رواية كارمن الفصل الثاني 2 بقلم ملك ابراهيم
رواية كارمن البارت الثاني
رواية كارمن الجزء الثاني
رواية كارمن الحلقة الثانية
ربتت سما على يديها وهمست اليها بحزن:
– متقلقيش يا حبيبتي هتلاقي ده بسبب الخوف والتوتر اللي احنا فيه!
بكت كارمن بخوف وهي تضع يديها فوق قدميها وتحاول تحريك قدميها ولكن بدون فائدة.
*******
بعد مرور ساعتين.. وصلت سيارات الشرطة الي موقع الباص على طريق العين السخنه. ترجل النقيب رشيد من سيارة الشرطة ووقف ينظر إلى الباص وتحدث بصوت قوي الي الخاطفين بداخل الباص:
– رئيسكم معانا.. ياريت تخرجوا البنات من الاتوبيس بهدوء.
ترجل احد الخاطفين من الباص، كان يخفي وجهه لكي لا يتعرف عليه رجال الشرطة، وقف امامهم بحذر وتحدث بثقة:
– لما نتأكد من حرية الباشا بتاعنا الاول يا حضرة الظابط؟
نظرات رشيد كانت تتعقب تحركات الخاطفين حول الباص وداخله بتركيز، أومأ برأسه واجاب عليه:
– وعايزين تتأكدوا ازاي ان الباشا بتاعكم حر؟!
اجابه الخاطف بقوة وهو يبحث بعيناه عن رئيسهم “سعد بشار” :
– الباشا هيركب العربية بتاعنا ويتحرك بيها واحنا هنتحرك وراه من غير ما حد فيكم يقرب مننا..
ظهرت ضحكه ساخرة على وجه رشيد وهو يستمع اليه، توتر الخاطف من ثقة الضابط واضاف بتوتر:
– وعايز اقول لسيادتك معلومة صغيرة يا باشا، احنا زارعين متفجرات في الاتوبيس، يعني لو لحقتونا، بضغطة واحدة هفجر الاتوبيس بلي فيه.
استمع رشيد الي بكاء الفتيات وصراخهم بهلع عقب استماعهم لحديث الخاطفين، اشار الي رجال الشرطة بأمر لكي يتركوا سعد بشار يذهب إلى رجاله، ركض سعد الي السيارة التي تنتظره، جلس بداخل السيارة بثقة وأشار بيديه يودع الضابط رشيد بسخرية، ثم تحركت به السيارة دون ان يتحرك احد من رجال الشرطة، فقط يتابعون ما يحدث بصبر وثبات، لحق به رجاله وهم يحذرون رجال الشرطة الا يتتبعوهم. توقف رشيد و رجال الشرطة بحذر، خوفًا على الفتيات من المتفجرات، ابتعدت سيارات هؤلاء الخاطفين وركض رشيد ورجاله الي الباص سريعاً لكي يخرجون الفتيات.
صعد رشيد أولا الي الباص وهو يتحدث بقوة ويطلب من الفتيات الهدوء والترجل من الباص بأقصى سرعة، ركض الفتيات من الباص وهم في حالة من الهلع. وقف رشيد بداخل الباص واستغرب جلوس فتاتين في المقعد الاخير من الباص، واحدة تبكي والأخرى تربت على ظهرها وتبكي معها، اقترب منهما بحذر وتحدث اليهما بفضول:
– انتوا ليه قاعدين ومنزلتوش؟!
نظرت اليه سما وتحدثت بصوت باكي:
– صحبتي مش قادرة تقف على رجليها!
تأمل صديقتها بدهشة، كانت تبكي بخوف وتضغط فوق قدميها بقوة، تحدث اليها بفضول:
– رجلك مصابة؟
هزت رأسها بالنفي وهمست ببكاء:
– لا..
تحدثت صديقتها سما بخوف:
– تقريبا حالة نفسيه بسبب الخوف اللي اتعرضنا له!
تأملهما بتفكير ثم اقترب من كارمن وانحنى بجزعه ووضع يديه اسفل ساقيها والاخرى اسفل ظهرها وقام بحملها بين يديه، ارتجف جسد كارمن من الخوف وقامت بالامساك به بخوف من السقوط. ترجل من الباص وهو يحملها وصديقتها تتبعه ببكاء، وقف الجميع يتابعون ما يحدث بدهشة، اخفت وجهها بداخل صدره بخوف، كانت تشعر انه مصدرها للأمان الان بعد ما تعرضت له من خوف وهلع، شعور غريب راوده وهي تتمسك به وكأنه طوق النجاة، اقترب من سيارة الاسعاف ووضعها بداخل السيارة برفق واخبر الطبيب بما حدث معها وطلب من صديقتها ان ترافقها الي المشفى. وقف امام سيارة الإسعاف قبل ان تنطلق في طريقها إلى المشفى، نظرات عيناها وهي تترجاه بخوف ان لا يتركها، كم تنفر من رائحة التعقيم والدواء المنتشرة حولها بداخل سيارة الاسعاف. كان جسدها يرتجف بشده ونظرت حولها بهلع، لا تريد الذهاب إلى المشفى وهي تعلم انها لن تجد من يهتم لأمرها حتى تعود الي المنزل وحيدة، والدتها لم تقطع اجازتها مع زوجها وتعود من السفر كي تكون بجانبها في هذا الوضع والضعف والخوف الذي تشعر به، اغلق الطبيب باب السيارة ورشيد يقف امامها وينظر اليها باهتمام، تتشابك عيناه بعيناها وشعور بخفقات مسرعه بقلبه تزداد مع اغلاق باب سيارة الإسعاف وابتعادها عنه في طريقها الي المشفى.
– تمام يا فندم.. هناخد البنات المدرية عشان ناخد اقولهم ونسلمهم لأهليهم.
فاق على هذا الصوت الذي جاء من خلفه، التفت اليه واجابه بهدوء:
– تمام يا سامح.. متنسوش لازم كل اهل البنات يوقعوا على استلامهم.
أومأ الضابط سامح بالايجاب:
– طبعاً يا باشا اطمن.
نظر رشيد الي الباص وتحدث بفضول:
– خبير المتفجرات وصل؟
اجابه الضابط سامح بتأكيد:
– في الطريق يا فندم.
أومأ برأسه قليلاً وذهب في اتجاه الباص، تحرك الضابط سامح ومعه مجموعه من رجال الشرطة في طريقهم الي مدرية الأمن ومعهم الفتيات.
وصل خبير المتفجرات وتفحص الباص وتأكد من عدم وجود متفجرات. ابتسم رشيد بثقة ونظر إلى هاتفه بعد ان اعلن عن اتصال هام، وضع الهاتف على أذنيه واستمع بأهتمام:
– تمام يا فندم.. قدرنا نعرف مكان سعد بشار عن طريق جهاز التتبع اللي حضرتك حطيته في ملابسه.
ابتسم رشيد بثقة وهو يتذكر كيف وضع جهاز التتبع الصغير بثوب سعد بشار اثناء حديثه معه في السجن، عندما اقترب منه وعدل من موضع ياقة قميصه، قام بزرع هذا الجهاز بخفه واحترافيه. أومأ برأسه وتحدث بثقة:
ِ- ابعتلي العنوان عشان لازم ازوره الليلة دي.
********
بداخل المشفي.
جلست سما تبكي خارج الغرفة التي تتمدد بها صديقتها، ركض اليها والدها ووالدتها بقلق بعد ان اخبروهم رجال الشرطة ان ابنتهم بالمشفى، اقترب والد سما من ابنته وقام بعناقها بقوة، تحدث اليها بقلق:
– ايه اللي حصل يا حبيبتي؟ انتي كويسه؟
أومأة برأسها وهي تبكي بخوف، عانقتها والدتها وتحدثت اليها بقلق:
– ايه اللي حصل يا حبيبتي؟ طمنينا عليكي؟!
اجابت علي والدتها بصوت متقطع من شدة البكاء:
– انا كويسه يا مامي.. بس.. بس كارمن تعبانه اوي.. مش قادرة تقف على رجليها من الخوف والرعب اللي عشنا فيه!
شعر والد سما بالحزن والغضب بعد تعرض ابنته الي هذا الهلع على يد هؤلاء المجرمين. صمت قليلا ثم نظر حوله وتحدث الي ابنته بفضول:
– ومامت كارمن فين؟
خفضت سما وجهها بحزن وتعاطف مع صديقتها واجابت علي والدها:
– اتجوزت جديد ومسافرة مع جوزها كالعادة!
ابتسامة ساخرة قد رسمتها والدة سما على محياها وهي تتحدث بغضب مكتوم:
– الله يكون في عونها كارمن، من بعد وفاة باباها وهي متبهدله ومامتها ولا بتهتم ولا بتسأل فيها!
ثم نظرت الي زوجها واضافة بترقب:
– هنقول ايه بقى.. حظها ان مامتها ملهاش شغلانه في الحياة غير توقع الرجاله وتاخد فلوسهم.
توتر زوجها وهو يستمع الي حديثها المقصود، يعلم ان زوجته كانت على علم بعلاقته مع “سهير سالم”والدة كارمن، ولولا تدخلها لكان وقع الان في شباك سهير سالم وتزوجها في الخفاء كما اعتادت ان تفعل مع الكثير من رجال الاعمال، لكنه تراجع عن الزواج في اخر لحظة بعد تهديد زوجته له، ولم تنتظر سهير سالم الا ايامً معدودة وتزوجت من رجل اخر في اقل من اسبوعين!
نظر والد سما إلى باب غرفة تلك الفتاة المسكينه التي لم تفقد والدها فقط، بل تفقد حنان واهتمام والدتها التي تعتقد انها توفر لها كل شئ بالمال.
خرج الطبيب المعالج من غرفة كارمن، اقترب منه والد سما وزوجته وابنته، تحدث إليه والد سما بقلق:
– طمني يا دكتور.. البنت حالتها ايه؟
ابتسم الطبيب بهدوء واجاب:
– متقلقوش الحمد لله البنت بخير، هي بس اتعرضت لخوف وهلع شديد وده اتسبب في حالة نفسيه انها تفقد القدرة على تحريك قدمها.
بكت سما بخوف، ربتت والدتها علي ظهرها وتحدثت الي الطبيب بفضول:
– يعني كده البنت مش هتقدر تقف على رجليها تاني؟
نظر إليهم الطبيب وتحدث بتوضيح:
– لا طبعا هتقف على رجليها وهتقدر تمشي تاني، بس ضروري دكتور نفسي يتابع معاها.
خفض والد سما وجهه ارضا بحزن، تحدثت سما ببكاء:
– ممكن نشوفها يا دكتور؟
رفض الطبيب مؤكدًا:
– للأسف هي نايمه دلوقتي والافضل انها ترتاح.
تركهم الطبيب وعاد إلى عمله، عانقة والدة سما ابنتها ونظرت إلى زوجها وحركت عيناها تطالبه ان يذهبوا، أومأ لها زوجها ومسد بيديه فوق شعر ابنته وتحدث اليها بهدوء:
– يلا يا حبيبتي خلينا نمشي ونسيب كارمن ترتاح شويه.
بكت سما وهي تنظر الي الغرفة التي تتمدد بها صديقتها بمفردها وتحدثت بخوف:
– هنسيبها ازاي لوحدها كده يا بابا!
تحدثت والدتها وهي تضم وجهها بين يديها بحنان:
– هنيجي الصبح نطمن عليها يا حبيبتي متقلقيش.
نظرت الي باب الغرفة وبكت بشدة، اخذها والدها من يدها وهو يوعدها انه سيأتي بها في الصباح الباكر لرؤية صديقتها، سارت سما مع والدها ووالدتها وهي تبكي بحزن على حال صديقتها الوحيدة.
********
الساعه الثانية عشر من منتصف الليل.
بإحدى المناطق الشعبيه.. وصل رشيد ومعه قوة من العمليات الخاصة الي العنوان الذي اشار اليه جهاز التتبع الذي زرعه في ثياب سعد بشار. تحركوا بخطوات مدروسه ومتقنه، اقتحم رجال العمليات الخاصة المنزل الذي يجلس به سعد بشار، قاموا بمهاجمة من في المنزل والتعامل معهم، كان بالمنزل عدد كبير من رجال سعد بشار، تبادلوا اطلاق النار مع رجال الشرطة، كان رشيد في المقدمة، اصابته احدى الطلقات بكتفه، ظل صامدًا ويقف على قدميه ويحمل سلاحه بيديه، استسلم رجال سعد بشار بعد سقوطهم واحد تلو الاخر على يد رجال الشرطة، لم يستطيع سعد الهرب وخرج مستسلمًا لرجال الشرطة بعد ان راء سقوط رجاله أمام عيناه وتأكد من محاصرة رجال الشرطة له، اقترب منه رشيد وهو يبتسم له بثقة، استغرب سعد بشار من وجود الضابط الذي اطلق سراحه من السجن اليوم، لا يصدق ان الضابط استطاع الوصول اليه بهذه السرعه، اقترب منه رشيد وهو يصوب السلاح بوجهه ويبتسم له ساخرًا، صدح صوته قائلاً بنبرة قوية ساخرة:
– ازاي كان هيجيلك نوم يا سعد بعيد عن الزنزانه بتاعك؟!
نظر اليه سعد بصدمة، ابتسم رشيد وتحدث الي احد الضباط:
– خدوه ينام في زنزانته.
اقترب احد رجال الشرطة واخذ سعد بشار وخرجوا من المنزل في طريقهم الي السجن، وقف رشيد يتنفس براحة بعد إتمام مهمته بنجاح، بدء يتسلل اليه الشعور بالألم بكتفه، اقترب منه احد الضباط ونظر اليه بصدمة بعد رؤيته للدماء تغرق ثيابه، صدح صوت الضابط يطالب بسرعة حضور سيارة الاسعاف، بدء يشعر رشيد بالضعف، قام الضابط بمساندته واخذه إلى سيارة الاسعاف.
*********
استيقظت على اصوات مزعجة تستمع اليها من خارج غرفتها، لا تعلم ماذا يحدث بالخارج، يبدوا ان هناك حالة من الهرج تعم بالمشفى، اعتدلت فوق الفراش وهي تشعر بالخوف والقلق. دخلت احدى الممرضات الي الغرفة لكي تعطيها الدواء بالموعد. نظرت الي الممرضة وتحدثت اليها بتوتر:
– ايه الدوشه اللي في المستشفى دي!
تنهدت الممرضه بحزن واجابة:
– في ظابط وصل المستشفى دلوقتي مصاب.. ربنا يقومه بالسلامه.
شحب وجهها وارتجف جسدها قليلاً عقب استماعها لحديث الممرضة، نظرت اليها الممرضه ولاحظت شحوب وجهها من الخوف، اقتربت منها واضافة:
– انتي اكيد لسه خايفه بعد اللي حصل معاكم النهاردة، بصراحة الله يكون في عونكم على الرعب اللي عشتوا فيه وانتوا مخطوفين!
نظرت اليها كارمن بتوتر، جسدها ارتجف بشدة، ابتسمت الممرضه واضافة بفخر:
– بس انا سمعت دلوقتي انهم قبضوا على اللي كانوا خاطفينكم.
حدقت بها كارمن باهتمام وهمست اليها بصوتً ضعيف:
– بجد!
ابتسمت الممرضه واجابة بثقة:
– أيوه.. اصل انا عرفت دلوقتي ان الظابط اللي جه المستشفى مصاب هو نفس الظابط اللي انقذكم النهاردة، واتصاب دلوقتي وهو بيقبض على اللي كانوا خاطفينكم والحمدلله قبض عليهم كلهم
ابتسمت بسعادة وهي تستمع الي حديث الممرضة، بدأ يتسلل الي داخلها الشعور بالأمان بعد معرفتها بالقبض على الخاطفين، شعرت بقدميها وكأنها كانت مجمده وقد فك الجليد عنها، حدقت بقدميها بزهول وهي تحرك اصابعها وتستجيب لها، تركت الفراش ووقفت لتتأكد من شعورها، استطاعت الوقوف على قدميها حقًا بعد شعورها بالامان، استغربت الممرضه وتحدثت اليها بزهول:
– ايه ده انتي قدرتي تقفي على رجلك!
نظرت كارمن الي قدميها وتحدثت بسعادة:
– انا مش عارفه انا وقفت ازاي ولا ايه اللي حصل! بس المهم اني بقيت حاسه برجلي دلوقتي.
ابتسمت لها الممرضه وتحدثت بهدوء:
– شكل اللي حصلك ده كان فعلا من الخوف ولما عرفتي ان المجرمين دول اتقبض عليهم اطمنتي وقدرتي تقفي على رجلك!
ابتسمت كارمن وتحدثت بتوتر:
– انا كده هرجع البيت الصبح صح؟
أجابتها الممرضة:
– انا هبلغ الدكتور عشان يجي يطمن عليكي الاول وهو هيقرر ترجعي البيت امتى.
أومأت كارمن برأسها وعادت الي الفراش مرة أخرى لترتاح قليلاً.
دقائق قليلة ودلف الطبيب الي غرفة كارمن، ابتسمت كارمن وتحدثت اليه بحماس:
– انا قدرت اقف على رجلي يا دكتور.. حاسة اني بقيت احسن دلوقتي.
ابتسم الطبيب واقترب منها وتحدث بتأكيد:
– بس ده ميمنعش انك محتاجه دكتور نفسي عشان الحالة دي متتكررش تاني.
وقفت من فوق الفراش واقتربت من الطبيب:
– حاضر يا دكتور انا هروح لدكتور نفسي.. بس لو سمحت عايزة اخرج من هنا.
خفض الطبيب وجهه ارضً يفكر بحيرة؛ كيف يخبرها ان والدتها رفضت خروجها من المشفى، نظر اليها وتحدث:
– للأسف مش هينفع تخرجي من المستشفى دلوقتي.
حدقت به بصدمة وتحدثت بقلق:
– ليه يا دكتور؟ انا بقيت كويسه اهو!
أومأ الطبيب برأسه واجاب بقلة حيلة:
– إدارة المستشفى اتوصلوا مع والدتك.. والدتك هي اللي طلبت انك متخرجيش من المستشفى قبل ما ترجع من السفر وتيجي تستلمك بنفسها ودفعت للمستشفى كل التكاليف.
تلألأة الدموع بداخل عيناها وتحدثت بصوت مبحوح:
– وماما قالت هترجع امتى؟
هز رأسه بحزن واجاب:
– للاسف مقالتش.
أومأت برأسها بتفهم، خانتها عيناها وذرفت الدموع على وجنتيها، حزن الطبيب من اجلها، تركها وخرج من الغرفة واغلق الباب خلفه، انهارت في البكاء، تعلم أن والدتها لن تقطع اجازتها وتأتي من اجلها، هذا ما اعتادت عليه من والدتها، عليها الانتظار بداخل المشفى حتى تأتي والدتها وتطلق سراحها. اتجهت الي الفراش وجلست تبكي بحزن، تشعر بالوحدة واليتم، ليس لديها احد في هذه الحياة، تعلم ان والدتها لن تهتم لأمرها ولن تأتي من أجلها مهما حدث معها.
***********
خرج الطبيب من غرفة العمليات، اقترب منه اللواء طلعت ومجموعه من الضباط زملاء رشيد يسألونه عنه بقلق:
– خير يا دكتور طمنا؟!
ابتسم الطبيب لكي يطمئنهم واجاب بهدوء:
– الحمدلله قدرنا نخرج الرصاصه ومفيش اي خطر متقلقوش.
تحدث اليه اللواء طلعت بقلق:
– يعني نقدر نشوفه ونطمن عليه يا دكتور؟
اجاب الطبيب بالرفض مؤكدًا:
– الأفضل محدش يزعجه دلوقتي، هو هيتنقل غرفة عادية الصبح وتقدروا تشوفوه بكره ان شاء الله.
ختم الطبيب حديثه قبل ان يذهب:
– عن اذنكم.
ذهب الطبيب وتركهم يتحدثون معًا، تحدث احد الضباط مع اللواء طلعت:
– هنبلغ عيلة رشيد يا فندم؟
وقف اللواء طلعت ينظر امامه بتفكير ثم اجاب:
– بلاش نقلقهم دلوقتي.. احنا الحمد لله اطمنا عليه انه بخير، خلينا نمشي دلوقتي وانا هبلغ جده الصبح.
أومأ الضابط برأسه باحترام، ذهب اللواء طلعت من المشفى وذهب خلفه جميع الضباط.
***********
في الصباح.
استيقظت كارمن على صوت طرق على باب غرفتها، دلفت سما الغرفة وهي تحمل حقيبة صغيرة بها ملابس لـ كارمن، استقبلتها كارمن بابتسامة، ركضت اليها سما وعانقتها بسعادة، جلست معها سما وتحدثت اليها بتوتر:
– كارمن انا اسفه مش هقدر اقعد معاكي كتير لان مامي هي اللي وصلتني ومنتظراني تحت في العربية.
بهتت ملامح كارمن بالحزن، أومأت برأسها وتحدثت بصوت مبحوح:
– المهم انك جيتي وخلتيني اشوفك.
اعطتها سما الحقيبه وتحدثت بتوتر:
– انا جبتلك شنطتك اللي كنتي مجهزاها عشان الرحلة.
هزت كارمن رأسها بحزن واخذت الحقيبه وهمست:
– شكراً.
وقفت سما وعانقتها مرة أخرى وقالت بحزن:
– انا اسفه يا كارمن.
ربتت كارمن على ظهرها وأومأت برأسها مؤكده:
– متتأسفيش يا سما.. انا فاهمه كل حاجة.
نظرت اليها سما وهي تبكي بحزن، لا تريد ان تترك صديقتها بمفردها لكن والدتها رفضت ان تمكث مع كارمن اكثر من ذالك.
جلست كارمن بغرفتها وحيده بعد ذهاب سما، تعلم ان والدة سما لا تريد ان تستمر صداقتهما، كانت حزينه وهي بمفردها، الجميع يبتعد عنها بسبب أفعال والدتها. نظرت الي حقيبتها التي جاءت بها سما، اخذت منها ثوب لكي تبدل ثوب المشفى وترتدي ثوب اخر.
بعد انتهاءها من ارتداء ثوب انيق كان يليق بها، وقفت تصفف شعرها الطويل. دخلت الممرضة وهي تبتسم لها وتتحدث معها بمرح:
– يا صباح الجمال كله.. انا جبتلك الفطار.
ابتسمت كارمن واقتربت منها تنظر إلى طعام المشفى بدون شهيه، ثم نظرت حولها بملل وتحدثت بحزن:
– انا مليش نفس.
ابتسمت لها الممرضه وتحدثت معها بحنان:
– شكلك مضايقه من حاجة؟
أومأت كارمن برأسها وتحدثت بحزن:
– بصراحه انا مش عارفه ازاي هفضل محبوسه هنا في المستشفى لحد لما ماما ترجع!
حزنت الممرضه من اجلها، فكرت قليلاً ثم تحدثت اليها بحماس:
– ومين قال انك هتفضلي محبوسه هنا..
حدقت بها كارمن بدهشة، اضافة الممرضه بحماس:
– ايه رأيك تيجي معايا وانا بمر على المرضى؟
نظرت اليها كارمن بتفكير، اضافة الممرضه بحماس:
– انتي عارفه مين بقى في الغرفة اللي جنبك؟
نظرت اليها بفضول، اضافة الممرضه بحماس:
– الظابط اللي انقذكم وقبض على الخاطفين امبارح…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كارمن)