روايات

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نعمة حسن

موقع كتابك في سطور

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نعمة حسن

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه البارت الحادي والثلاثون

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الجزء الحادي والثلاثون

عشرون رساله قبل الوقوع في الخطينه
عشرون رساله قبل الوقوع في الخطينه

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الحلقة الحادية والثلاثون

_رياض تعالي عندي دلوقتي حالا…
إنزوي ما بين حاجبيه مردفًا بغرابه: خير في إيه؟!
_مصيبـه!
إلتوي ثغر الآخر وقال متهكمًا: ما أكيد مصيبه يعني، هو إنت هتجيب إيه غير المصايب!
أغلق الهاتف بوجهه وقال ليجيب تساؤلات وجه آصال: معتز بيه عايزني عشان في مصيبه..
وأردف مبتسمًا بإنزعاج وسخريه: مفيش يوم يعدي من غير ما أحرق في أعصابي..
مسحت بيديها علي طولِ ذراعه مردفه: إن شاء الله خير..
أومأ قائلًا: إن شاء الله، هشوفه وأرجعلك، مش هتأخر عليكي.
إنصرف مغادرًا مكتبها بينما كانت تنظر في أثرهِ مبتسمه بحب ثم تنهدت بإرتياح وشرعت في إنهاء عملها..
…..
دلف رياض إلي مكتب معتز ليجده قابعًا خلف مكتبه يتابع شيئًا ما بإهتمام فدنا منه وإستدار ليقف إلي جواره ليتمكن من رؤية ما يتابعه وتسائل بجديّه: في إيه؟
دون أن ينظر إليه معتز مدّ يديه بأحد الأوراق إلي رياض الذي إلتقطها من بين يديه وهو قاطب الجبين ثم بدأ بقرائتها لتتسع عيناه غضبًا وصاح بعصبيه مفرطه: إزاي الكلام ده! هو لعب عيال ولا إيه؟ يعني إيه ينسحبوا دلوقتي بالذات!!
نظر إليه معتز بقلة حيله مردفًا: في ملعوب كبير أوي بيحصل أنا شامم ريحته..
_إسماعيل عوده اللي وراها. ألقاها وهو يرمي بالورق بإهمال إلي سطح المكتب ثم تخصر بتأهب وتوتر وعقله لا يتوقف عن التفكير ثم قال: هو متعمد إن الـ backup line ينزل الأرض بعد ما أخيرًا كنا هنشم نفَسنَا وخاصةً بعد شراكتنا معاهم.. حب يوقف لي كل حاجه لما عرف بالمشاريع الجديده وقال يعمل الحركه السخيفه دي عشان تقف لي زي الشوكه في الزور.
كان معتز يهز رأسه بتإكيد علي كلام رياض، موافقًا علي كل ما قاله ثم تنهد بإحباط وراح عقله يسعي مفكرًا علّه يجد مخرجًا من تلك الأزمه لينتبه عندما قال رياض: بس إحنا حاليا مش ملزمين نرد لهم حقهم بشكل فوري ؛ الاتفاقيات اللي بيننا بتسمحلنا نديهم حقوقهم علي أقساط سنويه، يعني مش مضغوطين أوي! قدامنا فرصه نتابع المشاريع ونمشي زي ما كنا ماشيين.. ولا إيه؟!
نظر إليه معتز بملامح منقبضه وأردف بإنزعاج: إزاي بس يا رياض!! و البلبله اللي هتحصل وإحنا فلوسنا كلها في السوق!! ولو حصل والمشاريع الجديدة دي وقفت أو حد من المستثمرين قرر إنه ينسحب هو كمان هيكون وضع الشركه عامل إزااي وهنعرف إزاي نعوض الخساير دي!!
_ ماشي معاك، بس متنساش إن لسه في جدوله زمنيه ولسه المفروض هيعرضوا حصتهم للبيع وكل ده هياخد وقت.. هنكون إحنا خلصنا مشاريعنا وإفتتحناها كمان وبعدها نفوق لهم بقاا.
أومأ معتز مصدقًا علي حديثه فقال الآخر: إنت لازم تروح تتابع المشاريع بنفسك ؛ لازم ننجز ف أقرب وقت..
سأله معتز حانقًا: يعني ده وقته بذمتك! وأنا اللي قولت إني هعمل خطوبتي الأسبوع الجاي! تقوم إنت تسحلني من كاترين لـ
_لالالالا… خليك إنت مع مشروع العاشر والتجمع وأنا هحل الباقي..
=إذا كان كده ماشي.. هو أينعم أنا هتمرمط بردو بس مقدور عليهاا..
_اومال إنت عايز إيه سيادتك، لا عاجبك كده ولا كده!! وبعدين خطوبة إيه دي اللي جت فجأه، كنت ناوي تعرفني إمتا حضرتك؟
إبتسم معتز حتي تبينت نواجزه وأردف: والله كنت هقولك، بس قولت أبلغك بالمصيبه الأول عشان تاخد صدمه وبعدها أبلغك بقا بالخبر السعيد ده.
طالعهُ رياض وهو لا يزال متخصرًا بترقب ثم تسائل وهو لا يزال واجمًا: وبعدين ؟! إمتا الخطوبه؟
_ لأ مانا لسه متقدمتلهاش أصلا. قالها وتوقف عن الحديث عندما حدجه رياض بنظرات مستنكره وقال: يعني لسه متقدمتش رسمي وبتتكلم بناءً على إيه؟
فرد معتز ظهره علي المقعد من خلفه بأريحيه مردفًا بإبتسامه: بناءً على إحساسي، علي ده..
وأشار بيديه إلي موضع قلبه ليحتقن وجه رياض بغضب وحنق ثم قال: إنت عيل ملزق يلاا..
لم يهتز معتز بل تمسك بإبتسامته اللزجه ليثيير حنقه أكثر فقال رياض: دلوقتي حالا تبعتلهم إيميل وتشرحلـ….
بتر جملته لمّا إندفع الباب بغتةّ ودلفت رقيه بهيئتها المنزعجه وأصابها الحرج وهي تنقّل بصرها بين معتز الذي يرمقها بإستفهام وبين رياض الذي يطالعها بتعجب فتراجعت للخلف وهي تقول بأسف مصوّبه حديثها تجاه رياض: أنا آسفه مكنتش أعرف إن حضرتك موجود.
سحبت الباب للأمام ليقول رياض: أنا كنت خارج، إتفضلي.
تنحّت رقيه جانبًا ريثما غادر رياض المكتب وتقدمت للداخل ووجها مصبوغٌ بدماء الحرج، تقدمت من معتز وجلست على المقعد المقابل له ليقول: في حد يدخل دخلة العساكر دي!
زمّت شفتاها بضيق وأردفت: متتكلمش نهائي بقاا عشان انا عايزه الأرض تنشق وتبلعني دلوقتي..
_خيـر؟ هجومك ده مش بلا إنَّ !!
نظرت إليه وقد تطاير الشرر من عينيها وأردفت: أنا عايزة أعرف حاجه واحده، إنت هتيجي تكلم ماما إمتا!
_ لسه مش عارف.. بس في خلال الاسبوع ده، إشمعنا؟
تنهدت بضيق ثم أردفت: خالي كان بيكلمها وقاللها إن في واحد عايز يتقدم لي من قرايب ماما.. وطبعا ماما إضطرت تصارح خالي بالحقيقه عشان تختصر الكلام و تقصر الطرق معاه فقالتله إني بحب واحد وهو هييجي يتقدم لي اليومين الجايين.
_واحد مين ده؟! .. تسائل بتعجب وإستنكار لتحملق به بذهول وقالت: هيكون مين يعني!! إنت طبعا يا معتز!!
_آه صح نسيت.. طيب أنا هظبط أموري گده وهسافر لخالك وأطلبك منه رسمي وبعدها أكلم مامتك وبعدها هنحل كل حاجه إن شاء الله متقلقيش.
تنهدت براحه وأومأت بموافقه ليقول: يلا روحي خلصي شغلك وسيبيني أخلص شغلي..
نهضت علي الفور وسارت للأمام ليستوقفها قائلًا: رقيه..
إستدارت لتنظرإليه فقال مبتسمًا: إبقي طلي عليا كل شويه عشان بتوحشيني.
……
توقف رياض بسيارته أمام أحد أشهر بيوت الأزياء والذي يقوم بتصميم جميع بدلاته لديهم ، ترجل من السياره وتبعته آصال فـ بسط كفه أمام كفها فوضعت يدها بيده وتقدما سويًّا نحو الداخل.
علي الباب.. إستقبلتهم فتاة حسناء ترتدي الزي الخاص بالمكان والذي يتألف من قميصًا حريريًا باللون الأبيض وتنوره قصيره باللون الأسود تصل إلي أعلي ركبتيها بقليل.
_إتفضل يا رياض باشا، المكان نوّر. ألقتها بإبتسامه واسعه قابلها رياض بإبتسامه متكلفه لم تصل إلي عينيه وقال بلهجه مقتضبة: ميرسي يا تينا.
ثم تقدم وهو لا يزال ممسكًا بيد آصال ثم تقدما إلي حيث أشارت الفتاه ليجلسا علي أريكةً وثيره تنم عن فخامة و رقي المكان.
_ثواني وتكون قهوتك جاهزه يا رياض باشا.
إنصرفت تينا علي الفور وتعمدت تجاهل آصال التي إحتقن وجهها غضبًا وعيناها لا تغفل عن مراقبة تلك الحسناء وهي تجوب بالمكان ذهابًا و جيئه دون داعي مما أثار إنتباه رياض لها وراح يتطلع نحوها محاولًا فهم غايتها لينتبه علي تلك التي غرست أظافرها بعروق يده بكل ما اوتيت من قوه..
نظر إليها بهدوء ينافي توقعاتها ليراها تتجاهله عمدًا وهي ترسم إبتسامه مزيفه علي شفتيها وتمثل الإنشغال بتفحص المكان..
تقدمت منهم فتاه أخري ترسم علي وجهها إبتسامه عمليه ثم رحبت بهم وقالت وهي تنظر إلي آصال: ممكن حضرتك تتفضلي معايا فوق عشان ناخد المقاسات؟
أومأت بموافقه ثم نهضت ونظرت إلي رياض فهز رأسه بتساؤل فقالت: إنت مش جاي معايا ولا إيه؟!
_هاجي معاكي أعمل إيه يا آصال؟ المكان كله بنات فوق.
حانت منها إلتفاته إلي المدعوه ‘تينـا’ ونظرت إليه بحنق وقالت: هتفضل هنا لوحدك؟!
جاهد كي لا ينفجر ضاحكًا وتمسك بثباته وجموده قدر إستطاعت وقال: معلش يا حبيبي أنا هشرب سيجاره علي ما تنزلي.
وافقت علي مضض وإنصرفت برفقة الفتاه و صعدتا إلي الأعلي والغضب قد أخذ منها كل مأخذٍ.
أشعل رياض إحدي سجائره وراح يدخنها بصمت قطعته تلك التي إقتحمت مجلسه بغتةّ وجلست علي المقعد المقابل له وقالت بنبره رخوه: طلبت لحضرتك القهوه مظبوط زي ما بتشربها.
نفض سيجارته بالمنفضه وهو يجيبها دون إهتمام: متشكر.
_ خطيبتك so cute.. بس حاسه إنه مفيش بينكوا chemistry خاالص.
سحب نفسًا طويلًا من السيجاره و ألقاها بالمنفضه أمامه وضغطها بقوه ثم زفر دخان السيجاره أمامه بغطرسه مردفًا بإقتضاب: متهيألك.
كانت آصال قد فرغت من إعطاء مقاساتها الخاصه و نزلت إلي الأسفل حيث يجلس رياض ليتجهم وجهها عندما رأت تلك الرقطاء تجلس بصحبته وتقدمت منهما سريعًا وقد أحست بالدم يتدفق في عروقها بغضبٍ مفرط.
جلست إلي جانب رياض الذي نظر إليها بإهتمام وسألها: ها يا حبيبي خلصتي!
أومأت أن نعم بصمت لتنتبه حينها إلي تينا التي تجاهلت وجودها للمره الثانيه وتحدثت إلي رياض مباشرةً وقالت: رياض باشا لو تحب تشوف الـ collection الجديد في البدل الـ slim fit
نظر رياض إلي آصال وسألها: إيه رأيك يا روحي؟! تشوفيهم معايا؟
أومأت بموافقه فنظر إليها وأومأ بموافقه ليصدح صوتها عاليًا وأمرت بإحضار بعض الموديلات لينتقي منهم..
إقتربت من رياض أكثر ووقفت إلي جواره ثم مالت عليه قليلًا وأشارت إلي إحدي الحلّات من اللون الرمادي وقالت: إيه رأي حضرتك في دي؟! أنا شايفه إن الدرجه دي مناسبه لحضرتك جداا و هتخليك So Handsome
تجاهل حديثها ونظر إلي آصال ثم قال: إيه رأيك يا آصال؟
طالعتها آصال ببرود وأردفت بإستياء: مش حلوه خاالص.
هز رأسه متفهمًا وقال: طيب نشوف حاجه تانيه..
تحدثت تينا بميوعه وقالت: طيب دي.. لونها حلو جداا و trendy
نظر رياض إلي آصال التي إحتد صوتها قليلًا وهي تقول: مفيش ولا حاجه هنا عجباني، مش ستايلك.
ثم طالعتها بقوه من أعلي رأسها إلي أخمص قدميها وقالت: كلهم أوڤر.
أفتر ثغرها بصدمه ورفرفت بأهدابها وهي تردد ما قالته: أوڤر؟!! مش معقول يا فندم.. أي حد بيفهم في الـ fashion هيعرف إن البدل د………..
بترت حديثها عندما حدجها رياض بنظرات ناريه جعلتها تبتلع لسانها علي الفور..
طالعتها آصال وقد إفترسها الغضب وقالت: يعني إيه أي حد بيفهم بيفهم دي؟!! قصدك إن أنا مش بفهم ولا إيه!!
علي الفور حالَ بينهم رياض وأوقف نقاشهم المحتدم وقال: آصال لو سمحتي خلاص.. إتفضلي يلا..
نظرت إليه وكإنما تفاجئت بما قاله! .. ام تتوقع أنه سيوجه حديثه إليها، ربما توقعت أن يكيّل للأخيره بعضٍ من الإنتقادات ولكنه لم يفعل.
أمسك بيدها بإحكام ولم يُزِد شيئًا آخر وغادر علي الفور ثم فتح لها باب السياره لتستقلها بهدوء نقيض تلك النيران التي تلتهما ومن ثَم إستقل السياره بدوره ليتفاجأ بها وهي تستدير لتقابل وجهه وقالت بضيق: ممكن أعرف بقا في إيه؟
نظر إليها متفحصًا ولم ينبس بكلمه ثم أشعل إحدي سجائره وشرع في تدخينها بصمت لتقول هي بغضب چم: رياض أنا بكلمك علي فكره!!
نظر إليها متعجبًا ثورتها المفاجئه وقال: مالك يا آصال متعصبه ليه كده؟! إيه اللي حصل مش فاهم!
_والله؟!! ممكن أعرف كنت بتبص لها كده ليه وعينك هتطلع عليها؟
تقوّس حاجبيه بدهشه مرددًا كلماتها بإستنكار: عيني هتطلع عليها؟!!! هي مين دي اللي عيني كانت هتطلع عليها! و ليه؟! ميبقاش عقلك صغير.
حملقت به بغضب أكثر وقالت: والله ؟! أنا اللي عقلي صغير ولا إنت اللي عينيك زايغه!
أدهشته كلماتها بقدر ما أثارت ضحكاته التي تعالت وقهقه بها عاليًا وهو يحاول كبح جماحها مما أشعل فتيل غضبها وصاحت به بعصبيه بالغه وقالت: بتضحك على إيه مش فاهمه! ولا بتحاول تهرب من الكلام بطريقتك دي؟!
نظر إليها لبرهه.. تفحص وجهها الغاضب، أوداجها المنتفخه البارزه، عيناها المتسعه المحتقنه بدماء الغيره اللتان شرد بهما قليلًا..
_ريــااااض!! لو سمحت رد عليا دلوقتي حالا.
لوّحت بيديها أمام عينيه وهي تتحدث لتتفاجأ به وقد إقترب منها ثم قبّل عينها ليصيبها الخرس تمامًا فأردف هو: شكلك زي القمر وإنتي غيرانه.
نظرت إليه بتيه، لقد نجح مثل كل مره في أن يأسر قلبها دون أدني مجهود! ، بفعلته البسيطه تلك كأنه مسح علي قلبها بيديه الحانيتين ولم يَعُد به ولو ذرة ضيق..
أمسك بيدها وإحتضنها بين كفيه بإحكام وقال وهو يربت فوقها بهدوء وحب: إنتي أكبر من كده بكتير يا روحي، مش عايزك تلتفتي للحاجات البسيطه اللي بتكبر وتعمل مشاكل إحنا في غنا عنها..
ثم رفع يدها إلي فمه قليلًا وقبّلها وأضاف: أنا بحبك وإنتي عارفه ومتأكده، يبقا متشغليش بالك بالتفاهات دي بقا..
أومأت بهدوء وقد تسللت إبتسامه إلي شفتيها ولكن سرعان ما إنقشعت عنها وأردفت بتساؤل حانق: بس إنت كنت بتبص عليها وهي رايحه وجايه..
هز رأسه بيأس وأردف: ما طبيعي يا حبيبي إني هبص عليها!! أكيد يعني مش هغمي عنياا.. البنت رايحه جايه زي ما بتقولي ومتعمده تلفت إنتباهي..
ثارت حفيظتها وجنّ جنونها أكثر وقبل أن تنطق سبقها قائلا: كان لازم أفهم هي بتحاول توصل لإيه.
_ و وصلت!!
تسائلت بغضب وأعين مترقبه بينما أومأ موافقًا وأردف هو بكل بساطه: معجبه بياا.
بقَت صامته لا تحول عينيها عنه تنظر إليه نظرة غيظ ليتنهد هو بضيق وسألها بحيره: إنتي مضايقه نفسك ليه دلوقتي علي حاجه تافهه! أكيد مش محتاجه إني أقوللك إنها مش أول ولا آخر واحده تتصرف بالطريقه دي قدامي!! بس مش أنا اللي تخافي مني يا آصال وإنتي عارفه! أنا عمري ما إديت لشئ أكبر من قيمته.. أنا بشوف عشرات من الأشكال اللي زي دي يوميًا ومضطر أتعامل معاهم، لكن بمجرد ما بتمشي من قدامي أنا بنسي كان شكلها إيه!
هزت رأسها تباعًا وكأنها لم تعي ما يقول، فقط مرّ حديثه علي أذناها دون الإقتناع به ثم قالت: خلاص محصلش حاجه.. مش مضايقه.
_والله؟! علي أساس إني مش عارفك! بتحبي تنكدي في أوقات غريبه جداا بصراحه.
صاحت به بغضب وإنفعال وطفقت عيناها بالبكاء وقالت: طيب المطلوب مني إيه دلوقتي يعني!! قولتلك خلاص مش مضايقه وإنت اللي مُصرّ تضغط عليا بكلامك ده!!
رفع زجاج السياره حتي يتسنّي لها الصراخ كيفما تشاء وإستدار بكامل جسده وهو ينظر إليها بتركيز وثبات وقد إزداد إنفعالها وهي تقول: وكمان لما قالتلي لو حد بيفهم في الفاشون كان هيعرف إن مش عارفه إيه.. إنت قولتلي خلاص!!
ونظرت إليه وقد تحول لون عيناها إلي الحمره الخالصه وأردفت: بتقوللي خلاص!! المفروض كنت هزأتها وعرفتها تتكلم معايا إزاي!! لكن إنت طبعا معملتش كده! و أول ما أنا طلعت فوق هي جت قعدت معاك.. ممكن أعرف كنتوا بتتكلموا في إيه؟
كان يستمع إليها بإهتمام وهو يضع يده أسفل خده يستند إليها ويراقب إنفعالها المفاجئ، يعلم أنها كانت بحاجه شديده لذلك الإنفجار وتلك الفتاه لم تكن سوى ذريعه لتفعل.
_ إنت ساكت ليه؟! طبعًا مش عايز تتكلم.. ماهو المفروض سيادتك تتكلم بمزاجك وتسكت بمزاجك وأنا مرغمه إني أقبل بكده..
سحب عدة مناديل من العلبه الموضوعه أمامه وأعطاها لها فأمسكتها وجففت وجهها وأزالت أثار دمعاتها ثم صمتت.
أخفضت زجاج السياره المجاور لها قليلًا ثم سحبت شهيقًا طويلًا جددت به هواء رئتيها ثم نظرت إليه بهدوء وقد عادت عيناها إلي صفائهما من جديد ليقول: بقيتي أحسن؟
أومأت بهدوء ليمنحها إبتسامةً مطمئنه فقالت: حاسه إن أنا إتكلمت كتير جداا..
مسد رأسها مبتسمًا وقال: ولا يهمك، هي الفتره دي بس عشانك متوتره ومضغوطه فـ كنتي محتاجه تخرجي الشحنات السلبيه اللي جواكي.. و ده كويس جداا، عشان تكملي بطاقه جديده وروح جديده.
إبتسمت له بعذوبه فبادلها إبتسامتها بأخري عاشقه فقالت بإمتنان: رياض أنا مش عارفه من غيرك كنت هعمل إيه!
إبتسم هو وأردف ممازحًا: مكنتيش هتلاقي حد يتحمل جنانك..
وأردف بجديه وهو يثبت ناظريه نحو عينيها وقال: لكن عشان بحبك عندي إستعداد أمشي معاكي في النار لو طلبتي.
_ربنا يخليك ليا.
مسح فوق كفها بظهر كفه بحنان وقال: ويخليكي لياا يا حبيبي، يلا خدي نَفس كده وتعالي نشرب حاجه الأول وبعدين نكمّل..
ـــــــــ
في تمام التاسعـه..
يقف معتز بغرفة الملابس خاصّته يجوب الغرفه ذهابًا وإيابًا ويديه معقودتين خلف ظهره ورأسه محني للأمام قليلًا ثم يعود ويقف أمام خزانة بدلاته طارقًا بأنامله علي ذقنه بتفكير وهو يقول: ما هو مش معقول هلبس إسود في خطوبتي!! أومال في الفرح هلبس إيه! وبردو مبحبش اللون الأبيض.. بحسه كده بيسمرني! وأكيد مش هلبس سيلڤر.. مش كل مناسبه يعني هلبس سيلڤر!!
تنهد بإحباط وتخصّر وهو يطالع جميع بدلاته بحيره ثم قال: ممكن أعمل ميكس.. يعني بنطلون إسود والچاكت إسود والقميص سيلڤر.. أستغفر الله العظيم..
_أنا ممكن ألبس البنطلون والقميص اسود والچاكت أبيض.. و ممكن إسود.. وممكن سيلڤر.. وممكن ماروحش ام الخطوبه دي خاالص وأشتري دماغي.. لالالا كده الموضوع بقاا أوڤر أوي.. أنا لازم آخد شاور تاني وأفكر علي رواق.
دلف إلي المغسل و ملأ حوض الإستحمام بالمياه الدافئه ثم نزل به ممسكًا بهاتفه وهو يتصفح آخر الأخبار فإذ به يتلقي إتصالا من رقيه ليحمحم بقوه ثم أجابها: أيوة يا رقوش..
_معتز إنت فين كل ده!!
تسائلت بغلظه فأجابها بجديه مصطنعه: أنا في الطريق أهو،بس في زحمه والطريق واقف..
_أومال مفيش دوشه ولا صوت عربيات ليه؟! إنت بتشتغلني يا أستاذ؟
حك ذقنه بتفكير علّه ينجح في الفرار من ذلك المأزق ثم قال: بقوللك الطريق واقف يا رقيه يعني العربيات كلها راكنه هيبقالها صوت إزاي؟! وبعدين إيه بشتغلك دي؟؟ تقصدي إني بكدب عليكي ؟! يعني مش مصدقاني؟! بتشكي فيا يا رقيه!! و فـ يوم خطوبتنا!!!
_هو إيه الفيلم الهندي ده!! معتز وحياة أبوك إخلص عشان أمي مش مبطله كلام وعماله تقوللي خالك ومش خالك.
=إيه ده هو خالك وصل؟!
_بقاله أربع تيام قاعد بره.. إنجز بقا.
=تمام ماشي، سلام.
أنهي المكالمه وهو يتمتم بحنق: الواحد مش عارف ياخد شاور براحته.. مستعجلين علي إيه مش فاهم.
نظر بالساعه المعلقه علي الحائط أمامه لتتسع عينيه بصدمه وهو يقول: الساعه ٩ ونص!! ده انا إتأخرت فعلاا!!
أسرع ينتقي ملابسه سريعًا وإرتدي علي عجالةٍ ثم غادر منطلقًا نحو منزل رقيه.
صفّ سيارته أمام المنزل ثم ترجّل من السياره وصعد إلي الأعلي علي الفور، دلف إلي الداخل و صافح الحضور حيث كان يجلس خال رقيه و والدتها وإنضم إليهم كلًا من رياض ومهدي..
….
_ شكلي حلو؟! حاسه إنه هيتفاجئ بشعري..
تحدثت رقيه وهي تنظر إلي آصال بالمرآه من خلفها لتتقدم آصال نحوها مبتسمه وقالت بإطراء: جميله يا حبيبتي.. و لون شعرك حلو جداا..
_إحلفي!! قالتها بشك فقالت آصال ضاحكه: من غير ما احلف، شكلك جميل والله.. يلاا عشان متتأخريش عليهم .
إنفرج الباب ودلفت فاطمه التي أتت لإستدعاء إبنتها وفور أن رأتها سالت دمعاتها بحب وسعاده وتقدمت منها وهي تبسط ذراعيها لتحتضنها فسارعت رقيه وإحتضنت والدتها بقوه وهي تقول: بتعيطي ليه بس يا ماما! هو إنتي فرحانه تعيطي زعلانه بردو تعيطي!! مفيش Option تاني!!
طالعتها فاطمه بتفحص وإكبار وهي تتمتم: بسم الله ماشاء الله يا حبيبتي، قمر١٤ .
ضحكت رقيه وقالت بمرح: يا ماما يا أوڤر!
لكزتها بكتفها بخفه مردفه بإبتسامه: طيب يلا يا ام لسان ونص الرجاله مستنيين بره!
خرجن من الغرفه وتقدمت رقيه منهم وصافحت الجميع وصولًا إلي معتز الذي كان لا يزال مشدوهًا!! مَن تلك الفاتنه؟!
فستانها الرقيق ذو اللون الأزرق، المزين بالماس اللامع علي أطرافه وحول الخصر مما أضفي حضورًا طاغيًا.
ووجهها الملائكي الذي تزين بأقل مساحيق الزينه مما أكسبها لمسةً ساحره جعلته يفتتن بهاا.
مهلًا!! هل تبدل لون شعرها!! علي ما يبدو أنها أخذت بنصيحته عين الإعتبار وقامت بتغيير لون شعرها إلي اللون البني والذي منحها إطلالةً رقيقه، جذابه للغايه.
جلست إلي جواره فعاد ينظر إليها بتحقق وعدم تصديق ثم نطق سهوًا: إنتي حلوه كده إزاي!!
إبتسمت بغرور مردفه بغنج: أنا حلوه من يومي يا حبيبي.
_حبيبي؟!! ده إنت اللي حبيبي وروح قلبي والله! يا عسل إنت يا أبيض.
أضحكتها مغازلته لها لتنتبه إلي نظرات والدتها التي أمرتها ان تلتزم الصمت و تكون أكثر هدوءًا..
إنقضي الوقت سريعًا وإنتهت مراسم الخطبه والتي إقتصرت علي قراءة الفاتحه وحضور درجات القرابه الأولي ومن ثم تحديد موعد عقد القران بعد مرور ثلاثة أشهر.
…..
بعد مرور يومان، كان رياض يجلس بمنزله وإلي جواره شقيقه مراد يتجاذبان أطراف الحديث فقال: دكتور العلاج الطبيعي قال إن الحمدلله كل حاجه ماشيه تمام، يعني ممكن تتحرك حركه بسيطه.. و أنا شايف إنك تقدر دلوقتي تمسك مكانك في الشركه! الفتره الجايه أنا خلاص مش هبقا موجود كل الوقت و معتز بيغرق في شبر ميه لو لوحده.. وف الأول و فـ الآخر ده مكانك وشغلك في الشركه شئ مفروغ منه.
تنهد مراد بحيره وقال: بس أنا حاسس إن دماغي فاضيه ومش عارف أي حاجه..
_متقلقش أنا ومعتز معاك لو إحتاجت أي حاجه.
هكذا قاطعه مطمئنًا إياه وتابع: زيدان هيوصلك كل يوم ولو حبيت تروح أي مكان هو هيوديك لحد ما تتعافي كليًا وتقدر تسوق بنفسك، وبالنسبه للشركه مفيش أي مجهود هتعمله.. إعتبره تمرين وتنشيط لعقلك و لذاكرتك.
أومأ مراد موافقًا وقال: تمام اللي تشوفه.
_مش اللي أشوفه! اللي حابه إنت واللي عايزه.. لو مش حابب تبدأ شغل دلوقتي براحتك طبعا.. أنا بس بقترح عليك مجرد إقتراح.
=انا فاهم ده كويس، انا كمان حابب أبدا أروح الشركه.. قوللي..
هز رياض رأسه بتساؤل ليقول مراد بجديه لا تخلو من المرح: أهم حاجة الشركه فيها بنات حلوة؟!
قلّب كفيه متعجبًا وقال: أنا كل يوم بشك إن معتز هو اللي أخوك مش أنا.. نفس السطحيه والتفاهه.. هو ده كل اللي فارق معاك؟! إذا كان هناك بنات حلوه ولا لأ!
تمتم الآخر بحنق مصطنع وقال: مش لازم يكون في حافز!! حاجه تشجعني إني أقطع فترة علاجي وأرجع الشغل..
_لا خلاص متقطعش فترة علاجك ، خليك قاعد في البيت معزز مكرم لما تبقي كويس إبقي إرجع.
=يا عم بهزر متبقاش attention كده! المهم مجاوبتنيش..
قاطع حديثهم رنين جرس الباب ليقول رياض: أهو التافه صاحبك هو اللي هيجاوبك..
دلف معتز محدثًا فوضي كعادته، توجه حيث يجلس مراد ثم تهاوي بجسده إلي الأريكه من خلفه ووقال: أخبارك إيه يا مراد دلوقتي؟ أحسن؟
أومأ مراد أن نعم وقال بإبتسامه: الحمد لله أحسن كتير.
وحانت منه إلتفاته سريعه إلي رياض وأعاد نظره إلي معتز وقال: كنت لسه بتكلم أنا ورياض عن موضوع شغلي في الشركه وكده!
_وحياة أمك! قالها معتز بحماس مفرط ثم تراجع بحرج وقال بحماس مكتوم: قول والله!
ضحك مراد عاليًا وقال: أه والله.. إحتمال أبدأ من بكره..
_أيوة بقاا.. أخيرًا هلاقي حد شبهي،روحه شبه روحي.. يونسني ويهون عليا أيام الشركه الزفت.
رماهُ رياض بنظره يتطاير منها الشرر فتمتم معتز قائلًا: سوري يا رياض أكيد مش قصدي عليك..
نهض رياض واقفًا وهو يقول: ولا قصدك ولا مش قصدك.. يلا عشان العشا جاهز.
إلتف الجميع حول مائدة العشاء يتناولون طعامهم بصمت قطعتهُ زهره وهي تقول: إيه رأيك يا أنكل مراد في الباستا.. أنا و تيته عملناها مع بعض.
تناول منها ملعقةً يتذوقها بتفحص وتقييم ثم همهم بإعجاب وقال: فظيعه يا زهرتي.. حلوه جداا تسلم إيديكي إنتي وتيته.
ضحكت زهره بسرور ليقول متصنعًا الضيق: بس إيه أنكل دي! إنتي هتكبريني ليه يا زهره! بلاش أنكل.
نظرت إليه زهره وهزت رأسها بتساؤل ثم قالت: اومال أقول إيه؟!
_قوليلي يا مراميرو..
إنفجر معتز ضاحكًا ليتعثر الطعام بحلقه فإذ بمراد ينظر له متمشكًا بجديته وناولهُ كوبًا من الماء.
طالعه رياض بغيظ وقال: نعم؟! عايزها تقوللك إيه سيادتك؟! عيب عليك والله.
قال بمجادله كعادته: يا سيدي أنا مش حابب تقوللي أنكل.. مراميرو أحسن..
وعاد إلى زهره بنظره وقال: قوليلي يا مراميرو.. أنا بلاقي نفسي في مراميرو أكتر.
_زهــره. هنالك ناداها والدها بصرامه فنظرت إليه بإنتباه ليقول: ممنوع تقولي اللي بيقوللك عليه ده! إسمه أنكل مراد.
أومأت بموافقه ليتمتم مراد بضيق وصوتٍ منخفض: ده إيه العيله الخنيقه دي! مالها مراميرو أنا مش عارف!
حينها برز صوت والدتهم وهي تقول : كُل يا بابا، ركز في أكلك يا حبيبي وما عليك منهم!
عاد ينظر من جديد إلي طعامه بعد أن ألقي إليها قبلةً عشوائيه جعلتها تضحك عاليًا بصوتٍ يميزه الوقار.
…………
توالت الأيام سريعًا و هلّت من الأيام أجملها، ها قد جاءت الأيام المنتظره حيث تنتظرها السعاده الأبديه مع من إختاره قلبها..
يجتمعن الفتيات بمنزل آصال حيث قمنَ بالرقص والغناء إحياءً لطقوس ليلة الحناء كما هو متعارف عليها..
إرتدت العروس فستانًا من اللون الأحمر القاني الذي أضاف إليها جمالاً إضافيًا بينما كانت رقيه ترتدي فستانًا باللون الوردي لائمها كثيرًا.
كانت الفتيات يتراقصن علي أنغام الموسيقى بفرحه و بالمنتصف تقف آصال تشاركهم الرقص والغناء.
مرت الساعات و غادرن الفتيات بعد إنتهاء حفل الحناء، ودعتهم آصال و همت بالذهاب إلي غرفتها ليستوقفها نداء والدها المنبعث من غرفته فذهبت إليه.
_إقعدي يا آصال. أشار إليها والدها إلي جواره لتجلس ففعلت وقالت: نعم يا بابا.
نظر إليها مطولًا و ترقرق الدمع بعينيه ثم قال بنبرة صوت مختنقه: خلاص يا آصال، كلها ساعات يا بنتي وتسيبيني..
أجهشت بالبكاء فورًا وكأنها كانت تنتظر أية لحظه لتبكي فإحتضنها وهو يقول: الله! هو إيه اللي حصل دلوقتي عشان الجميل يعيط! هو في عروسه قمر كده تعيط!
أزال دمعاتها بكف يده الحنون وأردف: مش عايزين عياااط.. عيطنا كتير وزعلنا كتير.. من النهارده جه وقت الفرح والسعد بس.
نظرت إليه وقد تحول أسفل عينيها إلي سوادٍ أشبه بمناجم الفحم ليقول: وبعدين لما إنتي تعيطي بقاا انا أعمل إيه؟! مش عارف هعمل إيه ولا هدخل البيت إزاي من غيرك!
سالت دمعاته علي جانب خديه لتعاود نوبة بكاؤها تضربها من جديد وإحتضنته بقوه وهي تقول: مش عاوزه أسيبك أبدًا يا بابا
قهقه عاليًا وسألها بإبتسامه: يعني مش عايزه تسيبيني وعاوزه تسيبي رياض؟! معقول؟
إلتزمت الصمت ليربت فوق رأسها و قبّل جبينها قائلًا: أنا يعني هروح فين؟ هتلاقيني عندك كل يوم بطمن عليكي.. واليوم اللي مش هاجي فيه لازم إنتي تيجي تزوريني.. إوعي تتأخري عليا.. قلبي يوجعني لو فات يوم من غير ما أشوفك يا بنتي.
علا صوت نهنهاته مما جعلها تدفن رأسها بعنقه بقوه وبكت كما لم تبكِ من قبل.
مسد رأسها بحنان وحمحم ليجلي حلقه ثم قال: خلاص بطلي عيااط، عايزك تفرفشي كده وتفرحي.. مش عايزين اليوم يروح في العياط والنكد.. لازم تنامي وإنتي مرتاحه ومبسوطه عشان تصحي إن شاء الله وشك مرتاح و منور كده.
ضحكت فضحكت بدورها ليستطرد قائلاً: و تروحي بقاا علي بيتك تعمريه و تمليه حب و ضحك وشقاوه.. تعوضي جوزك شبابه اللي إتسرق منه وسط الهموم والحِمل التقيل والمسئوليات الكتير.. تحبيه ويحبك وتشيليه في عنيكي وتطيعي أوامره ومتنسيش.. طاعه الزوج من طاعة الرب و الواحده اللي بتطيع جوزها ربنا بيكرمها في الدنيا والآخرة.. طالما بيتقي الله فيكي و بيصونك وبيراعيكي و بيخاف عليكي تشيليه فوق دماغك من فوق وتحسني عشرته عشان ربنا يبارك لكوا في بعض و يعمّر بيكوا وتعيشي العمر كله في هنا وراحه بال وأعيش انا مطمن عليكي.. حتي لما اموت أبقا ميت مطمن إنك مع راجل بيحبك وبيراعي ربنا فيكي.
أنهي حديثه فعانقته طويلًا ليشدد هو من ضمه إليها وقال: يلا يا روح بابا قومي غيري هدومك و إدخلي نامي.. أنا عارف إنك مش هيجيلك نوم من كتر التفكير بس سيبيها لله وحاولي متفكريش كتير وإرتاحي.
أومأت بموافقه ونهضت، توقفت أمامه قليلًا ثم إنحنت و قبّلت رأسه ثم غادرت متجهة إلي غرفتها.
……
دلفت وأغلقت الباب ثم طفقت تبدل ملابسها وبعد أن إنتهت أخرجت دفترها وهي تطالعه بإبتسامه متسعه ثم أمسكت بقلمها وبدأت تكتب.
” إلي رفيق دربي و أنيس أيامي..
ها هي ساعات فقط التي تفصلني عن عناقك الذي سيحيي رماد قلبي و يبعث بي الروح من جديد.
ليله واحده أخيره سأغفي فيها بعيده عن حضنك الدافئ، ملاذي الآمن الذي لن أتواني عن الإختباء به و اللجوء إليه.
ليلٌ معتم وحيد سأمضيه وأنا بلا هويه وبعدها ستمنحني أنت هُويتي الحقيقيه و تهديني اجمل هديه علي الإطلاق.
أتوق شوقًا للغد، لرؤيتك، لعناقك، لفرحتي التي إنتظرتها طويلًا و الآن أراها حقيقةً ملموسه.
فلنلتقي ؛ وليصير كلانا واحدًا صحيحًا لا ينفصل ولا يتجزأ ولا يفترق.
فلنلتقي ؛ و من بعدها يسدل الليل ستاره ونختفي سويًا عن العالم أجمع.”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى