رواية عشقت خيانتها الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم قوت القلوب
رواية عشقت خيانتها الجزء الثاني والعشرون
رواية عشقت خيانتها البارت الثاني والعشرون
رواية عشقت خيانتها الحلقة الثانية والعشرون
النهاية ،،،
رغم إستقلال كل منهم وسيله للسفر إلا أن رحلتهم كان شاقه للغايه …
وبعد ساعات طويله قاسيه بالطريق وصلا “عمر” و “نسمه” كل منهما إلى القاهرة دون مقابله الآخر ….
إتجهت “نسمه” لمنزل خالتها أم “ريم” التى إستقبلتها بتلهف شديد لعودتها إليها مرة ثانيه …
وبعد ترحيب حار جلست “نسمه” إلى جوار خالتها تفيض إليها بما حدث بتلك الأيام الماضية ….
_ عارفه يا خالتى …. جدى ده طلع طيب أوى أوى يا خالتى …
_ كان نفسى تعيشى معايا هنا يا بنتى …
_ كل شئ بوقته … أنا المهم عندى دلوقتى كليتى لأنى أهملتها أوى الفترة إللى فاتت ..
_ طبعا يا حبيبتى .. وبعد إمتحاناتك إن شاء الله عندى ليكى خبر حلو أوى يا رب يسعدك زى ما هو مفرحنى كده .. ويا رب توافقى عليه …
قضبت “نسمه” حاجبيها بتساؤل ….
_ خبر … خبر إيه …؟
إتسعت إبتسامه أم “ريم” بسعاده باديه على محياها بحماس شديد …
_ الصراحه أنا مش قادرة أستنى … أصلى كده ومن غير مقدمات عايزاكى عروسه لإبنى “ياسر” …
تبدلت ملامح “نسمه” على الفور لتتجهم بذهول مردفه بإرتباك تام …
_ “ياسر”….!!!! … بس يا خالتى … أنا ااا ……
_ لا بس ولا حاجه .. خدى وقتك ومش عايزة أعرف ردك إلا بعد الإمتحانات .. تمام .. متشغليش نفسك دلوقتى بالموضوع ده …
_ إن شاء الله …
تركتها أم “ريم” لترتاح بغرفتها لتستعد “نسمه” لما هو قادم بحياتها فعليها أن تبقى بذهن صافى وتركيز شديد لتعويض ما فاتها …
____________________________________
عمر …
لم يتجه لشقته ولا للراحه بعد عناء سفره وعودته إلى القاهرة بل توجه لصديقه “وائل” فربما يجد عنده خبراً يريح قلبه المجهد …
_ إيه الأخبار يا “وائل” …؟!!
حرك “وائل” رأسه نافياً وهو يرفع حاجباه بصمت محبط ثم أردف …
_مفيش أى حاجه عنها أبداً …
_ إزاى بس ؟!!!!!!! … بنت لوحدها ولا ليها قرايب ولا معاها فلوس حتكون راحت فين يعنى …؟!!!
_ والله يا “عمر” كلمت واحد قريبنا بيشتغل فى الشرطه برضه يدور معانا ولسه مفيش منه أى خبر لسه …
_ كل يوم بيعدى بحس إنها ضاعت من إيدى أكتر ….
بنظرات مشفقه على حال صديقه عقب “وائل” مطمئناً “عمر” …
_ حنلاقيها .. إن شاء الله حنلاقيها .. بكره أول يوم فى الإمتحانات يمكن تيجى .. ما هى مش حتضيع مجهود السنه كلها كده …
تهدج نفسه بوميض أمل فربما يصدق “وائل” هذه المرة …
_ تفتكر …؟
_ أكيد …..
ثم حاول “وائل” تغيير مجرى هذا الحديث الكئيب للغايه …
_ قولى صحيح … عملت إيه مع بنت عمك ..؟!!
ردد “عمر” بلا إكتراث لأمر تلك إبنه العم …
_ ولا شفتها …
رفع “وائل” حاجبه بتعجب ..
_ إزاى يا إبنى … ؟؟
_ مش عارف هى كانت تعبانه باين …. وجدى صدمنى فى موضوع كده خلانى مشيت الصبح من غير حتى ما أسلم عليها …
_ موضوع إيه …؟؟
زفر “عمر” مطولاً فذلك الجانب أيضاً أرهقه نفسياً للغايه ولا يجد لتلك الورطه مخرجاً …
_ جدى عايزنى أتجوزها !!!! … وأنا مش عارف أقوله لأ .. بس برضه مش حينفع حظلم نفسى وحظلمها معايا .. أنا قلبى مفيهوش غير “نسمه” …
_ وحتعمل إيه طيب …؟؟
_ حستنى شويه وواحده واحده أشيل فكرة الجواز دى من دماغ جدى .. بس مش حينفع مرة واحده أقوله كده أحسن يجرى له حاجه أنت مشفتش هو تعبان قد إيه …
_ ربنا يستر ….
____________________________________
اليوم التالى ….
إستيقظت “نسمه” مبكراً وإرتدت ملابسها فى توتر ذاهبه إلى الجامعه فاليوم أول أيام إختبارات نهايه العام ….
إضطراب إجتاح جسدها وتفكيرها ليس فقط لبدء الاختبارات لكن لمواجهتها معه اليوم إذا لزم الأمر …
إستقلت إحدى سيارات الأجرة للذهاب إلى الجامعه ….
____________________________________
عمر …
لو كان بيده لقضى الليل بأكمله منتظراً أمام الجامعه بإنتظار قدومها لكنه إتجه لجامعته بوقت مبكر للغايه …
لم يتمكن من الإستذكار بصوره جيده فكل ما شغل تفكيره هو “زمردته” الغائبه “نسمه” ..
وقف إلى جوار المدخل الرئيسي للجامعه محدقاً بكل من يدلف إلى الداخل بإنتظار أن تأتى كما قال “وائل” …
تبقى القليل على ميعاد أول إختبار وعليه الصعود للجنه الخاصه به ليفقد الأمل بحضورها اليوم ويبقى اليأس منتصراً بمعركه دوماً هو الخاسر بها …
___________________________________
بالطريق …
توقف السائق عن الحراك دون التقدم لفترة طويله لتنظر “نسمه” لساعتها بتوتر فلقد تأخرت للغايه …
_ هو حضرتك الطريق واقف ليه كده ..؟؟
_ الزحمه هنا كبيره أوى يا بنتى .. الكل رايح مشاغله بقى ساعه صبحيه …
_ طب مفيش أى طريق تانى … أنا كده حتأخر على الإمتحان …!!!!
_ إن شاء الله تتحل …
___________________________________
لم يعد للإنتظار جدوى وبدا التحرك إلزاماً عليه ليصعد مع بقيه الطلاب للجانهم الإمتحانيه …
كل خطوة كان يخطوها يعود ببصره إلى الوراء فربما تأتى من خلفه فى آخر وقت لكنها لم تأتى لينكس نظره أرضاً ويصعد درجات السلم بقلب تباطئت دقاته وروح تكاد تزهق وغصه تعلقت بحلقه ليدلف للجنته بيأس من أن يجدها وتعود الحياه لقلبه من جديد …
__________________________________
بعد تأخر عن موعدها المحدد وصلت “نسمه” أخيراً إلى الجامعه ناظره الى ساعه يدها فلقد بدأت بالفعل اللجنه الإمتحانيه منذ خمس دقائق …
أسرعت تسأل وتبحث عن مكان لجنتها بسرعه حتى وصلت إليها …
جلست مسرعه فى المقعد المخصص لها وبدأت بحل الإختبار بتوتر شديد فهى غير قادره على تحمل تلك الضغوط المتواليه …..
____________________________________
مر الوقت وإنتهى فترة الإختبار ليتوجب على الطلبه الخروج من اللجان …
وقف “عمر” بشرود مغيب عن الواقع ينتظر “وائل” أسفل المبنى بإحباط بالغ …
لم يكن يظن أن لغيابها عنه كل هذا التأثير لكنها أخذت قلبه ورحلت .. لقد تيقن من ذلك …
تقدم “وائل” من “عمر” متسائلاً …
_ ها .. عملت إيه فى الإمتحان .؟؟
_ مش عارف .. ومش مهم … يلا بينا …
زم “وائل” شفتيه وهو يومئ بإستسلام …
_معلش … يلا …
تحرك “وائل” برفقه “عمر” حينما لاحظ “وائل” “دنيا” آتيه مسرعه نحوهم بعجاله شديدة تلهث من ركضها المتعجل ….
_ “عمر”….. يا … “عمر” …
إنتبه لها “عمر” على الفور …
_ خير …فيه إيه مالك ….؟؟
مع أنفاسها اللاهثه إلا أنها كانت تضحك بشده وهى تنحنى لأخذ نفساً عميقاً بقوة قبل أن تستطرد بسعاده لا توصف …
_”نسمه” جت ..
أنارت الدنيا فجأة بعيناه ، تراقص قلبه فرحاً بهذا الخبر الغير متوقع ، هل إبتسمت له الدنيا أخيراً ، هل أتته تلك الفرصه ليصحح خطأه ويسعد قلبه …
تحدث بصوت يملؤه السعاده والتفاؤل مستفهاً …
_ أنتى بتتكلمى بجد …!!! جت … جت إمتى .. هى فين …؟؟
_ سبتها هناك واقفه مع “سحر” ….
لم ينتظر تأكيد “دنيا” وأسرع راكضاً بالاتجاه الذى كانت تشير إليه ليلحق بها فلن يتركها تضيع من يده مرة أخرى ….
تباطئت خطواته وهو يراها تقف أمامه كحوريه من الجنه … هى فقط من إستطاعت إمتلاك قلبه وروحه … هى فقط من ترسم لها إبتسامته … هى فقط روح فؤاده ومحياه … “زمردته” الخالده … “نسمه” روحه …
كم هى جميله وساحرة …. إنشغلت بحديثها مع “سحر” ولم تنتبه لوجوده مطلقاً …
إستطاعت “سحر” أن تلمح “عمر” الراكض من بعيد قادماً تجاههم لتبتسم لتلك القلوب المحبه ، هى التى لا تعترف بهوى القلوب تمنت يوم يرزقها الله بمن يألف روحها و تكون علاقتهم گ “عمر” و “نسمه” …
غمزت “سحر” بخفه بطرف عينيها وهى تأشر بإتجاه “عمر” قائله …
_ “نسمه” .. شوفى مين جاى علينا …
إستدارت “نسمه” لتقع عيناها عليه وهو يركض تجاهها من بعيد ثم هدأت خطواته لتتعلق عيناه بها ، ينظر إليها بنظرته الساحرة .. يبتسم لها بإبتسامته الرائعه .. تلك الإبتسامه التى تظهر غمازتيه القويتين ….
تبا لقلبها الذى لا تستطيع السيطره عليه … لكن لا … اليوم ليس معركته … فاليوم تنتصر الكرامه … لا القلب ….
إقترب منها “عمر” غير مصدقاً أنها هنا حقاً ، بعد كل الغياب ، بعد جفاء القلوب .. أتت مرة أخرى …
كل ما به كان يصرخ شوقاً وتلهفاً لها ، نظرات عينيه وهمسه بإسمها ونبرات صوته المشتاقه التى تلهب نيران قلبها …
_ “نسمه” ..!! أنتى فين … وحشتينى أوى وقلقتينى عليكى أوى ….!!!!
بجهد شاق إستطاعت “نسمه” أن تتصنع أخيراً عدم الإهتمام واللامبالاة ….
_ أفندم ….!!!!!! … وتقلق ليه وتتعب نفسك ليه …. محدش طلب منك ده …!!!!
هو يتفهم تماماً تلك الطريقه الجافه التى تعامله بها ، هو يستحق ذلك ، لكن عليها الإستماع له ليكمل بترجى تام …
_ “نسمه” .. أنا عايزك تسمعينى كويس … أنا …
رفعت “نسمه” رأسها بتعالى وسمو تحدثت بقوة وبرود غير تلك النيران التى إشتعلت بقلبها فور رؤيته ، تصنعت عدم الإهتمام لتهتف به بحزم شديد …
_ أنا إللى عايزاك تسمعنى كويس …. إللى إنت بتعمله ده مش حيدخل عليا تانى … متعملش مهتم وبتحبنى والكلام ده …….. خلاص فهمت اللعبه خلاص … ووعيت وفهمت كل حاجه …. أنا قلت لك قبل كده .. حتى ولو فى يوم حاولت ترجع تانى .. أنت بالنسبه لى إنتهيت .. مُت خلاص … معدش باقى بينا حاجه … و”نسمه” إللى كنت تعرفها خلاص مش موجوده …. دور لك على واحده تانيه تناسب وضعك وعيلتك .. أنا دلوقتى مخطوبه وحتجوز بعد الإمتحانات على طول فيا ريت ….ولا أشوف وشك ولا أسمع عنك تانى … فهمت …
تركته “نسمه” مصدوم … لا يستطيع التفوه بكلمه .. لم يفكر حتى أن قسوته معها جعلتها بهذه القسوة …. كسرته مثلما كسرها … ظلمته مثلما ظلمها … لكنه فعلاً لم يكن يعرف …
ظل “عمر” ينظر مصدوماً بإتجاه “نسمه” المبتعده ثم إلتفت إلى “دنيا” و”سحر” متسائلاً بجسد متيبس بارد الأطراف يكاد صوته أن ينتحب حزناً …..
_ هو أنتوا مقلتولهاش على إللى عملته “أحلام” ….؟؟
رفعت “دنيا” كتفها وأهدلته وهى تميل بفمها جانبياً بتعاطف مع هذا العاشق …
_ لأ لسه كنا حنقول لها .. ملحقناش …
إستدار “عمر” نحو الفراغ الذى خلفته “نسمه” بعد رحيلها …
_يعنى إيه … خلاص كده ….؟؟
أردفت “سحر” رغم تعاطفها بالفعل مع “عمر” إلا أن من الأخلاق أن يحترم “عمر” رغبه “نسمه” فى الإبتعاد خاصه مع ذكرها إنها مخطوبه لغيره وعليه تقبل ذلك …
_ بص يا “عمر” …كفايه ضغط عليها كده … مفيش نصيب .. ويا ريت كل واحد فيكم يشوف طريقه بقى .. وطالما قالتلك إنها مخطوبه فميصحش إنك تكلمها تانى أو تعترض طريقها اكتر من كده .. ومتسببلهاش مشاكل …
أخذ “عمر” يحرك رأسه ببطء عده مرات متواليه وكأنه يحاول إدراك ما حدث بالفعل …
جلس بهدوء على أحد مقاعد الجامعه الكبير صامتاً ….
لقد إنهزم “عمر” ولن يكون أبداً هو مصدر مشاكلها وهمومها فيكفيها ما بدر منه تجاهها ، لكنه يحبها … كيف يفعل ذلك ، كيف يبتعد … كيف يخرجها من قلبه الذى إمتلكته … ربما ستبقى بعيداً عنه لكنه لن ينساها …
___________________________________
بعد مرور عده أيام قام خلالها الطلاب بأداء العديد من الإختبارات ، إستطاع كلا من “عمر” و”نسمه” تجنب بعضهما البعض …
هى تجنبته وإبتعدت وهو تجنبها لأن ليس من حقه أن يقترب فليس ذلك من أخلاقه أن يخون …
تلقى “عمر” خلال مكالمه هاتفيه من جده أصر فيها على الحضور بعد نهايه الإختبار إستعداداً لزواجه من إبنه عمه فهى أولى به حتى يلتئم شمل هذه العائله من جديد …
مع رفضه عده مرات وتحايل جده المستميت وإجباره بذلك حتى لا يتسبب بإعيائه مرة أخرى …
وافق “عمر” مسلوباً روحه على طلب جده ليرضيه فى نهايه أيامه …
إنتهت الإختبارات أخيراً وودع الجميع بعضهم البعض فلا يعلموا متى يمكنهم التقابل مرة أخرى ..
فكلا منهم سيذهب فى طريقه ويشق حياته بعد نهايه دراستهم وتخرجهم ….
___________________________________
المنيا ….
جلس “صالح” بجلسته المحببه بالحديقه مستكملاً مكالمته لـ “نسمه” …
_ ها يا بنتى حتيجى إمتى ….؟؟ لأ لأ كده كتير أنا مستنيكى تيجى على طول …
إن شاء الله … مع السلامه …
أنهى “صالح” مكالمته مع “نسمه” ليكلم “عمر” يحثه على المجئ والإستقرار بالبلده هنا …
_ أيوه يا “عمر” … إنت متأخر ليه يا إبنى مش حتيجى تستقر هنا ولا إيه … نسيت كمان إللى إتفقنا عليه ؟!!!!!! … مستنيك فى أقرب فرصه تقدر تيجى فيها …
مر يومان ليعودا كلا من “عمر” و”نسمه” منصاعين لأوامر جدهما ولكن كل منهما يمكث فى غرفته منذ وصوله لا يخرجان ولم يتقابلان …
حُدد اليوم لزواج كلا من “عمر” و”نسمه” وتزين البيت الكبير بالأنوار المتلألئة البديعه وأتى الحاج “صالح” بفستان زفاف يليق بحفيدته وقدرها ….
أرسله إلى غرفتها مع مجئ فريق كامل للتزين والتجميل …
أحضر أيضاً حُله سوداء رائعه لـ”عمر” مع تحضير جناح خاص للعروسين …
حضر المأذون وسط الزغاريد المبهجه وتبريكات الحاضرين ..
إمتلأت حديقه البيت الكبير بالأحباب والأقارب منتظرين حضور العريس والعروس لعقد القران ….
حضر “عمر” مرغماً يرسم على وجهه إبتسامه باهته فاليوم يتزوج كما تزوج أجداده بدون حتى أن يرى العروس فقط لأنها إبنه عمه وليس له الإختيار …
فأيا كانت فلابد من هذه الزيجه لأجل خاطر جده فقط …
جلس على أحد المقاعد الفخمه الموضوعه بالحديقه إلى جوار المأذون وإستأذن الحاج “صالح” للذهاب للإتيان بالعروس …..
طرق الحاج “صالح” غرفه “نسمه” لتفتح بعض الفتيات الباب بإبتسامه فرحه …
_ إتفضل يا حاج “صالح” … العروسه جاهزة …
إستدارت “نسمه” نحو جدها بإبتسامه خلابه ، لتظهر “نسمه’ كعروس من القصص الخياليه أميره أحلام بالفعل …
تكاد الكريستالات المرصعه لفستانها الضخم تضئ من إشعاع روحها وبريق جمالها الأخاذ ….
خصلات شعرها المتموج برقه كشلال من العسل يتدلى بعشوائيه فوق كتفيها يتوسطه تاج فضى براق …
_ بسم الله ما شاء الله … ربنا يحرسك يا بنتى … ها مستعده …
لتجيبه “نسمه” بغمزه بعينيها وإتسعت إبتسامتها قائله بمكر …
_ مستعده …
تذكرت “نسمه” بخيالها ما حدث بتلك الليله حين رأت “عمر” بحديقه البيت وذهبت لغرفه جدها لتخبره أن عليها الرحيل ….
(( إرتدت “نسمه” شال كبير غطى وجهها بالكامل وقررت التسلل نحو غرفه جدها لتبلغه بقرارها بالسفر من ثم تعود لتجهز نفسها قبل أن يشعر بها “عمر” من الأساس …
فتحت باب غرفتها بهدوء حتى لا تصدر أى صوت متسلله بخفه على أطراف أصابعها حتى وصلت لغرفه جدها ووقبل أن تطرق الباب وجدته مفتوحاً وسمعت صوت “عمر” وجدها بالداخل يتحدثان ..
فقررت العودة إلى غرفتها والمجئ بوقت آخر بعد خروج “عمر” …
بصوت واهن إستكمل “صالح” …
_ أنا عايزك فى حاجه مهمه بخصوص بنت عمك ….
_ بنت عمى …!! خير يا جدى …
_ أنا حاسس أنى خلاص نهايتى قربت .. وعايز أطمن عليكم … ده أنا ماليش فى الدنيا غيركم … أنتوا أقرب ولادى …
_ قصدك إيه يا جدى …؟؟
_ إسمعنى يا إبنى ومتقاطعنيش …. أنا خلاص حاسس أنى حموت والبنت دى يتيمه و إتبهدلت كتير ولازم نضمن لها عيشه كريمه ومحدش يبهدلها تانى .. ولقيت إن أحسن حل إن إنتوا تتجوزوا ….
وقف “عمر” بصدمه وقد إتسعت عيناها بذهول قائلاً بحده …
_ إيه ..!!! نتجوز !!!!!! …. لا يا جدى … أوعدك إنها حتبقى فى عينى وحاخد بالى منها .. إنما جواز لأ …
( فتحت “نسمه” عيونها وفمها عن آخرهما دهشه من رغبه جدها )
_ أقعد كدة وإهدى بس … إيه إللى يمنع بس يا “عمر” …
جلس “عمر” محاولاً التقليل من إنفعاله حتى لا يغضب جده مبرراً له لماذا يرفض زواجه من إبنه عمه …
_ أنا حقولك يا جدى إيه إللى يمنع …. إللى يمنع أنى بحب واحده تانيه وعايزة أتجوزها ..
( إنتبهت “نسمه” كثيراً لترى من هى التى أحبها “عمر” بهذا القدر لدرجه إستبدال حبها بهذه السرعه ، إستمعت حزينه فهى تستمع الآن للنهايه الحقيقيه لقصه حبهمها الوهميه ..)
إستمعت جيداً لما دار بينهم حتى طلب جدها من “عمر” تركه بمفرده …
_ سيبنى شويه يا أبنى أرتاح … وأنت فكر كويس فى الكلام إللى قلتهولك ده ورد عليا ..
_ حاضر …
أسرعت “نسمه” متسلله مره أخرى بالذهاب لغرفتها وأغلقت الباب بحرص حتى لا يصدر أى صوت …
لتهمس بإبتسامه لنفسها بسعاده بالغه ..
” يعنى بيحبنى …. لسه بيحبنى …. أنا مش مصدقه إللى حصل ده … ومين صاحبتى إللى وقعت بينا وقالت عليا كل الكلام ده …
مين؟؟؟ … مين إللى بسببها كسرت قلبى وقلبه … ياااااه قد إيه أنا فرحانه فرحانه .. فرحاااااااااانه … إنه بيحبنى أنا … بس … جدى .. أيوة .. جاتنى فكرة …”
بعد إنصراف “عمر” من غرفه جدها تسللت “نسمه” مرة أخرى نحو غرفه جدها و دلفت إلى الداخل بهدوء شديد …
“صالح” بتمعن من الدالف إلى غرفته دون إستئذان …
_مين …؟؟
همست “نسمه” بصوت خفيض للغايه …
_ أنا “نسمه” يا جدو …
_ وعامله فى نفسك كده ليه ….؟؟
_ عشان فيه حاجه ضرورى جايه أقولهالك وأتفق معاك فيها …
ابتسم “صالح” على طفوليه حفيدته وبرائتها ….
_ تعالى جنبى وقوليلى على راحتك …
_ الصراحه يعنى ومن غير قصد سمعتك وأنت بتتكلم أنت و”عمر” …
أدرك صالح ما ستتحدث به “نسمه” وبالتأكيد سترفض طلبه فأسرع موضحاً سبب ذلك
_ أيوه يا بنتى ..انا عارف حتقولى إيه .. بس أنا بعمل كده عشان مصلحتك .. مش بغصبكم على حاجه …
إتسعت إبتسامه “نسمه” لتدهش جدها للغايه وهى تجيب بعكس ما توقعه تماماً …
_ أبداً يا جدو … أنا مش زعلانه خالص … أنا أصلا عايزة أقولك إن البنت إللى كان بيكلمك عنها “عمر” .. هى أنا …
إعتدل “صالح” بإندهاش صادم ليردف بعدم تصديق …
_ معقول ده ….!!! دى الدنيا دى صغيره أوى …!!!!
_ أيوة يا جدى والله … بس أنا عايزة أعلم “عمر” درس .. إنه برضه ميسمعش كلام الناس تانى ولازم كان يتأكد بنفسه من أى كلام أتقال له …
_ كلام مظبوط …
_ يبقى متفقين … الأول أنت متقلوش أنا مين .. أنا بنت عمه وبس !!!!!! … وتغصب عليه فى الجوازة دى من غير ما يشوفنى ولا يعرفنى … والباقى سيبه عليا أنا بقى …
_ يا سلام بس كدة .. ينفذ يا بنت الغالى … وليكى عليا تخلصوا إمتحاناتكم و أعملكم أجدع فرح فى الدنيا …
ضحكت “نسمه” معقبه …
_ أيوة من غير ما يعرف إن أنا العروسه …
_ ماشى كلامك …))
عادت “نسمه” إلى الواقع حين قطع جدها شرودها قائلاً …
_ أظن كده كفايه وعملتيه الأدب بما فيه الكفايه صح …؟!!!
_ صح يا جدو …
أمسك “صالح” بكف حفيدته مصطحبها إلى الحفل بالأسفل …
هبط درجات السلم المنحنى ممسكاً بيد “نسمه” حين وقع بصر أحد المدعوين عليهم ليقوموا بالهتاف بأصواتهم الفرحه وسط دقات الموسيقى المبهجه …
_ العروسه جت يا عريس …
هكذا قالها أحد المدعوين ليقف “عمر” بتثاقل مغلقاً جاكيت حلته السوداء بأناقه ساحباً نفساً عميقاً يحاول الضغط على نفسه للابتسام لعروسه المنتظره …
أغمض جفنيه قليلاً ليحث نفسه على التقدم ومحاوله تقبل الأمر الذى كاد يطبق حقاً على أنفاسه ليفتح عيناه مبتلعاً غصته التى يخفيها بقلبه وهو يتحرك بخطوات بطيئه نحو البوابه الرئيسيه …
رفع هامته ناظراً نحو جده الذى يهبط درجات السلم الداخلى بخطوات حذره للغايه ممسكاً بيد العروس …
تمعن “عمر” بصدمه وهو يهز رأسه بخفه محاولاً التبين مما وقعت عليه عيناه للتو …
همس بنهج شديد لتسارع ضربات قلبه بقوة مفزعه …
_ “نسمه” ….!!! “نسمه” هى بنت عمى ..؟؟؟
إتسعت إبتسامته بفرحه شدبده لتشرق وجهه العابس لتعلو ضحكته بصوت رنان مبتهج للغايه …
ركض نحو الداخل ليتأكد مما يراه وأنه لا يتخيل ذلك …
صعد بقيه درجات السلم بعجاله ليدنو منهما لينهره جده على تسرعه …
_ بالراحه يا بنى الناس تقول علينا إيه ….؟؟؟
_ يقولوا إللى يقولوه … إللى عايز حاجه يقولها … أنا ما صدقت …
ربما ما يراه حلماً لكنه لا يريد أن يصحو منه أبداً…
بخفه شديده أبدل “عمر” مكانه بمكان جده ليمسك بيد “نسمه” وهو يطالعها بنظرات عاشقه بغير تصديق قائلاً بوله …
_ أنا مش مصدق .. إزاى !!!!! .. أنتى إزاى بنت عمى ؟؟!!! .. ولا أقولك مش مهم .. المهم إن أنتى معايا دلوقتى … أنا مش متخيل وحاسس أنى بحلم …
لتضئ الكون بإبتسامتها العريضه متلألأه كقطعه من الزمرد النادر وهى تجيبه ببعض الشقاوة …
_ لأ مش بتحلم …
تهدجت أنفاسه وهو يستمع لصوتها العذب الذى إشتاق إليه كسمفونيه رائعه فوق أوتار قلبه ليهيم بسحرها قائلاً …
_ قوليها تانى كده …
لتعيدها على مسامعه قائله بهمس خجول …
_ مش بتحلم يا “عمر” … بجد .. إحنا حنتجوز بجد …
تذكر ما فعله معها وكيف كان قاسياً مخطئاً بحقها ليهمس معتذراً يطلب غفرانها …
_ سامحينى … أنا غلطت فى حقك .. أنا…
وضعت “نسمه” كف يدها على شفاه “عمر” لتوقفه عن الحديث أكثر من ذلك …
_ أنا عارفه كل حاجه … بس كان لازم أديك الدرس ده عشان بعد كده متسمحش لأى حد يتدخل بأى كلام تانى ما بينا …
“عمر” بدهشه من معرفتها بما حدث …
_ عارفه..!!
أفاق “عمر” من تلك الغياهب لينظر بشك تجاه جده ثم سأله بتطلع …
_ وأنت يا جدى .. كنت عارف برضه …؟؟!!!!
_ حكم القوى بقى …
قالها “صالح” وهو يشير بحركه كتفه وعيناه تجاه “نسمه” وهو مبتسم للغايه …
ليرفع “عمر” هامته بإستراب وهو يمازح “نسمه” قائلاً …
_ أنتى من أولها .. حتاخدى جدى فى صفك ….!!!!؟
_ إيه مش عاجبك…؟؟؟!!!!!
ليكمل بحنو عاشق ..
_ إلا عاجبنى .. إذا كنت أنا بحالى فى صفك … أنا مقدرش على كده أبداااا ….
أشار لهما جدهما بإستكمال حفل الزفاف فقد بدأ المدعوين يتطلعون تجاههم بإستراب وفضول …
_ مش يلا بينا ولا إيه الناس بتتفرج علينا …
ضحك كلا من “نسمه” و”عمر” وتوجهوا نحو الحديقه وتم بالفعل عقد قرانهما لتعلو فرحتهما عنان السماء …
دنيا و سحر ….
كادتا أن يقفزان من فرحتهما وهم ينظران من بعيد تجاه صديقتهم وهى تتقدم كالأميرات إلى جانب من هواه قلبها …
تنهدت “دنيا” بحالميه قائله ..
_ حلوين اوى يا “سحر” … ربنا يسعدهم يا رب …
إبتسمت “سحر” بمحبه وهى تطالع “نسمه” و”عمر” بسعاده …
_ يا رب يا “دنيا” … عارفه يا “دنيا” .. لو مكانش الجواز كدة … مالهوش لازمه … أنا فعلاً مشفتش إتنين بيحبوا بعض كدة …
إعتدلت “دنيا” رافعه كفيها تتضرع بالدعاء يتخلله بعض المزاح …
_ إوعدنا يا رب …
فاجئهم “وائل” من خلفهما بإبتسامه عريضه …
_ ااااه … ده أنتوا كنتوا عارفين بقى إن “نسمه” هى بنت عم “عمر” …!!!
ضحكتا “سحر” و”دنيا” لإنكشاف أمرهما معقبتان …
_ مينفعش نخون ثقه صاحبتنا … بس سيبك إنت مفاجأه غير متوقعه أبداً بالنسبه لـ “عمر” صح …؟!!!!
_ أكيد …
ثم أقترب “وائل” هامساً بهدوء قرب أذن “دنيا” …
_ عقبالك …
نكست “دنيا” رأسها بخجل وهى ترقص بحاجبيها تجاه “سحر” دون أن ينتبه لها “وائل” مواريه إبتسامتها الشقيه فربما تبدأ قصه جديده بين قلبيهما ….
حركت “سحر” رأسها بضحك وهى تبتعد عنهما لتترك لهما بعض الحريه بالحديث متجهه نحو عصفوران الحب لتبارك لهما بدايه عُشهما السعيد …
إقترب “عمر” من “نسمه” ناظراً نحو عينيها الواسعتين بعشق ممسكاً بكفيها الرقيقين ….
_ سامحتينى حبيبى …
_ طبعاً يا حبيبى .. إذا كنت سامحت “أحلام” أساساً … مش حسامحك أنت … أنا عمرى ما أقدر أزعل منك … أنت ساكن فى قلبى … أنا قلبى كان فى صفك أنت …
_ عارفه يا “نسمه” أنا عمرى ما كنت أتخيل أنى أحب حد زى ما حبيتك يا حبيبى …. أنا فعلاً إتأكدت أنى مقدرش أعيش يوم واحد من غيرك …. بس أنتى إزاى سامحتيها بعد كل إللى عملته ده … سامحتيها بعد ما خانتك وطعنتك فى ظهرك ….
_ لولا خيانتها وكلامها ده ولا أنا ولا أنت كنا عرفنا بعض … لولا خيانتها دى مكنتش عرفتك ولا حبيتك … أنا حبيت خيانتها أوى … أنا عشقت خيانتها كمان ..
إذا أتممتم القراءه رجاء متابعه الحساب ليصلكم جديد رواياتى 💜
النهايه ،،،
تمت بحمد الله وفضله،،
إلى اللقاء بالجزء الثاني من روايه عشقت خيانتها تحت عنوان [ الميراث ] والتى أتمنى أن تنال إعجابكم ،،
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)