روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الثاني والثلاثون

رواية عشقت خيانتها البارت الثاني والثلاثون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الثانية والثلاثون

⚜️ لم يحدث ….؟!!! ⚜️
المندره …
قبض “عنتر” مقبض باب المندره بيده ليفتح الباب بهدوء بعدما طرقه بخفه ، لكن ما أثار ريبته هو الهدوء التام الذى يعم المندره ….
طل برأسه ناظراً إلى الداخل ليجد “سحر” و”مؤمن” يغطان بنوم عميق ، شعر بوخزه بضميره وهو يدرك تماماً الآن أنه السبب بإيذائهم بتلك الصورة المؤلمه ونومتهم الغير مريحه بعيداً عن أحبائهم …
غصه علقت بحلقه ليستدير خارجاً من المندره برفقه “هريدى” الذى كان يتبعه إستوقفه صوت “سحر” الناعس …
_ إنت جيت … إستنى متمشيش …
قلق “مؤمن” بنومته بصوت “سحر” ليبدأ بالإستيقاظ وهو يفرك عيناه ، تيقنت “سحر” من إستيقاظه فإعتدلت مُبعده “مؤمن” عنها لتنهض طالبه من “عنتر” الإنتظار …
_ إستنى … إحنا صحينا .. إنت مش عند وعدك ولا إيه ….؟!!
إستدار “عنتر” متأملاً بتلك “المتمرده” التى عصفت بتفكيره بإختلافها المميز ليردف بنبره قد شابها شعور متعاظم بالذنب تجاههم …
_ عند وعدى … وأكتر كمانِ …
حاولت “سحر” رفض ذلك الإحساس الذى إجتاحها بالتعاطف معه خاصه وقد شعرت بصدق إحساسه بتعويضهم عما حدث …
نفضت ذلك الإحساس عن تفكيرها لتردف بعمليه طالما تمتعت بها …
_ طب أنا عايزة أكلم مامته أطمنها عليه وعليا … زمانهم حيموتوا من القلق …
ضرب “عنتر” جبهته بكفه لنسيانه هاتفها بغرفته بالدار ليجيبها متأسفاً ..
_ والله نسيت التلفون فى الدار … سامحيني …
طلبه للسماح أعادها لنفس الإحساس بالتعاطف معه لتجيبه بإستكانه لم تعتادها مطلقاً …
_ مش … مش مستاهله يعنى .. عادى أكلمهم من أى تليفون …
إلتفت “عنتر” تجاه “هريدى” طالباً هاتفه …
_ هات تلفونك يا “هريدى” …
أخرج “هريدى” هاتفه من جيب جلبابه يريد إسترضاء “عنتر” بأى شكل حتى لا يعنفه على ما فعله أخيه معه …
_ أهو التلفون يا أبو عمو … أنت تؤمر بس …
أمسك “عنتر” بالهاتف بضيق من تصرف “هريدى” الأرعن ليمد به إلى “سحر” وقد تحلت ملامحه بلين لطيف لم تكن لتنتظره منه …
مدت كفها حامله الهاتف لتدق بأرقام هاتف “نسمه” المميزة التى تحفظها جيداً لسهوله رقمها …
____________________________________
دق هاتف “نسمه” برقم غريب لتنتفض مجيبه إياه وقد تسلطت أعين “عمر” على لهفتها وإرتعاش صوتها …
_ ألو …..
_ “نسمه” …. حبيبتى .. أنا “سحر” ….
مجرد سماع “نسمه” لإسم صديقتها شعرت بسكينه فوريه حلت بقلبها لتهتف بإنفعال متخوفه ..
_ “سحر” … إنتوا فين … أنا أتجننت عليكم …!!؟؟
أجابتها “سحر” مطمئنه إياها …
_ معلش حبيبتى … أنا عارفه … أنا بكلمك عشان أقولك إن إحنا بخير … و”مؤمن” ساعه بالكتير وحيكون عندكم متخافيش ….
تهللت أسارير”نسمه” فرحاً وسط بكائها ليدنو “عمر” منها محاولاً الإستماع لبقيه المكالمه …
_ إنتى بتتكلمى جد …. إلحق يا “عمر” … “سحر” بتقول “مؤمن” جاى هنا بعد ساعه …
أمسك “عمر” بالهاتف ليفتح السماعه الخارجيه ليسأل “سحر” بإستراب …
_ حييجى إزاى يعنى يا “سحر” .. هو مش مخطوف …؟!!
تطلعت “سحر” بـ”عنتر” الذى يطالعها بإهتمام شديد ثم أجابته بالنفى …
_ لا يا “عمر” … إحنا …ااا .. توهنا فى الطريق وناس محترمه أخدتنا عندهم لحد ما عرفنا نوصف لهم بيتكم وهم حيوصلوا “مؤمن” لحد باب البيت عندكم …
قلقت “نسمه” من تكرار “سحر” لعباره عوده “مؤمن” فقط تلك لتتسائل بتخوف …
_ “مؤمن” بس …؟!! طب وأنتى … مش راجعه معاه …؟!!
ضحكت “سحر” لتطمئن “نسمه” أنها على ما يرام ثم أردفت …
_ لا يا ستى … جتلى فسحه تجربه جديده إنما إيه … مقدرش أسيبها أبداً …
شعرت نسمه بالراحه وأطمأنت أن صديقتها بخير وأن الأمر لا يخلو من مغامرة جديدة من مغامراتها العديدة …
_ ماشى يا “سحر” … بس أبقى طمنينى عليكى …
_ حاضر … يلا سلام …
_ سلام …
أنهت “سحر” مكالمتها مع “نسمه” ليستوقفها “عنتر” بذهول فقد أخجلته بكرم أخلاقها ولم تبلغهم بخطفه لهما …
_ أنتى ليه مقولتيش أنى أنا إللى خطفتكم …؟!!
أمالت رأسها لليسار تتأمله قليلاً قبل أن تجيبه بثقه …
_ عارف ليه …؟!! عشان حسيت إنك ندمان بجد … وهى غلطه … ممكن أى حد فينا يضعف ويغلط …
لم تكن مجرد جريئه متمرده بل حكيمه أيضاً ليشكر لها صنيعها بود ..
_ تشكرى يا بت الأصول … كدة ليكى فى رقبتى دين كبير … وچميل عمرى ما حنساه …
ثم أردف “عنتر” متسائلاً وربما أراد التأكد من نواياها بعد …
_وإنتى لسه عايزة تشرفينا فى الدار ….؟؟!!
_ أه طبعاً …. أنا كمان مش بخلف وعدى أبداً …
إبتسمت بتفهم لتنظر تجاه “هريدى” تستأذنه بأدب أثار إندهاش “هريدى” و”عنتر” معاً ..
_ ممكن لو سمحت أعمل كمان مكالمه …
هتف “هريدى” بضحكه بلهاء وهو يشير تجاه الهاتف بقوة …
_ على راحتك يا ست الناس … التلفون تلفونك … ولا يهمك …
ضغطت “سحر” بأرقام هاتف والدتها تطمئنهم عنها فهى لا تعلم إن كانوا علموا بقصه خطفها تلك أم لا لكن عليها قطع قلقهم عليها بهذا الإتصال الذى إنتهى سريعاً …
حمل “هريدى” الصغير “مؤمن” عائداً به إلى بيتهم الكبير بينما طلب منها “عنتر” مرافقته لداره فوالدته بإنتظارهم …
____________________________________
البيت الكبير …
نظرت “نسمه” تجاه “عمر” لبضع لحظات تنتظر منه تأكيد أن تلك المحادثه حدثت بالفعل وأنه يفصلها عن رؤيه ولدها وضمه لأحضانها ما هى إلا دقائق ستمر ….
تصاعد تنفسها بصوت متهدج ترتسم إبتسامه سرعان ما تزول ويتملكها إحساس عارم بالبكاء وعدم التصديق ليتطلع نحوها “عمر” بملامح مطمئنه …
_ مش يلا بينا ننزل نستناه بقى ولا إيه … ؟!؟
إنه آت حقاً ، لقد كانت تلك “سحر” بالفعل ، أومأت “نسمه” رأسها بالإيجاب عده مرات لتقفز مسرعه بإتجاه خزانه ملابسها لتبدلها بأخرى مبتهجه للغايه وهى تمسح دموعها وتجبر وجهها على الإبتسام والفرحه …
بشوق وتلهف إصطحب “عمر” “نسمه” إلى الحديقه لينتظرا عوده “مؤمن” إليهما ….
___________________________________
دنيا …
بعد وداعها لوالدها ووالدتها سحبت حقيبتها ذات العجلات خارجه من الشقه متجهه إلى محطه القطار لإستقلال القطار المتجه لمسقط رأس والديها ( بنى سويف) ….
____________________________________
القريه …
سارت “سحر” بخطوات مترنحه بهذا الطريق الغير ممهد بإتجاه دار “عنتر” وهى تطالع البيوت الصغيرة الغير منتظمه بحافتى تلك القناه الضئيله ( الترعه) والتى يبدو عليها البساطه للغايه …
لم يكن ذلك إنبهاراً لكنه كان غير مألوفاً على الإطلاق فقد إعتادت على هيئه البنايات السكنيه الكبيرة والعمارات الشاهقه الإرتفاع ، واجهات المحلات المضيئه بأنوار زاهيه للعين …
لكن الوضع الآن مختلف للغايه ، بسيط جداً وحميمياً بصورة غريبه ، فالجميع يبدو متقارب إلى حد كبير ، حتى أبواب تلك البيوت أغلبها بل كلها مفتوحه على مصراعيها مرحبه بكل زائر وآت ….
إلتفت “عنتر” تجاه “سحر” المتعثرة بخطواتها وهو يسألها مطمئناً على قدرتها على الإستمرار بنبرة تحمل بطياتها بعض التهكم …
_ قادرة تكملى .. ولا السكه صعبه عليكى …؟!!
رفعت “سحر” هامتها بتحدى وقوة محاوله ألا تتعثر أمامه …
_ لأ طبعاً …. قادرة ….
_ عموماً الدار قريبه خلاص مش بعيد …
_ تمام …
____________________________________
لليوم الثاني على التوالي لم يصل “علام” بعد لإشارة من هاتف “سحر” ليتعرف على المكان الذى أختطفت منه …
لم يجد بُد من الإتصال بـ خاله “زكى” محاولاً بث الطمأنينه به وبأنه لن يترك الأمر وسيجد “سحر” لا محاله فهو ضابط محنك ولن يستطيع هذا المجرم النفاذ بجريمته دون عقاب …
_ ألو … صباح الخير يا خالى …
_ صباح الخير يا “علام” …
تنهد “علام” ليبدو متأثراً بإختفاء “سحر” ..
_ قلبى معاك يا خالى … بس متخفش أنا حعرف طريقها وأوصل للـ*** إللى عمل كدة …
بتعجب شديد لما يتفوه به “علام” أجابه “زكى” …
_ طريق إيه وقلبك معايا على إيه يا “علام” أنا مش فاهم حاجه …؟؟؟
شعر”علام” بإستراب من طريقه حديث خاله فهو لا يبدو عليه التأثر ولا القلق لغياب “سحر” ليردف متعجباً من رد فعله …
_ عشان “سحر” يا خالى … هى مش مخطوفه …!!!!
تعالت ضحكه “زكى” على سذاجه تفكير “علام” والذى من المفترض أن يكون متمتعاً بحنكه وذكاء …
_ مخطوفه فين بس يا أبنى … ما هى لسه مكلمانا أهى .. وكويسه وكله تمام …
إنتفض “علام” من جلسته ليهب واقفاً وهو يحول الهاتف من أذنه لأذنه الأخرى بإنفعال ….
_ مكلماك إزاى … ؟!!! دى تليفونها مقفول والشريحه متشاله منه … ده غير صاحبتها إللى قالت لى إنها إتخطفت …!!!؟
_ إهدى بس … أكيد فيه لخبطه … بس عموماً إطمن هى كويسه ….
قضم “علام” شفاهه بطريقه عصبيه وهو ينهى مكالمته مع خاله بتعجل …
_ ماشى يا خالى … سلام … سلام …
ضغط زر الإنهاء بقوة وقد تهدج تنفسه من شده إنفعاله وحلت نظرات غاضبه بعيناه البنيتان ليسرع خارجاً من مكتبه متجه لمكتب الإستعلامات لتوبيخ فرد الأمن( التقنى) الذى يعمل على تتبع إشارة هاتف “سحر” …
دلف “علام” إلى مكتب التتبع والإستعلامات وهو يدفع الباب بقوة صارخاً بالتقنى دون أن يمهله فرصه للتروى وفهم الأمر …
_ أنت يا بنى آدم إنت … مش قد الأمر يبقى مكانك مش هنا … إللى يشتغل معايا لازم دماغه تبقى صاحيه … أنا رفعت فيك مذكرة وخصم وعلى الله السطل ده يتكرر تانى وتبقى منتبه طول الوقت … فاهم …
تركه بعلامات الصدمه تعلو ملامحه وهو ينظر إلى زميله المجاور له بعدم فهم ليعلق مؤازراً له ..
