روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الحادي والثلاثون

رواية عشقت خيانتها البارت الحادي والثلاثون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الحادية والثلاثون

⚜️ مغامرة ….⚜️
المندره …
بقيت “سحر” لبقيه اليوم بمفردها بالمندره مع “مؤمن” الذى كان يتذمر كثيراً طالباً والدته ببكاء وسخط من محبسه فى تلك الغرفه الغريبه عنه …
حتى مع وجود “سحر” لم يشعر “مؤمن” بالإطمئنان أبداً وظل يصرخ طوال اليوم …
أُرهقت “سحر” للغايه بمحاوله منها لإرضاء “مؤمن” بشتى الطرق فلا ذنب له بما حدث لكنها ملت للغايه من هذا الصراخ المتواصل …
فُتح الباب دون أن تنتبه للقادم من شده صراخ “مؤمن” الذى أرهق أذنيها ليطل “عنتر” بهيبته وطوله الفارع الذى ألجم “مؤمن” لبعض الوقت تخوفاً منه ليتوارى خلف “سحر” مختبئاً من هذا الغريب ….
إنتبهت “سحر” لهذا “الطويل” كما أسمته فهى لا تعلم إسمه بعد لترفع رأسها بقوه رغم إنهاكها بسبب “مؤمن” …
وقف “عنتر” لبعض اللحظات متأملاً هذا الثنائى الفريد أمامه من طفل باكى بوجنتين حمراوتين وعيون ساخطه بدموع ملتصقه بأهدابه السوداء الكثيفه وتلك السمراء “المتمرده” كما أسماها ….
وقفت “سحر” بإنفعال تصب غضبها على من حبسها مع هذا الطفل الصارخ طوال الوقت ، فإنفعلت بشدة على هذا “الطويل” …
_ إنت إيه … مفيش إحساس خالص … إنت عايز مننا إيه … ؟!!
تلجم “عنتر” لبعض الوقت وهو يطالعها وهى تنفعل بتلك القوة ليستعيد بعد لحظات رباط جأشه مجيباً إياها ….
_ هى الظروف إكدة … إصبروا شوي وكل حاچه حتنحل …
لم تشأ أن توشى بـ “هريدى” لكنها حقاً تريد الخلاص مما هى فيه ، فحاولت التحدث كما لو أنه لم يخبرها شئ حتى لا تسبب له أى مشكله فهو لم يرد سوى مساعدتها ولن تقابل ذلك بجحود أو وشايه عنه …
_ ظروف … إنت بتقول ظروف ….!!!!!
تركت “مؤمن” خلفها لتتقدم بضع خطوات مقتربه من “عنتر” الذى ظهرت ملامحه أمامها أكثر فضوء ذلك المصباح كان ضعيف للغايه ثم أكملت بغضب وإنفعال من بين أسنانها …
_ ده مش ظروف … ده طمع … جشع … عشان تفكر تاخد حاجه مش من حقك … بأى وسيله بقى … حلال حرام … مش فارقه معاك … المهم المصلحه والفلوس … مش مهم أى حاجه تانيه …
تهدج صدره بإنفعال من إتهامها له وهى لا تعلم عنه شيئاً ليردف مدافعاً عن نفسه بضيق …
_ أنا مش باخد غير حقى وبس …
بحركه متعجبه أعادت رأسها للخلف قليلاً قبل أن تردف بتهكم …
_ حقك …!!! حقك ده إيه … إنت مُغيب أصلاً ولا فاهم حاجه … الفلوس والطمع ملوا عنيك …. مصعبش عليك طفل زى ده محروم من أمه … مش شايف مش قادر يبطل عياط … أنت إيه مفيش فى قلبك رحمه ….
إعتدل “عنتر” مذهولاً تماماً وقد إتسعت عيناه عن آخرهما ثم ضيق عيناه وهو يهز رأسه بعدم فهم يحاول إدراك ما تقصده تلك “المتمرده” …
_ أم مين … مش إنتى أمه …؟!!
_ لأ … مش أنا أمه … أنا صاحبتها …
ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها ساخرة …
_ وهو يعنى لو كنت أنا أمه كانت حتفرق معاك … ما أنت كدة كدة خاطفه عشان شويه فلوس …
على الرغم من تلك الغبطه التى إجتاحته أنها ليست زوجه “عمر” إلا أنه إغتاظ منها للغايه لنعته بالطماع بتلك الصورة ليهتف بحده مدافعاً عن نفسه …
_ أنا مش طماع … ده حقى وبدور عليه …
_ وهو لو حقك فعلاً يتاخد بالطريقه دى … بـ لوى الدراع وخطف طفل صغير بالشكل ده … طول عمرى أعرف إن الحق صح وقوة … مش خِسه ووضاعه بالشكل ده …
_ مكانتش فكرتى … وبعدين إنتى متعرفيش ظروفى إهنه .. عيشتنا وحياتنا غيرك يا …. هاه هانم …
أنهى جملته مستهزئاً منها فكيف ستشعر بضيقه أحوالهم ومعيشتهم وبحثهم عن أى شئ لهم كقشه تخرجهم من تلك الحياه والعبور بهم لبر الأمان فقط وهى يبدو أنها مرفهه العيش للغايه …
أثارت طريقته الساخره منها تحديها لنفسها كالعاده فقد ظن أنها لا تبالى ولا تشعر بمن هم أقل منها ، فكيف يحكم عليها من مظهر خارجى فقط أنها لا تبالى …
تعلقت عيناها السمراوتين به بتحدى غاضب لظنه بها ما ليس من صفاتها قائله …
_ أوعى تفتكر أنى هانم وعايشه عيشه محدش يحلم بيها … أنا إنسانه عاديه جداً وأهلى ناس بُساط جداً …
رفع كفه تجاهها بغير تصديق لمنعها من إستكمال هذا الزيف بوصفها …
_ كفايه … كفايه … واضح چداً … إنتى لا تعرفى تعيشى عيشتنا ولا حتى تتخيليها فمتچيش فى الآخر وتحكمى علىّ وعلى عيشتى وظروفى ….
لم يدرك “عنتر” أنه بحديثه التلقائى أثار تحدى “سحر” دون أن يعلم ، لتشرأب برقبتها وقد لمعت عيناها ببريق خاص قائله بجديه تامه وقد توسطت خصرها بكفيها …
_ طب إيه رأيك لأوريك وأثبت لك إنك متعرفنيش كويس … وإن أنا قادره أعيش عيشتكم وحياتكم دى …. وحاجى أعيش معاكم فى بيتكم كمان …
هل ما تفوهت به حقيقى ؟؟! نعم هى مختلفه للغايه عن أى بنى جنسها ، إنها متمرده جريئه قويه ، لم يقابل مثلها أبداً ، فريده حقاً بكل شئ …
لحظات مرت بصمت حاول بها “عنتر” إستيعاب ما قالته للتو ، وقبل أن يردف أكملت “سحر” مشترطه أولاً …
_ بس الأول نرجع “مؤمن” لأهله … زمانهم حيتجننوا عليه …
نظر “عنتر” بشرود لـ” مؤمن” المستمر بالبكاء ليومئ بالإيجاب تفهماً دون أن يشعر وكأنها إشاره منه بالموافقه على هذا الطلب المجنون …
إبتسمت “سحر” فقد شعرت بالإنتصار وقد تحلت بروح المغامرة التى تعشقها لتعيش تجربه جديده ببيئه بسيطه وأجواء لم تمر بها من قبل …
أخرج “عنتر” هاتفه متصلاً بـ”هريدى” …
_ “هريدى” … تعالالى المندره عشان تاخد الواد ترچعه لأهله … أوامك يا “هريدى” متتأخرش … إيه … طيب خلاص … بكرة الصبح توديه .. أول حاچه … سلام ..
بسطت “سحر” كفها بإبتسامه جانبيه ومازالت تتحدث بنفس القوة …
_ إيدك بقى على تليفونى …
_ فى البيت عندى … بكرة أچيبهولك …
لم يستطع إستقبال “سحر” و”مؤمن” بداره حتى لا تشك والدته بشئ بتلك الليله وسيتفكر بعذر ما لبقاء “سحر” ضيفه بدارهم بالأيام المقبله …
ولآخر ليله تقضيها “سحر” مع “مؤمن” بالمندره وفى الغد يعود إلى أحضان أمه وأبيه وتبدأ هى مغامرتها ببيت هذا “الطويل” …
___________________________________
علام ….
مر “علام” بأحد المكاتب ومازال إنفعاله متزايد ليهتف بأحد الأشخاص الجالسين خلف أحد أجهزة الحاسوب بضيق …
_ دورت على الرقم إللى قلت لك عليه … ولا لأ ….؟؟!
_ أيوة يا “علام” باشا … بس مش موجود أى إشارة منه نهائى …
ضيق “علام” عينيه بتساؤل مقتضب …
_ بمعنى ….؟؟!!
_ يعنى الشريحه مش فى الجهاز أساساً يا باشا …
رفع “علام” حاجبه الأيمن بإستهزاء متحدثاً بنبره متعجبه …
_ الله … ده مش هاوى بقى … وحياة أمى ما أنا سايبه …
ثم هتف بغضب تجاه رجل الأمن( التقنى) …
_ تفضل قاعد لى كدة ليل نهار لحد ما تلقط إشاره … فاهم …؟!!
_ فاهم يا باشا …
خرج “علام” من المكتب يتوعد لخاطف “سحر” بأن ما حدث لن يمر مرور الكرام فليس “علام صبحى” من يُستهزئ به وتُخطف إبنه خاله وهو مازال بقوته …
فور خروجه من المكتب زفر رجل الأمن (التقنى) وهو يستمع لزميله الذى عقب على غضب “علام” …
_ خد بالك “علام” ده نابه أزرق … بيقرف إللى بيشتغل معاه … خليك مصحصح مش ناقصين بهدله منه …
_ حاضر … هو بإيدى يعنى … ما هو التليفون هو إللى مش مدى إشارة خالص ….
____________________________________
بيت عبد الحميد ….
وضعت “أحلام” صينيه الشاى وجلست بهدوء تتابع تلك الحلقات التليفزيونية الممله للغايه متصنعه الإهتمام بما يعرض بها عوضاً عن التحدث مع أم “عبد الحميد” وتنتهى جلستهم بمشاده أخرى فاليوم أول يوم تقضيه معهم بعد آخر مشاده حدثت بينهم منذ عدة أسابيع …
مالت أم “عبد الحميد” على أذن زوجه ولدها الآخر “مها” ظناً منها أنها لا تنتبه إليهم قائله بخفوت …
_ خدى يا “مها” هاتى لك إللى قلت لك عليه …
نظرت “مها” أولاً تجاه “أحلام” لتتأكد أنها لم تنتبه لما تعطيه لها والدة زوجها “سعاد” ثم همست بأذنها ومازالت تطالع بعيون مقتنصه أن “أحلام” لا تنظر نحوهما …
_ بكرة … بكرة أخدهم .. بلاش دلوقتى أحسن تاخد بالها …
أعادت “سعاد” المال إلى محفظتها وجلست بإعتدال كما لو لم يحدث شيئاً …
كانت تدرك “أحلام” أن هناك شئ يحيكانه فى الخفاء لكنها لم تكترث لذلك بل كان كل ما يهمها ألا تحدث مشاكل مرة أخرى بينهم …
بعد قليل أقبل “عبد الحميد” ووالده “السيد” ليقضيا معهم الوقت بمشاهده تلك الحلقات التليفزيونية لتتحامل “أحلام” إحساسها بأنها مكروهه من أم زوجها وزوجه أخيه …
تسائل “السيد” وهو ينظر بساعه الحائط …
_ أمال جوزك فين يا “مها” مجاش يعنى …؟!!
تبدلت تعابير “مها” لإستكانه لم تكن تتحلى بها لتردف بنبرة كاذبه …
_ لسه فى الشغل يا عمى … طالع عينه والله ويا ريته بفايده … حنعمل إيه بس …!!!
عقبت “سعاد” بإشفاق على حال ولدها ..
_ ربنا يعينه … أبو تلات عيال .. لازم يا حبه عينى يشتغل ليل نهار .. أمال إيه … يصرف عليهم منين … دول سنده وقوته … لازم يحاجى على بيته ومصاريفه … مش فاضى ولا وراه عيل ولا تيل …
زفر “عبد الحميد” بتملل فهو يدرك تلك الأسطوانه جيداً حين تبدأ بمقارنته بأخيه “مجدى” الذى تزوج وأنجب ثلاثه أطفال بينما هو لم يُنجب بعد …
نظر تجاه “أحلام” الصامته دون تعقيب وهو يتابع تلك النظرات الحزينه التى إحتلت عيناها دون التفوه بحرف واحد ليهتف بها منقذاً إياه من ذلك الضغط والملامه التى لا تنتهى …
_ يلا بينا يا “أحلام” أحسن أنا كابس عليا النوم أوى وحصحى بدرى بكرة …
على الفور نهضت “أحلام” متصنعه إبتسامه زائفه وهى تردف ..
_ تصبحوا على خير يا جماعه … يلا يا “عبده” ….
تحت أنظار “سعاد” المتهكمه خرج “عبده” و”أحلام” من شقتهم لتميل فمها جانبياً بتقزز …
_ غورى فى داهيه … مش عارفه بقت تقيله على قلبى كدة ليه … اوووووف ….
بملامه مستضعفه للغايه عقب “السيد” على طريقه زوجته التى طالما إفتعلت المشاكل مع زوجه إبنه …
_ ما كفايه بقى يا “سعاد” … مش كل ما ييجوا تنكدى عليهم كدة …
أشارت بكف يدها تجاهه ليصمت بينما تحلت علامات الإشمئزاز والضيق من تدخله بطريقتها مع ولدها وزوجته …
_ بس .. بس … حد طلب رأيك إنت كمان …
ثم إستكملت بفرض رأيها وسطوتها على هذا الطيب المستضعف …
_ قوم إنت شوف “مجدى” حييجى من الورديه إمتى عشان عايزين ننام …
بإستكانه تامه حتى لا تنقلب تلك الليله على رأسه بغضبها وصوتها العالى …
_ حاضر …
إلتفتت “سعاد” تجاه “مها” قائله بجديه بعد إبتعاد زوجها …
_ خدى الفلوس وهاتى الدوا .. وحسك عينك تجيبى سيرة لأم عيون تندب فيها رصاصه دى أحسن تحسدك … دى عينها وحشه …
بطريقه تمثيليه أجابتها “مها” متماشيه مع رأى والدة زوجها …
_ هو أنا عبيطه … لما تعرف أنى حامل تحسدنى والواد ينزل ولا يجرى لى حاجه … لا طبعاً مش قايله لها …
_ أيوة كدة خليكى واعيه … و “شروق” أنا حقولها وأنبه عليها متجيبش سيرة لـ “أحلام” لما تشوفها لحد ما ربنا يثبت لك العيل على خير …
_ ماشى …
_ قومى بقى إنتى إرتاحى جنب عيالك عقبال ما “مجدى” ييجى من المصنع …
_ أنا بقول كدة برضه … تصبحى على خير …
تركتها “مها” متجهه لشقتها لتخرج “سعاد” هاتفها تتحدث إلى إبنتها “شروق”. وتزف لها خبر حمل زوجه أخيها “مجدى” لتشدد عليها ألا تخبر “أحلام” مطلقاً خوفاً من أن تحسدها وتحقد عليها ….
____________________________________
فى صباح اليوم التالي ….
قضت “سحر” أطول ليله مرت بحياتها بسبب إنزعاج هذا الصغير وطلبه لوالدته طيله الوقت ، ومع الكثير من المجهود والتحايل والإرهاق سقط نائماً بعدما قضى على قوة “سحر” على التحمل …
وأخيراً حل الصباح لكنها مازالت غارقه بالنوم بعد تلك المعركه ليله الأمس لنوم “مؤمن” …
وقف “عنتر” يفرك أصابعه بتوتر وهو يبلغ والدته بمجئ ضيفه إلى دارهم …
_ يا حاجه “فهيمه” … كنت عايز أقولك حاچه بس لما عاودت إمبارح لقيتك نايمه …
إعتدلت “فهيمه” بإهتمام لحديث ولدها …
_ خير يا وليدى …
_ ااااا … إحنا چاى عندنا ضيفه تقعد كام يوم … عايزين نكرموها …
_ يا أهلاً وسهلاً … بس مين دى يا وليدى … ؟!!
_ غريبه يامه وقصدتنى … إيه حتردى عزومتى …؟!
_ لا يا خوى … لا عاش ولا كان إللى يرد كلمتك … خلاص … أحسن حاچه للضيفه الغريبه … هى حتيچى ميتى (إمتى) …؟!!
_ النهارده يامه …
فور سماعها لموعد الزيارة أشارت بكفيها بتعجل لتتحرك إلى الداخل وهى تلقى بأفكارها دون إنتظار رد من “عنتر” …
_ يادوب ألحق أحمى الفرن ونعمل شويه رقاق وعيش … وأبعت لخواتك ييچوا يرحبوا بالضيفه … واعمل شوريك … وأعمل صوانى الـ ….
قاطعها “عنتر” لتتروى قليلاً …
_ على مهلك يامه … براحتك خالص …
_ ده أنت بتقول چايه النهارده … لازم نكرمها يا وليدى …
تحلى وجه “عنتر” بإبتسامه لطيفه متابعاً كرم والدته المعهود فإكرام الضيف بالدار شئ مقدس لديها وعليها ألا تدخر جهداً بذلك مطلقاً ….
بعد أن إختفت والدته عن ناظريه تحرك إلى خارج الدار لينهى أزمه (الميراث) بتنازله عن كل شئ وإعاده الأمور إلى صوابها …
أثناء إتخاذه طريق (الترعه) للذهاب إلى مندره “أبو المعاطى” وقبل أن يصل بالفعل إليها تقابل مع “هريدى” الذى ما أن لمح طيف “عنتر” آتياً من بعيد وهرول تجاهه مسرعاً فتلك فرصه لا تعوض …
ألقى عليه تحيه الصباح بأنفاس لاهثه لركضه المتعجل …
_ صباح الخير يا أبو عمو ….
_ صباح الخير يا “هريدى” … كويس إنك چيت بدرى …
وقف “هريدى” يطالع “عنتر” بتوتر ، لا يدرى كيف يبدأ بالحديث معه وقد تحير هل يخبره بالأمر أم لا …
فهروب “أبو المعاطى” أطلق العنان لكلمه الحق التى تلجمت بحلقه خوفاً منه ليقطع “عنتر” ذلك الإرتباك الواضح على محياه متسائلاً …
_ مالك يا “هريدى” … فيك إيه … تحس أنك مخبى حاچه ومش راضى تقولها …؟؟!؟
كان سؤاله إشارة لإفراغ كل ما بداخله والذى أثقل قلبه منذ معرفته به ليطلق العنان للسانه بإيضاح كل شئ لـ”عنتر” الذى وقف مشدوهاً غير مصدق لما فعله به “أبو المعاطي” الذى كان يعده صديقه على الرغم من الإختلاف الكبير بينهم وتحذير والدته الدائم له …
بعد كلمات وعبارات أُطلقت كالسيل من فم “هريدى” وحل الصمت التام لبضع لحظات نطق بها “عنتر” بصوت خفيض غير مصدقاً حقاً لما فعله “أبو المعاطى” …
_ أنا “عنتر سليمان” يضحك عليا أخوك ويفهمنى بالكدب إنى ليا ورث حداهم (عندهم) … أنا يخلينى أقع بالغلط وأخطف ولدهم … أنا يعمل فيا إكدة … !!!!
سحب “عنتر” نفساً بقوة وهو يتوعد “أبو المعاطى” أن خداعه له لن يمر بتلك السهولة أبداً …
_ طب عليا النعمه من نعمه ربى لأكون واخد حقى منك يا “أبو المعاطى” …
تقوس حاجبا هريدى بإستكانه وهو يسترضى “عنتر” بضعف شديد …
_ متزعلش منى يا أبو عمو … أنا كنت خايف منه … مكنتش عارف آچى واقولك …
رمقه “عنتر” غاضباً فمع خنوعه إلا أنه ساعد أخيه بإيقاعه بكل تلك الأخطاء وإتهام أبرياء و إيذائهم بولدهم …
_ تعال معاى على (المندره) وحسابك معايا بعدين إنت التانى …
شعر “هريدى” ببعض التهاون من “عنتر” وأنه لن يؤذه كما سيفعل بـ “أبو المعاطى” ليتبعه بخضوع تام إلى (المندره) ….
___________________________________
دنيا …
وقفت أمام خزانتها تنظر بتحير لتلك الملابس المطويه بتفكر بأى قطع تضعها بحقيبتها لتناسب تلك السفرة المفاجئه …
وضعت بعض قطع الملابس بحقيبتها المفتوحه فوق فراشها لتعود وتتخير قطع أخرى وتضعها بها …
لملمت بعض أدوات التجميل الخاصه بها ووضعتهم بحقيبه صغيرة بداخل حقيبه السفر وجلست تتفكر ترى ما الذى ينقصها الآن قبل سفرها ….
دلفت والدتها إلى الغرفه وهى تنظر بإندهاش للحقيبه المفتوحه فوق الفراش قائله …
_ يا خبر يا “دنيا” … أنتى لسه مخلصتيش …. ؟!!
_ خلاص أهو يا ماما … بس مش عارفه إيه إللى ناقص تانى … فكرى معايا كدة …؟!!
_ أفكر إيه وبتاع إيه … يلا إنجزى … ده باقى ساعه على القطر … كدة مش حتلحقيه والمسافه طويله …
زمت “دنيا” شفاهها بتملل وهى تغلق الحقيبه لتردف مازحه وهى مازالت تتحلى بالملامح المتضايقه …
_ أهو لو نسيت حاجه حتبقى متعلقه فى رقبتك ليوم الدين … أنتى دايماً إللى مستعجلانى كدة … أُم إيه دى بس … فيه أُم كدة ….؟!!!
ضربتها والدتها بخفه على مؤخرة رأسها لتردف بإبتسامه …
_ مالها أُمك دى … يلا خلصى وعدى على أبوكى فى الصاله سلمى عليه قبل ما تسافرى …
_ حاضر يا كابته إحساسى … حاضر …
إستدارت “دنيا” تُقبل والدتها فوق وجنتها بخفه قبل أن تخرج إلى الصاله لتسلم على والدها قبل السفر بتلك المغامرة الجديده بالنسبه إليها …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى