رواية عروس رغما عنها الجزء الثاني الفصل الثاني عشر 12 بقلم سولييه نصار
رواية عروس رغما عنها الجزء الثاني الجزء الثاني عشر
رواية عروس رغما عنها الجزء الثاني البارت الثاني عشر
رواية عروس رغما عنها الجزء الثاني الحلقة الثانية عشر
الفصل الثاني عشر(أحبيني !)
-حاسس أنك فرحانة ومرتاحة…
قالها الطبيب النفسي بإرتياح وهو ينظر الي حياة التي لمعت الحياة بعينيها ..لم تكن تبتسم بالمعني الحرفي ولكنه وجهها بدا وكأن عادت له الحياة ….ليس تلك هي حياة التي كانت يائسة دوما …تحارب لكي تنهض ولكن كثيرا ما تنزلق وتسقط….وقد شك الطبيب ان السعادة التي تظهر علي وجهها سببها احمد ..
ابتسمت حياة فأنار وجهها اكثر ثم اطرقت وهي تفرك كفها…قلبها ينبض بسرعة وتشعر انها ركضت لمسافات طويلة …لقد اعطته فرصة ..اعطته عندما عرفت ان لا يمكنها ابدا ان تعيش دونه …فعلت هذا لانها تحبه ولن تحب غيره …قررت ان تثق به مجددا ولكنها ما زالت خائفة…فالمرة الاولي التي جرحها بها انهارت وهي لا تريد أن تُجر.ح مرة أخري. ..ولكن كيف تقاوم عواطفه التي تحاصرها!!
-طيب يا ستي ممكن تقولي أي سبب السعادة الغريبة دي النهاردة ؟!
قالها الطبيب وهو يدرك السبب ولكن ارادها ان تتكلم هي …
ضحكة سعيدة افلتت من قدمها وقالت:
-أحمد .
ضحك الطبيب وقال:
-كنت عارف ان هو … يعني اللي مقدرتش اعمله أنا الجلسات اللي فاتت دي هو قدر يعمله ببساطة كده !
هزت حياة راسها وقالت:
-لا لا….طبعا يا دكتور غلط …حضرتك الله يباركلك ساعدتني كتير اووي …بعد ربنا انت اللي انتشلتني من الدمار اللي كنت فيه…أنا مش عارفة اشكرك بجد ازاي ..
-ده شغلي يا حياة ..شغلي اني اشوفك كويسة
ابتسمت حياة ليكمل هو :
-كملي يا ستي قولي ايه اللي حصل …
-اديتله فرصة ..
-جميل اووي .
قالها الطبيب لتكمل هي بتوتر :
-انا لسه خايفة يا دكتور ومش حاسة بالآمان …أنا اديتله ثقتي بس لسه خايفة يغدر بيا…أول مرة سابني واتخلي عني انهارت تماما…حسيت ان الحياة كلها اتقفلت في وشي …حسيت اني وحيدة اووي…كنت حاسة ان فعلا هتجنن ولما ظهر وقالي انه اتقرب مني عشان الفلوس …
صمتت وقد تعكر صفو سعادتها واحتشدت الدموع في عينيها واكملت :
-حسيت اني رخيصة اووي وآني مستاهلش الحب وان الحاجة اللي عاملالي قيمة هي فلوسي وبس …وقتها قررت اني انساه…قررت اني ابعد وبالفعل عملت كده …بس هو قرر ان يلاحقني …كان رافض تماما انه يسيبني يا دكتور …وانا مقدرتش اقاوم حبه ..مقدرتش ورجعت…أنا غلطانة ..
ابتسم الطبيب وهز رأسه نافيا وقال:
-مظنش .
…….
خارج العيادة
كان يقف امام سيارتي ينتظرها حتي تخرج من عيادة الطبيب النفسي …يحمل باقة ازهار رائعة باللون الاحمر …قرر اليوم أن يسعدها قليلا ثم يذهبا الي والدته…اغمض عينه بسعادة وهو يتذكر انها أخيرا وافقت عليه …أخيرا اراحت قلبه …وتقبلته في حياتها …خفق قلبه وهو يراها تخرج من العيادة …ابتسم لها وهو يشير إليها ليتجهم وجهها وتقترب منه وتقول:
-برضه جيت …أنا مش نبهت عليك يا احمد متجيش عند الدكتور …أنا حابة اروح لوحدي واجي لوحدي …
ابتسم وهو يمسك كفه ويقبلها :
-حبيبتي أنا بس جيت ووقفت قدام العيادة مدخلتش …بعدين ايه اللي مزعلك يعني …ده جزاتي اني جيت وجايبلك ورد ومحضرلك مفاجأة حلوة…
نظرت إليه وهي تشعر بالذنب قليلا فهو يفعل المستحيل لإسعادها ولكنها تتعامل معه بجمود …ولكنها تعترف أن ما زال هناك توتر في علاقتهما فهي لن تعطيه الامان بكل بساطة ….
أعطته ابتسامة رائعة كمكافأة اخيرا …ابتسم وهو يقول:
-اخيرا …اخيرا يا ست ابتسمتي في وشي …
ضحكت هي وعينيها تلمع …كلمعة العشق التي كان يراها في عينيها …ازدادت ابتسامته وقال:
-اهو أنا دلوقتي حاسس اني قدرت ارجع حبيبتي لحياتي تاني …يالا يا ست البنات عشان عاملك خروجة النهاردة هتعجبك اووي وبعدين نروح لماما عايزة تشوفك…
-هنروح فين ؟!
قالتها بتساؤل ليرد ببساطة :
-الملاهي.
……….
-لا لا مش عايزة …مش عايزة اسيبك يا بابي …متسبنيش ..
قالتها ملك وهي تبكي وتشهق …كانت في غرفتها بينما انس بنفسه جهز حقيبتها لكي تذهب مع نيرمين …كانت مرام تقف بعيدا والدموع محتشدة في عينيها لا تعرف ماذا تفعل …فجأة خرجت من غرفة ملك واسرعت الي غرفتها واغلقت الباب ….بعد ان اغلقت الباب انفج.رت الدموع من عينيها وبقت تبكي وتبكي كما لم تبكي من قبل …قلبها كان يعتصر من الأ.لم… الشعور بالذ.نب يحر.قها …تشعر انها هي السبب ..هي لن تسامح نفسها ابدا… فلو لم يحبها انس لم يكن ليخسر ابنته…جلست علي الأرض وهي تبكي بصوت مرتفع …لم يهمها ان سمعها احد ام لا ….