_ ولا يهمك يا أبنى … هو “علام” كدة …
_ أنا مش فاهم إيه إللى عملته غلط … ده أنا بقالى يومين منمتش ساعتين على بعض عشان الموضوع ده …
_ معلش يا إبنى … هو الشغل معاه مقفرف كدة ربنا يكون فى عون إللى حواليه …
____________________________________
دار عنتر …
وقفت “سحر” لبعض اللحظات تتأمل هذا البيت البسيط المكون من طابقين فقط حين توقف “عنتر” أمامه يصفق بكفيه بقوة صادحاً بصوت جهورى قوى …
_ إحم … سلامو عليكو …
جالت نظراتها سريعاً على هذا البيت من الخارج ومن هيئته الحميمه رغم عدم بهائه وثراءه …
أكثر شئ إستطاعت تمييزه هو ذلك البناء مخروطى الشكل وبه بعض الثقوب ، ذلك المسمى بـ ( برج الحمام) تماماً كما كانت ترسمه صغيرة بدفتر الرسم خاصتها …
لكنها أول مرة تراه بعينيها حقيقه أمامها لترتسم إبتسامه سعيده ببدء مغامرة من نوع فريد بحياتها …
إستمعت لصوت مهتز من إمرأة ما تجيب هتاف “عنتر” من الداخل ، صوت يحمل طيبه وعراقه لا تدرى كيف شعرت بهما دون رؤيه صاحبته …
_ تعال يا وليدى … مفيش حد غريب …
أكان ذلك إستئذاناً منه قبل الدخول …؟؟؟
هكذا تعجبت “سحر” من إهتمامه بتلك الأخلاقيات البسيطه …
دلف “عنتر” أولاً لتتبعه “سحر” بعد بضعه خطوات بفضول شديد لرؤيه بقيه ذلك البيت …
وقعت عيناها أولاً على تلك السيده الخمسينيه النحيفه قصيرة القامه فعلى ما يبدو أنها صاحبه هذا الصوت الدافئ الذى إستمعت له منذ قليل …
كانت ترتدى جلباب أسود وتلف رأسها بوشاح من نفس اللون لكن مع قتامه لبسها إلا أن وجهها كان محبب للنفس للغايه ، يحمل طيبه وحنو …
أقبلت تلك السيدة تجاه “سحر” وهى ترحب بها بحفاوة وحرارة فاجئت “سحر” إلى حد بعيد …
_ يا أهلاً يا أهلاً … يا مراحب بالغاليين … نورتى الدار … ده إحنا زارنا النبى النهارده … يا أهلاً يا أهلاً …
قابلتها “سحر” بإبتسامتها العذبه التى أخذت تتسع مع كل خطوة تخطوها تلك السيدة نحوها لتردف بإبتهاج …
_ أهلاً بيكى يا طنط …
قبلتها “فهميه” بود شديد وهى تدفعها بخفه نحو الداخل بكف يدها الذى أسندته على ظهرها وهى تهتف بترحيب …
_ إتفضلى يا بنتى … إتفضلى …
خطت “سحر” بضع خطوات نحو الداخل لتجلس على أريكه خشبيه بسيطه موضوع عليها بعض الوسائد القطنيه لتستكمل تطلعها لهذا البيت البسيط المرتب المريح للنفس …
____________________________________
دنيا …
إستقلت “دنيا” القطار المتجه إلى (بنى سويف) تلك المحافظه التى تذهب إليها لأول مرة بحياتها لمقابله عائلتها الغريبه كلياً عنها بحثاً عن ميراث والدها تاركه كل ما كانت خططت له مسبقاً بحياتها لتبدأ منعطف جديد بعيداً عن “وائل” وعملها والقاهرة بأسرها …
___________________________________
البيت الكبير ….
لم تصدق “نسمه” عيناها وقد إصطحب الحارس “مؤمن” قادماً نحوهم لتركض “نسمه” بتلهف وهى تحتضن “مؤمن” بقوة تستشعر منه أمانها بأحضانه الصغيرة …
_ “مؤمن” حبيبى … وحشتنى أوى يا حبيب ماما …
_ أنا زعلان منك … ليه مش تيجى مع خالتو “سحر” …؟!؟
أمسكت “نسمه” كفيه الصغيرين تقبلهما وهى تعتذر منه بشده …
_ حقك عليا … مش حسيبك تانى أبداً …
أقبل “عمر” يضم كلاهما براحه بعد عودة “مؤمن” ليرفع بصره تجاه الحارس متسائلاً …
_ مين إللى جابه يا “عبد القادر” …؟؟؟؟
_ واحد بلدياتنا يا بيه …
_ تعرفه يا “عبد القادر” …
_ لا يا “عمر” بيه … أول مرة نشوفه …
_ ماشى … أتكل على الله إنت …
حملت “نسمه” صغيرها متشبثه به بقوة ثم إتجهت نحو أحد المقاعد الخيزران وجلست بهواده تستشعر بالراحه لوجود ولدها بأحضانها …
همس “عمر” براحه …
_ الحمد لله … الحمد لله …
صمتت “نسمه” تماماً وقد أغمضت عيناها بتعمق تدغدغ أنفها برائحه ولدها بعد غياب عنها أوجع قلبها حقاً ….
____________________________________
مكتب المحاسبه …
بتركيز شديد أخذ “وائل” يعيد بعض حسابات إحدى الشركات حتى لا يسجل أى بيانات خاطئه لحساب تلك الكميات …
بخطوات متغنجه أخذت تصدر صوتاً رناناً لكعب حذاء أنثوى عالٍ يضرب كدقات الناقوس فوق الأرضيه الرخاميه للمكتب جعلت “وائل” يرفع بصره تجاه صاحبه الخطوات المتمايله ….
سيدة أنيقه للغايه تبدو كواحده من تلك الطبقه الأرستقراطية المخمليه بالمجتمع ترتدى تنوره سوداء ضيقه وكنزه بيضاء تضع فوقهم وشاح حريرى مزركش …
لم تكن رائعه الجمال لكنها كانت مبهره بتأنقها وخطواتها ….
قبل أن ينطق “وائل” إنبهاراً بتلك الراقيه توهجت عيناه ينطقان بما لم يتفوه به لسانه ليتطلع نحوها بصمت فى حين وقفت تلك السيدة للحظات تتمعن بـ “وائل” ثم هتفت بدهشه …
_ “وائل” … مش معقول … أنا مش مصدقه عينى ….!!!!
ضيق “وائل” عيناه بإستراب صادم فمن أين تعرفه تلك الحسناء …
هب واقفاً وقد إكتست ملامحه بعض البلاهه وهو يسألها بإندهاش …
_ هو … ااا … إحنا نعرف بعض حضرتك …؟!!
زمت شفاهها بتغنج يليق بها متصنعه الحزن …
_ كدة برضه مش فاكرنى … أنا “نور” …
_ “نور” …..!!!!
_ لأ ده إنت مش فاكرنى بجد …!!! أنا “نور” …. “نورهان صادق” زميلتك فى الدفعه … شفت بقى أنا فاكراك إزاى … وفاكرة كمان صاحبك “عمر” … إلا هو فين دلوقتى … شغال معاك هنا …؟!!
قالتها وهى تتلفت باحثه عن “عمر” حولها حين أجابها “وائل” نافياً ذلك …
_ لا والله … “عمر” مش شغال معايا هنا … معقول إحنا كنا دفعه واحده … أنا إزاى مش واخد بالى …؟؟!
جلست “نورهان” بأريحيه تامه ووضعت ساقها فوق الأخرى بتعالى حين أوضحت …
_ يمكن عشان مكنتش مركز غير مع شله البنات بتاعه “أحلام” وأصحابها …
جلس “وائل” بإحراج بالغ …
_ إحم … يمكن … بس قوليلى خير … جايه المكتب ليه …؟!!
أجابته وهى تغمز بعينها متسائله بدلال …
_ إيه … حتخدمنى يعنى …؟!!
_ أه طبعاً .. مش دفعه واحده …
_ خلاص لما نشوف … بص يا “وائل” … أنا كنت داخله شراكه مع حد وما إتفقناش .. فعايزة أفض الشراكه دى … وجيت لكم عشان تعملى كشف حسابات مظبوط عشان أضمن حقى … يمكن بعدها أقدر ألاقى شريك أحسن نشتغل سوا …
_ بس كدة … بسيطه أوى … خلاص يا ستى … إعتبرى التقرير دة بتاعى أنا … وأنا إللى حخلصهولك …
_ أوك … ده عنوان الشركه … تقدر تيجى فى أى وقت تاخد كل البيانات إللى تحتاجها …
مدت “نورهان” إصبعيها ببطاقه تجاه “وائل” الذى أمسكها يتمعن بما دون بها وهو يردف …
_ تمام … أكيد حاجى …
_ طيب … أقوم أنا … باى … ومستنياك فى الشركه ..
_ ضرورى طبعاً …
تركته “نورهان” ورحلت من المكتب ليقرأ “وائل” ما دون بتلك البطاقه ..
“(نورهان صادق) الشركه العامه المشغولات والصناعات الغذائية … أمممم وماله ميضرش “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى