رواية عريسي المنتظر الفصل الثالث 3 بقلم هند إيهاب
رواية عريسي المنتظر الجزء الثالث
رواية عريسي المنتظر البارت الثالث
رواية عريسي المنتظر الحلقة الثالثة
روحت وأول ما دخلت البيت، لقيت ماما طالعه من المطبخ وبتقول:
– عرفتي اللي حصل
سيبتها ودخلت الأوضه، جت ورايّ وقالت:
– تميم أرتبط يا هند، عرفتي!!
خرجت مني تنهيده وقولت بصوت مبحوح:
– عرفت
– هتعملي أيه!!
– ماما أنا مش قادره دلوقتي
– يعني أيه مش قادره، فوقي، عايزه تستني أيه أكتر من كده
بصيت لها وقالت:
– مفكراني مش عارفه أنك بتحبيه، ده أنا أُمك وبعرفك من عينيك، عينيك مبتلمعش غير قُصاده، عينيكي لو بتنطق كانت زمانها قايله علي كُل حاجه، هتفضلي تعلقي نفسك بحبال دايبه لحد أمتي بس
قعدت علي الكُرسي وقولت بدموع:
– كفايه بقى أنا مش حمل مُناهده، من ساعة ما عرفت وأنا حاسه بسكينه غرزت جوه قلبي
خدتني في حُضنها وقالت:
– سلامة قلبك يا بنتي، سلامة قلبك يا حبيبتي
فضلت دموعي تنزل جوه حُضنها، مكُنتش قادره أعمل أي حاجه غير أني أنام، طلعت من حُضنها ومدت علي السرير ونمت، نمت وأنا حاسه بوجع الدُنيا كُلها في قلبي.
قفلت تليفوني وفضلت حابسه نفسي في الأوضه، مكُنتش قابله أشوف حد، حتي تميم، مبقتش عايزه أشوفه، كُنت بحاول أمنع نفسي عنه، يمكن أقدر أتخطاه، مع أنه صعب، صعب أوي أتخطي حُب عُمري.
ماما دخلت بصينية الفطار، وقالت:
– هتفضلي حابسه نفسك كده كتير، يا بنتي متتعبيش قلبي عليكي
بصيت لها وقولت:
– هفضل هنا فتره، فتره لحد ما أحاول أتجاوز حُبه، يمكن يطلع من قلبي
– أبوكي سألني عليكي، تعبت من كُتر ما بحاول أداري عليكي، مينفعش تفضلي حابسه نفسك كده، أنزلي شمي نفسك، روحي أشربي قهوه، أتمشي علي البحر، أعملي أي حاجه بتحبيها، بس متفضليش هنا، ده حتي الجو كئيب
– الجو مش كئيب يا ماما، دي حياتي أنا اللي كئيبه، الواضح أنه مكتوب عليّ مخُدش أي حاجه بحبها، خسرت أكتر كُليه بحبها عشان بس نُص درجه، صاحبة عُمري لقت صاحبه تانيه، حتي تميم
بصيت بعيد عنها وبدأت عيوني تدمع، قعدت قُدامي وحاوطة وشي بكفوف أيديها وقالت:
– أنتِ جميله أوي، مش عشان بنتي، لاء أنا عارفه قلبك وطبعك، عارفه قد أيه أنتِ جميله من جوه ومن برا، وعارفه قد أيه ربنا هيجبر بخاطرك
– أنا تعبت، بعد كُل السنين دي كُلها وقُربنا الشديد لبعض، قلبه راح لحد غيري، هو أنا للدرجه دي متحبش!!
– تتحبي ونُص كمان، ده يا بخته اللي هيفوز بيكي وبقلبك، أستهدي بالله وأن شاء الله ربنا هيجبر بخاطرك، بس عشان خاطري أنزلي أتمشي
هزيت راسي وفضلت قاعده ثواني وقومت لبست، لبست ترنج ونزلت بالهاند فري، الظاهر كده أن الهاند فري دي هي الوحيده اللي هتكمل معايّ عُمري كُله ومش هتزهق مني.
روحت مكتبه قُريبه من جُنينة فريال، أشتريت كذا روايه، تقريبًا كده هرجع لهوايتي من تاني.
حطيت مُعظم الروايات في شنطتي وطلعت روايه في أيدي، أشتريت كوفي من علي الطريق وقعدت في جُنينة فريال، مكنش فيها غير كذا شخص، قعدت بعيد، في كُرسي بعيد عنهُم تمامًا، فتحت الروايه وبدأت أقرأ فيها.
– أهلًا طنط سميحه، ليكي واحشه والله
زقته ودخلت وقالت:
– بقى أسمع يا تميم، قلب بنتي مش لعبه عشان تلعب بيه، لو عايز ترتبط مكُنتش قربت منها من البدايه، أنما تعلقها بيك وفي الأخر تعرفها بواحده تانيه
– أعلقها بيّ أيه بس يا طنط سميحه، أيه الكلام ده، بنتك اللي أختارت تبعد من الأول لما راحت وقابلت حُسام
بستغراب قالت:
– حُسام!! حُسام مين!!
– العريس اللي حضرتك خلتيها تروح تقابله
– أيوه بس العريس مسمهوش حُسام
بص لها وقال:
– أزاي هي قالت لي أنه أسمه حُسام وقالت كمان أن الموضوع ماشي كويس
ابتسمت وقالت:
– تميم، العريس أترفض من أول قاعده، هند مكنتش حابه تقابل العريس، وراحت بسبب ضغطي عليها، بس جت لي في نفس اليوم وقالت لاء مش موافقه، وجت لي بعديها وقالت لي أجي أقول لأُمك أنها بتتعرف عليه، مع أن ده مش صح، بس الظاهر أنها كانت بتعمل لعبه، يمكن البعيد يحس
– تقصُدي أيه!!
– أقصُد أني مش هقبل أشوف بنتي بتدبل قُدام عيني وأقعُد أتفرج عليها، من ساعة معرفت أنك أرتبط وهي حابسه نفسها في أوضتها يا دوب بالعافيه نزلتها تشم نفسها، فا لو مش قابلها في حياتك يا تميم ياريت تقولي، أخُدها وأرجع شقتي القديمه
فضل قاعد ساكت، وبعد ثواني قالت:
– خلاص يا تميم، عرفت ردك، ربنا يصلحالك يا أبني
قامت ومشت، روحت البيت لقيت ماما بتحضر في الشُنط، بصيت لها بستغراب وقولت:
– بتعملي أيه!!
من غير ما تبُص لي قالت:
– كلمت أبوكي وقولت له أني عايزه أرجع شقتي القديمه، وهنروح هناك
– كده من غير ما تاخدوا رأيي!!
– هند الكلام ده مش وقته
صوتي على غصب عني وقولت:
– يعني أيه مش وقته، يعني أيه أرجع الأقيكي فجأه بتقوليلي هنمشي، طب وتميم!!
بصيت لي بعصبيه وقالت:
– مفيش تميم، من هنا ورايح مفيش تميم، أنتِ سامعه
قعدت علي طرف السرير وربعت أيدي، دمعت وأنا عيوني علي الأوضه، دمعت وأنا بفتكر ذكرياتي الحلوه مع تميم، يعني أيه معتش في تميم!!
– يلا هنمشي
– مش همشي
– يلا متوجعيش قلبي
– يا ماما أزاي بس عايزاني أمشي طب وتميم!!
بزعيق قالت:
– تاني!! تاني تميم، تميم أيه!! تميم اللي راح لواحده غيرك، هو مبيفكرش فيكي، فاهمه يعني أيه، يعني خلاص بقت في حياته واحده تانيه
عيطت بحُرقه من كلامها، كُنت حاسه بسكاكين بتتغرز جوه قلبي من كلامها، سمعت الباب بيفتح وكان بابا وهو بيقول:
– تعالا يا أبني، تعالا
ماما حاولت تسيطر علي عصبيتها عشان بابا ميحسش بحاجه، بصيت لي وقالت:
– أمسحي دموعك دي
مسحت دموعي ودخل وقال:
– تعالي يا سميحه، تميم برا
قومت وقفت بخضه وماما طلعت معاه، جريت ناحية الباب عشان أسمع، لقيت ماما وقفت قُدامه وبابا بيقول:
– تميم طالب أيد هند يا سميحه
ماما بصيت له بزهول، وأنا قلبي أتنفض من الفرحه، حطيت أيدي علي شفايفي وبدأت أعيط من فرحتي.
– فعلًا!!
هز راسه بأبتسامه وقال:
– الحقيقه أني حاولت ألعب نفس لعبتها، بس لما حسيت أن كلامك جد وأنكوا هتمشوا، مستحملتش أكمل، أنا محبتش حد غير هند
– لعبة أيه!!
محسيتش بنفسي غير وأنا بقع من طولي، وأخر حاجه سمعتها صوته وهو بيجري ناحيتي.
فتحت عيوني بتعب، كُنت علي سريري، وكُله ملموم حواليّ، حتي مامته جت، لقيت ماما بتقول:
– أخيرًا فوقتي
بصيت لها وقالت وهي بتمسك أيدي وبتوريني الدبله اللي في أيدي:
– شكلك محتاجه تفوقي أكتر
عيوني وسعت من الخضه ولقيت الكُل بيضحك وقال:
– طب مش هتلبسيني الدبله بقى
خبطته في كتفه بوجع ومسكت الدبله ولبستها له، وكُل واحد بقى يبارك لنا.
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عريسي المنتظر)