…….
-يا بابي هتخليها تأخدني..
قالتها ملك بصوت منك.سر ليتجمد أنس في مكانه ويتذكر وعده لشقيقه…
فلاش باك …
-انت هتقوم…هتقوم يا انور وتربي بنتك .
قالها أنس وعينيه مشبعة بالدموع ولكنه لم يحررها لم يسمح لضعفه بالظهور ..شفقة بحال شقيقه فهو لا يريده ان يجزع ..
كان انور في حالة سيئة بسبب الحادث ..امسك هو كفه وقال؛
-انا عارف اني همو.ت يا انس مفيش فايدة ومش خايف من الموت …أنا خايف عشان بنتي. .بنتي ملك يا انس …لازم انت اللي تربيها متديهاش لجدتها …دي وصيتي الأخيرة …نيرمين افعي أنا مستأمنهاش علي بنتي …أنا بعدت عنها نوارة بنتها لانها اذ.تها كتير …الست دي أذ.ت بنتها فمش متخيل ممكن تعمل ايه في بنتي. …
-اذ.ت نوارة ازاي ؟!
سأل انس وهو يرتجف …كان خائف من الاجابة …تري ماذا فعلت نيرمين واذ.ت ابنتها …
والجواب من فم أنور كان حقا صادم …الجواب الذي جعله يبذل كل جهده كي يحافظ علي ملك …وهو لن يتنازل عنها ابدا !!
باك …
نظر أنس الي ملك التي تبكي وجلس امامها وهو يعانق وجهها ويمسح الدموع عن عينيها وقال:
-ملك انتِ بنت الصاوي…أنا مستحيل اتخلي عنك …انتِ بتثقي في بابا ولا لا
هزت ملك رأسها ليبتسم هو ويقول:
-هرجعك تاني…ده وعدي ليكي يا ملك …مش هتخلي عنك ابدا …والمرة دي هرجعك للأبد بس مستعدة تعملي اللي اقولك عليه ؟!
هزت راسها مرة اخري ليبتسم هو ويقبل رأسها ثم يخبرها ما يجب أن تفعله فعلا !!!!
…….
في الاسفل كانت نيرمين تشرب سيجارتها وهي مستمتعة للغاية لقد استطاعت ان تقضي علي أنس …استطاعت ان تح.طمه …وكم اسعدها هذا …أنس لم يجب عليه ابدا ان يتحداها…هو من يبكي الآن وهي من انتصرت …والمسألة مسألة وقت وسوف يتوسل إليها ليتزوج ابنتها !!…لمعت عينيها أكثر وهي تجد أنس يمسك كف ملك التي تمسح الدموع من عينيها …اتسعت ابتسامة نيرمين وهي تقترب من ملك وتقبلها علي خدها قائلة بخب.ث:
-متقلقيش يا روحي …هتنبسطي اووي معانا …لازم برضه تخلي بابا ومراته الجديدة لوحدهم …عشان لما يخلفوا بكرة مش هيكونوا فاضيين ليكي …
كان أنس صامت رغم داخله يريد أن يقت.لها …ولكن الصبر …سوف يحر.قهم جميعا !!
في قانونه مكتوب ان إذا اردت ان تربح الحرب وتقضي علي عدوك تحول الي وحش واقت.ل جميع مشاعرك الإنسانية. ..وهذا ما سيفعله…لقد ذاقوا لطفه …فليحترقوا الآن بنيران غضبه…وليذيقوا الويل …
نزل أنس إلي مستوي ابنته والدموع في عينيه ولكنه بإرادة قوية حبسها ثم قبلها علي رأسها وقال:
-هتوحشيني اووي …متنسيش تتصلي بيا دايما يا حبيبتي …وزي ما اتفقنا الصلاة في أوقاتها ومتبكيش خالص …عايزك تكوني مبسوطة …
ابتسمت ملك وهي تنظر إليه وقالت :
-هعمل اللي حضرتك عايزه يا بابي…
-انا متأكد من كده يا حبيبة بابي ..
قالها ثم قبل كفها لتسحبها نيرمين وتقول:
-كفاية كده يا أنس…يالا يا ملك نمشي …
وأمام عينيه كانوا يسحبوها …وفي تلك اللحظة قرر هو أن يعا.قبها بطريقة لن تنساها ابدا !!!
………
-مش عايز أي غلط يا سيد عمران في الصفقة دي بالذات حسان توفيق هيبقي من اهم شركاءنا عايزك تراجع اوراق الصفقة كويس عشان بكرة بإذن الله هجتمع معاه بعد الفطار …
قالها مروان وهو يجمع اشياؤه …يجب أن يذهب الآن فميعاد جلسة والده اليوم وهو لا يريد التاخير …
هز عمران راسه وهو يقول:
-حاضر يا مروان بيه متقلقش …روح حضرتك وسلملي علي وائل بيه وعقبال ما ينور شركتنا تاني .
ابتسم مروان ونظر إليه وقال:
-يا رب يا سيد عمران ادعيله لو سمحت …
نظر إليه عمران بشفقة الي حال هذا المسكين وقال:
-ربنا يشفيه يا بني ومتتحرمش منه ابدا.
-يارب يارب…
والدعوة كانت من اعماق قلب مروان. ..
…..
خرج من الشركة وركب سيارته ثم قادها بسرعة ….بعد دقائق عديدة توقف امام جامعتها …كان مشتاق لرؤيتها وكأن رؤيتها هي المسكن الذي يخفف عنه مصا.ئب الحياة …
خرج من سيارته ووقف وهو مربعا ذراعيه…
….
-محاضرات وامتحانات وفي رمضان ..هما الدكاترة من قريش ولا ايه …بيعملوا فينا كده ليه ؟!.
قالتها ليلي وهي تخرج من الجامعة ….حلقها جاف للغاية وتشعر بالجوع الشديد بالاضافة الي ضغط الدراسة بجامعتها ..هذا كثير عليها …
-اجمدي كده يا لولا احنا لسه في اول اسبوع في رمضان … الدكتور قال ان في الأسبوع التالت كله امتحانات ده احنا هنتنفخ
-يا مرك يا ليلي …يارب أنا واحدة تا.فهة عايزة انبسط بحياتي ايه اللي دخلني طب ..
-اخوكي السبب ..
قالتها ميار وهي تضحك لتنفخ ليلي وتقول:
-الله يسامحك يا أبيه ده انا اتنفخت أنا حاسة اني هفضل امتحن لحد ما امو.ت …أنا بمتحن اكتر ما بأكل…
ضحكت ميار عليها ثم شدتها كم كفها وقالت:
-بس بجد يا ليلي شكلك حلو اووي بالخمار …
ابتسمت وقالت:
-ده تاسع مرة تقوليلي كده من الصبح …
-عشان أنتِ شكلك حلو فعلا …برافو انك أخدتي الخطوة دي معايا…
أحاطت ليلي كتف ميار وقالت :
-عشان كده انا بحبك يا ميار …أنتِ صديقة جدعة بتجريني دايما للخير …
-وانا بحبك ولو ليا اخ كنت جوزتهولك …
وضعت ليلي كفها علي قلبها وقالت:
-اه ياريت يا ميار لو كان ليكي اخ كنت اتجوزته فورا …بس اسمع أن ليكي ابن عم …
ضر.بتها ميار علي كتفها وقالت:
-اتلمي يا ليلي الراجل متجوز ؟!
ضحكت ليلي وقالت بمزاح:
-نطلقه عادي خالص أو يتجوزني أنا كمان ويرحمني من الطب وقر.فه ..
ثم ضحكا سويا
….
تجمد مروان وهو يراها واقفة تتكلم مع صديقتها …خفق قلبه داخل صدره وهو يراها بهيئة اخري …هيئة رائعة للغاية ومحببة الي قلبه …بدت بخمارها الكريمي وكأنها ملاك هبط من السماء ..ملاك هو لا يمكنه الحصول إليه …فهو ما زال ذلك الشيطا.ن في حياتها وحياة عائلتها…فكر بحزن …فلا سبيل لعلاقتهما ابدا …ولكنه لا يستطيع أن ينساها …هي مسيطرة عليه سيطرة كاملة !!.
….
-بت يا ليلي الحقي مش ده الواد اللي اسمه مروان بيراقبك تاني اهو …مادام هو ملتزم اووي في مراقبتك خليه يسجل معانا في الكلية ده ملتزم اكتر مننا !
قالتها ميار وهي توكز ليلي في كتفها…نظرت ليلي بصدمة الي مكان ما أشارت لتجده فعلا واقفا ينظر إليها …وما أن راي نظراتها تحاصره حتي ارتبك وركب سيارته بسرعة ثم قادها …
ضحكت ميار وقالت:
-انا نفسي يكون عندي نفس إصرار الواد بس في العلم …ده مش عايز يتخلي عن الامل خالص يوميا بتلاقيه هنا بيراقبك رغم أنه يا عيني اخد ضر.ب من اخوكي بعمره …عارفة لو أنا عندي نفس الاصرار بتاعه كنت طلعت الاول علي الدفعة…..
كلمات ميار لم تدخل عقل ليلي من الأساس لأن وقتها عقلها كان في مكان آخر !
……….
بعد منتصف الليل …
-يالا يا حبيبتي قومي عشان السحور …
قالها ادم وهو يقبل رأسها بلطف
-ادم عايزة انام…
قالتها وهي نائمة…كانت تشعر حقا بالإرهاق بسبب الجهد الذي بذلته في تنظيف المنزل لإستقبال الشهر الكريم …انها المرة الأولي التي تتعب لتلك الدرجة …ولكن عندما نظرت الي المنزل ووجدته نظيف كليا ارتاحت كثيرا…
شهقت بخفة عندما حملها ادم بين ذراعيه وقال:
-لا مينفعش لازم تتسحري انا جهزتلك الاكل يالا …
حاوطت رقبته وهي تنام علي صدره وتغمغم بينما تحاول فتح عينيها ولكن النوم كان مسيطر عليها كليا:
-تعبانة اووي يا حبيبي …
-عارف يا حبيبتي الله يكون في عونك …اتسحري وصلي الفجر وبعدين نامي براحتك كده كده جهزنا اللي هنفطر بيه بكرة ..
فتحت عينيها فجأة وقالت:
-صحيح اتصلت بطنط حسناء وليلي وقولت هيفطروا عندنا بكرة…
انزلها لتقف علي قدميها وهز رأسه وقال:
-ايوة …وبعدين اتصلت بمامتك وعزمتها هي وجدك …
اتسعت عيني مهرا ليشيح ادم بوجهه ويقول وهو يخفي مشاعره:
-يالا عشان نتسحر روحي اغسلي وشك …
ابتسمت مهرا ثم اقتربت منه وجذبته وهي تقبله مرارا وتكرارا علي وجنته …
-كفاية …كفاية يا مهرا متبقيش غلسة زي ليلي …يا ستار يارب …
ضحكت مهرا وهي تبتعد عنه وتلج للحمام وقلبها يطير من السعادة …العائلة سوف تجتمع …
…….
جلست مهرا علي طاولة الطعام وسمت وبدأت تأكل …
جلس ادم بجوارها وهو يأكل بصمت ويفكر بقراره بإدخال جابر عزام لحياته مرة اخري …صحيح انه لا يمكن أن يسامحه ولكنه فعل هذا من أجل مهرا ..من اجل ان تكون سعيدة…هي ارادت ان تفطر أول يوم بمنزل جدها ولكن ما ان اخبرها انه يريد ان يدعو والدته وشقيقته الي الافطار تنازلت فورا مبتسمة لذلك هو أيضا تنازل قليلا لكي تجتمع مع عائلتها …
امسكت مهرا كف ادم لينتبه لها …اعطته ابتسامة رائعة وهي تقول:
-حبيبي كل ومتفكرش في حاجة …
-انا كويس …
تنهدت وقالت:
-انا عارفة أنك عزمت جدي عشان خاطري…عارفة الموضوع صعب عليك اووي ومقدرة …فشكرا ليك يا ادم ..شكرا اووي . .
التقط كفها وقبله وقال:
-انا مستعد أعمل أي حاجة عشان خاطرك…
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي …أنا بجد كنت محتاجة اشوف جدي …تجهيزات رمضان خلتني انقطع عنه وحاسة بالذنب لاني آخر مرة كلمت ماما قالت انه تعبان …
-ماله خير؟!.
قالها ادم وهو يخفي القلق في صوته ..
لتتنهد هي بحزن وتقول:
-السن واحكامه غير ان قلبه لسه بيتعبه ..أنا خايفة عليه اووي يا آدم …
-باذن الله هيبقي احسن ربنا ميحرمكوش من بعض …
ابتسمت وقبلت كفه هي الأخري:
-ولا يحرمني منك ابدا يا آدم…
صمتت مهرا …كانت تريد أن تتحدث معه بشأن غفرانه لجده بما أنهم في رمضان فتلك فرصة مناسبة للم شمل العائلة ولكنها خافت أن تتكلم …لم تكن تريد أن تعكر صفو تلك اللحظة الجميلة …لا تريد أغضاب ادم مجددا ولا تريد أن يفترقا مجددا …فهي تدرك كم أن الحياة من دونه كالجح.يم …
-كلي يا مهرا وبطلي تفكير ..
قالها ادم وهو يتناول طعامه بهدوء لتهز هي رأسه وتبدأ بالاكل بينما يفكر هو أن مهرا ما زالت تفكر في موضوع غفرانه لجده ..ولكن الجيد أنها لم تشير إلى الموضوع فهو لا يريد أي توتر في علاقتهما …فيكفي صدمته منذ ايام عندما أخبرته حسناء ان جابر عزام اتي إليها وطلب السماح وهي سامحته …هكذا ببساطة …ليكن صريحا هو ليس قديسا لتلك الدرجة …لا يمكنه الغفران …لا يمكنه سوف يمو.ت وهو يكر.ه جابر عزام !
…………………
في اليوم التالي …
-ماما صعبانة عليا اووي يا سامر …من وقت ما جات هنا لا بتتكلم وبالعافية امبارح سحرتها عشان الصيام…أنا خايفة عليها اووي يا حبيبي ..خايفة اووي …
قالتها كارما والدموع تنساب من عينيها امسك هو كفها وقال:
-اهدي يا كارما انتِ لازم تساعديها مش تنهاري وحقها هناخده من جوزها الكل.ب ده أنا كلمت محامي اعرفه وهنرفع قض.ية وعد اني هبهدله بس انتِ هوني عليها شوية ..
ابتسمت كارما وقالت:
-انا مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه …شكرا ليك يا سامر ..
-علي ايه يا كارما ..امك هي امي….صدقيني أنا بعتبرها زي امي الله يرحمها واللي عمل كده في امي لازم يتحاسب …
تنهدت كارما وقالت:
-انا هدخل واشوفها يا سامر يارب تكون كويسة .
…….
في الغرفة ..
كانت مودة جالسة علي الفراش …دموعها تتسابق علي وجنتها بينما تشهق بقوة …آثار الكدمات ما زالت علي وجهها قوية ..تغمض عينيها وتتذكر كيف انها تم اها.نتها بأسو.ء طريقة !!!
فلاش باك
اخذت مودة انفاسها اللاهثة وهي تقف امام باب منزلها وتحمل الاغراض التي احضرتها من السوق …زوجها رفض تماما ان يذهب معها وهي لم تريد أن تغضبه لذلك بنفسها قررت أن تذهب متحملة سخافة بعض الباعة وقلة تربيتهم ..ولانها امرأة ضعيفة لا تقوي ابدا علي الدفاع عن نفسها كانت تتحمل الاها.نة والكلام الفا.حش وتصمت …
اخرجت مفتاحها وهي تفتح الباب وتلج إليه …تجمدت مكانها وهي تسمع اصوات قادمة من غرفة النوم ….ثم وضعت كفها علي فاها وهي تسمع ضحكة أنثوية قوية …تقدمت من غرفة النوم وهي ترتعش بقوة ….انسابت الدموع من عينيها وهي تعرف المصيبة التي تنتظرها بالداخل ولكنها قررت المواجهة …الي متي سوف تكون جبانة الي متي؟!!هي تعرف أنه يخونها …ولكن أن يأتي بامرأة الي هنا هذا ما ك سرها حقا !!…
فتحت باب غرفة النوم ثم شهقت بقوة وهي تري زوجها مع جارتهما المتزوجة في الفراش …لم ينتبها لها في البداية إلا عندما صرخت بقوة مما جعلهما ينفصلان عن بعض ….
-بتخو.ني …بتخو.ني يا ابن الك.لب في فرشتي …وديني لافض.حك …
صرخت بها بقوة وخرجت من الغرفة …
-الحقها لو قالت لجوزي هيق.تلنا احنا الاتنين !
قالتها السيدة وهي تستر عريها لينهض سامح ويرتدي بنطاله بسرعة ويخرج وقبل أن تفتح مودة الباب لكي تخرج …امسكها من شعرها وصرخ بها :
-اخرسي …
-والله لافض.حك يا عر.ة الرجالة …
صرخت بها وهي تبكي …لم يتحمل هو وبدأ بضر.بها بقسوة …استغلت جارتها الوضع وارتدت ثيابها ورحلت بينما سامح ما زال يضر.بها بقسوة …
-انتِ طالق …طالق. ..غوري من بيتي
ثم تركها ودخل الي الغرفة ..
نامت هي علي الأرض وهي تبكي بعن.ف وتشهق …كانت لا تصدق أنه ضر.بها بكل تلك القسو.ة …هل هي مخطئة لأنها تنازلت؟!!
بعد دقائق خرج وهو يمسك حقيبتها ورماها بجوارها وقال:
-يالا غوري من هنا مش عايزة اشوفك …ولو قولتي لحد علي اللي شوفته هنا هق.تلك…فاهمة ولا لا !!!
باك ..
انفجرت بالب.كاء وهي تعيسة …لقد تنازلت ولكن هذا ما نالته …نالت الإها.نة والضر.ب ..
….
ولجت كارما الي غرفة والدتها لتتجمد وهي تجد والدتها تبكي بعنف
-ماما ..
قالتها كارما بشفقة وهي تنظر الي والدتها بحزن…كان يقت.لها اليأس علي وجهها ارادت حقا ان تخفف عنها …اقتربت منها كارما وجلست علي الفراش ثم عانقتها بقوة لتنفجر هي بالبكاء ..بينما تشعر ان قلبها سوف ينشطر من الأ لم…
-بس يا ماما بس ده حيو.ان ميستاهلش ابدا انك تبكي عشانه…حسبي الله ونعم الوكيل فيه ..
ابتعدت مودة وقالت ؛
-مش ببكي عشانه يا بنتي …ببكي عشاني أنا …أنا اتنازلت وده اللي حصلي في الاخر …أنا السبب …أنا السبب .
………….
كان يسيطر علي منزل ادم الجديد جو اسري دافئ للغاية بوجود والدته وشقيقته ليلي التي بدأت بنشر البهجة في المنزل …كانت ليلي تساعد مهرا في وضع الطعام علي الطاولة …
-الله عاملة جلاش باللحمة المفرومة بحبه اووي …وورق عنب كمان …
كانت ليلي تنظر إلي الطعام بسعادة لتضحك مهرا وتقول:
-ما أنا عملتهم عشان أنتِ بتحبيهم…ادم قالي أن لولا بتحب الاكل ده عشان كده قولت نفرح لولا شوية بما انها تعبانة في المذاكرة .. ..
-اه والله يا مهرا…تعبانة اووي أنا مبنامش تقريبا وانا بذاكر زي الحما.رة …
ضحكت مهرا وقالت:
-معلش بكرة تتخرجي …علي فكرة أنا دعيتلك أن ربنا ينجحك السنة دي وكل السنين …
نفخت ليلي وقالت:
-ده بدل ما تدعيلي اتجوز واخلص …
ضحكت مهرا بقوة عليها ليقترب ادم ويقول:
-بتقولوا ايه … أنا بخاف لما تجتمعوا انتوا الاتنين.
هزت ليلي كتفها وقال وهي ترفع رأسها:
-حبيبتي مهرا عملت الاكل ده عشاني ..عشان أنا بحبه .هي قالت كده
-كد.ابة علي فكرة …عملتهم عشان أنا بحبهم.
قالها ادم وهو يمازح ليلي التي مطت شفتيه بغضب طفولي مصطنع وقالت:
-يعني انت لازم تكسفني يا أبيه…ليه مبتحبش حد يجاملني شوية …
اقترب ادم منها وقبلها علي وجنتها وقال:
-عشان بحبك …واللي يحبك ينكشك صح يا لولا …
-طيب خلاص عفونا عنك …
قالتها ليلي بنبرة متكبرة ليضحك ادم ثم يعانقها…
رن جرس الباب فجأة بتقول مهرا بسعادة:
-دوول اكيد جدي وماما
-انا هفتح ..
قالتها حسناء بإبتسامة وهي تتجه الي الباب ..
-اهلا وسهلا نورتونا …
قالتها حسناء بإبتسامة وهي تفتح الباب لمروة وجابر…كان جابر واضح عليه التعب والارهاق الشديد …كان وجهه شاحب ويبتسم بصعوبة …هو اتي الي هنا بصعوبة …حاول بكل جهده ان يأتي …لم يكن ابدا ليضيع تلك الفرصة …فرصة ان يكون مع عائلته فرصة ليتقرب من ادم وليلي ومرام …
اقتربت مهرا منهما وعانقت والدتها بقوة وعينيها العسلية تبرقان بقوة …كانت سعيدة حقا بقدومهما… ابتعدت عن والدتها ثم عانقت جدها بقوة وقالت:
-وحشتني اووي.
-وانتِ وحشتيني اووي يا حبيبتي
ابتعدت عنه ليقترب ادم ويقبل رأسها قائلا :
-اهلا بيكي يا حماتي .
خفق قلب جابر بقوة وهو ينتظر ان يسلم عليه ادم او يعانقه ولكن ادم نظر إليه وهو يخفي مشاعره بأكملها ثم وهز رأسه لتحيته …
ابتلع جابر ريقه بصعوبة وهو يتقبل تحية حفيده الباردة …اغمض عينيه وهو يقر انه يستحق تلك المعاملة…هو يستحق !
ليلي أيضا أمسكت بقميص ادم ورفضت أن تذهب وتسلم علي جدها …
كانت حسناء تنظر إلي ليلي بتحذير ولكن ليلي تجاهلته وهي تنظر إلي الأرض …ابتسم جابر بحزن وقال بنبرة لطيفة حنونة:
-اخبارك ايه يا ليلي ؟!
-كويسة الحمدلله .
قالتها بنبرة جامدة وهي ما زالت تنظر للاسفل…لم تنظر إليه حتي !!!
تنهد وقال مجددا:
-اومال فين مرام …مش هتفطر معاكم النهاردة …
تنهد آدم وهو يتذكر اتصال مرام به وإخباره أن جدة ملك قد اخذتها وحينها تواصل مع أنس ليواسيه ويعرض عليه المساعدة …إلا أن انس أخبره الا يقلق …هو يعرف ما سيفعله جيدا !!!
قال ادم فجأة:
-مرام هتفطر النهاردة في بيتها …لما اتصلت بيها قالت كده …
هز الجد رأسه ليكمل ادم ..
-يالا اتفضلوا علي السفرة المغرب قرب يأذن …
ثم جلس الجميع حول الطاولة …علي الرغم من توتر الجو العام …إلا أن شكلهم بدا دافئ للغاية…بدوا كعائلة واحدة …وكم هذا اسعد مهرا …أسعدها كثيرا أن عائلتها كلها مجتمعة علي الرغم من كل شئ.
…………
بعد يومين ..
-أنس
قالتها مرام بارتباك …اليومين السابقين لم يتحدث ابدا …كان منغلقا علي نفسه وهي ايضا …خافت أن تواسيه …لم يكن لديها الجراءة لتواسيه بفقدان ابنته بينما تكون هي السبب في هذا…يعلم الله كم تتعذ.ب كل يوم وتدعو الله أن تعود ملك …حتي أنها فكرت أن تذهب وتطلب من ليل ان تعيد ملك …هي تعرف كم أن انس متعلق بإبنته وهذا صعب عليه …صعب جدا …
نظر أنس ببرود الي مرام …بينما يغلي من الداخل…لقد اختفت في الوقت الذي كان بحاجة ماسة إليها …أراد أن يعاتبها…يلومها …يخبرها أنها خذ.لته ..لقد توقع أن تواسيه في تلك الكا.رثة ولكنها بكل سهولة أغلقت علي نفسها ولم تظهر أمامه …بينما هو يحارب لإعادة ابنته هي تبتعد عنه بتلك الطريقة …وهذا جر.حه …جر.حه بقوة وجعله يظن أنها لا تحبه !!
-خير عايزة ايه ؟!
لمعت عينيها بفعل الدموع …لم تكن تريد أن تبكي ولكن مشاعرها غلبتها في تلك اللحظة وقالت:
-اسفة …اسفة يا أنس …اسفة لأن بسببي خسرت بنتك …لو مكنتش اتجوزتني مكانش ده حصل …
ربع ذراعيه وقال:
-بجد …هو ده بس اللي حابة تقوليه …بعد ما حضرتك اختفيتي اليومين اللي فاتو بدل ما تواسي جوزك وتطبطي عليه جاية تقولي اسفة …
-انا …أنا …
اقترب أنس منها ثم امسك ذراعها بعنف …عينيه كان تبرق بشدة والألم يعصف به بقوة …بحث في عينيها عن أي أثر لحبه فلم يجد …اللعنة هو لا يحتاج أسفها ولا دموعها…يحتاج حبها ..حبها فقط ..حبها هو ما سيجعله يقاوم ..ويحارب …هو لانه عشقها حارب نيرمين وجشعها …ولكن من قبل كان جبان….كان يخاف !!ولكن وجودها أعطاه السعادة …ولكنه لا يكتفي ولن يكتفي …هو يريد حبها …حبها فقط …ولا شىء غير ان تحبه..
-أنس ..أنس انت بتو.جعني!
قالتها مرام وهي تحاول السيطرة علي دموعها ولكنها فقدت السيطرة وانسابت علي وجنتها
-محبتنيش ليه ؟!!ليه مش قادرة تحبيني يا مرام …مفروض أعمل ايه تاني عشان تحبيني!!!
كان يقولها وهو يضغط علي ذراعها بعنف بينما عينيه تلمع بفعل الدموع …الألم الذي يشعر به لم يشعر به من قبل!
كانت دموع مرام تنساب علي وجنتها تحاول ان تتكلم …ان تنفي ما يقوله ولكنها عاجزة تماما اكمل ودمعة ساخنة تنساب علي وجنته:
-للدرجادي أنا مش مهم وبتتعاملي معايا ببرود ..ده انتِ حتي مواستنيش لما اخدوا ملك وبعدوها عني …مقربتيش مني ولا حضنتيني..سبتيني منهار وقفلتي علي نفسك باب اوضك ..ليه البرود ده يا مرام …ليه انتِ معندكيش قلب …مش قادرة تحبيني يعني …ومادام مش قادرة اتجوزتيني ليه…
كان يصرخ وهو يشعر بالجنون…هو يريدها …يريدها ان تحبه …لا يمكنها ان تمنع حبها عنه لا يمكنها…جنونه جعله يجذبها إليه ويضغط شفتيه علي شفتيها ويقبلها بجنون وغضب ولكنها بقت متجمدة بين ذراعيه…لم تقاوم ولم تبادله حتي…
بعد لحظات من شغفه وبرودها ابعدها عنه وقال بيأس:
-انا فشلت …فشلت اخليكي تحبيني …وده بسببي أنا …جوازنا مينفعش يستمر!!!!!
كلمته قت.لتها…نظرت إليه بر.عب وقالت بنبرة مكسو.رة :
-أنس …انت بتقول ايه ؟!قصدك ايه ؟!
تأ.لم قلبه لأجلها…هو يحبها ..يعشقها مستعد أن يمو.ت لأجلها وهو مبتسم حتي. ..ولكن أيضا يريد الشعور بحبها …يريدها أن تحبه …يتوق إليها…لا يمكنه أن يعيش بدونها …ولكنه تقت.له وهي تخفي مشاعرها كلها عنه …هو يريدها … يريد أن يمتلك قلبها كما امتلكت هي قلبه ولن يتوقف حتي يمتلكه!
……..
بعد اسبوع …
-هي مسألة وقت بس يا ليل وهتلاقي أنس راكع تحت رجلينا وبيطلب انه يتجوزك عشان يرجع ملك هو اهو صبر اسبوع بش مش هيقدر يصبر اكتر من كده …
قالتها نيرمين وهي تشرب سيجارتها بإستمتاع ثم اكملت:
-اه يا ليل لو تشوفي شكله وهو مذ.لول كنتي هتفرحي اووي فيه …أنا استنيت كتير عشان اشوف انس الصاوي مك.سور …كده احنا حطينا اصباعه ضرسنا…بمعني اوضح روحه في ايدينا احنا وهنقدر نعمل فيه اللي عايزينه ..واولها هنطلب يطلق البنت المتشردة دي اللي جابها من الشارع دي وهتبقي أنتِ مكانها. ..هتبقي ست البيت وهتحققي كل احلامك وأحلامي…بعدها هيبقي سهل نحط أيدينا علي ثروة أنس وناخدها
كانت ليل تنظر إليها بإضطراب…لم يمكنها ان تستمتع بنصرها لانها تعرف انس جيدا …ليس هو من يستسلم بتلك السهولة…هو حتي لم يتحرك عندما رفعت والدتها قضية عليه بسبب اخلاله بالعقد وكأنه تخلي تماما عن فكرة التمسك بملك…تشعر ان هناك شئ ما يفكر به أنس…ولأن أيضا مر اسبوع وهو لم يفعل أي شئ ..هو بالتأكيد يخطط لشئ ..وكم تخاف أن ما يفكر به انس سوف يد.مرهم …للاسف والدتها لا تعرف أنس جيدا …
-ماما لما رفعتي قضية علي أنس متحركش ابدا وسابك تأخدي ملك مش شايفة ان ده غريب شوية …
ضحكت نيرمين وقالت:
-ايه هو الغريب يا قلب امك…الراجل خلاص عرف ان مفيش مفر هيخسر البنت خلاص. ..انس وقع يا حبيبتي …وقع لما سمح لقلبه يقوده زي اختك الغبية بالضبط وزيك …مفيش احسن من أنك تفكر بعقلك …أهو اتجوز المتشردة دي وخسر بنته يستاهل اللي حصله …أنا فرحانة فيه اووي …
كانت ليل غير مرتاحة أيضا …هناك شئ خاطئ…انس لا يستسلم بتلك السهولة هي تحفظه جيدا ..الا تحبه…هي تعشقه بجنون وتحفظه عن ظهر قلب … انس ليس ذلك الرجل اللطيف…انس لديه وجه قاسي للغاية مع اعداؤه ..وبفعلتها اليوم والدتها جعلت من نفسها عدوة انس !!!تلك الفكرة جعلتها ترتعش برعب …فأنس لن يصمت …لن يصمت ابدا !!!
-شوفي أنتِ ملك بتعمل ايه في اوضتها وانا طالعة ارتاح شوية ..ماشي
هزت ليل رأسها
…..
ولجت نيرمين الي هاتفها لتنظر إليه وتجد نعمان يتصل بها …أغمضت عينيها بغضب …تري ما الحجة التي سيخبرها بها الآن …ذلك الرجل الغب.ي لم يطلق زوجته حتي الآن وبالتالي لم يتزوجها !!وهي تريد أن تتزوجه بأقرب فرصة كي تستطيع سلب منه الفندق الخاص به !!
فتحت الهاتف وقالت:
-عايز ايه يا نعمان ؟!
أتاها صوته من الناحية الأخري وهو يقول ‘
-ايه يا بيبي النبرة دي ؟
-انا تعبت يا نعمان…تعبت من كتر ما انت بتماطل عشان تطلق مراتك وتتجوزني …خلاص ننهي الموضوع ما بيننا مادام متمسك بيها كده !!
قالتها نيرمين بغضب ليقول نعمان بلهفة من خلال الهاتف:
-يا حبيبتي ..متقوليش كده …أنا مقدرش اعيش من غيرك …والله …اديني فرصة يا نيرمين …اقولك تعاليلي النهاردة عايزك …
-لا لا انسي اني أعمل زي المرة اللي فاتت ..أنا مش هسلملك نفسي تاني الا لما اتجوز يا حبيبي …غير كده لا …أنا مش من النوع ده من الستات…هي كانت لحظة ضعف وراحت لحالها !
-لا يا حبيبتي انتِ فهمتي غلط أنا كنت عايزة اوريلك الشقة اللي هكتبها بإسمك..بس مادام مش عايزة خلاص ..
لمعت عيني نيرمين الخضراء بقوة وخفق قلبها بإثارة وقالت بلهفة :
-عدي عليا بعد ساعة يا حبيبي ونروح سوا !
…………
بعد اسبوع من التجاهل القاسي من أنس كانت قد فقدت تماسكها وبينما تقف أمام المرآة وتنساب دموعها بقوة …قلبها يؤ.لمها بشدة …هي تشعر بالذنب بسبب كل شىء يحدث حولها …خسارته لملك وعدم وقوفها بجانبها …عجزها أن تخبره أنها لم تحب أحد مثله …تعجز تماما أن تخبره أنها عاشقة له حد النخاع وأنه كل حياتها …ماذا تفعل …كيف تصلح الوضع ؟!!هي تختنق الان بحاجة أن تتكلم مع احد …تريد أن يرشدها…أمسكت هاتفها ولم تجد إلا ادم …ادم شقيقها وصديقها …لذلك اتصلت به
………………
-عاش يا شباب والله برافو عليكم …
قالها ادم وهو مبتسم بفخر وهو يري عمله علي أرض الواقع…لقد تعب حقا في ديكورات ذلك المنزل الكبير والذي سوف يكون ربح جيد للشركة . انتبه عندما رن هاتفه أخرجه وهو يري مرام تتصل به ..ابتسم وهو يرد
-ايوة يا بسبوستي …
قالها ادم بمرح لتغمض مرام بينما تنفجر الدموع من عينيها وتقول :
-ادم ..ادم …
-مرام فيه ايه ؟!
قالها ادم بقلق وهو يسمع نبرة البكاء في صوتها …
-ادم انا محتاجاك…محتاجة اتكلم معاك …
-اجيلك…
قالها دون تفكير لترد هي :
-لا لا ..أنا جاية عندكم بكرة وهتكلم معاك !
……………
-شقة د.عارة ..جايبني في شقة د.عارة يا نعمان !!!
صرخت بها نيرمين بغضب وهي تنظر إلي جميع الفتيات التي ترتدين ملابس خليعة بقر ف …
-ششش اسكتي بقا ..
قالها ثم سحبها الي غرفة فارغة وقال:
-هو أنتِ مش عايزة شقة ..
-ايوة شقة شقة. .مش بيت د.عارة …خلينا نطلع من هنا .
ابتسم نعمان وهو يمسك خصلات شعرها ويقول :
-يا حبيبتي …هجيلك شقة وعربية كمان …ده انا حتي هكتب الفندق بإسمك … بس انا عايزك دلوقتي …من اول ليلتنا الأولي سوا وانا مبفكرش الا فيكي …
-تقوم تجيبني هنا ؟!
-اعمل ايه مراتي مرقباني …لو عرفت هتطين عيشتي أنا عايز اتخلص منها بأي طريقة …للأسف هي ليها نص الفندق وانا عايز اخلص الفندق من تحت ايديها ويبقي لينا بس…ومش عارف اعمل ايه ؟!هي لو ما.تت الفندق هيبقي كله ليا ادعي انها تمو.ت
لمعت عيني نيرمين وقالت:
-مفكرتش تق.تلها …
ضحك نعمان وقال:
-ايه خفة الدم دي ؟!
ولكن نيرمين لم تضحك بل قالت :
-انا مش بهزر …ما دام واقفة في طريقك اقت.لها ولا تحط روحك في ايديها !
نظر إليها بتوتر وقال:
-اقت.ل مين يا حبيبتي …أنا مش كده …هو أنتِ فاكراني ايه …
ابتعدت نيرمين عنه وقالت:
-خلاص يا نعمان متق.تلهاش …بس انساني بقا ..أنا استنيت.كتير اووي يالا روحني لو سمحت عشان انت ضايقتني وأثبت انك لسه بتحب مراتك وانا مش مهمة عندك …
وكادت أن تبتعد عنه إلا أنه جذبها وقال بحرارة :
-لا متروحيش ….أنا بحبك …بحبك والله أنتِ مش بحب غيرك ..
هزت كتفيها وقالت:
-خلاص اعمل اللي بقولك عليه وخلص عليها وخلينا نخلص …انت خايف ليه ؟!
ابتلع ريقه وقال:
-الس.جن ..
ضحكت نيرمين وقالت:
-متقلقش يا نعمان أنا هقولك تقت.لها ازاي بحيث متدخلش الس.جن. احنا هنخلي موتها طبيعي خالص …
صمت نعمان وهو يفكر …برقت عيني نيرمين بشدة وبخبث …تلك فرصة ذهبية لها …لا يجب أن تضيعها …سوف تجعل نعمان يقت.ل زوجته ثم تبلغ هي عنه بعد أن تقنعه بالتنازل لها عن كل شىء …فكرة جبارة لا تخرج من عقل الا انثي مثلها ..
-تمام ماشي موافق ..
قالها نعمان ببساطة لتبتسم وهي تحاوط رقبته وتقول:
-كده أنا احبك …
ثم بدأت بتقبيله برقة…..
…
بالاسفل
توقفت عربات الشرطة أمام البناية ثم صعدا ناحية الشقة المشبو.هة ….
-كبسة…كبسة .كبسة ..
هكذا صرخت بها أحدي الفتيات لتدفع نيرمين نعمان عنها وتصرخ بينما رجال الشرطة يقتحمان الغرفة ….
………………….
-ماما !
قالها مروان وعينيه تتسعان بسعادة ثم ركض ناحية والدته مبتسما …فتحت هي ذراعيها له ليضمها بقوة إليه والدموع تطرف من عينيه:
-وحشتيني يا ماما وحشتيني اووي …
قالها ودموعه تتسابق علي وجنتيه …ابتسمت والدته وقالت بصوتها الرقيق :
-وانت وحشتني اووي يا مروان
ابتعد مروان عنها وعينيه تلمع بقوة …كان يبتسم من قلبه وهو يراها …بعدها شعر بشخص خلفه ..نظر خلفه ليجد والده في كامل صحته وجهه ينير وشعره الذي فقده بفعل العلاج الكيماوي عاد مجددا
-بابا ..
قالها مروان بحيرة ليبتسم وائل ويتجه الي زوجته وهو ينظر إليها بشوق …ثم امسك كفها لتسحبه هي خلفه وتسير به…
-ماما انتِ واخداه فين ؟!
قالها مروان بر.عب وهو يري والده يذهب مع والدته…ولكنها لم ترد عليه وهي تذهب هي ووالده …
-بابا …بابا …
صرخ بها وهو يحاول ان يمسك كف والده ولكن فجأة الاثنان اختفوا …وبقي هو وحيدا !!
-بابا …بابا …
اخذ مروان يصرخ بها بقوة …
فجأة استيقظ مروان من نومه وهو يصرخ ….نظر مروان حوله وهو يلهث بقوة …هذا كان حلم .. حلم…هز رأسه وهو يفكر أنه كابوس. ..كابوس مر.عب …
نهض من فراشه وهو ينظر إلي الساعة …معاد جلسة والده اقتربت …خرج من الغرفة بسرعة وهو يقول:
-عم محسن معلش جهز بابا عشان يروح المستشفي عقبال ما اجهز .
هز عم محسن رأسه …ليدخل مروان غرفته مجددا ويجهز ملابسه ويلج للمرحاض ثم يأخذ دوشا سريعا …
بعد الدوش ارتدي ثيابه ثم توضأ وصلي وهو يدعو الله أن يكون والده بخير!!
….
بعد نصف ساعة تقريبا. ..
كان ينطلق بسيارته نحو المشفي …
……..
في المشفي …
كان مروان في الغرفة مع والده يستعدان للجلسة عندما طلب الطبيب المعالج ان يتكلم معه ضروري …
…..
-ايه هي الحاجة الضرورية اللي حضرتك عايز تكلمني عليها ؟!
تساءل مروان وقلبه يخفق بخوف…لم يرد أن يفكر بالأسوا… لذلك اجبر نفسه علي التفاؤل…. اطرق الطبيب وقال :
-للاسف يا مروان…جسم والدك مش بيستجيب للكيماوي كويس …التحاليل الأخيرة أثبتت أن السرطان لسه بينتشر بطريقة سريعة …أنا آسف …
سيطر مروان علي انفعالاته وقال:
-يعني …يعني ايه يا دكتور ؟!
ابتلع الطبيب ريقه وقال:
-يعني كفاية تعذ.ب ابوك.يا بني …مفيش فايدة !!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عروس رغما عنها الجزء الثاني)
للعودة لقراءة الجزء الأول اضغط على : (رواية عروس رغما عنها)
قصة مشوقة
قصة رائعة
…..
أحداث متسللسة
رواية جميلة