روايات

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل الثالث عشر 13 بقلم نعمة حسن

موقع كتابك في سطور

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل الثالث عشر 13 بقلم نعمة حسن

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الجزء الثالث عشر

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه البارت الثالث عشر

عشرون رساله قبل الوقوع في الخطينه
عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه

رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطينه الحلقة الثالثة عشر

ترجلا من السياره التي توقفت أمام المشفـي ثم إتخذا طريقهما إلي الداخل ركضًا و لكنها تسمرت قدماها لما رأت..
كان مسطحًا علي الأرض أسفل نافذة غرفته غارقًا في دماؤه التي إحتلت بقعةٍ واسعه من حوله.
وضعت يدها موضع قلبها وقد أحست بأن روحها ستفارق جسدها في التو..
هرول والدها إليه باكيًا بينما إستندت هي إلي الجدار وهي تحاول أن تصلب قدماها التي شلّتهما الصدمه.
_تميم، ليه يبني!,ليه كده؟ تميم..
كان المهدي يردد تلك الكلمات تباعًا بفقدان وعيثم جثا علي ركبتيه إلي جواره وهو يمسك برأسه و يهزه بعنف ويقول: تميم ،رد عليا يبني…
كانت تنتظر جوابه..
لا بد أنه سيعتدل الآن في جلسته ويخبر والدها بأن كل شيء علي ما يرام.
ولكن… ولكنه لا يجيب! لا يحرك ساكناً!
هنا أدركت أنه عليها أن تفيق من صدمتها، أن تهرول نحوه لعله يستجيب لها.
تحركت قدماها المرتجفتان بوهن حتي أنها لم تستطع الركض، سارت نحوه بقلبٍ دامٍ وما إن توقفت أمامه حتي هوي قلبها أرضًا..
كان وجهه مخضبًا باللون الأزرق كسائر جسده والدماء تنزف من رأسه..
خارت قواها وسقطت إلي حواره علي ركبتيها وقالت بإنهيار: تميم.
كان طاقم الأطباء إلي جوارها يحاول منعها ولكنها لم تذعن لأوامر أحد..
أمسكت بذراعيه بيديها وهي تجبرهُ حتي ينهض معها وهي تقول: تميم.. أنا آسفه، مكنتش عايزة كده، مكنتش عايزة كده، مكنتش بكرهك، أنا آسفه….
إشتدت نوبة بكاءها وتسارعت دقات قلبها وراحت تتمتم بهيستيريه: تميم، قوم والنبي.. أنا آسفه أنا مكنتش بكرهك صدقني، تميم…
تزامنًا مع وصول فريق التحقيق وإنتشار رجال الأمن والشرطة في مكان قاموا بإبعادها قِسرًا بالرغم من تيبس قدماها بالأرض وإمتناعها عن التحرك برفقتهم..
_تميم، كلمني يا تميم عشان خاطري، متسيبنيش أعيش كده يا تميم..
=بعد إذنك يا آنسه..
قالها أحد رجال الشرطه وهو يمسك بمرفقيها ويجذبها بعيدًا وقام آخر بتغطيته كاملًا لينفلت صوتها بصراخ شق الصمت و دوي عاليًا من حولها..
_تميـــــــــــــــم!!
………………………….
_صدق الله العظيــــم.
ختم القارئ تلاوته ليصطف كلًا من “المهدي” و ” متولي” و “أحمد” يتلقون التعزيه حيث حضر الجميع ليقدمون واجب التعزيه إلي ذوو المتوفى.
كان في المقدمه “رياض” و”معتز” اللذان صافحا “مهدي” بحراره بالغه وقال رياض بتأثر: البقاء لله يا أستاذ مهدي.
نطق مهدي بحزنٍ عميق: الدنيا والدوام لله.
ثم إنخرط في بكاءٍ مرير ليربت رياض علي كتفه قائلًا بمواساه: قضاء الله وقدره، ربنا يرحمه ويسامحه.
تنحي رياض جانبًا ليصافحه معتز وقال بحزن بالغ: البقاء لله يا عمي.
_الدنيا والدوام لله يبني.. شكر الله سعيك.
نظر معتز حولهُ وقال متسائلاً: اومال آصال فين؟! عشان نعزيها يعني..
تنهد مهدي بتعب وأردف : آصال تعبانه ونايمه في السرير، زميلتها رقيه معاها فوق من بدري..
تمتم رياض بتأثر وشفقه: ألف سلامه عليها، ربنا يصبركم جميعا..
ثم إنتظرا حتي إستمعا إلي التلاوة الأخيره وإنصرفا.
……
عكفت آصال في فراشها حزينه مكتئبه في حالةٍ يرثي لها..
إلي جوارها كانت تجلس رقيه تمسح علي شعرها بحنان وتهدئ من روعها قليلًا..
_تميم مات بسببي يا رقيه، يا ريتني ما زُرته..
=متقوليش كده يا آصال، ده قضاء ربنا يا حبيبتي انتي ملكيش دخل.
_تميم إنتحـ.ـر يا رقيه، زيارتي ليه هي السبب، هي اللي وصلته لكده، تميم ظن إن أنا رايحه أفرح فيه.. قاللي انه قاعد زي اللي مستني حكم الاعدا.م
أغمضت عينيها تجاهد كي تتوقف عن البكاء وراحت تتذكر حديثه، تذكرت طفولتهما، لعبهما، ركضهما سويًا، نزاعاتهما وخلافاتهما المستمره.
تذكرت أيضًا ما فعلهُ بها! غضبها وكرهها له، خذلانه لها وصدمتها الكبري به!
تذكرت أنها كانت تتمني أن تُنزِل بهِ أشد العقاب إلا الموت!
غاصت في نومٍ عميق دون وعيٍ منها من فرط التعب الذي ألمّ بها فنهضت رقيه من جوارها وإستأذنت والدها وغادرت.

” شايفه!.. وشمت صورتك علي جسمي زي ما انتي اتوشمتي في قلبي يا آصال، والوشم مبيطلعش غير بـالدم! ”
_يعني إيه يا تميم؟ هتمو.تني؟!
أفاقت من نومها لاهثةَ بذعر وجسدها يتصبب عرقًا وظلت تتطلع حولها بخوف حتي أيقنت أنهُ لم يكُن إلا كابوسًا داهم نومها.
تذكرت كلماتهُ لها يوم إختطافها و طفرت دموع الحزن من عينيها مجددًا وهي تقول: ليه كده يا تميـم؟! إنت قولت بنفسك إني مستاهلش! ليه تعمل كده بسببي!
دلف والدها إلي غرفتها وجلس إلي جوارها ناظرًا إليها بأعين باكيه وقال: متشيليش نفسك فوق طاقتها يا آصال، تميم عمره خلص ومكتوبله يموت بالطريقه دي، ربنا يرحمه ويسامحه.
نظرت إليه بقهر وقالت: مش قادره يا بابا، ياريتني ما روحتله، ياريتني ما كنت شوفته..
ضمها إليهِ بحنان وقال: كله نصيب يا بنتي، تميم كان تعبان، يعمي مش انتي السبب ولا حاجه ، ادعيله ربنا يسامحه..
أحضرت مصحفها وجلست تقرأ القرآن وعيناها لا تتوقف عن البكاء حتي حاصرها النوم وراحت في سباتٍ عميق.
…….
” لقد مر يومان علي فراقك يا تميـم!
ما هذا الهراء!
أوَبعد كل تلك الرسائل التي كتبتها لك أكتب اليوم أنك لم تعُد هنا؟
ضاق عالمي بعدك يا صديقي..
لم أتمني يومًا أن أفارقك!.. تمنيتُ دومًا أن تبرد نار قلبي بسبب ما فعلتهُ بي..
من المفترض أن تكون قد هدأت الآن..
ولكن قلبي إشتعل حسرةً و لوعة بعد رحيلك..
لقد إنقسم قلبي بغيابك ، الوداع يا نصفي الآخـر.”
سقطت دمعاتها تباعًا بغرازه فوق أوراق دفترها فأغلقتهُ ووضعته في خزانتها..
إنفرج الباب بعد أن طرق والدها طرقاتٍ متعدده ودلف يقول..
_آصال.. صاحيه؟
حدثتهُ وهي لا تزال تدير ظهرها إليه حتي لا يراها باكيه وقالت: أيوة يا بابا في حاجه ؟
_باشمهندس رياض جاي يعزيكي..
جففت دمعاتها بكلتا يديها وقالت: طيب قولله هخرج أهو..
بعد دقائق خرجت..
رآها تدنو منهُ شاحبة الوجه، هزيلة البدن، عيناها قد كحلهما الحزن و رسم خطوطهُ الجليةِ أسفلهما..
تقدمت منهُ تجر قدماها جرًا فنهض ليصافحها بإهتمام وقال: إزيك يا آصال، البقيه في حياتك..
أومأت بصمت وجلست إلي جوار والدها الذي قال: الحمد لله يبني، إنا لله وإنا إليه راجعون.
هز رأسهُ بتأييد وقال: إمتا يا آصال هترجعي الشغل؟! طبعا أنا مش بضغط عليكي ولا حاجه ، أنا بس عايزك تخرجي من اللي انتي فيه.. الشغل هيخليكي تنشغلي وتنسي..
أومأ والدها مؤكدًا وقال: ده رأيي أنا كمان.. بس هي رافضه خاالص..
تحدث محاولًا إقناعها فقال: الحقيقه كل حاجه بايظه من غيرها، في الشركه يعني.. والشغل كمان واقف ومحدش عارف يكمل التصاميم اللي هي بدأتها..
نظرت إليه وقالت: لو في حاجه مستعجله ممكن رقيه تجيبهالي وأنا أكملها هنا وأبعتها معاها..
زم شفتيه بيأس وقال: لا خليكي علي راحتك.. لما تنوي ترجعي الشغل براحتك ساعتها تكمليهم..
ثم نهض قائمًا وقال: معلش مضطر أستأذن أنا عشان لسه ورايا كذا مشوار.. عن إذنكم.
غادر بعد أن ودعهُ والدها وعاد ليجلس إلي جوارها وقال: أنا كنت بفكر آخد أجازه من الشغل وأنزل أنا وإنتي البلد عند خالي موسي نقضي هناك يومين تغيري جو.. البنات هناك بيحبوكي اوي ونفسهم تنزلي..
بتر حديثهم طرقات الباب مجددًا فقال: ده إحنا علينا طلب جامد النهارده..
ونهض ليفتح الباب وقال ببشاشه: تعالي يا رقيه يا بنتي، بنت حلال..
نهضت آصال وإستقبلتها بترحاب شديد فإحتضنتها وإصطحبتها لتجلسا سويا في غرفة آصال..
….
كانت آصال قد أخرجت صندوق صورها الخاص مع تميم وأحمد..
_شوفي.. دي وإحنا في كي چي.. كنت بقلده في كل حاجه.. بابا بيحكيلي إني كنت بقلده في كل حاجه.. حتي لبسي.
نظرت رقيه إلي الصوره بتأثر وأعادت النظر إلي آصال التي كانت تتحدث ودموعها تسبقها فقالت: هوني علي نفسك يا آصال..
_و شوفي هنا.. وإحنا في أولي كليه.. كنا لابسين لون واحد.. كان بيحب اللون الاسود أوي.. دايما كان يقول إنه يشبه العالم اللي هو عايش فيه..
ونظرت إلي رقيه وأضافت ببكاء: دايما كلامه كان ليه معني غير اللي كنت بفهمه..
زمت شفتيها بأسف وهي تحاول منع دمعاتها اللعينات ألا يسقطن وقالت بصوت مختنق: الله يرحمه.
ربتت رقيه علي يداها وقالت: الله يرحمه يا حبيبتي..
وتابعت: مش ناويه ترجعي الشركه؟! الشركه مضلمه من غيرك..
إبتسمت لها آصال بتكلف وقالت: ان شاءالله اللي فيه الخير يقدمه ربنا..
وبقت رقيه القليل من الوقت ثم إستأذنت بعدها ورحلت..
……
بعد مرور حوالي ثلاثة أسابيع قررت آصـال العوده مجددًا إلي عملها ، تأهبت وإنطلقت نحو الشركه ليقابلها جميع الموجودين بإلقاء التعازي والمواساة.
صعدت إلي مكتبها وفي صمت أكملت ما بدأتهُ من عمل ثم ذهبت إلي مكتب “معتز”..
طرقت الباب فأذن لها بالدخول ولكنه إنتفض متعجبًا فور أن رآها وقال: آصال، حمدالله علي السلامه.
أجابتهُ بهدوء: الله يسلمك يا مستر معتز،ده الشغل اللي كان مفروض يكمل، التصميم جاهز علي التنفيذ وكله تمام.
تناول الورق من يديها وقال: و ليه تاعبه نفسك من اولها!.. كنتي اصبري يومين لما تظبطي امورك.
_معلش كده أحسن، اديني بلهي حالي في الشغل.
زمّ شفتيه آسفًا وقال: تعيشي وتفتكري.
أومأت بصمت فقال: طيب ممكن معلش تسلمي التصميم لرياض، لانه كان مستنيه يكمل عشان يلحق يعمل دراسة جدوى.
أومأت بموافقه وأخذتهُ ثم إنصرفت إلي مكتب رياض، طرقت الباب ودلفت بعد أن إستمعت له يأذن لها بالدخول فـ هب ّ واقفًا وقال: حمدالله على السلامه يا آصال، ربنا يجعلها أخر الأحزان إن شاء الله.
صافحها بودٍ بالغ وأشار إليها بالجلوس فجلست ووضعت ما بيدها من أوراق أمامه علي المكتب وقالت: اتفضل التصميم، جاهز علي التنفيذ.. إن شاء الله يكون زي ما حضرتك عايز.
نظر إلي التصميم نظرةٍ سامله متفحصه ثم قال: بيرفكت.. عاشت ايديكي.
أومأت مع إبتسامه صغيره فقال: والدك أخباره إيه دلوقتي؟
_الحمد لله.
=الحمدلله، ربنا يهون…
قاطعهُ رنين هاتفه فأجاب: مساء الخير يا مستر دانيال؟ لاا طبعا أكيد هكون موجود إن شاء الله.. مش عارف لسه بصراحه.. علي الأعلب لأ.. تمام ماشي مع السلامه.
أنهي المكالمه ونظر إليها مبتسمًا وقال: ده الشريك الجديد واللي هيشرف علي المشاريع اللي هتتنفذ خارج مصر.
صمت لبرهه ثم قال: لازم هسافر بكره شرم الشيخ عشان أكون موجود وقت تنفيذ التصميم ، المفروض ان المشرفين علي التصميم كلهم يكونوا موجودين..
نظرت إليه بحيره فقال: عندك مانع تسافري معانا؟!
صمتت لفتره ثم أجابت: هو لازم أسافر؟
_هو مش لازم أوي بس يُفضّل تكوني موجوده طبعا..
تنهدت وقالت: مش عارفه اذا كان بابا هيوافق ولا لأ.. كمان أنا معنديش طاقه لأي حاجه حاليا..
_علي العموم أنا مش هغصب عليكي طبعا، شوفي نفسك ولو قدرتي خير..
أومأت بموافقه وإنصرفت إلي مكتبها..
…..
عادت إلى منزلها بعد إنتهاء عملها لتجد والدها قائمًا يصلي فجلست تنتظره حتي فرغ من صلاتهِ ثم قالت بإبتسامه: حرمًا إن شاء الله.
_ياارب إن شاء الله، حمدلله علي السلامه.
=الله يسلمك ، رجعت من الشغل بدري!!
_أيوة، تعبت ومقدرتش أكمل وجيت، إنتي أخبار شغلك إيه؟
تنهدت بإحباط وقالت: كويس، خلصت التصميم اللي طلبه مني مستر رياض والمفروض إنه مسافر بكره شرم الشيخ عشان يبدأوا تنفيذ التصميم، وعايزنني معاهم!
نظر إليها متعجبًا وقال: ليه؟!
_المفروض المشرفين على التصميم يكونوا موجودين وقت التنفيذ، كمان في إجتماع هناك مع وفد روسي والمفروض كلنا بنمثل الشركه..
=مين كلكوا؟
_مستر رياض وأنا ورقيه..
=طيب طالما معاكي رقيه مفيش مشاكل، أنا بحسب إنك البنت الوحيده اللي هتكوني موجوده مكنتش هقبل، لكن طالما رقيه معاكي يبقا روحي..
نظرت إليه بحيره وتنهدت فإبتسم إبتسامتهُ التي تُريحها وقال: حيرانه ليه !! روحي غيري جو و شمي هوا جديد، هتفضلي قاعده هنا مش هتبطلي بُكا..ابعدي يا بنتي ،إبعدي!
نهضت واقفًه فقال: بلغيهم إنك رايحه، بلاش يكلموا حد غيرك..
أومأت بموافقه وغادرت الغرفه ،دلفت إلي غرفتها وأمسكت بهاتفها ثم أرسلت إلي رياض وأخبرتهُ بموافقة والدها ،ثم تسطحت علي الفراش وأطبقت أجفناها بتعب ويأس حتي راحت في النوم سريعًا.
………
كان هو قد عاد إلى منزله للتو، إستقبلته طفلته بحفاوه حيث ركضت إلي وإحتضنته بقوة.
شدد من إحتضانها أيضًا وجلس ثم أجلسها إلي جواره وقال مبتسمًا: وحشتيني .
_وانت كمان يا بابا وحشتني جدًا، ليه معزوزي مجاش معاك؟
=عنده شغل بيخلصه..
حاول أن ينتقي الكلمات اللطيفه التي يستطيع بواسطتها أن يُبلغها بقرار سفره ولكنهُ بدا متوترًا للغايه.
=أنا كمان خلصت شغل متأخر جدًا، عندنا الفتره الجايه كذا حاجه مهمه جدا ولازم تتم..
تسائلت بفضول وهي تحاول مجاراتِه كي تثبت لهُ أن صغيرتهُ د كَبُرت: حاجات زي إيه؟
=أول حاجه عندنا تصميمات يده محتاجه تتنفذ وطبعًا لازم أكون مشرف علي التنفيذ من البدايه، ولازم هسافر شرم الشيخ عشان يبدأوا تنفيذ التصميم ،وكمان لازم أجتمع بالوفد الروسي قبل المؤتمر…
نظر إليها بخفه فوجدها قد شردت بعيدًا فقال: المشكله إني مش عارف هسيبك لوحدك ازاي الفتره دي، وفي نفس الوقت مينفعش تيجي معايا…
تجهم وجهها بحزن فزفر هو بضيقٍ بالغ وقال: إنتي إتضايقتي مني، صح؟
أومأت بأن لا وقالت: لا يا بابا أنا فاهمه إن شغلك أهم….
قاطعها هو قائلاً: لأ طبعًا يا زهره ايه اللي بتقوليه ده، مفيش في الدنيا حاجه أهم منك انتي صدقيني، بس هي الظروف ساعات بتحكم بحاجات لازم نتعامل معاها غصب عننا، وصدقيني لو ينفع إنك تيجي معايا كنت أخدتك بس أنا مش هكون خالي من الشغل أصلا..
أومأت بتفهم علي الرغم من صغر سنها وقالت: أنا مش مضايقه يا بابا، ولما تخلص شغل نبقا نسافر أنا وإنت ومعزوزي..
_إن شاءالله يا حبيبتي، يلا عشان تنامي وأنا كمان ألحق أنام ساعتين لاني هصحا بدري.
……
إستيقظت آصال علي صوت المنبه الذي رن في تمام السابعه صباحًا، نهضت وإستعدت وضبت أغراضها ثم إستقلت سيارة أجره قصدتها للذهاب الى الشركه حيث كانت تنتظر رقيه..
إستقلوا جميعًا سيارة الشركه حيث صعد “ريـاض” إلي جوار السائق و صعدت الفتاتين إلي المقعد الخلفي وإنطلق بهم نحو المطار..
توقفت السياره في مطار القاهرة و ترجل الجميع منها ليستعدوا إلي الصعود إلى الطائرة إلي أن إستوقفهم صوت أحدهم يقول:
_إستنوا، إستنوني رايحين فين..
نظر رياض خلفه بصدمه بينما قالت رقيه بفرحه: ده مستر معتز!
وقف أمامهم معتز لاهثًا يحاول إلتقاط أنفاسه المتلاحقه من أثر الركض وهو يقول: الحمد لله اني لحقتكوا..
نظر إليه رياض شزرًا وقال: انت ايه اللي جايبك!
إقترب منهُ معتز وهمس إليه: اومال عايزني أسيبك لوحدك مع القطط…
وجذب وجنته بين أصابعهُ وهو يقول ممازحًا: يا خلبوص إنت..
ثم نظر إلي الفتاتان وقال: يلا بينا يا جماعه عشان نلحق اليوم من أوله..
صعدوا جميعًا إلي الطائره وبدأت بالإقلاع فنظر رياض إلي معتز بتحذير ففهم معتز مقصده فقال: لا متقلقش خلاص أنا اتعودت..
وما إن حلّقت الطائره مسرعه حتي إحتضن رياض وهو يقول: رياض وحياة امك قولله يهدي السرعه شويه.. قولله يهدي السرعه شويه، أنا خاااايف..
نظرت كلًا من آصال ورقيه إلي بعضهما وإنفجرتا ضاحكتين بينما تحدث رياض بغيظ وقال: اقوله يهدي السرعه اي، هو سايق تاكسي! وبعدين لما انت بتتهبب تخاااف اللي جايبك ورانا إيه؟
تجاهل حديثه ونظر إلي الفتيات وقال حانقًا: بتضحكي علي إيه منك ليها؟! ما كل واحده تخليها في خيبتها وسيبوني في خيبتي..
نظرت إليهم إحدي السائحات الأسبانيات وتحدثت بإنزعاج فتمتم إليها رياض معتذرًا ودفع معتز بعيدًا عنهُ بضيق وقال: اتعدل بقا فضحتنا..
_مش قادر، مش قادر أفتح عيني..
=طيب غمضها بعيد عني، يا أخي ابعد بقا انت قافش فيا كده ليه هو أنا صاحبتك!
نظر إليه معتز بحزنٍ مصطنع وقال: ماشي يا رياض، بتستهزأ بيا قدام الناس.. أنا بقا هقوللهم إنك بتخاف تقفل عليك باب الحمام وبتسيبه مفتوح..
وضع رياض رأسهُ بين يديه بيأس وإلتزم الصمت بينما لم تتمالك آصال نفسها من فرط الضحك وكذلك رقيه التي تحولت ضحكاتها إلي قهقهاتٍ عاليه..
أخرجت آصال منامتها من الحقيبه وأعطتها لهُ وهي تقول: إتفضل يا مستر معتز ..
_هو ده وقته بس يا آصال، هسمع أغاني وأنا بين السما والأرض وممكن الطياره تقع دلوقتي حالا….
قاطعهُ رياض قائلا: اخرس بقا يخرب بيتك، دي منامه تحطها علي عينيك مش هيدفون يا زينة شباب العيله..
إلتقطها معتز من آصال وهو يقول: اتريق يا عم طرزان يحقلك، منتا مولود في طياره هتخاف من إيه..
إرتداهاا فساعدتهُ علي الإسترخاء فقال وهو يتثاءب: أول ما نيجي عند بوابة شرم الشيخ صحوني..
….
بعد وصولهم الفندق ذهبت الفتاتان إلي غرفتهما بينما ذهب رياض إلي غرفته ليتبعهُ معتز.
_إيه ده! إنت إيه اللي جايبك ورايا؟! إتفضل علي اوضتك يلا عشان أغير هدومي..
=طيب غير وأنا مش هبص عليك..
_معتز من سكات يلااا علي اوضتك..
اقترب معتز من رياض وقال هامسّا: منتا عارف يا رياض إني مينفعش أقعد في شرم الشيخ في اوضه لوحدي!.. اخاف الافريقيه اللي عندها ديل تجيلي الاوضه.. وإنت عارفني بضعف قصاد الديل.
زفر رياض بقلة صبر وقال: معتز من فضلك أنا تعبان ومش ناقص حكاياتك المشمومه دي، ثم إن اللي بتحكي فيه ده عبث يبني، ديل إيه وبتاع إيه؟! الستات دول إنقرضوا يبني من أيام سوق الرقيق ،مش موجودين غير في العالم الافتراضي بتاعك بس!
ألقي معتز بجسده علي الفراش وهو يحتضن الوساده ويقول: خلاص سيبني أغوص في عالمي الافتراضي يمكن أقابلها، الحسناء السمراء ذات الذيل الطويل.. آااااه…
صمت صوتهُ فقال رياض محتجًّا: إنت هتنام جمبي؟!
_أنا نمت خلاص..
لم يجد رياض بُدً من الاستلقاء إلي جوارهِ وأغمض جفنيه بتعب فراح في النوم سريعًا..
……
في غرفة الفتاتين حيث كانتا تجلسان إلي جوارِ بعضهما البعض قالت رقيه: الاوتيل ده المفضل لمستر رياض ومستر معتز، أي مناسبه في شرم الشيخ بينزلوا هنا..
_انتي بتيجي معاهم دايما ولا ايه؟
=جيت قبل كده مرتين وفي كل مره بتخانق مع مستر معتز، ادعي بقا منتخانقش المره دي كمان اصل مستر رياض يطردني من الشركه خاالص..
قالت آصـال بتعجب: تتخانقوا؟ ليه؟
_أصل مستر معتز عينه زايغه حبتين، بيفضل يلطف مع الوفد الاجنبي ويستخف دمه زي منتي شايفه كده.. وانا بقا الهوباا بتحضر فجأه واقرر أحرقله دمه..
ضحكت آصال وقالت: ازاي؟
_مره قطعتله الورق اللي كان مجهز فيه الكلام اللي هيقوله في المؤتمر، ومره حرقتله القميص اللي كان هيلبسه في عشا العمل مع الوفد الايطالي..
ضحكت آصال ملء فمها وقالت: كملي دنتي مصيبه..
ضحكت رقيه بدورها وقالت: ولا مصيبه ولا حاجه ، هو مجنون وأنا أجن منه..
تسائلت آصال بفضول: شكلك بتحبيه..
نظرت إليها رقيه وإبتسمت بتهكم وقالت: للأسف!
إتسعت عينا الأخري وتسائلت مجددًا: بجد بتحبيه؟! طب وهو؟!
_بيحبني.. بس زي أخته.
وإستأنفت حديثها فقالت: مستر معتز بيحب كل الناس، قلبه أبيض أوي ويساع الكل زي ما بيقولوا، عمره ما زعل حد، علي عكس مستر رياض خااالص..
قطبت آصال جبينها وقالت: ده إنتي شكلك متحامله علي مستر رياض خاالص..
_لا أبدا بيتهيألك، عشان بس لسه متعرفيهمش كويس، مستر رياض مش وحش، أبدا، لكن بحاله..
=إزاي بحاله!!
_يعني مزاجي جدًا، وصعب تتوقعي منه حاجه، ده أنا معرفتش إنه مخلف غير بعد تلت سنين شغل في الشركه، إنتي متخيله!..
قاطعتها اآصال متسائله بفضول: إنتئ كنتي تعرفي مين مراته؟
أومأت أن لا وقالت: محدش يعرف عنه حاجه نهائي غير معتز، هو بير أسراره.. ومعتز مع إنه هلاس جداا وفرفوش زي ما بتشوفيه كده لكن في النقطه دي حريـــص جداااا وعمره ما جاب سيرتها بحرف..
وتابعت بتفكير: تعرفي، ساعات بحس إن مراته دي وراها لغز كبير جداا..
_لغز إيه يا شارلوك هولمز؟ من الخوارق ولا إيه؟
نظرت إليها رقيه بغيظ وقالت: إنتي بتتريقي؟ طب مش قايله..
ضحكت آصال كثيرًا وقالت: بهزر والله.. قولي لغز إيه؟
زمت شفتيها بتفكير وهي تقول: يعني مثلا عمره ما حط صورتها علي المكتب بتاعه، مع إن المفروض دي ميته يعني يخلد ذكراها.. عمره ما عمللها حداد مثلا ولا جاب سيرة ان النهارده سنويتها أو أو..
نظرت إليها آصال بتعجب وقالت: عادي يعني ممكن يكون بيعمل كده من غير ما حد يعرف، باين عليه إنه منغلق علي نفسه شويه..
أومأت رقيه بتأييد وقالت: ده في الأول كان إنطوائي جدا جدا بس بعد معرفته بمعتز ولما علاقتهم بقت أقوي بقا ليّن في التعامل شويه..
وأكملت وهي تنظر أمامها بحالميه: معتز ده أي حد يعرفه لازم يبقا جميل زيه.
نظرت إليها آصال وقالت ضاحكه بتهكم: لا واضح فعلا إنك مش متحامله عليه.. أنا هقوم آخد شاور عشان ميعاد الاجتماع.
…..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى