روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء التاسع والعشرون

رواية عشقت خيانتها البارت التاسع والعشرون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة التاسعة والعشرون

⚜️ رقم غريب ..!!!! ⚜️
سحر …
ضمت “مؤمن” جيداً بداخل أحضانها ربما لتطمئنه وربما تستمد منه القوة فهى بالنهايه ضعيفه أمام هؤلاء المجرمين لكن عليها التحلى بالقوة كما كانت دائماً …
دارت بعيونها بأرجاء تلك الغرفه الصغيره المسماه بـ ( المندره) فهى غرفه بسيطه للغايه لا تحتوى سوى على بساط هزيل ومقاعد مستطيله من القطن وبعض الوسائد القطنيه أيضاً كالمساند …
يبدو أن صاحب تلك ( المندره) فقير أو ذو مستوى إجتماعى متدنى فتلك الحوائط الرطبه ذات الدهان الأخضر المتساقط توخى بذلك …
رفعت رأسها تجاه ذلك المصباح الوحيد بالغرفه وهى تتنهد بضيق فعليها التفكر بشكل ما لإخراج نفسها من تلك الأزمه …
نظرت تجاه “مؤمن” الغارق بالنوم بعد بكاء حار وسؤال مستميت عن والدته بإشفاق عليه وعلى أمه التى لابد وأنها بحاله لا يرثى لها الآن …
لتمتم “سحر” بتأنيب …
” لولا إصرارى ننزل النهارده كان زمانه فى حضن (نسمه) … أنا إللى غلطانه … بس أنا كنت أعرف منين … زمانها حتتجنن على إبنها … وهى يا حبيبتى مش ناقصه تعب أعصاب بعد وفاه جدها …”
____________________________________
البيت الكبير …
قاد “عمر” السيارة عائداً للبيت الكبير ،بصمت تام ووجه متجهم للغايه أخذ يتفكر محاولاً إيجاد حل أو على الأقل الوصول لفكره يريح بها عقله الثائر وقلبه المنقبض خوفاً على ولده …
لكنه بنفس الوقت مشفقاً على تلك الرقيقه التى أوشكت على التحطم لغياب صغيرها عنها …
تحلى بالصمت التام وهو يسترق النظر بين الحين والآخر تجاه “نسمه” التى شردت بطريقهم للبيت تتطلع بزجاج النافذه بصمت واهى …
تقلبت نظرات “نسمه” أثناء عودتهم بطريقهم فربما تلحظ وجودهم بمكان ما ..
كل لحظه تمر ينقبض قلبها أكثر وأكثر وتساء الظنون بها وتترائى لها تخيلات مؤلمه عن غيابهم حتى الآن ….
توقف “عمر” بسيارته أمام البيت لتترجل “نسمه” بتعجل إلى الداخل هاتفه بصوت مهتز …
_ “سعيده” … يا “سعيده” …
تقدمت تجاهها “سعيده” التى تعمل معها بالبيت ….
_ أيوه يا ست “نسمه” …
سألتها “نسمه” بنبره تحمل الترجى بأخبارها ما يطمئن قلبها…
_ “سحر” و”مؤمن” رجعوا …؟!!
بنبره حزينه منكسرة تحمل إشفاق كبير على حال “نسمه” الشاحبه …
_ لسه يا ستى .. بإذن الله يرجعوا بالسلامه وما يصيبهم شر أبداً …
نكست “نسمه” رأسها بخيبه أمل وهى تتمتم بخفوت …
_ يا رب …. يا رب …
أشار “عمر” تجاه “سعيده” بالإنصراف لتعود من حيث جائت تلبيه لطلبه ليدنو من “نسمه” التى توليه ظهرها ممسكاً بذراعها لتلتفت نحوه …
إستدارت “نسمه” وقد إحتقن وجهها للغايه وقد قام القلق وسوء الظن بشحن نفسها ولم تعد تحتمل هذا الضغط مطلقاً ….
لم ينطق “عمر” بكلمه واحده فبعض الأوقات لا يتحمل المرء كلمات المواساه بل يتطلب ما هو مطمئن للقلب أكثر من مجرد عبارات …
جذبها من مرفقها تجاهه لترتمى بإنهيار فوق صدره تاركه العنان لدموعها بالإنهمار قائله بصوت منتحب …
_ أنا خايفه على “مؤمن” أوى يا “عمر” … أنا مش عارفه أعمل إيه …؟؟؟
أحاطها بذراعيه وهو يملس على شعرها بحنو يبث بها وبنفسه بعض الأمل والطمأنينة …
_ بإذن الله خير … وحنتطمن عليهم وميكونش حصل حاجه إن شاء الله … إهدى بس حبيبى وإن شاء الله حيرجعوا …
علت صوت شهقاتها التى تحاول إيقافها لكنها لا تستطيع فقد تركت العنان لنفسها القلقه ربما تطمئن بقربها من “عمر” كما إعتادت أن تفعل فهو بوابه عبورها لبر الأمان …
___________________________________
فى صباح اليوم التالي ….
البيت الكبير..
بقيا “عمر” و “نسمه” بإنتظار عوده “سحر” و “مؤمن” بالبهو الداخلى للبيت ولم يغمض لهما جفن وكيف يستطيعا النوم وبقلبهما هذا القلق القاتل ….
__________________________________
سحر ….
إستيقظت “سحر” وهى تشعر بتشنج رهيب برقبتها أثر نومتها جالسه فقد غفت رغماً عنها أثناء جلوسها تتفكر بكيفيه الخلاص من حبسهما هنا …
نظرت تجاه “مؤمن” الحزين وهو يقلب شفتيه الصغيرتين بطفوليه حزينه لتعتدل متسائله …
_ مالك يا صغنن … زعلان ليه …؟؟؟
_ عاوز ماما …
مدت “سحر” كفيها تحثه على التقرب منها ليدنو “مؤمن” منها قليلاً فتحمله فوق ساقيها قائله …
_ وعد … حنروح البيت على طول ونشوف ماما … ماشى …
_ ماشى …
سمعت “سحر” خطوات خارج باب ( المندره) تلاها صوت فتح للباب لتعلق عيناها بإنتباه تجاه الدالف نحوهما …
ظهر أمامها نفس الشخص الضعيف الذى وضع لهما الطعام بالأمس لتنتهز “سحر” تلك الفرصه التى لا تعوض للهرب أو على الأقل لإدراك ما يحدث معهما وسبب إحضارهما إلى هذا المكان …
تقدم “هريدى” بصينيه أخرى موضوع عليها بعض الطعام محاولاً ألا يخرق ما إتفق عليه مع ” أبو المعاطى” من تحَليه بالصمت التام ….
وضع الصينيه أرضاً وهو يعلق بنفس الكلمه التى قالها بالأمس …
_ الوكل …
عدلت “سحر” من ملامح وجهها المترقبه لأخرى مستكينه للغايه تحاول إثاره شفقته ولين قلبه …
_ لو سمحت … أرجوك … طلعنا من هنا … إنتوا عايزين مننا إيه …؟!!
نبرتها الهادئه وترجيها المستكين قاما بما أرادته حقاً ليضطرب “هريدى” على الفور وهو يرى ضعفها وقله حيلتها بتلك الصورة مشفقاً عليها وعلى ولدها …
لكن الأمر ليس بيده وحده و”أبو المعاطى” سيؤذه حتماً لو قام بفعل ما من خلف ظهره …
إبتلع “هريدى” ريقه بضيق فليس بيده حيله مردفاً بضعف وتخوف …
_ والله ما بيدى يا بت الناس … لو أقدر كنت عملتها … بس أنى كده راح أتأذى …
زمت “سحر” شفتها لفشل مخططها فيبدو أن هذا الرجل ما هو إلا منفذ لأمر هذا البغيض …
تنهدت بتفكر سريع فربما على الأقل تستطيع معرفه من أراد إختطافهم ولماذا…؟؟!
_ طيب ليه عملت فينا كدة … إحنا عملنالك إيه بس ؟!!! … كدة برضه … الولد تعبان وزهقان …
تطلع “هريدى” بنظرات حائره بين “مؤمن” و”سحر” ثم هتف مجيباً بذكاء محدود …
_ والله ما أنا … منه لله “أبو المعاطى” هو إللى فهمنا إنه كدة حيچيب لنا فلوس الورث … والواد يرچع تانى صاغ سليم .. أتاريه بياخد بتاره من أبو الواد عشان مرضيش يسلفه فلوس ….
بدون أى مجهود يذكر إستطاعت “سحر” فهم ما يحدث حقاً ، وأن هذا المدعو “أبو المعاطى” قد خدع أصدقائه للإنتقام من “عمر” لكنها لم تدرك تماماً قصه الميراث تلك التى يتحدث عنها لتبدأ بإستدراجه لسرد كل شئ وبالتفصيل الملل كما يقولون ….
____________________________________
عنتر …
إحساس غريب زلزل كيانه منذ الأمس فقد وقع ببئر من الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير وأنه فعل جرم ما ، أليس من المفترض أن يكون راضياً بل سعيداً بتلك الخطوة التى ستعيد إليه حقه المنهوب لِمَ يشعر وكأنه جانى ….
ربما يشفق على حال الولد وأمه لكن ذلك لا يمنع أن “عمر” و جِده سلبوهم حقهم ولهم نصيب بالميراث ، ربما هو كذلك مجرد إحساس بالشفقه ، لكنه لن يؤذيهم أو يترك الفرصه لأن يؤذهم أحدهم …
وقف أمام مرآه غرفته الصغيرة بعدما إرتدى جلبابه الأسود قبل خروجه من غرفته وهو يومئ لنفسه بأن هذا بالفعل ما يشعر به وأنه يسعى لإقتناص حقه ليس إلا ….
وضع طاقيه خفيفه فوق شعره البنى ثم أعدل وضعها بكفيه ومازال ذهنه شارداً بأفكاره عما فعله ….
خرج على عجاله من الدار قبل أن تعود والدته من غرفه (الفرن) فهذا موعد صنعها للخبز كصباح كل يوم …
وقف “أبو المعاطى” فى إنتظار “عنتر” بالقرب من طريق القناه (الترعه) بالمكان الذى يتقابلا به دوماً ، أخرج “أبو المعاطى” إحدى الفافات من علبه سجائره ثم أشعلها نافثاً دخانها مطولاً وهو يتابع ذلك الدخان بعيناه كتمضيه للوقت حين لاحظ قدوم “عنتر” تجاهه ….
_ “أبو عمووووو” … صباح الخير …
_ صباح الخير يا “أبو المعاطى” … إيه الأخبار …؟؟؟
_ كله تمام وميه ميه …. أنا سايب الواد “هريدى” حيدخل لهم الوكل …
مسح “عنتر” وجهه بكفه بتوتر حين تذكر ثورة تلك “المتمرده” بالأمس ، كيف كانت قويه وهى فى محل ضعف ، وكيف هو القوى الذى يشعر بالضعف …
_ مش عارف يا “أبو المعاطى” حاسس أننا غلطنا … أنا بقول نرچعهم وخلاص …
إتسعت عينا ” أبو المعاطى ” بتفاجئ تام ليلقى سيجارته أرضاً بإنفعال صارخاً بـ”عنتر” ينهره عما يفكر به ..
_ نرچع مين يا “أبو عمو ” … دى هى دى الفرصه إللى حنچيب بيها حقك وورثك … إعقل أمال يا “أبو عمو ” ….
زفر “عنتر” بقوة فمازال يشعر بعدم إرتياح لما حدث ، لكن “أبو المعاطى” لم يمهله فرصه للتروى وإقترح عليه مسرعاً …
_ يلا … إتصل بـ”عمر” ده وقوله إن الواد معانا … يلا أوامك … متضيعش الوقت …
تطلع “عنتر” بوجه “أبو المعاطى” المتحفز لبعض الوقت قبل أن يستسلم لفكرة إنهاء تلك الورطه بهذا الإتصال فربما ينتهى كل شئ على ما يرام ويتحصل على ماله ويعيد له ولده وزوجته ….
أخرج “أبو المعاطى” هاتفه بعدما وضع به شريحه جديده وأخذ يلوح به بوجه “عنتر” مستكملاً إلحاحه …
_ خد … يلا …كلمه … زمناته قلقان … يلا ..
أمسك “عنتر” بهاتف “أبو المعاطى” ليتصل بـ “عمر” فربما يشعر بالراحه بعد هذا الإتصال ضغط على رقم “عمر” الوحيد المسجل بهذا الخط و شغل السماعه الخارجيه ليستمع “أبو المعاطى” معه إلى المكالمه ….
____________________________________
البيت الكبير ….
أسندت “نسمه” رأسها بكتف “عمر” بسكون وإعياء بسبب قله النوم وقلقها المتزايد على ولدها الصغير فى إنتظار أى خبر من “سحر” ….
دق هاتف “عمر” لتنتفض “نسمه” بترقب وهى تبدل نظرها بين الهاتف و”عمر” ….
_ مين … مين يا ” عمر” …؟!! “سحر” …؟؟
نظر “عمر” لهاتفه بإضطراب …
_ لأ … ده رقم غريب …
حثته “نسمه” على الإجابه بسرعه ..
_ طب رد … رد … يمكن هى بتطمنا من رقم غريب …
أجاب “عمر” برهبه شديده خاصه وأن “نسمه” تراقب إنفعالاته وحديثه بإنتباه شديد ….
_ ألو …
أجابه “عنتر” الذى شعر برجفه تسرى به متأكداً به إحساس قيامه بجرم شديد …
_ “عمر” معاي ….
_ أيوه أنا “عمر” … مين معايا …؟!!
_ مش مهم أنا مين … ولدك عندى …
إنتفض “عمر” هاتفاً ببعض الراحه أخيراً فربما وجده هذا الرجل لكنه أكمل بتوجس …
_ “مؤمن” … هو فين …؟!!
إعتدلت ” نسمه” بشبح إبتسامه أخيراً لمعرفه مكان ولدها …
إبتلع “عنتر” ريقه الجاف ليكمل بنبره متعمداً أن تظهر جفائها حتى يتخوف “عمر” على ولده وزوجته …
_ إبنك عِندى لحد ما ترچع الحق … وتچيب الفلوس إللى عليك …
إضطرب تنفس “عمر” ونهج صدره بشده فقد خُطف “مؤمن” …
_ فلوس إيه وحق إيه !!!!! … أنا عاوز إبنى حالاً …
_تچيب الفلوس .. تاخد ولدك … وإنت حر …
شعر “عمر” بنبره تهديد بصوت هذا الخاطف ليقف من مجلسه منفعلاً مقرراً تهديد هذا المنحط وإظهار قوته له وأنه لن يضعف أمام بعض الخارجين عن القانون وبالتأكيد الشرطه ستأتى بهم فوراً …
_ عارف لو مسيت شعره من إبنى حعمل فيك إيه …. ؟؟؟؟ … أنا خلاص بلغت الشرطه … وهم حيجيبوك … حيجيبوك … ده إنت متصور فى كاميرات المراقبه … رجع إبنى أحسن لك … وإلا حتتأذى بجد … فاهم …؟!!
إرتبك “عنتر” فور سماعه تهديد “عمر” له خاصه وأنه أخبره أنه أبلغ الشرطه وبالطبع سيصلون إليهم ويقبضون عليهم …
أغلق “عنتر” المكالمه بتخوف وهو يخرج شريحه الهاتف حتى لا يستطيع الوصول إليهم لينظر بنظرات مرتعبه تجاه “أبو المعاطى” الذى شحب وجهه على الفور حتى كاد يفقد الوعى من شده إرتعابه …
بصوت متحشرج أردف “عنتر” بشرود وتخوف …
_ “عمر” بلغ البوليس … رحنا فى داهيه ….!!!!!
إلتقط “أبو المعاطى” هاتفه بسرعه من يد “عنتر” المذهول وبدون أن ينبس ببنت شفة إنطلق راكضاً هارباً من أمام “عنتر ” تاركاً إياه يتحمل تبعات تلك المصيبه وحده ….
ليزداد ذهول “عنتر” بهروب أبو المعاطى بنذاله فيبدو أنه ضيع نفسه بنفسه ….
___________________________________
عمر …
قطع الإتصال حين أغلق الخط لينظر “عمر” تجاه شاشه الهاتف ليتأكد من إنتهاء المكالمه بغضب شديد …
إنتبه لـ”نسمه” التى كانت تقف بذهول إلى جواره تنتظر إخبارها بما حدث وأين هو “مؤمن” تتأمل بأن يكون ما فهمته الآن خاطئاً وأنه لم يُخطَف وسيعود إلى أحضانها سريعاً …
_ فين “مؤمن” يا “عمر”…؟!!!
رفع “عمر” نظراته القلقه نحوها ، هو يخشى بالفعل أن يصيبها شيئاً من هول الخبر فـ “نسمه” لن تتحمل الخبر إطلاقاً ، لن تتقبله بسهوله …
للحظات لم يعد يدرك ما عليه فعله الآن لإمتصاص صدمتها وفجعتها حتى لا تنهار مره أخرى فقد أصبحت كقشه ضعيفه بمهب الرياح ولن تتحمل إطلاقاً …
حاول التماسك بصمت لكنها إستطاعت فهم ما قرأته من ملامح وجهه ، لقد خطف “مؤمن” حقاً ، كل ما به يؤكد ذلك …
تهدج صدرها بقوة وزاغت عيناها بكل الإتجاهات بغير تصديق ، شعرت ببروده أطرافها وإنسحاب الروح منها وهى تهتف بصراخ هستيرى …
_ لاااااااااااااااااااااااااااا … إبنى … لااااااااااااااااااااا … لاااااااااااااااااااااا
جذبها “عمر” لصدره بقوة لتهدئتها وهو يضم شفاهه بقوة حتى لا يزيد معاناتها بإحتراق قلبه تجاهها من صوب وتجاه ولدهم الذى وقع بأيدى هؤلاء المجرمين من صوب آخر …
أخذ يضرب بكفه بقوة فوق ساقه مفرغاً بتلك الضربات بعض الشحنات الغاضبه بداخله والتى لا يستطيع كبتها أكثر من ذلك بينما حاوط نسمه بذراعه الأيسر لكبح صراخها القوى …
خرج العاملون بالبيت أثر صراخ “نسمه” وإنهيارها الذى ذكرهم بيوم وفاه الحاج “صالح” بل يكاد يكون هذا الصراخ أشد وأعظم …
بعد دقائق مضت كدهور نطق “عمر” بنبره مختنقه …
_ إهدى شويه حبيبى .. أنا لازم أرجع للقسم وأبلغ باللى حصل … ومش حقدر أسيبك كدة … إهدى عشان “مؤمن” يرجع …
رفعت وجهها المحتقن لإنتحابها القوى تتوسل “عمر” ….
_ هاته يا “عمر” … بالله عليك رجعهولى يا “عمر” … أنا خلاص فهمت … أنا فهمت … رجعولى إبنى … والنبى حبيبك يا رب … رجعلى إبنى يا رب … ياااااا رب …
أشار “عمر” بوجه متألم للغايه تجاه “سعيده” قائلاً …
_ خدى يا “سعيده” ست “نسمه” لأوضتها فوق ترتاح شويه ..
أقبلت “سعيده” تسند “نسمه” للصعود لغرفتها حين عادت “نسمه” مره أخرى تمسك بقميص “عمر” بقوة …
_ هاته يا “عمر” أنا ممكن أموت لو “مؤمن” جرى له حاجه … أوعى متجيبهوش … أوعى …
_ حاضر حبيبى … إهدى .. وأنا حعمل كل حاجه عشان يرجع …
_ أنا قاعده جنب التليفون … كلمنى … هاه … كلمنى …
صوت نحيبها المستمر وتهدج صدرها كان مؤلماً للغايه ، إنتظر “عمر” قليلاً وهو يتابع صعودها على السلم المنحنى وهى تسير برفقه “سعيده” وهى تنظر للخلف تجاه “عمر” حتى غابت عن عيناه …
ليخرج “عمر” متجهاً إلى قسم الشرطه مرة أخرى ليقوم بالإبلاغ عن حاله الإختطاف بعدما أوصى “عبد القادر” بأن ينبه على زوجته أن تعطى “نسمه” دوائها المهدئ لحين عودته …
_________________________________
علام …
أخذ يضرب بقبضته فوق سطح المكتب بقوة وهو يضم شفاهه بغلظه وغيظ …
” برضه مقفول … ده أنتى قاصداها بقى يا (سحر) من إمبارح وأنتى موبايلك مقفول … ماشى … فاكرانى مش حقدر أوصلك … هاه … ده أنا (علام) ”
أمسك بهاتفه مرة أخرى يدق برقم خاله “ذكى” والد “سحر” …
_ السلام عليكم …
_ وعليكم السلام … إزيك يا خالى …؟؟؟
_ أهلاً يا “علام ” يا إبنى … عامل إيه …؟؟
_ الحمد لله يا خالى .. خالى بقولك إيه … “سحر” تقريباً تليفونها مش جايب شبكه من إمبارح وكنت عايز أطمن عليها …
_ ما تسيبيها اليومين دول تريح أعصابها كدة …
_ أنا .. اا … كنت عايز أطمن عليها بس … عشان تحس أنى مهتم بيها وكدة يعنى …
_ طيب يا أبنى … حخلى مرات خالك تتصل بصاحبتها وتطمنك …
إنفعل “علام” برفض قاطع ..
_ لا لا لا … هات بس رقم صاحبتها .. عايز أعمل لها مفاجأة …
بتملل واضح من إصرار “علام” أجابه خاله …
_ حاضر يا أبنى … ثوانى أجيب لك الرقم …
أعطى “ذكى” رقم “نسمه” لـ”علام” ليدونه بإحدى الأوراق التى أخذ يلوح بها بإنتصار وقد علت ملامحه نظره غرور قائلاً …
” وأدى الرقم … لما نشوف حتهربى منى تانى إزاى يا (سحر) ”
دق “علام” بالرقم الخاص بـ “نسمه” والتى أجابت الإتصال بالرقم الغريب على الفور بتلهف ظناً منها أنه ربما يكون “عمر” أو الشخص الذى خطف “مؤمن” ….
_ ألو …
_ السلام عليكم … مدام “نسمه” …؟!
_ أيوة أنا … أنت مين ..؟!.
_ أنا “علام” إبن خال “سحر” … لو سمحتى ممكن أكلمها لأنى برن عليها تليفونها مقفول …
أجابت نسمه بنبره باكيه مختنقه …
_ ااااااه … سحر ومؤمن إبنى إتخطفوا … ااااااه إبنى حيروح منى ….
ذهل علام مردفاً بغير تصديق ..
_ إيه …. وقعتهم سودا إللى عملوا كدة …. أدينى العنوان يا مدام بسرعه ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى