روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الثامن 8 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الثامن 8 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الثامن

رواية عشقت خيانتها البارت الثامن

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الثامنة

أخذ “عمر” يفكر كثيراً بحديثه الذى دار بينه بين “وائل” منذ قليل ، ليقع بحيره شديده فهل هو بالفعل وقع قلبه أسيراً بحب تلك الـ “نسمه” أم لا ؟؟!
ففى كلا الحالتين يجب أن يأخذ قرار مهماً وعليه الإختيار إما أن يكمل طريقه معها وتكون هى مالكه قلبه و الإرتباط بها بعد إنتهاء دراستهم فلا شئ يمنعه من ذلك ..
أو إنه لا يحبها فيجب عليه ألا يلعب بمشاعرها بعد الآن و أن يبتعد عنها حتى لا يؤذيها أكثر من ذلك فهى لا تستحق أن يكسر بقلبها الرقيق …
إقترب “وائل” من “عمر” مستكملاً حديثه بغمزه لطيفه وقد توسطت ثغره إبتسامه عريضه …
_ ماااا … تعرفنا طيب على أصحابها دول … ولا أنا يعنى ماليش فى الحب نايب ….
إنتبه “عمر” لحديث “وائل” مجيباً إياه بعدم تركيز لما سيطر على تفكيره بتشتت واضح …
_ هاه … اه … ماشى .. حاضر … يلا نروح لهم … بس بلاش حركات ملهاش لازمه …
رفع “وائل” رقبته بخيلاء وهو يشير بكفه المنبسط فوق صدره بإيمائه مسرحيه …
_ متخفش … وهو أنا وش ذلك برضه … أنا بقول نتعرف بدل ما أنا قاعد بوزى فـ بوز الحيطه طول النهار … وإنت مع ست الحسن …
بزمجره خفيه ليقطع سيل تهكم “وائل” الذى يعرفه جيداً …
_ “وائل” … وبعدين … لم نفسك أمال …!!!
_ خلاص خلاص … متبقاش قفوش كدة … يلا بقى … نروح لهم …
_____________________________________
نسمه …
جلست “نسمه” مع صديقاتها بالكافيتيريا تبتسم على أحاديثهم بتشتت دون إدراك مطلقاً عما يتحدثون به فقد شغل تفكيرها تأخير “عمر” …
لتحدث نفسها قلقاً من هذا التأخر الغير معتاد منه …
” يا ترى راح فين بس ده كله … ليكون زعل لما لاقنى مقفله معاه .. بس أنا بجد مش عارفه أقول إيه ؟!!! … كل الكلام إللى جوايا أول ما بشوفه بيضيع منى … يارب .. إجعله من نصيبى أنا بحبه أوى .. أنا عمرى ما حبيت حد فى حياتى زى ما حبيته … ده هو إللى حيبقى خلاصى من عيشتى مع “حسن” … يا رب ما تبعده عنى ولا تبعدنى عنه … أنا مش عارفه من غيره حياتى حتبقى عامله إزاى ؟؟!!!!! … هو أكيد مش بيلعب بيا … إحساسى بيقول كده … ده لو طلع بيكدب عليا أنا ممكن أموت ….”
قطع شرودها وصول “عمر” ومعه “وائل” لتطالعه يدنو تجاههم من بعيد لتعلو ثغرها إبتسامه فرحه و تتسارع دقات قلبها بسعاده …
أقبل “عمر” مستأذناً بتأدب …
_ ممكن نقعد معاكم ولا تضايقوا ….؟؟
_ اه طبعاً …. إتفضلوا ..
جلس “عمر” و”وائل” معهم ليبدأ “عمر” بتعريفهم بصديقه “وائل” فتلك أول مرة يتداخل معهم بصُحبه “عمر” …
_ ده “وائل” … أكيد طبعاً عارفينه .. ما هو معاكم من ثلاث سنين هنا فى الجامعه ..
_ اه طبعاً ..
بدأت أحاديث عامه بين الجميع إنجذب أطرافها بين “وائل” و”دنيا” كثيراً ، كما تدخلت كل من “سحر” و”نسمه” ببعض الموضوعات كان “عمر” من خلالها يراقب “نسمه” بكل تعبيراتها بتمعن ، كيف كانت تتحدث وتضحك وتندهش ، ذاب بملامحها وأصبح مغيباً عن الواقع لا ترى عيناه سواها تلك قطعه “الزمرد” النفسيه التى تتوسط جلستهم جميعاً …
بصمت تام وتفكر بحديث “وائل” معه ، ذلك الحديث الذى كان له سِحر جديد جعله ينظر لـ”نسمه” بعين عاشق وكأنه يراها لأول مرة من جديد ، لم يلاحظ أبداً عيون “أحلام” وهى مسلطه عليه وهو يتعمق نظراً بـ “نسمه” …
ظلت “أحلام” صامته للغايه تراقبهم جميعاً ، خاصه “عمر” و “نسمه” التى عندما تتلاقى نظراتها مع “عمر” تبتسم بخجل لتبتعد ببصرها بعيداً عنه لتحدث “أحلام” نفسها بتعجب …
” هى إيه الحكايه …. ؟؟ المرة دى داخله فى الجد ولا إيه ….؟؟؟
قطع شرودها تساؤل “نسمه” ..
_ ايييه .. مالك النهارده يا “أحلام” إللى واخد عقلك …!!؟
_ أبداً .. مش عارفه ليه حسيت أنى عايزة أنام … أنا بفكر أروح شكلى مش متظبطه ….
_ ما أنتى قاعده معانا … وإحنا شويه صغيرين ونروح كلنا ..
_ معلش … خليكم أنتوا براحتكم …
إستأذنت منهم “أحلام” وبعدها بقليل تحركوا جميعاً نحو منازلهم ، بينما تحركت “نسمه” نحو مكتبه عم “متولى” لتبدأ عملها اليومى ….
___________________________________
بعد عده أيام ….
الجامعه …
جلسن كعادتهن بالكافيتيريا بعد إلغاء تلك المحاضرة لترفع “دنيا” حاجبيها وتخفضهما سريعاً بحركه إعجاب شقيه وهى تستكمل حديثها مع “سحر” …
_ أه والله يا بت يا “سحر” …. مكنتش أعرف إن “وائل” ده دمه خفيف كدة …
زمت “سحر” شفاها وهى تنظر بسخافه تجاه “دنيا” السطحيه للغايه …
_ بلا دمه خفيف … بلا دمه تقيل … ركزى فى مستقبلك الأول يا أختى … نخلص دراستنا الأول وبعدين نبقى نفكر فى الحاجات دى …!!
حركت “دنيا” رأسها بإستنكار من جديه “سحر” طوال الوقت متسائله بإستراب …
_ أنتى إيه … قلبك ده مبيدقش خالص … حاطاه فى الصيانه ولا إيه …؟؟؟
رفعت “سحر” جانب شفتها بإستنكار ساخر معقبه بتهكم …
_ لا وانتى الصادقه حطاه فى الجراچ مش الصيانه … هبله أنا أضيع وقتى فى حب وكلام فارغ … أنا طموحى … شغل وكاريير حلو ..
_ بس بس … سيبنالك الكاريير يا أختى … خلينا إحنا فى الحياه الحلوة دى … نحب ونتجوز .. وأنتى إشتغلى …
_ تافهه …!!!
_ شكراً ….
إنتبهت “سحر” بتذكر لما طلبه الدكتور بمحاضرته الأخيرة لتوجه لهن جميعاً حديثها بتنبيه ….
_هو إحنا إيه إللى جرى لنا …. !!!! … إحنا نسينا خالص موضوع البحث إللى طلبه الدكتور !!!! … ده باقى يومين بس … حنعمل إيه دلوقتى …؟؟؟
بتفاجئ تام أردفت “نسمه” …
_ يا خبر …..!!!!! ده إحنا نسينا خااالص ….
إتسعت عينا “دنيا” وهى تعود للواقع الهام بحياتهم جميعاً والانتباه لدراستهم …
_ طب والعمل … حنعمل إيه …؟؟؟
لتجيبهم “سحر” على الفور …
_ وهى دى ليها حل تانى … إحنا لازم نطلع لمكتبه الجامعه نحاول نجمع أى حاجه من المراجع إللى فيها ..
_طيب يلا بينا … المحاضرة النهارده إتلغت ومفيش حاجه تانى … وعندنا وقت مناسب كبير أوى ..
دنت منهم “أحلام” موافقه على إقتراح “سحر” …
_صح كده … يلا …
عقبت “دنيا” وهى تلملم أدواتها من فوق الطاوله …
_ فكرة حلوة .. وممكن كمان نقسم الأجزاء بيننا عشان نخلص بسرعه …
توجهن مباشرة نحو المكتبه بالدور الثالث لينتهوا من عمل البحث المطلوب منهم قبل أن يمر الوقت …
_____________________________________
عمر و وائل …
أقبل “عمر” برفقه “وائل” تجاه الكافيتريا حين لاحظا خروج الفتيات متجهات نحو مبنى المكتبه ليتسائل “عمر” بإستراب …
_ رايحين فين دول ..؟؟
_ تلاقيهم طالعين المكتبه إللى فى الدور الثالث .. أكيد عشان يكملوا البحث …
ضرب “عمر” جبهته بكفه لنسيانه ذلك البحث وما طلبه منهم الدكتور ..
_ يا خبر … ده أنا نسيت البحث ده خااالص …!!!!
_ ومين سمعك … ده إللى يعرفك ينسى نفسه …
_خلاص يا عم المجتهد … إستحملنى الشهرين إللى باقيين دول وخلاص حترتاح منى ونخلص السنه دى …
_ طب إيه …. ؟ حنفضل كده إحنا كمان … ولا حنروح نعمل البحث …؟
_ طيب تعالى بس نطلع نشحن الموبايل وبعدين نرجع للمكتبه .. أحسن كنت عايز أكلم جدى ..؟؟
_ على سيرة جدك صحيح … هو عامل إيه دلوقتى ….؟؟؟
_ تحسنه بطئ أوى والله … أنا خايف أوى عليه .. القلب عنده بقى ضعيف ومش مستحمل ..حتى بعد العمليه …
_ ربنا يشفيه ويخليهولك يا رب …
_ يا رب …
تذكر “وائل” شئ ما ليتسائل بفضول …
_ومفيش أى أخبار عن إبن عمك ده ….؟؟؟
بإحباط شديد أجابه “عمر” …
_ أبداً … تعبنا وإحنا بندور عليه !!!! … ويمكن ده أكتر سبب تاعب جدى … خلاص مش قادر يستحمل أكتر من كده … أنا خايف يروح منى والله وأنا معدش ليا حد غيره فى الدنيا بعد بابا وماما ما إتوفوا …..
_ إن شاء الله مسيركم تعرفوا مكانه … يلا بينا إحنا عشان نلحق نرجع نكمل البحث …
____________________________________
المكتبه …
حملت “نسمه” بعض الكتب وقد إتجهت إلى المنضده الخشبيه الطويله التى يجلس حولها صديقاتها قائله ..
_ يا بنات أنا لقيت الكتابين دول حبدأ بيهم ….
_ وأنا لقيت المعلومات الإحصائية أهى … حبدأ أطلع منها …
_ أنا كمان لقيت كام كتاب يعتبروا مراجع للموضوع حبدأ الإقتباس منهم وأسجلهم …
وقفت “أحلام” بضيق و قد تذكرت شيئاً ما لتهتف بعجاله ..
_ أوووة …. أنا نسيت المذكره بتاعتى تحت فى الكافيتيريا حنزل أجيبها بسرعه وأرجع ….
_ متتأخريش طيب عشان نلحق نخلص كلنا بدرى ….
تركتهم “أحلام” بالمكتبه و إتجهت نحو الكافيتيريا لتحضر دفترها المفقود لتلاحظ “عمر” و”وائل” يقفان أسفل المبنى يتحدثان سوياً و قد إتفقا على الصعود للمكتبه للقيام بالبحث عن مصادر لبحثهم أيضاً …..
____________________________________
المكتبه …
جلست “نسمه” تتفحص الكتب التى إستعارتها لتبدأ بتدوين بعض النقاط الهامه للبحث ، فى حين وقفتا “دنيا” و”سحر” إلى جوار ماكينة التصوير التابعه للمكتبه لتصوير بعض الأوراق بدلاً من كتابتها ..
تلفتت “سحر” حول الماكينه لتردف بتملل …
_ الماكينه دى مفصوله يا “دنيا” …
_ يووه … ناقصه هى تضييع وقت … يعنى إحنا فى مكتبه مش المفروض الماكينات دى تبقى متوصله بالكهرباء على طول .. ولا غاويين يتعبونا بس …!!!!
_ متعرفيش بتشتغل إزاى دى ….؟؟؟
_ طبعاً يا بنتى أنتى نسيتى إن بابا عنده واحده زيها فى المحل …. وأنا كنت ساعات بقف معاه بعد الظهر لما بيرجع من الشغل …
_ اه صحيح … طيب يلا شغليها …
_ تمام .. روحى أنتى هاتى باقى الكتب إللى حنصور منها …. عقبال ما أشغلها أنا …
إتجهت “سحر” تجاه المنضده الخشبيه الطويله التى جلست عليها “نسمه” منذ قليل لتحضر تلك الكتب التى قد وضعتها أمامها لتعطيها لـ “دنيا” ليصوروا أهم الصفحات منها ..
أمسكت “دنيا” بالقابس الكهربائى للماكينه لتوصلها بالكهرباء إستعدادا للتصوير …
عادت “سحر” لتقف إلى جوار “دنيا” يقلبون بأحد الكتب لاستخراج الصفحات التى سيقومون بتصويرها …
بتلك اللحظه لم تنتبها كلتاهما أن هذا السلك الكهربائي الواصل بالماكينه قد أصابه عطب ما و بدأ بإخراج بعض الشرر الكهربائيه دون إدراكهم لذلك …
تلك الشرر المتكرره تحولت بعد ثوانى إلى بقعه نيران وقد صعدت منها بعض الأدخنه السوداء ، ولأن الماكينه بها مواد زيتيه وكيروسين فتحول الشرر بسرعه إلى ألسنه نار ودخان أسود كثيف ناتج من إحتراق الأسلاك الكهربائيه والأوراق التى بداخل الماكينه ….
وبدون إنتباه وضعت “دنيا” يدها فوق ماكينه التصوير ليصيبها صعقه كهربائيه شديده لترمتى أرضاً من إثرها وفقدت الوعى فى لحظات ….
كانت ماكينه التصوير أمام مدخل المكتبه مباشرة فمنعت دخول أو خروج أى فرد من المكتبه فألسنه النيران أخذت تعلو وتشتعل أكثر فأكثر …
حجب الدخان الكثيف المتصاعد من الماكينه الرؤيه رويداً رويداً ليبقى الجميع حبيساً بداخل المكتبه دون سبيل للخروج منها والهروب من ألسنه النيران التى أخذت تزداد وتعظم بقوة …
حاول جميع من فى داخل المكتبه من الطلبه والعاملين بها إطفاء الحريق لكن للأسف بدأت النيران تزداد لما تحتويه المكتبه من كتب وأوراق زادت من إشتعال النيران كما لو أصبحت حطباً يساعدها على القوة وسط هلع الجميع …
وصلت النيران سريعاً إلى الخشب المبطن لحائط المكتبه وقد تصاعد الدخان الأسود مما سبب حالات إختناق عديده وصرخات إستغاثه متتاليه دون جدوى ….
نسمه …
بينما وقفت “سحر” و “دنيا” لتصوير الأوراق سمعت “نسمه” صوت صريخ صديقاتها لترفع بصرها بسرعه لتجد ماكينه التصوير تحولت إلى شعله نار كبيرة وسجت “دنيا” أرضاً فاقده لوعيها …
حاولت التوجه لصديقاتها محاوله منها لمساعدتهم والخروج من المكتبه لكن النار إنتشرت بسرعه فى رفوف المكتبه والكتب الموضوعه عليها لتجد نفسها وسط النيران تحيط بها فى كل مكان ….
مع إنتشار الدخان إنعدمت الرؤيا عندها تماماً وأيقنت “نسمه” أن اليوم هو النهايه ….
أحست بإقتراب أجلها وربما حانت اليوم ساعتها …
بدأت تسعل بشده من كثره الدخان المحيط بها ، حاولت أن تتنفس لكن الدخان الكثيف جعل تنفسها غايه فى الصعوبه ، إحمرت عيناها بحرقه شديده …
شعرت بحاله هيستيريه من الخوف وتسمرت فى مكانها جلست على الأرض ببطء وقد حاوطت ساقيها بكلتا يديها بيأس شديد و أخذت تردد الشهاده وهى تبكى ويضيق تنفسها أكثر وأكثر ….
____________________________________
عمر و وائل ….
صعدا كلاً من “عمر” و “وائل” متجهين نحو المكتبه عند سماعهم لأصوات الصراخ المتعاليه والإستغاثه القادم من ناحيه المكتبه ….
أسرع كلا منهما بالجرى بسرعه صاعدين درجات السلم ليتبينوا ماذا حدث ….
صعدا بسرعه ووصلا أمام المكتبه وكانت “أحلام” تلحقهم مباشرة …
تفاجئوا بالنيران الكثيفه التى تخرج من المكتبه مع تصاعد الدخان الأسود الخانق ، كانت المكتبه عباره عن شعله نار كبيرة ، تمنع بألهبه نيرانها أى فرد من الدخول أو الخروج من المكتبه ….
____________________________________
نسمه….
إستسلمت “نسمه” وأيقنت أنه لا نجاة اليوم ، إنهارت باكيه بإستسلام تام مستكينه فى مكانها فى بقعه لم تصلها النار بعد لكنها تحيط بها … شعرت بالإختناق يتزايد …
حاولت التنفس لكن بصعوبه جداً وهى تسعل فقط امتلأت رئتيها بالدخان وتشوشت الرؤيه عندها …..
أمالت رأسها فهى بين الصحوة والإغماء وأدركت أن النهايه حلت …..
نطقت الشهاده وإستسلمت غائبه عن الإدراك .. وأغمضت عينيها فى إستسلام لمصيرها ونهايتها المحتومه ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى