روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الثامن والعشرون

رواية عشقت خيانتها البارت الثامن والعشرون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الثامنة والعشرون

عنتر …
ظل يتحرك بصورة عشوائية وسط إنفعال جم من غباء صديقه “أبو المعاطى” ليقف لوهله ناظراً نحو رفيقه ليصيح به بغضب جعله يقفز من موضعه فزعاً …
_ غور … فكهم … يا چلاب المصايب … فكهم لحد ما نشوف حنعمل إيه …؟؟؟
إنصاع “أبو المعاطى” لـ “عنتر” وقد أصابه توجس بعد إنفعال صديقه فربما معه حق وهم على وشك الوقوع بالمحظور ….
دلف ” أبو المعاطى” إلى داخل ( المندره) ليحل وثاق “سحر” و “مؤمن” …
مع أول خطوة له بداخل (المندره) إستطاعت “سحر” التعرف عليه ، هو خاطفها الذى ضربها فوق رأسها ، أخذت تنفعل وتصرخ لكن إنفعالها وصراخها لم يتعدى ذلك اللاصق القابع فوق فمها لتصدر همهمات غاضبه بصوت مسموع …
تلك الهمهمات التى جعلت “عنتر” يقف بباب ( المندره) ليشاهد بضيق ما يحدث بالداخل ….
إقترب ” أبو المعاطى” من “سحر” محاولاً مد يده لنزع ذلك الشريط اللاصق من فوق فمها لكنها شعرت بالفزع من إقترابه منها لهذا الحد فربما يضربها مرة أخرى …
أخذت تتلوى وتتحرك مبعده وجهها عن “أبو المعاطى” بصورة لم تمكنه من نزع الشريط اللاصق إطلاقاً …
تحفز “عنتر” ليدنو منها محاولاً فك وثاقها بهدوء وسط إنفعالها الشديد ….
وقف “أبو المعاطى” بتملل من تصرف تلك الخرقاء محاولاً السيطرة على أعصابه المنفلته جراء حركه تلك الفتاه المستمرة بصوره أرهقته كثيراً ….
جثى “عنتر” فوق إحدى ركبتيه رافعاً الأخرى وهو يجلس إلى جوارها معدلاً طرف جلبابه الأبيض أولاً ليحاول التحدث بلطف وهدوء حتى تهدأ قليلاً …
_ بالراحه بس … أنا عايز أفك اللصق ده …
ثبتت “سحر” تناظر “عنتر” فى محاوله منها لتستشف بأى نوع هذا الشخص ، وهل يشبه رفيقه الهمج أم لا …؟!!
إبتلع “عنتر” ريقه بتوتر لقربه الشديد منها فتلك أول مرة يقترب من إحداهن بتلك الصورة …
مد أصابعه لمحاوله نزع الشريط اللاصق من فوق فمها بتوتر خاصه وهو يرى عيناها السوداوتين تتطلعان به بتلك القوة …
لمست إحدى خصلات شعرها السوداء أصابعه لتشعره بسريان تيار كهربى بأصابعه فينتفض نازعاً الشريط دفعه واحده لتتأوه بصوتها المبحوح المميز وهى تلعنه صارخه …
_ اااااه …. تنشك فى إيدك يا بعيد … هو أنت كمان زيه …. ربنا ياخدكم …
رجع ” عنتر” بجزعه إلى الخلف قليلاً وقد نهج صدره بتخوف لم يشعر به تجاه أقوى الرجال ، لم شعر بهذا التخوف من تلك الفتاه ….
إقترب مرة أخرى لنزع الشريط الذى يربطها بـ مؤمن ويقيد حركتها لتهتز يداه بإرتعاش خفيف ، بينما حاولت “سحر ” الثبات حتى ينزع ذلك الوثاق عنها ….
أنتهى أخيراً من حل ذلك الوثاق لتتمسك أكثر وأكثر بـ “مؤمن” خوفاً من أن يأخذوه منها حين هتفت مهدده وهى تتراجع إلى الخلف مسنده ظهرها للحائط من خلفها ….
_ على الله حد فيكوا أنت ولا هو يقرب ناحيتى تانى … والله … إللى حيقرب مننا لأمسح بيه البلاط … فاهمين ….
ثم نظرت تجاه ” أبو المعاطى” بغيظ شديد متذكره حقيبتها المعلقه بكتفها بصورة مائله ..
_ وأنت يا ***** أنا حتصل دلوقتى بالبوليس وأبلغ عنكم وأوديكم فى ستين داهيه … ده أنا قريبى ظابط وحيجيبكم ويوديكم ورا الشمس …
نهضت من جلستها بإنفعال شديد ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها الصغيرة للإتصال بـ “علام” فعلى الرغم من رفضها له إلا أنه مازال ضابط شرطه ويستطيع مساعدتها بل ويتمنى ذلك ولن يتركها بيد هؤلاء الأوغاد ….
أفاق “عنتر” من شروده بتلك الفتاه الخارقه التى يراها أمامه ، فهى شخصيه مختلفه تماماً عن السيدات والفتيات اللاتى مروا به ، فكل من يعرفهم مستكينات للغايه يحاربن المشاكل بالبكاء والنواح ، لكن تلك الصارخه المتمرده شئ آخر …
أسرع واقفاً بعد غفلةٍ أخذته لها تلك السمراء الحسناء ليسحب الهاتف من يدها قبل أن تتصل بأحدهم وتوقعه بشر أفعاله …
إستدارت نحوه بغضب وهى تحمل “مؤمن” بوضع جانبى على خصرها لتحيط ساقيه وذراعيه الصغيرتين بها …
أخذت تصارخ بوجه “عنتر” يكاد يجزم بأن كل نقطه بها تصرخ معها بإنفعال حتى شعرها الناعم الثائر بقوة مع حركتها الإنفعالية …
_ إنت بتعمل إيه … ؟!! إنت إتجننت … هات الموبايل بتاعى …. بقولك هات موبايلى …. يا مجرم ….
حاولت التقدم نحو “عنتر” للتحصل على هاتفها مرة أخرى لكنه رفع ذراعه للأعلى فبرز طوله الفارق عنها على الرغم من طولها إلا أنها تبدو أقصر منه ولا تستطيع الوصول لهاتفها …
لحظات غاب بها “عنتر” عن الواقع بقرب تلك المتمرده التى فرضت سطوتها عليه رغم أنها من المفترض بأنها بوضع ضعيف مغلوب على أمرها مخطوفه بمكان غريب وسط أشخاص مجرمين لا تعرفهم ولم ترهم من قبل ….
أفاق من غفلته بصوت “أبو المعاطى” الخشن وهو يعنفها بقوة …
_ ما تلمى نفسك يا بت … ده إحنا نتاويكى إهنه (هنا) …..
إلتف “عنتر” تجاه “أبو المعاطى” متصدراً بوقفته أمامه يمنعه من التقدم تجاهها ليعنفه هو الآخر بقوة …
_ مالكش صالح … إطلع بره دلوقيت …
رمق ” أبو المعاطى” “سحر” بإشمئزاز قبل أن ينظر لصاحبه مردفاً بإنصياع لطلبه …
_ ماشى يا أبو عمو … مستنيك بره …
خرج “أبو المعاطى” مكرهاً إلى خارج ( المندره) حين إستدار “عنتر” تجاهها قائلاً بهدوء …
_ إعتبرى نفسك ضيفه … لحد ما أتصرف … مفيش داعى لأى حركات ملهاش لازمه … وأنا أكيد حرچع لك تانى …
تطلعت به “سحر” دون فهم حقيقه هذا الرجل …
أهو خاطف مجرم مثل صديقه أم أنه متورط معه أم هو شئ آخر ، لتصمت بترقب لما سيحدث فما يهمها الآن أن “مؤمن” معها وبخير …
خرج “عنتر” يلحق بـ ” أبو المعاطى” ليجدا حل لتلك المعضله قبل أن تأتى أرجلهم بعقاب كانوا بغنى عنه ….
____________________________________
نسمه و عمر …
قضائهم لهذا الوقت بمفردهم أعاد إليهم تلك الذكريات الرائعه ببدايه علاقتهما ، لقد كانا يستحقا تلك السكينه بعد لحظات حزينه و متوتره للغايه …
شعرت “نسمه” بالإمتنان لـ “سحر” لخلق لهما هذا الوقت بأخذ “مؤمن” بجوله تسوقيه سنحت لهما الفرصه بالإستمتاع قليلاً …
عادا إلى البيت براحه وقد توقعا عوده “سحر” و “مؤمن” منذ زمن بعيد فقد حل المساء منذ قليل ولابد أنهما بالمنزل ….
دلفت “نسمه” تبحث عن “سحر” و”مؤمن” بتلهف لرؤيه صغيرها بعد غياب يوم كاملاً عنه ….
لم تستمع لصوته الصغير الحاد بأى من أرجاء البيت لتتسائل بإستراب وهى تتطلع نحو “عمر” …
_ غريبه أوى … هم فين …؟!!! مش باين لهم حس …!!!!
تحرك عمر تجاه درجات السلم قائلاً …
_ يمكن فوق فى أوضه “سحر” ولا حاجه … تعالى نشوفهم …
تحركت “نسمه” تابعه لـ “عمر” يصعدان السلم بإتجاه الغرفه التى مكثت بها “سحر” ليله الأمس …
طرقت ” نسمه” برفق باب الغرفه تنتظر إجابه “سحر” عليها والسماح لها بالدخول …
_ “سحر” …. “سحر” …. أنتى هنا ….؟؟؟!
لم تجد مجيباً على ندائها لتضطر بفتح باب الغرفه ، والتى ما أن رأت أنوارها مظلمه توجس الخوف بقلبها الذى قُبض فجأه حينما أدركت عدم وجودهما ….
إلتفتت بأعين متسعه و وجه شاحب تجاه عمر قائله …
_ دول مش هنا يا “عمر” …!!!!
تعجب “عمر” فليس من عاده “سحر” التأخر ، فهى عمليه للغايه محدده دوماً لأهدافها ، كانت تتجه للتسوق وشراء بعض الهدايا لـ “مؤمن” وستعود به على الفور مثلما كانت تفعل من قبل …
_ غريبه أوى … مش عادتها تتأخر فى مشوار زى ده …؟!!
نهج صدر “نسمه” بتخوف وهى تنتظر كلمه مطمئنه من عمر …
_ تفتكر إتأخروا ليه …؟؟؟
نظر “عمر” تجاه “نسمه” القلقه محاولاً طمئنتها قليلاً فحالتها النفسيه لن تتحمل مثل هذا القلق إطلاقاً …
_ أبداً … تلاقى الوقت سرقهم … تعالى ننزل نستناهم تحت ونبقى نتصل بـ “سحر” نشوفهم فين …
أومأت “نسمه” رأسها عده مرات موافقه على هذا الإقتراح فما الذى سيقلقها الآن فبالتأكيد سرقهم الوقت بالتبضع قليلاً ….
___________________________________
سحر …
وضعت “سحر” “مؤمن” فوق ساقيها بعد جلوسها فوق تلك الوسائد القطنيه وهى تهز جسدها بتوتر تحاول البحث عن فكرة تستطيع بها الهرب من هذا المكان الغريب ، فهى مازالت حتى الآن لا تدرك لمَ فعل هؤلاء المجرمون ذلك بهم …
لم حاولوا إختطاف “مؤمن” ، أهم عصابه خاطفه ما …؟؟؟ أم أنهم ينتقمون بسبب شئ آخر … أم أنها مجرد الصدفه التى وضعتهم بمكان وزمان خاطئ …؟!!
فُتح الباب لتتجه “سحر” بأنظارها تجاه الدالف نحوها …
شخص ثالث غريب أيضاً غير هذان اللذان كانا هنا من قبل ….
تقدم نحوهم ليضع صينيه صغيرة بها طعام خفيف لهما قائلاً بإرتباك …
_ الوكل …
إستدار للخروج مباشرة بتخوف لتدرك “سحر” ضعف شخصيه هذا الشخص الذى يمكن البدء به كمحاوله منها للهروب من هذا المكان فلابد أن هذا هو الشخص الذى كان إلى جوارها بالسياره فيبدو عليه نفس الإضطراب والقلق …
خرج “هريدى” من (المندره) مسرعاً بعد وضعه بعض الطعام لهما فقد حل المساء دون أن يتناولا شيئاً وقد رق قلبه لهما فلا ذنب لهما فيما فعله بهما أخيه “أبو المعاطى” ….
___________________________________
دنيا ….
مشطت شعرها مرة أخرى وهى تلملمه بعنايه بعدما غسلته جيداً فيبدو أن اليوم كان إجازة لبشرتها وشعرها وكان ذلك كفيلاً بإخراجها من تلك الحاله السيئه بعد ما حدث بينها وبين “وائل” بالأمس ….
خرجت إلى الصاله لتجلس مع والديها لمشاهده أحد الأفلام بجو عائلى حميم هادئ للغايه لتشعر كم هى محظوظه بوجودهم بحياتها …
____________________________________
عنتر ….
لم يستطع أن يعود إلى داره ومواجهه والدته فهو يعلم حقاً أنها كانت أعلى منه درايه بهذا الأمر على الرغم من بساطه تفكيرها ، فقد حذرته من الإنسياق خلف ميراث جده لـ( دار سليمان ) ، هل كانت تعلم أنه سيخفق بهذا الأمر وتنكشف حيلته …
لكنه بورطه حقيقيه الآن فقد إستطاعت زوجه “عمر” تلك رؤيه وجوههم ومعرفه هويتهم ويمكن أن تتعرف عليهم بسهوله …
كان عليه التفكير بحكمه للخروج من تلك المصيبه التى وقعت برؤوسهم بسبب سوء تصرف “أبو المعاطى” ….
توقف بمحازاه الجسر الصغير الذى يربط بين ضفتى تلك القناه الضئيله(الترعه) بصحبه “أبو المعاطى” محاولاً التفكير بصوت مسموع فربما يجد حلاً …
_ نعمل إيه دلوقت … دى عرفت شكلنا وممكن تبلغ عننا لو سبناها … ساعتها حنروح كلنا فى شربه ميه … شور عليا … نعمل إيه يا “أبو المعاطى” …؟؟!!!
حك “أبو المعاطى” رقبته من الخلف ببلاهه وإرتسمت ملامح الغباء على وجهه مردفاً بقله فهم …
_ مش عارف … نقتلهم وخلاص …!!!!
إتسعت عينا “عنتر” بهلع شديد من تفكير “أبو المعاطى” الأسود فهو يترك لشروره وشياطين نفسه العنان بأريحيه تفوق التخيل ليهتف به “عنتر” محذراً بخوف من رده فعله الغبيه …
_ أنت بتقول إيه ….؟!! نقتل مين …؟!! هو بالساهل القتل عِندك إكده … دى روح يا أخى … إتقى الله …
_ ما أنا مش عارف …. شوف حتعمل إنت إيه ….
تفكر “عنتر” قليلاً ليتذكر هاتفها الذى أخذه منها فأخرجه على الفور مغلقاً إياه حتى لا يتصل أحد بهذا الرقم ريثما يتوصل لحل يخرجه من تلك الورطه …
____________________________________
عمر و نسمه ….
أمسكت نسمه بهاتفها بمحاوله أخرى للإتصال بـ “سحر ” لكنه مغلق ….
بدأ القلق يتزايد بقلبها مع إغلاق “سحر” لهاتفها ليبدأ صوتها بالتهدج وأوشكت على البكاء خوفاً على صغيرها وصديقتها …
_ برضه مقفول يا “عمر” … أنا قلبى مش مطمن …. لازم نعمل حاجه … أنا خايفه عليهم أوى … دى أول مره “سحر” تقفل التليفون كدة ….!!!!!
حاول “عمر” إخفاء قلقه البادى عليه هو أيضاً حتى لا يزيد من إضطرابها لينكس رأسه بتفكير وهو يضرب كفيه بعضهما ببعض بتوتر ليتسائل فربما يكون لها سبب ما بإغلاق هاتفها …
_ يمكن .. ااا … فصل شحن مثلاً … أو يمكن … مش عايزة حد يتصل بيها عشان مشكلتها مع إبن عمتها ده …
تذكرت “نسمه” إتصال “علام” بـ “سحر” بالأمس لتهدأ أفكارها بهذا الحل قائله بشرود …
_ يمكن مش عايزة “علام” ده يكلمها تانى … هى قالت له كدة إمبارح … يمكن رن عليها وهى مش عايزة ترد فقفلت التليفون …
حاولا إقناع نفسيهما أن هذا ربما يكون سبباً مناسباً لإغلاقها لهاتفها وربما تكون قَرُبَت على الوصول إلى البيت فما عليهم الآن سوى الإنتظار قليلاً ….
___________________________________
عنتر …
بعدما أفاض به حديثه مع “أبو المعاطى” بأفكاره السوداويه وشره الذى لم يكن يتخيل أن بداخله كل هذا الشر والحقد ، تركه “عنتر” عائداً إلى داره مع تحذيره بقوة ألا يمسهم بسوء حتى يحل الصباح ويصلون لحل ما …
عاد “عنتر” إلى داره ليجد والدته بإنتظاره …
_ تأخرت قوى يا وليدى … فينك … يلا تعال الوكل برد …
_ اااا …. مش چعان يامه … أنا بس عايز أنام … تصبحى على خير …
أسرع “عنتر” بالإبتعاد عن والدته حتى لا تكشف أمره وخطأه فهو على قوته إلا أنه ككتاب مفتوح أمامها …
دلف إلى حجرته مغلقاً الباب من خلفه قبل أن يلقى بجسده فوق الفراش وهو يزفر بعمق هامساً …
” وقعت روحك بمصيبه يا “عنتر” أخرچ منها كيف بس …”
أخرج هاتفها من جيب جلبابه مرة أخرى ليعتدل بجلسته وهو يقلب به ، ثم أخرج الشريحه الخاصه بها حتى لا يتبعها أحد كما رأى بأحد المسلسلات التلفزيونية من قبل ….
فتح الهاتف يقلب بمحتواه ليجد صورتها موضوعه به كخلفيه للهاتف ، إبتسم لتذكره وقفتها وصراخها وتهديدها لهم ليتذكر أنها زوجه وأم لطفل صغير فأغلق الهاتف بضيق من نفسه وما يفعله فهو ليس بتلك الأخلاق أبداً ….
___________________________________
البيت الكبير …
بصدر ناهج وقلق لا يوصف نظرت “نسمه” تجاه ساعه يدها بتوتر لتردف محاوله التغلب على تلك النبره الباكيه التى تملكت منها فهى تجاهد حقاً ألا تنهار …
_ الساعه بقت عشرة يا “عمر” ولسه “سحر” و”مؤمن” مرجعوش …!!!! حنعمل إيه …؟؟!!!!
لم يكن القلق من نصيبها وحدها بل توجس الخوف بقلب “عمر” لهذا التأخير الغير مبرر إطلاقاً ، لكنه كان يتحامل على نفسه ألا يظهر هذا القلق لأجلها فقط ….
_ مش عارف …. !!! إحنا نحاول تانى نرن عليها … ولو إتأخرت أكتر من كدة لازم نلاقى حل …
بوجه متجهم وإنسياق تام لرأى “عمر” أومأت “نسمه” رأسها عده مرات موافقه بصمت لتمد يدها تجاه هاتفها لتعيد الإتصال بـ”سحر” فربما تجيبها وتطمئن قلبها ….
وضعت “نسمه” الهاتف فوق أُذنها بإنصات تام لتجد هاتفها مازال مغلقاً لتنهار قوى تماسكها وهى تهتف بغير إحتمال ….
_ مبتردش برضه يا “عمر” …
ثم نهضت من فوق مقعدها بإنفعال باكيه …
_ أنا مش قادرة أستحمل أكتر من كدة … يلا نروح ندور عليهم … قلبى مقبوض … مش مطمنه خالص …
كان إنفعالها هو القشه ليبدأ “عمر” بإظهار قلقه هو أيضاً ليجيبها بالموافقه …
_ إحنا لازم نروح نبلغ فى القسم …
إستحسنت “نسمه” هذا الرأى للغايه لتحثه على التحرك فوراً …
_ أيوة … أيوة … لازم نبلغ … وهم حيعرفوا يجيبوا إبنى و”سحر” …
_ إطمنى حبيبى … يلا بينا … إن شاء الله حنلاقيهم …
خرجا من البيت متجهين لقسم الشرطه مباشرة …
___________________________________
قسم الشرطه …
إستقبل ضابط الشرطه “عمر” و” نسمه” بحفاوه بالغه فعائله “سليمان” معروفه للغايه بالبلده ليطلب منهما الجلوس وإخباره بمشكلتهم على الفور …
إمتعض وجه الضابط قليلاً وهو يشعر ببعض الحرج قبل أن يخبرهم …
_ والله يا أستاذ “عمر” كان نفسى أساعدكم بس البلاغات إللى من النوع ده لازم عشان نتحرك يكون عدى على إختفائهم اربعه وعشرين ساعه … أنا آسف والله ..
حركت “نسمه” وجهها برفض بصورة عشوائيه وقد تساقطت دموعها بتخوف شديد ..
_ يعنى إيه أربعه وعشرين ساعه …!!!!! يعنى إبنى يروح منى كدة ومقدرش أعمل حاجه …؟!!
بإنفعال أب ملكوم بفقدان إبنه أشار “عمر” لـ”نسمه” بالإنتظار ثم وجه حديثه للضابط بإنزعاج ….
_ إستنى يا “نسمه” …. يعنى إيه يا حضره الضابط … أستنى وأتفرج على إبنى وهو بيضيع منى ….؟!!!
حاول الضابط إيضاح الأمر لهما وإفهامهما أن هذا هو القانون …
_ والله يا أستاذ “عمر” ده القانون … خصوصاً إنه معاه راشد … يعنى ممكن تكون الأنسه “سحر” بتتمشى شويه … أو … يكونوا بيتفسحوا مثلاً … فلازم يعدى على غيابهم أربعه وعشرين ساعه عشان أقدر أبلغ عن إختفائهم فى محضر رسمى … فهمتنى …؟!!!
كتم “عمر” غيظه من هذا القانون العقيم ليمسك بكف “نسمه” التى تطالعه بتشتت منتظره أن يوجد لها حلاً يطمئن قلبها …
_ يلا يا “نسمه” ملوش لزوم القعاد هنا … شكراً يا فندم …
أمسكت “نسمه” المذهوله من تركهم دون مساعدتهم بهذا الشكل بيد “عمر” الممدوده نحوها لتسير برفقته بآليه شديده إلى خارج قسم الشرطه ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى