رواية عشقت خيانتها الفصل الخامس عشر 15 بقلم قوت القلوب
رواية عشقت خيانتها الجزء الخامس عشر
رواية عشقت خيانتها البارت الخامس عشر
رواية عشقت خيانتها الحلقة الخامسة عشر
إرتجفت “نسمه” وإنخفض صوتها حاولت الكلام لكنها شعرت بأن الكلمات تحشرجت بحلقها لا يصدر منها سوى صوت همهمه ، حاولت أن تعلى من صوتها ليبدو واضحاً قليلاً ….
_ للدرجه دى !!!!؟؟ … بتكرهنى للدرجه دى .. لدرجه إنك تقول أنى مش أختك …!!!!!
_ لا دى الحقيقه … ولا أبويا أبوكى ولا أمى أمك …
_ إنت بتقول إيه ….. ؟!!!!! إزاى ده …؟؟ أنا عارفه إن ماما مش أمك .. بس بابا …؟؟؟؟؟!!!
كان كل ما يهتم به “حسن” هو ورقه التنازل تلك التى أصبحت بحوزته ليستكمل حديثه القاسى بلا إكتراث لما يهشم بداخلها ويحطم قلبها ….
_ أبويا بعد ما أمى إتوفت جت أمك الواطيه ولفت عليه وكانت ساعتها حامل فيكى .. وبعد ما ولدتك إتجوزوا وكتبك ساعتها بإسمه … الله أعلم أنتى بنت مين ؟!!!!!!! … وفى الآخر يجى أبويا ويكتب لك نصيب من الشركه … كان خايف منى !!!!! … أخدتى منى كل حاجه .. أخدتى حُبه و إهتمامه وفلوسه وأنا إبنه …. وأنتى مش بنته !!!!! … كان بيعمل معايا كده ليه ؟؟!!!!!!! … بس خلاص … حقى ورجع لى .. ومن النهارده مش عايز أشوف خِلقتك دى تانى هنا …. برررره …
لم تدرى “نسمه” ما عليه فعله لكنها وجدت نفسها تتحرك بغير إرادتها نحو الخارج …
شعرت ببروده شديده تجتاح أطرافها غير قادرة على إستيعاب ما تفوه به للتو …
تحركت نحو خارج البيت لتستدير نحوه ناظره إليه بتحسر كما لو كانت تودعه بتلك النظرة الاخيره فهى لن تعود إليه مرة أخرى ، هذا البيت الوحيد الذى كان يضمها ويحتويها ولا تدرك غيره بيت لها ، بيتها الوحيد الذى تعرفه …
لم تدرك “نسمه” أين ستذهب الآن وجميع الأبواب مغلقه بوجهها ……
بكت كما لم تبك من قبل …
” أنا مش معترضه على إللى بيحصل لى .. بس أنا تعبت أوى … اووووى ….. ولو حسن مش أخويا وبابا مش أبويا … أنا بنت مين ؟!!!!!! …. بنت ميييين …؟؟؟!!!!
____________________________________
حسن ….
كانت “حنان” تشاهد كل ما حدث بصمت وربما بشماته بتلك الفتاه التى طالما شعرت بالحقد تجاهها ، سعدت للغايه بطردها من البيت والخلاص منها ، لكن تبقى تلك المشكله التى حلت فوق رؤوسهم بسببها مع “محمود منصور” ….
جلست إلى جوار زوجها الذى شعر بغبطه لإسترجاع حقه من تلك البغيضه لتحدثه بتخوف …
_ حنعمل إيه يا “حسن” فى المصيبه إللى حلت على دماغنا دى …؟؟!!!!
_ مش عارف ….؟؟ بس ححاول أروح له بكرة الشركه أتفاهم معاه ….
_ ربنا يستر .. أنا مش عارفه بيحصل لنا كده ليه بس …؟!!
_ أنا حتصرف … المهم أنى أخدت حقى منها وإرتحت …
_ أنت بتقول فيها … محدش إرتاح من خلقتها قدى …
____________________________________
سارت “نسمه” هائمه لا تدرى إلى أين تذهب ، تحركت بلا وجهه تسير بالطرقات ، سارت وحيده لا تملك من حطام الدنيا شيئاً ، فقد خرجت من البيت دون أن تأخذ أى شئ معها ….
تقابلت مع العم “متولى” أثناء إغلاقه للمكتبه ، لا تدرى هل لقائها به الآن من “حسن” حظها أم من سوءه ، لكنها وحيده وقد أوقفه الله بطريقها بهذه الساعه المتأخره من الليل …
إندهش العم “متولى” من رؤيته لها بهذا الوقت فليس من عادتها التواجد خارج البيت بمثل هذه الساعه …
_ “نسمه” ….!!! مالك يا بنتى … ؟؟!!! إيه إللى منزلك متأخر كده من البيت ….؟؟
ما كان رد “نسمه” إلا شهقات بكاءها ليشفق على حالها قائلاً …..
_ تعالى يا بنتى … تعالى … نروح البيت عندى .. أهو بالمرة تقعدى مع أم “سعيد” شويه ….
تحركت معه “نسمه” وكأن الله بعثه لها نجده الآن فلم يعد لديها سبيل آخر للذهاب إليه ….
____________________________________
بيت عم متولى …
فور أن رأت أم “سعيد” ( زوجه العم “متولى”) وجه “نسمه” المنتفخ من أثر بكائها أشفقت على حالها الرث فهى أيضاً تعلم كيف يعاملها أخيها ، رحبت بها بحفاوة وهى تتسائل عن سبب بكائها ….
_ أهلاً أهلاً يا “نسمه” … مالك يا بنتى بالراحه شويه .. إيه إللى حصل ….؟؟
نهرها العم “متولى” عن أسئلتها المتوالية قبل أن تدعوها للدخول …
_ دخليها الأول يا “سناء” وبعدها يحلها ربنا ….
_ تعالى يا بنتى إدخلى يا حبيبتى …
جلست “نسمه” على الأريكة المتواضعه ببيت العم “متولى” ، ضاعت الكلمات التى يجب أن تنطق بها لتصف حالتها وهما ينظران نحوها بتلهف لمعرفه ما حدث لها لتبكى بتلك الطريقه ….
تفكرت للحظات هل تقول لهم الحقيقه وما حل بها … أم تخفى السبب وتتكتم مثلما هى معتاده دائماً …
قطع تورترها وتفكيرها حديث عم “متولى” ….
_ “حسن” عمل فيكى إيه تانى يا بنتى …. ؟؟؟
نظرت له “نسمه” متعجبه من فراسه هذا الرجل المسن فكيف فهم أن “حسن” هو السبب بتعاستها ، ربما لأنه لا يوجد بحياتها غيره ….
_ مش عارفه أقولك إيه يا عم “متولى” …!!؟؟
_ إتكلمى يا بنتى .. أنا عارف من زمان هو بيعاملك إزاى!!!! … وكنت بدعى دايماً إن ربنا يهديه … ويحن عليكى …
علا صوت نحيبها المستمر مخرجه قسوة الدنيا عليها بدون إختيار لكلماتها كما إعتادت ….
_ مكنتش فاكره الدنيا وحشه أوى كده يا عم “متولى” …؟!!!!!
_ومين قالك كده يا بنتى !!!! .. إحنا بس إللى بنبص للدنيا من تحت رجلينا ومش شايفين الخير إللى ربنا بيحضره لينا … دى هى كده تُحكم على البنى آدم وبعدين تفرج مره واحده … خلى أملك بالله بس …
ربتت أم “سعيد” على كتفها بحنو قائله …
_ معلش يا بنتى تبات نار تصبح رماد … بكره إن شاء الله عمك “متولى” يروح ويصالحكم على بعض ….
إنتفضت “نسمه” بهلع لمجرد فكرة عودتها إليهم بعدما علمت أنها ليست أخته ….
_ لااااا …. أنا مش راجعه هناك تانى خلاص …. مش راجعه …. معدش ينفع …
_ ليه بس يا بنتى … هو جامد عليكى شويه …بس إن شاء الله يحن عليكى ….
_ لأ يا أم “سعيد” … أنتى مش فاهمه حاجه ….!!!!!!
بهدوء وتروى أردف العم “متولى” يهدئ من روعها وإنتفاضتها القويه …
_ طب إهدى كده يا بنتى بالراحه قوليلنا إيه إللى حصل ….؟؟!!!
_ مش عارفه يا عم “متولى” … أنا نفسى مش فاهمه حاجه … بس ممكن أنت تفهمنى … مش أنت كنت صاحب بابا الله يرحمه … ومش بيخبى عنك حاجه ؟؟!! … أنا ححكيلك يمكن تفهم و تفهمنى ….
_ قولى يا بنتى ..
_ أنا و”حسن” شدينا مع بعض عشان فسخت الخطوبه مع شريكه ده … وزعل منى أوى … ولما قلت له أنت بتعمل معايا كده ليه هو أنا مش أختك؟!! … قالى لأ مش أختى !!!! …. وإن بابا إتجوز ماما وكتبنى بإسمه بس هو مش بابا …
إندهش العم “متولى” للغايه مما سمعه من “نسمه” ليتسائل بتعجب ….
_ إيه ….؟؟!!!! لا يا بنتى “على” عمره ما قالى حاجه عن الموضوع ده … بس إستنى …هو كان دايماً خايف عليكى من “حسن” وأنه ممكن ميديكيش حاجه لو جراله حاجه وكنت بستغرب ليه يعنى ده شرع ربنا و”حسن” ميقدرش ياكل حقك … وكنت بستغرب لما لقيته كتبلك جزء من الشركه بيع وشراء … وكان دايماً بيحبك ويقول عليكى .. دى يتيمه وغلبانه …
_ بابا كان بيقول عليا يتيمه وهو عايش … يبقى صح يا عم “متولى” …!!!!!!
إزدادت بإنهيارها فيبدو أن “حسن” محق وهى بالفعل ليست شقيقته كما كانت تظن ….
_يبقى صح … أنا مش بنته !!!!! … وكان خايف عليا من “حسن” لا يرمينى فى الشارع …. بس فين أبويا الحقيقى ؟!!!!! … أعرفه إزاى بس …. ليه بس كده يا ربى ….
نظرت أم “سعيد” نظره إستنكار شديده بإتجاه زوجها وهى تربت بكتف “نسمه” مرة أخرى لتهدئتها قليلاً …
_يا بنتى بالراحه على نفسك … أنت بتقول إيه بس يا “متولى” ؟!!! …خليت البنت تعمل كده فى نفسها بدل ما تهديها … أكيد يا بنتى “على” أبوكى …. و”حسن” قال كده من الزعل بس ….
أردف عم “متولى” مصححاً ما إقترفه وزاد به من هموم “نسمه’ …
_ يا سناء أنا معرفش حاجه أنا بخمن بس ….!!!
لم تجد “نسمه” سوى العم “متولى” ماداً لها يد العون لتسأله ربما تجد عنده الحل …
_ طب أنا أعرف منين بس يا عم “متولى” ؟!!!!!! … ده أنا معرفش حتى قرايبنا … ولا عم ولا خال …!!!!!
انتبهت أم “سعيد” على ذكر كلمه (خال) لتردف بتذكر …
_ خال ….!!!! ….. إستنى إستنى … فاكر يا “متولى” الست الحلوة دى إللى كانت بتزور أم “نسمه” كتير وهى صغيره أول ما جت هنا ؟!!!! .. وأبو “نسمه” طردها يوم وفاه أم “نسمه” بعد الدفنه وحصلت بينهم مشكله كبيره … فاكر ؟!!!
_ أيوه أيوه فاكرها .. كانوا بيقولوا لها …… أم “ريم” …صح ؟!!!!! .. دى كانت أختها … يعنى خالتك يا “نسمه” …
بإنتباه شديد إعتدلت “نسمه” منصته لحديثهم وتوقفت تماماً عن البكاء لتمسح دموعها بظهر كفها مردفه بدهشه …
_ خاله ….!!!! أنا ليا خاله ….؟؟!! طب ألآقيها فين دى ؟!! …متعرفوش ساكنه فين أو أى حاجه عنها …؟!!
_ والله يا بنتى الكدب خيبه … بس أنا ححاول أسألك “حسن” يمكن يقولى …
أهدلت كتفيها بخيبه رجاء وهى تتحدث بصوت خفيض يائس للغايه …
_ “حسن” ….!! ….وهو حيرضى يقول حاجه بعد إللى حصل النهارده ..!!!!
_ أصبرى يا بنتى وأنا ليا طريقتى إللى أقدر أتفاهم معاه بيها …
نهضت أم “سعيد” طالبه من “نسمه” أن ترتاح قليلاً …
_ تعالى يا بنتى إرتاحى وإن شاء الله بكرة عمك متولى يشوف خالتك فين بالضبط ويوصلك ليها ….
بإستكانه تامه تبعتها “نسمه” لتدلف لغرفه ولدهم سعيد الخاليه بعد زواجه منذ عده شهور لتقضى معهم الليله مجبره فلا مأوى آخر لها الآن ….
لم تستطع النوم بعد ما مرت به لتظل تناجى الله ليخفف عنها حزنها الذى ملأ حياتها ولم تعد ترى شعاع ضوء بحياتها المظلمه ، لكن ذلك لابد وله حكمه ما …
” أنا أقوى من كل ده .. وبكرة أعرف فين أهلى .. وأبعد عن “حسن” وعن “عمر” وعن كل حاجه هنا … يمكن أعرف أنسى كل إللى حصل ده ….”
____________________________________
فى الصباح ….
هاتف “وائل” “عمر” ليؤكد عليه ذهابهم إلى الجامعه قبل المرور به …
_ ها ….. إيه يا “عمر” جاهز أعدى عليك ….؟؟؟
_ معلش يا “وائل” … أنا مش عايز أروح النهارده .. روح أنت ..
_ يا “عمر” والله إللى أنت بتعمله ده غلط …
_ خلاص يا “وائل” .. متضغطش عليا … بكره آجى أحضر الإمتحان وخلاص …
_ طب والورق … ده دكتور “طارق” عايز كل واحد يستلم الورق بتاعه بنفسه وهو بيمضى على الورق من فوق عشان نحضر يبه الإمتحان …!!!!!
_ بكره نبقى نروح بدرى شويه ناخده منه وخلاص … أنا ماليش نفس أروح الكليه النهارده …
_ خلاص على راحتك …. سلام ..
_ مع السلامه …
جلس “عمر” ينظر إلى الفراغ ويتنفس بعمق فهو لا يريد أن يذهب إلى الجامعه ويمر بنفس الأماكن التى كانوا يتقابلوا بها فذلك يؤلمه أكثر وأكثر ولن يساعده مطلقاً على نسيانها …
____________________________________
عم متولى …
إستيقظ عم “متولى” مبكراً ليلحق بـ “حسن” قبل أن يتوجه إلى الشركه بهذا الصباح ليتحدث معه أولاً …
بعد دقائق قليله وصل العم “متولى” لشقه “حسن” القريبه ليطرق بابهم بخفه ليقابله “حسن” متفاجئاً من قدومه بتلك الساعه المبكره …
_عم “متولى” ؟!!!!!!!! …خير على الصبح …؟!!
_ كنت عايزك فى كلمتين قبل ما تروح الشغل …
“حسن” بتملل …
_ إتفضل …
جلس عم “متولى” على أحد المقاعد إلى جوار “حسن” ….
_ ليه يا “حسن” إللى عملته مع أختك ده ….؟؟
_ ااااااه .. هى إشتكت لك …!!!!!
_ أنا لقيتها بالليل لوحدها ماشيه فى الشارع مفلوقه من العياط … دى وصيه أبوك برضه …؟!!!!!!
_ أبويا مات خلاص … وهى أظن أنها قالتلك على إللى قلتهولها …؟!!!!!
عم “متولى” بنفاذ صبر …
_ يعنى مش ناوى ترجعها البيت تانى يا بنى …؟؟؟!!
_ لأ …. معدلهاش صفه هنا .. وأنا معدتش مستحمل حمل زياده …
_ طب هات عنوان خالتها ولا رقم تليفونها تروح لها … أمال حترميها فى الشارع …؟!!!
_ وأنا مالى تترمى فى الشارع ولا تروح فى أى داهيه ….
لم يجد العم “متولى” بُد من تهديد “حسن” فيبدو أن اللين والطبع الطيب لن يجدى مع أمثاله شيئاً ….
_ لا يا “حسن” … حتجيب العنوان أو رقم التليفون .. أنا عارف أنهم معاك .. وإلا أنا إللى حطالب بحق “نسمه” فى الشركه .. مش ده إللى أنت خايف عليه …؟!!!
ضحك “حسن” ساخراً من تهديد هذا العجوز له قائلاً ….
_هى مقالتلكش أنها مضت على تنازل ولا إيه ….؟؟
_ التنازل ده باطل …!!! .. لأنها لسه مكملتش واحد وعشرين سنه …. يعنى مالهاش تتنازل عنه … يعنى التنازل ده تبله و تشرب ميته …
“حسن” بتخوف من أن يضيع كل ما فعله سدى …
_ إيه …؟؟؟
_ وأنا عارف إنها مش عايزه الفلوس .. خليها توصل لأهلها وخلى لك التنازل بتاعك .. ده أنا حتى ممكن أقنعها أنها لما تتم الواحد وعشرين سنه تروح تسجلهولك كمان ….
_ ماشى … ماشى يا عم “متولى” .. بتلوى لى دراعى … حديك رقمها .. بس محدش فى الدنيا حيقدر ياخد حقى منى فاهم ….
تحصل العم “متولى” على رقم أم “ريم” من “حسن” ليتجه مباشرة نحو شقته ليعطى الرقم لـ “نسمه” التى كانت تنتظره بفارغ الصبر ….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)