روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الثالث والثلاثون

رواية عشقت خيانتها البارت الثالث والثلاثون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الثالثة والثلاثون

⚜️ سأرحل من هنا …. ⚜️
علام ….
جن جنونه فكيف إستطاع هذا التقنى تغفيله بتلك الصورة ، أم أنه ربما كذب خاله عليه ، لكن لماذا يكذب عليه فإن لم تكن بخير لما كان بهذا الهدوء وعدم الإكتراث …
تحدث “علام” إلى نفسه بعدم تصديق …
” ما هى لو مخطوفه أكيد خالى مش حيبقى مرتاح للدرجه دى … بس إزاى كلمته … أنا لازم أتأكد … لازم أتصل بيها ….”
أمسك بهاتفه يبحث عن إسم “سحر” المسجل بالهاتف ليحاول الإتصال بها لكن من أول وهله كان الهاتف مغلقاً ، كرر المحاوله مرة أخرى وكانت نفس النتيجه … مغلقاً …
أغلق الهاتف بإنفعال قائلاً بحيره شديده …
” لأ بقى … كدة فيه حاجه مش مفهومه … يا إما خالى بيكدب عليا … يا إما هى إللى مش عايزة ترد عليا … لأ لأ … ليه يعنى … مش حترد عليا ليه … يبقى لازم أكيد خالى بيكدب عليا … بس حيكدب عليا ليه …؟!! أكيد إللى خطفوها هددوه بحاجه … أيوة … لازم كدة … أنا لازم أسافر المنيا دى … لازم …”
____________________________________
دار عنتر ….
بعد ترحيب “فهيمه” الحار بـ”سحر” وإلتزام “عنتر” الصمت التام مراقباً تلك المتطلعه حولها بإعجاب كما لو كانت سائحه تجول بطواف سياحى داخل دارهم …
أمال فمه جانبياً بإبتسامه ساخرة فبالتأكيد هى تنظر للأمر من هذا الجانب ، سائحه مغامرة لكنها لن تستطيع البقاء والعيش كما يعيشون فهى مرفهه مدلله ولن تقدر على حياتهم القاسيه ….
بعد أن إكتفت نظراتها من تفحص كل ما يحيط حولها وصلت عيناها بالنهايه لهذا “الطويل” الذى يقف مستنداً بأحد الجدران على يسارها مكتفاً ذراعيه وتعلو ثغره تلك الإبتسامه الغريبه …
ضاقت عينيها تستكشف معنى تلك الإبتسامه الساخرة التى ظهرت جليه بوضوح على ملامحه لتدرك بفطنتها على الفور ما قرأته بعيناه بمعنى ( لن تقدرى ) لترفع “سحر” حاجبها الأيمن بتحدى وتقابله بإبتسامه ساخرة هى الأخرى بمعنى ( لا تعرفنى حقاً) …
أجابها “عنتر” رداً على ما فهمه بنظرتها بنظرة تاليه وهو يعتدل وتتسع تلك الإبتسامه المستهزئه بتحديها له كما لو يسألها بعدم تصديق ( أحقاً ستقدرين … لا أظن .. )
إشرأبت بعنقها وهى تهز رأسها بخيلاء إهتز معها شعرها الأسود ثم أغمضت عيناها لوهله وهى تدير برأسها عنه كما لو قالت ( هاه … سترى) …
وللعيون لغه صامته أبلغ من صوت الكلمات قطع سيل التحدى بنظراتهم صوت الحاجه “فهيمه” متسائله بإستراب …
_ إلا يا بنتى فين خلچاتك … حتقعدى بالهدمه إللى عليكى دى …؟!!
تذكرت “سحر” فجأة أنها لم تأتى بأى ملابس معها حتى تناست تماماً أن تطلب من “نسمه” إرسال لها حقيبتها مع “هريدى” عند عودته لتضم شفاهها بحيره وهى تجيب الحاجه “فهيمه” …
_ أنا نسيت خالص موضوع الهدوم ده …!!!!
إبتسمت الحاجه “فهيمه” وهى تدفع الهواء بكفها بألا تهتم “سحر” لذلك …
_ ولا يهمك … بكره أخلى بتى تچيب لك چلابيتين مقاسك … بس دلوقيتى حچيب لك چلابيه من چلاليبى تستريحى بيها …
برفض تام رفعت “سحر” كفيها تلوح بهم أمام وجهها فهى لا تريد الإثقال عليهم أكثر من ذلك …
_ لالا … طبعاً .. متكلفيش نفسك ولا بنتك يا طنط … أنا عادى أقعد كدة … وحبعت أجيب هدومى …
أجابتها الحاجه “فهيمه” بإستنكار لرفض ضيافتها …
_ وده يصح إكدة … ده أنتى ضيفتنا … معقول تقعدى مش مرتاحه إكدة …؟!!
_ معلش يا طنط … خلينى على راحتى …
_ أبداً والله ما يُحصل … لازمن أچيب لك چلابيه تريحك …
قبل أن تتفوه “سحر” مجادله جديده قطع “عنتر” تلك المحايلات برد قاطع …
_ بس خلاص … هاتى يامه الچلابيه … وأنتى إسمعى الكلام .. عندنا الحاچه “فهيمه” تطلب الطلب ينفذ ..
رفعت عيناها تجاه هذا القوى المصدر أمراً واجب النفاذ لتجد نفسها منصاعه للأمر ، غلبها حقاً بقوته الرادعه بقطع الحديث فله هيبه تُحتَرم لم تمر عليها من قبل لتبتلع ريقها بتوتر وهى تومئ بالإيجاب عما يريده فهى ستعيش هنا بقوانينهم هم وعليها الطاعه ، أو هكذا خُيل إليها …
أردفت بهمس موافقه …
_ ماشى … إللى تشوفيه يا حاجه “فهيمه” …
بلحظات غيرت لقبها لمثل ما تفوه به هذا “الطويل” لكنها لم تكن منزعجه من ذلك بل أحبت فرض قوته وسيطرته على الموقف …
غابت الحاجه “فهيمه” لبضع دقائق ثم عادت تحمل بيدها جلباب مطوى بعنايه مدته إلى “سحر” بود وحنو بالغ …
_ خدى يا بتى … إطلعى فوق غيرى خلچاتك على راحتك … أنا فتحت لك أوضه البنات .. هم محدش فيهم إهنه … كِلياتهم ( كلهم) فى بيوت إجوازتهم …
إنصاعت “سحر” بإبتسامه لطلب الحاجه “فهيمه” لتصعد للدور العلوى الوحيد عن طريق سلم جانبى ضيق للغايه ذو درجات عاليه نحو الأعلى لتجد تلك الغرفه بسهوله فقد كانت الوحيده التى فُتح بابها …
____________________________________
البيت الكبير ….
مر وقت طويل ومازالت “نسمه” متشبثه بـ”مؤمن” كمن يخشى أن يضيع أو يضل السبيل ، فترة صمت تحمدت فيها على عودته سالماً وإطمأنت بوجوده …
جلس “عمر” إلى جوارهما وهو يخشى أن تكون ليله الأمس والليله التى تسبقها قد تركت أثراً بالغاً بنفس “نسمه” الهشه فقد وصلا لتلك المرحله من الإستقرار النفسى بعد عناء شهور بعد وفاه جدهما …
أحاط كتفها بذراعه بحنو وهو يضمهما إليه فهو أيضاً كان مرتاعاً حقاً من أن يكون فقد “مؤمن” وخطف بالفعل لكنه أبى أن يظهر ذلك لها …
لحظه شعرت “نسمه” أنها أفاقت من غيوبه إجتاحت عقلها لتبدأ الصورة تظهر أمامها بوضوح …
دارت رأسها تجاه “عمر” قائله بإحساس غريب إحساس مختلط بين الطلب والأمر والترجى بذات الوقت ، لقد كانت خائفه متعبه للغايه …
_ “عمر” … أنا عايزة أمشى من هنا …
رفع هامته قليلاً ليستوضح الأمر منها أكثر …
_ تمشى من هنا .. إزاى يعنى .. مش فاهم …؟!!
دارت عيناها بأرجاء البيت أولاً ثم نظرت إليه بإستجداء واضح تلك المرة حتى كادت تبكى من إهتزاز نفسها المشوشه …
_ أمشى من البيت ده … لأ … أمشى من المنيا كلها … أنا تعبت … خلينا نمشى يا “عمر” … عشان خاطرى …
مسح “عمر” على رأسها بخفه وحنو بالغ وهو يؤكد لها إيجاباً أن ما تريده سيحقق لكنه تسائل عن السبب …
_ لو ده إللى أنتى عايزاه حنفذه طبعاً … أنا معنديش فى الدنيا دى أهم منك … بس ليه … عايزة تمشى من هنا ليه …؟!!
إجابته كانت مريحه لقلبها المتعب للغايه لتسحب نفساً طويلاً أولاً قبل أن تجيبه …
_ كل حاجه فى البيت ده بتفكرنى بجدو … شايفاه فى كل مكان … مش قادرة أنساه … وموضوع “مؤمن” ده خوفنى أكتر … أنا مش عايزة بيت كبير … أنا عايزة شقه صغيرة أعيش فيها معاك ومع “مؤمن” وأنا مطمنه … أنا حاسه المكان هنا بيخوفنى وطابق على نفسى ….
شعر “عمر” بصراعها النفسى المضطرب وإرادتها حقاً بالخروج من تلك الأزمه ليومئ بتفهم مردفاً بإبتسامته المطمئنه والتى كانت جسرها المتين لبر الأمان لها …
_ من بكرة نروح مصر … أنا مش عايزك تتعبى أبداً …
_ وحتعمل إيه فى الشغل هنا …؟!!
_ حخلى “مدحت” يصفى الشركه هنا وأبدأ فى مصر شركه جديده وكدة كدة نصيبى فى ورث جدى لسه فى البنك …
_ خد كمان الفلوس إللى جدو حطهالى لو عاوزها أنا مش عاوزاها …
برفض قاطع أجابها “عمر” …
_ إستحاله طبعاً دى فلوسك حتفضل زى ما هى زى ما جدو كان عاوز …
_ مش مهم … زى ما تحب … المهم نمشى من هنا …
_ خلاص … أنا حرتب كل حاجه مع “مدحت” وأخليه يشوف لنا شقه فى مصر بكرة ولا بعده بالكتير نكون هناك …
____________________________________
دار عنتر …
خرجت “سحر” من الغرفه بعد تبديل ملابسها بجلباب الحاجه “فهيمه” وهى تشعر بالحرج الشديد فقد كانت “سحر” تفوق الحاجه “فهيمه” طولاً بشكل واضح للغايه فلم يناسبها جلبابها إطلاقاً إلا أنها ما بيدها حيله سترتديه مرغمه فليس لديها بديلاً آخر …
نظرت بعيناها السوداوتين حولها لتطمئن أن لا أحد يتطلع إليها وأعدلت الجلباب مرة أخرى تشده نحو الأسفل ربما يستطيل قليلاً …
إضطرت بالنهايه أن تتحرك تجاه السلم الضيق لتدنو إلى الطابق السفلى وهى ترفع رأسها بشموخ حتى لا تكون ماده للسخريه بتلك الهيئه …
لكن ما خشت منه حدث بالفعل فقد كان “عنتر” مترقباً حضورها بشغف تام بمجرد أن إستمع لصوت أقدامها تهبط درجات السلم ورفع رأسه تجاهها ليشاهد هيئتها الغير معتاده له …
كانت تظن أنها ستصبح سخريته الآن بهذا المنظر لكن بالنسبه إليه كانت فاتنه فوق العادة بذلك الجلباب القصير الذى تغير تماماً عما كان يراه على والدته ، بلحظه نبض قلبه بعنف فهل سرقت قلبه بيومين تلك “المتمرده” …
فور أن دنت “سحر” منه وهى تراه يتطلع نحوها بنظرات غير مفهومه رفعت إصبعها محذراً مردده …
_ عارف لو إتريقت ولا فتحت بوقك … إنت حر …
بتلك اللحظه فقط أدار “عنتر” وجهه يخفى ضحكه ساخرة حلت به ربما هارباً من تلك المشاعر القويه التى إجتاحت قلبه ، أراد أيضاً مشاكستها قليلاً ليهمس مازحاً …
_ كأنك سرقاها بالضبط …
دفعت شعرها الأسود بكفها إلى الخلف بثقه وهى تردف بغرور …
_ وليه متقولش أميرة فى بيت الأقزام …
رفع “عنتر” رأسه بجديه محذراً بحده تلك المرة …
_ إلا أمى …!!!
لوحت بكفها برفض قاطع وقد تحلت نبرتها بتأسف بالغ وخشيه من إغضابه ..
_ لا والله … أنا قصدى الجلابيه مش الحاجه خالص … أسفه جداً …
تراخت شده أعصابه لتتجلى إبتسامته الرائعه التى إنتبهت لها “سحر” لأول مرة بإعجاب شديد حين إستطرد بجاذبيه خجلت منها على الفور …
_ الچلابيه اه …. عموماً دى تقعدى بيها فى الدار لحد بكره … ممنوع تطلعى بره الدار بالمنظر ده … أنا ممكن أصور قتيل فيها دى …
لم تعلم لماذا شعرت بتلك اللحظه بإهتمامه بها بشكل خاص ، كما لو وصلها إحساس منه بالغيره ربما ، شعور لم ترفضه مطلقاً بل أسعد قلبها للحظات لترمى تلك العاصفه من المشاعر التى أتت بغير محلها لتتهرب بسؤالها عن والدته …
_ أمال …ااا …فين الحاجه “فهيمه” …؟!!
بذكاءه المعهود الذى لم تعرفه بعد عنه إستطاع إدراك تهربها ليعطيها تلك الفرصه بالهرب ليهدأ هو الآخر بعد تلك الأحاسيس المختلفه التى إجتاحت قلبه دفعه واحده ، أشار تجاه إحدى الغرف قائلاً …
_ أمى بتحضر الوكل فى المطبخ … جهزى حالك … أمى فى العزايم معندهاش فصال …
لم تفهم ما يقصد حرفياً لكنها إبتعدت مسرعه تجاه الغرفه التى أشار إليها لمساعده والدته وبالتأكيد الهرب منه …
____________________________________
بيت عبد الحميد …
شعرت “أحلام” ببعض الراحه لمعرفتها بأن “مها” ستقضى اليوم بأكمله لدى عائلتها ولن تعود حتى المساء …
جهزت طعام الغذاء وحملت طبقاً من الفاكهه التى قد أحضرها “عبد الحميد” بوقت سابق حتى تعطى منها والدة زوجها عندما تذهب إليها بعد قليل …
إتصلت أولاً بـ”عبد الحميد” لتعرف موعد عودته …
_ ألو … أيوة يا “عبده” … إنت حتيجى إمتى …؟!!
_ يمكن أتأخر شويه يا “أحلام” … محتاجه حاجه …؟!!
_ لا أبداً … قلت أشوف إنت جاى إمتى عشان أنزل تحت عند مامتك …
_ لا براحتك … إنزلى إتسلى معاهم شويه ولما آجى نتغدا سوا …
_ خلاص ماشى … حنزل أنا دلوقتى … وحستناك تحت …
_ ماشى سلام بقى عشان مشغول أوى …
_ مع السلامه …
حملت طبق الفاكهه وأغلقت باب شقتها متجهه لشقه حماها بالأسفل …
كعاده والدة زوجها تترك باب الشقه مفتوحاً بذلك النهار الحار بفصل الصيف لأن شقتهم تكتسب حراره عاليه بهذا الوقت من العام …
لم تعد تدرى هل أصبحت خطواتها متمهله للغايه أم أنها تتسلل حقاً لمعرفه ما يحدث من وراء ظهرها ، عاده لم تستطع تغييرها بنفسها ، أم أن النفس القديمه لا تتغير …
دلفت “أحلام” بخطوات غير محسوسه بالمرة لم يُسمع لقدمها صوتاً لتتحرك بخفه بداخل الشقه …
وبالطبع الشِباك ألقت صيدها فإستمعت بوضوح لصوت أم ” عبد الحميد” تتحدث مع إبنتها “شروق” التى يبدو أنها أتت بزيارة منذ الصباح دون أن تدرى …
جلست “شروق” إلى جوار والدتها تلومها بشده فـ”شروق” مختلفه تماماً عن والدتها بل هى أقرب لوالدها بصفاته الهادئه الطيبه تماماً مثل زوجها “عبد الحميد” …
لم ترضى أبداً “شروق” عن تصرفات والدتها وهجومها دوماً على “أحلام” زوجه أخيها لمجرد عدم إنجابها حتى الآن وإصرار والدتها على إقناع “عبد الحميد” بالزواج من أخرى لكنه رفض ذلك رفضاً تاماً …
مطت “شروق” شفتها بضيق وهى تلوم والدتها بهدوء …
_ ليه كدة يا ماما … ما تسيبيها فى حالها …
_ وهو أنا جيت ناحيتها … ما أنا ساكته أهو …
_ يا ماما … “أحلام” غلبانه … و”عبده” عمره ما حيزعلها … سيبيهم براحتهم … هم حرين …
إمتعضت “سعاد” وجهها وهى تلوح بوجه إبنتها بغضب …
_ بس يا خايبه … طالعه لأبوكى … دى غلبانه دى … دى ميه من تحت تبن … المهم … حِسك عينك تجيبى لها سيرة إن “مها” حامل … دى عينها وحشه وممكن تحسدها … ما هى إللى زى دى لما الحاجه تبقى مش فى إيدها بتبقى غياظه … وتحسدها ولا ممكن تأذيها عشان حامل ولا حاجه …
_ ده كلام برضه يا ماما … ما “مها” زى “أحلام” متفرقيش بينهم كدة … وهى يعنى دى أول مره “مها” تحمل ….؟!!
_ لا يا أختى مش أول مرة … بس أول مرة بعد ما إتأكدنا إنها خلاص مش حتجيب عيال … فهمتى …
زفرت “شروق” بضيق لتلتزم الصمت فى حين إستكملت “سعاد” تحذيرها …
_ أوعى تقوليلها حاجه … هى لو عرفت يبقى أنتى إللى قولتى لها … لحد ما حمل “مها” يثبت نبقى نشوف حنعمل إيه …
لم تجيبها “شروق” فهى مرغمه على الصمت حتى لو لم تكن موافقه على تصرف والدتها فهى لن تتحمل لومها وتسلطها الذى يخشاه الجميع …
تهدلت ملامح “أحلام” بتعاسه من ظن والدة زوجها بها وأنها حقودة لتلك الدرجه ، هى تتمنى أن ترزق بأطفال بالفعل فهذا حلمها الذى تتمنى تحقيقه لكن أن يخفوا حقيقه حمل “مها” عنها بتلك الصورة لم تكن لتتوقعها نهائياً …
صعدت تجاه شقتها مرة أخرى دون أن يشعر بها أحد لتقضى بقيه اليوم بإنتظار “عبد الحميد” بإحباط تام وتعاسه لا توصف …
____________________________________
دار عنتر …
وسط تجمع عائلي دافئ تناولت “سحر” طعام الغذاء مع عائله “عنتر” حين تجمعت على الطاوله الخشبيه المستديرة المسماه ( الطبليه) “فهيمه” وولدها و إحدى أختيه “صباح” وأولادها الصغار …
رفعت “سحر” رقبتها وهى تحاول أن تستمد بعض الهواء المنعش لرئتيها بعد أن أصابتها تخمه من تناول هذا الكم من الطعام الدسم ذو الأصناف المتنوعه الشهيه ….
تراجعت خطوة للخلف وهى تردف بصوت متخم …
_ بجد مش قادرة … خلاص مش قادرة آخد نفسى …
لم تمهلها “فهيمه” فرصه للتراجع وهى تقذف بقطعه من اللحم طيب المذاق بفمها ككرم زائد منها لإستكمال طعامها …
_ والله ما يُحصُل … خدى دى منى آنا … دة أنتى مكلتيش واصل … شكل الوكل مش عاچبك …!!!!
بإندهاش بالغ هتفت “سحر” وهى تمزح بخفه ظل …
_ يا خبر … ده تحفه … بس أنا بنى آدمه وربنا مش فيل … حاكل إزاى بس … مش قادرة خلاص …
عقبت “صباح” بمزاح وأُلفه سريعه مع “سحر” …
_ طالما چيتى عند أمى … تبقى خلاص بقيتى من الأفيال إللى بتقولى عليهم دول … مش شايفانا قد إيه …
كانت “صباح” تتمتع بطول فارع كأخيها “عنتر” وسمينه إلى حد بسيط مما أعطاها مظهر قوى كإمرأه صعيديه كما تتخيله “سحر” تماماً بخلاف والدتهم النحيله الضئيله الحجم …
ضحكت “سحر” وهى تشعر بألفه حقيقيه بوجودها مع تلك العائله التى لا تعرفها ولا يعرفونها جيداً ومع ذلك رحبوا بوجودها الغريب بحفاوة غير طبيعيه وكرم على غير المتوقع …
تفكرت “سحر” للحظات وهى تنظر بنظرة خاطفه مرة أخيرة على أصناف الطعام التى حضرتها “فهيمه” بعنايه …
لتتمعن قليلاً بحديث “عنتر” السابق حين أكد لها أنها لن تستطيع تحمل معيشتهم ، فكيف يستنكر ذلك وتلك هى معيشتهم ، فمعنى ذلك أن ما قاموا به اليوم هو غير المألوف فى العاده ، وأن معيشتهم أبسط من ذلك بكثير ونظراً لوجودها تكلفوا الكثير والكثير لأجلها …
تحلت ملامحها بجديه وهى تطلب من “فهيمه” برجاء متواضع …
_ الصراحه يا حاجه “فهيمه” تسلم إيدك ده أحلى أكل أكلته فى حياتى … بس ممكن لو سمحتى أنا عايزة أقعد معاكم زى ما أنتم … متكلفوش نفسكم فى أى حاجه زياده … عايزة أعيش نفس حياتكم بكل تفاصيلها بعد إذنك …
إنتفض “عنتر” بضيق أولاً قاطعاً والدته قبل أن تهم بالرد على “سحر” ..
_ كيف ده …!!!! إنتى فى دارنا … ميصحش … أنتى ضيفه وعلى راسنا ولازم تاخدى واچبك وزياده …
تطلعت به “سحر” بحيرة ، أليس هو من تحداها بالأساس ، ألا يعلم أنها يجب أن تخوض التجربه كما إتفقا ثم أردفت متعجبه …
_ أنت بتتكلم جد … ؟!! ما هو …..
قطعت حديثها حتى لا تفسر سبب وجودها والتحدى الذى إتفقا عليه حين نظر لها “عنتر” نظرة تعنى ( أحقاً … ) ثم إعتدل هاتفا بقوة ومهابه لاقت له …
_ كلامى ميتردش … طول ما إنتى إهنه إنتى ضيفتنا كلنا ومفيهاش كلام الحكايه دى …
وللمرة الثانية وجدت نفسها توافقه دون جدال أو مراجعه وهى تشعر بالسعاده وليس فرض رأيه بالقوة ، شعرت بأنهم يرحبون بها بشدة وأن رفضها لكرمهم إهانه لهم …
أومات برأسها بهدوء لتستكمل حديثها الذى إستطاعت تغييره بسهوله بسؤال الحاجه “فهيمه” …
_ بس المحشى ده تحفه … عايزة أعرف سره بقى … أصل معاكم واحده لا تفقه شئ فى المطبخ أبداً …..
شعرت الحاجه “فهيمه” بالإطراء فأخذت تصف لها بالتفصيل كيف صنعته وهى تنظر نحوها شارده تماماً ، تومئ برأسها تفهماً مع إبتسامه عريضه بينما هى غير منتبهه إطلاقاً خاصه وهى تشعر بتلك العينان الثاقبتين تراقبانها من بعيد لتتصنع أنها لم تنتبه لتطلعه إليها ….
إبتسامتها العذبه وسمارها الجذاب جعل منها أيقونه رائعه ملفته للغايه ، شرد “عنتر” بتفاصيلها وهى غير منتبه إليه بالمرة تحدث والدته عن الطعام ومذاقه الشهى ، هام رغماً عنه بها حتى أرتسمت إبتسامه دون أن يدرى فوق ثغره عندما تبتسم هى ليتمنى لتلك اللحظه ألا تنتهى أبداً وإلا عليه الإنتباه لنفسه وما يفعله …
___________________________________
أبو المعاطى …
جلس فوق أحد أسطح البيوت القديمه يسحب أنفاثاً من أرجيلته ليعدل مزاجه كما يعتقد حين تقدم نحوه أحد أمثاله من سيئي النفوس …
_ كيفك يا أبو عمو ….
تطلع به “أبو المعاطى” ليردف بلا إهتمام …
_ أهلاً …
_ چايبلك مصلحه إنما إيه … متخرجش براك …
زفر “أبو المعاطى” الدخان من فمه بتملل قبل أن يردف بإقتضاب …
_ وكيف يا ناصح حعمل أى مصلحه وأنا هربان إكدة ….؟!!
تعجب صديقه “جمعه” من إختفائه ذاك …
_ والله أنا مش خابر إنت ليه متدارى … ما صاحبك داير فى البلد أهه ولا على باله …!!!
ضيق “أبو المعاطى” عيناه بدون فهم ليعقب بتساؤل …
_ صاحبى مين …؟! عنتر …؟!!!!!!!!
_ وهو فيه غيره …
غمغم “أبو المعاطى” متحدثاً لنفسه دون أن يستطيع “جمعه” تفسير ما يقول …
” الله … هو مش “عمر” بلغ عنيه (عنه) … ولا يكون خد الفلوس … ولا إيه الحكايه ….؟!!”
أفاقه “جمعه” بصوته الغليظ …
_ چرى إيه يا چدع … ما تخليك معاى أمال … معاى فى المصلحه دى ولا إيه ….؟!؟
أراد “أبو المعاطى” التأكد أولاً ليردف بلا إهتمام …
_ ماشى … ماشى … ورايا بس حاجه كدة الأول وبعدين نشوف …
_ خلاص يا أبو عمو … حچيك بكرة عشيه نتفق …
_ طيب … طيب …
رحل عنه “جمعه” ليعيد ” أبو المعاطى” تفكيره مره أخرى بـ”عنتر” تخوفاً من ألا يعطيه حقه بالمال إذا كان قد أخذه من “عمر” ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى