلت مندهشه ..
” يا ترى مين إللى دخل الأوضه إمبارح ده … ولا أنا كان بيتهيألى ولا إيه …”
نهضت من فراشها مبدله ملابسها بأخرى تتناسب مع وجود عائله بأكملها تنتظرها بالخارج ، مشطت شعرها بعنايه قبل أن تخرج إلى المرحاض الخارجى فهى لا تعلم من ستقابله بالخارج ولا تريد تكرار ما حدث بالأمس ويفزع من مظهرها قاطنى البيت …
بعد بضعه خطوات إستمعت لصوت طفل ما … توقعت “دنيا” أنه نفس الطفل الذى قابلها بالأسفل بالأمس حاولت جاهده تذكر إسمه لكن ذلك كان صعب للغايه على ذاكرتها السمكيه …
إستمعت لصوته وهو يحاول إيقاظ أحدهم …
_ إصحى بقى … ده أنت نومك تقيل بشكل …
مع إقترابها من الصاله الخارجيه وجدت أحدهم يستلقى فوق الأريكة الكبيرة الموضوعه بمنتصف الصاله وقد غطى رأسه بوسادة ، إتسعت عيناها بإدراك أن هذا الشخص لابد أنه من إقتحم غرفتها بالأمس فهو يرتدى قميص أسود وبنطال بنفس اللون هو بنفسه “الشبح” ….
تذمر “الشبح” من طريقه هذا المستفز الصغير ليصيح به بحده …
_ يا أخى غور من وشى على الصبح هى ناقصاك إنت كمان … مش كفايه معرفتش أنام ولا أرتاح …
_ أنت إيه إللى نيمك هنا … منمتش فى أوضتك ليه …؟!!!!
لن ينتهى من حديث هذا المستفز الذى لن يكف عن الثرثرة فأمسك بالوساده يضربه بها ليتركه بحاله ربما يستطيع النوم ولو لساعه واحده فقد وصل إلى البيت قرابه الفجر …
_ إمشى يالا يا سمج يا سخيف … قوم من هنا روح عند أمك فوق …
أخذ يدب الطفل بتذمر طفولى حتى شعرت “دنيا” للحظات أنه طفل بالفعل رغم حديثه الذى لا يناسب عمره …
_ طب والله لأقول لأمى … أنا داخل عند “كاميليا” …
تركه الطفل الذى مازالت لا تتذكر “دنيا” إسمه بعد ليغلب عليه عدم قدرته على النوم فيعتدل جالساً وهو يغمغم بسخط …
” منك لله ياض … طيرت النوم من عينى … ”
تأملت “دنيا” ملامح هذا الشاب حسن المظهر الرياضي إلى حد كبير ، مختلف تماماً عن بقيه العائله لتتسائل بداخلها ما إذا كان من العائله أم لا ….؟!!!
رفع بصره تجاه “دنيا” التى شردت تتأمله ليدرك أن تلك هى الضيفه التى أخبروه بمجيئها إبنه عمه “راضى” ليهتف ساخراً …
_ الله … ما أنتى حلوة أهو … أمال ليه بتتحولى بالليل وبتبقى خضراء … تكونيش قريبه الرجل الأخضر…
إنتبهت “دنيا” لسخريته منها لتفيق من شرودها بإستحسانها لمظهره وأرادت أن ترد إليه سخريته منها …
_ أه … أنا وهو قرايب …
ونظرت نحوه تقصده بكلماتها لينهض واقفاً وقد زادت ملامحه وسامه بعد إتساع إبتسامته ليظهر وجهه المدبب الشكل المنمق للغايه …
_ بقى كدة … ده بدل ما تتأسفى على إللى جرى لى … ده أنا قلبى كان حيقف يا شيخه …
توسطت “دنيا” خصرها بكفيها بتحدى …
_ ليه بقى إن شاء الله … شفت عفريت …
_ اه … تنكرى … بقى أدخل أوضتى الساعه ثلاثه الفجر ألاقى واحده خضراء ومنكوشه قاعدة لى فى الضلمه … تبقى إسمها إيه …؟!!
تذكرت “دنيا” هيئتها لتعطيه العذر حقاً فإكتفت بإبتسامه خجله وقد نكست عيناها من شده الحرج …
أكمل “الشبح” بإبتسامه محاولاً إزاحه الحرج بينهم …
_ عموماً حصل خير … أنا إبن عمك “ممتاز” …
رفعت “دنيا” بصرها متسائله ..
_ أيوة يعنى إنت إسمك إيه ….؟؟!
إضطرب للحظه ثم أجابها بمزاح …
_ “شادى” …
_ لأ بجد …
_ “فادى” …
قبل أن تعيد “دنيا” سؤالها بجديه كان صوت الطفل الذى عاد مرة أخرى ينادى هذا “الشبح” قائلاً …
_ يا “ناجح” …. “ناااااااجح” …
تضايق “ناجح” للغايه وهو يدفع بالطفل من وجهه بكفه إلى الخلف قليلاً بمزاح ممزوج ببعض الغضب …
_ إيييييه … بتحفظ إسمى ولا إيه …!!!!!
إنتبهت “دنيا” لإسمه لتردد بصوت مسموع وهى تحاول إمساك ضحكتها من الإنفلات …
_ إسمك ” ناجح ممتاز ناجح” …. ألف ألف ألف مبروك ….
أكمل “ناجح” موجهاً حديثه لإبن عمته …
_ إتبسطت يا خفيف .. أدينا بدأناها تريقه …
ضحكت “دنيا” وهى تعتذر بشده عن عدم قدرتها على التحمل لأكثر من ذلك …
_ أسفه بجد … القافيه حكمت ….
إلتفت “ناجح” تجاهها ليبتسم إبتسامه جانبيه خفيفه وقد تحلت بعيناه نظره غير مفهومه ليردف …
_ المهم ضحكتى … ولا يهمك يا ستى … أظن تعارُفنا مع بعض عمرك ما حتنسيه بعد كدة …
_ أبداً .. أبداً …
لاحت بسمه هادئه على ثغرها بعدما تماسكت قليلاً ليطالعها “ناجح” بنظرات معجبه للغايه كما لو كانا يعرفان بعضهما البعض من قبل …
قطع تلك اللحظه الغير مفهومه بأول لقاء لهما صوت “كاميليا” التى أتت من إحدى الغرف بالجانب الأيمن من الشقه الكبيرة ترحب بـ”ناجح” بحراره شديدة ليقابلها “ناجح” بفتور تام …
_ “ناجح” … إنت جيت إمتى … حمد الله على السلامه …
_ الله يسلمك …
_ اااا … وحشتنا جدااااا … أنا فضلت مستنياك كتير أوى … و …
_ معلش يا “كاميليا” أنا مضطر أدخل أنام أصلى منمتش طول الليل …
ثم نظر تجاه “دنيا” بنظرة خاطفه قائلاً …
_ منه لله إللى كان السبب …
بتلهف شديد تسائلت “كاميليا” …
_ ليه … إيه إللى حصل .. منمتش ليه …؟!!!
إتجه “ناجح” لغرفه جده وهو يردف بإبتسامه عريضه …
_ من الخضه … منمتش من الخضه …
حركت “كاميليا” كتفيها بعدم فهم لترتسم إبتسامه خفيفه على ثغر “دنيا” وتبقى شارده للحظات بهذا الشبح الغريب …
لم يمر الكثير حتى تجمعت بقيه العائله معاً مرة أخرى وحاولت “دنيا” تذكر بعض الأسماء والتقرب منهم رويداً رويداً …
إستمعت لمحادثاتهم بإنصات للتعرف عليهم جيداً وعلمت أن “ناجح” يعمل بمشروع خاص به بالقاهرة أقامه مع شريك له عبارة عن صاله للألعاب الرياضيه فهو خريج كلية التربيه الرياضيه ….
ولهذا السبب فهو الوحيد الذي يتسم بالطابع الرياضى دون عن بقيه العائله …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى