رواية عشقتك وحسم الأمر الفصل الخامس 5 بقلم نهال مصطفى
رواية عشقتك وحسم الأمر الجزء الخامس
رواية عشقتك وحسم الأمر البارت الخامس
رواية عشقتك وحسم الأمر الحلقة الخامسة
《 وهناك روح لن أندم علي حبها يوماً حتي و إن أتعبتني كثيراً 》
” في فيلا الخياط ”
“ممكن تسمعيني .. انا مش محتاجه خدامه .. لما احتاج هقولك يالهام ”
قال حمزه جملته بهدوء وهو يجلس بجوارها بعدما تركت وعد مجلسهم وغادرت .
هتفت إلهام بحدة
“مش عاوزه مناهده ياولدي .. ولو مش موافق على قراري .. يبقي تجيب مرتك وتقعدو حدانا في القصر ”
تنهد ونفذ صبره من حزم والدته ..
“حاضر ياامي أسبوع اكده .. ونشووف ”
الهام بعناد
– وف الاسبوع ده ضحي هتقعد اهنه تاخد بالها منيكم.
جز علي اسنان بنفذ صبر محاولا تمالك اعصابه :
– واحنا عيال ايااااك محتاجين حد ياخد باله منينا .. جري لمخ ايييه يالهام مالك !!
“قولت مش عاوزه منااهده .. هتغضب امك ياحمزه وتعصي اوامري من اولها .. هى لحقت تعصيك على كمان !! ”
القي نظرة علي تلك التي كانت تترقبهم باهتمام منتظرة نتيجة معركتهم ، فقررت حمزه ان يمتص غضب امه قائلا
“طيب هاتيلي اي وحده غير الزفته دي”
رددت بحزم واصرار :” قوولت ضحي يعني ضحي يااحمزه . ”
حمزه بنفاذ صبر
” اللى تشوفيه .. هركب لوعد انا ”
الهام وهي تضع رجل فوق الاخر بعناد
“روحلها يااخوي .. بت يااضحي علقي على الغدا .. عشان هنقضو اليوم اهنه ولدى وحشنى الليل كله كان غايب عن البيت وخد قلبي معاه ”
جملة والدته أوقفته فى منتصف الدرج بضجر يلقى عليها نظرة لوم وعتاب فتجاهلها وهو يكمل طريقه وصل لغرفتها فطرق الباب بهدوء ودلف مبتسمًا :
” خبطت اهو .. ادخل بقي ! ”
رفعت رأسها التى كانت تختبئ بين ركبتيها مزيله اثر دموعها
“”ماانت دخلت خلاص ”
اقترب ببطء مغلقا الباب خلفه .. وجلس بجانبها :
“انتي اضايقتي من كلام امي”
هزت كتافها مستسلمة
“وهضايق لييييه .. عادي .. انا بشوف العجب معاكم اصلا ”
هتف ممازحا : وبعدين يادودو ماحقها بردو الست نفسها تشوف عوض ابنها .
رفعت حاجبيها بضيق مرددة : دي جايه تهددني عينك عينك انها هتجوزك قال لو مابقتش حبلي .. انا مش متخيله هى مامتك دى سوري يعنى ماتعرفش ترج دماغها قبل ما تتكلم !!
انفجر حمزة ضاحكًا وهو يقول بغمز :
” طب وانت زعلانه ولا غيرانه عشان عندى شغف اعرف بصراحه .. ”
نظرت له بجانب عينيها مردفه بنبرة ساخره :
“متحسسنيش اننا واخدين بعض عن قصه حب مولعه في دره البلد ”
اطلق ضحكة مرتفعة مما اجبرها ان تلتفت اليه لبرهه باعجاب فاردف قائلا
-ان شاء الله هتكون مابينا احلي قصه عشق تتحدت عليها البلد كلها ياستى
هتفت باستغراب واستنكار : انت جايب الثقه دي كلها منين ؟!
تغزل بها قائلاً : من عيونك دول .. اللي انا غرقان في بحرهم .
تنهدت بنفاذ صبر محاولة الهرب منه اعذوبة كلماته
“انا عاوزه انام .. ممكن تتفضل ”
هتف بعبث :هتناامي معنديش مانع .. لكن اتفضل دي تؤ مش متفضل .. براحتى ، اي هتعترضي !
رفعت حاجبها الأيمن متعجبة :
“اوووف انا تعبانه بجد ومحتاجه انام ”
رمقها بعيون ضيقه
– طيب ما تنامى وانا مسكتك !!
– اوف حمزه مش وقتك والله اتفضل .
رجع حمزه بظهره للخلف مستندا علي معصم يده قائلا
– نامى وبطلى مناهده .
طافت عينيها يمينا ويسارا ثم اردفت قائله بفضول
“بس هو اي حوار الخدامه اللي جايبهالنا مامتك دي !!”
ابتسم حمزه ساخرا
“انا خابر رأس امي زين .. دي باعتاها عشان تراقبنا ”
رفعت حاجبيها ووضعت كفيها على خصرها بدهشه
“يااااااسلاااااام لييييه بقي .. وبعدين البت اللي تحت دي مزلقه كده ومش بالعاها كده ”
رمقها بطرف عينه ضاحكا فحسم امره محاولًا استفزازها
“مممممم انتي خدتي بالك ان عينها مني ولا ايه!! ”
عقدت حاجبيها باستنكار :
“ياريتك كنت اتجوزتها وريحتني من الهم دا ”
اعتدل في جلسته فجاة وهو بغمز بعينيه مداعبا :
– طب خلي بالك بقي لانها جايه اهنه مخصوص عشان تخطفني منك .. لازمن تمسكي فيّ بيدك وسنانك .
رمقته بنظرة ساخره فزفرت متعجبة من ثقته الغير متناهية ، فابتعدت عنه متخذه وضعية النوم واضعه وسادتها على رأسها
ابتسم ممازحا مردده بهمس
“انا حذرتك عااد وانتِ وشاطرتك ”
رفعت الوساده قليلاً
“متشكككره ”
انسحب من جابنها بهدوء ليسدل ستائر الغرفه ويغلق النور ليهيأ لها جوا مناسبا ، تسلل نحو الباب بخفه واغلقه خلفه ببطء كى لا يصدر صوتا يُقلقها.. ظلت تراقبه من اسفل وسادتها بإعجاب وبعدما تأكدت من مغادرته تحررت من سطو انفاسه عليها فأسرعت الخطى لتمسك بهاتفها تعاود الإتصال بطارق
هتف بضيق : عايزه ايه !!
رددت باستغراب : اي الاسلوب ده ؟
اصدر صوت من سماعه هاتفها متأففا
-انت المفروض واحده متجوزه .. وخلاص انسيني ياوعد كل اللي مابينا انت بعتيه رخيص .
تلألأت الدموع بعينيها وهي تقول :
“انت بتقول ايه .. ف ايه ياطارق”
– بقول انسيني خلاص وامسحي رقمي من عندك انا مش فاضي لوجع الدماغ ده .
صُدمت من أسلوبه ومن إنهاءه المفاجئ للمكالمة
ألقت بهاتفها أرضا فخدش الدمع وجنتها فكان بكاءها حاد مدبب الاطراف لا يقطر الا دماء شعور اشبه بخروج الصبار من تربة قلبها فغمر جسدها علقما .
■■■
هتفت إلهام موجهه حديثها لحمزة
“تركز ياحمزه .. مستنيه الواد ياقلب اممك لا لا ولاد كتير اكده ”
زفر بضيق : واد ايه بس يااما .. احنا لسه اتنفسنا!!
هتفت بمخطط ماكر : ماليش فيه . . بعد 30 يوم تيجي تقولي مرتي حبلي وبعد 60 غيرهم تقولي حبلي ف واد .. ولا اقولك خليهم ولدين عشان نخلصو ونكونوا عزوه اسرع .. والا هخليك تتجوز ٣ غيرها حق انا خابره راس الخواجات من اول عيل تتفرهد اكده وكفايه ومعرفش ايه
حمزه بذهول وصوت متقطع
“واد اي وولدين ايييه .. هي فروج يااما .. متوحدي الله جري لمخك ايه عالصبح ”
الهام بخبث :
– لا اله الا الله ياولدي .. بس بردو عاوزه الواد .. والا هخليك تتجوز تاني وتالت ورابع ياحمزه
حمزه بحده : ياما انتي عارفه اني عحب وعد من وانا لساتني عيل صغير ومهما حصل عمري ما هفرط فيها .. فبلاش مخططاتك دى يا الهام !!
هتفت الهام بطيبة مزيفه :
– انا عقولك تتجوز لو مخلفتش .. مقولتلكش فرطت فيها.. مترجمش الكلام على كيفك عااد ..
وثب حمزه قائما متأهبا للذهاب ولكنه توقف ليلقى جملته التى اشعلت النيران بجوف امه
– بردو ملكيش صالح يا الهام .. انا طالع اعمل مشوار صغير .. حس واحده فيكم مش عاوزهُ يطلع .. مرتي نايمه فوق ومش عاوز ازعاج ..
الهام ضربت كف على الآخر بحسره
“شوف البت اقولها عاوزه الواد .. تطلع تنام .. والله حاسه انها ارض بوور ومعتجبش ياولدي وانك وقعت في الجوازه دى ”
حمزه بنفاذ صبر أمسك بطرف جلبابه مغادرا
“سلام انا ماشي .. ”
لقاء باسلوب دبلوماسي :
– حرام عليكي ياما .. أخوى لساته عريس متنكديش عليه اكده ..
لكزتها الهام بضيق مردفه :
– اخسري انتي.. لساتك صغيره مفهماش حاجة .
القت عليها نظره لوم : انا رايحه الحمام .
صعدت لقاء للمرحاض الذي يوجد بالطابق الأعلى لانشغال الآخر بأولاد حنان اختها فأوقفها صوت نحيب وعد المدفون ، اصابها الفضول لتكتشف ما الامر فاقتربت من غرفتها ببطء ثم طرقت الباب بهدوء
وعد بصوت باكي :
“حمزه لو سمحت سيبني لوحدي”
فتحت لقاء الباب بهدوء :
“بس انا مش حمزه .. تسمحيلي ادخل ”
مسحت وعد دموعها بسرعة وهي تبتلع ريقها :
“تعالي اتفضلي”
دلفت وأغلقت الباب خلفها وجلست بجوارها .. تربت على كتفها بحنان
“متزعليش من أمي ياوعد .. والله طيبه بس هي عتحب حمزه قوي”
ابتسمت بسمه مزيفه
“لا ابدا مش زعلانه .. دا حقها مقالتش حاجه غلط ”
_ يبقي تمسحي دموعك دي عااد .. وتيجي تقعدي معانا تحت بلاها قُعاد لحالك .
هتفت سريعا بارتباك : لا اعذريني مش هقدر يا
ربتت لقاء فوق كتفها بحنو مردفه بوجه بشوش
– اسمي لقاء على فكره .. لسه متعرفناش ع بعض .. بس هنتعرف واعتبرني اختك الكبيره أو الصغيره .. هو انتي كام سنه ياوعد .
_انا 25 ..
– ممممممم يعني انا اكبر منك بسنتين مش فرق قووي .. وبردو اعتبريني اختك الصغيره
ابتسمت دون أن تعلق فاكملت لقاء حديثها
– طب اي اقدر اقول ان الابتسامه دي علامه رضا وهتنزلي معاي
_هو حمزه تحت؟؟
نظرت لها بمكر مردفه بسخريه
-ممممممم قولي كده حمزه … هو مش تحت على فكره .. انتوا لحقتوا تاخدوا علي بعض بسرعة اكده !!
صمتت من صعقة سؤالها الغير متوقع فلاحظت لقاء ذلك قررت تزيح ستار الاحراج قائله
“ياالهوي عليا .. كل ده كسووف .. خلاص خلاص مش عاوزه اعرف .. بس عاوزه اقولك ان حمزه بيحبك قوووي ياوعد .. وانتوا الاتنين تستاهلو بعض .. ولايقيين قووي على بعض وواثقه انه هيحببك فيه بطريقته .. حمزه اخوى ما فيش اطيب واحن من علي حبايبه ”
فكرت لبرهه في كلمات لقاء المردفه علي قلبها فأحست بالندم الشدي الذي يقرضها علي مهل تمنت ولو تعض علي قلبها فلم يُكفيها صوابعها العشره ندمًا محدثه نفسها بحزن
“معقوله فعلا اكون ظالمه حمزه ومش عارفه اشوف حبه ليا وماشيه ورا حب سراب !! ”
لقاء اقتربت منها اكثر بتلقائيه :
– تؤتؤتؤتؤتؤؤ خبر اومال انا عقولك اكده عشان تبكي ! ..
ولكن قطع حديث لقاء صوت طرق على الباب السفلى فاردفت لقاء بغمز :
– اهوو افرحي ياستي حمزه تلاقيه جييه تحت .
وسرعان ماخاب اعتقادهم بصووت إلهام المندفع مرحبه بنجوي وابنتها .
لقاء بتلقائيه فتحت الباب ثم قفلته ببطء
“دول ناسك جم تحت ياوعد ”
وعد بصوت ساخر أشبه بالهمس : فيهم الخير والله .
هتفت لقاء : كفايه حديت عاد وتعالي ننزلولهم مش هسيبك تقعدى لوحدك .. يلا .
■■■
اجتمع النساء فى غرفة الضيوف وكل منهما يرتسم ابتسامته الزائفه
نجوي بفضول وهى تتكئ علي الاريكة
– اومال بتنا فينها .. مهملاكم لحالكم ليه ؟!
التوت شفتي الهام بضيق قائله
– قال حمزه انها نايمه ومش عاوز حد يزعجها .. واحنا عبد المأمور .
نجوي باصراى :
– لا كييف .. لازمًا اركبلها فوق اطمن عليها .
قطع مخططهم قدوم لقاء وهي ممسكه بذراع وعد قائله
“جبتلكم العروسه بنفسي اهوو ”
نجوي قربت منها على عجل وبنبره خبيثه مردفة
“مبروووووك ياعروسه ”
تجاهلت وعد تهنئتها وابتعدت عنها لجلست فوق اقرب مقعد .
نجوي بخبث : يبقي اللي شكيت فيه طولع “طلع” صووح ووشك مش مبشر بالمره !!
الهام باهتمام:قصدك ايه يام رامي بحديتك ديه .. ما تحكى دوغري .
نجوي هزت رأسها يمينا ويسارا وبغمز :
“عاوزين نطمنو ع بتنا ياام حمزه واظن ان دا حقنا ”
الهام بعدم فهم مردفة :
– مابتكم زينه اهي يانجوي ومتجوزه زينة رجال النجع كله .. ماتفكري في كلامك قبل ما تُبخيه !!
نجوي نظرت لها بعيون يشع منها اسهم الشر :
– شكلك انت اللي مفكرتيش في كلامى زين ياام حمزه !! احنا عاوزين نطمنوا علي بتنا .
التفت وعد اليها قائلة :
– انا مش فاهمه قصدك ايه وعاوزه توصلي لايه بالظبط !!
سمر بمكر وهى تخفى الابتسامة خلف صفى اسنانها :
– امي عاوزه تتأكد ان كنت بنت بنوت ولا لا ياوعد .. فهمتى !!
قبضت كفها لتضرب به على الكف الاخر :
“هو اكده … فهمتي !! يلا عااد اثبتيلنا ”
وقع الكلام على الجميع كالجمرات وأولهم وعد .. كل منهما ينظر للاخر بدهشه شعرت بقبضة قوية تعتصر قلبها ليتقطر منه الحزن .
الهام وكأن فرصتها اتت على طبق من فضه
“عيين العقل يانجوي .. تاهت منى فين دى .. ها ياوعد مبلمة ليه ؟! ”
وعد في حالة ذهول تااام وصدمه وكأن لسانها انعقد عاجزه عن النطق تحركت نجوى لتجلس بجوارها ثم لكزتها بقوة :
– انت عترديش ليه .. ولا خايفه احسن ملعوبك يتكشف !! يابت ريحى قلبي انا منمتش طول الليل من خوفى عليكِ ..
هبت الهام كالعاصفه مردفة :
– ما تنطجى يابت !!
اكملت نجوي مخططها الدنئ بخبث :
– يبقي اكيد حمزه بيه اكمنه ابن اصول وغلبان وعيحبك ستر عليك وانت خايفة احسن يتفضح سرك .. ايوه ايوة ياختى اسكتى اكده واعملى مطرشة !
اطلقت وعد ضحكة ساخرة مرده بصدمه :
– انتوا مش واخدين بالكم انكم بتغنوا وتردوا على بعض!! .. انا مش عارفه مين خرج الناس دي من المصحه ، انا قابلت كتير لكن بالجنان دا ماشوفتش !!!
نجوي بخبث كمن يلقى شعلة ناريه في حقل بترولى :
– ايوه ايوه ايوه غيري فى الموضوع .. امك مين ؟!!
نهضت وعد غاضبة وهى تشير اليها بسبابتها وبنبره تحذيريه :
– انتي بالذات تخرسي خالص .. ومتجبيش سيرة امى علي لسانك ..
تتدخلت سمر في حوارهم لتشعل الحوار اكثر :
– انت اتجننتي ازاي تتكلمي مع امي اكده!! … صحيح نكارة جميل … ده جزاتها انها عاوزه تتطمن عليك .. شوفتى ياما عشان تبقي تسمعى كلامى بعد اكده !
شعرت بحيوانات مفترسه تنهشها من الداخل ، تقف في مكانها ولكنها احست بان دوران راسها هو من يدور حول الشمس فاغمضت عينيها لبرهه كى تقاوم تصدعات روحها الداخليه مردفة بحزم
– كلكم اطلعوا بره .. مش عاوزه اسمع كلمة زياده
ركضت لقاء نحوها مرتبه علي كتفيها بحنو :
– اهدي ياوعد يااحبيبتي .. تعالى اقعدى .
الهام بصوت جمهوري قوى :
– كلام نجوي صوووح .. خفى تمثيل يا وعد ويلا اخرسي خشومنا كلنا ..
لم تلتفت ، لم ترفع رأسها حتى لتبدئ لكلامها اي اهميه اكتفت بغلق عينيها عن حديثهم الخرافى مفكرة في كيفية الهروب من مأزقهم كمن سقط في بحيرة تماسيح بقاربٍ مثقوب ..
تدخلت لقاء لتهدأ الامر قائله :
– ماتهدو ياجماعه مالكم انتو بس شاغلين بالكم ليه .. دي واحده وجوزها .. حاجه متخصكووش عاد بطلوا جهل وحوارات فارغه !!
هتفت شقيقتها حنان : اخرسي انتي يابتاعة بحري ده عار ولازمن نتوكدوا “نتأكد” .. واظن انه حقنا ولا ايه ياما ؟؟
وضعت وعد كفها على أذانها وبدون مقدمات اصدرت صوتًا اشبه بالصراخ
“كلللللكمممم اطلعو برا كفايه كده ”
ارتفع صوت شهقة نجوي بصدمه :
– يافضيحتي .. عتطردينا واحنا جاايين نشرفوكي قصاد ناسك .. انما بت نمردة وماعيطمرش فيها الجميل صوح ؟!
سمر وهي تلقي شراراتها علي اذان امها
“شوفتي ياما مش قولتلك ..تلاقيها عتعمل الشويتين دول عشان توغوش علي الموضوع .. _ثم اقتربت من الهام بخبث_ ياخاله احنا والله قلقانين عليها احسن يكون واحد من الخواجات ضحك عليها ما انت عارفه وعد طول عمرها مسافرة بره .. الله يسامحك ياجدى انت اللي عملت فيها كده وخليتها تمشي علي حل شعرها !!”
الهام جلست بحسره على اقرب اريكه ممسكه بقلبها مردفة بصراخ
“اااااااااااااااه يافضيحتك ياالهااام .. يافضيحتك اخرتها مراة ولدك تطلع ماشية مع خواجات بره .. ياحوووووستى ”
التف بناتها حولها بقلقٍ :
– مالك بس ياما حصل اي لكل ده اهدي .
الهام محاولة التقاط انفاسها بصعوبه :
– مراة اخووكي ركبتنا كلنا العار وخلت سيرتنا علي كل لسان .. كان مالك بيها الجوازة دى ياولدى ياما حذرتك !!
لقاء وقفت مستجمعه كل قوتها
“انتو جرالكم اييه .. مش واخدين بالكم انكم بتتكلموا ف اعراض ناس .. وحمزه اخوي لو عاود وشاف المهزلة دى هيقتلكم كلهم ”
نكزت سمر والدتها بخبث لتشعل نيرانها اكثر.. فهتفت نجوى بعناد :
– بالي ماهيرتاح ولا يطمن غير اما اشوف بعينى .. واظن حمزة مش هيضايقه الحديت ده هو واعى بعادات بلدنا زين !!
صرخت وعد بصوت اعلى مما جعل انعام تركض صوبها بلهفه
“قووولتلكم كلم تتطلعو بره .. بررررره”
احتضنتها انعام بحنان
– اهدى بابتى مالك ..
ابتعدت وعد عنها بقوة قائله
– يطلعوا كلهم برره .
وشرعت بالمغادره لكنها فوجئت بقبضه حديديه تنقض على ساعدها كانت سببا في شل حركتها :
“حطيتي راسنا ف الوحل يابت فريال .. لازمن نقتلوووكي”
ارتفع صوت عويل وصراخ وعد وسمر التي امسكت ذراعيها لتساعد والدتها كى تشل حركة فريستهم ، ندبت انعام علي وجنتيها بخوف
– يامري يابتى !!
تقلبت وعد بينهم محاولة فك قبضتهم من فوق جسدها وهى تتأوه بصوت مكتوم وفجأه اقتحم حمزه مجلسهم بهيبته المُرعبة مزمجرا بصوته الاجش قائلا
– فى ايه اهنه !!
عندما رأته ركضت مسرعه تتحامي بظهره كمن عثر على مأمنه بعد ركضا طويلا في غابات البشر وهي ممهلهله الثياب ذات شعر مبعثر :
” الحقني ”
ارتجف جسد نجوى كمن انسكب فوقه دلو مليء بالثلج مغمغمه برعب
– مجيتك بوظت الدنيا ياابن الخياط !!
التفت إليها بهدوء يتفن هيئتها الوهنه فرمقته بنظرات توسل ورجاء كالتائه في كفوف الظلام باحثا عن شعاع نور يأنس به ، ربت حمزه علي كتفها برفق ثم التفت نحوهم مجددا مردفا بنبرة قويه
“هو انا مش عسأل .. حدش عيرد ليييييه .. اتخرستو .. مين استجري وعمل فيكي اكده ياوعد !!”
اتكئت علي عكاز صمتها وهى تبتعد عنه بارتباك وترمقه بنظرات متأرجحه دنت لقاء منه مربته على كفته
“اهدي ياخوي وهنفهموك مجراش حاجه ”
دفعها بقوه من امامه وهو يرمقها بنظرة معاتبه :
– انتي حسابك معايا جاي بعدين يامتعلمه يابتاعت الجامعه.. ها وانتو بقي هتنطقوووه ولا انطقكم بطريقتي !!
زاد ارتباك وخوف نجوي وتراجعها للخلف كمن يترقب مصيره فتدخلت سمر هاتفه بخبث :
– عاوزين نطمنو علي بتنا ياحمزه بيه واظن حقنا وهى قاوحت معانا كانت لازمن تتربي .
نهرها حمزه بقوه :
– لما تقفي قدام حمزه الخياط تحطى عينك في الارض ولما تتجرأى وتتجيبي سيرة مراته تستأذنى الاول يابت انتِ .
هبت إلهام واقتربت منه بانفعال
” احنا عاوزين نطمنوا علي العروسة ياحمزه ودا حقنا كلنا ”
زمجرت رياح صوته مردفا بقوة :
“كسر حُق اي حد يتدخل في حياتى انا ومرتى .. وهو دا اللي عاد خلاكم تعملو فيها اكده !!”
حاولت نجوى ان تستجمع قوتها مردفه : خبر عااد عاوزين نطمنو على بتنا ..
ارسل لها نظره ناريه وهو يقول:
“انتي تخرسي خالص .. حسابك لسه مجاش ”
استدار حمزه اليها بشموخ ليسائلها
– هما كان عيضربوكي عشان اكده ياوعد !!
اومأت وعد رأسها بالموافقه وبحر الدموع يسيل من عينيها ففهم حمزه مغزى نظراتها ثم استظار ليزيح الهام عن طريقه ممسكًا بكف وعد التى تتبعه بخطوات متثاقله وهو يقترب من نجوي وابنتهاحتى وقف امامهم قائلا بنبرة آمرة
“اضربيهم زي ماضربووكي”
هزت رأسها بالنفي بخفه وهى ترمقه بنظرات راجيه بأن يتراجع عن اوامره فزفر حمزه بضيق مكررا سؤاله بنبره اقوي
“سمعتييش قووولت اييييه!! .. نفذي يلا ”
لاول مرة تلمس كفه بتوسل وتنظر له بعيون خائفه
“خلاص ياحمزه ..بس عشان خاطري مشيهم من هنا انا مش طايقه اشوفهم ”
لم يُبال اى اهميه لتوسلها فاردف بحزم قائلا
– هيمشوا بس لما تنفذي .. اضربهم زي ماضربووكي ياوعد .. ومش هكرر كلامي والا انا اللي هتصرف معاهم بطريقتى .
قربت وعد بخطوات متردده ووقفت امام نجوي وبعد تردد .. وهي تحاول تستجمع شتات قواها وترمق الجميع بنظراتها المرتجفه ، براكين تتوق بجوف نجوى أوشكت علي الانفجار فاطرق حمزه قائلا وهو يرمق نجوى بتحدٍ
– وعد … يلاا .
رفعت كفها وبقوه لتصفعها على وجنتها وهى ترمقها بنظرات ساخطه مردفه بلوم
– اخر حاجه كنت اتمناها ان الحال مابينا يوصل للمرحله دى
اتسعت عيون الجميع بذهول منتظرين رد فعل نجوى التى تلطخت عينيها باللون الاحمر كأن بركان غضبها اوشك علي الانفجار مردفة :
“وحياة عيالي لتدفعي تمن القلم ده غالي قووي ياوعد ”
وبمجرد ما انهت جملتها فوجئت بلطمة اقوى علي وجنتها من كف حمزه حتى سال الدم من طرف شفتها .. رمق سمر بنظرة حادة قائلا
“والكف ده عشان اللي يفكر يقول حرف فى عرض مراتي هدفنه حي ..حمزه الخياط ماعيمدش يده على حرمه بس مرته خط احمر.. وصلتتتتت ؟ ”
صرخت نجوى بوجهه قائلا بغل :
– حسابك تقل قوي يابن ولد الخيااط .
نهرها بكل جيوش صوته القويه قائلا بتهديد :
– حسك مايعلاش علىّ ، ويلا يابخت من زار وخفف ومتنسيش تقولي لجمال جوزك انا ضربتكك لييييه .. خدي بتك واطلعووو بره .. ومتعتبيش عتبة البيت ده تاااااني فاهمه يانجوى !!
القت عليه نجووي نظراتها الناريه وامسكت بابنتها لتغادر ركضت خلفهم انعاام التي اختلطت مشاعرها مابين الحزن على صغيرتها والفرحه لأنها مع امانها وحمايتها تأكدت من صدق حديثها التى سبق وان نبهت وعد له .
عاود حمزه انظاره الي امه واخوته الاتى يرتعدن ليقول معاتبا
“بقي مرتي تتهان وتضرب قدامك وانتي قااعده تتفرجي يااما !!”
هلع قلب الهاام وانتفض ووطأت رأسها خجلا :
“ما اصلو هي اللي طولت فى الحديت وقلت ادبها كان لازمن تتربي ياحمزه وو”
حمزه مقاطعا :
– مرتي تقول كيف متحب وقت متحب وتحط صباعها ف عين التخين .. دي مراة حمزه الخيااط ولا نسيتي يامراة ابوي !!
اتسعت حدقة عين إلهام فإنها المرة الأولي التي يناديها بزوجة أبيه منذ27 عام ، جملته كان كافيه بأن تطعن قلبها بسهام الوجع فاردفت بصدمه :
– مراة ابوووك ياحمزه!! .. هي حصلت !
وضع ذراعه حول كتفها ليقربها من صدره قائلا بحزم
“كرامتها من كرامتي .. وانتو غلطتو فيها يبقي غلطتو فيّ .. واللي يغلط ف حمزه الخياط يتنسف من وش الارض .. واعتبارا انك ف مقام امي .. هكتفي بإنك متعتبيش البيت دا تاني .. ويلا كلكم بره كلامى خلص ”
كصاعقة انهالت علي اذان الجميع شلت حركتهم فكرر حمزه جملته مرة اخري بنبره اقوى
“سمعتوش قولت اايه .. كلكم بره يلااه ”
ارسلوا اليه اخواته نظرات السخط والضيق وهم يتسللن واحده تلو الاخري
فاردف حمزه بقوة قائلا :
– لقااء حسابي معاكي مااخلصش .
ربتت لقاء على كتفه قائله
“راضي مرتك ومستنياك ياولد ابوي وامى .. عداك العيب ف اللي عملتو وزياده .. ”
تبع حمزه خُطاهم ليقفل الباب بكل قوته خلفهم ثم استدار يليقى نظره خاطفة عليها ولكنه فوجئ بأختلال توازنها وحركتها المتأرجحه كأن رياح الغضب تهب من تحت قدميها وتتراقص جفون عينيها بعشوائيه وفي جزء من الثانيه ارتطم جسده الوهن بالارض .. ركض حمزه صوبها سريعا ثم جثى علي ركبيتها محاولا ايفاقتها
“وووعد يااوعد فوقى !!”
فوجئ بتواجد ضحي امامه تراقبهم بصمت فاردف حمزه سريعا
“اتصلي بطبيب الوحدده بسرعة يابت ”
انحنى ليحملها بين ذراعيه راكضا بها للطابق العلوي وهو يتأمل ملامحها التى يبدو عليها اثر البكاء ، وصل الي غرفتها ليريح جسدها بحرص شديد ثم خرج مسرعا ليُنادى بصوت قلق قائلا
“اتصلتي بالدكتور ولا لا يابت ”
انتفض جسد ضحي هلعا : حااضر حااضر هتصل اهو .
عاد مسرعا الي غرفته محاولا افاقتها ولكن بدون جدوى وبعد مرور اقل من نصف ساعه وصل طبيب الوحده ليفحصها .
حمزه بلهفه “طمني ياداكتور ماالها”
الدكتور :هبووض حاد .. وضغطها وطي فجاة ..مأستحملتهووش اغمي عليها متقلقش ان شاء الله خير .
ردد بقلق بالغ : يعني هي هتبقي زينه ياداكتور ؟!
الدكتور بنبره رسميه : انا عطيتها حقنه مهدئه .. ساعتين كده وتفوق .. خليها تاكل كويس وتاخد الادويه دي هتبقي عال .
اصطحب حمزه الطبيب الي الباب بامتنان ثم ذهب الي المطبخ وبنبره قويه لضحي
“تعملي كل الوكل اللي ف اللي ف الورقه دي .. واي اكل جايبنو ناس وعد ارميه ف الزباله .. وابعتي حد من الغفر يجيب الدوا ده .. مفهوووم
ضحي اتسمرت ف مكانها لتردف بتردد
– هو ايه المكتوب في الورقه اصلي ماععرفش اقري ياحمزه بيه ..
زفر حمزه بضيق مردفا : اسلقي فرخه واعملى شويه مرقه زانين يلاه .
تركها سريعا وغادر ذاهبا الي غرفته فجلس بجانبها مصففا شعرها بانامله بحنان مستلذا بملامحها الهادئه التى تشطر قلبه الف شطر ليلقي عليها ابتسامه الحب مردفا بهمس
– اه لو تبقي هاديه كده اول ما تصحي ياااه كنتى وفرتى علي مسافات !!
■■■
تعض علي اناملها من شده القهرة ونيران الغضب بداخلها ملتقطه انفاسها بصوت عالى كمن يركض بمارثون وهى تتوعد بحرق
“عال والله .. لو كنت اعرف انه بجوازته للست وعد هيخليها تتفرعن علينا مكنااش جوزنهااله .. اما وريتك ياحمزه انت والبت دي مابقاش نجوي الاسيوطي ”
قفلت سمر شاشه هاتفها مردفة بخبث :
– اهدي بس يااما .. وتصرف حمزه يدل على ان كل شكوكنا صوح .. لو واحد منه كان قطع عرق وسيح دمه .. وورانا اللي عاوزينه وخرسنا كلنا لكن دا ايييه طبلها هو التاني .
رامي وهو يضرب المقود بغضب :
“انتي قولتليش ليه ان ابن الكلب ده مد يده عليكي .. كنت كلتو بسناني”
نجوي بنفاذ صبر : اتووكس انت كمان .. وانا مستغنية عنك عشان اخليك تقف قصاده .
سمر بمكر :
– تفتكري يااما تكون وعد غلطت مع ولد الخياط قبل الجواز وهو قال ااما يكسب فيها ثواب ويستر عليها يومين اكده ويرميها تانى ؟!
نجووي بتفكير وتأكيد لاكذوبة ظنونها :
– وليه لا .. هي كانت عتسافر مصر وامريكه على طول لحالها .. وهو كمان على طول كان يسافر مصر .. يبقي لييه لا اكيد طابخينها سوا .
هتفت سمر : شووفتي !! عشان تسمعي كلامي بعد اكده
نجوي بتوعد : وراك وراك ياحمزه انت والزفته بتاعتك .
■■■
تسير الهام بصحبه بناتها في بهو القصر الممتد وهى تنوح بقهرة
“كنش العشم ياحمزه ياولدي .. تطردني من بيتك اكده .. عشان بت متسواش .. انا مرتحتلهاش من اول يوم والله .. البت يوم كتب الكتابه كان بوزها شبرين اااااه دلوق اتمسكنت لحد ما اتمكنت خلاص ”
رددت لقاء بشماته:
– والله لو عمل فيكم اكتر من اكده حقه .. انتو عتغلطو ف شرف مرته .. وكمان عتضرب قدامنا وعاوزينه يسكت .. دا سبحان من هداه ومجابش الالي وفجره فينا كلنا .
رمقتها ألهام بنظرة حاده قائلا :
– اخرسي يابت نوال .. اش عرفك انتي كهن النساوين ديه انا اللي خابزاهم وعجناهم زين وسلمت ولدى بيدى لحربايه .
حنان بخبث وهى تقبض علي كف صغيرها :
– اووعي تسكتي ياما ولا تمرقيها على خير البت دى لو ساقت فيها هتدوس علي الكل .
الهام بتوعد : لا كييف !!.. اما ربيتك يابت فريال مابقااش انا تعصي ولدى علي انا .. طيب صبرك علىّ اما خليتك تعدى النجوم في عز الضهر مابقاش الهام .
■■■
مر اكثر من ساعتين ومازال حمزه بجانبها متحدثا بحب ويداعب خصيلات شعرها برفق
“يلا عااد كفااياكي دلع واصحي .. حتي نتخاانق وناكلو فى بعض زي عادتنا ونامي تاني .. اه ياوعد لو تعرفي انا عاشقك قد ايه اووعي تسيبني .. فوقي انت بس وانا هحميكي من الدنيا كلها .. كبقي ضهرك وراجلك وقوتك .”
طرقت ضحي الباب حامله صنية الطعام فتحرك حمزه بحرص كي لا يقلق سُباتها .. فتح الباب ليأخذ مابيدها فاغلقه ببطء شديد ووضعها فوق سطح المكتب ثم عاد لجلس على ركبتيه ويداعب وجنتها بمزاج
“يلا بقي كفايه نووم قومي كلي ونامي تاني طيب ”
فتحت عيونها بتثاقل شديد كأن جبال الارض ترسخ فوقهما مردفه بصوت واهن
“هو اي اللي حصل !! ”
ابتسم حمزه ووقف على قدميه مجددا
“محصلش .. بس شكلك عاوزه تعرفي غلاوتك عندي كد ايه . ”
اعتدلت في جلستها بمسااعدته وهى تلتقط انفاسها بصعوبه ، فوضع وساده خلف ظهرها بعنايه لتسند عليها ، ابتعد عنها بهدوء ليجلب الطعام علي ساعديه ويعود اليها مرة اخرى
“يلا عاد عاوزك تاكلي الفرخه دي كلها ”
هبطت دمعه من طرف عينها
“لا مش عاوزه اكل .. ماليش نفس ”
شرع في محاولة اطعامها بيده قائلا باصرار
“تؤؤ .. اسمعي الكلام عااد ويلا كلي دانا هوكلك بيدي مين قدك ياستى !! ”
رمقته بنظرة اعتذار تخفي سببه بجوفها وبداخلها جبال مترسخه من الندم تتكئ علي ارضيه قلبها لتفتته اشلاء ، تجاهل حمزه نظراته فبدأ فى اطعامها وعلى ثغره ابتسامه انتصار عجيب كمن ظفر بمراده بعد عناء للتو .. قضبت وعد حاجبيها ودارت رأسها يمينا لتضع اناملها فوق شفتيه قائلا
“خلاص ياحمزه كفاايه مش قاادره لو سمحت”
حمزه باصرار : هو اي اللي مش قاادره .. دانتي كالتيش حتي ربعها .. لازمن تخلص كلها متحاوليش .
هزت رأسها نفيا :
– بجد مش قادره لما اجوع هابقي اكل تاني .
اومئ ايجابا فنهض ليعيد الطعام لمكانه مردفا
“مماشي ياستي وانا مش هجبرك .. اهو جمبك وقت متحبي تاكلي قوليلي ”
ظلت ترمقه بنظرات حائره تتطوف يمينا ويسارا لتعود لموطنها الاصلى وتعلق به ، كان النظر اليه يسحب روحها منها علي مهلٍ مما يجعل قلبها يتراقص لازدحامه ببحور اعينها .
اقترب منها ليمسك الوساده التي خلف ظهرها
“نشيلوو دي كمان عشان تنامي وترتاحي زين .. ومتفكريش ف حاجه ”
رفعت عينيها بسرعه فتفاجئ بها تتشبث بكفه وهى تذرف دمعه أخرى من عينها قائله بتوسل
“استني .. عاوزه اتكلم معاك ”
القي نظره على كفه المحاصر بكفها البورجوازيتينى فابتسم بخفوت قائلا
“انت تعباانه دلوق .. ارتاحي وانا قدامك اهو وقت متحبي تتكلمي هنتكلمو ”
وعد بتوسل : حمزه بلييييز ..
استسلم لطلبها وجلس بجوارها وبنفس ابتسامته الساحره قائلا
” ها ياستي عاوزه تقولي ايه .. ساممعك ”
ساد الصمت لبرهه وكإنها تستجمع قوتها
“حمزه انت اتجوزتني لييه .. بليز مش عاوزه هروب ”
تحرك حمزه من مكانه وبتلقائيه امسكت بيده مجددا
“مافيش مجال للهروب قولت ولازم تجاوبني”
رمق كفها القابض علي كفه باعجاب فساد الصمت لبرهه تاركين زمام الحديث لاعينهم .. فرك حمزه جبهته بكفه الاخر ثم نظر اليها
“عشان بحبك بجد ياوعد ولازم تصدقينى ”
وعد هزت رأسها هزه خفيفه بعدم تصديق :
– ايووة امتي وليييه وفيين وازاي !!
قام حمزه من جوارها ليفتح خزانه ملابسه واخرج منها عروسه على شكل (باربي) .
ثم عاد ليجلس مره ثانيه بجوارها مد اليها العرووسه قائلا
“فااكره اييييه ”
رفعت وعد حاجبها وهزت رأسها بالنفي :
– تؤؤؤ لا مش فاكره مالها دي !!
خلع حمزه ملابس العروسه ليري وعد ما كتب عليها بخط طفولي
“وعد بتحب فريال اوى ”
انسكبت من عينيها دمعة أخري
“ودي اي اللي جابها عندك ”
استجمع ما سيلقيه لبرهه ثم تنحنح بخفوت وشرع ليقص عليها ما حدث
“من 18 سنه بالظبط جيت زياره عندكم فى البيت مع ابوي … كنت وقتها 16 سنه ولقيتك عتلعبي بطياره ورق وحاضنه العروسه دي بيدك .. حاولت ارخم عليك .. واخد الطياره منك .. لكن انتي رفضتي وقتها وقولتي لي جمله لحد دلوق عترن ف ودني (ماينفعش تاخد حاجه مش بتاعتك)
ساعتها عاندت معاكي .. وقولتلك انا ابن الخياط اخد كل اللي انا عاوزو من غير ماحد يقولي لا .. قولتيلي وقتها ( ماينفعش تبقي اناني والا وقتها هتبقي bad boy )
كلامك عصبنى فخطفت منك العروسه وجريت على عربيتنا استخبي فيها .. وانتي وقتها قعدتي تعيطي بس يومها عاصم الخياط رننى علقه مخدهاش حمار في مطلع ”
وعد محاولة استجماع احداث ذلك اليوم فاردفت بصوت طفولي ممزوجا بالمرح :
– انت الولد اللزج اللي اخد عروستي !!
ابتسم وهو يؤمي برأسه ايجابا
“ايووة انا ياستي .. واهي عروستك رجعتلك .. بس انتي بقيتي ليا .. كانت بتصبرني فى بعدك على فكره .. بس ومن ساعتها وانا قولت مش هتجوز غيرك ”
نظرت له بعيون ضيقه لتلقي عليها سؤالها بنبرة فضوليه
– وياتري اتجوزتني عشان انت ابن الخياط اللي كل مايعوز حاجه ياخدها .. ومحدش يقدر يقوله لا؟
مط حمزه شفته لاسفل ثم ابتسم إليها مداعبًا
“بصراحه دا كان تفكيري ف الاول كنت بقول لنفسي هتجوزها واعذبها واضربها صح وليل هى ازاي تستجري وتعلى صوتها علىّ .. بس اني استنااكي 18 سنه دا يبقي اسمو ايه .. اكيد مش عناد وحب نفس !! ”
– بس انت حبيت طفله قابلتها ازاي مشاعرك دى متغيرتش لما كبرت وملامحى اتغيرت .. اصل القلب بيفضل متعلق باخر صورة رسمتها للشخص اللي حبيته .. واظن انى اختلفت كتير عن زمان .. ازاي قلبك اتقبل حاجه زي دى ومستغريش وجودى ؟
– اول ما خبطى فيا يوم عزا جدك كهربتى قلبى ، مسحتى كل حاجه جواه الا حبه للعيله الصغيره اللي كنت مستنيها لعيلة كبيره بقيت مجنون بيها .
_ يعني انت اتجوزتني عشان حبتنى بجد !
اطرق بأسف : لا
رفعت حاجبها بتعجب : امال!
أجابها بتنهيده حاره :
– عشان احميكي من عمك .. عارف بعد وفاة جدك ملكيش ضهر حتي معندكيش خيلان .. وعمك جمال يااكل مال النبي .. انا بوعدك ياوعد هرجعلك حقك كله .. وهبقي امانك وحمايتك وضهرك .. هحافظ عليكي اكتر من اعني بس انتي ترضي عني وتفضلى جنبي وتبطلى شغل المجانين بتاعك دا .
تنهدت بمرارة والقت نظرة على هاتفها الملقي ارضا متذكرت اخر كلمات ثلجية القاها طارق علي قلبها ثم بللت حلقها وهى تعيد عينيها إليه قائلة
” شكلى كده مش هيبقالى غيرك في الدنيا دى .. انت عارف انى مش بحبك بس اوعدك انى احاول اعمل كده لانى شايفه جواك حاجه بتربكنى من جوه بحس قلبى بيعاقب عينيا بنغزة قويه جوايا لو بعدوا عنك .. المهم وعلى بال ما كل كلام يحصل انا بقولهالك اهو قدام ربنا انى مش هرفض اي حاجه تطلبها منى ولا هقولك لا انا مراتك قدام ربنا والعالم كله وانا مش عاوزه اعصيه بتمردى واعاندك في شرعه “
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقتك وحسم الأمر)