روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل التاسع عشر 19 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل التاسع عشر 19 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء التاسع عشر

رواية عشقت خيانتها البارت التاسع عشر

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة التاسعة عشر

بعد مرور عدة ساعات طويله وصل أخيراً القطار لمحطته المنتظرة ، رحله طويله مرهقه بالفعل …
حملت “نسمه” حقيبتها كذلك فعلت مرافقتها الجديده “شيماء” ليترجلا سوياً من القطار …
خرجتا الفتاتين من محطه القطار لتردف “نسمه” بإمتنان بالغ …
_ أنا مش عارفه أقولك إيه والله .. كفايه إننا واصلين متأخر كده وأنتى كمان جايه توصلينى …
_ متقوليش كده .. فين العنوان إللى أنتى عايزة تروحيه …؟؟
أخرجت “نسمه” ورقه مطويه من حقيبتها لتشير بها لـ “شيماء” قائله …
_ العنوان أهو فى الورقه دى ..
أمسكت “شيماء” الورقه تنظر بها بتمعن لتتبدل ملامحها بملامح مندهشه لترفع بصرها نحو نسمه تتسائل بفضول …
_ أنتى تقربى لهم إيه ….؟؟؟
_ بتسألى ليه ….؟؟ …. ومالك إتفاجئتى ليه كده .. أنتى تعرفى إللى ساكنين هنا … ؟؟
بضحكه قصيرة ساخرة أجابتها …
_ ومين ميعرفهمش يا بنتى … دول نااار على علم .. دول إللى بيوقفوا البلد دى كلها على رجل …
إتسعت عينا “نسمه” ببريق مندهش تلك المرة …
_ للدرجه دى …؟؟!!!!
_ طبعاً .. مقولتيش بقى .. أنتى تقربى لهم إيه …؟؟
_ اا.. أنا قريبتهم من بعيد وكنت عايز أوصلهم …
أكملت “شيماء” تساؤلها بشك …
_ يعنى أنتى متعرفيهمش خالص ….؟؟
_ لا … خالص … دى أول مرة يشوفونى وأشوفهم …
_ طيب … أنا حوصلك كده من بعيد … أنا إيش يوصلنى للناس إللى فوق دى … دول ناس صعبين جداً … وليهم حراسات خاصه …
إندهشت “نسمه” فهى إستمعت لخالتها أم “ريم” حين قالت لها أن عائله والدها كبيره لكنها لم تظن أنهم بهذه القوة ….
بدأت تعذر والدتها فى قرار هروبها فمن الواضح أنها كانت سوف تفقدها إلى الأبد إذا وافقت على أن يأخذوها من والدتها وتربيتها معهم ، همست “نسمه” لنفسها …
” كان عندك حق يا ماما .. خوفك عليا كان فى محله ….”
_ إيه يا بنتى سرحتى في إيه …؟؟!
_ ولا حاجه … يلا بينا …؟؟
_ يلا …
إصطحبت “شيماء” “نسمه” بطريق ذهابهن لعنوان والدها المدون ببطاقته الشخصيه ، قد ظنت وقتها أن هذا العنوان عنوان مبهم للغايه لكنها أصبحت تدرك الآن أن لهذه العائله شهرة ونفوذ جعلها معروفه للغايه …
عائله لها قوة وسطوة وثروة لم تكن تتخيلها كما قالت لها رفيقتها منذ قليل ….
توقفت “شيماء” بقارعه أحد الطرق وهى تشير ماده ذراعها للأمام …
_ شوفى بقى يا “نسمه” … شايفه الطريق ده …؟؟؟
_ اه …
_ آخر الطريق ده العنوان إللى بتدورى عليه ….
_ أيوه يعنى .. أنهى بيت …؟؟!!!! … شكله إيه كده يعنى ..؟؟
لم تستطع “شيماء” تدارك ضحكتها التي سيطرت عليها بسؤال “نسمه” الساذج للغايه …
_ لا متقلقيش ميتوهش … مش حتلاقى غيره أصلاً …
رفعت “نسمه” بصرها تجاه الطريق ببراءه لا توصف معقبه بصوت خفيض …
_ معقول … لوحدهم كده فى المنطقه … غريبه …!!!!!
_ لا غريبه ولا حاجه …. أمشى بس كده وأنتى حتفهمى …
_ اوك … تعبتك معايا خالص .. شكرا يا “شيماء” …
_العفو على إيه .. وأكيد حنتقابل تانى ..
_ إن شاء الله …
كانت تلك نهايه صحبتهم لتستدير “نسمه” تجاه الطريق الذى أشارت إليه رفيقتها منذ قليل لتبدأ أولى خطواتها به بمفردها …
ظلت تسير على نفس الطريق لبعض الوقت حتى لاحت بعض الأنوار لمبنى ضخم يبدو عليه الفخامه والثراء … يحيطه من بعيد سور كبير يكاد يلتهب من شده الإضاءة الكاشفه الموضوعه عليه …
ذو بوابه سوداء كبيره جداً .. لم ترى نسمه مثلها فى حياتها بعينيها وبهذا القرب ….
وقفت تتأمل مظهر الثراء المخيف على هذا البيت الرائع بفخامه …
” إيه ده … ده بيت بابا !!!!! … معقول …
بيت .. بيت إيه بس .. أمال القصر ولا الفيلا يتقال على إيه ….؟؟”
إقتربت “نسمه” بإنبهار وتخوف أيضاً نحو البوابه لتجد حارس فظ الملامح يتجه نحوها يصرخ بقوة بلهجه صعيديه …
_ مين ….؟؟؟
صوته الخشن جعلها تنتفض إضطراباً بقوة لتدرك أنها هشه للغايه ليرتجف صوتها مجيبه إياه …
_ انااااا … ااااا .. كنت عايز حد .. من أصحاب البيت …
_ مين يعنى … ؟؟
_ ممكن بس أقابل حد فيهم …
نظر لها الحارس نظره متفحصه فقد علم ببداهيته البسيطه أنها لا تدرك من يعيش فى هذا الصرح الضخم ليتسائل بإستراب …
_ عايزة مين يعنى ..؟؟ إخلصى ….؟؟؟
لملمت شجاعتها الواهيه وهى تجيبه بنبره مهترئه …
_ عايزة أقابل … ااااا .. “محمد سليمان” …
قضب حاجباه بقوة وهو يهتف بصدمه أخافتها للغايه …
_ مين ؟؟؟!!!!!
طريقته الفظه جعلتها ترتجف كما لو أخطأت بفعل ما لتردف بنبره مهتزه للغايه …
_ “محمد سليمان” .. إيه فيها حاجه دى .. ولا إللى زينا مينفعش يقابلوه …؟؟؟؟
_خليكى عندك إهنه … أنى راچع لك طوالى …
وقفت “نسمه” بالباب فى إنتظار عوده الحارس وهى تتخيل خطواته نحو الداخل وكيف قابل والدها وأخبره أن هناك من تسأل عنه …
” يا ترى شكله إيه دلوقتى .. وحيفرح لما يشوفنى ولا لأ …؟؟!!!! ”
بعد بضعه دقائق عاد الحارس ومعه رجل أخر يرتدى حُله سوداء أنيقه ، أخذ يتطلع تجاهها متفحصاً بشده ….
_ أنتى مين … وبتسألى عن مين …؟؟
إنتابها قلق شديد من كثرة الاسئله عمن تحاول الوصول إليه كما لو كان مقابله هذا الشخص عمليه حربيه أو ما شابه ….
_ فيه إيه .. أنا عايزة اقابل “محمد سليمان” … مش ده بيته برضه ..؟؟
_ طيب أنتى مين بس ..؟؟
_واحده عايزاه فى موضوع مهم …
_ممكن أعرف بخصوص إيه …. ؟؟
_ هو مين حضرتك عشان أقولك …. ؟؟
_ أنا “مدحت” مدير أعمال الحاج “صالح سليمان” ….
بإستهجان شديد زفرت “نسمه” من شده التسلط الذى يفرضه هؤلاء على مقابلتها لوالدها أردفت بإختناق …
_ تمام … أنا عايزة بقى إبنه “محمد” .. ممكن أقابله ولا فيه مانع …؟!!!!!!
لمعت نظرة حزينه منكسره بأعين هذا الرجل الأنيق ليردف بأسى ملحوظ …
_ أنا مش عارف أنتى مين .. بس من الواضح إن أنتى متعرفيش “محمد” بيه … الله يرحمه ..
تهدل كتفيها وهى تشعر بإرتخاء جسدها بصدمه لمعرفه خبر وفاه والدها الذى لم تره بعمرها قط لتنطق بذهول بنبره شارده غير مصدقه …
_ مااات …!!!!!!!!
إنهارت كل أحلامها بلقائها الأول بأبيها … كم تأخرت فرصتها لرؤيته … وضاعت فرصتها مره أخرى فى أحضان عائله محبه تضمها …. بكت والدها التى لم تراه يوماً .. وما تعرفه عنه مجرد بعض الصور لم تتحقق ملياً من ملامحه بها …
وضعت يدها فوق رأسها وكأنها تحاول أن توقف عقلها عن التفكير للحظه فربما يقل حزنها ، همست بحزن بداخلها ….
” ليه يا رب كل الأبواب مقفوله فى وشى .. إيه حكمتك يا رب … يا رب إرحمنى برحمتك … أنا بجد تعبت وصبرت ..”
تعجب “مدحت” من رد فعل تلك الفتاه وحزنها البالغ الذى حل على ملامحها بقوة …
_ يا آنسه … مالك .. أنتى تعبانه …؟؟؟؟؟
ضاعت منها كل العبارات لتهمس بضياع …
_ شوويه ….
_ طب تعالى إرتاحى جوه .. وحبلغ الحاج “صالح” إنك بتسألى على “محمد” بيه الله يرحمه …
تحركت بآليه خلف “مدحت” إلى داخل هذا الصرح الضخم وقد ضاع كل إنبهارها به ، تلاشى بهائه وفخامته أصبح كجدران بارده لا قيمه لها فقد أصبح خالى من الأحبه وها هى عادت شريده وحيده دون ملجأ ولا سند …
خطوات متباطئه أخذت تتحرك بها فهى على وشك مقابله صاحب القلب القاسى المتحجر الذى فرق بين أبيها وأمها … ستقابل جدها …. “صالح سليمان” …..
جلست “نسمه” فى البهو الضخم للفيلا منتظره مجئ جدها .. وهى معتزمه القرار ألا تخبره من هى .. فماذا ستقول وماذا ستصف … فجدها من الواضح أنه بنفس القوة والجبروت الذى منع وجود أمها لمجرد أنها لا تناسب هذه العائله … فهل سيسمح اليوم بوجود إبنتها ….
” لأ .. مش حقوله أنا مين … كأنى غريبه وبسأل على إبنه وخلاص … وأرجع أعيش مع خالتى أم (ريم) … وكفايه لحد كده …”
____________________________________
الحاج صالح …
مع حلول الليل وإقتراب موعد النوم الخاص به ، جلس الحاج “صالح” فوق فراشه إستعداداً للنوم بعدما أنهى كافه الأعمال الخاصه له وترك بقيتها فوق كاهل “مدحت” مدير أعماله حتى ينتهى “عمر” من دراسته خلال الأسابيع القليلة المتبقيه ليتفرغ بعدها لإدارة أموال وأعمال العائله ….
سمع “صالح” طرقات خفيفه تدق باب غرفته ليسمح الطارق بالدخول …
_ أدخل …
أطل “مدحت” بوجه ممتعض للغايه متأسفاً على إقلاق هذا الكهل بهذا الموعد المتأخر …
_ أنا آسف يا حاج “صالح” … عارف إنك تعبان وده معاد نومك …
_ خير يا “مدحت” .. فيه مشكله ولا إيه …؟؟
_لا بس … فيه ضيفه تحت …
“صالح” وهو ينظر إلى ساعه يده متسائلاً بإستراب ….
_ ضيفه ..دلوقتى … ؟؟ … مين دى وعايزة إيه …؟؟ لو مش حاجه ضروريه مشيها وتيجى فى وقت تانى …
_ المشكله مش هى عايزة إيه ….؟؟؟ المشكله هى عايزة مين …؟؟؟
بقوته الجسورة التى لا تناسب سنه ولا وضعه الصحى والتى توحى بكم كان هذا الكهل ذو مهابه وحزم …
_ هو لغز ده ولا إيه …؟؟ حتكون عايزة مين يعنى …؟؟ ما تتكلم على طول يا “مدحت” …
_ بتسأل على “محمد سليمان” ….
“صالح” بصدمه ألجمت كلماته ونظر بدهشه نحو “مدحت” … فمجرد سماعه عن ضيفه تسأل عن ولده “محمد” … ولده الذى مات قهراً من ظُلمه له عندما أصر على أن يترك زوجته حتى ظل حزيناً على فراقها هى و ولده الذى كانت تحمله فى أحشائها حتى مات بحسرته عليهما …
تذكر ولده الذى لم ينساه وكيف حاول أن يكفر عن خطأه وبحث كثيراً عن زوجته و ولده لكنه لم يجد لهما أثراً نهائياً …
تهاوى هذا الجبل الشامخ بلحظات لمجرد سماعه بضيفه تسأل عن ولده ليحل الضعف والحسرة قائلاً بنبره مهتزه حزينه …
_ “محمد” …. !!!!! …. إبنى …مين دى …. وهى فين ….؟؟
_ قاعده تحت وأنا مش عارف مين هى .. مقالتش …
_ أنا رايح لها … حالاً …
توجه “صالح” نحو بهو البيت باحثاً عنها متسائلاً ترى من تكون .. هل تعرف شئ عن زوجه إبنه أو ولده الذى لا يعرفه عنهما شيئاً …
هبط درجات السلم وهو يطالع تلك الفتاه التى تجلس على أحد المقاعد بإرتباك شديد وهى تفرك كفيها بعضهم ببعض بتوتر ….
تسلطت عيناه المتفحصتان لملامحها بتعمق ثم هتف بدهشه صادمه …
_ “فااتن” …. أنتى “فاتن” ….. لأ … أنتى مش “فاتن” …. أنتى … أنتى … أنتى بنت “محمد” إبنى ….. !!!!
لم تتخيل “نسمه” أن جدها يدرك هذا الشبه الصريح بينها وبين والدتها الى هذا الحد .. كما أنها لم تتوقع رد فعله ونظره الفرح الممزوجه بالدموع التى تملأ عيناه تلك …
لا تعلم لماذا شعرت بالحنين لهذا الكهل المتعب … رغم القليل الذى عرفته عن قوته وجبروته لفرض سطوته على ابناؤه بتلك الصورة إلا أنها الآن تراه هش ضعيف حنون مثقل بالتعب والعجز …
تلقائياً وجدت نفسها تجيبه بالإيجاب بعدما كانت ستنكر نفسها منه وترحل …
_ أيوة … أنا “نسمه” بنت “محمد” …
أغمض الجد عيناه لوهله متضرعاً إلى الله بإمتنان لتلك الراحه التى بثها بقلبه قبل أن يترك تلك الدنيا …
_ بنتى … يااااه …. أحمدك و أشكر فضلك يا رب …. أحمدك و أشكر فضلك يا رب …
إعتلى ثغرها إبتسامه لتَقَبُل جدها وجودها بل سعد للغايه لرؤيتها كما لو كان ينتظر قدومها حقاً لتهمس بتساؤل ..
_ أنت جدى … “صالح” …صح …؟؟؟؟؟
وقع صدى تلك الكلمه بأذنه الآن لها رنين مختلف محبب لقلبه للغايه …
_ جدى !!!! … مكنتش متخيل أنى حسمعها من بنتك يا “محمد” !!!!! … إرتاح يا إبنى فى تربتك خلاص لقينا بنتك الغاليه … ألف حمد وشكر ليك يا رب …
بدأ “صالح” يترنح وتنفسه يتقطع …. أسرع “مدحت” يسنده ويجلسه على المقعد المجاور بتخوف ….
فزعت “نسمه” من تعب جدها المفاجئ .. وأخذت تقترب منه فى لهفه فهى لا تود خسارته الآن بعد ما أخيراً وجدت عائلتها ….
_ جدى !!! … مالك ..حصل إيه ….؟؟
أجابها “مدحت” وسط تخوفه من فقدان الحاج “صالح” فالطبيب طلب منهم ألا يتعرض لأى صدمات مطلقاً ، لكنهم لم يتوقعوا أن الصدمه ستكون مفرحه وليس العكس …
_ أصل الحاج “صالح” مريض قلب .. ولسه عامل عمليه صعبه .. ومينفعش يُجهَد نهائى … وواضح إنه أُجهد لما شافك …
_ يا ريتنى ما جيت ولا خضيتك كده …!!!!!
رفع “صالح” كفه ناهياً ما تفوهت به بكل ما إستطاعه من قوة …
_ لا طبعاً يا بنتى … أنا ما صدقت لقيتك … أنا تعبت وأنا بدور عليكى أنتى وأمك … بس مكنتش أعرف إن “محمد” جاب بنت زى القمر كده .. كنت فاكر والدتك حامل فى ولد …
_ طيب متتعبش نفسك بالكلام طيب …
_ يا ريت كل التعب إللى فى الدنيا كده … أنتى كنتى فين وروحتى فين أنتى وأمك …؟!!
جلست “نسمه” بالمقعد المجاور لجدها قائله …
_ ماما إتجوزت بعد إنفصالها من بابا … وجوزها كتبنى بإسمه … الله يرحمهم بقى …
_ إيه ….؟؟ …. عشان كده مكنتش لاقى حد متسجل بإسم “محمد” إبنى … ليه بس أمك عملت كده …؟؟
_ خلاص يا جدى .. إللى فات مات … مش حنحاسبهم دلوقتى ..
نظر “صالح” تجاه “مدحت” ليتجلى على ملامحه ملامح قويه بخلاف تلك اللينه التى تحدث بها معها للتو لتشعر بأن لجدها حقاً قوة حتى لو خارت قواه …
_ “مدحت” من بكرة تاخد كل ورق “نسمه” وتثبت إسمها الحقيقى “نسمه محمد سليمان” .. وميهمنيش أعرف حتعمل إيه .. تتصرف وبس …
_ تحت أمرك يا “صالح” بيه … أستأذن أنا دلوقتى …
كانت تتابع بإنبهار تام جدها القوى يأمر هذا الرجل الأنيق ليتحول بنظرة تجاهها بحنو بالغ غير ذلك المسيطر القوى منذ لحظات …
_ تعالى بقى أملّى عينى منك .. و إحكى لى عنك كتير أوى …
_ حاضر يا جدى ….
حكت له “نسمه” الكثير عنها والقليل عن “حسن” فلم تعد تريد أى مشكلات بعد اليوم …
كان تحكى له عن الأشياء التى تحبها والأشياء التى لا تحبها .. عن جامعتها ودراستها …حتى أنهكهما التعب ….
أشار الجد لأحدهم دون التفوه بكلمه ليأتى الآخر ملبياً طلبه بخضوع على الفور …
_ أيوه يا حاج …
_ خد يا “عبد القادر” الأنسه “نسمه” وصلها للأوضه إللى جنب أوضتى على طول عشان ترتاح فيها …
_ حاضر يا حاج ….
نهضت “نسمه” من جلستها تتبع “عبد القادر” بعدما تمنت ليله سعيده لجدها و إتجهت نحو غرفتها الجديده فى بيت جدها البيت الكبير …
___________________________________
عمر ….
جلس “عمر” بشرفه شقته ينظر إلى السماء الصافيه منتظراً مرور الساعات ليذهب إلى العم “متولى” ليعرف منه أى معلومات عن مكان “نسمه” ليهمس للقمر حالماً بأن يوصل لها رسالته وشوقه لها …
” وحشتينى أوى …. هو ليه الواحد مش بيحس بالحاجه الحلوة إللى فى حياته إلا بعد ما تروح منه …. يا ترى أنتى فين دلوقتى ؟!!! … حموت من خوفى وقلقى عليكى .. نفسى بس أطمن عليكى …. نفسى تسامحينى على إللى عملته من غير ما أعرف الحقيقه …. نفسى أقولك … أنى بحبك …”
___________________________________
المنيا …
البيت الكبير…
نظرت “نسمه” حولها كم كانت الغرفه أنيقه وجميله ….جلست على السرير الفخم الموضوع فى منتصف الغرفه تحيطه ستائر رماديه رائعه للغايه …
” أنا مش مصدقه كل إللى بيحصل لى فى حياتى ده … معقول أنا هنا .. أنا صاحيه ولا بحلم ؟!! …. أخيراً بقى ليا أهل وعزوه … حد يحبنى كده من غير ما يعرفونى حتى … بيحبونى لمجرد أنى بنتهم ….”
أسندت رأسها على مؤخره الفراش ، وها هو طيف “عمر” يحل من جديد ….
” أدينى بعيييييييد أوى عنك … بس ليه مغروس فى قلبى … عايزة أنساك … مينفعش أفكر فيك تانى … بس إزاى … إزاى بس أنساك وحتى صورتك مش مفارقه خيالى …. يا رب … زى ما غيرت كل حالى من غير ما أدرى … إبعد حبه عن قلبى ….”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى