روايات

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم نعمة حسن

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم نعمة حسن

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه البارت الثامن والثلاثون

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الجزء الثامن والثلاثون

عشرون رساله قبل الوقوع في الخطينه
عشرون رساله قبل الوقوع في الخطينه

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الحلقة الثامنة والثلاثون

تزامنًا مع الافتتاح المرتقب لعدد من المشروعات السكنية والأحياء الكبرى في مدينة العاشر من رمضان ، أعلنت مجموعة المسلماني جروب عن البدء في تسليم أولى مراحل مشروع ” زهره للإسكان والتعمير”، التى تعد أكبر مجتمع متكامل الخدمات ينفـذه القطاع الخاص في مدينة العاشر من رمضان ، على مساحة 500 فدان.
كانت تلك أبرز الكلمات الإفتتاحيه التي تناولتها إحدى المذيعات اللواتي جئن لتغطية الإفتتاح وتابعت من بعد ذلك وهي تعدد مزايا وخصائص المشروع وكيف أنهُ يُعد من أكبر المشروعات التي تم تنفيذها لتقطع حديثها بغتةً وهي تتوجه نحو أحدهم وإسترعت إنتباهه بكلماتها المتلاحقه إذ قالت: بشمهندس معتز كراويه من فضلك ممكن تكلمنا أكتر عن مشروع زهره اللي تم إفتتاحه منذ لحظات بما إن حضرتك أحد القائمين عليه..
أومأ الآخر موافقًا بعد أن نصَبَ ظهرهُ بتفاخر وتحدث بهدوءٍ و رويّه فقال : إن شاء الله تسليم الوحدات من المرحله الأولي مستمر حتي نهاية العام الجاري ومن المقرر أن يتم تسليم نحو 62 عماره من مجموعتي B1 و B2 .. بما بوازي حوالي 55٪ من إجمالي العمارات.
_ ممكن نعرف من حضرتك بقية تسليمات المرحله الاولى هتّم في خلال قد إيه؟؟
=في إطار الإلتزام المعهود مع العملا من ست شهور لسنه إن شاء الله.
_بشمهندس معتز حابب توجه كلمه لمين النهارده بمناسبه النجاح اللي وصلتوله؟
= حابب أشكر بشمهندس رياض طبعًا ، الحقيقه هو صاحب الفضل بعد ربنا إن المجموعه تقدر تلتزم وإن إحنا نقدر نسلم الوحدات في ميعادها رغم الضغوط والمنافسات اللي كنا بنتعرض لها .. وكمان بشمهندس مراد ضِلع المثلث التالت محدش يقدر يتغاضي عن دوره ولا مجهوداته في إننا نقدر نسابق الزمن في تسليم المشروعات سواء مشروع زهره أو المشروع اللي هيتم إفتتاحه خلال أسبوع إن شاء الله .. متشكر جداا. عن إذنكوا.
هكذا إختتم حديثه وإنصرف ليتجه علي الفور نحو زوجته والتي كانت تتحدث إلي أحدهم بإهتمـام وما إن رأتهُ يدنو منها وعلي وجهه أمارات الغضـب حتي تلبّد وجهها وكسـا الإضطراب ملامحها.
أحاط خِصرها بيُمناه وهو ينظر إلي ذلك الرجل الوسيم الذي يقف قُبالتهـا ثم نظر إليه مبتسمًا بهدوء نقيض ذلك الغضب الكامن بصدره وقبل أن يتسائل كانت رقيه قد أجابته وهي تشير إلي الآخر بترقب: بشمهندس وليـد كامـي كان زميلي في الكليه.
وألقت إلي الآخر وهي تقدم إليه زوجها فقالت: بشمهندس معتز كراويه مديري و زوجي .. طبعًا عارفُه..
مد وليد يده ليصافح معتز بتقدير وهو يقول: أكيد.. غني عن التعريف يا معتز بيه.. أهلًا بحضرتك.
_أهلًا بشمهندس وليـد.. هكذا صافحهُ مرحّبًا متصنعًا الهدوء إلي أبعد حد ليقول الآخر: الحقيقه إنتوا عاملين مجهود جبار ماشاء الله ، من نجاح لنجاح بإذن الله.
=متشكر جدًا ، عن إذنك.
حثّها علي التحرك برفقته وإنصرف لينزوي بها إلي ركنٍ قصيٍ بعض الشيء وعلي الفور تخلي عن هدوئه المزعوم وقال: ده مين ده اللي كنتي واقفه معاه سيادتِك؟
تحدثت إليه بصوت خافت مهزوز لعِلمها بثورتهُ المرتقبه خوفًا من أن تندلع بأية وقت وقالت: مانا قُلتلك يا معتز إنه كان زميلي في الكليه..
_أيوة يعني زميلك في الكليه ولا في زميلك في الزفت إيه اللي موقفك معاه؟
= موقفتش معاه والله ، ده هو يادوب شافني و جه يسلم عليا وبعدها إنت جيت فورًا..
حدق بها قليلًا بغضب وإستياء شديدان ثم أومأ وهو يتخطي الأمر وقال: مره تانيه متقفيـش مع أي حد سواءً تعرفيه أو لأ، مفهـوم؟
أومأت بموافقه صامته دون أن تتحدث ليقول وهو يصرّ علي أسنانه متصنعًا الإبتسامه: إفردي وشك ده الكاميرات في كل حته..
برزت أسنانها الناصعه من خلف إبتسامتها المتسعه ليقول: مش أوي كده ، هو يعني يا أبيض يا اسود؟ قدامي قدامي .. لما نرجع البيت ليا كلام تاني معاكي.
………
كان ريـاض يقف شامخًا ، صالبًا ظهرهُ بزهو وعلي مقربةٌ منه يقف شقيقه الأصغـر مراد بينما إلي جواره تقف آصـال التي تشعر بالفخـر و التباهي لأنها تقف إلي جانب رجل ناجح ذو مكانه مرموقة كزوجها.
إقتربت منه إحدي المذيعات لتبث لقائها معه وتسائلت بإبتسامه عمليه: رياض بيه أهلا بحضرتك. أولًا ألف مبروك علي إفتتاح المشروع وتسليم الوحدة الأولي ، ممكن نعرف من حضرتك إيه الجانب اللي حرصتوا عليه عند وضع التصميم ؟
تقاطع كفيه حيث أسندهما أسفل بطنهِ بشموخٍ قبل أن يتحدث برصانةٍ توائِمهُ كثيرًا وقال: أول شئ حرصنا عليه عند وضع التصميم العام إنه يكون متاح لجميع الوحدات السكنية فرص متساوية في الاستمتاع بالمساحات الخضراء .. دي أكتر حاجه بتعزز نمط الحياة الصحي والعصري.. بالإضافه لإننا حرصنا على توفير مجموعة متميزة من الخدمات المتكاملة اللي بتلبي الاحتياجات اليومية للراغبين في السكن.
أومأ بعد أنهي حديثه لتسألهُ مجددًا فقالت: تحب توجه كلمه لحد معين كان سبب في نجاح مشروع زهره للإسكان والتعمير!
_ الحقيقه هو مش حد معين.. كل فرد في حياتي وكان له دور فانا بشكره و أخص بالذكر عيلتي طبعاا و أولهم ” زهره ” بنتي أول داعم و ملهم ليا وأكتر حد بسعي إن يكون ليا إسم ومكانه حميده بين الناس عشانها .. بشكر كل فرد ليه علاقه بمجموعة شركات المسلماني بدايةً من المدير التنفيذي بشمهندس معتز و بشمهندس مراد مرورًا بالمهندسين المعماريين وصولًا لأصغر عامل في الشركه .. أنا ممتن للجميع الحقيقه.
رسمت المذيعه إبتسامه متطفله علي وجهها وهي تسأله: إحنا كمان عارفين إن مدام آصال زوجة حضرتك أحد المهندسين المعماريين في الشركه.. مش حابب توجه لها رساله ؟
حانت منه إلتفاته سريعه نحو آصال ثم إبتسم بهدوء وقال: مش رساله واحده، أنا مهما قُلت في حقها مش كفايه . آصـال من أكفأ المهندسين في الشركه و ساهمت بدور كبير جدا في نجاح المشروع، وجودها معايا من أول لحظه ولحد دلوقتي شكّل فارق كبير جدا في حياتي من كل النواحي فدي أنا بعتبرها نعمه من النعم الكتيره اللي ربنا كرمني بيها الحمد لله.
ألقت الأخري بكلماتٍ إختتمت بها اللقاء بينما توجه ريـاض نحو مهدي الذي حضر لتهنئته فصافحه بحرارةٍ رابتًا فوق كتفه وقال بإبتسامه ودوده: ألف مبروك يابني ، علي البركه إن شاء الله.
_ربنا يبارك في عمرك يا عمي ، متشكر جدًا.
نظر مهدي إلي إبنته وإحتضنها وقال: مبروك يا حبيبتي..
_الله يبارك فيك يا بابا، إيه القمر ده بس؟ .. هكذا غازلته بإبتسامه صافيه ليمرر يدهُ سريعًا فوق ربطة عنقه وهو يقول: شُفتي؟ أبوكي لما بيتأنتك بردو بيبقا حكايه.. مع إني والله ما بطيق ألبس كراڤتات بس لولا المناسبه دي..
= ده أكيد طبعًا ، ربنا يخليك لينا يا حبيبي.
هنا برز صوت مراد الذي صافح مهدي بتقدير ثم قال: بقول لكوا إيه؟ إحنا لازم نحتفل.. مهو ميبقاش طالع عنينا شهور وأيام وفي الآخر منحتفلش بنجاحنا.
كان معتز قد إنضم إليهم مؤخرًا ليقول بإيجاز: وأنا معاك طبعًاا .
نظروا جميعهم إلي ريـاض الذي منحهم إبتسامه هادئه وأردف أخيرًا: اللي تشوفوه.
تحمس الجميع وأولهم كانت زهره التي صفقت بيديها كطفلةٍ في السابعه و رددت: يعيش بابا ريـاض باشا يعيــش!
………….
أدبرَ اليومـ الذي إنتظـره الجميـع لأيامٍ طويله بعد تعبٍ و كمدٍ دام لأكثر من عامٍ و نيّف .
عاد كلًا منهم إلي منزله بعد سهرة إحتفـال لطيفه جمعت بينهم و أضافت الكثير من السرور و منحتهم بعضٍ من الطاقه.
صعد كلًا من ريـاض وزوجته إلي غرفتهما لتتوجه آصـال إلي المغسل علي الفور لِتَنعَم بحمامًا دافئًا ثم خرجت بعد قليل من الوقت فوجدت ريـاض لا يزال مستلقيًا فوق الفراش كما كان ، باسطًا ذراعيه إلي جانبه وهو ينظر نحو نقطةٍ فارغه فإقتربت حتي إرتكزت بركبتها علي حافة الفراش وهي تنظر نحوه وتقول: رياض إنت نمت؟
جذبها رياض نحوه بحركةٍ مباغته لتتهاوي إلي جواره فإستلقت إلي جانبه حيث توسدت ساعدهُ العريـض وقالت بإبتسامه: كنت فخوره بيك جداا النهارده.
نظر إليها مبتسمًا و قبّل وجنتها المقابله لفمه دون أن يعقّب لتضيف قائله: أكيد أنا فخوره بيك كل يوم وكل ساعه وكل لحظه .. بس النهارده وأنا معاك وشايفه الناس كلها وخصوصا الصحافه والاعلام بيتسابقوا علي اللي ياخد منك تصريح أو كلمه حسيت قد إيه إنت راجل مهم.
أثارت كلمتها الاخيره ضحكه لتقول ضاحكه علي إثرها: بتكلم بجد والله ، كنت واقفه جمبك كده وأنا كلي فخر وغرور إني أنا مراتك.
أحاط وجهها بيده وإلتصق بها حيث دفنَ وجهه في عنقها و تمتم آنذاك بنبرةٍ دافئه: وأنا كنت بستمد طاقتي وقوتي منك طول اليوم. وجودك معايا فَرَق جداا .
وتابع ببساطه دون تفكير أو تمهل: كل حاجه في حياتي إختلفت بعد ما بقيتي معايا ، بقيت موفق في إختياراتي أكتر ، بقيت ناجح أكتر ، بقيت بسعي إني أكون أحسن وأحسن عشان تفضلي فخوره بيا .
و مرّغ أنفه بلطف في عنقها وهو يضيف: ده غير إن وشك حلو عليا.
إبتسمت ثم تنهدت ببطء وهي تناديه بخفوت : ريـاض.
همهم متسائلاً فَلَم تُجِبهُ ليشرأب برأسه ناظرًا إليها لتقترب منه بجرأه غير معهوده و أهدتهُ قُبلةً ساحره أودت بعقلهِ وحياته بالكامـل.
…………….
_ معتـز.!!
غمغم معتز متسائلاً لتجيبه وهي تخلل شعره بأصابعها بينما هو مُستلقٍ بين ذراعيها : هو إنت ليه مشكرتنيش النهارده لما كنت بتتكلم مع المذيعه الصفرا دي.
رفع رأسه لينظر إليها متعجبًا وقال: مش فاهـم السؤال.
تحدثت بحنق وقالت: يعني ليه موجهتليش رساله يا معتز و قولتلي فيها أنا بشكرك إنك معايا ، أنا بحبك ، أنا مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه.. أي حاجه من دي يعني يا معتز!
إعتدل جالسًا بمقعده وهو يطالعها بغرابه وقال: أنا يابنتي مش لسه إمبارح كنت بشكرك جامد .. بأمارة ما كنا ساعتها في الدريسنج وقولتلك أنا مقدرش أستغني عنك.. مش حصل؟
أومأت بموافقه وقالت: أيوة حصل.
_ و أول إمبارح لما كنا تحت في الـ pool ووقتها قولتلك متشكر جداا علي كل حاجه حلوه بتعمليها عشاني.. مش حصل؟
صرّت أسنانها بغيظ وقالت من بينهما: أيوة حصـل.
ليتسائل متعجبًا ويقول: اومال في إيه بقا؟ طالما أنا بقوللك كل حاجه حلوه بيني وبينك وعارف إني مش مقصر معاكي يبقا لزمتها إيه جو الشو والإستعراض قدام الكاميرات؟
طالعتهُ بإنزعاج ليضيف متهكمًا: ولا لازم أقول قدام المذيعه الصفرا؟
علي الفور تبدلت نظراتها إلي أخري أكثر غضبًا وضيقًا لتعلو إبتسامته شفتيه بتسليه ثم ثني ذراعيه خلف رأسه وإستند إليهما وهو يغمض عينيه ويقول بنبرةٍ خافته: فكرتيني بيها ليه يا رقيه دلوقتي!
غضبت غضبًا جنونيًا فطالعتهُ بنظراتٍ ناريه وقالت: نعم؟ هي مين دي اللي فكرتك بيها !!
صدحت ضحكته عاليًا ليقول وهو يحيط عنقه بكتفه: بضحك معاكي متبقيش قمااصه بقا.
لم تتمالك نفسها فإنهالت الدموع من عيناها حتي أنه حدق بها بعينان متسعتان وقال : رقيه!! إنتي بتعيطي؟!
إبتعدت عنه قليلًا و إستلقت بمكانها ثم أخفضت الضوء اامجاور لها ليزداد تعجبه فقال: رقيه انا بكلمك! إنتي بتعيطي ليه؟ إنتي مش عارفه إني بهزر؟
_ خلاص يا معتز مفيش حاجه. هكذا ألقت إليه بإيجاز ليرتفع حاجبيه بدهشه من تبدل حالها المفاجئ ثم قال: مفيش حاجه إزاي يعني؟ إنتي أكيد عارفه إني مش هبص لها ! لا هي ولا غيرها حتي!! أنا مش فاهم بجد أنا ببرر لك إيه أصلاً ولا بنتكلم في إيه!
مدت أناملها تنزح بها دمعاتها العالقه بمحجريها وقالت: خلاص يا معتز أنا مش زعلانه والله.. أنا مودي قَلَب فجأه بس مش عارفه ليه!
ثم إنتقلت من مكانها إلي جواره وتشبثت بذراعه بكلتا يديها بينما بقي هو يطالعها بتعجب لتقول بإبتسامه مهزوزه: تصبح علي خير.
ظل صامتًا يتطلع نحوها وهي تدثر نفسها بغطائها وتغمض عيناها بينما دمعاتها تسيل فوق وجنتيها بصمت فتنهد بضيق ثم إقترب منها ومسَحَ وجنتيها بأنامله ثم قال بصوتٍ حانٍ : طيب متناميش وإنتي معيطه .
فرقت بين أهدابها ونظرت إليه ليبتسم إليها ويُزيـح عنها الغطاء فجلست بمكانها وعانقته بينما مسد رأسها برفقٍ قد إعتادته و حنانٍ أصبح يغدقها به كإنها طفلته المدللـه.
…………
يقـف بشرفـة الغرفـه وهو يدخن سيجارته وعيناه مثبتتان من خلف الزجاج علي الفراش المقابل له والذي تقبع فوقهُ آصال وهي تمسك بدفترها و تكتب به بإنسجام.
كان يراقب حركاتها و سكناتها ، يرصد خلجاتها ، إنقباض ملامحها كلما اذكرت إحدي اللحظات العصيبه التي مرت بها و همّت بكتابتها، وإنبساطها وإرتخائها كلما دار خاطرٍ طيب بخلدها.
إنتهي من تدخين السيجاره ثم ولچ الغرفه مجددًا ودنا منها ثم جلس إلي جوارها ليراها وقد أغلقت دفترها ووضعته إلي جانبها وهي تنظر إليه بأعين لامعه وقالت: كفايه كده النهارده!
تناول كفها ثم طبع براحتهُ قبلةً وقال: بلاش تضغطي نفسك، خصوصًا التفاصيل اللي تحسي إنها بتضغطك نفسيًا مش لازم نكتبيها كلها في نفس الوقت.. خليها علي فترات. كل ما تحسي نفسك قادره اكتبي جزء.
أومأت بموافقه ليقول: عندي ليكي خبر كويس ، أنا وصلت لإسم مناسب جداا للكتاب.
تبدل إنطفاء عيناها إلي حماسٍ فَرِح وقالت: إيه هو؟
_ عشرون رساله قبل الوقـوع في الخطيئـه !!
لمَعَت عيناها بإعجابٍ ليقول: إيه رأيك؟
=حلو جداا .. بجد حلوو اووي ومناسب لمحتوي الكتاب جدا.
أومأ موافقًا وهو يقول: أيوة، و مناسب للشقين اللي في الكتاب.. الشِق الأول واللي هو القصه أو التجربه اللي فيه بما فيها طبعا الرسايل اللي كنتي بتكتبيها ، والشِق التاني والأهم بقا اللي هي الرسايل اللي فيها تحذير و إرشاد للبنات .
=معاك حق، الإسم فيه عمق كده أكيد اللي هيقرأه هيقف عنده ويبقا عنده فضول يعرف إيه هما العشرين رساله دول!
أومأ بتوكيد وأضاف: كلامك صحيح ، ده غير إننا هنحط إضافه صغيره قد كده علي الغلاف هتخلي المبيعات تزيد .
قطبت جبينها بإستغراب وسألته: إضافة إيه دي؟
_ مستوحي من أحداث حقيقيه!!
صمت لقليل يراقب رد فعلها ثم قال: المجتمـع اللي إحنا عايشين فيه للأسف فضولي جدا ؛ فالناس بقا عندها هوس تعرف اللي بيحصل أو اللي حصل لغيرها.. فـ لما نكتب إنه القصه دي مستوحاه من أحداث حقيقيه إلي جانب عنوان الكتاب ده هيزيد الفضول عندهم إنهم يعرفوا مضمون الكتاب إيه.
ظلت تتابع حديثه بإعجاب ثم مدت قبضتها المضمومه إليه وضربت بها قبضته المضمومه كعلامة إتفاق أو تأييد وقالت: إنت فظيـع بجد.
تعالت ضحكاته ثم قال ساخرًا: دماغ مهندسين بقا! إنتي إيه رأيك؟
_ رأيي في إيه ؟! كلامك صح طبعًا.
هز رأسه بمواقه ثم قال: تمام، يبقا تخلصي كتابه براحتك وعلي مهلك كده وتأدي بأحسن ما عندك وسيبي الباقي عليا.
نظرت إليه بإمتنان ثم عانقته ليضمها نحوه ثم قبّل جانب رأسها بحنوٍ بالغ ومن ثم إتجهـا سويًا للنـوم.
…………….
في صباح اليوم التالي ، وبينما كان معتز يستعد للخروج بسيارته من باب الڤيـلا تفاجأ بتلك التي تركض وراءه ليتوقف وهو ينظر من النافذه المجاوره له بتعجب إلي أن إستقلت السياره إلي جانبه وهي تقول بلهاث: كده كنت هتسيبني وتمشي؟
نظر إليها متعجبًا وقال: إنتي مش كنتي نايمه؟ صحيتي وجهزتي إمـتا؟
لم تُجِبهُ بينما كانت تحاول تهدئه نُسق أنفاسها ليتحرك بالسياره منطلقًا نحو مقرّ الشركـه.
توقف بسيارته عندما رأي مراد علي مقربةٍ منه وقد صف سيارته بمنتصف الطريق ويقف خلف باب السياره المجاور له وهو يصيح بإحداهن بتشنج وعصبيه بالغه !
نظر نحو تلك الفتاه قصيرة القامّه التي تقف خلف باب سيارتها المجاور لها وهي تتحدث إليه بعصبية مشابهه وقد إحتدم بينهما النقاش علي الأغلب!
تقدم نحوهما بسيارته ثم ترجل منها و دنا منهما ليستمع إلي حوارهما اللاذع حيث كانت تقول : هتصلحها يعني هتصلحها ورِجلك فوق رقبتك كمان! هو عشان عندك شِركه وعربيه آخر موديل هتمشي تدوس عالخلـق ولا إيه؟
قضم الآخـر شفتيه بغيظ وضرب سطح سيارته بقبضته عدة مرات في محاوله منه لكظم غيظه وقال: أهو عشان قلة أدبك ولسانك الطويل ده مش مصلحها.. واللي عندك إعمليه!
إستشاطت غضبّا وأردفت بجنون: ده إنت مش معقول! بقوللك إنت اللي كسرت عليا يا بني آدم!! إنت مبتفهمش؟!
_بااااااااس .. هنا برز صوت معتز الذي حالَ بينهما وقال موجهًا حديثه إلي مراد : في إيه يا مراد؟ موقفين الطريق وبتتخانقوا ليه؟
ثم نظـر إليها وتسائل بتعجب: في إيه يا آنسـه جميلـه؟
_ إسأل الأفندي!
=أفندي في عينك. قالها مراد وهو يرمقها بإنزعاج ليقول معتز متسائلاً: في إيه يا مراد؟
_إسأل الهانـم!
حينئذ ثار معتز وتحدث إليه بغضب لاذع وقال: هو إيه اللي إسأل الهانم، أنا بكلمك إنت! في إيـــه؟؟
رماها مراد بنظرات حارقه ثم إلتفت نحو معتز وراح يسرد عليه تفاصيل ما صار فقال: الآنسه جميله المبجله اللي إسمها يتعارض تمامًا مع أسلوبها بتبجح وهي االي غلطانه.
إندفعت جميله وهي تنظر إليه بغضب چم وقالت: إنت اللي خبطتني في وشي وكسرت الاكصدام ومش عاايز تصلح كمان!!
_ محدش قاللك تسوقي وإنتي بتحطي روچ يا هانم !
وتمتم حانقًا: أنا عارف إن هو يوم ما يعلم به الا ربنا .
صدح صوتها عاليًا وهي تقول بسخط وإحتجاج: أولًا اسمه ليب جلوس ، ثانيا بقا ملكش فيه ، ثالثا والأهم .. في إختراع إسمه كلاكسات ولا إنت حاططهم زينه في العربيه!!
كان معتز يستمع إليهم وهو يمسح علي وجهه مرارًا بنفاذ صبر إلي أن صرخ فيهم بإنفعال وقال: يعني انتوا الاتنين غلطانين دلوقتي!! ممكن بقا تهدوا ونتكلم بالعقل وبصوت واطي كده!! إتفضلي يا آنسه جميله قولي طلباتك..
نظرت إليهم جميله بترفّع وأجابت بحده: الاكصدام يلزمه استعدال..
ضحك مراد بتهكم واضح وقال: إستعدال؟ والله أنا شاكك إنك بنت!
_ وإنت يلزمك أدب!
إتسعت عينيه بدهشه وقال مستنكرًا: إنتي بتقولي إيه ؟!!
= لو سمحتي يا آنسه جميله ممنوع حرف زياده وإتفضلي اركني عربيتك وأنا هحل كل حاجه ويلا علي شغلك..
_ماهو يا مستر معتز…
=كلمه زياده وإعتبري نفسك مرفوده! .. هكذا قاطعها معتز بحسم لتنصاع لأوامره علي الفور وإستقلت سيارتها ثم تحركت بها لينظر حينها معتز الي مراد وقال: وإنت إتفضل اركن عربيتك وحصّلني علي مكتبي.
وعاد لسيارته فإستقلّها و أدار المحرك تحت نظرات رقيه المتعجبه فقالت: هما كل ده بيتخانقوا ليه؟
_اتنين مجانين وربنا بلاني بيهم..
وتمتم بخفوت: قال يعني أنا كنت ناقص جنان!
=بتقول حاجه؟ تسائلت بإستفهام ليتراجع علي الفور ويقول: لاا أبدا.
صفّ سيارته بمكانها المعتاد ثم دلفا إلي الشركه و توجه كلًا منهما نحو مكتبه وبدأ بمباشرة عمله.
………
بعد قليل من الوقت ، رن هاتف مكتب رقيه ، إلتقطت سماعة الهاتف وتحدثت: أفنـدم؟
_ ممكن تجيبيلي أفطر يا مدام رقيه بعد إذنك؟ أصل مراتي الشريره ضحكت عليا وسابتني أخرج من غير فطار..
صدحت ضحكاتها عاليًا وقالت بنبرةٍ مِغناجه : تحب تفطر إيه يا مستر عزو ؟
_مستر عزو ؟!! الهيبه في ذمة الله.
تعالت ضحكاتها أكثر ليقول: لالالا ده إنتي تجيبي الفطار وتيجي حالا.
علي الفور إنتقلت من مكتبها إلي مكتبه ، دلفت وهي تتمايل بدلال وبيدها تعبث بخصلةٍ من شعرها بينما إستراح هو بظهره إلي المقعد من خلفه وهو يتابع تقدمها منه بتسليه وإبتسامه مشاكسه.
إرتكزت بيديها علي حافة المكتب وإنحنت للأمام قليلًا ليقول متفحصًا إياها: أهلا بفتاتي اللعوب!
إنفلتت منها ضحكه وهي تقول: تحب تفطر إيه يا مستر معتز؟
_أي حاجه منك حلوه يا جميل إنت
أشارت إلى عينٍ تلو الأخرى وقالت: من عيني دي قبل عيني دي.
ثم جلست وضغطت زر ” الانتركم” وتحدثت إلي المدعو رضا الساعي المكتبي وطلبت منه أن يحضر طعام الإفطار إلي مكتب معتز.
بعد دقائق معدودة كان رضا قد أحضر فنجالا من القهوه وبجانبه شطيرتان وضعهما علي المكتب أمامه ثم إنصرف.
مد معتز يدهُ بشيطرةٍ إلي رقيه التي أشاحت بوجهها في تمنّع وقالت: لا لا.. مش عايزه.
ثم نظرت إلي الأريكه الموجودة في مقابل المكتب وقالت: أنا هفرد ضهري هنا كده علي ما تخلص فطارك.
ضغط زرٍ ما بجهاز الإنتركم فقام بغلق باب المكتب وقال: ياسلااام ، المكتب وصاحب المكتب تحت أمرك.
بدأ في تناول فطوره وهو يتفحص الملفات الموجودة أمامه بينما كانت هي تتطلع نحوه بإبتسامه حتي تثاقل جفناها وغلبها النوم.
_رقيه خدي اللابتوب و ابعتيلي الـ files اللي معمول لها select.. رقيه!!
قال الأخيره وهو ينظر تجاهها لينزوي ما بين حاجبيه بتعجب وردد في نفسه: مالها دي.؟
ثوانٍ وإستمع إلي طرقات علي باب المكتب فتقدم من الباب وفتحه ليجد مراد وقد همّ بالدخول ليستوقفه معتز عندما فتح الباب من الداخل ووقف خلفه وهو يرسم علي وجهه إبتسامةً سمجه ويقول: لا مؤاخذه.. أصل المدام مريّحه جوه شويه..
نظر إليه مراد بتعجب وقال: مدام مين!
_هيكون مدام مين يعني؟ المدام بتاعتي..
تسائل الآخر بإستنكار: والمدام بتاعتك نايمه جوه ليه ؟ مفيش عندكوا سراير في البيت ؟
_أيوة يا سكر مفيش عندنا سراير في البيت.. إتفضـل بقا من هنا دلوقتي وبعدين نتكلم.. ولا أقوللك، تعالي نتكلم في مكتبك.
إتجها سويًا إلي مكتب مراد ثم دلفا وجلسا و بادَر معتز بالحديث حيث قال: ها.. كنت عايز إيه؟
وضع الآخر ساقٍ فوق الأخري وأردف بعجرفه مصطنعه: هكون عايز إيه يعني؟ مش إنت اللي قلت لي تعالالي علي مكتبي؟
ركل بقدمهِ قدم مراد التي تعلو الأخري وقال: أيوة صح إفتكرت، إيه اللي هببته من شويه إنت وجميله ده؟
_جميلـه؟ دي جميله؟!! قول مصيبه ، داهيه ، أي نيله ..
=أنا مش فاهم إنت عامل عقلك بعقلها ليه؟ المفروض إنت راجل يعني تكون عاقل عن كده .. معروف إن البنات هربانه منهم.. إنما تقف قصادها في الطريق و تردحوا قصاد بعض إنتوا الاتنين!! ده إنت حظك الحلو إن مش رياض اللي شافك وإنت واقف بتناطح معاها كلمه بكلمه.
_ماهي اللي مستفزه ! قولتلها في الأول هصلحلك العربيه ، مش تسكت بقا وتلم الليله؟ لأ.. فضلت تقوللي إنت شايف نفسك علي إيه، وإنت متفرعن وماشي تدوس في الناس ، واللي فوق مبيحسوش باللي تحت.. وفين الشهااامه، وفين النخوووه، ودخلتني بقا في حقد طبقي وتفرقه عنصريه وكان فاضل لها تكه وتقوللي إرحل!
ضحك معتز بشده وقال: بقا الشبر وإقطع دي يطلع منها كل ده؟ عامةً أنا المسئول عن تدريبها متقلقش هي مش هيبقالها أي تعامل معاك بعد كده..
ثم نهض وهو يقول: وإنت هدي اعصابك شويه ومتنساش إنك هنا مدير تنفيذي زيك زيي كده.. يعني لازم يبقالك هيبه وقيمه كبيره وسط الموظفين زيي ، لازم تكون حاسم وحازم وصاحب كلمه مؤثره زيي كده بردو.
_ياشيخ إتلهي.
=أتلهي؟ علموك كده في المدارس! يلاا إنا راجع علي مكتبي وإنت شوف شغلك يمكن تفلـح في حاجه .. سلام .
_سلام ياخويا.. سلام يا حازم!
………….
في المسـاء..
كان معتز قد دلف لتوّه من باب الغرفه لتتسع إبتسامته عندما رأي رقيه وهي تجلس علي مقعدٍ مسطح بشرفة الغرفه فدلف ليراها وقد كرمشت وجهها بضيق وأشاحت بوجهها علي الفور ليتعجب تصرفها فقال: في إيه مالك؟
نظرت إليه وهي لا تزال علي نفس إنطباعها وقالت: لأ مفيـش.
جلس إلي جوارها في صمت لتنهض من مكانها ثم إقتربت منه وطفقت تشمشم بأنفها بالقرب منه ليبتعد برأسه للخلف وهو يقول: في إيه يا هبله إنتي ؟
إقتربت بأنفها من فمه وسألته: هو إنت واكل فسيخ؟
نظر إليها حانقًا وقال: فسيخ؟ وأنا اللي فكرتك هتبوسيني؟!! لا طبعًا مش آكل فسيخ.
حكت وجهها بقوه وهي تقول: اومال ريحة الفسيخ دي جايه منين؟
حك وجهه كما فعلت وهو يسخر منها وقال: مش عارف والله.. يلا لو هتجهزي عشان مامتك مستنيه..
جلست بمكانها ثانيةً وقالت وهي تفرك يديها بتوتر: معتز أنا كنت عايزه أطلب منك طلب..
نظر إليها بإهتمام وقال: إطلبي عنيا.
_أنا عايزه أقعد عند ماما شويه.
قطب جبينه بخفه ثم أومأ موافقًا وقال: ماشي مفيش مشاكل ، اقعدي قد ما تحبي وبعدها نيجي..
إزدردت لعابها بترقب وقالت: لأ مش قصدي شويه النهارده يعني، أقصد فتره .
إشتدت تقطيبة حاجبيه وقال: فتره!! يعني إيه فتره؟! فتره أد إيه يعني؟؟ و ليه فتره من أصله!!!
أخذت نفسًا طويلًا زفرته علي تمهل وقالت: فتره يعني يومين تلاته أو أسبوع بالكتير يا معتز!
جحظت عيناه وهو يقول: يومين تلاته ولا أسبوع؟؟؟ إنتي بتهزري مش كده؟؟
أغمضت عيناها بنفاذ صبر ثم أجابته في إيجاز: لا يا معتز مش بهزر، أنا بقالي يومين حاسه إني مخنوقه ونفسيتـي تعبانه و…
بترت كلمتها وزمت شفتيها بأسف ليتسائل بحده: و إيه؟!!
_ ومش عايزه أقعد هنا.
رفرف بأهدابه بغير تصديق وقال مرددًا كلماتها: مش عايزة تقعدي هنا!!
ثم نظر إليها بثبات وأضاف: هنا اللي هو معايا مش كده؟
أغمضت عينيها بندم من إدراكها لذلك الشعور الذي وصله وقالت: مش قصدي معاك يا معتز، لو سمحت إفهمني…
قاطعها بصوته الحاد الغاضب وقال: إفهمي إنتي يا رقيه، بيات برا البيت لأ..
ثم قطع جملته ونظر إلي داخل عينيها وأضاف: بيات بعيد عني لأ.
سالت علي جانب خديها دمعاتٍ ساخنه بينما يتابع هو ما بدأه وقال: أنا طول عمري عايش لوحدي! من ساعة ما حبيتك وأنا بعد الأيام والساعات والدقايق عشان نتجوز وتيجي تونسيني وتبقي معايا! ويوم ما نتجوز وأقول أخيرا لقيت حد يرد فيا الروح تقوليلي مش عايزه أقعد هنا!!!
وسألها بحاجبين متقوسين بدهشه: هو أنا زعلتك في حاجه؟
أومأت أن لا ليزداد تعجبه فقال: اومال في إيه؟
إلتصقت به بندم وٱحتضنت ذراعه وأسندت خدها علي كتفه وقالت: خلاص اعتبرني مقولتش حاجه ، أنا أسفه.
تنهد بحيره ثم أومأ موافقًا وقال: ماشي يا رقيه ، لو سمحتي كفايه تأخير لحد كده وقومي اجهزي عشان نمشي.
نهضت ودلفت إلي غرفة الملابس لتبدل ثيابها بينما تركته ينظر في أثرها متعجبًا طلبها العجيب المفاجئ .
بعد قليل كانت قد إنتهت من تبديل ملابسها وإنطلقا سويًا نحو منزل والدتها.
………
إستقبلتهمـا والدتها بحفاوةٍ شديده وهي تقول بإستعتاب ليّن: كل ده تأخير؟
دلف معتز ليجلس في مكانه المعتاد وهو يقول بلهجه يشوبها الضيق الطفيف: كله من رقيه هانم ، كانت بتعمللي فيش وتشبيه أول ما دخلت.
نظرت فاطمه إلي إبنتها وهزت رأسها بتساؤل صامت فتنهدت رقيه بضيق وربتت علي كتفها ثم دلفت تتبعه وجلست إلي جواره.
جلست فاطمه وهي تنظر إليهم بأعين متفحصه إلتقطت بها توتر الأجواء بينهما لتقول : معلش يا رقيه تناوليني دوا السكر أخده قبل الأكل من مكانه جوه.
أومأت رقيه علي الفور وتوجهت علي الفور نحو غرفة والدتها التي نهضت من مكانها وتوجهت لتجلس ألي جوار معتز وسألته بإهتمام: مالك يا حبيبي؟ إنتوا متخانقين؟
نظر إليها معتز بصمت لقليل ثم تنهد بضيق وقال بهدوء ينافي عادته: مش متخانقين ، بس مش عارف رقيه مالها.
قطبت جبينها بتوتر وتسائلت: مالها رقيه؟
_غريبه كده النهارده وكانت عايزه تيجي تقعد معاكي هنا فتره!
ضربت فوق صدرها بحسره وقالت: يا ساتر يا رب ، تقعد معايا ليه كفي الله الشر؟ هو حصل بينكوا حاجه ؟
_أبدًا ، إحنا كنا كويسين جداا وروحنا الشركه مع بعض ورجعنا من الشركه مع بعض وبعدها أنا خرجت قابلت مراد ورجعت لقيتها بتقوللي عايزه أقعد عند ماما فتره ومش عايزه أقعد هنا وكلام عجيب كده أنا مش فاهمه.
حاولت تهدئته فقالت: طيب يا حبيبي متزعلش نفسك بس.. إنت محاولتش تفهم منها هي ليه عايزه تسيب البيت وتيجي تقعد هنا؟
_بتقول قرفانه ونفسيتها تعبانه بقااها كام يوم ..
حملقت به بدهشه سرعان ما تبدلت إلي فرحه وقالت: قرفانه؟! بتقول قرفانه؟!
ثم صدحت زغرودتها عاليًا كمن تلقي خبرٌ سار للتو تحت أنظاره المتعجبه ليقول بإستفهام: إنتي بتزغرطي عشان قرفانه؟!
نظرت إليه بفرحه وعينان لامعتان وقالت: لا بزغرط عشان فرحانه، مبروك يا حبيبـي مراتك حامــــل!.
………..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى